الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 461

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 461
المشاهدات: 125875
تحميل: 5998


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 461 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 125875 / تحميل: 5998
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٣٥ - ألحسين بن حميد التميمي « أحد رجالات الحديث » توفّي ٥٣١ ودُفن في داره بباب البريد ثمَّ نُقل إلى جبل قاسيون « كر ٤ ص ٢٨٤ »

م ٣٦ - أحمد بن جعفر أبو العبّاس الحربي المتوفَّى ٥٣٤، دُفن بالحربيَّة ثمَّ نُقل بعد ذلك إلى مقبرة باب الحرب. « ظم ١٠ ص ٨٦ » ].

٣٧ - ألشيخ أبو يعقوب يوسف الهمداني، توفّي ٥٣٥ ودُفن بيامن على طريق مرو مدَّة ثمَّ حُملت جثّته إلى مرو ودُفن بها « خل ٢ ص ٥٢٤، طش ١ ص ١١٧ »

م ٣٨ - أحمد بن محمَّد بن علي أبو جعفر العدل البغدادي المتوفَّى ٥٣٦، كان يسرد الصوم إلّا الأيّام المحرَّم صومها، دُفن في داره بخرابة الهراس ثمَّ نُقل بعد مدَّة إلى مقبرة باب الحرب، ظم ١٠ ص ٩٧ ].

م ٣٩ - عليّ بن طراد أبو القاسم الزينبي البغدادي المتوفَّى ٥٣٨ دُفن بداره الشاطئيَّة بباب الراتب ثمَّ نُقل إلى تربته بالحربيَّة ليلة الثلثاء سادس عشر رجب سنة أربع وأربعين(١) وجمع على نقله الوعّاظ فوعظوا في داره إلى وقت السحر، ثمَّ أخرج والقرّاء معه والعلماء و الشموع الزائدة في الحدِّ. ظم ١٠ ص ١٠٩، ١٦٦ ].

٤٠ - شيخ الأسلام محمَّد بن محمَّد الخلمي المفتي الحنفي، إنتهت إليه الرِّياسة في المذهب توفّي ٥٤٤، ودفن ببلخ ثمَّ نُقل إلى ناحية خلم فقبر بها « جم ٢ ص ١٣٠ »

٤١ - عليّ بن محمَّد أبو الحسن الدريني توفّي ٥٤٩ ودُفن في داره برحبة الجامع ثمَّ نُقل إلى باب أبرد قريباً من المدرسة الناجية سنة ٥٧٤ « خل ١ ص ٢٤٥ »

٤٢ - جمال الدين محمَّد بن عليِّ بن أبي منصور، توفّي ٥٥٩ ودُفن بالموصل ثمَّ حمل إلى مكّة وطيف به حول الكعبة وكان بعد أن صعدوا به ليلة الوقفة إلى جبل عرفات وكانوا يطوفون به كلّ يوم مراراً مدَّة مقامهم بمكّة ثمَّ حُمل إلى المدينة المنوَّرة ودُفن بها في رباط بناه في شرقي مسجد النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) بعد أن طيف به حول حجرة الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مراراً « مل ١١ ص ١٢٤، خل ٢ ص ١٨٨، يه ١٢ ص ٢٤٩ »

م ٤٣ - عمر بن بهليقا الطحَّان المتوفَّى ٥٦٠، دُفن على باب جامع عمَّره بعيداً من

____________________

م ١ - كذا فى المنتظم ١٠ ص ١٠٩. وقال فى صحيفة ١٦٦: ان حله كان في رجب سنة ٥٥١ »

٢ - فى تاريخ ابن خلكان: دفن بالبقيع.

٨١

حائطه ثمَّ نبش بعد أيّام واُخرج فدفن ملاصقاً لحائط الجامع ليشتهر ذكره بأنَّه بنى الجامع. ظم ١٠ ص ٢١٢ ].

٤٤ - محمَّد بن إبراهيم أبو عبد الله الكناني الشافعي المصري « الورع الزاهد » توفّي بمصر ٥٦٢، ودُفن بالقرب من قبَّة الإمام الشافعي بالقرافة الصغرى، ثمَّ نُقل إلى سفح المقطم بقرب الحوض المعروف باُمِّ مودود وقبره مشهورٌ هناك يزار وزرته مراراً « خل ٢ ص ١٢١ »

م ٤٥ - جعفر بن عبد الواحد أبو البركات الثقفي المتوفَّى ٥٦٣، كان أبوه قد أقام في القضاء أشهراً ثمَّ مات فدفن بدار بدرب بهروز فلمّا مات الولد اُخرجا فدفنا عند رباط الزوزني المقابل لجامع المنصور. ظم ١٠ ص ٢٢٤ ].

٤٦ - مهذَّب الدين سعد الله بن نصر بن الدجاجي الفقيه الحنبلي توفّي ٥٦٤ و دُفن بمقبرة الرباط ثمَّ نُقل بعد خمسة أيّام فدفن عند والديه بمقبرة الإمام أحمد « يه ١٢ ص ٢٥٩، هب ٤ ص ٢١٣ » م قال إبن الجوزي في المنتظم ١٠ ص ٢٢٨: دُفن إلى جانب رباط الزوزني في إرضاء الصوفيَّة لأنَّه أقام عندهم مدَّة حياته فبقي على هذا خمسة أيّام، وما زال الحنابلة يلومون ولده على هذا ويقولون: مثل هذا الرَّجل الحنبلي أيّ شئ يصنع عند الصوفيَّة؟ فنبشه بعد خمسة أيّام بالليل وقال: كان قد أوصى أن يدفن عند والديه ودفنه عندهما. قال الأميني: انظر لأيِّ غايات تنبش القبور عند القوم وتنقل الجنائز من مدفن إلى مدفن ].

٤٧ - ألخليفة المستنجد بالله، توفّي ٥٦٦ في ثامن ربيع الآخر ودفن بدار الخلافة ثمَّ نُقل إلى الترب من الرّصافة في عشيَّة الإثنين ثامن وعشرين من شعبان سنة وفاته « ظم ١٠ ص ٢٣٥، ٢٣٦، يه ١٢ ص ٢٦١ »

٤٨ - الأمير نجم الدين أيّوب الدويني، توفّي ٥٦٨ ودُفن عند أخيه بالقاهرة ثمَّ نقلا سنة ٥٧٩ / ٥٨٠ إلى المدينة المنوَّرة « يه ١٢ ص ٢٧٢، هب ٤ ص ٢١١، ٢٢٧ »

٤٩ - ألملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، توفّي ٥٦٩ ودُفن في بيته بقلعة دمشق ثمَّ نُقل إلى مدرسته « خل ٢ ص ٢٠٦، جم ٢ ص ١٥٨، هب ٤ ص ٢٣١ »

م ٥٠ - أحمد بن عليّ بن المعمّر أبو عبد الله الطاهر الحسيني المتوفَّى ٥٦٩ دفن بداره

٨٢

من الحريم الطاهري مدَّة ثمَّ نُقل إلى مشهد الصبيان بالمدائن. ظم ١٠ ص ٢٤٧ ].

٥١ - جلال الدين بن جمال الدين الأصبهاني، توفّي ٥٧٤ بمدينة دنيسر(١) و حُمل إلى الموصل ودفن بها ثمَّ نُقل إلى المدينة ودُفن في تربة والده « خل ٢ ص ١٨٨ »

م ٥٢ - ألخليفة الناصر لدين الله أبو العبّاس أحمد بن المستضيء بأمر الله المتوفَّى يوم الأحد آخر يوم من شهر رمضان سنة ٦٢٢، دفن في دار الخلافة ثمَّ نُقل إلى الترب من الرّصافة في ثاني ذي الحجَّة سنة ٦٢٢ وكان يوماً مشهوداً. يه ١٣ ص ١٠٦ ].

م ٥٣ - ألخليفة الظاهر بأمر الله العبّاسي المتوفَّى ٦٢٣، دُفن في دار الخلافة ثمَّ نُقل إلى الترب من الرّصافة وكان يوماً مشهوداً. يه ١٣ ص ١١٣، ١١٤.

٥٤ - شرف الدين عيسى الحنفي « المتصلّب في مذهبه » مؤلِّف « السهم المصيب » في الردِّ على الخطيب البغدادي، توفّي سنة ٦٢٤ بدمشق ودُفن بقلعتها ثمَّ نُقل إلى جبل الصالحيَّة ودُفن في مدرسته وكان نقله سنة ٦٢٧ « جم ١ ص ٤٠٢، مج ٤ ص ٥٨ »

٥٥ - أبو سعيد كوكبوري بن أبي الحسن مظفَّر الدين صاحب إربل، توفّي ٦٣٠ ونُقل إلى قلعة إربل ودفن بها ثمَّ حُمل بوصيَّة منه إلى مكّة شرَّفها الله تعالى وكان قد أعدَّ له بها قبَّة تحت الجبل يُدفن فيها، فلمّا توجَّه الرَّكب إلى الحجاز سنة ٦٣١ سيَّروه في الصحبة فاتَّفق أن رجع الحاجّ تلك السنة من لينة ولم يصلوا إلى مكّة فردّوه ودفنوه بالكوفة بالقرب من المشهد « خل ٢ ص ٩ »

٥٦ - أبو العبّاس أحمد بن عبد السيِّد الأربلي، توفّي ٦٣١ ودُفن بظاهر الرها بمقبرة باب حرّان ثمَّ نقله ولده إلى الديار المصريَّة فدفنه في تربته بالقرافة الصغرى سنة ٦٣٧ « خل ١ ص ٦٣ »

م ٥٧ - ألأشرف موسى بن العادل المتوفّى ٦٤٥، توفّي يوم الخميس رابع محرَّم بالقلعة المنصورة ودفن بها حتّى نجزت تربته التي بُنيت له شمالي الكلاسة، ثمَّ حوّل إليها في جمادى الأولى. يه ١٣ ص ١٤٦ ].

م ٥٨ - ألكامل محمَّد بن العادل المتوفَّى ٦٣٥، توفّي ٢٢ من رجب، ودفن بالقلعة حتّى كملت تربته التي بالحائط الشمالي من الجامع ذات الشبّاك الذي هناك قريباً من

____________________

١ - مدينة بالجزيرة الفراتية.

٨٣

مقصورة إبن سنان ونُقل إليها ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان من سنة وفاته. يه ١٣ ص ١٤٩ ].

م ٥٩ - ألخليفة المستنصر بالله العبّاسي المتوفّى ٦٤٠، دُفن بدار الخلافة ثمَّ نُقل إلى الترب من الرَّصافة. يه ١٣ ص ١٥٩ ].

٦٠ - ألأمير عزّ الدين، توفّي ٦٤٥ في مصر ودفن بباب النصر ثمَّ نُقل إلى تربته التي فوق الورّاقة « يه ١٣ ص ١٧٤ »

م ٦١ - ألملك الصّالح نجم الدين أيّوب المتوفَّى ٦٤٧ توفّي ليلة النصف من شعبان ودفن بالمنصور ونُقل إلى تربته بمدرسته سنة ٦٤٩ يه ١٣ ص ١٨١ ].

٦٢ - ألشيخ الحسن بن محمَّد بن الحسن العدوي العمري الإمام الحنفي من ولد عمر بن الخطاب، توفّي ٦٥٠ ببغداد ودُفن بداره في الحريم الطاهري ثمَّ نُقل إلى مكّة ودُفن بها وكان أوصى بذلك وجعل لمن يحمله ويدفنه بمكة خمسين ديناراً « جم ١ ص ٢٠٢ »

٦٣ - ألشيخ أبو بكر بن قوام البالسي، توفّي ٦٥٨ ببلاد حلب ودُفن بها ثمَّ نُقل تابوته ودُفن بجبل قاسيون في أوَّل سنة ٦٧٠ « هب ٥ ص ٦٩٥ »

٦٤ - ألملك السعيد بن الملك الطاهر أبو المعالي المتوفّى ٦٧٨ دُفن أوَّلاً عند قبر جعفر ثمّ نُقل إلى دمشق فدفن في تربة أبيه سنة ٦٨٠ « يه ١٣ ص ٢٩٠ »

م ٦٥ - سعد الدين التفتازاني المتوفِّى ٧٩١ / ٢ توفِّي يوم الإثنين الثاني والعشرين من المحرّم بسمرقند، ثمَّ نُقل إلى سرخس ودفن بها يوم الأربعاء التاسع من جمادى الأولى سنة ٧٩٢ « مفتاح السَّعادة ج ١ ص ١٧٧ »

م ٦٦ - ألشيخ زين الدين الخافي المتوفّى ٧٣٨، دُفن بقرية مالين من أعمال خراسان ثمَّ نُقل بأمر منه إلى درويش آباد ودفن هناك ومقامه معمورٌ. روضة الناظرين ص ١٣٥ »

٦٧ - ألشيخ محمّد بن سليمان الجزولي المالكي توفّي ٨٧٠ ونقل تابوته بعد سبع وسبعين سنة ولم يتغيّر منه شيءٌ « نيل الإبتهاج ص ٣١٧ »

م ٦٨ - عبد الرَّحمن بن أحمد الجامي المتوفّى ٨٩٨، توفي بهراة ودُفن بها ولما توجّهت الطائفة الأردبيليّة إلى خراسان، أخذه إبنه من قبره ودفنه في ولاية اُخرى،

٨٤

فأتت الطائفة إلى قبره وفتَّشوه فلم يجدوا جسده فأحرقوا ما فيه من الأخشاب « هب ٧ ص ٣٦١ »

م ٦٩ - ألشيخ حسين بن أحمد الخوارزمي العابد المتوفّى ٩٥٨، توفّي بحلب في عشر شعبان ودُفن بها في تابوت ثمَّ نُقل بعد أربعة أشهر إلى دمشق ولم يتغيّر أصلاً ودفن بها « هب ٨ ص ٣٢١ »

٧٠ - يأتي في بيان البناء على قبر أبي حنيفة إمام الحنفيَّة عن إبن الجوزي: أنَّهم كانوا يطلبون الأرض الصلبة لأساس القبَّة فلم يبلغوا إليها إلّا بعد حفر سبعة عشر ذراعاً في ستَّة عشر ذراعاً فخرج من هذا الحفر عظام الأموات الذين كانوا يطلبون جوار النعمان أربعمائة صَنّ(١) ونُقلت جميعها إلى بقعة كانت ملكاً لقوم فحفر لها ودُفنت.

مِنهُمْ مَنْ قَصَصنا عَليكَ وَمِنهمْ مَنْ لَمْ نَقصصْ عَليكَ

____________________

١ - ألصَنّ: شبه السلّة ج صِنان

٨٥

٦

زيارة مشاهد العترة الطاهرة

ألدُّعاء عندها. ألصِّلاة فيها. ألتوسّل والتبرُّك بها

قد جرت السيرة المطَّردة من صدر الإسلام منذ عصر الصحابة الأوَّلين والتابعين لهم باحسان على زيارة قبور ضمنت في كنفها نبيّاً مرسلاً، أو إماماً طاهراً، أو وليّاً صالحاً أو عظيماً من عظماء الدين، وفي مقدَّمها قبر النبيِّ الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكانت الصّلاة لديها، والدُّعاء عندها، والتبرُّك والتوسّل بها، والتقرُّب إلى الله، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد من المتسالم عليه بين فرق المسلمين، من دون أيِّ نكير من آحادهم، وأيّ غميزةٍ من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم، حتِّى ولد الدهر إبن تيميَّة الحرّاني فجاء كالمغمور مستهتراً يهذي ولا يبالي، فترِه وأنكر تلكم السنّة الجارية سنّة الله التي لا تبديل لها، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً، وخالف هاتيك السيرة المتَّبعة وشذَّ عن تلكم الآداب الإسلاميَّة الحميدة، وشدّد النكير عليها بلسانٍ بذيّ، وبيانٍ تافه، ووجوهٍ خارجة عن نطاق العقل السليم، بعيداً عن أدب العلم. أدب الكتابة. أدب العفَّة، وأفتى بحرمة شدِّ الرِّحال لزيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعدَّ السفر لأجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصّلاة، فخالفه أعلام عصره ورجالات قومه فقابلوه بالطعن والردّ الشديد، فأفرد هذا بالوقيعة عليه تأليفاً حافلاً(١) وجاء ذلك يزيِّف آراءه ومعتقداته في طيِّ تآليفه القيِّمة(٢) .

وهناك ثالثٌ يترجمه بعُجره وبُجره، ويعرِّفه للملأ ببدعه وضلالاته.

____________________

١ - كشفاء السقام في زيارة خير الأنام لتقي الدين السبكى، والدرة المضية فى الرد على ابن تيمية للسبكى أيضاً، والمقالة المرضية لقاضى قضاة المالكية تقي الدين أبي عبد الله الاخنائى، ونجم المهتدى ورجم المقتدى للفخر ابن المعلم القرشى، ودفع الشبه لتقي الدين الحصنى، والتحفة المختارة فى الرد على منكر الزيارة لتاج الدين الفاكهانى المتوفى ٨٣٤، وتأليف أبي عبد الله محمد بن عبد المجيد الفاسى المتوفى ١٢٢٩.

٢ - كالصواعق الالهية فى الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب فى الرد على أخيه محمد بن عبد الوهاب النجدي، والفتاوى الحديثية لابن حجر، والمواهب اللدنية للقسطلانى وشرح المواهب للزرقاني، وكتب أخرى كثيرة.

٨٦

وقد أصدر الشاميّون فتيا وكتب عليها البرهان إبن الفركاخ الفزاري نحو أربعين سطراً بأشياء إلى أن قال بتكفيره، ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل، وكتب تحت خطّه كذلك المالكي، ثمَّ عرضت الفتيا لقاضي القضاة الشافعيّة بمصر البدر بن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى: ألحمد لِلَّه هذا المنقول باطنها جوابٌ عن السؤال عن قوله: إنَّ زيارة الأنبياء والصّالحين بدعةٌ.

وما ذكره من نحو ذلك ومن أنّه لا يرخَّص بالسفر لزيارة الأنبياء باطلٌ مردودٌ عليه، وقد نقل جماعةٌ من العلماء انَّ زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضيلةٌ وسنّةٌ مجمعٌ عليها، وهذا المفتي المذكور - يعني إبن تيميَّة - ينبغي أن يُزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الأئمّة والعلماء، ويُمنع من الفتاوى الغريبة، ويُحبس إذا لم يمتنع من ذلك، ويُشهر أمره ليحتفظ الناس من الإقتداء به.

وكتبه محمّد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.

وكذلك يقول محمَّد بن الجريري الأنصاري الحنفي، لكنْ يُحبس الآن جزماً مطلقاً.

وكذلك يقول محمَّد بن أبي بكر المالكي ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.

وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.

راجع دفع الشبه ص ٤٥ - ٤٧ وهؤلاء الأربعة هم قضاة قضاة المذاهب الأربعة بمصر أيّام تلك الفتنة في سنة ٧٢٦(١) .

وكان من معاصريه من ينهاه عن غيِّه كالذهبي فإنَّه كتب إليه ينصحه، وإليك نصَّ خطابه إيّاه: ألحمد لِلَّه على ذلَّتي، يا ربّ ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ عليَّ إيماني، واحُزناه على قلّة حزني، وواأسفاه على السنّة وأهلها، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد اُناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتبّاً لمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك؟ إلى كم تمدح

____________________

١ - راجع تكملة السيف الصقيل للشيخ محمد زاهد الكوثرى ص ١٥٥.

٨٧

نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذمّ العلماء وتتَّبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تذكروا موتاكم إلّا بخير فإنَّهم قد أفضوا إلى ما قدموا » بل أعرف انَّك تقول لي لتنصر نفسك: إنَّما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شمّوا رائحة الاسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو جهاد، بل والله عرفوا خيراً كثيراً ممّا إذا عُمل به فقد فاز، وجهلوا شيئاً كثيراً ممّا لا يعنيهم، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، يا رجل! بالله عليك كفَّ عنّا، فإنَّك محجاج عليم اللسان لا تقرُّ ولا تنام، إيّاكم والغلوطات في الدين، كره نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: « إنَّ أخوف ما أخاف على اُمّتي كلّ منافق عليم اللسان » وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسيَّة والفلاسفة وتلك الكفريّات التي تعمي القلوب، والله قد صرنا ضحكةً في الوجود، فإلى كم تنبش دقائق الكفريّات الفلسفيّة؟ لنردَّ عليها بعقولنا، يا رجل! قد بلعت « سموم » الفلاسفة وتصنيفاتهم مرّات، وكثرة إستعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن، واشوقاه إلى مجلس يُذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصّالحين تنزل الرَّحمة، بل عند ذكر الصّالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجّاج ولسان إبن حزم شقيقين فواخيتهما، بالله خلّونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدّوا في ذكر بدعٍ كنّا نعدّها من أساس الضّلال، قد صارت هي محض السنَّة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافرٌ أو حمارٌ، ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون وتعدّ النَّصارى مثلنا، والله في القلوب شكوكٌ، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيدٌ، يا خيبة من اتّبعك فإنَّه معرضٌ للزندقة والإنحلال، لا سيّما إذا كان قليل العلم والدين باطوليّاً شهوانيّاً، لكنّه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدوُّ لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلّا قعيدٌ مربوطٌ خفيف العقل؟ أو عاميُّ كذّابُ بليد الذِّهن؟ أو غريبٌ واجمٌ قويُّ المكر؟ أو ناشفٌ صالحٌ عديم الفهم، فإن لم تصدِّقني ففتِّشهم وزنهم بالعدل، يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟! إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار؟! إلى كم تعظِّمها وتصغِّر العباد؟! إلى متى تخاللها وتمقت الزهّاد؟! إلى متى تمدح كلامك بكيفيَّة لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك. بل في كلِّ وقت تغير عليها بالتضعيف والأهدار، أو بالتأويل

٨٨

والأنكار، أما آن لك أن ترعوي؟! أما حان لك أن تتوب وتنيب؟! أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟! بلى - والله - ما أدَّكر انَّك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنّك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همَّةٌ كبيرةٌ في نقض هذه الورقة بمجلّدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتّى أقول: ألبتَّة سكت.

فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحبّ الوادّ فكيف حالك عند أعدائك؟! وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما انَّ أولياءك فيهم فجرةٌ وكذبةٌ وجهلةٌ وبطلةٌ وعورٌ وبقر، قد رضيت منك بأن تسبَّني علانية وتنتفع بمقالتي سرّاً [ فرحم الله امرءاً اهدى إلى عيوبي ] فإنّي كثير العيوب غزير الذنوب، ألويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علّام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لِلَّه ربِّ العالمين، وصلّى الله على سيِّدنا محمَّد خاتم النبيِّين وعلى آله وصحبه أجمعين(١) .

فمن هنا وهناك بادوا عليه ما أبدعته يده الأثيمة من المخاريق التافهة والآراء المحدثة الشاذَّة عن الكتاب والسنَّة والإجماع والقياس ونودي عليه بدمشق: من إعتقد عقيدة إبن تيميَّة حلَّ دمه وماله(٢) . فذهبت تلكم البدع السخيفة إدراج الرِّياح، كذلك يضرب الله الحقّ والباطل، فأمّا الزَّبد فيذهب جفاء، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

ثمَّ قيَّض المولى سبحانه في كلِّ قرن وفي كلِّ قطر رجالاً نصروا الحقيقة، وأحيوا كلمة الحقِّ، وأماتوا بذرة الضَّلال، وقابلوا تلكم الأضاليل المحدثة بحجج قويَّة، وبراهين ساطعة، فجاءت الاُمة الإسلاميَّة تتبع الطريق المهيع.

وتسلك جَدد السبيل، تباعاً وراء الكتاب والسنَّة، تعظِّم شعائر الله ومن يعظِّم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب، إلى أن ألقى الشرّ جرانه، وجاد الدهر بولائد الجهل، وربَّتهم أيدي الهوى، وأرضعتهم امَّهات الضَّلال، وشاخلتهم رجالات الفساد، وتمثَّلوا في الملأ بشراً سويّاً، وسجيَّتهم الضَّلال، فجاسوا خلال الديار وضلّوا وأضلّوا واتَّبعوا سبيل الغيِّ وصدّوا عن سبيل الله،

____________________

١ - تكملة السيف الصقيل للكوثرى ص ١٩٠ كتبه من خط قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة، وكتبه هو من خط الشيخ الحافظ ابي سعيد ابن العلائى، وقد كتبه من خط الذهبى. وذكر شطراً منه العزامى فى الفرقان ص ١٢٩.

٢ - الدرر الكامنة لابن حجر العسقلانى ج ١ ص ١٤٧.

٨٩

ومن أولئك الجماهير « القصيمي » صاحب [ الصِّراع ] حذا حذو إبن تيميَّة واتَّخذ وتيرته واتَّبع هواه فجاء في القرن العشرين كشيخه يموِّه، ويدجِّل، ويتسدَّج، ويتحرَّش بالسباب المقذع، ويقذف مخالفيه بالكفر والردَّة، ويرميهم بكلِّ معرَّة ومسبَّة، ويُري المجتمع انَّ هاتيك الأعمال من الزِّيارة والدعاء عند القبور المشرَّفة والصَّلاة لديها والتبرُّك والتوسّل والإستشفاع بها كلّها من آفات الشيعة، وهم بذلك ملعونون خارجون عن ربقة الإسلام، وبسط القول في هذه كلّها بألسنة حداد مقذعاً مستهتراً خارجاً عن أدب المناظرة والجدال، قال في « الصِّراع » ج ١ ص ٥٤:

وبهذا الغلوّ الذي رأيت من طائفة الشيعة في أئمَّتهم، وبهذا التأليه الذي سمعت منهم لعليّ وولده، عبدوا القبور وأصحاب القبور، وأشادوا المشاهد، وأتوها من كلِّ مكانٍ سحيق وفجٍّ عميق، وقدّموا لها النذور والهدايا والقرابين، وأراقوا فوقها الدماء والدموع، ورفعوا لها خالص الخضوع والخشوع، وأخلصوا لها ذلك وخصّوها به دون الله ربِّ الموحِّدين.

وقال في ج ١ ص ١٧٨: ألأشياء المشروعة كالصَّلاة والسَّلام على الرَّسول الكريم لا فرق فيها بين القرب والنأي، فإنَّها حاصلةٌ في الحالتين، وأمّا مشاهدة القبر الشريف نفسه، ومشاهدة الأحجار نفسها، فلا فضل فيها ولا ثواب بلا خلاف بين علماء الإسلام، بل إنَّ مشاهدته عليه الصَّلاة والسَّلام حينما كان حيّاً لا فضل لها بذاتها، وإنَّما الفضل في الإيمان به والتعلّم منه والإقتداء به والنهج منهجه ومناصرته، وبالإجمال انَّ أحداً من الناس لن يستطيع أن يثبت لزيارة القبر الشريف فضلاً ما، وهذا واضحٌ من سيرة المسلمين الأوَّلين. إلى آخر خرافاته ومخاريقه.ا ه.

لعلَّ القارئ يزعم من شدَّة الرَّجل هذه وحدَّته في النكير، والجلبة واللغط في القول - التي هي شنشنةٌ يُعرف بها ابن تيميَّة شيخ البدع والضلال والمرجع الوحيد في هذه الخزايات والخزعبلات - انَّ لكلامه مقيلاً من الحقيقة ورمزاً من الصِّدق، ذاهلاً عن أنَّ أعلام المذاهب الأسلاميَّة في القرون الخالية، منذ القرن الثامن من يوم إبن تيميَّة، وبعده يوم محمَّد بن عبد الوهاب الذي أعاد لتلكم الدوارس جدَّتها وحتّى العصر الحاضر، أنكروا على هذه السفسطات والسفاسف وحكموا من ذهب إلى هذه الآراء

٩٠

المضلّة والمعتقدات الشاذَّة عن سيرة المسلمين، وشنّوا عليه الغارة وبالغوا في الردِّ عليه.

والقارئ جِدُّ عليم بأنَّ هذه اللهجة القارصة ليست من شأن من أسلم وجهه لِلَّه وهو محسن، وآمن بالنبيِّ الطاهر، واعتنق بما جاء به من كتاب وسنَّة، ولا تُسوِّغها مكارم الأخلاق ومبادئ الإنسانيَّة، ولا يُحبِّذها أدب الأسلام المقدَّس، أيجوز لمسلم أن يُسويّ بين مشاهدة الأحجار وبين رؤية النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حال حياته؟ أيسوغ له أن لا يرى لزيارته حيّاً وميِّتاً قيمةً ولا كرامةً؟ ولا يعتبر لها فضلاً ما، وينعق بذلك في الملأ الديني؟ أليست من السيرة المطَّردة بين البشر أنَّ كلَّ ملّة من الملل تستعظم زيارة كبرائها وزعمائها، وتراها فضلاً وشرفاً وتعدُّها للزائر مفخرةً ومحمدةً، وتكثر إليها رغبات أفرادها لما يرون فيها من الكرامة؟ وقد جرت على هذه سيرة العقلاء من الملل والنحل، وعليه تصافقت الأجيال في أدوار الدنيا، وكان يقدِّر الناس سلفاً وخلفاً أعلام الدين بالزِّيارة والتبرُّك بهم، قال أبو حاتم: كان أبو مسهر عبد الأعلى الدمشقي الغسّاني المتوفّى ٢١٨: إذا خرج إلى المسجد اصطفَّ الناس يُسلّمون عليه ويُقبِّلون يده(١) .

وقال أبو سعد: كان أبو القاسم سعد بن علي شيخ الحرم الزنجاني المتوفّى ٤٧١، إذا خرج إلى الحرم يخلو المطاف ويقبِّلون يده أكثر مما يقبِّلون الحجر الأسود(٢) وقال ابن كثير في تاريخه ١٢ ص ١٢٠: كان الناس يتبركون به ويقبِّلون يده أكثر مما يقبلون الحجر الأسود.

وكان أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ الشيرازي المتوفّى ٤٧٦ كلّما مرَّ على بلدة خرج أهلها يتلقّونه بأولادهم ونساءهم يتبرَّكون به، ويتمسَّحون بركابه، وربما أخَذوا من تراب حافر بغلته، ولما وصل إلى ساوة خرج إليه أهلها وما مرَّ بسوق منها إلّا نثروا عليه من لطيف ما عندهم(٣) .

وكان الشريف أبو جعفر الحنبلي المتوفّى؟ ٤٧ يدخل عليه فقهاء وغيرهم و

____________________

١ - تاريخ الخطيب البغدادى ١١ ص ٧٣.

٢ - تذكرة الحفاظ للذهبى ٣ ص ٣٤٦، صفة الصفوة لابن الجوزى ٢ ص ١٥١.

٣ - البداية والنهاية لابن كثير ١٢ ص ١٢٣، شذرات الذهب ٣ ص ٣٥٠.

٩١

يقبِّلون يده ورأسه(١) .

م وكان الحافظ أبو محمَّد عبد الغني المقدسي الحنبلي المتوفّى ٦٠٠ إذا خرج في مصر يوم الجمعة إلى الجامع لا يقدر يمشي من كثرة الخلق يتبرَّكون به ويجتمعون حوله. هب ٤ ص ٣٤٦.

وكان أبو بكر عبد الكريم بن عبد الله الحنبلي المتوفّى ٦٣٥ منقطعاً عن النّاس في قريته يقصده الناس لزيارته والتبرُّك به. هب ٥ ص ١٧١.

وقال الحافظ أبو عبد الله محمّد بن أبي الحسين اليونيني الحنبلي المتوفّى ٦٥٨ من الحرمة والتقدُّم ما لم ينله أحدٌ، وكانت الملوك تقبِّل يده وتقدِّم مداسه. هب ٥ ص ٢٩٤.

وكان الجزري محمَّد بن محمَّد المتوفّى ٨٣٢، توفّي بشيراز وكانت جنازته مشهودة تبادر الأشراف والخواصّ والعوام إلى حملها وتقبيلها ومسّها تبرُّكاً بها ومن لم يمكنه الوصول إلى ذلك كان يتبرَّك بمن تبرَّك بها.

مفتاح السَّعادة ١ ص ٣٩٤، وكان لأهل دمشق في الشيخ مسعود بن عبد الله المغربي المتوفّى ٩٨٥ كبير إعتقاد يتبرَّكون به ويقبِّلون يديه، قال النجم الغزِّي: ولقد دعا لي ومسح على رأسي، وأنا أجد بركة دعائه الآن. هب ٨ ص ٤٠٩ ].

فما ظنّك بزيارة سيِّد ولد آدم ومن نيطت به سعادة البشر ورقيّه وتقدُّمه؟ وهذه ملائكة السَّماوات تزور ذلك القبر الشريف كلَّ يوم، فما من يوم يطلع إلّا نزل سبعون ألفاً من الملائكة حتّى يحفوا بقبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويصلّون عليه حتّى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتّى إذا انشقَّت عنه الأرض(٢) .

وشتّان بين هذا الرأي [ القصيمي ] الفاسد وبين قول الشيخ تقيِّ الدين السبكي في « الشفاء » ص ٩٦: إنَّ من المعلوم من الدين وسير السَّلف الصالحين التبرّك ببعض

____________________

١ - البداية والنهاية ١٢ ص ١١٩.

٢ - اخرجه الدارمى فى سننه ١ ص ٤٤، وذكره القسطلانى فى « المواهب اللدنية » ، وابن حجر في « الجوهر المنظم » عن الدارمى. وابن المبارك. واسماعيل القاضي. والبيهقي، وذكر الزرقاني في « شرح المواهب » ٥ ص ٣٤٠ ما اسقط منه القسطلانى، وذكره الحمزاوى فى « كنز المطالب » ٢٢٣.

٩٢

الموتى من الصّالحين فكيف بالأنبياء والمرسلين، ومن ادَّعى انَّ قبور الأنبياء وغيرهم من أموات المسلمين سواء فقد أتى أمراً عظيماً نقطع ببطلانه وخطائه فيه، وفيه حطٌّ لدرجة النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى درجة من سواه من المسلمين وذلك كفرٌ متيقَّنٌ، فإنَّ من حطَّ رتبة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمّا يجب له فقد كفر؟.

والخطب الفظيع وقل الفاحشة المبيَّنة انَّ الرجل يحذو حذو إبن تيميَّة، و يرى ما يهذو به من البدع والضَّلالات من سيرة المسلمين الأوَّلين، كأنَّ القرون الإسلاميَّة تدهورت وتقلّبت على سيرتها الأولى، وشذَّت الاُمّة عنها، فلم يبق عاملاً بتلك السيرة إلّا الرَّجل [ القصيمي ] وشيخه في ضلاله [ إبن تيميَّة ].

وانظر إلى الرَّجل كيف يرى زيارة القبور وإتيانها والدعاء عندها من الرَّدة والكفر عند جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ناشئةً عن الغلوِّ في التشيّع والتأليه لعليٍّ وولده؟! وقد مرَّ عنه في صفحة ٤٥: انَّ الشيعة يرون عليّاً وولده أنبياء يوحى إليهم.

إنْ كلّها إلّا شنشنة الرعونة وصبغة الإحن والشحناء في كلِّ أمويّ لفَّ عجاجته على الشيعة وعلى أئمتَّها، فها نحن نقدَّم بين يدي القارئ سيرة المسلمين في زيارة النبيِّ الأقدس وغيره منذ عصر الصحابة الأوَّلين والتابعين لهم بإحسان حتّى اليوم، ليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيى من حيَّ عن بيِّنة.

ألحثّ على زيارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

أخرج أئمَّة المذاهب الأربعة وحفّاظها في الصِّحاح والمسانيد أحاديث جمَّة في زيارة قبر النبيِّ الأعظم صلوات الله عليه وآله ونحن نذكر شطراً منها:

( ١ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من زار قبري وجبت له شفاعتي.

أخرجه اُمَّةٌ من الحفّاظ وأئمَّة الحديث منهم:

١ - عُبيد بن محمّد أبو محمَّد الورَّاق النيسابوري المتوفّى ٢٥٥.

٢ - إبن أبي الدنيا أبو بكر عبد الله بن محمَّد القرشي المتوفّى ٢٨١.

٣ - ألدولابي أبو بشر محمَّد الرازي المتوفّى ٣١٠ في « الكنى والأسماء » ٢: ٦٤.

٩٣

٤ - محمَّد بن إسحاق أبو بكر النيسابوري المتوفّى ٣١١ الشهير بابن خزيمة، أخرجه في صحيحه.

٥ - ألحافظ محمَّد بن عمرو أبو جعفر العقيلي المتوفّى ٣٢٢ في كتابه.

٦ - ألقاضي المحاملي أبو عبد الله الحسين البغدادي المتوفّى ٣٣٠.

٧ - ألحافظ أبو أحمد بن عدي المتوفّى ٣٦٥ في « الكامل »

٨ - ألحافظ أبو الشيخ أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد الأنصاري المتوفّى ٣٦٩.

٩ - ألحافظ أبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني المتوفّى ٣٨٥ في سننه.

١٠ - أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي المتوفّى ٤٥٠ في « الأحكام السلطانيَّة » ص ١٠٥.

١١ - ألحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى ٤٥٨ في « السنن » وغيره.

١٢ - ألقاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن الخلعي الشافعي المتوفّى ٤٩٢ في فوائده.

١٣ - ألحافظ إسماعيل بن محمَّد بن الفضل القرشي الأصبهاني المتوفّى ٥٣٥.

١٤ - ألقاضي عياض المالكي المتوفّى ٥٤٤ في « الشفاء »

١٥ - ألحافظ أبو القاسم عليّ بن عساكر المتوفّى ٥٧١، في تاريخه في [ باب من زار قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] وهذا الباب أسقطه المهذِّب من الكتاب في طبعه، والله يعلم سرّ تحريفه هذا وما أضمرته سريرته.

١٦ - ألحافظ أبو طاهر أحمد بن السلفي المتوفّى ٥٧٦.

١٧ - أبو محمَّد عبد الحقّ بن عبد الرَّحمن الاندلسي المتوفّى ٥٨١ في الأحكام الوسطى والصغرى(١) .

١٨ - ألحافظ إبن الجوزي المتوفّى ٥٩٧ في [ مثير الغرام الساكن ].

١٩ - ألحافظ عليّ بن المفضَّل المقدسي الإسكندراني المالكي المتوفّى ٦١١.

٢٠ - ألحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى ٦٤٨.

____________________

١ - قال فى خطبة الاحكام الصغرى: انه تخيرها صحيح الاسناد معروفة عند النقاد، قد نقلها الاثبات وتداولها الثقات. وقال فى خطبة الوسطى: ان سكوته عن الحديث دليل على صحته... الخ.

راجع « شفاء السقام » ص ٩.

٩٤

٢١ - ألحافظ أبو محمَّد عبد العظيم المنذري المتوفّى ٦٥٦.

٢٢ - ألحافظ أبو الحسين يحيى بن علي القرشي الأموي المالكي المتوفّى ٦٦٢ في كتابه « الدلائل المبينة في فضائل المدينة »

٢٣ - ألحافظ أبو محمَّد عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى ٧٠٥.

٢٤ - ألحافظ أبو الحسين هبة الله بن الحسن.

٢٥ - أبو الحسين يحيى بن الحسن الحسيني في كتاب « أخبار المدينة »

٢٦ - أبو عبد الله محمَّد بن محمَّد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاجّ المتوفّى ٧٣٧، في « المدخل » ١ ص ٢٦١.

٢٧ - تقيُّ الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي المتوفّى ٧٥٦، بسط القول في ذكر طرقه في « شفاء السقام » ص ٣ - ١١ وقال في ص ٨: والرُّواة جميعهم إلى موسى بن هلال ثقاتٌ لا ريبة فيهم، وموسى بن هلال قال إبن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به، و هو من مشايخ أحمد وأحمد لم يكن يروي إلّا عن ثقة، وقد صرَّح الخصم بذلك في الردِّ على البكري. ثمَّ ذكر شواهد لقوَّة سنده فقال: وبذلك تبيَّن انَّ أقل درجات هذا الحديث أن يكون حسناً إن نوزع في دعوى صحَّته. إلى أن قال: وبهذا بل بأقلَّ منه يتبيَّن افتراء من ادَّعى: أن جميع الأحاديث الواردة في الزِّيارة موضوعةٌ. فسبحان الله أما استحى من الله ومن رسوله في هذه المقالة التي لم يسبقه إليها عالمٌ ولا جاهلٌ لا من أهل الحديث ولا من غيرهم؟! ولا ذكر أحدٌ موسى بن هلال ولا غيره من رواة حديثه هذا بالوضع ولا اتَّهمه به فيما علمنا، فكيف يستجيز مسلمٌ أن يطلق على كلِّ الأحاديث التي هو واحدٌ منها انَّها موضوعةٌ؟! ولم ينقل إليه ذلك عن عالم نقله، ولا ظهر على هذا الحديث شئُ من الأسباب المقتضية للمحدِّثين للحكم بالوضع، ولا حكم متنه ممّا يخالف الشريعة، فمن أيِّ وجهٍ يحكم بالوضع عليه لو كان ضعيفاً؟ فكيف وهو حسنٌ وصحيحٌ.

٢٨ - ألشيخ شعيب عبد الله بن سعد المصري ثمَّ المكي الشهير بالحريفيش المتوفّى ٨٠١، في « الروض الفائق » ٢ ص ١٣٧.

٢٩ - ألسيِّد نور الدين عليُّ بن عبد الله الشافعي القاهري السمهودي(١) المتوفّى

____________________

١ - السمهود قرية كبيرة غربى نيل مصر.

٩٥

٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٣٩٤.

٣٠ - ألحافظ جلال الدين عبد الرَّحمن السيوطي المتوفّى ٩١١، في « الجامع الكبير » كما في ترتيبه ٨ ص ٩٩.

٣١ - ألحافظ أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني(١) المتوفّى ٩٢٣، في « المواهب اللدنيه » من طريق الدارقطني، وقال: رواه عبد الحقّ في أحكامه الوسطى والصغرى وسكت عنه، وسكوته عن الحديث فيها دليلٌ على صحَّته.

٣٢ - ألحافظ إبن الدبيع أبو محمَّد الشيباني المتوفّى ٩٤٤، في « تمييز الطيب من الخبيث » ص ١٦٢.

٣٣ - ألشيخ شمس الدّين محمَّد الخطيب الشربيني المتوفّى ٩٧٧، في « المغني » ج ١ ص ٤٩٤ عن صحيح إبن خزيمة.

٣٤ - زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى ١٠٣١، في « كنوز الحقائق » ص ١٤١، وشرح الجامع الصغير للسيوطي ٦ ص ١٤٠.

٣٥ - ألشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده المتوفّى ١٠٧٨، في « مجمع الأنهر » ١ ص ١٥٧

٣٦ - أبو عبد الله محمَّد بن عبد الباقي الزرقاني المصري المالكي المتوفّى ١١٢٢، في « شرح المواهب » ٨ ص ٢٩٨ نقلاً عن أبي الشيخ وإبن أبي الدنيا.

٣٧ - ألشيخ إسماعيل بن محمّد الجراحي العجلوني المتوفّى ١١٦٢، في « كشف الخفاء » ٢ ص ٢٥٠ نقلاً عن أبي الشيخ، وابن أبي الدنيا، وابن خزيمة.

٣٨ - ألشيخ محمَّد بن علي الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٥ نقلاً عن غير واحد من أئمَّة الحديث.

٣٩ - ألشيخ محمّد بن السيِّد درويش الحوت البيروتي المتوفّى ١٢٧٦، في « حسن الأثر » ص ٢٤٦.

٤٠ - ألسيّد محمّد بن عبد الله الدمياطي الشافعي المتوفّى ١٣٠٧، في « مصباح الظلام » ٢ ص ١٤٤.

٤١ - عدَّةٌ من فقهاء المذاهب الأربعة في مصر اليوم في الفقه على المذاهب الأربعة

____________________

١ - نسبة الى قسطلة بلدة باندلس.

_٦_

٩٦

( ٢ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من جاءني زائراً لا تعمله إلّا زيارتي كان حقّاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة.

وفي لفظ: لا تحمله إلّا زيارتي.

وفي آخر: لم تنزعه حاجةٌ إلّا زيارتي.

وفي رابع: لا ينزعه إلّا زيارتي كان حقّاً على الله عزَّ وجلَّ.

وفي خامس للغزالي: لا يهمّه إلّا زيارتي.

أخرجه جمعٌ من الحفّاظ لا يُستهان بهم وبعدَّتهم منهم:

١ - ألحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي المتوفّى بمصر ٣٥٣، في كتابه « السنن الصِّحاح » جعل في آخر كتاب الحجّ « باب ثواب من زار قبر النبيّ » ولم يذكر في الباب غير هذا الحديث. قال السبكي في « شفاء السقام » ص ١٦: وذلك منه حكمٌ بأنَّه مجمعٌ على صحَّته بمقتضى الشّرط الذي شرطه في الخطبة، وابن السكن هذا إمامٌ حافظٌ ثقةٌ كثير الحديث واسع الرِّحلة... إلخ.

قال في خطبة كتابه: أمّا بعد: فانَّك سألتني أن أجمع لك ما صحَّ عندي من السنن المأثورة التي نقلها الأئمَّة من أهل البلدان الذين لا يطعن عليهم طاعن فيما نقلوه فتدبَّرت ما سألتني عنه فوجدت جماعة من الأئمّة قد تكلّفوا ما سألتني من ذلك و قد وعيت جميع ما ذكروه، وحفظت عنهم أكثر ما نقلوه، واقتديت بهم وأجبتك إلى ما سألتني من ذلك، وجعلته أبواباً في جميع ما يحتاج إليه من أحكام المسلمين، فأوَّل من نصب نفسه لطلب صحيح الآثار: ألبخاري وتابعه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وقد تصفَّحت ما ذكروه وتدبَّرت ما نقلوه فوجدتهم مجتهدين فيما طلبوه، فما ذكرته في كتابي هذا مجملاً فهو ممّا أجمعوا على صحَّته، وما ذكرته بعد ذلك ممّا يختاره أحدٌ من الأئمَّة الذين سمَّيتهم، فقد بيَّنت حجَّته في قبول ما ذكره، ونسبته إلى اختياره دون غيره، وما ذكرته مما يتفرَّد به أحدٌ من أهل النقل للحديث فقد بيِّنت علّته ودللت على انفراده دون غيره وبالله التوفيق.

٢ - ألحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفَّى ٣٦٠، أخرجه في معجمه الكبير.

٣ - ألحافظ أبو بكر محمّد بن إبراهيم المقري الاصبهاني المتوفّى ٣٨١، في معجمه.

٤ - ألحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى ٣٨٥، أخرجه في أماليه.

٥ - ألحافظ أبو نعيم الإصبهاني المتوفّى ٤٠٢.

٩٧

٦ - ألقاضي أبو الحسن عليَّ بن الحسن الخلعي الشافعي المتوفّى ٤٩٢ صاحب « الفوائد »

٧ - حجَّة الإسلام أبو حامد الغزالي الشافعي المتوفَّى ٥٠٥، في « إحياء العلوم » ١ ص ٢٤٦.

٨ - ألحافظ إبن عساكر المتوفَّى ٥٧١، صاحب « تاريخ الشام »

٩ - ألحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفَّى ٦٤٨.

١٠ - ألحافظ يحيى بن علي القرشي الأموي المالكي المتوفّى ٦٦٢.

١١ - ألحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد في كتابه.

١٢ - تقيُّ الدين السبكي الشافعي المتوفَّى ٧٥٦، فصَّل القول في طرق هذا الحديث وأخرجه من طرق شتَّى وصحَّحه في « شفاء السِّقام » ص ١٣ - ١٦.

١٣ - ألسيِّد نور الدين علي بن عبد الله الشافعي القاهري السمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ج ٢ ص ٣٩٦، ذكره من طرق شتّى منها طريق الحافظ إبن السكن فقال: ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث ممّا أجمع على صحَّته. ثمَّ قال: قلتُ: ولهذا نقل عنه جماعةٌ منهم الحافظ زين الدّين العراقي: انّه صحّحه... إلخ.

١٤ - أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى ٩٢٣، في « المواهب اللدنيّة » وقال: صحّحه إبن السكن.

١٥ - ألشيخ محمّد الخطيب الشربيني المتوفّى ٩٧٧، في « مغني المحتاج » شرح المنهاج ١ ص ٤٩٤ وقال: رواه إبن السكن في سننه الصّحاح المأثورة.

١٦ - ألشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده المتوفّى ١٠٧٨، في « مجمع الأنهر » ١ ص ١٥٧.

( ٣ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.

وفي غير واحد من طرقه زيادة: وصحبني. أخرجه جمعٌ من الحفّاظ منهم:

١ - ألحافظ عبد الرزّاق أبو بكر الصنعاني المتوفّى ٢١١.

٢ - ألحافظ أبو العبّاس الحسن بن سفيان الشيباني المتوفّى ٣٠٣.

٣ - ألحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ الموصلي المتوفَّى ٣٠٧ في مسنده.

٩٨

٤ - ألحافظ أبو القاسم عبد الله بن محمِّد البغوي المتوفّى ٣١٧.

٥ - ألحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفّى ٣٦٠.

٦ - ألحافظ أبو أحمد ابن عدي المتوفّى ٣٦٥ في « الكامل »

٧ - ألحافظ أبو بكر محمّد بن إبراهيم المقري المتوفّى ٣٨١.

٨ - ألحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّى ٣٨٥، في سننه وغيرها.

٩ - ألحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى ٤٥٨، في سننه ٥ ص ٢٤٦.

١٠ - ألحافظ إبن عساكر الدمشقي المتوفّى ٥٧١ في تاريخه.

١١ - ألحافظ إبن الجوزي المتوفّى ٥٩٧ في « مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن »

١٢ - ألحافظ أبو عبد الله ابن النجّار البغدادي المتوفّى ٦٤٣، في كتابه « الدرَّة الثمينة في أخبار المدينة »

١٣ - ألحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى ٦٤٨.

١٤ - ألحافظ أبو محمَّد عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى ٧٠٥.

١٥ - أبو الفتح أحمد بن محمَّد بن أحمد الحدّاد في كتابه.

١٦ - ألحافظ أبو الحسين المصري.

١٧ - وليُّ الدين الخطيب التبريزي في « مشكاة المصابيح » المؤلَّف ٧٣٧، في باب حرم المدينة في الفصل الثالث.

١٨ - تقيّ الدين السبكي المتوفّى ٧٥٦، بسط القول في طرقه في « شفاء السِّقام » ص ١٦ - ٢١ ورواه عن كثير من هؤلاء الحفّاظ المذكورين وغيرهم.

١٩ - ألشيخ شعيب عبد الله المصري الحريفيش المتوفّى ٨٠١، في « الرّوض الفائق » ج ٢ ص ١٣٧.

٢٠ - ألسيِّد نور الدّين السمهودي المتوفّى ٩١١، فصَّل القول في طرقه في « وفاء الوفاء » ج ٢ ص ٣٩٧.

٢١ - ألحافظ جلال الدين السيوطي المتوفّى ٩١١، في « الجامع الكبير » كما في ترتيبه ٨ ص ٩٩.

٩٩

٢٢ - قاضي القضاء شهاب الدين الخفاجي الحنفي المتوفّى ١٠٦٩، في « شرح الشفاء » للقاضي عياض ٣ ص ٥٦٧.

٢٣ - ألشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده المتوفّى ١٠٧٨، في « مجمع الأنهر » ١ ص ١٥٧.

٢٤ - ألشيخ محمّد الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٥.

م ٢٥ - ألسيّد محمّد بن عبد الله الدمياطي الشافعي المتوفّى ١٣٠٧، في « مصباح الظلام » ٢ ص ١٤٤.

( ٤ )

عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: من حجَّ البيت ولم يزرني فقد جفاني. أخرجه جمعٌ منهم:

١ - ألحافظ أبو حاتم محمّد بن حبّان التميمي البستي المتوفّى ٣٥٤، في « الضعفاء »

٢ - ألحافظ إبن عدي المتوفّى ٣٦٥، في « الكامل »

٣ - ألحافظ الدارقطني المتوفّى ٣٨٥، في كتابه أحاديث مالك التي ليست في الموطَّأ.

٤ - تقيُّ الدين السبكي المتوفّى ٧٦٥، من غير طريق في « شفاء السقام » ص ٢٢، وردَّ حكم إبن الجوزي على الحديث بالوضع.

٥ - ألسيِّد نور الدين السمهودي المتوفّى ٩١١، في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٣٩٨.

٦ - أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى ٩٢٣، في « المواهب اللدنيَّة » نقلاً عن إبن عدي، و إبن حبّان، والدارقطني.

٧ - ألشيخ إسماعيل الجراحي العجلوني المتوفّى ١١٦٢، في « كشف الخفاء » ج ٢ ص ٢٧٨ نقلاً عن إبن عدي، وإبن حبّان، والدارقطني.

م ٨ - ألسيِّد المرتضى الزبيدي الحنفي المتوفّى ١٢٠٥، في « تاج العروس » ج ١٠ ص ٧٤.

٩ - ألشيخ محمَّد الشوكاني المتوفّى ١٢٥٠، في « نيل الأوطار » ٤ ص ٣٢٥.

( ٥ )

عن عمر مرفوعاً: من زار قبري « أو من زارني » كنت له شفيعاً « أو شهيداً » و من مات في أحد الحرمين بعثه الله عزَّ وجلَّ في الآمنين يوم القيامة. أخرجه.

١٠٠