الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه0%

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 345

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه

مؤلف: حيدر محلاتي
تصنيف:

الصفحات: 345
المشاهدات: 75617
تحميل: 6814

توضيحات:

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 345 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75617 / تحميل: 6814
الحجم الحجم الحجم
الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حياته وأدبه

مؤلف:
العربية

الخاتِمَةُ

تبيّن من خلال البحث انّ الشيخ الفرطوسي كان من أبرز شعراء عصره في تناوله لقضايا المجتمع ، ومستجدات الأحداث التي كانت تطرأ على الساحة سواء المحلية أو الاقليمية والعالمية. وقد كان في جميع مواقفه واضح الرؤية ، صريح الموقف ، بعيداً كل البعد عن التعصب والعنصرية ، متميزاً في تعامله الصادق والمحايد مع الوقائع والأحداث.

وقد تنوعت نشاطات الشيخ في عدة محاور وعلى صعد مختلفة ، منها الصعيد السياسي حيث تركزت مساهماته في محورين رئيسيين الأوّل محور النشاط الوطني حيث مواقف الشيخ المشهودة في مساندته للحركات الوطنية الداعية إلى استقلال البلاد من الاحتلال البريطاني ، وكذلك مواقفه المناهضة لأنظمة الحكم الاستبدادية ، ومحاربته للحركات الهدامة والأفكار المضللة. والمحور الثاني نشاطه السياسي العام الذي تناول فيه قضايا سياسية مختلفة من مثل القضية الفلسطينية والثورة الجزائرية ونحوها من القضايا السياسية الاُخرى.

٢٨١

وعلى الصعيد الاجتماعي فقد تجلّت مواقف الشيخ في مواضيع عدّة ، منها إصلاح النظم الزراعية واستئصال نظام الاقطاع الجائر ، مكافحة الجهل والاُمية وحلّ مشكلة الدراسة والتعليم ، تعليم المرأة وتثقيفها والحثّ على مشاركتها في مجالات الحياة ، توفير الخدمات الصحية والمطالبة بتعميم العلاج في كافّة أنحاء البلاد ، وغير ذلك من شؤون المجتمع وشجونه.

أمّا على الصعيد الثقافي فقد مارس الشيخ نشاطات عدّة ، منها دعوته الاصلاحية إلى تطوير المناهج الدراسية والتجديد في النظم التعليمية ، مشاركته الفاعلة والمستمرة في المحافل الأدبية والمهرجانات الشعرية وخاصة بعد انضمامه إلى « جمعية الرابطة الأدبية » ، تدريسه للعلوم الدينية والعربية في الحوزة العلمية ، ونشاطه الواسع في حقل التأليف والكتابة.

وخلاصة القول ان الشاعر استطاع بنتاجه الشعري الرائع الذي تميّز بقوة البناء ومتانة الاُسلوب وجودة البيان ونصاعة التعبير أن يحقّق أهدافه السامية ومراميه العليا المتمثلة بإحياء التراث الإسلامي والحفاظ على القيم الاجتماعية الرفيعة.

٢٨٢

الملاحق

٢٨٣

٢٨٤

الملحق رقم (١)

شجرة آل الفرطوسي

٢٨٥

٢٨٦

٢٨٧

٢٨٨


الملحق رقم (٢)

من صور الفرطوسي

٢٨٩

٢٩٠

٢٩١

٢٩٢

٢٩٣

٢٩٤


الملحق رقم (٣)

الفرطوسي في الشعر

٢٩٥

٢٩٦

أخي(١)

السيد محمد جمال الدين الهاشمي

يرف إليك قلب مستهام

كما رفت على الأيك الحمام

وتلتفت العواطف وهي حسرى

لعهد قد نما فيه الغرام

ويندفع النشيد إليه شوقاً

فللأنغام حشد وازدحام

تحن إلى ليال قد توالت

علينا ، والخطوب بها نيام

تدور بها العواطف جائشات

كما دارت على الشرب المدام

بها نعم الشباب بما اشتهاه

وحاشا لم يدنسه الحرام

إلى أن شاخ عمر الدهر فينا

ولفت عن مرابعنا الخيام

هرمنا وانزوت عنا الأماني

وجفّ الحقل وانطفأ الهيام

وأمست تعبث الأحداث فينا

وعدنا لا نسيم ولا نسام

قنعنا بالحياد نلوذ فيه

فليس لنا اصطراع واصطدام

ولكن الزمان أبى علينا

هدوء يستكن به السلام

فشق على بقايا العزم حرباً

من الأعصاب ليس لها نظام

فاقعدني ، وأطفأ منك فجراً

به قد كان ينجاب الظلام

__________________

١ - أرسلها الشاعر من النجف إلى الشيخ الفرطوسي عندما كان يقيم في « سويسرا » للعلاج عام ١٣٨٥ ه. وكان الشيخ الفرطوسي قد بعث إليه قصيدة « ذكريات » على نفس الوزن والقافية.

٢٩٧

وسرت إلى «السويس» وان قلبي

على بلد حواك له حيام

* * *

اخَيَّ أثرت احساسي بشعر

يفوح هوى كما فاح البشام

عواطف منك قد دمعت فادمت

كلومي فهي من ألم كلام

وقد يبري الكلام بشفرتيه

أسى ما ليس يبريه الحسام

ندبت به « أبا المهدي » كهفاً

به للدين حرز واعتصام(١)

إمام المؤمنين هدىً وعلماً

وللإسلام حصن لا يرام

أبو الغرر العظام تزل عنه

إذا اصطدمت به النوب الجسام

براه الله للإيمان ظلاً

تلوذ به المجاهدة الكرام

ودام على الهدى منه لواء

به للنصر سعي واقتحام

* * *

فزعت إلى أبي الحسنين حبّاً

به ينجو المحبّ المستظام

وصي المصطفى من فيه قامت

شريعته وطال لها مقام

يجلّ عن القياس بمن سواه

ويعظم أن يقاس به الأنام

إذا ذكر اسمه رفت عليه

من الله التحية والسلام

به تقضى الحوائج حين تعصي

على أحد وتنكشف العظام

ولايته لنا حرز وأرجو

بها لك أن يفارقك السقام

* * *

تبلغك التحايا الغر صحب

على ما عاهدوك به أقاموا

إليك هفت عواطفهم ظماء

وفي النجوى يبل لهم أوام

فطب نفساً فانّك في سماء

من الذكرى يجللها احتشام(٢)

__________________

١ - أبو المهدي هو المرجع الديني آية الله السيد محسن الحكيم.

٢ - ديوان الهاشمي ، مخطوط.

٢٩٨

أخي منعم(١)

السيد محمد جمال الدين الهاشمي

قفا واغمر الحفل آلاماً واشجانا

وثُر على الوضع طوفاناً وبركانا

وخاطب المربع المهجور أنّ به

روحاً تقمّصها التاريخ جثمانا

في ذمة الفن آيات يرددها

فم الزمان على الأجيال قرآنا

كانت بها حفلات الروح عامرة

بالسحر ما يهتز منها الدهر نشوانا

من أخرس الوتر المرنان فانبعث

تمنه الأغاريد أعوالاً وارنانا

أين الاُولى رفعوا للشعر أخبية

يرتاح في ظلها الوجدان جذلانا

صانت به لغة القرآن رافعة

لها كياناً يهز الدهر عنوانا

وأرهفت قابليات جرت فشأت

مواهباً خطت التاريخ ميدانا

كم في الغري رعاه الله محتفلاً

في ذمة الذوق نرعاه ويرعانا

مدارس الوحي كم ربّت عباقرة

يعنو لها الفن اخلاصاً وإيمانا

عجّت بها حلبات الشعر باكية

حيناً وباسمة بالشدو أحيانا

فان هوى علم للمجد ترفعه

شعراً يرفرف تأبيناً وتحنانا

تكرم الشعر في تكريم رفعته

وترفع الشعر في ترفيعه شانا

__________________

١ - في رثاء الشيخ علي الفرطوسي عم الشاعر عبدالمنعم. نظمت في الأول من جمادى الثانية عام ١٣٧١ ه.

٢٩٩

حتى نما الوحي افناناً وذاق به

وادي الغري من الامتاع افنانا

أواه صوح ذاك الحقل وانتثرت

أزهاره وذوى حسناً واحسانا

* * *

اُخَيَّ منعم هاك الكأس فاض بها

قلبي كما تشتهي حبّاً ووجدانا

وقد يسوؤك أن أغفى النديم ولم

يستقبل السمر السكران سكرانا

فقد تغيّر لون الحبّ واختلفت

قيثارة الروح أوتاراً والحانا

لم يبق للحب كِنٌّ نستظل به

فقد تبعثر أكناناً وأوكانا

* * *

مني السلام على عهد ومجتمع

عشنا به في ظلال الحب اخوانا

وللقلوب صفاء لا يكدره

تفاوت الجنس اقداراً واثمانا

المجد ما شادت التقوى قواعده

والنصر ما حازه الإيمان اذعانا

* * *

على الفقيد سقى الغفران تربته

نثرت دمعي مقاطيعاً وأوزانا

شيخ أناف على السبعين ما انحرفت

أيامه الغر عن نهج الهدى آنا

جارى الحوادث حتى فاتها فهوت

ترجوه لو ترتجى الأحداث غفرانا

لم يشك من نوب الدنيا ولو عثرت

بالبحر يوماً لهاج البحر طوفانا

انّ الرضا بقضاء الله منزلة

يسمو لها من سما بالله عرفانا

يقضي النهار وذكر الله يعمره

وبالمناجاة يقضي الليل سهرانا

يهنيه عمر مضى والخير يصحبه

والخلد سجله للمجد برهانا

كالفجر زال وأبقى اللطف يعرضه

للذوق ما شاء أوصافاً وألوانا

عمر كما شاءه الإيمان ما تركت

به الحوادث أو ضاراً وأدرانا

٣٠٠