وما عطفت بالصبّ ميلاً إلى الصبا
|
|
بها شغفاً إلّا بدورٌ بدورها
|
قضيت بها عصر الشباب بريئةً
|
|
من الريب ذاتي مع ذوات خدورها
|
أتمّ جمالاً من جميل وسودداً
|
|
وأكثر كسباً للعلى من كثيرها
|
وبتُّ بريئاً من دنوِّ دناءة
|
|
أُعاتب من محظورها وخطيرها
|
لعلمي بأنِّي في المعاد مناقشٌ
|
|
حساباً على قطميرها ونقيرها
|
وما كنت من يسخو بنفس نفيسه
|
|
فأرخس بذلاً سِعرها بسعيرها
|
وأجمل ما يعزى إلى المجد عزوة
|
|
غدا مسفراً بالبشر وجه بشيرها
|
أعذرٌ لمبيضِّ العذار إذا صبا؟
|
|
وأكبر مقتاً صبوة من كبيرها
|
كفى بنذير الشيب نهياً لذي النهى
|
|
وتبصرةً فيها هدى لبصيرها
|
وما شبت إلّا من وقوع شوائب
|
|
لأصغرها يبيضُّ رأس صغيرها
|
ولو لا مصاب السبط بالطفِّ ما بدا
|
|
بليل عذاري السبط وخط قتيرها
|
رمته بحرب آل حرب وأقبلت
|
|
إليه نفوراً في عداد نفورها
|
تقود إليه القود في كلِّ جحفلٍ
|
|
إلى غارة معتدَّة من مغيرها
|
وما عدلت في الحكم بل عدلت به
|
|
وقايع صفّين وليل هريرها
|
وعاضدها في غيِّها شرّ أُمّة
|
|
على الكفر لم تسعد برأي مشيرها
|
خلاف سطور في طروس تطلّعت
|
|
طلايع غدرٍ في خلال سطورها
|
فحين أتاها واثق القلب أصبحت
|
|
نواظرها مزورَّة غبّ زورها
|
فما أوسعت في الدين خرقاً ولا سعت
|
|
إلى جورها إلّا لترك أُجورها
|
بنفسيَ إذ وافى عصاة عصابة
|
|
غرار الضبا مشحوذة من غرورها
|
قؤولاً لأنصارٍ لديه وأُسرةٍ
|
|
لذي العرش سرٌّ مودعٌ في صدورها
|
: أُعيذكم أن تطعموا الموت فاذهبوا
|
|
بمغفرةٍ مرضيَّةٍ من غفورها
|
فأجمل في ردِّ الندا كلُّ ذي ندى
|
|
ينافس عن نفس بما في ضميرها
|
: أعن فرقِ نبغي الفراق وتصطلي
|
|
وحيداً بلا عون شرار شرورها؟
|
وما العذر في اليوم العصيب لعصبة
|
|
وقد خفرت يوماً ذمام خفيرها؟
|
وهل سكنت روح إلى روح جنَّة
|
|
وقد خالفت في الدين أمر أميرها؟
|