العقائد الإسلامية الجزء ٢

العقائد الإسلامية0%

العقائد الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 434

العقائد الإسلامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 434
المشاهدات: 217326
تحميل: 5025


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 217326 / تحميل: 5025
الحجم الحجم الحجم
العقائد الإسلامية

العقائد الإسلامية الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

والقرآن الكريم يقرر هذه الإتجاهات الثلاث في المسيحية، قال تعالى:

- وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (سورة المائدة الآية ٧٢).

- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ (سورة المائدة الآية ٧٣).

- مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (سورة المائدة ٧٥).

- مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (سورة المائدة ١٧).

- وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (سورة المائدة ٤٨ - ٤٩).

ومن أجل هذا كان نقل المسيحية من الوحدانية إلى التثليث، ونقل عيسى من رسول إلى إله، والقول بأن المسيحية رسالة عامة، والقول بأن عيسى ابن الله نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر، وأنه عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه، كان هذا كله عملاً جديداً على المسيحية التي جاء بها عيسى.

كيف انتقلت المسيحية من حال إلى حال، ومن الذي قام بذلك ومتى؟ هذا ما سنحاول إبرازه فيما يلي:

ترتبط هذه الأمور بشخصية مهمة في المسيحية، هي شخصية شاؤول (بولس) ولذلك يرى الباحثون الغربيون أن المسيحية الحالية بهذه العناصر الجديدة من صنع هذا الرجل، ويقول إن بولس هو في الحقيقة مؤسس المسيحية، ويقول إن كثيراً من الثقات العصريين يعدونه المؤسس الحقيقي للمسيحية.

وبولس كما يقول عن نفسه (يهودي فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات - أعمال الرسل ٢٣: ٦) وكان عدواً للمسيحيين، وهو في ذلك يقول (سمعتم بسيرتي قبلاً في الديانة اليهودية، إني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها، وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي، إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي (غلاطية ١: ١٣ ١٤).

٢٠١

ويبدو أنه كان من وسائل بولس لتدمير المسيحية أن يحطم معتقداتها واتجاهاتها المقدسة، ووضع لذلك طريقة تكفل له الوقوف في وجه معارضيه عندما يظهر بأفكاره الجديدة، فادعى شاؤول أن السيد المسيح بعد نهايته على الأرض ظهر له وصاح فيه وهو فى طريقه إلى دمشق: لماذا تضطهدني فخاف شاؤول وصرخ: من أنت يا سيد؟ قال: أنا يسوع الذي تضطهده. قال شاؤول: ماذا تريد أن أفعل؟ قال يسوع: قم وكرز بالمسيحية. ويقول لوقا في ختام هذه القصة جملة ذات بال غيرت وجه التاريخ هي: وللوقت جعل يكرز فى المجامع بالمسيح أنه ابن الله (أعمال ٩: ٣ - ٣٠) انتهى.

- وقال أبو رية في أضواء على السنة المحمدية ص ١٨٩:

يعتقد المسيحيون أن المسيحعليه‌السلام قد ارتفع بجسمه بعد صلبه وأنه يجلس هناك مع أبيه. وعند الكاتوليكية الرومانية عقيدة جوهرية تقضي بأن أمه مريم العذراء قد ارتفعت هي الأخرى بجسدها إلى السماء وأنها لم تمت. ومنذ سبع عشرة سنة انعقد مجمع ديني مقدس برياسة البابا بيوس الثاني عشر بميدان القديس بطرس اشترك فيه ٣٥ كردينالاً ونحو ٥٠٠ بطريركا من جميع أنحاء العالم واحتشد له مليون مسيحي وقرر هذا المجمع هذه العقيدة الدينية، وقال إنها لا تقبل الجدل أو المناقشة ومن يناقشها أو يشك فيها يعتبر من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية ملحداً أو كافراً (يراجع جريدة الوفد المصري في ٣١ / ١٠، و١ و٢ و٣ /١١/١٩٥٠)

والأقباط المصريون جميعاً يؤمنون بهذه العقيدة وتحتفل كل طوائفهم في يوم ١٦ مسري من كل سنة، بعيد انتقال السيدة مريم بجسدها إلى السماء، ويطلقون على هذا الإحتفال اسم: عيد العذراء الكبير، وليس لأحد أن يعترض على هذه العقيدة أو يماري فيها، إذ مادام المسيحعليه‌السلام قد ارتفع إلى السماء وجلس بجوار أبيه، فإنه لا مانع من أن تصعد إليه أمه من بعده لتقيم وإياه مع الله في السماء، ويحيون جميعاً حياة طيبة في هناء وصفاء!

٢٠٢

وإليك هذه الكلمة الصغيرة ننقلها من كتاب العقيدة والشريعة للمستشرق الكبير جولد تسيهر ص ٤٢ و٤٣:

وهناك جمل أخذت من العهد القديم والعهد الجديد، وأقوال للربانيين، أو مأخوذة من الأناجيل الموضوعة وتعاليم من الفلسفة اليونانية وأقوال من حكم الفرس والهنود، كل ذلك أخذ في الإسلام عن طريق (الحديث) حتى لفظ (أبونا) لم يعدم مكانه في الحديث المعترف به، وبهذا أصبحت ملكاً خالصاً للإسلام بطريق مباشر أو غير مباشر! وقد تسرب إلى الإسلام كنز (....) كبير من القصص الدينية حتى إذا ما نظرنا إلى المواد المعدودة في الحديث ونظرنا إلى الأدب الديني اليهودي، فإننا نستطيع أن نعثر على قسم كبير دخل الأدب الديني الإسلامي من هذه المصادر اليهودية. ولا نستقصي كل ما دخل الإسلام من المسيحيات. انتهى.

أول قنوات التشبيه والتجسيم والرؤية من اليهودية إلى الإسلام

ينبغي أن نعرف أن نظرة العرب في الجاهلية والإسلام إلى ثقافة اليهود كانت نظرة إيجابية، وأن الخليفة عمر قد تبنى سياسة الإنفتاح على هذه الثقافة، فسبب ذلك تأثيراً واسعاً على ثقافة الإسلام وعقائده.. لذلك نمهد للموضوع ببعض ما كتبناه في (تدوين القرآن) ص ٤٠٩ تحت عنوان (احترام عرب الجاهلية للثقافة اليهودية):

(كان اعتداد العرب بقوميتهم ووثنيتهم في الجاهلية اعتداداً قوياً إلى حد التعصب، ولم يكونوا يحترمون اليهود كأمة ولكنهم كانوا يحترمون علماءهم وثقافتهم، ويرجعون إليهم في العديد من مسائل التاريخ والتنبؤ بالمستقبل والأمور الروحية. بل كان الكثير من عرب الجاهلية يعيشون حالة الإنهزام أمام الثقافة اليهودية لأن اليهود أصحاب كتاب سماوي وعلماء وأنبياء، والعرب أميون وثنيون، وإن بقيت عندهم بقايا من دين إبراهيم....

والشواهد على ذلك من مصادر التاريخ والتفسير والحديث والفقه كثيرة، نكتفي

٢٠٣

منها بالنص التالي الذي يدل على أن تأثيرات الثقافة اليهودية بقيت حتى بعد بعثة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وحتى على ذهن زوجته عائشة وأبيها الخليفة أبي بكر!

روى مالك في الموطأ ج ٢ ص ٥٠٢ (عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها! فقال أبو بكر: إرقيها بكتاب الله).

وقال في كتاب الأم للشافعي ج ٧ ص ٢٤١ (باب ما جاء في الرقية. سألت الشافعي عن الرقية؟

فقال: لا بأس أن يرقى الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله.

قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟

فقال: نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله أو ذكر الله.

فقلت: وما الحجة في ذلك؟

قال: غير حجة، فأما رواية صاحبنا وصاحبك فإن مالكاً أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر إرقيها بكتاب الله.

فقلت للشافعي: فإنا نكره رقية أهل الكتاب.

فقال: ولم وأنتم تروون هذا عن أبي بكر، ولا أعلمكم تروون عن غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خلافه. وقد أحل الله جل ذكره طعام أهل الكتاب ونساءهم، وأحسب الرقية إذا رقوا بكتاب الله مثل هذا، أو أخف). انتهى.

ورواه البيهقي في سننه ج ٩ ص ٣٤٧، كما روى أن امرأة عبد الله بن مسعود كانت تذهب بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يهودي لرقية عينها.

وقال النووي في المجموع ج ٩ ص ٦٤ (فرع في جواز الرقية بكتاب الله تعالى وبما يعرف من ذكر الله.... وروى البيهقي بإسناده الصحيح عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: دخل أبو بكررضي‌الله‌عنه عليها وعندها يهودية ترقيها فقال: إرقيها

٢٠٤

بكتاب الله عز وجل. وبإسناده الصحيح عن الربيع بن سليمان قال سألت الشافعي عن الرقية....). انتهى.

يلاحظ على هذه الفتوى المجمع عليها عند إخواننا السنيين، أن الخليفة أبا بكر لم ينه عائشة عن هذا العمل، وإنما طلب من المرأة اليهودية باحترام أن ترقيها ببعض آيات القرآن، باعتبار أن ذلك أفضل من الأدعية التي تقرؤها من عندها، أو أراد منها أن تضم إلى أدعيتها آيات من القرآن ليكون ذلك أرجى لشفائها ابنته.. هذا إذا كان مقصوده بكتاب الله: القرآن، وإلا فيكون قصده: إرقيها بنص من التوراة، لا بدعاء من عندك!

وبذلك يتضح أن الشرط الذي شرطه الشافعي وغيره لما يجب أن يقرأه اليهودي أو النصراني في رقية المسلم لا أساس له في الرواية. وغاية ما يمكن استفادته منها أن الأحسن للمسلم أن يطلب من الكتابي أن يقرأ على مريضه شيئاً من القرآن.. خاصة أن الذي يكلف أحداً أن يرقي مريضه لا يملي عليه ماذا يقرأ عليه، لأنه لا يكلفه بالرقية إلا وهو يعتقد بأنه عبد صالح قريب إلى الله تعالى، فهو أعرف بما يقرأ عليه!

كما يلاحظ استغراب السائل لهذه الرواية والفتوى! فأجابه الشافعي بأن الرواية صحيحة ولم يصل إلينا إنكار أحد من الصحابة لعمل عائشة وإقرار أبي بكر. والقاعدة عند إخواننا أنه إذا فعل الصحابي شيئاً فهو جائز وحجة على غيره، إلا إذا عارضه صحابي آخر، ويشترط أن يكون الصحابي المعارض من الصحابة الذين تؤثر معارضتهم عند الإخوة السنيين.. فبعض الصحابة عندهم لا تضر معارضتهم مثل علي المظلوم، وبعضهم تضر!

... إن معرفة هذا الجو في الجزيرة من التأثر العام بثقافة اليهود، تمكننا من تفسير مواقف الخليفة عمر تجاه الثقافة اليهودية.. فقد كان من نشأته في مكة يحترم هذه الثقافة كثيراً قبل بعثة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتدل عدة نصوص على أنه استمر على احترامها حتى وهو إلى جانب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم عندما صار خليفة.

٢٠٥

وبهذا نفهم سبب احترامه لكعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام.. وأمثالهم من اليهود الذين أعلنوا دخولهم في الإسلام.. وتميم الداري وأمثاله من النصارى الذين دخلوا في الإسلام.. وكذا ثقته بما عند علماء اليهود والنصارى من كتب وتاريخ وتنبؤات واستنتاجات عن المستقبل!

وينبغي للباحث في هذا الموضوع أن يعرف المقومات الأساسية لشخصية الخليفة عمر.. فهو أولاً، عربي معتز بقوميته إلى حد أنه يرى أن المخاطب بقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..) هم العرب خاصة! قال السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٩٨ (وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب إن هذه الآية في الحجرات. إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، هي مكية وهي للعرب خاصة. الموالي أي قبيلة لهم وأي شعاب؟ وقوله: إن أكرمكم عندالله أتقاكم، قال: أتقاكم للشرك).

وعلى تفسير الخليفة فإن الآية لا تساوي بين العرب وغيرهم كما فهم منها المسلمون. ولعله لذلك أفتى بأنه لا ملك على عربي وبأن العرب لهم أن يتزوجوا من الأمم الأخرى ولكن ليس لهم أن يزوجوهم، لأن العربية لا كفؤ لها إلا العربي.. إلى آخر فتاواه وقراراته في هذا المجال.

وهو ثانياً: قرشي يحب قريش ويعتز بها اعتزازاً شديداً.. حتى بالطلقاء وقادة الأحزاب بعد انهزامهم وإسلامهم.. فيقول عن معاوية: كسرى العرب، وعن أبي سفيان: سيد العرب! بل يثقل عليه يوم فتح مكة أن يدخل أنصاري براية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتحدى قادة الأحزاب من قريش.. فقد روى البيهقي في سننه ج ١٠ ص ٢٢٨.... عن أنس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فقام أهلها سماطين ينظرون إلى رسول الله وإلى أصحابه، قال وابن رواحة يمشي بين يدي رسول الله، فقال ابن رواحة:

خلوا بني الكفار عن سبيله

فاليوم نضربكم على تنزيله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

يا ربّ إني مؤمن بقيله

٢٠٦

فقال عمررضي‌الله‌عنه : يابن رواحة أفي حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا عمر فوالذي نفسي بيده لكلامه هذا أشد عليهم من وقع النبل! وروى نحوه الترمذي في سننه ج ٤ ص ٢١٧، وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٣٥

وعلى هذا الأساس يجب أن نعرف أن إعجاب الخليفة عمر بالثقافة اليهودية لا يتنافى في نظره مع عروبته وقرشيته بل يخدمهما.. وقد كان تقريبه لكعب الأحبار وتميم الداري وغيرهما، مشروطاً بأن يحترموا العرب وخاصة قريش.. فإن شعر منهم انتقاصاً للعرب أو قريش لم يتردد في اتخاذ الموقف الحاسم منهم.. وقد عنف كعب الأحبار وتميماً الداري أكثر من مرة.

إنها نظرة مركبة إلى اليهود من عناصر متعددة في ذهنية الخليفة، وقد نتجت عنها هذه السياسة المركبة مع اليهود، ومع أن فيها مواقف مضادة لهم، لكنها على العموم كانت ترضيهم.

وقد روت المصادر - المحبة للخليفة - مواقفه الدالة على هذه السياسة، وروت أن بعض مواقفه جاء على شكل اندفاع خطير منه لإدخال الثقافة اليهودية في الإسلام، فنهاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مرات متعددة عن ذلك.. ثم ذات يوم غضب غضباً شديداً ودعا المسلمين إلى اجتماع طارىَ ليحذرهم من خطورة ما يريده عمر وأصحابه.... إلى آخر ما ذكرناه هناك.

من أفكار كعب الأحبار في الرؤية والتشبيه والتجسيم

- وروى الطبري في تفسيره ج ٢٥ ص ٦

فقال كعب:.... سألت أين ربنا، وهو على العرش العظيم متكئ واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض التي أنت عليها خمسمائة سنة، ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمسمائة سنه وكثافتها.... ثم قال: إقرؤوا إن شئتم: تكاد السموات يتفطرن من فوقهن!

٢٠٧

- وروى البغوي في معالم التنزيل ج ٤ ص ٤٦٠: قال كعب الأحبار: عليين هو قائمة العرش اليمين.

- وقال الصنعاني في تفسيره ج ٢ ص ٣٧: عن قتادة في قوله: قد أفلح المؤمنون، قال قال كعب: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة: خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس الجنة بيده.... الخ.

- وقال الطبري في تفسيره ج ٧ ص ١٠٠: قال محمد لكعب: ما أول شيء ابتدأه الله من خلقه فقال: كتاباً لم يكتبه بقلم ولا مداد..

- فتح القدير للشوكاني ج ٤ ص ٥٦٠: عن ابن عمر قال: خلق الله أربعاً بيده: العرش وجنة عدن والقلم وآدم....

- وقال الطبري في تفسيره ج ١٨ ص ٢: عن ميسرة قال: لم يخلق الله شيئاً غير أربعة أشياء: خلق آدم بيده، وكتب الألواح بيده، والتوراة بيده، وغرس عدناً بيده.

- وقال البغوي في معالم التنزيل ٤ ص ٢٣٦: .... وكتاب مسطور، قال الكلبي: هو ما كتب الله بيده لموسى من التوراة، وموسى يسمع صرير القلم.

- وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٣ ص ٦: وأخرج ابن جرير عن أبي المخارق زهير بن سالم، قال قال عمر لكعب: ما أول شيء ابتدأه الله من خلقه فقال كعب: كتب الله كتاباً لم يكتبه بقلم ولا مداد، ولكن كتب بإصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت: أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتي غضبي.

- وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٣ ص ١٢٠

وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عمر قال: خلق الله آدم بيده، وخلق جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، ثم قال لسائر الأشياء كن فكان.

وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال: كتب الله التوراة لموسى بيده، وهو مسند ظهره إلى الصخرة يسمع صريف القلم في ألواح من زمرد، ليس بينه وبينه إلا الحجاب.

٢٠٨

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: إن الله لم يمس شيئاً إلا ثلاثة: خلق آدم بيده، وغرس الجنة بيده، وكتب التوراة بيده.

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: كتبت التوراة بأقلام من ذهب.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر عن حكيم بن جابر: قال أخبرت أن الله تبارك وتعالى لم يمس من خلقه بيده شيئاً إلا ثلاثة أشياء: غرس الجنة بيده، وجعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة لموسى بيده.

وأخرج عبد بن حميد عن وردان بن خالد قال: خلق الله آدم بيده، وخلق جبريل بيده، وخلق القلم بيده، وخلق عرشه بيده، وكتب الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه غيره بيده، وكتب التوراة بيده.

وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال: أخبرت أن الألواح من زبرجد ومن زمرد الجنة، أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن وكتبها بيده، بالقلم الذي كتب به الذكر، واستمد الرب من نهر النور، وكتب به الألواح.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانوا يقولون كانت الألواح من ياقوتة، وأنا أقول إنما كانت من زبرجد وكتابها الذهب، كتبها الله بيده فسمع أهل السموات صريف القلم.

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: كانت الألواح من زمرد أخضر، أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن فكتب الرب بيده بالقلم الذي كتب به الذكر، واستمد الرب من نهر النور وكتب به الألواح.

وأخرج عبد بن حميد عن مغيث الشامي قال بلغني أن الله تعالى لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء: الجنة غرسها بيده، وآدم خلقه بيده، والتوراة كتبها بيده.

٢٠٩

كعب يدعي أن جنة عدن مسكن الله والأنبياء والخلفاء!

- روى السيوطي في الدر المنثور ج ٤ ص ٥٧

عن الحسن البصري أن عمر قال لكعب: ما عدن؟ قال: هو قصر في الجنة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حاكم عدل.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهدرضي‌الله‌عنه قال: قرأ عمررضي‌الله‌عنه على المنبر: جنات عدن، فقال: أيها الناس هل تدرون ما جنات عدن؟ قصر في الجنة له عشرة آلاف باب، على كل باب خمسة وعشرون ألفاً من الحور العين، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.

- وروى في كنز العمّال ج ١٢ ص ٥٦٠ و٥٧٣

عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: حدثني يا كعب عن جنات عدن. قال: نعم يا أمير المؤمنين، قصور في الجنة لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حاكم عدل. فقال عمر: أما النبوة فقد مضت لأهلها، وأما الصديقون فقد صدقت الله ورسوله: وأما الحكم العدل فإني أرجو الله أن لا أحكم بشيء إلا لم آل فيه عدلاً، وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة؟ ابن المبارك وأبو ذر الهروي في الجامع.

... عن كعب أن عمر بن الخطاب قال: أنشدك بالله يا كعب، أتجدني خليفة أم ملكاً؟ قال: بل خليفة. فاستحلفه، فقال كعب: خليفة والله، من خير الخلفاء، وزمانك خير زمان.

- وروى في الدر المنثور ج ٥ ص ٣٤٧

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادةرضي‌الله‌عنه .... في قوله تعالى: وأدخلهم جنات عدن، قال: إن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه قال: يا كعب ما عدن؟ قال: قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل.

- وروى في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٥٧

... فقال عمر بن الخطاب عند ذلك: ألا تسمع يا كعب ما يحدثنا به ابن أم عبد

٢١٠

عن أدنى أهل الجنة، ماله فكيف بأعلاهم؟! قال: يا أمير المؤمنين مالا عين رأت ولا أذن سمعت، إن الله كان فوق العرش والماء فخلق لنفسه داراً بيده فزينها بما شاء، وجعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ خلقها، جبريل ولا غيره من الملائكة، ثم قرأ كعب: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين.. الآية، وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل فيهما ما ذكر من الحرير والسندس والإستبرق، وأراهما من شاء من خلقه من الملائكة، فمن كان كتابه في عليين نزل تلك الدار، فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم يبق خيمة من خيام الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه حتى أنهم ليستنشقون ريحه ويقولون واهاً هذه الريح الطيبة، ويقولون لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين.

فقال عمر: ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها! فقال كعب: ياأمير المؤمنين إن لجهنم زفرة ما من ملك ولانبي إلا يخر لركبتيه، حتى يقول إبراهيم خليل الله: رب نفسي نفسي، وحتى لو كان لك عمل سبعين نبياً إلى عملك لظننت أن لن تنجو منها!

- قال في معجم ما استعجم ج ٢ ص ٧٤

(الحثمة) بفتح أوله وإسكان ثانيه: صخرات بأسفل مكة، بها ربع عمر بن الخطاب، روى عنه مجاهد (أي عن عمر) أنه قرأ على المنبر (جنات عدن) فقال: أيها الناس، أتدرون ما جنات عدن؟ قصر في الجنة له خمسة آلاف باب، على كل باب خمسة وعشرون ألفاً من الحور العين، لا يدخله إلا نبي، وهنيئاً لصاحب القبر، وأشار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو صديق وهنيئاً لأبي بكر وأشار إلى قبره، أو شهيد، وأنى لعمر بالشهادة؟ وإن الذي أخرجني من منزلي بالحثمة قادر أن يسوقها إليّ. انتهى.

هذا، وقد ضعف الذهبي في ميزان الإعتدال ج ٢ ص ٩٨ زياد بن محمد الأنصاري أحد رواة هذا الحديث ولكن تضعيف هذا السند لا يعني تضعيفهم

٢١١

للحديث، لأنه روي عندهم بطرق أخرى ومضمونه عندهم صحيح. وقد تقدم توثيق الهيثمي لرواية السيوطي الثانية، وفي مشابهاتها صحيح عندهم. وسوف نذكر بقيتها في تفسير قوله تعالى (على العرش استوى) إن شاء الله. وقد تقدمت أحاديثهم في أن الفردوس هو مسكن الله تعالى وبعض الخلفاء....

- وروى الطبري في تفسيره ج ١٥ ص ٩٤

- عن أبي الدرداء، قال قال رسول الله (ص): إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات بقين من الليل في الساعة الأولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي داره التي لم ترها عين.. وهي مسكنه، ولا يسكن معه من بني آدم غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء.. ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته. الخ.

- وروى السيوطي في الدر المنثور ج ٤ ص ٢٥٤

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحكم وصححه عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش.

وأخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فاسألوه الفرودس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن.

- وقال عبد الرزاق في تفسيره ج ٢ ص ٣٧

عن قتادة في قوله: قد أفلح المؤمنون، قال قال كعب: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة: خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس الجنة بيده، ثم قال للجنة تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون، لما علمت فيها من كرامة الله لأهلها. انتهى. ورواه الطبري في تفسيره ج ١٨ ص ٦

٢١٢

وفي مصادر اخواننا روايات كثيرة عن صحابة وتابعين مثل أبي هريرة وأبي الدرداء وقتادة وغيرهم، وأصلها كلها عن كعب ووهب وأمثالهما من اليهود.

نموذج من علم كعب بالله تعالى

- الدر المنثور ج ٤ ص ٢٩٣

سأل عمر كعباً عن آيات أول سورة الحديد فقال: معناها إن علمه بالأول كعلمه بالآخر وعلمه بالظاهر كعلمه بالباطن. انتهى.

وهذا يدل على أن فكر كعب الأحبار سطحي وحشوي، لأن الآيات المسؤول عنها هي قوله تعالى(سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد: ١ ٣، وقد فسر كعب قوله تعالى(هو الأوّل والآخر....) بأنه يعلم الأول والآخر!

وقال كعب وعمر: يفضل من ربّه أو من عرشه أربع أصابع

- مجمع الزوائد ج ١ ص ٨٣

عن عمررضي‌الله‌عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

- وقال في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ١٥٩: رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة.

- ورواه في كنز العمّال ج ١٠ ص ٣٧٣، وقال: (ع، وابن أبي عاصم، وابن خزيمة، قط في الصفات، طب في السنة، وابن مردويه، ص).

- ونحوه في كنز العمّال ج ٢ ص ٤٦٦، وقال: ابن مردويه خط ص. ونحوه في ج ٦ ص١٥٢ وقال الخطيب من طريق أبي إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة الهمداني.

٢١٣

- وقال السيوطي في الدر المنثور ج ١ ص ٣٢٨

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي عاصم في السنة والبزار وأبويعلى وابن جرير وأبوالشيخ والطبراني وابن مردويه والضياء المقدسي في المختارة عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع.

- وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج ٣ ص ٨٦

- عمر بن الخطاب: على العرش استوى، حتى يسمع له أطيط كأطيط الرحل.

- تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٩٥

... عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: على العرش استوى، قال: حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل.

- وقال ابن الأثير في النهاية ج ١ ص ٥٤

الأطيط: صوت الأقتاب. وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها.... أي أنه ليعجز عن حمله وعظمته، إذ كان معلوماً أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله.

- وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج ١ ص ٢١٩

ابن عمر: إن الله عز وجل ملأ عرشه يفضل منه كما يدور العرش أربعة أصابع بأصابع الرحمن عز وجل. انتهى.

ويلاحظ أنه جعل العرش أكبر من حجم الله تعالى بأربع أصابع مرة، وجعل الله تعالى أكبر من كرسيه بأربع أصابع بأصابع الرحمن مرة أخرى، وبما أن آدم في رواياتهم مخلوق على صورة الله تعالى وطوله ستون ذراعاً وفي بعضها سبعون ذراعاً، فتكون إصبع الرحمن أكثر من متر! سبحانه وتعالى عما يصفون، ونبرأ إليه وإلى رسوله من هذه المقولات، وقد تقدم أكثر منها في فصل بازار الأحاديث....

٢١٤

وقالوا: نبي الله داود يمسك بقدم الله تعالى وهو أعبد من جميع الأنبياء

- كنز العمّال ج ٢ ص ٤٨٨

من مسند عمررضي‌الله‌عنه . عن عمر قال: ذكر النبي صلي الله عليه وسلم: يوم القيامة فعظم شأنه وشدته، قال ويقول الرحمن لداودعليه‌السلام : مر بين يدي، فيقول داود: يا رب أخاف أن تدحضني خطيئتي، فيقول: مر خلفي، فيقول: يا رب أخاف أن تدحضني خطيئتي، فيقول خذ بقدمي، فيأخذ بقدمه عز وجل فيمر، قال: فتلك الزلفى التي قال الله تعالى:وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ! انتهى. ورواه في كنز العمّال ج ٢ ص ٤٨٨ ورواه الشوكاني في فتح القدير ج ٤ ص ٥٨٣ والسيوطي في الدر المنثور ج ٥ ص ٣٠٥ عن ابن مردويه

- الدر المنثور ج ٥ ص ٢٩٧

وأخرج الديلمي عن عمررضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لأحد أن يقول إني أعبد من داود.

- الدر المنثور ج ٥ ص ٣٠٥

وأخرج عبد بن حميد عن السدي بن يحيي قال حدثني أبو حفص رجل قد أدرك عمر بن الخطاب أن الناس يصيبهم يوم القيامة عطش وحر شديد، فينادي المنادي داود فيسقى على رؤوس العالمين، فهو الذي ذكر الله:وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب !

وقالوا: عمر أفضل من داود لأنّه يصافح الله ويعانقه

- روى ابن ماجة في ج ١ ص ٣٨

... عن سعيد بن المسيب، عن (أبي بن) كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من يصافحه الحق عمر، وأول من يسلم عليه، وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة! انتهى. ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٨٣

٢١٥

عبد الله بن عمر يؤكّد أحاديث أبيه

- سنن ابن ماجه ج ١ ص ٦٥: قال ابن عمر: سمعت رسول الله (ص) يقول: يدني المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كتفه.

- تفسير الطبري ج ١٢ ص ١٤: عبد الله بن عمر: قال سمعت نبي الله (ص) يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كتفه..

- تفسير الطبري ج ٢٣ ص ١١٩: عن ابن عمر قال: خلق الله أربعة بيده: العرش وعدن والقلم وآدم..

- مصابيح البغوي ج ٣ ص ٤٩٧: عن ابن عمر أنه قال: قام رسول الله (ص) ثم ذكر الدجال. تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور.

- البعث والنشور للبيهقي ص ٢٥١: .... سمعت ابن عمر يحدث رفع الحديث إلى النبي (ص).... وأكرمهم على الله عز وجل من ينظر إلى وجه غدوةً وعشية.

- كنز العمّال ج ١٤ ص ٤٩٣: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ: وجوه يومئذ ناضرة ت، طب عن ابن عمر.

- العقد الفريد ج ٦ ص ٢٠٨: ومن حديث عبد الله بن عمر قال: العرش مطوق بحية والوحي ينزل في السلاسل.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ١ ص ٢١٤: ابن عمر: إن الله عز وجل كلم موسى بمائة ألف وعشرين ألفاً وثلاثمائة وثلاث عشر كلمة، فكان الكلام من الله والإستماع من موسى فقال: أي رب أنت الذي تكلمني أم غيرك؟ قال الله عز وجل: يا موسى أنا أكلمك لا رسول بيني وبينك.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٣ ص ٨٥: ابن عمر: عسى الله أن يبعثك ربك مقاماً محموداً، يجلسني معه على السرير.

٢١٦

-فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ١٦٥: ابن عمر: لا تقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ٥ ص ١٢٨: ابن عمر: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة، من البهاء والحسن ناظرة في وجه الله تعالى.

- وقال المنذري في الترغيب والترهيب ج ٤ ص ٥٠٧: روي عن ابن عمر: أكرم أهل الجنة على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشياً. وروى نحوه في ج ٤ ص ٥٣٩ وص ٥٥١ وص ٥٥٢ وص ٥٥٣ وص ٥٥٦ ورواه الديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ٨٦ وص ١٢٥ وص ١٢٨

- وقال الديلمي في ج ٣ ص ٤٧٣: ابن عمر: لما كان في الليلة التي ولد فيها أبو بكر الصديق أقبل ربكم عز وجل على جنات عدن فقال: وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود.

من روايات أبي موسى الأشعري وابنه

- قال السيوطي في الدر المنثور ج ٤ ص ٢٥٤

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفردوس مقصورة الرحمن، فيها خيار الأنهار والأثمار.

- وقال في الدر المنثور ج ١ ص ٣٢٧

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبوالشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري قال: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل.

- تفسير الطبري ج ٣ ص ٧

وسع كرسيه السموات والأرض.... عن أبي موسى: قال الكرسي موضع القدمين. وعن السدي: والكرسي بين يدي العرش وهو موضع قدميه.

٢١٧

- صحيح البخاري ج ٨ جزء ٦ ص ١٨٥

عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه (أبي موسى الأشعري) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن. انتهى. ورواه البخاري في ج ٣ جزء ٦ ص ٥٦، وفي ج ٤ ص ٨٦، وفي ج ٨ ص ١٨٥ ومسلم ج ١ ص ١١٢ والدارمي ج ٢ ص ٣٣٣ ورواه أحمد ج ٤ ص ٤١١ كما في مسلم وكذا ابن ماجة ج ١ ص ٦٦ والحاكم ج ٢ ص ٣٩٢ والذهبي في سيره ج ٨ ص ٣٧٠

- ورواه أحمد في ج ٤ ص ٤١٦٢ وفيه (في جنة عدن وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن ثم تصدع بعد ذلك أنهاراً).

- وروى في ج ٤ ص ٤٠٠ وص ٤١١

عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون، ورباً قال عفان لكل زاوية. انتهى. يعني بالرب المسؤول عن أهله في كل زاوية من زوايا الخيمة!

- وروى أحمد رواية تدل على أن المقصود كثرة النساء في تلك الدرة الكروية الهائلة! قال في ج ٤ ص ٤١١: عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم (عليهن) المؤمن.

- وروى أحمد روايات أخرى غير معقولة عن أبي موسى الأشعري في تجسيم الله تعالى والتكفير عن المسلمين المستحقين لدخول النار بغيرهم! قال في ج ٤ ص ٤٠٨: عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد يوم القيامة، فإذا بدا لله عز وجل أن يصدع بين

٢١٨

خلقه، مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون، فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار، ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول: من أنتم؟ فنقول: نحن المسلمون. فيقول: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا عز وجل. قال فيقول: وهل تعرفونه إن رأيتموه؟

فيقولون: نعم. فيقول: كيف تعرفونه ولم تروه؟! فيقولون: نعم إنه لا عدل له.

فيتجلى لنا ضاحكاً فيقول: أبشروا أيها المسلمون فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً!

وقال في ج ٤ ص ٤١٠ وص ٤١١ وص ٤١٨

عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل، فقال له هذا فداؤك من النار!

عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمتي أمة مرحومة ليس عليها في الآخرة عذاب! إنما عذابها في الدنيا القتل والبلابل والزلازل! قال أبو النضر بالزلازل والقتل والفتن!

- وروى أحمد عن أبي موسى في ج ٤ ص ٤١٤

عن أسيد بن أبي أسيد عن موسى بن أبي موسى الأشعري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الميت يعذب ببكاء الحي عليه، إذا قالت النائحة واعضداه واناصراه واكاسباه، جبذ الميت وقيل له: أنت عضدها أنت ناصرها أنت كاسبها؟ فقلت: سبحان الله يقول الله عز وجل:ولا تزر وازرة وزر أخرى ! فقال: ويحك، أحدثك عن أبي موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا فينا كذب؟! فوالله ما كذبت على أبي موسى، ولا كذب أبو موسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم!

- وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ٣٦٨

أبو موسى: يتجلى ربنا ضاحكاً يوم القيامة حتى ينظروا إلى وجهه فيخرون له سجداً فيقول: إرفعوا رؤوسكم فليس هذا يوم عبادة.

٢١٩

- البعث والنشور للبيهقي ص ٢٦٢

سمعت أبا موسى الأشعري يخطب على منبر البصره يقول: إن الله عز وجل يبعث يوم القيامة ملكاً إلى أهل الجنة فيقول.... قد بقي شيء إن الله يقول: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة، قال ألا إن الحسنى الجنة، وزياده: النظر إلى وجه الله.

وقال الجرجاني وغيره: أطيط العرش فكرة يهودية

- شرح المواقف للجرجاني ص ١٩

المقصد الأول: أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة، وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق اتفاقاً، ثم اختلفوا فيما بينهم فذهب أبو عبد الله محمد بن كرام إلى أن كونه في الجهة ككون الأجسام فيها، وهو أن يكون بحيث يشار إليه أنه هاهنا أو هناك، قال: وهو مماس للصفحة العليا من العرش ويجوز عليه الحركة والإنتقال وتبدل الجهات، وعليه اليهود حتى قالوا العرش يئط من تحته أطيط الرحل الجديد تحت الركب الثقيل، وقالوا إنه يفضل على العرش من كل جهة أربعة أصابع، وزاد بعض المشبهة كمضر وكهمس وأحمد الهجيمي أن المخلصين من المؤمنين يعانقونه في الدنيا والآخرة! ومنهم من قال هو محاذ للعرش غير مماس له، فقيل بعده عنه بمسافة متناهية، وقيل بمسافة غير متناهية!!....

التجسيم في مصادر إخواننا من روايات الحاخامات

من أقدم النصوص وأوسعها انتشاراً في مصادر إخواننا قصة الحاخام اليهودي التي رواها أهل الصحاح بروايات عديدة عن عبد الله بن عمر، ومفادها أن هذا الحاخام جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرض عليه عقيدة التجسيم، فصدق النبي قوله وضحك له حتى بدت نواجذهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقدروى البخاري في صحيحه ج ٦ ص ٣٣:

... عن عبد اللهرضي‌الله‌عنه قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع

٢٢٠