الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 461

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 461
المشاهدات: 125938
تحميل: 6006


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 461 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 125938 / تحميل: 6006
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١ - ألحافظ أبو داود الطيالسي المتوفّى ٢٠٤، في مسنده ١ ص ١٢.

٢ - ألحافظ أبو نعيم الإصبهاني المتوفّى ٤٣٠.

٣ - ألحافظ البيهقي المتوفّى ٤٥٨ في « السنن الكبرى » ٥ ص ٢٤٥.

٤ - ألحافظ إبن عساكر الدمشقي المتوفّى ٥٧١، في « تاريخ الشام »

٥ - ألحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى ٦٤٨.

٦ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، في « شفاء السقام » ص ٢٢.

٧ - نور الدين السمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٣٩٩.

٨ - أبو العبّاس القسطلاني المتوفّى ٩٢٣، في « المواهب اللدنيَّة »

٩ - ألحافظ إبن الدبيع المتوفّى ٩٤٤، في « تمييز الطيب » ص ١٦٢.

١٠ - زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى ١٠٣١، في « كنوز الحقايق » ص ١٤١.

١١ - ألشيخ إسماعيل العجلوني المتوفّى ١١٦٢، في « كشف الخفاء » ٢ ص ٢٧٨.

( ٦ )

عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعاً: من زارني بعد موتي فكأنَّما زارني في حياتي، ومن مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة من الآمنين. أخرجه:

١ - ألحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى ٣٨٥، في السنن »

٢ - ألحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى ٤٥٨.

٣ - ألحافظ إبن عساكر الدمشقي المتوفّى ٥٧١.

٤ - ألحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفى ٦٤٨.

٥ - ألحافظ أبو محمَّد عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى ٧٠٥.

٦ - أبو عبد الله العبدري المالكي إبن الحاج المتوفّى ٧٣٧، في « المدخل »

٧ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، في « شفاء السقام » ٢٥.

٨ - ألشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى ٨٠١، في « الروض الفائق » ٢ ص ١٣٧.

٩ - نور الدين السمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٣٩٩.

١٠ - أبو العبّاس القسطلاني المتوفّى ٩٢٣، في « المواهب اللدنية » عن البيهقي.

١١ - ألجراحي العجلوني المتوفّى ١١٦٢، في « كشف الخفاء » ٢ ص ٥٥١ عن

١٠١

إبن عساكر والذهبي، وحكى عن الأخير إنَّه قال: إنَّ هذا الحديث من أجود أحاديث الباب إسناداً.

١٢ - ألشيخ محمَّد الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٥.

١٣ - ألشيخ محمَّد بن درويش الحوت البيروتي المتوفّى ١٢٧٦، في « حسن الأثر » ص ٢٤٦.

( ٧ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من حجَّ حجَّة الأسلام وزار قبري، وغزا غزوةً وصلّى عليَّ في بيت المقدس، لم يسأله الله عزَّ وجلَّ فيما افترض عليه.

أخرجه الحافظ محمَّد بن الحسين بن أحمد أبو الفتح الأزدي المتوفّى ٣٧٤، في فوائده، ورواه عنه ألحافظ السلفي أبو طاهر الإصبهاني المتوفّى ٥٧٦ باسناده، وأخرجه بالطريق المذكور تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦ في « شفاء السقام » ص ٢٥، وذكره ألسيِّد السمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠٠، والشيخ محمَّد بن علي الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٦.

( ٨ )

عن أبي هريرة مرفوعاً: من زارني بعد موتي فكأنَّما زارني وأنا حيُّ، ومن زارني كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة. أخرجه:

١ - ألحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه المتوفَّى ٤١٦.

٢ - ألحافظ أبو سعد أحمد بن محمَّد بن أحمد بن الحسن الإصبهاني المتوفّى ٥٤٠.

٣ - أبو الفتوح سعيد بن محمَّد اليعقوبي في فوائده سنة ٥٥٢.

٤ - ألحافظ أبو سعد عبد الكريم السمعاني الشافعي المتوفّى ٥٦٢.

٥ - إبن الأنماطي إسماعيل بن عبد الله الأنصاري المالكي المتوفّى ٦١٩.

٦ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦ في « شفاء السقام » ص ٢٦.

٧ - ألسيِّد نور الدين السمهودي المتوفّى ٩١١ في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠٠.

( ٩ )

عن أنس بن مالك مرفوعاً: من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً وفي رواية أخرى عنه أيضاً:

١٠٢

من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة.

وفي لفظ ثالث له زيادة: وكنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة. أخرجته اُمَّةٌ من الحفّاظ منهم:

١ - إبن أبيُ فديك محمَّد بن إسماعيل المتوفّى ٢٠٠.

٢ - إبن أبي الدنيا أبو بكر القرشي المتوفّى ٢٨١.

٣ - ألحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ألمتوفى ٤٠٥.

٤ - ألحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى ٤٥٨. في « شعب الإيمان »

٥ - ألقاضي عياض المالكي المتوفّى ٥٤٤ في « الشفاء »

٦ - ألحافظ عليُّ بن الحسن الشهير بابن عساكر المتوفّى ٥٧١.

٧ - ألحافظ ابن الجوزي المتوفّى ٥٩٧ في [ مثير الغرام الساكن ].

٨ - ألحافظ عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى ٧٠٥.

٩ - أبو عبد الله العبدري المالكي إبن الحاجّ المتوفّى ٧٣٧ في « المدخل » ج ١ ص ٢٦١.

م ١٠ - شمس الدين أبو عبد الله الدمشقي الحنبلي المعروف بابن القيِّم الجوزيَّة المتوفّى ٧٥١، في « زاد المعاد » ٢ ص ٤٧ ].

١١ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، في « الشفاء السِّقام » ص ٢٧.

١٢ - ألسيِّد نور الدين السَّمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠٠

١٣ - أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى ٩٢٣ في « المواهب اللدنية »

١٤ - جلال الدين السيوطي المتوفّى ٩١١، في « الجامع الكبير » كما في ترتيبه ج ٨ ص ٩٩.

١٥ - ألشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده المتوفّى ١٠٧٨، في « مجمع الأنهر » ١ ص ١٥٧ بلفظ: من زارني الى المدينة متعمِّداً كان في جواري إلى يوم القيامة.

١٦ - ألشيخ محمَّد الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٦.

١٧ - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفّى ١١٢٢، في « شرح المواهب » ٨ ص ٢٩٩.

١٠٣

١٨ - ألجراحي العجلوني المتوفّى ١١٦٢، في كشف الخفاء ٢ ص ٢٥١.

١٩ - ألسيِّد أحمد الهاشمي في مختار الأحاديث النبويّة ص ١٦٩.

م ٢٠ - ألسيِّد محمَّد بن عبد الله الدمياطي الشافعي المتوفّى ١٣٠٧، في « مصباح الظلام » ٢: ١٤٤ ].

٢١ - ألشيخ منصور علي ناصف في « التاج » ٢ ص ٢١٦.

( ١٠ )

عن أنس بن مالك مرفوعاً: من زارني ميِّتاً فكأنَّما زارني حيّاً، و من زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحد من اُمَّتي له سعة ثمَّ لم يزرني فليس له عذرٌ. أخرجه:

١ - ألحافظ أبو عبد الله محمَّد بن محمود إبن النجّار المتوفّى ٦٤٣، في كتابه « الدرَّة الثمينة في فضائل المدينة »

٢ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، في « شفاء السِّقام » ص ٢٨.

٣ - ألحافظ زين الدين العراقي المتوفى ٨٠٦، أشار إليه كما في « المواهب »

٤ - ألسيِّد نور الدين السمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠٠

٥ - أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى ٩٢٣ في « المواهب اللدنيَّة »

٦ - ألعجلوني المتوفّى ١١٦٢، في « كشف الخفاء » ٣ ص ٢٧٨.

( ١١ )

عن إبن عبّاس مرفوعاً: من زارِني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتّى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً. أو قال: شفيعاً.

أخرجه الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفّى ٣٢٢، في كتاب « الضعفاء » في ترجمة فضالة بن سعيد المازني، والحافظ إبن عساكر المتوفّى ٥٧١ كما في « شفاء السِّقام » ص ٢١، و « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠١، و « نيل الأوطار » للشوكاني ٤ ص ٣٢٥، ٣٢٦.

( ١٢ )

عن عليّ أمير المؤمنين مرفوعاً وغير مرفوع: من زار قبري بعد مماتي فكأنَّما زارني في حياتي، ومن لم يزر قبري فقد جفاني، أخرجه:

١ - أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر الحسني في كتابه « أخبار المدينة »

١٠٤

٢ - أبو سعيد عبد الملك بن محمَّد النيسابوري الخركوشي المتوفّى ٤٠٦، في « شرف المصطفى »

٣ - ألحافظ إبن عساكر المتوفّى ٥٧١.

٤ - ألحافظ أبو عبد الله إبن النجّار المتوفّى ٦٤٣ في كتاب « الدرَّة الثمينة »

٥ - ألحافظ عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى ٧٠٥.

٦ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، في « شفاء السّقام » ص ٢٩

٧ - ألشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى ٨٠١، في « الروض الفائق » ٢ ص ١٣٧

٨ - ألسيّد نور الدين السمهودي المتوفِّى ٩١١ في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠١

٩ - زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى ١٠٣١ في « كنوز الحقايق » ص ١٤١.

( ١٣ )

عن بكر بن عبد الله مرفوعاً: من أتى المدينة زائراً لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمناً.

أخرجه أبو الحسين يحيى بن الحسن الحسني في كتابه « أخبار المدينة » كما في « شفاء السِّقام » للسبكي ص ٣٠، و « وفاء الوفاء » للسمهودي ٢ ص ٤٠٢.

( ١٤ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من زارني بعد موتي فكأنَّما زارني في حياتي. أخرجه:

١ - ألحافظ سعيد بن منصور النسائي أبو عثمان الخراساني المتوفّى ٢٢٧

٢ - ألحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفّى ٢٦٠.

٣ - ألحافظ أبو أحمد ابن عدي المتوفّى ٣٦٥.

٤ - ألحافظ أبو الشيخ الأنصاري المتوفّى ٣٦٩.

٥ - ألحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى ٣٨٥.

٦ - ألحافظ أبو بكر البيهقي المتوفَّى ٤٥٨.

٧ - ألقاضي عياض المالكي المتوفَّى ٥٤٤.

٨ - قاضي القضاة الخفاجي الحنفي المتوفَّى ١٠٦٩، في « شرح الشفاء » ٣ ص ٥٦٥ نقله عن البيهقي والدارقطني والطبراني وابن منصور.

١٠٥

٩ - زين الدين عبد الرؤف المناوي المتوفّى ١٠٣١، في « كنوز الحقايق » ١٤١ بلفظ: من زار قبري بعد موتي.

١٠ - ألعجلوني المتوفَّى ١١٦٢ في « كشف الخفاء » ٢ ص ٢٥١ نقلاً عن أبي الشيخ والطبراني وابن عدي والبيهقي.

( ١٥ )

عن ابن عبّاس مرفوعاً: مَن حجَّ إلى مكّة ثمَّ قصدني في مسجدي كتبت له حجّتان مبرورتان.

أخرجه الفردوس في مسنده كما في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤٠١. و « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٦.

( ١٦ )

عن رجل من آل الخطَّاب مرفوعاً: مَن زارني متعمِّداً كان في جواري يوم القيامة، ومَن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين [ من الآمنين ] وزاد الشحامي عقب قوله [ يوم القيامة ]: ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة. روي بإسنادٍ فيه من الحفّاظ:

١ - ألحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفّى ٣٢٢.

٢ - ألحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفَّى ٣٨٥.

٣ - ألحافظ أبو عبد الله الحاكم المتوفَّى ٤٠٥.

٤ - ألحافظ أبو بكر البيهقي المتوفَّى ٤٥٨، في « شعب الإيمان »

٥ - ألحافظ إبن عساكر الدمشقي المتوفّى ٥٧١.

٦ - ألحافظ أبو محمّد عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى ٧٠٥، وأخرجه من طريق هؤلاء الحفّاظ.

٧ - وليُّ الدين الخطيب العمري التبريزي في « مشكاة المصابيح » المؤلَّف ٧٣٧. في باب حرم المدينة في الفصل الثالث.

٨ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، في « شفاء السِّقام » ص ٢٤. وقال: مرسلٌ جيِّدٌ ورواه عنه.

١٠٦

ألسيِّد نور الدين السمهودي في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٣٩٩.

( ١٧ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من زارني إلى المدينة كنت له شهيداً وشفيعاً. أخرجه الحافظ الدارقطني بإسناده في « السنن » كما في « وفاء الوفاء » ج ٢ ص ٣٩٨.

( ١٨ )

رُوي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مَن وجد سعةً ولم يفد [ يغد ] إليَّ فقد جفاني.

ذكره إبن فرحون في مناسكه، والغزالي في « الإحياء » ١ ص ٢٤٦، والقسطلاني في « المواهب اللدنيَّة » والعجلوني في « كشف الخفاء » ٢ ص ٢٧٨.

( ١٩ )

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن زارني بعد وفاتي وسلّم عليَّ رددتُ عليه ‌السَّلام عشراً، وزاره عشرة من الملائكة، كلّهم يسلّمون عليه، ومن سلّم عليَّ في بيته ردَّ الله تعالى عليَّ روحي حتّى اُسلّم عليه.

ذكره ألشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى ٨٠١ في « الروض الفائق » ج ٢ ص ١٣٧.

( ٢٠ )

عن أبي عبد الله محمَّد بن العلاء رحمه الله قال: دخلت المدينة وقد غلب عليَّ الجوع فزرت قبر النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلّمت عليه وعلى الشيخين رضي الله عنهما وقلت: يا رسول الله جئت وبي من الفاقة والجوع ما لا يعلمه إلّا الله عزَّ وجلَّ وأنا ضيفك في هذه الليلة ثمَّ غلبني النوم فرأيت النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فأعطاني رغيفاً فأكلت نصفه، ثمَّ انتبهت من المنام وفي يدي نصفه الآخر، فتحقَّق عندي قول النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من رآني في المنام فقد رآني حقّاً فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي ثمَّ نوديت: يا أبا عبد الله! لا يزور قبري أحدٌ إلّا غُفر له ونال شفاعتي غداً.

ذكره الشيخ شعيب الحريفيش في « الروض الفائق » ج ٢ ص ١٣٨ فقال في المعنى:

من زار قبر محمَّدٍ

نال الشفاعة في غدِ

بالله كرِّر ذكره

وحديثه يا منشدي

واجعل صلاتك دائماً

جهراً عليه تهتدي

١٠٧

فهو الرَّسول المصطفى

ذو الجود والكفِّ الندي

وهو المشفَّع في الورى

من هول يوم الموعدِ

والحوض مخصوصٌ به

في الحشر عذب الموردِ

صلّى عليه ربّنا

ما لاح نجم الفرقدِ

( ٢١ )

مرفوعاً عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا عذر لمن كان له سعة من اُمَّتي ولم يزرني.

رواه الشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده في « مجمع الأنهر » في شرح ملتقى الأبحر ١ ص ١٥٧، وعدَّه من أدلّة الباب من دون غمز فيه.

( ٢٢ )

عن أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام : من زار قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في جواره. أخرجه إبن عساكر كما في « نيل الأوطار » للشوكاني ٤ ص ٣٢٦.

فلعلّك باخعٌ نفسك على‏ آثارهِم إنْ لَمْ يُؤمِنوا بهذا الحديثِ أسفا

فبأيِّ حديثٍ بعده يُؤمِنون

(ألكهف. الأعراف)

١٠٨

كلمات

أعلام المذاهب الأربعة

حول زيارة النبيِّ الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي أربعون كلمة

١ - قال أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي المتوفّى ٤٠٣، في كتابه [ المنهاج في شعب الإيمان ] بعد ذكر جملة من تعظيم النبيِّ: فأمّا اليوم فمن تعظيمه زيارته.

٢ - قال أبو الحسن أحمد بن محمَّد المحاملي الشافعي المتوفّى ٤٢٥، في « التجريد » : ويستحبُّ للحاجِّ إذا فرغ من مكّة أن يزور قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣ - قال القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري المتوفّى ٤٥٠: ويستحبّ أن يزور النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن يحجَّ ويعتمر.

٤ - قال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي المتوفّى ٤٥٠، في « الأحكام السلطانيَّة » ص ١٠٥: فإذا عاد [ وليُّ الحاجِّ ] سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليجمع لهم بين حج بيت الله عزَّ وجلَّ وزيارة قبر رسول الله رعايةً لحرمته وقياماً بحقوق طاعته، وذلك وإن لم يكن من فروض الحجِّ فهو من مندوبات الشرع المستحبَّة، وعبادات الحجيج المستحسنة.

وقال في الحاوي: أمّا زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمأمورٌ بها ومندوبٌ إليها.

٥ - حكى عبد الحقِّ بن محمَّد الصقيلي المتوفّى ٤٦٦، في كتابه [ تهذيب الطالب ] عن الشيخ أبي عمران المالكي انّه قال: إنَّما كره مالك أن يُقال: زرنا قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنَّ الزيارة من شاء فعلها ومن شاء تركها، وزيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واجبةٌ. قال عبد الحقِّ: يعني من السنن الواجبة [ في « المدخل » ١ ص ٢٥٦ ] يريد وجوب السنن المؤكّدة.

٦ - قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد الشيرازي الفقيه الشافعي المتوفّى ٤٧٦، في « المهذَّب » : ويستحبُّ زيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧ - قال أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوداني الفقيه البغدادي الحنبلي المتوفّى

١٠٩

٥١٠ في كتاب « الهداية » : وإذا فرغ من الحجِّ استحبَّ له زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبر صاحبيه.

٨ - قال القاضي عياض المالكي المتوفّى ٥٤٤، في « الشفاء » : وزيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنَّةٌ مجمعٌ عليها، وفضيلةٌ مرغَّبٌ فيها.

ثمَّ ذكر عدّة من أحاديث الباب فقال: قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه: وممّا لم يزل من شأن من حجِّ المِزور(١) بالمدينة والقصد إلى الصَّلاة في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتبرّك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطن قدميه والعمود الذي استند إليه ومنزل جبريل بالوحي فيه عليه، ومَن عمره وقصده من الصحابة وأئمَّة المسلمين، والإعتبار بذلك كلّه.

٩ - قال ابن هبيرة المتوفّى ٥٦٠، في كتاب « إتِّفاق الأئمَّة » : إتَّفق مالك و الشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى على أنَّ زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستحبَّة « ألمدخل » لابن الحاجّ ١ ص ٢٥٦.

١٠ - عقد الحافظ إبن الجوزي الحنبلي المتوفّى ٥٩٧ في كتابه « مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن » باباً في زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر حديثي إبن عمر وأنس المذكورين في أحاديث الباب.

١١ - قال أبو محمَّد عبد الكريم بن عطاء الله المالكي المتوفّى ٦١٢ في مناسكه: فصلٌ: إذا كمل لك حجّك وعمرتك على الوجه المشروع لم يبق بعد ذلك إلّا إتيان مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للسَّلام على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والدعاء عنده والسَّلام على صاحبيه والوصول إلى البقيع وزيارة ما فيه من قبور الصحابة والتابعين والصَّلاة في مسجد الرَّسول فلا ينبغي للقادر على ذلك تركه.

١٢ - قال أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن الحسين السامري الحنبلي المعروف بابن أبي سنينة المتوفّى ٦١٦ في كتاب « المستوعب » : باب زيارة قبر الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وإذا قدم مدينة الرَّسولعليه‌السلام استحب له أن يغتسل لدخولها. ثمَّ ذكر أدب الزيارة وكيفيَّة السّلام والدُّعاء والوداع.

١٣ - قال الشيخ موفّق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الحنبلي المتوفَّى

____________________

١ - قيل بكسر الميم وسكون الزاء وفتح الواو مصدر ميمى بمعنى الزيارة ( شرح الشفا للخفاجى )

١١٠

٦٢٠ في كتابه ألمغني(١) : فصلٌ: يستحبُّ زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمَّ ذكر حديثَي إبن عمر وأبي هريرة من طريق الدارقطني وأحمد.

١٤ - قال محيي الدين النووي الشافعي المتوفَّى حدود ٦٧٧ في « المنهاج » المطبوع بهامش شرحه المغني ١ ص ٤٩٤: ويسنُّ شرب ماء زمزم وزيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد فراغ الحجّ.

١٥ - قال نجم الدين إبن حمدان الحنبلي المتوفّى ٦٩٥ في « الرّعاية الكبرى » في الفروع الحنبليَّة: ويسنّ لمن فرغ عن نسكه زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما، وله ذلك بعد فراغ حجِّه وإن شاء قبل فراغه.

١٦ - قال القاضي الحسين: إذا فرغ من الحجِّ فالسنَّة أن يقف بالملتزم ويدعو، ثمَّ يشرب من ماء زمزم، ثمَّ يأتي المدينة ويزور قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( ألشفاء ).

١٧ - قال القاضي أبو العبّاس أحمد السروجي الحنفي المتوفَّى ٧١٠، في « الغاية » إذا انصرف الحاجّ والمعتمرون من مكّة فليتوجَّهوا إلى طيبة مدينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و زيارة قبره فإنَّها من أنجح المساعي.

١٨ - قال الإمام القدوة إبن الحاجّ محمَّد بن محمَّد العبدري القيرواني المالكي المتوفَّى ٧٣٧ في [ المدخل ] في فضل زيارة القبور ج ١ ص ٢٥٧: وامّا عظيم جناب الأنبياء والرُّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيأتي إليهم الزائر، ويتعيَّن عليه قصدهم من الأماكن البعيدة، فإذا جاء إليهم فليتَّصف بالذلِّ والإنكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع، ويحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره لأنّهم لا يبلون ولا يتغيّرون، ثمَّ يثني على الله تعالى بما هو أهله، ثمَّ يُصلّي ويترضّى على أصحابهم، ثم يترحم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثمَّ يتوسَّل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه، ويستغيث بهم، ويطلب حوائجه منهم، ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوِّي حسن ظنِّه في ذلك، فإنَّهم باب الله المفتوح، وجرتْ سنّته سبحانه وتعالى بقضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم، ومَن عجز عن الوصول فليرسل بالسَّلام عليهم، ويذكر

____________________

١ - شرح مختصر الخرقي في فروع الحنابلة تأليف الشيخ أبي القاسم عمر الحنبلى المتوفى ٣٣٤، والشرح المذكور من أعظم كتب الحنابلة التي يعتمدون عليها.

١١١

ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه وستر عيوبه إلى غير ذلك، فإنَّهم السّادة الكرام، والكرام لا يردُّون من سألهم ولا من توسّل بهم ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم. هذا الكلام في زيارة الأنبياء والمرسلين عليهم الصَّلاة والسَّلام عموماً.ثمَّ قال:

فصلٌ: وأمّا في زيارة سيِّد الأوَّلين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه فكلُّ ما ذكر يزيد عليه أضعافه أعني في الإنكسار والذل والمسكنة، لأنَّه الشافع المشفَّع الذي لا تردُّ شفاعته، ولا يخيب مَن قصده، ولا مَن نزل بساحته، ولا مَن استعان أو استغاث به، إذ أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام قطب دائرة الكمال وعروس المملكة إلى أن قال:

فمن توسَّل به، أو إستغاث به، أو طلب حوائجه منه، فلا يردُّ ولا يخيب لما شهدت به المعاينة والآثار، ويحتاج إلى الأدب الكلِّي في زيارته عليه الصلاة والسلام، وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم: إن الزائر يشعر نفسه بأنه واقف بين يديه عليه الصَّلاة والسَّلام كما هو في حياته، إذ لا فرق بين موته وحياته - أعني في مشاهدته لاُمّته ومعرفته بأحوالهم ونيّاتهم وعزائمهم وخواطرهم، ذلك عنده جليٌّ لا خفاء فيه - إلى أن قال:

فالتوسّل به عليه الصَّلاة والسَّلام هو محلّ حطّ أحمال الأوزار، وأثقال الذنوب والخطايا، لأنَّ بركة شفاعته عليه الصَّلاة والسَّلام وعظمها عند ربّه لا يتعاظمها ذنبٌ إذ أنَّها أعظم من الجميع، فليستبشر من زاره، وليلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيِّه عليه الصَّلاة والسَّلام من لم يزره، أللهمّ لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك آمين ربّ العالمين، ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم، ألم يسمع قول الله عزَّ وجلَّ: ولو انَّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرَّسول. الآية؟ فمن جاءه ووقف ببابه وتوسّل به وجد الله توّاباً رحيماً، لأنَّ الله منزَّهٌ عن خلف الميعاد وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر ربّه، فهذا لا يشكُّ فيه ولا يرتاب إلّا جاحدٌ للدين معاندٌ لِله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نعوذ بالله من الحرمان.

١٩ - ألّف الشيخ تقيّ الدين السبكي الشافعي المتوفّى ٧٥٦ كتاباً حافلاً في زيارة النبيِّ الأعظم في ١٨٧ صحيفة وأسماه [شفاء السِّقام في زيارة خير الأنام ] ردّاً على ابن تيميّة. وذكر كثيراً من أحاديث الباب، ثمَّ جعل باباً في نصوص العلماء من المذاهب الأربعة على استحبابها وإنَّ ذلك مجمعٌ عليه بين المسلمين، وقال في ص ٤٨: لا حاجة إلى تتّبع كلام

_٧_

١١٢

الأصحاب في ذلك مع العلم باجماعهم وإجماع ساير العلماء عليه والحنفيّة قالوا: إنَّ زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أفضل المندوبات والمستحبّات، بل يقرب من درجة الواجبات، وممَّن صرَّح بذلك أبو منصور محمّد بن مكرم الكرماني في مناسكه، وعبد الله بن محمود ابن بلدحي في شرح المختار، وفي فتاوى أبي الليث السمرقندي في باب أداء الحجّ.

وقال في ص ٥٩: كيف يتخيَّل في أحد من السَّلف منعهم من زيارة المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم مجمعون على زيارة سائر الموتى وسنذكر ذلك وما ورد من الأحاديث والآثار في زيارتهم، وحكى في ص ٦١ عن القاضي عياض وأبي زكرّيا النووي إجماع العلماء والمسلمين على استحباب الزيارة. وقال ص ٦٣: وإذا استحبَّ زيارة قبر غيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبره أولى لما له من؟ الحقِّ ووجوب التعظيم فإن قلت: ألفرق [يعني بين زيارة قبر النبيِّ وغيره] انَّ غيره يُزار للاستغفار له لاحتياجه إلى ذلك كما فعل النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زيارته أهل البقيع، والنبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستغنٍ عن ذلك. قلتُ: زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنَّما هي لتعظيمه والتبرُّك به، ولتنالنا الرَّحمة بصلاتنا وسلامنا عليه، كما أنّا مأمورون بالصّلاة عليه والتسليم وسؤال الوسيلة وغير ذلك ممّا يعلم أنَّه حاصلٌ لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغير سؤالنا، ولكنَّ النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرشدنا إلى ذلك لنكون بدعائنا له متعرِّضين للرَّحمة التي رتَّبها الله على ذلك.

فإن قلت: ألفرق أيضاً انَّ غيره لا يُخشى فيه محذورٌ وقبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُخشى الإفراط في تعظيمه أن يُعبد. قلت: هذا كلامٌ تقشعرُّ منه الجلود ولو لا خشية اغترار الجهّال به لما ذكرته، فإنّ فيه تركاً لما دلّت عليه الأدلّة الشرعيّة بالآراء الفاسدة الخياليَّة، وكيف تقدّم على تخصيص قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : زوروا القبور؟ وعلى ترك قوله: من زار قبري وجبت له شفاعتي؟ وعلى مخالفة إجماع السّلف والخلف بمثل هذا الخيال الذي لم يشهد به كتاب ولا سنَّة؟ بخلاف النهي عن اتِّخاذه مسجداً، وكون الصحابة احترزوا عن ذلك المعنى المذكور لأنَّ ذلك قد ورد النهي فيه وليس لنا أن نشرَّع أحكاماً من قبلنا، أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدِّين ما لم يأذن به الله؟ فمن منع زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد شرع من الدين والتعظيم والوقوف عند الحدّ الذي لا يجوز مجاوزته بالأدلَّة الشرعيَّة، وبذلك يحصل الأمر من عبادة غير الله تعالى، ومن أراد الله ضلاله من أفراد من الجهّال فلن يستطيع أحدٌ هدايته، فمن ترك شيئاً من التعظيم المشروع لمنصب النبوَّة زاعماً بذلك الأدب

١١٣

مع الربوبيَّة فقد كذب على الله تعالى وضيَّع ما أمر به في حقّ رسله، كما أنَّ مَن أفرط وجاوز الحدِّ إلى جانب الربوبيَّة فقد كذب على رسل الله وضيَّع ما أمروا به في حقِّ ربِّهم سبحانه وتعالى، والعدل حفظ ما أمر الله به في الجانبين، وليْس في الزِّيارة المشروعة من التعظيم ما يُفضي إلى محذور.

وعقد في ص ٧٥ - ٨٧ باباً في كون السفر إلى الزِّيارة قربةً، وبسط القول فيه وأثبته بالكتاب والسنَّة والإجماع والقياس، واستدلَّ عليه من الكتاب بقوله تعالى: ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً رحيما. بتقريب صدق المجيئ وعدم فرق بين حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومماته. ومن السنَّة بعموم قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من زار قبري. وصريح صحيحة إبن السكن: من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلّا زيارتي. وبما دلَّ من السنَّة على خروج النبيِّ من المدينة لزيارة القبور، وإذا جاز الخروج إلى القريب جاز إلى البعيد، فقد ثبت في الصحيح خروجهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى البقيع(١) بأمر من الله تعالى وتعليم عايشة كيفيَّة السَّلام على أهل البقيع. وخروجه إلى قبور الشهداء(٢) ثمَّ قال: الرابع الإجماع لأطباق السَّلف والخلف فإنَّ الناس لم يزالوا في كلِّ عام إذا قضوا الحجَّ يتوجَّهون إلى زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنهم من يفعل ذلك قبل الحجِّ هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، وحكاه العلماء عن الأعصار القديمة كما ذكرناه في الباب الثالث. وذلك أمرٌ لا يُرتاب فيه وكلّهم يقصدون ذلك ويعرجون إليه، وإن لم يكن طريقهم ويقطعون فيه مسافة بعيدة وينفقون فيه الأموال ويبذلون فيه المهج، معتقدين انَّ ذلك قربة وطاعة، وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الأرض ومغاربها على ممرِّ السنين وفيهم العلماء والصّلحاء وغيرهم يستحيل أن يكون خطأ، وكلّهم يفعلون ذلك على وجه التقرُّب به إلى الله عزَّ وجلَّ، ومن تأخَر عنه من المسلمين فإنَّما يتأخَّر فذهب بعجز أو تعويق المقادير مع تأسّفه عليه وودِّه لو تيسَّر له، ومن ادَّعى انَّ هذا الجمع العظيم مجمعون على خطأ فهو المخطي.

٢٠ - قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر القريشي العثماني المصري

____________________

١ - أخرجه مسلم فى صحيحه.

٢ - أخرجه أبو داود في سننه ١ ص ٣١٩.

١١٤

المراغي المتوفّى ٨١٦ في [ تحقيق النصرة في تاريخ دار الهجرة ]: وينبغي لكلِّ مسلم اعتقاد كون زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قربةً عظيمةً للأحاديث الواردة في ذلك، ولقوله تعالى: ولو أنَّهم إذ ظلموا جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرَّسول. الآية. لأنّ تعظيمه لا ينقطع بموته. ولا يقال: إنَّ استغفار الرَّسول لهم إنَّما هو في حياته وليست الزيارة كذلك. لِما أجاب به بعض الأئمَّة المحقِّقين انَّ الآية دلّت على تعليق وجدان الله تعالى توّاباً رحيماً بثلاثة أمور: المجيئ. واستغفارهم. واستغفار الرَّسول لهم. وقد حصل استغفار الرَّسول لجميع المؤمنين لأنَّه قد استغفر للجميع قال الله تعالى: واستغفر لذنبك و للمؤمنين والمؤمنات. فإذا وجد مجيئهم واستغفارهم كملت الامور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى ورحمته. [ المواهب اللدنيَّة للقسطلاني ].

٢١ - قال السيِّد نور الدين السَّمهودي المتوفّى ٩١١، في ( وفاء الوفاء ) ج ٢ ص ٤١٢ بعد ذكر أحاديث الباب: وأمّا الإجماع: فأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرِّجال كما حكاه النووي بل قال بعض الظاهريَّة بوجوبها، وقد اختلفوا في النساء، وقد امتاز القبر الشريف بالأدلّة الخاصَّة به كما سبق، قال السبكي: ولهذا أقول إنَّه لا فرق في زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الرِّجال والنساء. وقال الجمال الريمي في « التقفية » : يُستثني أي من محلِّ الخلاف قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصاحبيه، فإنَّ زيارتهم مستحبَّةٌ للنساء بلا نزاع كما اقتضاه قولهم في الحجِّ: يُستحبّ لمن حجَّ أن يزور قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحينئذ فيقال معاياة قبور يستحبُّ زيارتها للنساء بالإتِّفاق، وقد ذكر ذلك بعض المتأخِّرين وهو الدمنهوري الكبير، وأضاف إليه قبور الأولياء والصَّالحين والشهداء. ثمَّ بسط القول في أنَّ السفر للزيارة قربةٌ كالزيارة نفسها.

٢٢ - قال الحافظ أبو العبّاس القسطلاني المصري المتوفّى ٩٢٣ في « المواهب اللدنيَّة » : ألفصل الثاني في زيارة قبره الشَّريف ومسجده المنيف. إعلم أنَّ زيارة قبره الشَّريف من أعظم القربات وأرجى الطاعات والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الإسلام، وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الأعلام، وقد أطلق بعض المالكيَّة وهو أبو عمران الفاسي كما ذكره في « المدخل » عن « تهذيب الطالب » لعبد الحق: أنَّها واجبةٌ. قال: ولعلّه أراد وجوب السنن المؤكّدة،

١١٥

وقال القاضي عياض: أنَّها من سنن المسلمين مجمعٌ عليها وفضيلةٌ مرغَّبٌ فيها. ثمَّ ذكر جملةً من الأحاديث الواردة في زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: وقد أجمع المسلمون على استحباب زيارة القبور كما حكاه النووي وأوجبها الظاهريَّة، فزيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلوبةٌ بالعموم والخصوص كما سبق، ولأنَّ زيارة القبور تعظيمٌ وتعظيمهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واجبٌ، ولهذا قال بعض العلماء: لا فرق في زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الرِّجال والنساء، وإن كان محل الإجماع على استحباب زيارة القبور الرِّجال، وفي النساء خلافٌ، ألأشهر في مذهب الشافعي ألكراهة. قال ابن حبيب من المالكيَّة: ولا تدع في زيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والصَّلاة في في مسجده فإنَّ فيه من الرغبة ما لا غنى بك وبأحد عنه، وينبغي لمن نوى الزيارة أن ينوي مع ذلك زيارة مسجده الشريف والصَّلاة فيه، لأنَّه أحد المساجد الثلاثة التي لا تشدّ الرحال إلّا إليها وهو أفضلها عند مالك، وليس لشدِّ الرِّحال إلى غير المساجد الثلاثة فضلٌ لأنَّ الشَّرع لم يجيئ به، وهذا الأمر لا يدخله قياسٌ لأنّ شرف البقعة إنَّما يُعرف بالنصِّ الصريح عليه وقد ورد النصُّ في هذه دون غيرها. و قد صحَّ عن عمر بن عبد العزيز كان يبرد البريد للسَّلام على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالسفر إليه قربةٌ لعموم الأدلَّة، ومن نذر الزيارة وجبت عليه كما جزم به ابن كج من أصحابنا، وعبارته: إذا نذر زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لزمه الوفاء وجهاً واحداً. إنتهى. [ إلى أن قال ]: وللشيخ تقيِّ الدين إبن تيميَّة هنا كلامٌ شنيعٌ عجيبٌ يتضمَّن منع شدِّ الرِّحال للزيارة النبويَّة وانَّه ليس من القرب بل يضدُّ ذلك، وردَّ عليه الشيخ تقيّ الدين السبكي في « شفاء السِّقام » فشفى صدور المؤمنين.

٢٣ - ذكر شيخ الإسلام أبو يحيى زكريّا الأنصاري الشافعي المتوفّى ٩٢٥ في « أسنى المطالب » شرح « روض الطالب » - لشرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني - ج ١ ص ٥٠١ ما يستحبّ لمن حجَّ وقال: ثمَّ يزور قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويسلّم عليه وعلى صاحبيه بالمدينة المشرَّفة. ثمَّ ذكر شطراً من أدلّتها وجملة من آداب الزيارة.

٢٤ - قال إبن حجر الهيتمي المكي الشافعي المتوفّى ٩٧٣، في كتابه [ ألجوهر المنظَّم في زيارة القبر المكرَّم ] ص ١٢ ط سنة ١٢٧٩ بمصر بعد ما استدلَّ على مشروعيَّة زيارة قبر النبيِّ بعدَّة أدلّة منها: ألإجماع. فإن قلت: كيف تحكي الإجماع على

١١٦

مشروعيَّة الزيارة والسفر إليها وطلبها وابن تيميَّة من متأخِّري الحنابلة منكرٌ لمشروعيَّة ذلك كلّه كما رآه السبكي في خطِّه؟! وقد أطال ابن تيميَّة الإستدلال لذلك بما تمجه الأسماع، وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السَّفر لها إجماعا وانَّه لا تقصر فيه الصَّلاة، وانّ جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعةٌ، وتبعه بعض من تأخَّر عنه من أهل مذهبه. قلت: مَن هو ابن تيميَّة؟ حتّى يُنظر إليه أو يُعوَّل في شيء من أمور الدِّين عليه، وهل هو إلّا كما قال جماعة من الأئمَّة الذين تعقَّبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتَّى أظهروا عوار سقطاته و قبائح أوهامه وغلطاته كالعزّ بن جماعة: عبدٌ - أصلّه الله تعالى وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه، وبوَّأه من قوَّة الإفتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان ولقد تصدّى شيخ الاسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقيُّ السبكيُّ قدَّس الله روحه ونوَّر ضريحه للردِّ عليه في تصنيف مستقلّ أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصَّواب. ثمَّ قال:

هذا وما وقع من ابن تيميَّة ممّا ذكر وان كان عثرةً لا تُقال أبداً، ومصيبةً يستمرُّ شؤمها سرمداً، وليس بعجيب فإنَّه سوَّلت له نفسه وهواه وشيطانه انَّه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، وما درى المحروم انَّه أتى بأقبح المعائب، إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة، وتدارك على أئمَّتهم سيَّما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفةٍ شهيرة حتّى تجاوز إلى الجناب الأقدس المنزَّه سبحانه عن كلِّ نقص والمستحقِّ لكل كمال أنفس، فنسب اليه الكبائر والعظائم، وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامَّة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدِّمين و المتأخِّرين، حتّى قام عليه علماء عصره وألزموا السّلطان بقتله أو حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات، وخمدت تلك البدع، وزالت تلك الضَّلالات، ثمَّ انتصر له أتباعٌ لم يرفع الله لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً، بل ضُربت عليهم الذلَّة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.

٢٥ - قال الشيخ محمَّد الخطيب الشربيني المتوفّى ٩٧٧ في « مغني المحتاج » ج ١ ص ٣٥٧: ومحلّ هذه الأقوال(١) في غير زيارة قبر سيِّد المرسلين، أمّا زيارته فمن

____________________

١ - يعنى الاقوال في زيارة القبور للنساء من الندب والكراهة والحرمة والاباحة.

١١٧

أعظم القرباب للرِّجال والنساء، وألحق الدمنهوري به قبور بقيّة الأنبياء والصّالحين والشهداء، وهو ظاهرٌ وإن قال الأذرعي: لم أره للمتقدِّمين، قال ابن شهبة: فإن صحَّ ذلك فينبغي أن يكون زيارة قبر أبويها وإخوتها وسائر أقاربها كذلك فإنَّهم أولى بالصّلة من الصالحين. ا ه. والأولى عدم إلحاقهم بهم لما تقدَّم من تعليل الكراهة(١)

وقال في ص ٤٩٤ بعد بيان مندوبيَّة زيارة قبره الشريفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر جملةً من أدلَّتها: ليس المراد اختصاص طلب الزيارة بالحجِّ فإنَّها مندوبةٌ مطلقاً كما مرَّ بعد حجّ أو عمرة أو قبلهما أولا مع نسك، بل المراد [ يعني من قول المصنِّف بعد فراغ الحجِّ ] تأكّد الزيارة فيها لأمرين أحدهما: أنَّ الغالب على الحجيج الورود من آفاق بعيدة فإذا قربوا من المدينة يقبح تركهم الزيارة. والثاني لحديث من حجَّ ولم يزرني فقد جفاني. رواه إبن عدي في الكامل وغيره. وهذا يدلُّ على انَّه يتأكّد للحاجِّ أكثر من غيره، وحكم المعتمر حكم الحاجّ في تأكّد ذلك.

٢٦ - قال الشيخ زين الدين عبد الرؤف المناوي المتوفّى ١٠٣١ في شرح الجامع الصغير ٦ ص ١٤٠: وزيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشريف من كمالات الحجِّ، بل زيارته عند الصوفيَّة فرضٌ وعندهم الهجرة إلى قبره كهي إليه حيّاً، قال الحكيم: زيارة قبر المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هجرة المضطرِّين هاجروا إليه فوجدوه مقبوضاً فانصرفوا، فحقيقٌ أن لا يخيبهم بل يوجب لهم شفاعة تقيم حرمة زيارتهم.

وقال في شرح الحديث الأوَّل المذكور ص ٩٣: إنَّ أثر الزيارة إمّا الموت على الإسلام مطلقاً لكلِّ زائر، وإمّا شفاعةٌ تخصُّ الزائر أخصَّ من العامّة، وقوله: شفاعتي في الإضافة إليه تشريفٌ لها، إذ الملائكة وخواصُّ البشر يشفعون، فللزائر نسبةٌ خاصّةٌ فيشفع هو فيه بنفسه والشفاعة تعظم بعظم الزائر.

٢٧ - جعل الشيخ حسن بن عمار الشرنبلالي في « مراقي الفلاح بإمداد الفتاح » فصلاً في زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أفضل القربات وأحسن المستحبّات تقرب من درجة ما لزم من الواجبات، فإنَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرَّض عليها وبالغ في الندب إليها

____________________

١ - من انها مظنة لطلب بكائهن ورفع اصواتهن لما فيهن من رقة القلب وكثرة الجزع قال الاميني. هذا التعليل عليل جداً كما يأتي بيانه في كلمة ابن حجر فى زيارة القبور.

١١٨

فقال: مَن وجد سعةً فلم يزرني فقد جفاني وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن زار قبري وجبت له شفاعتي. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن زارني بعد مماتي فكأنَّما زارني في حياتي. إلى غير ذلك من الأحاديث، وممّا هو مقرّرٌ عند المحقِّقين إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيٌّ يُرزق ممتّعٌ بجميع الملاذِّ والعبادات، غير انّه حجب عن أبصار القاصرين عن شرف المقامات، ورأينا أكثر الناس غافلين عن أداء حقِّ زيارته وما يسنُّ للزائر من الجزئيّات والكليّات أحببنا أن نذكر بعد المناسك وآدابها ما فيه نبذة من الآداب تتميماً لفائدة الكتاب. ثمَّ ذكر شيئاً كثيراً من آداب الزائر والزيارة كما يأتي.

٢٨ - وقال قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي الحنفي المصري المتوفّى ١٠٦٩ في شرح الشفا ٣ ص ٥٦٦: واعلم أنَّ هذا الحديث(١) هو الذي دعا إبن تيميّة ومن معه كابن القيِّم إلى مقالته الشنيعة التي كفّروه بها وصنّف فيها السبكي مصنّفاً مستقلاًّ وهي منعه من زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشدّ الرحال إليه وهو كما قيل:

لمهبط الوحي حقّاً ترحل النجبُ

وعند ذاك المرجّى ينتهي الطلبُ

فتوهّم انَّه حمى جانب التوحيد بخرافات لا ينبغي ذكرها فإنَّها لا تصدر عن عاقل فضلاً عن فاضل سامحه الله تعالى.

وأمّا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تتَّخذوا قبري عيداً. فقيل: كره الإجتماع عنده في يوم معيّن على هيئة مخصوصة. وقيل: ألمراد لا تزوره في العام مرَّة فقط بل أكثروا الزيارة له(٢) ، وأمّا احتماله للنهي عنها فهو بفرض انّه المراد محمولٌ على حالة مخصوصة أي لا تتَّخذوه كالعيد في العكوف عليه واظهار الزينة عنده وغيره مما يجتمع له في الأعياد، بل لا يُؤتى إلّا للزيارة والسَّلام والدعاء ثمَّ ينصرف.

وقال في صحيفة ٥٧٧ في شرح حديث: لا تجعلوا قبري عيداً: أي كالعيد باجتماع الناس وقد تقدَّم تأويل الحديث وانَّه لا حجّة فيه لما قاله إبن تيميّة وغيره فإنَّ إجماع الاُمّة على خلافه يقتضي تفسيره بغير ما فهموه فإنّه نزعةٌ شيطانيّة.

٢٩ - قال الشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده المتوفّى ١٠٨٧ في [ مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر ] ج ١ ص ١٥٧: من أحسن المندوبات، بل يقرب من درجة الواجبات زيارة قبر

____________________

١ - حديث شد الرحال الى المساجد.

٢ - هذا المعنى ذكره غير واحد من أعلام القوم.

١١٩

نبيِّنا وسيِّدنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد حرَّضعليه‌السلام على زيارته وبالغ في الندب إليها بمثل قولهعليه‌السلام : مَن زار قبري. فذكر ستَّة من أحاديث الباب ثمَّ قال: فإن كان الحجُّ فرضاً فالأحسن أن يبدأ به إذا لم يقع في طريق الحاجّ المدينة المنوَّرة ثمَّ يثني بالزيارة، فإذا نواها فلينو معها زيارة مسجد الرسولعليه‌السلام . ثمَّ ذكر جملةً كبيرةً من آداب الزائر.

٣٠ - قال الشيخ محمّد بن علي بن محمّد الحصني المعروف بعلاء الدين الحصكفي الحنفي المفتي بدمشق المتوفّى ١٠٨٨ في [الدُّرِّ المختار في شرح تنوير الأبصار] في آخر كتاب الحجّ: وزيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مندوبةٌ بل قيل واجبةٌ لمن له سعةٌ، ويبدأ بالحجِّ لو فرضاً ويخيّر لو نفلاً ما لم يمرُّ به، فيبدأ بزيارته لا محالة، ولينو معه زيارة مسجدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣١ - قال أبو عبد الله محمَّد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي المصري المتوفّى ١١٢٢ في « شرح المواهب » ٨ ص ٢٩٩: قد كانت زيارته مشهورةً في زمن كبار الصحابة معروفةً بينهم، لما صالح عمر بن الخطاب أهل بيت المقدس جاءه كعب الأحبار فأسلم ففرح به وقال: هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتتمتَّع بزيارته؟ قال: نعم.

م ٣٢ - قال أبو الحسن السندي محمَّد بن عبد الهادي الحنفي المتوفّى ١١٣٨ في شرح سنن إبن ماجة ٢ ص ٢٦٨: قال الدميري: فائدةٌ زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أفضل الطاعات وأعظم القربات لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي. رواه الدارقطني وغيره وصحّحه عبد الحقِّ، ولقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جائني زائراً لا تحمله حاجة إلّا زيارتي كان حقّاً عليَّ أن اكون له شفيعاً يوم القيامة. رواه الجماعة منهم الحافظ أبو علي إبن السكن في كتابه المسّمى بالسنن الصِّحاح، فهذان إمامان صحَّحا هذين الحديثين و قولهما أولى من قول من طعن في ذلك ].

٣٣ - قال الشيخ محمّد بن علي الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ج ٤ ص ٣٢٤: قد اختلفت فيها [ في زيارة النبيِّ ] أقوال أهل العلم، فذهب الجمهور إلى أنّها مندوبةٌ، وذهب بعض المالكيَّة وبعض الظاهريَّة إلى أنّها واجبةٌ، وقالت الحنفيَّة إنّها قريبةٌ من الواجبات، وذهب إبن تيميَّة الحنبلي حفيد المصنِّف المعروف بشيخ الإسلام إلى أنّها غير مشروعة. ثمَّ فصَّل الكلام في الأقوال [ إلى أن قال في آخر

١٢٠