• البداية
  • السابق
  • 57 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 17134 / تحميل: 6423
الحجم الحجم الحجم
تذييل سلافة العصر

تذييل سلافة العصر

مؤلف:
العربية

تذييل

سلافة العصر

للسيد عبدالله الجزائري

تحقيق: السيد هادي باليل الموسوي

المكتبة الادبية المختصة

( ٦ )

١

٢

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

٤

المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمّد وآله الطاهرين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يضمّ التراث الأدبي الشيعي كنوزاً وافرةً ثريّة أفرغ فيها حَمَلة العلم والأدب - بصدقٍ ودأب - كل جهودهم الكبيرة التي ما برحت تمتاح من ريّها الأجيال ممّا حفظ لنا - حتى يومنا هذا - كثيراً من الآثار الهامة الذائعة، وتعدُّ سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر للسيد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني المدني واحدةً من الانجازات الكبيرة في مجال حفظ التراث الشعري الأدبي، معتبَرةً - بحقٍ - جهداً هاماً مستوعباً محيطاً بشكلٍ معجبٍ بكل ما وصلت إليه يراعة المؤلّف المشهور بعلمه وفضله وإحاطته الواسعة، سالكاً فيه مسلك مَن سبقه من كبار مؤرّخي الأدب، مضيفاً ما نتج من فكره الخصب واُسلوبه الفخم وصياغته الآسرة التي ترقى به إلى مصاف كتّاب عصور الأدب الاُولى رغم انّه عاش في النصف الثاني ثم في الربع الأوّل من القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، ولا حاجة أن نشير إلى أنّ المؤلّف الجليل قد أحيى في غمار تراجمه ذكر شعراء كثيرين من الشيعة خاصة، كاد ان يأتي

٥

عليهم النسيان، ممّا جعل كتابه موسوعةً يُرجع إليها ويُعتمد عليها وهو العالم الفاضل والثقة الجدير...

ولقد ترك كتاب سلافة العصر وهجاً ساطعاً ممتداً في القرون اللاحقة فأوحى لغير واحدٍ من رجال الفضيلة ان يستدركوا عليه ما فات مؤلِّفه الفاضل - وهو النزر القليل - ، من تراجم وأحوالٍ لأدباء عصره... وكان ممّن ذيَّل على أصله العلاّمة الجليل السيد عبد الله ابن السيد نور الدين علي ابن السيد نعمة الله الجزائري ذاكراً بعض أعلام الأدباء في مستدركٍ صغيرٍ سرعان ما ندرَ وجوده وصعبَ الحصول عليه حتى عدَّه بعضٌ من الآثار المفقودة ثم قيّض الله له من بعثه مَن رقدته أكثر من مرّةٍ في محاولات لم تستوف، مثيل جهد المحقّق الكاتب الأديب الفاضل السيد هادي باليل الموسوي الذي عثر على تتمّة هامّة للتذييل تسقّطها من مصدرٍ مخطوطٍ فرتّبها وحقّقها وقدّم لها وعلّق عليها بصورتها الماثلة هنا، والمكتبة الأدبية المختصّة التابعة لمكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني - دام ظلّه - إذ تفتح بطبع مثل هذا التذييل المغمور، باب جهودها القابلة لإحياء ما يقع في يديها من آثارٍ وكنوزٍ أدبيةٍ شيعيةٍ تسأل الباري عزّ وجل أن يوفّقها في مسيرتها ويجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم.

المكتبة الأدبية المختصة

محرّم الحرام ١٤٢٠ هـ

٦

ترجمة المؤلف(١) :

هو العلاّمة الجليل المحدّث الفاضل النبيل، الرجالي المحقّق، والفقيه الاُصولي المدقّق، السيد عبد الله ابن السيد نور الدين علي ابن السيد نعمة الله الحسيني الموسوي الجزائري التستري.

وُلد في مدينة تستر في السابع من شعبان سنة ١١١٢ هـ ، وهي سنة وفاة جدّه المحدّث الجزائري الشهير. وكان جدّه المذكور

____________

(١) له ترجمة في كتابه الإجازة الكبيرة (المقدّمة): ٢٢، وفي كتابه تذكرة شوشتر: ٦٠، وفي تحفة العالم:٦٩، وأعيان الشيعة ٣٩|٤١، وطبقات الأعلام للطهراني (القرن الثاني عشر): ٤٥٦، ومصفى المقال في مصنفي علم الرجال: ٢٤٦، وريحانة الأدب ٢|٢٥٤، وسفية البحار ٢|١٣٨، والفوائد الرضوية: ٢٥٦، والكنى والألقاب ٢|٣٣٢، ومعارف الرجال ٢|٨، وروضات الجنات ٤|٢٥٧.

٧

قد تفرّس في هذا المولود المبارك مستقبلاً زاهراً فأهداه بعض كتبه، فكان كما تفرّس فقد تعلّم القراءة والكتابة في سنّ مبكرة (السادسة من عمره)، وبدأ بقراءة المقدّمات كالصرف والنحو والمعاني والبيان على والده فأتمّها بسنتين، ثم انصرف إلى دراسة المعقول والمنقول. وما ان بلغ السادسة عشرة من العمر حتى أصبح متفنّناً في العلوم والمعارف الإسلامية، وكان جلّ اشتغاله قبل ذهابه إلى إصفهان على علماء تستر والحويزة والدورق كما صرّح بذلك في إجازته الكبيرة، منها قوله في ترجمة الشيخ شمس الدين بن صفر البصري: رأيته في الدورق وقرأت عليه أكثر (شرح المطالع) هناك. وقال في ترجمة الشيخ عبد الحسين القاري الحويزي: رأيته في الحويزة كثيراً واستفدت منه. وفي ترجمة الشيخ عبد الله بن ناصر الحويزي الهميلي قال: اجتمعت به في الدورق وكان مدرّساً في مدرستها ثم في الحويزة ثم في تستر واستفدتُ منه.

وأقام في اصفهان مدّة اشتغل فيها على علمائها ثم رحل إلى شيراز في طلب العلم ومنها إلى خراسان حيث زار مرقد الإمام الرضاعليه‌السلام واجتمع بأعلام تلك البلاد، ثمّ رحل إلى آذربيجان والبلاد العثمانية، وكان اهتمامه في هذه الرحلات بتحصيل العلوم وكسب المعارف المتداولة آنذاك أينما حلّ، لأنّه كان حريصاً على ذلك منهمكاً في طلبها من الخاصّة والعامّة، وحتَّى من غير المسلمين.

وكانت له مساهمات في تطوّر الاُمور السياسية في البلاد، ومنها حضوره مؤتمر دشت مغان مع جملةٍ من كبار العلماء لتتويج

٨

الملك الأفشاري نادرشاه الذي أطاح بالحكومة الصفوية وتربّع على عرشها سنة ١١٤٨ هـ ، فأنشأ السيّد المترجَم له خطبةً بليغة بهذه المناسبة، وكان له اتصالات وثيقة وعلاقات طيبة بحكام المنطقة، أعني تستر والحويزة والدورق كما ذكر ذلك في كتابه (تذكرة شوشتر: ١٦٥) وكانوا يجلّونه ويحترمونه. وفي سنة ١١٦٧ هـ ظهرت فتن واضطرابات في البلاد كدّرت خاطره فخرج متوجّهاً نحو العتبات المقدّسة في العراق، وكان طريقه على الدورق فحلّ ضيفاً على زعيمي كعب الشيخين سلمان وعثمان ابني سلطان بن ناصر الكعبي، وقد أشاد بحسن سياستهما وتدبيرهما للاُمور في البلاد. وكان قدس سره قد زار العتبات المقدّسة غير مرّة، منها في سنة ١١٥٣ هـ وحجّ بيت الله الحرام. واسندت إليه جميع المناصب الدينية في بلده تستر بعد وفاة والده سنة١١٥٨ هـ .

إطراء العلماء بالمدح والثناء عليه: أشاد بفضيلته كلّ مَن ذكره من العلماء وأثنوا عليه ثناءً بالغاً منهم الشيخ محمّد حرز الدّين، فقد وصفه بقوله(١) :

عالم، فاضل، فقيه، محقّق في علم الرجال والرّواة، وكان شاعراً لامعاً وكاتباً أديباً، وعدّ من مؤلفاته: الذخيرة الباقية، والذخيرة الأَحمدية، وشرح مفاتيح الأحكام، وشرحاً على النخبة للفاضل الفيض، وأجوبة المسائل النهاوندية، وله ذيل على سلافة

____________

(١) معارف الرجال ٢|٨.

٩

العصر، وله التذكرة أخذنا منها في كتابنا (النوادر) ما يتعلّق بأحوال جدّه السيد نعمة الله، وبعض أحوال السادة المرعشيين، ونسب المشعشعيين وبعض أحوالهم، والتحفة السنيّة في شرح النخبة المحسنيّة، توفي سنة١١٧٣ هـ والجدير بالإشارة هنا ما ذكره الشيخ حرز الدين من تاريخ ولادة المترجَم له، فانّه ذكره في (١٧ شعبان سنة ١١١٤ هـ )، كما جاء في مصفّى المقال أيضاً أنّه ولد سنة ١١١٤ هـ وفي طبقات الأعلام أرّخه بسنة ١١٠٤ هـ ، ولعلّه خطأ في الطبع أو الاستنساخ، والصحيح ما مرّ في صدر المقدّمة والعمدة فيه على ما حقّقه السيد محمّد الجزائري في كتابه (الشجرة المباركة).

وقال السيد محمّد باقر الموسوي الخوانساري في الرّوضات(١) :

كان من علماء زمان الفترة وطغيان الفتنة، بعد اختلال الدولة الصفوية في مملكة ايران المحمية، ماهراً في علم الحديث والفقه وفنون الأدب العربية، وقد ذكر في إجازته (الإجازة الكبيرة) تفصيل أحواله وأحوال والده، وأشار فيها إلى أحوال جملة من مشايخه المعظمين وأفاضل عصره المكرمين مثل المرحوم السيد صدر الدين الرضوي القمّي، والسيد نصر الله الحائري، والمولى أبي الحسن العاملي، وكثير من فضلاء سلسلة المجلسي، وكان وضعها تكملة لكتاب (أمل الآمل) وتداركاً لما فاته من أحوال علمائنا

____________

(١) روضات الجنّات ٤|٢٥٧.

١٠

اللاّحقين له إلى زمانه رحمه الله وله أشعار رائقة وأفكار فائقة وكتب متينة وخزائن ثمينة، ثُمَّ عدّ مؤلفاته.

وقال المحدّث النيسابوري في كتابه (منية المرتاد) الذي صنّفه في تفصيل نفاة الاجتهاد، ومنهم السيد السند العارف السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري التستري قدّس الله أرواحهم الزكية، وهو كجدّه وأَبيه من أجلّة مشايخ المحدّثين... الخ.

نسبه القصير: ذكر السيد المترجَم له نسب جدّه السيد نعمة الله الجزائري في كتابيه (الإجازة) و(التذكرة) قائلاً: رأيتُ صورة نسبه بخطّه في موضعين هكذا: نعمة الله بن عبد الله بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمود بن غياث الدين بن مجد الدين بن نور الدين بن سعد الدين بن عيسى بن موسى بن عبد الله بن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام . واستدرك على هذا النسب بعض النسّابين فقال:

إنّ الفترة الزمنية بين وفاة الإمام موسى بن جعفرعليهما‌السلام ووفاة السيد الجزائري تسعمائة وخمسون سنة تقريباً، أي أكثر من تسعة قرون، وقد جرت العادة عند النسّابين أن يعدّوا لكل قرن ثلاثة أجيال، وعليه فإنّ تلك الفترة تحتاج إلى ما يقارب خمساً وعشرين واسطة، وخلص النسّابة المذكور إلى أنّ الصحيح في نسب السّيد الجزائري كما يلي:

السيد نعمة الله ابن السيد عبد الله ابن محمّد ابن الحسين الملقّب بشمس الدين بن محمود بن غيّاث بن أحمد بن علي بن

١١

محمّد بن أحمد بن الرضا بن ابراهيم بن هبة الله بن الطيب بن أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي الفخار محمّد بن علي بن معمّر الضرير بن عبد الله بن أبي عبد الله جعفر الأسود الملقّب بـ ( زنقاح ) بن محمّد المعروف بالنصيبيني بن موسى بن عبد الله العولكاني ابن الإمام موسى بن جعفرعليهما‌السلام (١) .

أمّا في ما يخصّ كتابه هذا (تذييل سلافة العصر) فقد ذكره المؤلّف (السيد الجزائري) في إجازته الكبيرة في عداد مؤلّفاته فقال:

(وجزء في تذييل سلافة العصر) للسيد علي خان(٢) ابن ميرزا

____________

(١) بغية الطالب في نسب السادة الغوالب: ١٤٢ و١٤٣.

(٢) هو السيد الجليل علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني المدني المولود بالمدينة المنوّرة سنة١٠٥٢ هـ ، ويتصل نسبه بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، بـ (ست وعشرين واسطة)، اشتغل بالعلم في المدينة، ثم هاجر إلى حيدر آباد الهند سنة ١٠٦٨ هـ وأقام هناك ثماني وأربعين سنة، اُعطي فيها مناصب عسكرية، فلُقّب بـ (خان)، ثم استعفى وحجّ بيت الله الحرام وزار مشهد الإمام الرضاعليه‌السلام ، وورد اصفهان سنة ١١١٧ هـ ثم حلّ بشيراز مدرّساً إلى ان توفّي بها سنة١١١٨ هـ ، أو سنة ١١٢٠ هـ ودُفن في حرم السيد أحمد شاهچراغ ابن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام .

وفي أيام إقامته بالهند، ألّف كتابه (سلافة العصر) سنة ١٠٨١ هـ وذيّله بعد عودته من الهند، فسمّى التذييل (ملحقات السلافة المشحونة بكلّ أدب وظرافة) من أراد الإطّلاع مفصّلاً على أحواله فليراجع مقدّمة كتابه (الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة). =

١٢

أحمد السيد معصوم من أحفاد السيد غيّاث الدين منصور المشهور بـ (استاذ البشر) صاحب المدرسة المنصورية بشيراز، وهو تأليف بديع جمع فيه أعيان المائة الحادية عشرة، لكن فاته منهم جمع كثير وجمّ غفير في أعيان هذه الأقطار، لأنّه ألّفه أيّام إقامته بالهند فلم يحط بأحوال مَن لم يبلغه هناك صيته، وقد تتبّعت أحوال بعض مَن أطّلعت عليه منهم وذكرته على سياق كلامه، فأعجب الوالد بذلك. (الإجازة الكبيرة: ٥٥ طبعة قم سنة ١٤٠٩ هـ ) وأشار إلى هذا التذييل العلاّمة الطهراني في (الذريعة ٤|٥٤)، والسيد محمّد الجزائري في (شجرة مباركة: ٣٥).

كان هذا التذييل نادر الوجود، صعب الحصول، مغموراً في خبايا المكتبات وبطون المجموعات المنسيّة، حتّى عدّه بعض المتتبعين من اُسرة المؤلّف في جملة الكتب المفقودة، عدا عبارات وجيزة نقلها منه المؤلّف نفسه في كتابه (الإجازة الكبيرة). ولعلّ

____________

= أمّا ما يخصّ كتابه (سلافة العصر) فقد ذكر العلاّمة الطهراني في (الذريعة ١٢|٢١٢) ما يلي: سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر، للسيد علي خان بن أحمد المعروف بـ (ابن معصوم المدني) ذكر فيه جملة من أعيان عصره من العامّة والخاصّة، مرتّب على أقسام خمسة: أوّلها في أهل الحرمين، والثاني في أهل الشام ومصر ونواحيها، والثالث في أهل اليمن، والرابع في أهل العجم والبحرين والعراق، والخامس في أهل المغرب وشرع فيه سنة ١٠٨١ هـ وفرغ منه سنة ١٠٨٢ هـ سلك فيه مسلك الثعالبي في (يتيمة الدهر)، والباخرزي في (دمية القصر). أقول: وهو مطبوع طبعة رديئة كثيرة الأغلاط جدير بأن يحقّق ويطبع طبعة جديدة تليق بشأنه.

١٣

سبب خفائه وعدم ظهوره، اختصاره وصغر حجمه؛ إذ انّه لا يتجاوز عشر ورقات من القطع المتوسط. وقد جرت العادة عند الكتّاب والنّساخ قديماً أن يضمّوا الآثار الوجيزة إلى المجموعات المطوّلة في الاستنساخ فيصبح المجموع الكبير طافحاً بالنفائس المتعدّدة المختصرة لكنّها شبه الضائعة؛ إذ لا يدلّ اسم المجموع (إن كان له اسمٌ) على ما فيه من الآثار بالتفصيل، كما انّهم لم يفهرسوا لمحتوياته لا في البداية ولا النهاية، فكم من أثر جليل (كهذا التذييل) أتعب الأدباء والمحقّقين في سبيل العثور عليه، فلم يسعفهم الحظّ في ذلك، بينما هو في مجموع مُهمل ليس له نظام ولا لفصوله ومحتوياته خاصّ من عام، حتى يقيّض الله له مَن يستخرجه فيكون سبباً لإحيائه.

وهكذا كان هذا التذييل، حتى ظهرت له نسخة بخط الفاضل المتتبّع السيد محمّد علي الرَّوضاتي الاصفهاني ادام الله أيام عزّه، وكان قد استنسخها وضمّها إلى كتاب له شرع في تأليفه سنة ١٣٦٥ هـ عن نسخة بخط ابن المؤلّف السيد بهاء الدين محمّد ابن السيد عبد الله الجزائري، الذي كتبها هو عن خطّ والده سنة ١٢٠٠ للهجرة. وهي تضمّ تراجم ستّة من الاُدباء والعلماء على النحو التالي:

١ - السيد اسماعيل ابن السيد سعد الموسوي الحويزي.

٢ - السيد شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.

٣ - ابنه السيد معتوق بن شهاب الدين الموسوي الحويزي.

٤ - الشيخ فتح الله بن علوان الكعبي الدورقي.

٥ - السيد قوام الدين الحسني السيفي القزويني.

١٤

٦ - والد المؤلّف السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري.

ثم ظهرت نسخة اُخرى ضمن مجموع مرقّم بـ ٧٣٣٧ في مكتبة آية الله السيد النجفي المرعشي قدس سره في مدينة قم، وهذا المجموع يحتوي على عدّة رسائل كلّها للمؤلّف بخطّ حفيده السيد نعمة الله ابن السيد محمّد هادي ابن السيد عبد الله الجزائري كتبها سنة ١٢١٣ هـ ، إلاّ انّ هذه النسخة تنقص عن نسخة السيد الروضاتي بسقوط ترجمة الشيخ فتح الله بن علوان الدورقي منها. وأخيراً عثرت على مجموع دورقي يشبه الكشكول في محتوياته، ويبدو أنّه ناقصٌ من أوّله وآخره ووسطه وفي ضمنه ترجمتان لعالمَين أديبين في صفحة واحدة قبلها أوراق ساقطة وهما:

١ - السيد علي بن باليل الموسوي الدورقي.

٢ - ابنه السيد ابراهيم ابن السيد علي بن باليل الدورقي، وهذان العالمان ممّن ذكرهما المؤلّف (السيد الجزائري) في إجازته الكبيرة وأشاد بفضلهما وأدبهما، والعبارات والإنشاء في هاتين الترجمتين على غرار عبارات السيد الجزائري في التذييل، لا سيّما وانّ هناك قرائن تدلّ على أنّ الأوراق الساقطة قبل هاتين الترجمتين هو التذييل نفسه، ومن هنا فانّي ألحقتهما بالتذييل المذكور وصدرتهما بالعبارة التالية: (وفي تذييل على سلافة العصر لبعض الاُدباء ما يلي): وكان اعتمادي في إخراجه بهذه الصورة على النسخ المشار إليها، إذ ليس فيها اختلاف كبير عدا بعض التراجم الساقطة كما سبقت الاشارة، وانّ بعضها يكمّل بعضاً.

١٥

كما انّي جعلت العبارات المنقولة منه في (الاجازة الكبيرة) موضع الترجيح فيما إذا اختلفت النسخ المذكورة، وهذا ما تيسّر لي حسب الجهد والاستطاعة والله وليّ التوفيق.

هادي باليل

قم المقدّسة

١٧ رمضان المبارك ١٤١٩ هـ .

١٦

تذييل سلافة العصر

للسيد عبد الله الجزائري

المتوفّى سنة ١١٧٣ هـ

١٧

١٨

١ - السيد اسماعيل ابن السيد سعد الموسوي الحويزي(١) :

نسب يضاهي البدر وحَسَب ينشرح به الصدر، وزهد وإخبات وورع، وفضل بلباس التقوى ادّرع، ومجد وشرف ومنقبة، وفطنة عن أسرار اللاّهوت منقّبة، وكرم حاتمي وشمم هاشمي، وطباع ما زاحمه فيها أحد ولا شاركه، وأخلاق تشهد أنّه فرع تلك الشجرة المباركة، وجدّ لا يشوبه هزل، وجود ما جاراه جواد إلاّ وزلّ، ذو نفس أبيّة، لا يداهن في الاُمور الحسبيّة، وله في القلوب وقع ومهابة، ما رأى من أحدٍ منكراً إلاّ مزّق اهابه.

____________

(١) ذكره في أمل الآمل (٢|٣٤) فقال: عالم فاضل، شاعر محقّق معاصر. (انتهى): وأغلب الظن انّه من السادة المشعشعيين والأقرب من آل أبي لاوي عمومة السيد شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي الذي سيأتي ذكره في الرقم الثاني من التذييل.

١٩

وكان رحمه الله منذ حلّ الشباب تميمته، قد عقد على اقتناء المعارف عزيمته، ففارق سكنه وهجر إلى بلاد العجم وطنه، واشتغل على مَن هناك من الجهابذة الطائر ذكرهم في الآفاق، كالملاّ رجب علي والملاّ شمسا الجيلاني وأمثالهما من حكماء الإشراق، إلى أن نبغ بين الأقران والأتراب، والتقط من فرائد فوائدهم ملء الكمّ والجيب والجراب. ثُمَّ رجع إلى أهله وجيرته محموداً في سريرته وسيرته، وكان في عنفوان أمره وريعان عمره قاصر الطرف على الفلسفة والمنطق، لا يلهج بغيرهما ولا ينطق، ولم يتفرّغ للعلوم السّمعية، إلاّ بعد ان أخلق البُردَ القشيب، وخرج من وراء الشباب إلى ذيول المشيب، فأسف حينئذٍ وندم، على تأخير ما أخّر وتقديم ما قدّم.

وقد بلغني من زهده وكرامته قدّس الله روحه، انّه كان في أوقات مجاورته بالحرمين الشريفين قد قلّ ماله، ورثّ حاله، وكان أحد عظماء العرب قد نذر لله مالاً جزيلاً يصرفه في وجوه القرب، فأتاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الطيف وقال: ائتِ مسجد الخيف، وابغ رجلاً من أولادنا من حليته كذا وكذا فإذا اصبته بالوصف المذكور، فادفع إليه المال المنذور، فانتبه الرجل قرير العين، متأهّباً لقضاء الدين، وتوصّل إلى الموسم، يتخلّل الناس، ويتطلّعهم في الهيئة واللّباس، حتى وقع نظره عليه، فألقى سرّه وصرته إليه، فأنف السيد عن القبول، وقال دعني من هذا الفضول، لعلّك تجد في هذا الجمّ الغفير، أخصّ بهاتيك الصفات، وأحوج إلى هذا المال منّي بكثير، على أنّ

٢٠