العقائد الإسلامية الجزء ٣

العقائد الإسلامية0%

العقائد الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 491

العقائد الإسلامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 491
المشاهدات: 215273
تحميل: 7246


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 215273 / تحميل: 7246
الحجم الحجم الحجم
العقائد الإسلامية

العقائد الإسلامية الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

- الأنساب ج ٥ ص ٦٢٣

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: سبعة لهم شفاعة كشفاعة الأنبياء: المؤذن، والإمام، والشهيد وحامل القرآن، والعالم، والمتعلم، والتائب.

ما يوجب أمل المسلم بشفاعة إخوانه المؤمنين له

- الكافي ج ٢ ص ٢٤٨

عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الله عن خالد العمي عن خضر بن عمرو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : المؤمن مؤمنان: مؤمن وفي لله بشروطه التي شرطها عليه فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً وذلك من يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة.

ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا والآخرة ويشفع له وهو على خير. وروى نحوه في الكافي ج ٢ ص ١٨٨ وفي تفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥١٤ وج ٤ ص ٢٦٠

- الكافي ج ٦ ص ٣

محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن أولاد المسلمين موسومون عند الله شافع ومشفع فإذا بلغوا اثنتي عشرة سنة كانت لهم الحسنات فإذا بلغوا الحلم كتبت عليهم السيئات.

- الكافي ج ٨ ص ١٠١

محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبدالحميد الوابشي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال...

٤٦١

وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة فيقول: يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك فيدخله الجنة وماله من حسنة! وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

- وسائل الشيعة ج ٨ ص ٤٠٧

وعن إبراهيم بن الغفاري عن جعفر بن إبراهيم عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: أكثروا من الأصدقاء في الدنيا فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فحوائج يقومون بها وأما في الآخرة فإن أهل جهنم قالوا: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

- وعن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : استكثروا من الأخوان فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة وقال: استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة. وقال: أكثروا من مؤاخاة المؤمنين فإن لهم عند الله يداً يكافئهم بها يوم القيامة.

- مستدرك الوسائل ج ٨ ص ٣٢٣

وقال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة ألا تسمعون إلى قوله تعالى: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

- بحار الأنوار ج ٨ ص ٤١

ثواب الأعمال: أبي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد عن ميسر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمربه الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به قال: فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا وأسعفك في الحاجة تطلبها مني فهل عندك اليوم مكافاة فيقول المؤمن للملك المؤكل به: خل سبيل قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله. (المصدر ص ١٦٧)

٤٦٢

من مصادر السنيين

- تاريخ البخاري ج ٦ ص ٥٣٣

روى وكيع عن محمد بن قيس قال: أدنى أهل الجنة منزلة الذي يشفع في الرجل من أهل بيته.

- مسند أبي يعلي ج ٢ ص ٢٩٢

حدثنا أبوبكر حدثنا محمد بن بشر حدثنا زكريا بن أبي زائدة حدثني عطية عن أبي سعيد عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: من أمتي من يشفع للرجل وأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته.

- فردوس الأخبار للديلمي ج ١ ص ١٠٥

أنس بن مالك: أكثروا من المعارف من المؤمنين، فإن لكل مؤمن شفاعة عند الله يوم القيامة.

- الدر المنثور ج ٦ ص ٨

وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي في قوله: ويزيدهم من فضله قال يشفعون في إخوان إخوانهم.

- تفسير الطبري ج ٢٥ ص ١٨

قوله تعالى: ويزيدهم من فضله.... وقيل إن ذلك الفضل الذي ضمن جل ثناؤه أن يزيدهموه هو أن يشفعهم في إخوان إخوانهم، إذا هم شفعوا في إخوانهم فشفعهوا فيهم.

- تفسير الطبري ج ٢٩ ص ١٠٥

فما تنفعهم شفاعة الشافعين، يقول فما يشفع لهم الذين شفعهم الله في أهل الذنوب.. وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الله مشفع بعض خلقه في بعض.

٤٦٣

- هامش طبقات المحدثين بأصبهان ج ٢ ص ٣٤٦

عن أبي أمامة عن النبي (ص) قال: إن ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش شافع مشفع.

- الإيمان لابن تيمية ص ١١٥

أبو الحسن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان مع أنه نصر المشهور من أهل السنة في أنه يستثني في الإيمان فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله لأنه نصر مذهب أهل السنة في أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة ولا يخلدون في النار وتقبل منهم الشفاعة ونحو ذلك.

- فتاوي الألباني ص ٢٨٦

سؤال : هل تارك الصلاة كافر ولا ينفعه أي عمل؟

جواب : نحن قلنا إن إخواننا كانوا يصلون ويصومون إلى آخره، فيأذن الله عز وجل بأن يشفع لهم فيشفعون، ثم يشفعون لوجبة أخرى.

٤٦٤

الفصل الثالث عشر

شفاعة القرآن، والكعبة، والحجاج، والزوار

وأصناف أخرى من الناس...

وردت في مصادر الفريقين أحاديث عن شفاعة القرآن، وصرح بعضها بأن القرآن يتجسد يوم القيامة على صورة إنسان وملك نوراني، ويتكلم مع أهل المحشر.

وقد ورد في أحاديث البعث والقيامة والحساب والجنة والنار، من طرق الجميع مايدل على تجسد القرآن، وتجسد بعض الأعمال، والأمور والأمكنة والأزمنة..

وقد كان هذا الأمر صعب التصديق بل صعب التصور في العصور السابقة، أما في عصر الذرة والجينات فقد عرف الناس حقائق مدهشة من خلق الله تعالى وقوانينه، وصار الإيمان بضبط أعمال الإنسان وتجسدها في هذه الدنيا أمراً معقولاً فضلاً عن عالم الآخرة!

٤٦٥

شفاعة القرآن

- في نهج البلاغة ج ٢ ص ٩١

واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب.

وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى أو نقصان في عمى.

واعلموا أنه ليس على أحدٍ بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال.

فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله.

واعلموا أنه شافع مشفع، وقائل مصدق، وإنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنه ينادي مناد يوم القيامة: ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حَرَثَةِ القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلوه على ربكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم. العملَ العملِ، ثم النهاية النهاية. انتهى.

- وفي الكافي ج ٢ ص ٥٩٦ - كتاب فضل القرآن

علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن سفيان الحريري، عن أبيه، عن سعد الخفاف، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا سعد تعلموا القرآن، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق، والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف، ثمانون ألف صف أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأربعون ألف صف من سائر الأمم، فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلَّم، فينظرون إليه ثم يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم، إن هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته

٤٦٦

وصفته، غير أنه كان أشد اجتهاداً منا في القرآن، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه، ثم يجاوز حتى يأتي على صف الشهداء، فينظرون إليه ثم يقولون: لا إله إلا الله الرب الرحيم، إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه بسمته وصفته، غير أنه من شهداء البحر، فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نعطه، قال: فيتجاوز حتى يأتي على صف شهداء البحر في صورة شهيد، فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبهم يقولون: إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته وصفته، غير أن الجزيره التي أصيب فيها كانت أعظم هولاً من الجزيرة التي أصبنا فيها، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه، ثم يجاوز حتى يأتي صف النبيين والمرسلين في صورة نبي مرسل، فينظر النبيون والمرسلون إليه، فيشتد لذلك تعجبهم ويقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم، إن هذا النبي مرسل نعرفه بسمته وصفته، غير أنه أعطي فضلاً كثيراً، قال: فيجتمعون فيأتون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسألونه ويقولون: يا محمد من هذا؟ فيقول لهم: أو ما تعرفونه؟ فيقولون ما نعرفه، هذا ممن لم يغضب الله عليه، فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا حجة الله على خلقه.

فيسلم ثم يجاوز حتى يأتي على صف الملائكة في سورة ملك مقرب، فتنظر إليه الملائكة فيشتد تعجبهم، ويكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله، ويقولون: تعالى ربنا وتقدس إن هذا العبد من الملائكه نعرفه بسمته وصفته، غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عز وجل، مقاماً، فمن هناك ألبس من النور والجمال ما لم نلبس، ثم يجاوز حتى ينتهي إلى رب العزة تبارك وتعالى، فيخر تحت العرش، فيناديه تبارك وتعالى: ياحجتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق، إرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه، فيقول الله تبارك وتعالى: كيف رأيت عبادي؟ فيقول: يا رب منهم من صانني وحافظ علي ولم يضيع شيئاً، ومنهم من ضيعني واستخف بحقي وكذب بي وأنا حجتك على جميع خلقك، فيقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، وارتفاع مكاني لأثيبن عليك اليوم أحسن الثواب، ولأعاقبن عليك اليوم أليم العقاب.( ورواه في وسائل الشيعة ج ٤ ص ٢١٣)

٤٦٧

- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المجاز.

قال: فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، وماحلٌ مصدق، ومن جعله أمامه قادة إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة.. فَلْيجُلْ جَالٍ بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص. انتهى.

ورواه في وسائل الشيعة ج ٤ ص ٢١٨ وفي تفسير نور الثقلين ج ٤ ص ١٣

- وفي صحيح مسلم ج ٢ ص ١٩٧

عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. إقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير، صوافُّ تحاجان عن أصحابهما. إقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة. قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة. انتهى. ورواه أحمد في ج ٥ ص ٢٤٨ - ٢٤٩

٤٦٨

- وفي مستدرك الحاكم ج ١ ص ٥٥٤

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فيشفعان. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. انتهى. ورواه أحمد في مسنده ج ٢ ص ١٧٤ وقال عنه في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٣٨٠: رواه أحمد وإسناده حسن على شعف في ابن لهيعة وقد وثق. وقال في عنه الدر المنثور ج ١ ص ١٨٢: وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو. ورواه الديلمي في فردوس الأخبار ج ٢ ص ٥٦٨ ح٣٦٣١ وكنز العمال ج ٨ ص ٤٤٤

- وفي مستدرك الحاكم ج ١ ص ٥٦٨

عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي الأمر من بعدي كيما يخبروكم.

وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربهم.

وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع وماحل مصدق. ألا ولكل آية نور يوم القيامة، وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه وطواسين والحواميم من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وروى نحوه في ج ٣ ص ٥٧٨ ورواه في كنز العمال ج ١ ص ١٩٠

- وفي مسند أحمد ج ٥ ص ٣٤٨

عن عبدالله بن بريدة عن أبيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له هل: تعرفني؟ فيقول ما أعرفك! فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك! فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي

٤٦٩

أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسي والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان بم كسينا هذه؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن! ثم يقال له: إقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذاً كان أو ترتيلاً. وروى نحوه في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٧٧: عن ابن أبي شيبة وابن الضريس عن مجاهد

- وفي الدر المنثور ج ٣ ص ٥٦

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر، والطبراني عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعل خلفه ساقه إلى النار. انتهى. وروى نحوه في كنز العمال ج ١ ص ٥٥٢ ونحوه في ج ١ ص ٥١٦ و ص ٥١٩ و ج ٢ ص ٢٩٢ عن ابن مسعود وكذا في فردوس الأخبار ج ٣ ص ٢٨١ ح ٤٧١٠ وفي المعجم الكبير للطبراني ج ٩ ص ١٣٢

- وفي كنز العمال ج ١٤ ص ٣٩٠

عن فردوس الأخبار عن أبي هريرة: الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيكم، وأهل بيته.

- وفي سنن الدارمي ج ٢ ص ٤٣٠

عن أبي هريرة يقول: إقرؤوا القرآن، فإنه نعم الشفيع يوم القيامة، إنه يقول يوم القيامة: يا رب حلِّه حليةَ الكرامة، فيحلى حلية الكرامة، يا رب أكسه كسوة الكرامة، فيكسى كسوة الكرامة، يا رب ألبسه تاج الكرامة، يا رب إرض عنه، فليس بعد رضاك شيء.

عن ابن عمر قال: يجيَ القرآن يشفع لصاحبه يقول: يا رب لكل عامل عمالة من عمله، وإني كنت أمنعه اللذة والنوم فأكرمه، فيقال: أبسط يمينك فيملأ من رضوان

٤٧٠

الله، ثم يقال أبسط شمالك فيملأ من رضوان الله، ويكسى كسوة الكرامة، ويحلى حلية الكرامة، ويلبس تاج الكرامة.

عن أبي صالح قال: القرآن يشفع لصاحبه فيكسى حلة الكرامة، ثم يقول: رب زده، فيكسى تاج الكرامه، قال فيقول رب زده فآته فآته، يقول: رضائي.

قال أبو محمد: قال وهيب بن الورد: إجعل قراءتك القرآن علماً ولا تجعله عملاً.

- وفي سنن الدارمي ج ٢ ص ٤٣٣

عن ابن مسعود كان يقول: يجيءالقرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه، فيكون له قائداً إلى الجنة، ويشهد عليه، ويكون سائقاً به إلى النار.

- وفي الدر المنثور ج ١ ص ١٨

وأخرج أبو عبيد وأحمد وحميد بن زنجويه في فضائل القرآن ومسلم وابن الضريس وابن حبان والطبري وأبوذر الهروي في فضائله والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. انتهى.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج ٨ ص ١١٨

* *

- وقد بالغ بعضهم في شفاعة القرآن حتى جعلها أعظم من شفاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ! قال السبكي في طبقات الشافعيه ج ٦ ص ٣٠١ نقلاً عن إحياء الدين للغزالي: ما من شفيع أعظم عند الله منزلة من القرآن!

* *

شفاعة سور القرآن وآياته

روت مصادر الشيعة والسنة أحاديث كثيرة في فضل سور القرآن وآياته،

٤٧١

وشفاعتها لمن قرأها أو حفظها أو علمها أو تعلمها أو عمل بها، أو إعطائه حق الشفاعة بسبب ذلك.. ويطول الكلام لو أردنا استعراض هذه الأحاديث لكثرتها وضعف سند بعضها أو متنه.. لذا نكتفي بتقديم نماذج منها من مصادر الفريقين:

- ففي وسائل الشيعة ج ٤ ص ١٩٩

عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها، فإنها لا تقر في قلوب المنافقين، وتأتي بها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة وأطيب ريح، حتى تقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك؟ فتقول: يا رب فلان وفلان، فتبيض وجوههم، فيقول لهم: إشفعوا فيمن أجبتم، فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: أدخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم.

عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من قرأ التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها، ثم لا يفارقها حتى يدخل الجنة.

- وفي تفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٢

- في كتاب ثواب الأعمال بإسناده إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الأعراف في كل شهر، كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فلا تدعوا قراءتها، فإنها تشهد يوم القيامة لمن قرأها.

وفي مصباح الكفعمي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها جعل الله بينه وبين إبليس ستراً، وكان آدمعليه‌السلام شفيعاً له يوم القيامة. (ورواه في فردوس الأخبار ج ٤ ص ٣٤ ح ٨ ٥٥٩)

- وفي مستدرك الوسائل ج ٤ ص ٣٥١

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأ سورة الممتحنة، كان المؤمنون والمؤمنات له شفعاء يوم القيامة.

وفي مستدرك الوسائل ج ٤ ص ٣٣٥

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ آية الكرسي مرة، محي اسمه من ديوان الأشقياء، ومن قرأها

٤٧٢

ثلاث مرات، استغفرت له الملائكة، ومن قرأها أربع مرات شفع له الأنبياء، ومن قرأها خمس مرات كتب الله اسمه في ديوان الأبرار، واستغفرت له الحيتان في البحار ووقي شر الشيطان، ومن قرأها سبع مرات أغلقت عنه أبواب النيران، ومن قرأها ثماني مرات فتحت له أبواب الجنان، ومن قرأها تسع مرات كفي هم الدنيا والآخرة، ومن قرأها عشر مرات نظر الله إليه بالرحمة، ومن نظر الله إليه بالرحمة فلا يعذبه.

- وفي مستدرك الوسائل ج ٤ ص ٣٢٣

عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن لكل شيَ قلباً وقلب القرآن يَس، فمن قرأ يَس في نهاره قبل أن يمسي، كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكَّل به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم، ومن كل آفة وإن مات في يومه أدخله الله الجنة... ثم يقول له الرب تعالى: إشفع عبدي اشفعك في جميع ما تشفع، وسلني عبدي أعطك جميع ما تسأل، فيسأل ويعطى ويشفع فيشفع، ولا يحاسب فيمن يحاسب، ولا يذل مع من يذل، ولا يبكت بخطيئته ولا بشيَ من سوء عمله، ويعطى كتاباً منشوراً فيقول الناس بأجمعهم: سبحان الله ما كان لهذا العبد خطيئة واحدة، ويكون من رفقاء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

- وفي مستدرك الوسائل ج ٦ ص ٣٥٦

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يصلي ليلة السبت أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مرة، فإذا سلم، قرأ في دبر هذه الصلاة آية الكرسي ثلاث مرات، غفر الله تبارك وتعالى له ولوالديه، وكان ممن يشفع له محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

* *

- وفي سنن ابن ماجة ج ٢ ص ٥٢٥

عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: إن سورة في القرآن، ثلاثون

٤٧٣

آية، شفعت لصاحبها حتى غفر له: تبارك الذى بيده الملك.

ورواه أبو داود ج ١ ص٣١٦ والترمذي ج ٤ ص ٢٣٨ والحاكم ج ١ ص ٥٦٥ وأحمد ج ٢ ص ٢٩٩ وكنز العمال ج ١ ص ٥٨٣ وص ٥٩٤ وفردوس الأخبار ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٣٣١٨

- وفي سنن الدارمي ج ٢ ص ٤٥٤

عن خالد بن معدان قال: إقرؤا المنجية، وهي أ. ل. م. تنزيل، فإنه بلغني أن رجلاً كان يقرؤها ما يقرأ شيئاً غيرها، وكان كثير الخطايا، فنشرت جناحها عليه، وقالت: رب اغفر له، فإنه كان يكثر قراءتي، فشفعها الرب فيه وقال: اكتبوا له بكل خطيئة حسنة، وارفعوا له درجة.

- وفي سنن الدارمي ج ٢ ص ٤٥٩

عن سعيد بن المسيب يقول إن نبي الله صلّى الله عليه وسلم قال: من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثة قصور في الجنة. فقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: الله أوسع من ذلك.

- وفي الدر المنثور ج ٦ ص ٢٤٧

وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعاً قال: يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيئاً من المعاصى إلا ركبها، إلا أنه كان يوحد الله، ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة واحدة، فيؤمر به إلى النار، فطار من جوفه شيء كالشهاب، فقالت: اللّهمّ إني مما أنزلت على نبيك صلّى الله عليه وسلم، وكان عبدك هذا يقرؤني، فما زالت تشفع، حتى أدخلته الجنة، وهي المنجية: تبارك الذي بيده الملك.

- وفي فردوس الأخبار ج ٤ ص ٣٠ ح ٥٥٨٧

أبو الدرداء: من قرأ مائتي آية في كل يوم، شفع في سبع قبور حول قبره، وخفف

٤٧٤

الله عز وجل عن والديه، وإن كانا مشركين. ورواه في كنز العمال ج ١ ص ٥٣٧ ٢٤٠٨ عن ابن أبي داود في المصاحف والديلمي.

شفاعة القرآن لمن يتعلّمه ويعلّمه

- في سنن ابن ماجة ج ١ ص ٧٨

عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن وحفظه أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته، كلهم قد استوجب النار.

ورواه أحمد في مسنده ج ١ ص ١٤٨ وفي ج ١ ص ١٤٩ عن علي أيضاً، ورواه الترمذي في ج ٤ ص ٢٤٥ عن عليعليه‌السلام أيضاً ورواه البيهقي في شعب الإيمان ج ٢ ص ٣٢٨ وص ٣٢٩ وص ٥٥٢ وكنز العمال ج ١ ص ٥٢١ وروى الخطيب في تاريخ بغداد ج ١١ ص ٣٩٥ نحوه عن عائشة.

- وفي مسند أحمد ج ٣ ص ٤٤٠

عن سهل، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة. ومن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه، ألبس والديه يوم القيامة تاجاً هو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه، فما ظنكم بالذي عمل به!

* *

كما روت المصادر ذم من يتعلم القرآن للدنيا، ففي سنن النسائي ج ٦ ص ٢٣:

عن أبي هريرة فقال له قائل من أهل الشام: أيها الشيخ حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: نعم سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال فلان جرىَ فقد قيل! ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار!

ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما

٤٧٥

عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم! وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل! ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار.

ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب كما أردت أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال كذبت، ولكن ليقال إنه جواد، فقد قيل! ثم أمر به فسحب على وجهه فألقى في النار! ورواه الحاكم في المستدرك ج ١ ص ١٠٧ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة. انتهى.

شفاعة الكعبة لمن زارها

- في الدر المنثور ج ١ ص ١٣٧

وأخرج ابن مردويه والإصبهاني في الترغيب والديلمي عن جابر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة البيت الحرام إلى قبري، فتقول: السلام عليك يا محمد، فأقول وعليك السلام يا بيت الله، ما صنع بك أمتي بعدي؟ فتقول: يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعاً، ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعاً.

وروى في مستدرك الوسائل ج ٨ ص ٤٠ رواية أخرى في تجسد الكعبة وشفاعتها أشبه من رواية السيوطي بالاسرائيليات وإن كان موضوعها الكعبة الشريفة! قال:

عن وهب بن منبه أنه قال: مكتوب في التوراة: إن الله تعالى يبعث يوم القيامة سبعمائة ألف ملك، ومعهم سلاسل من الذهب ليأتوا بالكعبة إلى عرصات القيامة، فيأتون بها بسلاسل الذهب إلى موقف القيامة فيقول لها ملك: يا كعبة الله سيري، فتقول: لا أذهب حتى تقضي حاجتي، فيقول ما حاجتك؟ إلى أن قال ما حاجتك سلي حتى تعطي؟ فتقول: إلهي عبادك العصاة، أتوا إليَّ من كل فج عميق، شعثاً

٤٧٦

غبراً وخلفوا أهليهم وأولادهم وبيوتهم، وودعوا أحباءهم وأصحابهم لزيارتي وأداء المناسك كما أمرت، إلهي فاشفع لهم لتؤمنهم من الفزع الأكبر، فاقبل شفاعتي واجعلهم في كنفي.

فينادي ملك: إن فيهم أصحاب الكبائر والمصرين على الذنوب، المستحقين النار! فتقول الكعبة: أنا أشفع في أهل الكبائر، فيقول الله تعالى: قبلت شفاعتك وقضيت حاجتك، فينادي ملك: ألا من كان من أهل الكعبة فليخرج من بين أهل الجمع، فيخرج جميع الحاج من بينهم، ويحتوشون الكعبة بيض الوجوه آمنون من الجحيم، يطوفون حول الكعبة، وينادون لبيك، فينادي ملك: يا كعبة الله سيري، فتسير الكعبة وتنادي: لبيك اللّهمّ لبيك لبيك، إن الحمد والملك والنعمة لك لا شريك لك لبيك، وأهلها يتبعونها. انتهى.

* *

وقد روت المصادر أحاديث في شفاعة الحجر الأسود أعزه الله تعالى، كالذي في الدر المنثور ج ١ ص ١٣٦ عن عائشة: قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أشهدوا هذا الحجر خيراً، فإنه يأتي يوم القيامة شافع مشفع، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه. وقد رواه في مجمع الزوائد ج ٣ ص ٢٤٢ وفي كنز العمال ج ١٢ ص ٢١٧.

وورد في مصادر الطرفين أن الحجر الأسود ملكٌ من ملائكة الجنة، وأنه شهد على ميثاق بني آدم، ثم أنزله الله تعالى مع آدم إلى الأرض، ولا يتسع المجال لبحث ذلك.

شفاعة حجاج بيت الله الحرام

- في الكافي ج ٤ ص ٢٥٥

محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن صالح، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: الحاج

٤٧٧

والمعتمر وفد الله، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفعوا شفعهم، وإن سكتوا ابتدأهم، ويعوضون بالدرهم ألف درهم. (وفي نسخة ألف ألف درهم) ورواه في وسائل الشيعة ج ٨ ص ٦٨ وروى أحاديث متعددد عن استحقاق الجاج للجنة.

- وفي من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٢١٧

ومن حج أربعين حجة قيل له: اشفع فيمن أحببت، ويفتح له باب من أبواب الجنة، يدخل منه هو ومن يشفع له.

- وفي وسائل الشيعة ج ٨ ص ٩٢

عن زكريا الموصلي كوكب الدم، قال: سمعت العبد الصالحعليه‌السلام يقول: من حج أربعين حجة، قيل له: إشفع فيمن أحببت، ويفتح له باب من أبواب الجنة، يدخل منه هو ومن يشفع له.

- وفي سائل الشيعة ج ٩ ص ٥١٢

وقال علي بن الحسينعليهما‌السلام : الساعي بين الصفا والمروة، تشفع له الملائكة، فيشسفع فيه بالإيجاب.

* *

- وفي مجمع الزوائد ج ٣ ص ٢١١

الحاج يشفع في أربعمائة أهل بيت، أو قال من أهل بيته، ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. ورواه في كنز العمال ج ٥ ص ١٤ وفي الدر المنثور ج ١ ص ٢١٠

- وفي ذكر أخبار أصبهان ج ١ ص ١٤٨

عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إذا كان عشية يوم عرفة أشرف الرب عز وجل من عرشه إلى عباده فيقول: يا ملائكتي أنظروا إلى عبادي شعثاً غبراً، قد أقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق، أشهدكم أني قد شفعت

٤٧٨

محسنهم في ميسئهم، وأني قد غفرت لهم جميع ذنوبهم، إلا التبعات التي بينهم وبين خلقي. قال: فإذا أتوا المزدلفة وشهدوا جمعاً، ثم أتوا مني فرموا الجمار وذبحوا وحلقوا ثم زاروا البيت، قال: يا ملائكتي أشهدكم أني قد شفعت محسنهم في مسيئهم، وأني غفرت لهم جميع ذنوبهم، وأني قد خلفتهم في عيالاتهم، وأني قد استجبت لهم جميع ما دعوا به، وأني قد غفرت لهم التبعات التي بينهم وبين خلقي، وعليَّ رضاء عبادي.

- وفي مجمع الزوائد ج ٣ ص ٢٧٥

عن أنس بن مالك قال: كنت قاعداً مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم في مسجد مني، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما عليه ودعيا له دعاء حسناً فقالا: يا رسول الله جئنا لنسألك، فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أسكت وتسألاني فعلت؟ فقالا: أخبرنا يا رسول الله نزدد إيماناً أو يقيناً - الشك من إسماعيل قال لا أدري أيهما قال إيماناً أو يقيناً - فقال الأنصاري للثقفي: سل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال الثقفي: بل أنت فسله فإني أعرف لك حقك، فسأله فقال: أخبرني يا رسول الله.

قال: جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام، ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما، وعن طوافك بالصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار ومالك فيه، وعن نحرك ومالك فيه، وعن حلقك ورأسك ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت بعد ذلك يعني طواف الإفاضة.

قال: والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك.

قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفاً ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة وحط عنك به خطيئة ورفعك درجة، وأما ركعتاك بعد

٤٧٩

الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل.

وأما طوافك بين الصفا والمروة بعد ذلك، كعتق سبعين رقبة.

وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى السماء الدنيا يباهي بكم الملائكة، يقول هؤلاء عبادي جاؤوا شعثاً شفعاء من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها!

أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له...

وروى بعضه في كنز العمال ج ٥ ص ٧١ وروى في ص ٧٤

ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مائة مرة ثم يقرأ أم الكتاب مائة مرة، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله مائة مرة، ثم يسبح الله مائة مرة فيقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، ثم يقول: اللّهمّ صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة، إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني ومجدني ونسبني وعرفني وأثنى علي وصلى على نبيي.. إشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه، ولو شاء أن يشفع في أهل الموقف لشفعته. (هب وابن النجار والديلمي عن جابر) قال أبو بكر بن مهران الحافظ: تفرد به عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة وقال (هب): هذا متن غريب وليس في إسناده من نسب إلى الوضع.انتهى.

وقد أوردنا عدداً من أحاديث عرفة في المجلد الثاني، في أحاديث النزول وغيرها، ونقدنا مافيها من تجسيد!

٤٨٠