الميزان في تفسير القرآن الجزء ١١

الميزان في تفسير القرآن0%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 431

الميزان في تفسير القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
تصنيف: الصفحات: 431
المشاهدات: 77797
تحميل: 5662


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 431 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77797 / تحميل: 5662
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء 11

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

و الله سبحانه عالم بهما جميعا.

و هذا ممّا لا يسع لذي لبّ إنكاره فإنّ للاُمور و الحوادث وجوداً بحسب ما تقتضيه أسبابها الناقصة من علّة أو شرط أو مانع ربّما تخلّف عنه، و وجوداً بحسب ما تقتضيه أسبابها و عللها التامّة و هو ثابت غير موقوف و لا متخلّف، و الكتابان أعني كتاب المحو و الإثبات و اُمّ الكتاب إمّا أن يكونا أمرين تتبعهما هاتان المرحلتان من وجود الأشياء اللّتان إحداهما تقبل المحو و الإثبات و الاُخرى لا تقبل إلّا الثبات. و إمّا أن يكونا عين تينك المرحلتين، و على أيّ حال ظهور أمر أو إرادة منه تعالى بعد ما كان الظاهر خلافه واضح لا ينبغي الشكّ فيه.

و الّذي أحسب أنّ النزاع في ثبوت البداء كما يظهر من أحاديث أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) و نفيه كما يظهر من غيرهم نزاع لفظيّ و لهذا لم نعقد لهذا البحث فصلاً مستقلّاً على ما هو دأب الكتاب و من الدليل على كون النزاع لفظيّاً استدلالهم على نفي البداء عنه تعالى بأنّه يستلزم التغيّر في علمه مع أنّه لازم البداء بالمعنى الّذي يفسّر به البداء فينا لا البداء بالمعنى الّذي يفسّره به الأخبار فيه تعالى.

و في الدرّ المنثور، أخرج الحاكم عن أبي الدرداء: أنّ رسول الله (صلّي الله و عليه وآله وسلّم) قرأ( يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ ) مخفّفة.

و فيه، أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلّي الله و عليه وآله وسلّم): في قوله:( نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) قال: ذهاب العلماء.

و في المجمع، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ننقصها بذهاب علمائها و فقهائها و أخيارها.

و في الكافي، بإسناده عن محمّد بن عليّ عمّن ذكره عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يقول: إنّه ليسخّي نفسي في سرعة الموت أو القتل فينا قول الله عزّوجلّ:( أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) فقال: فقد العلماء.

أقول: كأنّ المراد أنّه يسخّي نفسي أنّ الله تعالى نسب توفّي العلماء إلى نفسه لا إلى غيره فيهنأ لي الموت أو القتل.

٤٢١

( سورة الرعد آية ٤٣)

وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ( ٤٣)

( بيان‏)

الآية خاتمة السورة و تعطف الكلام على ما في مفتتحها من قوله:( وَ الّذي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) و هي كرّة ثالثة على منكري حقّيّة كتاب الله يستشهد فيها بأنّ الله يشهد على الرسالة و من حصل له العلم بهذا الكتاب يشهد بها.

قوله تعالى: ( وَ يَقُولُ الّذينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ) إلخ بناء الكلام في السورة على إنكارهم حقّيّة الكتاب و عدم عدّهم إيّاه آية إلهيّة للرسالة و لذا كانوا يقترحون آية غيره كما حكاه الله تعالى في خلال الآيات مرّة بعد مرّة و أجاب عنه بما يردّ عليهم قولهم فكأنّهم لمّا يئسوا ممّا اقترحوا أنكروا أصل الرسالة لعدم إذعانهم بما أنزله الله من آية و عدم إجابتهم فيما اقترحوه من آية فكانوا يقولون:( لَسْتَ مُرْسَلًا ) .

فلقّن الله نبيّه (صلّي الله و عليه وآله وسلّم) الحجّة عليهم لرسالته بقوله:( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) و هو حجّة قاطعة و ليس بكلام خطابيّ و لا إحالة إلى ما لا طريق إلى حصول العلم به.

فقوله:( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ ) استشهاد بالله سبحانه و هو وليّ أمر الإرسال و إنّما هي شهادة تأدية لا شهادة تحمّل فقط فإنّ أمثال قوله تعالى:( إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) من آيات القرآن و كونه آية معجزة من الله

٤٢٢

ضروريّ، و كونه قولاً و كلاماً له سبحانه ضروريّ و اشتماله على تصديق الرسالة بدلالة المطابقة المعتمدة على علم ضروريّ أيضاً ضروريّ، و لا نعني بشهادة التأدية إلّا ذلك.

و من فسّر شهادته تعالى من المفسّرين بأنّه تعالى قد أظهر على رسالتي من الأدلّة و الحجج ما فيه غنى عن شهادة شاهد آخر ثمّ قال: و تسمية ذلك شهادة مع أنّه فعل و هي قول من المجاز حيث إنّه يغني غناها بل هو أقوى منها. انتهى. فقد قصد المطلوب من غير طريقه.

و ذلك أنّ الأدلّة و الحجج الدالّة على حقّيّة رسالته (صلّي الله وعليه وآله وسلّم) إمّا القرآن و هو الآية المعجزة الخالدة، و إمّا غيره من الخوارق و المعجزات و آيات السورة - كما ترى - لا تجيب الكفّار على ما اقترحوه من هذا القسم الثاني و لا معنى حينئذ للاستشهاد بما لم يجابوا عليه، و أمّا القرآن فمن البيّن أنّ الاستناد إليه من جهة أنّه معجزة تصدّق الرسالة بدلالتها عليها أي كلام له تعالى يشهد بالرسالة، و إذا كان كذلك فما معنى العدول عن كونه كلاماً له تعالى يدلّ على حقّيّة الرسالة أي شهادة لفظيّة منه تعالى على ذلك بحقيقة معنى الشهادة إلى كونه دليلاً فعليّاً منه عليها سمّي مجازاً بالشهادة؟.

على أنّ كون فعله تعالى أقوى دلالة على ذلك من قوله ممنوع.

فقد تحصّل أنّ معنى قوله:( اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ ) أنّ ما وقع في القرآن من تصديق الرسالة شهادة إلهيّة بذلك.

و أمّا جعل الشهادة شهادة تحمّل ففيه إفساد المعنى من أصله و أيّ معنى لإرجاع أمر متنازع فيه إلى علم الله و اتّخاذ ذلك حجّة على الخصم و لا سبيل له إلى ما في علم الله في أمره؟ أ هو كما يقول أو فرية يفتريها على الله؟.

و قوله:( وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) أي و كفى بمن عنده علم الكتاب شهيدا بيني و بينكم، و قد ذكر بعضهم أنّ المراد بالكتاب اللوح المحفوظ و يتعيّن على هذا أن يكون المراد بالموصول هو الله سبحانه فكأنّه قيل: كفى بالله الّذي عنده علم

٤٢٣

الكتاب شهيدا إلخ.

و فيه أوّلاً أنّه خلاف ظاهر العطف، و ثانياً أنّه من عطف الذات مع صفته إلى نفس الذات و هو قبيح غير جائز في الفصيح و لذلك ترى الزمخشريّ لمّا نقل في الكشّاف، هذا القول عن الحسن بقوله: و عن الحسن:( لا و الله ما يعني إلا الله ) قال بعده: و المعنى كفى بالّذي يستحقّ العبادة و بالّذي لا يعلم علم ما في اللوح إلّا هو شهيدا بيني و بينكم. انتهى فاحتال إلى تصحيحه بتبديل لفظة الجلالة( بِالله ) من( الّذي يستحق العبادة ) و تبديل( مَنْ ) من( الّذي ) ليعود المعطوف و المعطوف عليه وصفين فيكون في معنى عطف أحد وصفي الذات على الآخر و إناطة الحكم بالذات بما له من الوصفين كدخالتهما فيه فافهم ذلك.

لكن من المعلوم أنّ تبديل لفظ من لفظ يستقيم إفادته لمعنى لا يوجب استقامة ذلك في اللفظ الأوّل و إلّا لبطلت أحكام الألفاظ.

على أنّ التأمّل فيما تقدّم في معنى هذه الشهادة و أنّ المراد به تصديق القرآن لرسالة النبيّ (صلّي الله وعليه وآله وسلّم) يعطي أنّ وضع لفظة الجلالة في هذا الموضع لا للتلميح إلى معناه الوصفي بل لإسناده الشهادة إلى الذات المقدّسة المستجمعة لجميع صفات الكمال لأنّ شهادته أكبر الشهادات قال سبحانه:( قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ ) .

و ذكر آخرون: أنّ المراد بالكتاب التوراة و الإنجيل أو خصوص التوراة و المعنى و كفى بعلماء الكتاب شهداء بيني و بينكم لأنّهم يعلمون بما بشّر الله به الأنبياء فيّ و يقرؤن نعتي في الكتاب.

و فيه أنّ الّذي اُخذ في الآية هو الشهادة دون مجرّد العلم، و السورة مكّيّة و لم يؤمن أحد من علماء أهل الكتاب يومئذ كما قيل و لا شهد للرسالة بشي‏ء فلا معنى للاحتجاج بالاستناد إلى شهادة لم يقم بها أحد بعد.

و قيل: المراد القوم الّذين أسلموا من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام و تميم الداريّ و الجارود و سلمان الفارسيّ، و قيل هو عبدالله بن سلام، و ردّ بأن

٤٢٤

السورة مكّيّة و هؤلاء إنّما أسلموا بالمدينة.

و للقائلين بأنّه عبدالله بن سلام جهد بليغ في الدفاع عنه فقال بعضهم: إنّ مكّيّة السورة لا تنافي كون بعض آياتها مدنيّة فلم لا يجوز أن تكون هذه الآية مدنيّة مع كون السورة مكّيّة.

و فيه أوّلاً: أنّ مجرّد الجواز لا يثبت ذلك ما لم يكن هناك نقل صحيح قابل للتعويل عليه. على أنّ الجمهور نصّوا على أنّها مكّيّة كما نقل عن البحر.

و ثانياً: أنّ ذلك إنّما هو في بعض الآيات الموضوعة في خلال آيات السور النازلة و أمّا في مثل هذه الآية الّتي هي ختام ناظرة إلى ما افتتحت به السورة فلا إذ لا معنى لإرجاء بعض الكلام المرتبط الأجزاء إلى أمد غير محدود.

و قال بعضهم: إن كون الآية مكّيّة لا ينافي أن يكون الكلام إخباراً عمّا سيشهد به.

و فيه أنّ ذلك يوجب رداءة الحجّة و سقوطها فأيّ معنى لأنّ يحتجّ على قوم يقولون:( لَسْتَ مُرْسَلًا ) فيقال: صدقوا به اليوم لأنّ بعض علماء أهل الكتاب سوف يشهدون به.

و قال بعضهم: إنّ هذه الشهادة شهادة تحمّل لا يستلزم إيمان الشهيد حين الشهادة فيجوز أن تكون الآية مكّيّة و المراد بها عبدالله بن سلام أو غيره من علماء اليهود و النصارى و إن لم يؤمنوا حين نزول الآية.

و فيه أنّ المعنى حينئذ يعود إلى الاحتجاج بعلم علماء أهل الكتاب و إن لم يعترفوا به و لم يؤمنوا، و لو كان كذلك لكان المتعيّن أن يستشهد بعلم الّذين كفروا أنفسهم فإنّ الحجّة كانت قد تمّت عليهم بكون القرآن كلام الله و لا يكون ذلك إلّا عن علمهم به فما الموجب للعدول عنهم إلى غيرهم و هم مشتركون في الكفر بالرسالة و نفيها على أنّه تقدّم أنّ الشهادة في الآية ليست إلّا شهادة أداء دون التحمّل.

و قال بعضهم:- و هو ابن تيمية و قد أغرب - أنّ الآية مدنيّة بالاتّفاق. و هو كما ترى.

٤٢٥

و ذكر بعضهم: أنّ المراد بالكتاب القرآن الكريم، و المعنى أنّ من تحمّل هذا الكتاب و تحقّق بعلمه و اختصّ به فإنّه يشهد على أنّه من عند الله و أنّي مرسل به فيعود مختتم السورة إلى مفتتحها من قوله:( تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ الّذي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) و ينعطف آخرها على أوّلها و على ما في أواسطها من قوله:( أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى‏ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) .

و هذا في الحقيقة انتصار و تأييد منه تعالى لكتابه قبال ما أزرى به و استهانه الّذين كفروا حيث قالوا:( لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) مرّة بعد مرّة و( لَسْتَ مُرْسَلًا ) فلم يعبؤا بأمره و لم يبالوا به و أجاب الله عن قولهم مرّة بعد مرّة و لم يتعرّض لأمر القرآن و لم يذكر أنّه أعظم آية للرسالة و كان من الواجب ذلك فقوله:( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ ) استيفاء لهذا الغرض الواجب الّذي لا يتمّ البيان دونه و هذا من أحسن الشواهد على ما تقدّم أنّ الآية كسائر السورة مكّيّة.

و بهذا يتأيّد ما ذكره جمع و وردت به الروايات من طرق أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) أنّ الآية نزلت في عليّ (عليه السلام) فلو انطبق قوله:( وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) على أحد ممّن آمن بالنبيّ (صلّي الله و عليه وآله وسلّم) يومئذ لكان هو فقد كان أعلم الاُمّة بكتاب الله و تكاثرت الروايات الصحيحة على ذلك و لو لم يرد فيه إلّا قوله (صلّي الله و عليه وآله وسلّم) في حديث(١) الثقلين المتواتر من طرق الفريق:( لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض) لكان فيه كفاية.

____________________

(١) و هو الحديث المعروف الّذي رواه الفريقان عن جم غفير من الصحابة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)( إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي لن يتفرقا حتّى يردا عليّ الحوض ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً) . الحديث.

٤٢٦

( بحث روائي)

في البصائر، بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: في الآية عليّ (عليه السلام).

أقول: و رواه أيضاً بأسانيد عن جابر و بريد بن معاوية و فضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) و بإسناده عن عبدالله بن بكير و عبدالله بن كثير الهاشميّ عن أبي عبدالله (عليه السلام) و بإسناده عن سلمان الفارسيّ عن عليّ (عليه السلام).

و في الكافي، بإسناده عن بريد بن معاوية: في الآية قال: إيّانا عنى و عليّ أوّلنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي (صلّي الله و عليه وآله وسلّم).

و في المعاني، بإسناده عن خلف بن عطيّة العوفيّ عن أبي سعيد الخدريّ قال: سألت‏ رسول الله (صلّي الله و عليه وآله وسلّم) عن قول الله جلّ ثناؤه:( قالَ الّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) قال: ذاك وصيّ أخي سليمان بن داود فقلت له: يا رسول الله فقول الله:( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال ذاك أخي عليّ بن أبي طالب.

و في تفسير العيّاشيّ، عن عبدالله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) هذا ابن عبدالله بن سلام بن عمران يزعم أنّ أباه الّذي يقول الله:( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال: كذب، هو عليّ بن أبي طالب.

و في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب قال: عن محمّد بن مسلم و أبي حمزة الثماليّ و جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) و عليّ بن فضّال و فضيل بن داود عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) و أحمد بن محمّد الكلبيّ و محمّد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) و قد روي عن موسى بن جعفر (عليه السلام) و عن زيد بن عليّ و عن محمّد بن الحنفيّة و عن سلمان الفارسيّ و عن أبي سعيد الخدريّ و إسماعيل السدّيّ أنّهم قالوا: في قوله تعالى:( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

و في تفسير البرهان، عن الثعلبيّ في تفسيره بإسناده عن معاوية عن الأعمش

٤٢٧

عن أبي صالح عن ابن عبّاس و روي عن عبدالله بن عطاء عن أبي جعفر: أنّه قيل له: زعموا أنّ الّذي عنده علم الكتاب عبدالله بن سلام قال: لا ذلك عليّ بن أبي طالب.

و روي: أنّه سئل سعيد بن جبير( وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) عبدالله بن سلام؟ قال: لا و كيف؟ و هذه السورة مكّيّة.

أقول: و رواه في الدرّ المنثور، عن سعيد بن منصور و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و النحّاس في ناسخه عن ابن جبير.

و في تفسير البرهان، أيضاً عن الفقيه ابن المغازليّ الشافعيّ بإسناده عن عليّ بن عابس قال: دخلت أنا و أبومريم على عبدالله بن عطاء قال يا أبامريم حدّث عليّا بالحديث الّذي حدّثتني عن أبي جعفر. قال: كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مرّ عليه ابن عبدالله بن سلام. قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الّذي عنده علم الكتاب. قال: لا و لكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب الّذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزّوجلّ:( وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ ) ( أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ) الآية.

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن جرير و ابن مردويه من طريق عبدالملك بن عمير أنّ محمّد بن يوسف بن عبدالله بن سلام قال: قال عبدالله بن سلام: قد أنزل الله فيّ القرآن( قُلْ كَفى‏ بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) .

أقول: و روي ما في معناه عن ابن مردويه عن زيد بن أسلم عن أبيه و عن جندب، و قد عرفت حال الرواية فيما تقدّم، و قد روي عن ابن المنذر عن الشعبيّ: ما نزل في عبدالله بن سلام شي‏ء من القرآن.

تم و الحمد لله.

٤٢٨

الفهرس

( سورة هود الآية ١٠٠ - ١٠٨ ). ٢

( بيان‏ ). ٣

( بحث روائي ). ٣٦

( سورة هود الآية ١٠٩ - ١١٩ ). ٤٤

( بيان‏ ). ٤٥

( بحث روائي ). ٧٠

( سورة هود الآيات ١٢٠ - ١٢٣ ). ٧٥

( بيان‏ ). ٧٥

( سورة يوسف مكّيّة و هي مائة و إحدى عشرة آية )   ٧٨

( سورة يوسف الآيات ١ - ٣ ). ٧٨

( بيان‏ ). ٧٨

( سورة يوسف الآيات ٤ - ٦ ). ٨٢

( بيان‏ ). ٨٢

( بحث روائي ). ٩١

( سورة يوسف الآيات ٧ - ٢١ ). ٩٣

( بيان‏ ). ٩٤

( كلام في أنّ الكذب لا يفلح ). ١١٢

( بحث روائي ). ١٢٢

( سورة يوسف الآيات ٢٢ - ٣٤ ). ١٢٧

( بيان‏ ). ١٢٨

( أبحاث حول التقوى الديني و درجاته ). ١٦٩

١- القانون و الأخلاق الكريمة و التوحيد: ١٦٩

٢- يحصل التقوى الديني بأحد أمور ثلاثة: ١٧٣

٣- كيف يورث الحبّ الإخلاص؟ ١٧٥

( بحث روائي ). ١٨٠

٤٢٩

( سورة يوسف الآيات ٣٥ - ٤٢ ). ١٨٥

( بيان ). ١٨٦

( بحث روائي ). ١٩٩

( سورة يوسف الآيات ٤٣ - ٥٧ ). ٢٠٢

( بيان‏ ). ٢٠٣

( بحث روائي ). ٢٢٢

( سورة يوسف الآيات ٥٨ - ٦٢ ). ٢٢٨

( بيان‏ ). ٢٢٨

( سورة يوسف الآيات ٦٣ - ٨٢ ). ٢٣٢

( بيان‏ ). ٢٣٤

( سورة يوسف الآيات ٨٣ - ٩٢ ). ٢٥٣

( بيان‏ ). ٢٥٤

( بحث روائي ). ٢٦١

( سورة يوسف الآيات ٩٣ - ١٠٢ ). ٢٦٧

( بيان‏ ). ٢٦٨

( بحث روائي ). ٢٧٦

( كلام في قصّة يوسف في فصول ). ٢٨١

١- قصّته في القرآن: ٢٨١

٢- ما أثنى الله عليه و منزلته المعنوية: ٢٨٧

٣- قصته في التوراة الحاضرة: ٢٨٧

( كلام في الرؤيا في فصول ). ٢٩٥

١- الاعتناء بشأنها: ٢٩٥

٢- و للرؤيا حقيقة: ٢٩٦

٣- المنامات الحقة: ٢٩٨

٤- و في القرآن ما يؤيّد ذلك-: ٣٠٠

٤٣٠

( سورة يوسف الآيات ١٠٣ - ١١١ ). ٣٠١

( بيان‏ ). ٣٠٢

( بحث روائي ). ٣٠٨

( سورة الرعد مكّيّة و هي ثلاث و أربعون آية )   ٣١١

( سورة الرعد الآيات ١ - ٤ ). ٣١١

( بيان‏ ). ٣١١

( بحث روائي ). ٣٢٤

( سورة الرعد الآيات ٥ - ٦ ). ٣٢٦

( بيان‏ ). ٣٢٦

( بحث روائي ). ٣٣٢

( سورة الرعد الآيات ٧ - ١٦ ). ٣٣٣

( بيان‏ ). ٣٣٤

( بحث روائي ). ٣٥٩

( سورة الرعد الآيات ١٧ - ٢٦ ). ٣٦٦

( بيان ). ٣٦٧

( بحث روائي ). ٣٨٣

( سورة الرعد الآيات ٢٧ - ٣٥ ). ٣٨٧

( بيان‏ ). ٣٨٨

( بحث روائي ). ٤٠٤

( سورة الرعد الآيات ٣٦ - ٤٢ ). ٤٠٩

( بيان‏ ). ٤٠٩

( بحث روائي ). ٤١٨

( سورة الرعد آية ٤٣ ). ٤٢٢

( بيان‏ ). ٤٢٢

( بحث روائي ). ٤٢٧

٤٣١