الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار

الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار0%

الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 110

الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس الطواري اليزدي
تصنيف: الصفحات: 110
المشاهدات: 73050
تحميل: 7097

توضيحات:

الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 110 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73050 / تحميل: 7097
الحجم الحجم الحجم
الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار

الصحاح من الآثار في فضائل النبي وآله الاطهار

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

والأحاديث الواردة بِهذا المضمون مستفيضة، بل لا يَبْعُد دعوى تواترها ولو مِن حيث المعنى، مضافاً إلى صحّة أسانيد ما ذُكِر. فإذا كان عليّ (عليه السلام) أقضى الناس، وأعلمهم بمقتضى تلك الأخبار فيكون هو الخليفة دون غيره، لقُبح تقدّم المفضول على الفاضل عقلاً ونقلاً، ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمْ مَن لاَ يَهِدّي إِلاّ أَن يُهْدَى‏ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) .

وأمّا سائر الخلفاء فقد اعترفوا في موارد عديدة بتقدّم عليّ (عليه السلام) في عِلمه وتأخّرهم عنه:

هذا أبو بكر يقول: ( ولّيتُكم ولستُ بخيركم ) (1) أو ( أقيلوني ولست بخيركم ) (2) أو ( عليكم بعليّ بن أبي طالب ) (3) .

وهذا عُمر بن الخطّاب يقول: ( إنّ هذا أعلم نبينا وبكتاب نبينا ) (4) و( لو أنّ السماوات والأرض وضِعت في كفّة ووزن إيمان عليّ لرجح إيمانُ عليّ ) (5) و( لولاك لافتضحنا ) (6) و( أعوذ بالله مِن معضلة لا عليّ بها ) (7) و( عجزت النساء أنْ تلدن مثل عليّ بن أبي طالب ) (8)

____________________

(1) تاريخ اليعقوبي 2/ 106، تذكرة الخواص 67.

(2) سر العالمين، المقالة الرابعة.

(3) إحقاق الحق 4/ 250 عن لسان الميزان عن أبي الأسود.

(4) كما عن كتاب زين الفتى في شرح سورة هل أتى.

(5) مناقب الخوارزمي 78، إحقاق الحق 5/ 61.

(6) كما عن صحيح البخاري 3/ 81، سُنن أبي داود 1/ 317، سنن ابن ماجة 2/ 269، سنن البيهقي 5/ 159، فتوح البلدان 55، الرياض النضرة 2/ 20، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/ 201، أخبار مكّة.

(7) فرائد السمطين 75 و149، نور الأبصار 79، الصواعق المحرقة 76، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة 18، الاستيعاب 3/ 38، أسد الغابة 4/ 22.

(8) مناقب الخوارزمي 48، ينابيع المودّة 75، فرائد السمطين 75.

٢١

و( عليٌّ أقضانا ) (1) و( لولا عليّ لهلك عمر ) (2) و( كلّ الناس أفقه مِن عُمر ) (3) و( أنت خيرهم فتوى ) (4) و( هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن، فمن لم يكُن مولاه فليس بمؤمن ) (5) .

وهذا عثمان يقول: ( لولا عليّ لهلك عثمان ) (6) أو ( أنتم إلى إمام عادل أحوج منكم إلى إمام يشقّق الخطب ) (7) .

وهذا معاوية يقول: ( ذهب الفقه والعٍلم بموت ابن أبي طالب ) (8) .

وهذه عائشة بنت أبي بكر تقول: ( زينوا مجالسكم بذكر عليّ ) (9) و( لقد علمت أنّ عليّاً أحبُّ إليك مِن أبي - مرّتين أو ثلاث ) (10) و( والله ما أعلم رجلاّ كان أحبّ إلى

____________________

(1) طبقات ابن سعد 2/ 34 و103.

(2) مناقب الخوارزمي 48، سيرة عمر 106، المستدرك 1/ 457، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة 18.

(3) كما عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 182، الرياض النضرة 2/ 57، نور الأبصار 56، الفتوحات الإسلاميّة 2/ 408، ونقل في الغدير مائة مورد ونقل تلميذه السيّد الحكمي عنه أنّه قال استخرجت مائة مورد أُخرى سأكتبها في سائر مجلّدات الغدير.

(4) طبقات ابن سعد 3/ 103.

(5) شواهد التنزيل 265.

(6) كما عن الحافظ العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى، من طريق شيخه أبي بكر محمّد بن إسحاق همشاذ يرفعه.

(7) تاريخ اليعقوبي 2/ 140.

(8) الاستيعاب 3/ 45.

(9) مناقب ابن المغازلي 211، وقد نقلناه عنه في كتابنا ( جامع فضائل أهل البيت ) .

(10) مجمع الزوائد 9/ 127.

٢٢

رسول الله مِن عليّ، ولا في الأرض امرأة كانت أحبّ إلى رسول الله مِن امرأته ) (1) و( أمّا أنّه لأعْلَم الناس بالسنّة ) (2) .

وهذا عبد الله بن عبّاس يقول: ( والله لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب تسعة أعشار العِلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشرة العاشرة ) (3) .

وهذا عبد الله بن مسعود يقول: ( كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ بن أبي طالب ) (4) .

وهذا سعيد بن المسيّب يقول: ( ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير عليّ ابن أبي طالب ) (5) .

في شدّة إيمانه (عليه السلام) وتقواه:

1 - أخبرني احمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني عبد الله ابن عبد الرحمن بن معمّر أبو طوالة الأنصاري، عن سليمان بن محمّد بن كعب بن عجزة، عن زينب بنت أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: شُكِي عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقام فينا خطيباً فسمعته يقول: ( أيّها الناس لا تشكوا عليّاً، فوالله إنّه لا خشن في ذات الله، وفي سبيل الله ).

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (6) .

____________________

(1) المستدرك من الصحيحين 3/ 134.

(2) الاستيعاب 3/ 39.

(3) الاستيعاب 3/ 39.

(4) أسد الغابة 4/ 22.

(5) الاستيعاب 3/ 39.

(6) المستدرك من الصحيحين 3/ 134.

٢٣

2 - عن ابن عبّاس أنّ عليّاً كان يقول في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

( والله عزّ وجل يقول: ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (1) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى، والله لئن مات أو قُتِل لأُقاتلن على ما قُتِل عليه حتّى أموت، والله إنّي لأخوة ووليّه وابن عمّه ووارثه، فمّن أحقّ به منّي ) .

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (2) .

3 - عن جرير بن سمرة قال: لماّ كان مِن أهل البصرة الذي كان بينهم وبين عليّ بن أبي طالب، انطلقت حتّى أتيت المدينة، فأتيت ميمونة بنت الحارث وهي مِن بني هلال، فسلّمت عليها فقالت: مَن الرجل؟ قلت: مِن أهل العراق. قالت مِن أيّ أهل العراق؟ قلت: من أهل الكوفة. قالت: من أيّ أهل الكوفة؟ قلت: مِن بني عامر. قالت: مرحباً قُرباً على قُرب ورحباً على رحب فمجيء ما جاء بك؟ قلت: كان بين عليّ وطلحة الذي كان فأقبلت فبايعت عليّاً قالت: فالحقّ به فو الله ما ضُلّ به - حتّى قالتها ثلاثاً.

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جرير بن سمرة وهو ثقة (3) .

دلالة هذه الأخبار على شدّة إيمانه وتقواه ظاهرة أو صريحة، بل الثاني منه يدلّ على أنّه الوصيّ وخليفة النبيّ ووارثه وأخوه وابن عمّه وأحقّ به.

في أنّه (عليه السلام) الهادي:

1 - أخبرنا أبو عمر عثمان بن احمد السمّاك، ثنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، ثنا حسين بن حسن الأشقر، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش

____________________

(1) سورة آل عمران 144.

(2) مجمع الزوائد 9/ 134.

(3) المصدر 9/ 135.

٢٤

عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن عليّ ( إِنّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال عليّ: ( رسول الله المنذر وأنا الهادي ) (2) .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (3) .

وقد وردت جملة من الروايات بهذا المضمون، وسند بعضها صحيح كما عرفت، فلا ينبغي الإشكال فيها من حيث السند.

ومقتضى إطلاق لفظ ( الهادي ) هو الهداية في جميع أُمور الدين والدنيا، فيكون هو الخليفة؛ لأنّها لا تتحقّق إلاّ من كان هذا شأنه. ويؤيّده أو يدلّ عليه وقوعه بعد ( المُنذر )، الذي هو النبيّ (صلّى الله عليه وآله) - كما فسّر به في الأخبار.

في أنّه (عليه السلام) المبين ما اختلفوا فيه:

1 - حدّثنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقّاق من أصل كتابه، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزل، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، ثنا معمر بن سلمان، قال: أبي يذكر عن الحسن، عن انس بن مالك أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لعليّ: ( أنت تُبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي ) .

هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه (3) .

فإذا كان هو المبيّن لما اختلفت الأُمّة فيه - بمقتضى هذه الصحيحة وغيرها - فيكون هو الخليفة دون غيره ممّن يحتاج إليه في عِلمه كما مرّ، فانّ هذا مِن مناصب الخليفة كما لا يخفى.

فالصحيحة - مثل غيرها من الروايات المستفيضة أو المتواترة - تدلّ على

____________________

(1) سورة الرعد: 7.

(2) المستدرك من الصحيحين 3/ 129.

(3) المستدرك من الصحيحين 3/ 122.

٢٥

خلافته (عليه السلام)، ولا أقلّ من أنّها مُشعرة بها ولو بضربٍ مِن الكناية، وهي أبلغ مِن التصريح.

في زهده (عليه السلام):

1 - محمّد بن كعب الفرضي أنّ عليّاً قال: ( لقد رأيتني مع رسول الله، وإنّي لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإنّ صدقة مالي لتبلغ أربعين ألفاً ) وفي رواية: ( وإنّ صدقتي اليوم لأربعين ألفاً ) .

رواه كلّه احمد، ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله النخعي، وهو حسن الحديث ولكنْ اختلفوا في سماع محمّد بن كعب مِن عليّ. والله أعلم (1) .

معلوميّة حسن الزهد والإيثار تغنينا عن ذكر ما يدلّ على مدحهما من الآيات والروايات، فلذا كان الأنبياء والأولياء ومن تبعهم من المؤمنين متّصفين بهما، بل إنّهما مِن أشهَر أوصافهم. فطوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة (2) .

وكان عليّ (عليه السلام) في المرتبة العليا من الزهد والإيثار، كما أنّه كان كذلك في سائر الأوصاف الحسنة (3) .

ومِن المعلوم أنّ لهما دخلا كبيراً في الأُمور الدينيّة والدنيويّة، خصوصاً في الأُمور الاجتماعيّة منها.

____________________

(1) مجمع الزوائد 9/ 123.

(2) اقتباس من الرواية.

(3) وقد قيل في النظم الفارسي:

حسن يوسف يد موسى دم عيسى دارى  آنچه خوبان همه دارند تو تنها دارى

٢٦

في أنّه (عليه السلام) مع القرآن والقرآن معه:

1 - أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الحفيد، ثنا احمد بن نصر، ثنا عمرو ابن طلحة القناد الثقة المأمون، ثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، قال حدّثني أبو سعيد التيمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع عليّ يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عن ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلمّا فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أُمّ سلمة فقلت: إنّي والله ما جئت اسأل طعاماً ولا شراباً، ولكنّي مولى لأبي ذر. فقالت: مرحباً. فقصصت عليها قصّتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها. قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس. قالت: أحسنت، سمعت رسول الله يقول: ( عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لنْ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ) .

هذا حديثٌ صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة ولم يُخرجاه (1) .

والأحاديث التي تدلّ على هذا المعنى متعدّدة مع صحّة سند بعضها، فلا ينبغي الإشكال فيها مِن جهة السند. وأمّا دلالة هذا الحديث وما أشبهه على عظمته فما لا ريب فيه، وإذا كان (عليه السلام) مع القرآن والقرآن معه بمقتضى هذه الأخبار فيكون صادقاً ومع الحقّ في جميع أفعاله وأقواله.

وفي ادعائه الخلافة في موارد عديدة - كما تراها في نهج البلاغة وغيره - يكون صادقاً فيه وهو أحقّ به ومتقدّم على غيره.

____________________

(1) المستدرك من الصحيحين 3/ 126.

٢٧

في أنّه (عليه السلام) يُقاتل على تأويل القرآن:

1 - عن أبي سعيد قال: كنّا ننتظر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فخرج علينا مِن بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه فانقطعت نعله، فتخلّف عليها عليّ بخصفها، ومضى رسول الله ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه، فقال: ( إنّ منكم مَن يُقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله ). فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( لا ولكنّه خاصف النعل ). قال: فجئنا نبشره. قال: فكأنّه قد سمعه.

رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة (1) .

2 - عن احمد والحاكم بسندٍ صحيح عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لعليّ: ( أنّك تُقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلتُ على تنزيله ) (2) .

اعلم أنّ مقاتلته (عليه السلام) على تأويل القرآن بعد النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، مثل مقاتلته على تنزيله في حياته من أعظم فضائله ومناقبه، فلذا تمنّى غيره من الأصحاب أنْ يكون هو المعني بكلام الرسول. وهذا ممّا يؤيّد أنّه (عليه السلام) لائق بمقام الخلافة دون غيره.

في أنّه (عليه السلام) أمير البررة وقاتل الكفرة:

1 - حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ الفقيه الإمام الشاش ببخارى، ثنا نعمان

____________________

(1) مجمع الزوائد 9/ 133.

(2) الصواعق المحرقة 74، تاريخ الخلفاء 66، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/ 277 أنّه رواه كثير من المحدّثين.

٢٨

ابن هارون البلدي، ثنا أبو جعفر احمد بن عبد الله بن يزيد الحرّاني، ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو اخذ بضبع عليّ بن أبي طالب وهو يقول: ( هذا أمير البررة، قاتل الكفرة، منصور مَن نصره، مخذول مَن خذله ) - ثمّ مدّ بها صوته.

هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (1) .

فإذا كان عليّ (عليه السلام) أمير البررة فيكون أمير غيرهم بطريق أولى، فدلالة هذه الصحيحة على عظمته بل على خلافته ممّا لا ينبغي الإشكال فيه.

في أنّه (عليه السلام) مع الحقّ والحقّ معه:

1 - أخبرنا احمد بن كامل القاضي، ثنا أبو قالبة، ثنا أبو عتاب سهل بن حماد، ثنا المختار بن نافع التميمي، ثنا أبو حيّان التيمي، عن أبيه عن عليّ قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( رحم الله عليّاً، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار ) .

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه (2) .

2 - وقد ثبت عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: ( علي مع الحق والحق ومع علي يدور حيثما دار ) (3) .

ونحوهما غيرهما من النصوص الدالة على أنّ مطلق الحق معه كما أنه معه (4) .

____________________

(1) المستدرك من الصحيحين 3/ 129.

(2) المصدر السابق 3/ 124.

(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 297.

(4) مثل ما روى في فرائد السمطين 41 عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ( الحق مع عليّ بن أبي طالب حيث دار ) .

٢٩

وقد ادّعى (عليه السلام) الخلافة بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيكون صادقاً في دعواه، وإلاّ لا يكون مع الحقّ ولا الحقّ معه، وهو خلاف منطوق هذه الأخبار وسائر الأدلّة الدالّة على عصمته من الآية والرواية.

في أنّه (عليه السلام) إمام المتّقين وسيّد المسلمين:

1 - أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمّد بن أيّوب، نا عمرو بن الحصين العقيلي أنبأ يحيى بن العلاء الرازي، ثنا هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن اسعد بن زرارة عن أبيه، قال: قال رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( أوحي إليّ في عليّ ثلاث: أنّه سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين ) .

هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (1) .

والأحاديث الواردة بهذا المضمون تبلغ حدّ الاستفاضة، بل لا يبعد تواترها إجمالا مع صحّة سند بعضها (2) .

ومقتضى إطلاق هذه الألفاظ - مع كون المضاف إليه هو الجمع المحلّى باللام - مِن دون استثناء كونه الخليفة بعد الرسول الأكرم، وإلاّ كان ذلك الغير إماما وسيّداً عليه، وهو خلاف الإطلاق.

ويشهد على ما ذكرنا نسبة الأوصاف إلى الوحي، فانّه يُستفاد من هذه النسبة كونه أمراً عظيماً، فلذا يحتاج إليه، وليس ذلك إلاّ الخلافة التي هي رئاسة إلهيّة جاعلها هو الله تعالى. ومن هنا نرى أنّه عزّ شأنه ينسبها في جميع الموارد المذكورة في القرآن الكريم إلى نفسه، فيقول عزّ من قائل ( إِنّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) (3)

____________________

(1) المستدرك من الصحيحين 3/ 137.

(2) وقد نقلنا سبعة منها في كتاب جامع فضائل أهل البيت.

(3) سورة البقرة: 30.

٣٠

( إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً ) (1) .

والمراد هي الخلافة بالمعنى الأعم، مِن النبوّة والإمامة التي هي الولاية، فإنّ النبيّ له النبوّة والولاية معاً، والإمام له الولاية خاصّة، فالمشترك بينهما هو الولاية.

وبيان ذلك موكول إلى محلّه. نسأل الله أنْ يجعلنا مِن العارفين بحقّهم، حتّى ننتفع بأنوارهم ونقتبس مِن آثارهم.

في أنّه (عليه السلام) الملجأ والمرجع:

1 - عن ذؤيب أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا حضر قالت صفيّة: يا رسول الله لكلّ امرأة من نساِئك أهل تلجأ إليهم، وإنّك أجليت أهلي، فإنْ حدث حدثٌ فإلى مَن؟ قال: ( علي بن أبي طالب ).

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (2) .

الظاهر مِن قولها: (فالى مَن) أنّه سؤال عن المرجع في أُمور الدين والدنيا، كما أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان كذلك، ولا خصوصيّة لشيء في ذلك، فلذا لم يقيّد في السؤال والجواب بقيدٍ خاص. فإرجاع النبيّ إليه دليلٌ على أنّه إمام المسلمين وخليفته، خصوصاً في حال الاحتضار الذي هو قرينة عليه.

في أنّ حبّه (عليه السلام) حبّ الله وبغضه بغض الله:

1 - عن الطبراني بسندٍ حسن، عن أُمّ سلمه، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: ( مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومَن أحبّني فقد أحبّ الله، ومَن أبغض عليّاً

____________________

(1) سورة البقرة: 124.

(2) مجمع الزوائد 9/ 112 - 113.

٣١

فقد أبغضني، ومَن أبغضني فقد أبغض الله ) (1) .

ونحوه غيره مِن النصوص (2) . ويُستفاد منه أنّه (عليه السلام) كالنبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث رتّب عليه ما يترتّب على نفسه الشريفة مِن آثار حبّه وبغضه، فيكون مُشعراً أو ظاهراً في أنّه خليفته.

في وصيّة النبيّ بولايته:

1 - أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أبي الحسن البغدادي بدمشق، أخبرنا المُبارك بن الحسن الشهرزوري اجازة، اخبرنا أبو القاسم بن البسري أبو عبد الله العكبري، حدّثنا محمّد بن احمد الرقّام، حدّثنا محمّد بن احمد بن يعقوب، حدّثني جدّي، حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب، حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبي رافع، عن أبي عبيدة محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار بن ياسر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( أوصي مَن آمن بي، وصدقني بولاية عليّ بن أبي طالب، فمن تولاّه فقد تولاّني، ومَن تولاني فقد تولّى الله عزّ وجل ).

حديثٌ عال حسن مشهور اسند عند أهل النقل (3) .

____________________

(1) الصواعق المحرقة 74، تاريخ الخلفاء 66، فقال: اخرج الطبراني بسند صحيح عن أُمّ سلمة.

(2) مثل ما روى في فرائد السمطين 32 عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

( من أحبّني فليحبّ عليّ بن أبي طالب، ومَن ابغض عليّاً فقد أبغضني ومَن ابغضني فقد أبغض الله، ومَن أبغض الله أدخله النار ).

(3) كفاية الطالب 3/ 74، ورواه في فرائد السمطين 63 بإسناده عن محمّد بن عمّار ابن ياسر عن أبيه عن جدّه.

٣٢

ويُستفاد ذلك مِن جملة مِن الروايات الواردة مِن طُرق القوم (1) وغيرها، والمراد بها هو الخلافة؛ لأنّها الظاهر منه ولعدم مناسبة سائر معانيها.

في أنّه (عليه السلام) أوّل الناس إسلاما:

1 - حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، قال حدّثنا قاسم بن اصبغ، قال حدّثنا احمد بن زهير بن حرب، قال حدّثنا الحسن بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس قال: كان عليّ بن أبي طالب أوّل مَن آمن مِن الناس بعد خديجة (عليها السلام).

قال أبو عمر: هذا إسنادٌ لا مطعن فيه لأحد؛ لصحّته وثقة نقله، وهو يعارض ما ذكرنا عن ابن عبّاس في باب أبي بكر (2) .

2 - عن سلمان قال: أوّل هذه الأُمة وروداً على نبيّها أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب.

رواه الطبراني ورجاله ثقات (3) .

3 - عن رافع قال: أوّل من اسلم من الرجال عليّ، وأوّل مَن أسلم مِن النساء خديجة.

رواه البزّاز ورجاله رجال الصحيح (4) .

____________________

(1) مثل ما روى الخوارزمي في مقتل الحسين 1/ 41 بإسناده عن الأصبغ قال: سُئل سلمان الفارسي عن عليّ بن أبي طالب وفاطمة فقال: سمعت رسول الله يقول: ( عليكم بعليّ بن أبي طالب؛ فإنّه مولاكم فأحبّوه، وكبيركم فأكرموه، وعالمكم فاتّبعوه وقائدكم إلى الجنّة فعزّزوه، وإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبّوه بحبّي وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في عليّ إلاّ ما أمرني به ربّي جلت عظمته ).

(2) الاستيعاب 3/ 28 - 29.

(3) مجمع الزوائد 9/ 102، ونقل عنه في مناقب ابن المغازي عن النبيّ ص 15.

(4) مجمع الزوائد 9/ 102.

٣٣

4 - عن الحسن وغيره قال: أوّل مَن آمن عليّ بن أبي طالب، وهو ابن خمسَ عشرة أو ستّ عشرة سنة.

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (1) .

5 - إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لفاطمة: ( أما ترضين أنْ زوّجتك أقدم أُمّتي سلماً، وأكثرهم عِلْماً، وأعظمهم حلماً ) .

رواه احمد والطبراني برجال وثقوا (2) .

6 - عن عليّ (عليه السلام) قال: ( أنا أوّل مَن صلّى مع رسول الله ) .

رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير حبة العرني وقد وثّق (3) .

والآثار الواردة بهذا المضمون كثيرة، تبلغ فوق حدّ الاستفاضة مع صحّة سند جُملة منها كما عرفت. وقد عرفت أيضا اعتقاد كثير من القوم أو أكثرهم فيه، حتّى قال جلال الدين السيوطي: قاله ابن عبّاس وأنَس، وزيد بن أرقم، وسلمان، الفارسي، وجماعة، ونقل بعضهم الإجماع عليه (4) .

فعلى هذا لا يُعارضه ما دلّ على أنّ أوّل مَن آمن أبو بكر، لعدم مقاومته معه مع عدم معلوميّة صحّة سنده، أو وهنه بما نقل من إسلام جمع أكثر من خمسين قبله (5) .

____________________

(1) المصدر 9/ 102.

(2) المصدر 9/ 114، وقد تقدم في علمه أيضاً.

(3) مجمع الزوائد 9/ 103.

(4) تاريخ الخلفاء 64. وفي خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص2 حدّثنا احمد بن سليمان الرهاوي، قال حدّثنا عبد الله بن موسى، قال حدّثنا العلاء بن صالح، عن المنهال، عن عمرو بن عباد بن عبد الله قال: قال عليّ: ( أنا عبد الله أخو رسول الله، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب، آمنت قبل الناس سبع سنين ).

(5) قال العلاّمة الأميني: أنّه (يعني أبا بكر) أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا. الغدير 7/ 92.

٣٤

في أنّ النظر إليه (عليه السلام) عبادة:

1 - حدثنا دعلج بن احمد السجزي، ثنا عليّ بن عبد العزيز بن معاوية، ثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، ثنا عبد الله بن عبد ربه العجلي، ثنا شعبة، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حُصين قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( النظر إلى عليٍّ عبادة ) .

هذا حديث صحيح الإسناد وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة (1) .

2 - عن الطبراني والحاكم عن ابن مسعود أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: ( النظر إلى عليّ عبادة ). وإسناده حسن (2) .

والأحاديث التي تدلّ على هذا المضمون كثيرة تبلغ حدّ الاستفاضة أو التواتر، ولو مِن حيث المعنى (3) .

والظاهر أنّ وجه كون النظر إليه عبادة، اشتمال وجوده الشريف على الآثار الإلهيّة، والعلائم الرحمانيّة، فالنظر إليه نظرٌ إلى الآيات العظيمة الربانيّة، كالنظر إلى الكتاب حيث أنّه عبادة مندوبة مِن الشرع الانور.

وقد ورد في جملة من روايات القوم أنّ ذكر عليّ (عليه السلام) عبادة (4) ، فيكون

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين 3/ 141.

(2) الصواعق المحرقة 73، تاريخ الخلفاء 66.

(3) نقل اثني عشر حديثاً منها ابن المغازلي في مناقبه 206.

(4) مثل ما روي في مناقب ابن المغازلي ص 206 وفرائد السمطين 6 ومناقب الخوارزمي 1 - 2. ففي الأوّل بإسناده عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( ذكر عليّ عبادة ). وفي ص 211 منه بإسناده إلى جعفر البرقان قال: بلغني أنّ عائشة تقول: زينوا مجالسكم بذكر علي.

٣٥

ذكره كسائر الأذكار المندوبة، فلا بأس بالإتيان به في الأذان وغيره، بل هو مندوب؛ لأنّه مِن العبادات، والعبادة في العبادة مندوبة.

في أنّه لا يحبّه (عليه السلام) إلاّ مؤمن:

1 - حدّثنا عيسى بن عثمان بن أخي يحيى بن عيسى الرملي، عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن عدِي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن عليّ (عليه السلام) قال: ( لقد عهد إلي النبيّ الأُمّيّ، أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ مُنافق ) .

هذا حديثٌ حسن صحيح (1) .

2 - قال العلاّمة: في مسند احمد بن حنبل، وهو مذكور في الجمع بين الصحيحين، وفي الجمع بين الصحاح الستّة إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: ( لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ).

وقال الفضل بن روزبهان: هذا حديثٌ صحيح لا شكّ فيه (2) .

وقد نطقت النصوص المستفيضة بهذا الموضوع، وصحّ سند بعضها فلا إشكال فيها من حيث السند، ودلالتها على أنّ حبّه مقتضى الإيمان وبغضه مقتضى النفاق، ظاهرة لا ينبغي الإشكال فيها (3) ، فهو مثل النبيّ الأكرم عند الله وعند أوليائه وأصفيائه فيكون أولى بالخلافة للصفات التي تجمّعت فيه (عليه السلام).

____________________

(1) سنن الترمذي 5، حديث 3819.

(2) إحقاق الحق 7/ 449.

(3) وبه صرّح ما رواه الشبلنجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ: ( حبّك إيمان وبغضك نفاق، وأوّل من يدخل الجنّة محبّك وأول مَن يدخل النار مُبغضك ). نور الإبصار 77.

٣٦

في أنّ طاعته طاعة النبيّ:

1 - اخبرنا أبو محمّد محمّد بن الشيباني من أصل كتابه، ثنا عليّ بن سعيد ابن بشير الرازي بمصر، ثنا الحسن بن حمّاد الحضرمي، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسّام الصيرفي، عن الحسن بن عمر القفيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني ) .

هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (1) .

ويُستفاد هذا المعنى من غيره من الأخبار، وظاهره أنّ طاعته (عليه السلام) عين طاعة النبيّ، وعصيانه عين عصيانه، فإذا كان كذلك فيكون هو الخليفة بعده دون غيره وهو وحده الحائز لهذا المقام الرفيع.

في أنّه (عليه السلام) محبوب لله والرسول:

1 - حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ الفقيه الشاشي، ثنا أبو احمد بن نصر الحافظ، ثنا عليّ بن سعيد بن بشر، عن عبّاد بن يعقوب، ثنا محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير قال: دخلت مع أمّي على عائشة، فسمعتها مِن وراء الحجاب وهي تسأل عن عليّ فقالت: تسأليني عن رجل والله ما أعلم رجلاً كان أحبّ إلى رسول الله مِن عليّ، ولا في الأرض امرأة كانت أحبّ إلى رسول الله مِن امرأته.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (2) .

____________________

(1) المستدرك مِن الصحيحين 3/ 121.

(2) المستدرك من الصحيحين 3/ 134.

٣٧

2 - حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى، ثنا محمّد بن سعيد الأصفهاني، ثنا شريك (واخبرنا) احمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا الأسود بن عامر وعبد الله بن نمير، قالا ثنا شريك، عن أبي ربيعة الأيادي، عن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( إنّ الله أمرني بحبّ أربعة مِن أصحابي وأخبرني بحبّهم ).قال: قلنا مَن همّ يا رسول الله وكلّنا نحبّ أنْ نكون منهم؟ فقال: ( ألا أنّ عليّاً منهم ، ثمّ سكت، ثمّ قال: أما أنّ عليّاً منهم )، ثمّ سكت.

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (1) .

3 - أخبرني احمد ببن عثمان بن يحيى المقري ببغداد، ثنا أبو بكر بن أبي العوام الرياحي، ثنا أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، ثنا عوف بن أبي عثمان النهدي، قال رجلٌ لسلمان: ما أشدّ حبّك لعليّ؟ قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: ( مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومَن أبغض عليّاً فقد أبغضني ).

هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه (2) .

4 - اخبرنا احمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله احمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا سعيد بن محمّد الورّاق، عن عليّ بن الحزور، قال سمعت أبا مريم الثقفي يقول، عمّار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه يقول لعليّ: ( يا عليّ طوبى لمَن احبّك وصدق فيك، وويلٌ لمن أبغضك وكذب فيك ) .

هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (3) .

5 - حدّثني مكرم بن احمد بن مكرم القاضي، ثنا جعفر بن أبي عثمان

____________________

(1) المصدر 3/ 130.

(2) المصدر 3/ 130.

(3) المستدرك من الصحيحين 3/ 135.

٣٨

الطيالسي، ثنا يحيى بن معين، ثنا حسين الأشقر، ثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن مخول، عن منذر الثوري، عن أمّ سلمة: ( أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان إذا غضِب لم يجترئ احد منّا أنْ يكلّمه غير عليّ بن أبي طالب ).

هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه (1) .

6 - حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ابراهيم المزكّى، ثنا احمد بن سلمة والحسين ابن محمّد القتباني، (وحدّثني) أبو الحسن احمد بن الخضر الشافعي، ثنا ابراهيم بن ابي طالب ومحمّد بن اسحاق، (وحدّثنا) أبو عبدالله محمّد بن عبد بن أُميّة القرشي بالساقة، ثنا احمد بن يحيى بن إسحاق الحلَواني، قال ثنا أبو الأزهر.

(وحدّثنا) أبو علي المزكّى، عن أبي الأزهر، قال: ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمّر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس قال: نظر النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى عليّ فقال: ( أنتَ سيّدٌ في الدنيا وسيّدٌ في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله، والويل لِمَن أبْغضك بعدي ).

صحيحٌ على شرط الشيخين، وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة، وإذا تفرّد الثقة بحديث فهوَ على أصلهم صحيح (2) .

7 - عن ام سلمة قالت: اشهد اني سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: ( مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني،ومَن أحبّني فقد أحبّ الله، ومَن أبْغض عليّاً فقد أبغضني، ومَن أبْغضني فقد أبغض الله ).

رواه الطبراني وإسناده حسن (3) .

8 - عن عبد الله الخدلي قال: قالت لي أُمّ سلمة: يا أبا عبد الله أيُسَبّ رسول

____________________

(1) المصدر 3/ 130، ورواه عن الطبراني والحاكم في تاريخ الخلفاء ص 66.

(2) المستدرك من الصحيحين 3/ 128.

(3) مجمع الزوائد 9/ 132.

٣٩

الله فيكم؟ قلت: أنّى يُسَبّ رسول الله؟ قالت: أليسَ يُسَبّ عليّ ومَن يحبّه وقد كان رسول الله يحبّه.

رواه الطبراني في الثلاثة، ويعلى ورجال الطبراني رجال صحيح، غير عبد الله وهو ثقة (1) .

9 - عن نعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبيّ فسمع صوت عائشة وهي تقول: لقد علِمتُ أنّ عليّاً احبّ إليك مِن أبي - مرّتين أو ثلاثاً.

قال: فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى فقال: يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله.

قلت: رواه أبو داود غير ذكر محبّة عليّ، ورواه البزّاز ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني بإسنادٍ ضعيف (2) .

10 - عن محمّد بن عليّ، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، وعن محمّد بن عليّ مُرسِلا قال: كان قومٌ عند النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فجاء عليّ، فلمّا دخل عليّ خرجوا، فلمّا خرجوا تلاوموا فقال بعضهم لبعض: والله ما أخرجنا فارجعوا.

فقال النبيّ: ( والله ما أدخلته وأخرجتكم، ولكنّ الله أدخله وأخرجكم ) .

رواه البزاز ورجاله ثقات (3) .

11 - عن شراحيل بن مرّة قال: سمِعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لعليّ: ( أبشر يا عليّ، حياتك معي وموتك معي ) .

رواه الطبراني واسناده حسن (4) .

12 - حدّثنا عبد الله بن أبي زياد، عن الأحوص بن جواب، عن يُونس بن

____________________

(1) المصدر 9/ 130.

(2) المصدر 9/ 127.

(3) المصدر 9/ 115.

(4) المصدر 9/ 112.

٤٠