تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام

تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام0%

تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 49

تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 49
المشاهدات: 9835
تحميل: 3827

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 49 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9835 / تحميل: 3827
الحجم الحجم الحجم
تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام

تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وإذا ثبت أنَّه عليه وآله السلام أفضل البشر وجب أن يليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الفضل(23) بدلالته على ذلك، وما أقامه عليه من البُرهان(24) .

فمن ذلك أنَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم(25) لما دعا نَصارى نَجْران إلى المباهلة، ليوضِّح عن حقِّه، ويُبرهنَ عن ثبوت نبوَّته، ويَدُلَّ على عِنادهم في مخالفتهم له(26) بعد الذي أقامه من الحُجَّة عليهم، جعل عليّاً عليه السلام في مرتبته، وحكم(27) بأنَّه عِدْله، وقضى له بأنَّه نفسه، ولم يَحْطُطْه عن مرتبته في الفضل، وساوى بينه وبينه، فقال مخبراً عن ربِّه عزَّ وجلَّ بما حكم به من(28) ذلك وشَهد وقضى وَوكَّد:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (29) .

فدعا الحسن والحسين عليهما السّلام للمُباهلة فكانا ابنيه في(30) ظاهر اللفظ، ودعا فاطمة سلام الله عليها وكانت المعبَّر عنها بنسائه، ودعا أمير المؤمنين عليه السّلام فكان المحكوم له بأنَّه نفسه(31) .

_____________________

(23) في «جـ»: بالفضل.

(24) في «جـ»: وما قام عليه البرهان.

(25) زاد في «أ» و «ب»: أنّه.

(26) في «أ» و«ب»: مخالفته.

(27) في «أ» و «ب»: في ميراثه وحكم، وفي «جـ»: في مرتبة الحكم، تصحيف صحيحه ما أثبتناه.

(28) في «أ» و«ب»: في.

(29) سورة آل عمران 3: 61.

(30) في «أ» و«ب»: من.

(31) صحيح مسلم 4: 1871/32، سنن الترمذي 5: 638/3724، مسند أحمد 1: =

٢١

وقد علمنا أنَّه لم يُرد بالنّفس ما به قِوام الجسد من الدَّم السائل والهواء ونحوه، ولم يُرد نفس ذاته، إذ(32) كان لا يَصِحُّ دُعاء الانسان(33) نفسه إلى نفسه ولا إلى غيره، فلم يبق إلّا أنَّه أراد عليه وآله السّلام بالعبارة عن النفس إفادة العِدْل والمِثْل والنَّظير، ومن يَحُلّ منه في العِزِّ والإكرام والمودَّة والصِّيانة والإيثار والإعظام والإجلال محلّ ذاته عند الله سُبحانه(34) ، فيما فرض عليه من الاعتقاد بها وألزمه العباد(35) .

ولو لم يدُلّ من خارجٍ دليلٌ(36) على أنَّ النّبي صلّى الله عليه وآله

_____________________

= 185، مستدرك الحكم 3: 150، جامع الأُصول 9: 469/6479، أسباب النزول للواحدي: 60، تفسير الطبري 3: 212، تفسير ابن كثير 1: 378، مصابيح السنة 2: 183/4795، الاصابة 2: 509، الرياض النضرة 2: 152، ذخائر العقبى: 25، الصواعق المحرقة: 155، فتح القدير 1: 347، شواهد التنزيل 1: 120 - 129، الدر المنثور 2: 231، مناقب ابن المغازلي: 263/310، تذكرة الخواص: 43، كفاية الطالب: 141، مناقب الخوارزمي: 59، نظم درر السمطين: 108، تفسير العياشي 1: 175، تفسير فرات: 15، تفسير الحبري: 247، سعد السعود 91، أمالي الطوسي 1: 313 و 2: 159 و 177، أمالي الصدوق: 421/1، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 84، الاختصاص: 54 و 112، العمدة: 188 - 192.

(32) في «أ»: إذا.

(33) في «جـ»: دعاء الأنبياء.

(34) يدلّ على ذلك أيضاً قول الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم متوعّداً أهل الطائف مرّةً وقريشاً أُخرى:«لتسلمنّ أو لأبعثنّ رجلاً منّى - وفي رواية: مثل نفسي - فليضربنّ أعناقكم...» الاستيعاب 3: 46، أُسد الغابة 4: 26، شرح الأخبار 1: 111/32 و 33، الصواعق المحرقة: 126.

(35) في «جـ»: وأكرم العباد.

(36) في «جـ»: من دليل خارج.

٢٢

وسلّم(37) أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام لقضى هذا الاعتبار بالتساوي بينهما في الفضل والرُّتبة، ولكنَّ الدليل أخرج ذلك، وبقي ما سواه بمقتضاه.

* * *

_____________________

(37) زاد في «أ» و«ب»: كان.

٢٣

فصل الاستدلال بجعل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حبّ عليّ عليه السّلام حباً له وبغضه بغضاً له وحربه حرباً له

ومن ذلك أنّه عليه وآله السّلام جعل أحكام ولائه أحكام ولاء نفسه سَواء(38) ، وحُكم عداوته كحُكم العداوة له على الانفراد(39) ، وقضى على مُحاربه بالقضاء على مُحاربه(40) صلّى الله عليه وآله وسلذم، ولم يجعل بينهما

_____________________

(38) من ذلك قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «في من كنت مولاه فعليّ مولاه» و: «من آمن بي وصدّقني فليتولّ علي بن أبي طالب بعدي، فإنّ ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله» انظر: سنن الترمذي 5: 633/3713، مسند أحمد 1: 84 و 119 و 152 و 331 و 4: 281 و 368 و 372 و 5: 347 و 366 و 419، ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق

(39) من ذلك قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم مخاطباً لعلي عليه السلام: «عدوّك عدوّي، وعدوّى عدوّ الله» انظر: مستدرك الحاكم 3: 127 و 128، الرياض النضرة 3: 122 و124 و 167، مجمع الزوائد 9: 133.

(40) من ذلك قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم» وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السلام: «يا علي، حربك حربي، وسلمك سلمي» انظر: سنن الترمذي 5: 699/3870، سنن ابن ماجة 1: 52/145، مسند احمد 2: 442، مستدرك الحاكم 3: 149.

٢٤

فصلاً(41) بحال، وكذلك(42) حَكَم في بُغضه وودِّه(43) .

وقد علمنا أنَّه لم يضع(44) الحكم في ذلك للمُحاباة، بل وضعه على الاستحقاق ووجوب العدل في القضاء.

وإذا كان الحُكم بذلك من حيث وصفناه(45) ، وجب أن يكون مساوياً له في الفضل الذي أُوجِبَ له من هذه الخِلال(46) ، وإلّا لم يكن له وجهٌ في الفَضْل(47) .

وهذا كالْأوّل فيما ذكرناه. فوجب التساوي بينهما في كلّ حال، إلّا ما

_____________________

(41) في «ب»: فضلاً.

(42) في «جـ»: ولذلك.

(43) من ذلك قوله صلّى الله عليه واله وسلّم: «ما بال أقوام يُبغضون علياً، من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني» و: «من أحبّني فليحبّ علياً، ومن أبغض علياً فقد أبغضني» و: «من أحبّ علياً فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني» وقوله مخاطباً له عليهما السلام: «حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله»، والأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة، انظر: مستدرك الحاكم 3: 127/130، أُسد الغابة 4: 383، الصواعق المحرقة، 123، الفردوس 5: 316/8304، ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2: 185 و 2: 190 و 2: 217، الرياض النضرة 3: 122 و 124 و 167، مجمع الزوائد 9: 132 - 133، مناقب ابن المغازلي: 108/151، كنز العمال 12: 218.

(44) في «جـ»: يصنع.

(45) في «جـ»: ما وصفناه.

(46) في «جـ»: الحال، وفي «أ» و «ب»: الجلال، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، والخِلال: جمع خَلَّة، الخَصْلَة. إذ المراد أنَّ أمير المؤمنين علي عليه السلام وجب - من خلال الخصال المذكورة أعلاه، وهي حكم الولاء والمحاربة والعداوة والبغض والودّ - أن يكون مساوياً للرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم في الفضل الذي أُوجب له منها، لأنّه صلوات الله عليه وعلى آله لم يجعل بينهما فصلاً، إلّا ما أخرجه الدليل من فضله وقربه الخاصّ والوحي والرسالة والنبوّة.

(47) في «ب»: في القضاء.

٢٥

أخرجه الدليل من فضله صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي اختصّ به بأعماله وقربه الخاصّ(48) ، ولم يُسْنِد إليه ما سلَّمه وإيَّاه من الْأَحكام، بل أسنده إلى الفضل الذي تساويا فيه ما(49) سوى المخصوص على ما ذكرناه.

* * *

_____________________

(48) في «أ»: و «ب»: الخاصّة.

(49) في «جـ»: ممّا.

٢٦

فصل الاستدلال بحديث الطائر المشويّ

ومن ذلك قوله عليه وآله السّلام المرويّ عن الفئتين الخاصَّة والعامَّة: «اللهمّ إئتني بأحبِّ خلقك إليك يأكُل معي من هذا الطائر» فجاء عليّ عليه السلام، فلمّا بصر به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: «وإليَّ»(50) يعنى به أحبّ(51) الخلق إلى الله تعالى وإليه.

وقد علمنا أنَّ محبَّة الله لخلقه إنَّما هي ثوابه لهم، وتعظيمه إيَّاهم، وإكباره وأجلاله لهم، وتعظيمهم، وأنَّها لا تُوضع على التفصيل(52) الذي يَشْمُلُ(53) الْأَطفال والبهائم وذوي العاهات والمجانين، لأنَّه لا يقال: إنَّ الله تعالى يُحِبُّ

_____________________

(50) سنن الترمذي 5: 636/3721، مستدرك الحاكم 3: 130، فضائل الصحابة 2: 560/945، جامع الأصول 9: 471/6482، مصابيح السنّة 4: 173/4770، حلية الأولياء 6: 339، أسد الغابة 4: 30، الرياض النضرة 3: 114، ذخائر العقبي: 61، البداية والنهاية 7: 363، تاريخ بغداد 9: 369، مجمع الزوائد 9: 125، كنز العمال 13: 167/36507، كفاية الطالب: 144، مناقب ابن المغازلي: 156، مناقب الخوارزمي: 59 و 130، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 46، مناقب ابن شهرآشوب 2: 282، 3: 59، الطرائف: 71، العمدة: 242-253، الفصول المختارة: 64 - 68.

(51) في «أ» و «ب»: وأحبّ.

(52) في «أ» و «ب»: التفضيل.

(53) في «أ»: يشتمل.

٢٧

الْأَطفال والبهائم. فعُلم أنَّها مُفيدة(54) الثواب على الاستحقاق، وليست باتفاق الموحِّدين كمحبَّة(55) الطِباع بالميل إلى المشتهى والملذوذ من الأَشياء.

وإذا ثبت أنَّ أمير المؤمنين عليه السّلام أحبُّ الخلق إلى الله تعالى، فقد وضح أنَّه أعظمهم ثواباً عند الله، وأكرمهم عليه، وذلك لا يكون إلّا بكونه أفضلهم عملاً، وأرضاهم فعلاً، وأجلّهم في مراتب العابدين.

وعموم اللفظ بأنَّه أحبُّ خلق الله تعالى إليه على الوجه الذي فسّرناه، وقضينا(56) بأنَّه أفضل من جميع الملائكة والأَنبياء عليهم السلام(57) ، ومن دونهم من عالِمي(58) الأَنام، ولولا أنَّ الدليل أخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم من هذا(59) العموم؛ لقضى بدخوله فيه(60) ظاهر الكلام، لكنَّه اختصَّ بالخروج منه بما لا يُمكن. قيامه على سواه، ولا(61) يَسْلَم لمن ادّعاه.

* * *

_____________________

(54) في «ب»: مقيّدة.

(55) في «ب» و «جـ»: كمحبته.

(56) كذا، والظاهر أنّها تصحيف «يقضينا» أو «يُفضي بنا إلى أنّهُ» لتكون خبراً لِـ «عموم».

(57) في «جـ»: جميع البشر الأنبياء والملائكة.

(58) في «جـ»: عالم.

(59) في «أ»: هذه.

(60) في «جـ»: فيه بدخول.

(61) في «جـ»: ولم.

٢٨

فصل الاستدلال بمقام أمير المؤمنين عليه السلام في القيامة على أفضليته في الدنيا

ومن ذلك ما جاءت به الْأَخبار على التظاهر والانتشار، ونقله رجال الخاصَّة والعامَّة على التطابق والاتّفاق عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنَّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه يلي معه الحوض يوم القيامة(62) .

ويحمل بين يديه لواء الحمد إلى الجنَّة(63) .

وأنَّه قسيم الجنَّة والنار(64) .

وأنَّه يعلو معه في مراتب المِنْبَر المنصوب له يوم القيامة للمآب، فيَقْعُد الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذُروته وأعلاه، ويَجْلِس أمير المؤمنين

_____________________

(62) الرياض النضرة 3: 173 و 185، ذخائر العقبى: 86، 91، مناقب ابن المغازلي: 119، 237، مجمع الزوائد 10: 367، شرح ابن أبي الحديد 9: 172، العمدة: 119، بشارة المصطفى: 200.

(63) الرياض النضرة 3: 172، ذخائر العقبي: 75، 86، مناقب الخوارزمي: 23 و 208، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 49، شرح ابن ابي الحديد 9: 169.

(64) النهاية للجزري 4: 61، الصواعق المحرقة: 126، مناقب ابن المغازلي: 67، مناقب الخوارزمي: 209 و 236، فرائد السمطين 1: 325/253 و254، ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2: 243 - 246، شرح ابن أبي الحديد 9: 165، لسان الميزان 3: 247، بشارة المصطفى: 122.

٢٩

صلوات الله عليه في المرقاة التي تلي الذُّروة منه(65) ، ويَجْلِس الْأَنبياء صلوات الله عليهم دونهما(66) صلوات الله وسلامه عليهما(67) ، وأنّه يُدعى صلّى الله عليه وآله فيُكسى(68) حُلَّة أُخرى(69) .

وأنَّه لا يجوز الصراط يوم القيامة إلّا مَنْ معه براءة من علي بن أبي طالب عليه السلام من النار(70) .

وأنَّ ذُرِّيَّته الْأَئمّة الْأَبرار عليهم السّلام يومئذٍ أصحاب الْأَعراف(71) .

وأمثال هذه(72) الْأَخبار يطول بذكرها المقام(73) ، وينتشر بتعدادها(74) الكلام.

ومَنْ عُني بأخبار العامَّة، وتصفَّح(75) روايات الخاصّة، ولقي النّقَلة من الفريقين، وحمل عنهم الآثار، لم يتخالجه رَيْبٌ في ظهورها بينهم،

_____________________

(65) في «جـ»: أمير المؤمنين عليه السلام دونه بمرقاة.

(66) في «جـ»: دونها.

(67) في «جـ»: عليهم.

(68) في «جـ»: فيلبس.

(69) لسان الميزان 4: 266، المختصر: 151.

(70) الرياض النضرة 3: 232، ذخائر العقبى: 71، الصواعق المحرقة: 126، مناقب ابن المغازلي: 119/156 و 131/172 و289/242، مناقب الخوارزمي: 31، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 39، فرائد السمطين 1: 292/230.

(71) شواهد التنزيل 1: 98/256، ينابيع المودّة: 102، الكافي 1: 141/9، تفسير العياشي 2: 18/44 و45، بصائر الدرجات: 515، معاني الأخبار: 59/9، مختصر البصائر: 52 - 55، مناقب ابن شهرآشوب 3: 233.

(72) في «ب» و«جـ»: لهذه.

(73) في «أ» و«ب»: التقصاص، وبعني التَّتبُّع.

(74) في «جـ»: وينشر بتعددها.

(75) في «أ» و «ب»: ويصلح.

٣٠

واتّفاقهم على تصحيحها والتسليم لها، على الاصطلاح.

وقد ثبت أنَّ القيامة محلّ الجزاء، وأنّ الترتيب في الكرامة(76) فيها بحسب الأعمال(77) ، ومقامات الهوان فيها على الاستحقاق بالأعمال(78) .

وإذا كان مضمون هذه الأَخبار يُفيد تقدُّم أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه على كافَّة الخلق سوى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كرامته والثواب(79) ، دلّ ذلك على أنَّه أفضل من سائرهم في(80) الأَعمال.

_____________________

(76) في «جـ»: الكتابة.

(77) في «أ»: يحسب للأعمال.

(78) (بالأعمال) ليس في «جـ».

(79) في «أ» و «ب»: كرامة الثواب.

(80) في «أ» و «ب»: من.

٣١

فصل الاستدلال بأخبار الخاصّة على أفضليّة الامام عليّ عليه السلام

فأمَّا الْأَخبار التي يختصّ بالاحتجاج(81) بها الإِماميّة لورودها من طُرقهم وعن أئمَّتهم عليهم السلام، فهي كثيرة، مشهورة عند علمائهم، مبثوثة(82) في أُصولهم ومُصنَّفاتهم على الظهور والانتشار:

فمنها قول أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: «أما والله لو لم يخلُق الله علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، لما كان لفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كُفْءٌ من الخلق(83) ، آدم فمن دونه»(84)

وقوله عليه السلام: «كان يُوسُف بن يعقوب نبيّ بن نبيّ بن نبيّ بن خليل الله، وكان صِدِّيقاً رسولاً، وكان - والله - أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلامه أفضل منه».

وقوله عليه السّلام وقد سُئِل عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ما

_____________________

(81) في «أ»: نخصّ الاحتجاج، وفي «ب»: يخصّ الاحتجاج.

(82) في «جـ»،: منسوبة.

(83) زاد في «جـ»: من.

(84) الفردوس 3: 373/5130، مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 1: 66، تفسير البحر المحيط 6: 507، الكافي 1: 461/10، التهذيب 7: 470/90، الفقيه 3: 393/4383، أمالي الطوسي 1: 42، مناقب ابن شهرآشوب 2: 181، كشف الغمة 1: 472، بشارة المصطفى: 328، المختصر: 133 و136.

٣٢

كانت منزلته من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟

قال: «لم يكن بينه وبينه فضل سوى الرّسالة التي أوردها»(85) .

وجاء مثل ذلك بعينه عن أبيه أبي جعفر، وأبي الحسن، وأبي محمد الحسن العسكري عليهم السّلام.

وقولهم جميعاً بالآثار المشهورة: «لولا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي بن أبي طالب عليه السّلام لم يخلُق الله سماءً ولا أرضاً ولا جَنَّةً ولا ناراً»(86) .

وهذا يُفيد فضلهما بالأعمال، وتعلّق الخلق في مصالحهم بمعرفتهما، والطاعة لهما، والتعظيم والاجلال.

* * *

_____________________

(85) المحتضر: 20 «نحوه».

(86) فرائد السمطين 1: 36، ينابيع المودّة: 485.

٣٣

فصل الاستدلال بأخبار العامّة

وقد روت العامّة من طريق جابر بن عبد الله الْأَنصاري وأبي سعيد الخُدري رحمهما الله تعالى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «عليّ خير البشر»(87) وهذا نصّ في موضع الخلاف.

ورُوي عن عائشة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال ذات يوم: «ادعوا لي سيّد العَرب» فقالت عائشة: ألست سيّد العرب؟

قال: «أنا سيد البشر، وعليّ سيّد العرب»(88) .

فجعله تاليه(89) في السيادة للخلق، ولم يجعل بينه وبينه واسطة في السيادة، فدلَّ على أنَّه تاليه(90) في الفضل.

ورُوي عنها من طريق يرضاه أصحاب الحديث أنّها قالت في الخوارج حين ظهر أمير المؤمنين عليه السلام [عليهم] وقتلهم: ما يمنعني ممّا بيني وبين

_____________________

(87) الفردوس 3: 62/4175، سير أعلام النبلاء 8: 205، ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2: 444 - 448، تاريخ بغداد 3: 192 و7: 421، كنز العمال 11: 625/33046، لسان الميزان 3: 166.

(88) مستدرك الحاكم 3: 124، حلية الْأَولياء 1: 63 و5: 38، الصواعق المحرقة: 122، تاريخ بغداد 11: 89، ذخائر العقبي: 75، ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2: 261، شرح ابن أبي الحديد 9: 170، مجمع الزوائد 9: 131، كنز العمال 11: 618/33006.

(89) و (90) في «جـ»: ثانيه.

٣٤

علي بن أبي طالب أن أقول فيه ما سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه وفيهم، سمعته يقول: «هم شرٌّ الخلق والخليقة، يقتُلُهُم خيرُ الخلق والخليقة»(91) .

ورووا عن جابر بن عبد الله الأَنصاري أنّه قال: «عليّ سيّد البشر، لا يشُكُّ فيه إلّا كافر»(92) .

والْأَخبار في هذا كثيرة(93) ، وفيما أثبتناه مُقنع، والاحتجاج بكلّ خبرٍ منها له وجه، والأَصل في جميعها منهجه ما ذكرناه، والله وليّ التوفيق.

* * *

_____________________

(91) شرح ابن أبي الحديد 2: 267، مناقب ابن المغازلي: 56/80، تذكرة الخواص: 104، مجمع الزوائد 6: 239.

(92) الرياض النضرة 3: 198، فضائل الصحابة 2: 564/949، المحتضر: 151، وانظر الهامش (87).

(93) في «أ» و «ب»: كثير.

٣٥

فصل الاستدلال بجهاد أمير المؤمنين عليه السلام وجهوده على أفضليّته

وقد اعتمد أكثر أهل النظر في التفضيل على ثلاث طُرقٍ:

أحدها: ظواهر الأَعمال.

والثاني: على السمع الوارد بمقادير الثواب، وما دلّت عليه(94) معاني الكلام.

والثالث: المنافع في الدين بالأَعمال.

فأمّا مقادير الثواب ودلائلها(90) من مضمون الأَخبار المستحقّ للجزاء(91) ، فقد مضى طَرَفٌ(97) منه فيما قدّمناه.

وأمّا ظواهر الأَعمال، فإنَّه لا يُوجد أحدٌ في الاسلام له من ظواهر أعمال الخير ما يُوجد لأميرالمؤمنين صلوات الله عليه.

فإذا كان الاسلام أفضل الأديان لأنَّه أعمّ مصلحةً للعباد، كان العمل في تأييد شرائعه أفضل الأعمال، مع الاجماع أنَّ شريعة الاسلام أفضل الشرائع، والعمل بها أفضل الأَعمال، وحَمْلُ المخالف قوله تعالى:

_____________________

(94) زاد في «أ» و«ب»: في.

(95) في «جـ»: ودلالتها.

(96) في «أ» و «جـ»: للجزء.

(97) في «أ» و«ب»: طرق.

٣٦

( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) (98) على أنَّه في أُمَّة الاسلام مؤكّدٌ(99) الحُجّة(100) على ما ذكرناه.

فأمّا إيجاب الفضل في المنافع الدينية، فإنَّ أكثر المعتزلة عوّلوا(101) في تفضيل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على من تقدَّمه بكثرة المستحسنين له والمتّبعين(102) لملّته وشريعته على ما سلف من أُمم الأنبياء.

فإذا كانت شريعة الاسلام إنّما تثبُتُ بالنُّصرة للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، بما(103) عددناه ممّا كان لأمير المؤمنين عليه السّلام، وجب تعلُّق النفع على الوجه الذي يقتضي فضله على كافّة من فاته ذلك من السالفين(104) ، ومن الأُمم المتأخّرين.

ووجه آخر، وثانيها في فروعها، أنَّه لما ثبت أنّها المحقَّة من الأُمم دون غيرها، ثبت أنَّ النفع بالإسلام الذي جاء به النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يتعدّاها الى غيرها، وإذا كان إنَّما وصل إليها بأمير المؤمنين عليه السّلام، ثبت له الفضل الذي ثبت(10) للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من جهة ربّه، على ما ذكرناه من قواعد القوم في الفضل(106) ، بالفضائل من جهة النفع

_____________________

(98) سورة آل عمران 3: 110.

(99) في «أ» و«ب»: مولد.

(100) في «جـ»: نجحه.

(101) في «جـ»: يقولون.

(102) في «أ» و«ب»: المستعين، وفي «جـ»: المستعينين، وكلّها تصحيف صحيحه ما أثبتناه «أو لمستجيبين له».

(103) في «أ وب وجـ» إتّما، تصحيف صحيحه ما أثبتناه.

(104) في «جـ»: السابقين.

(105) في «أ وب»: وجب.

(106) في «جـ»: العقل.

٣٧

العامّ، فتفاضل الخلق فيه حسب كثرة(107) القائلين بالدين المستبين بذلك من الْأَنام.

والله وليّ التوفيق، وصلّى الله على سيّد رسله محمّد النبيّ وآله وسلّم تسليماً كثيراً.

« تمّت الرسالة »

_____________________

(107) في «أ» و«ب»: كره.

٣٨

مصادر المقدّمة والتحقيق.

1 - القرآن الكريم.

2 - الاختصاص.

للشيخ المفيد، المتوفّى سنة 413 هـ، مؤسسة النشر الإسلامي، قم المقدسة - تصحيح علي أكبر الغفّاري

3 - أسباب النزول.

للواحدي، المتوفّى سنة 468 هـ، عالم الكتب، بيروت.

4 - الاستيعاب.

لابن عبد البرّ النمري، المتوفّى سنة 463 هـ، مطبوع بهامش (الاصابة في تميز الصحابة)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 1328 هـ.

5 - أسد الغابة.

لابن الاثير، المتوفّى سنة 630 هـ، دار احياء التراث العربي، بيروت

6 - الإصابة في تمييز الصحابة.

لابن حجر العسقلاني، المتوفّى سنة 852 هـ، دار إحياء التراث العريى، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 1328 هـ.

7 - أعيان الشيعة.

للسيد محسن الأمين العاملي، دار التعارف، بيروت.

8 - الأمالي.

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوبه القميّ، المتوفّى سنة 381 هـ، مؤسسة الأعلمي، بيروت، سنة 1400 هـ.

9 - الأمالي.

للشيخ الطوسي أبي جعفر محمد بن الحسن، المتوفّى سنة 460 هـ، مكتبة الداوري، قم المقدّسة.

٣٩

10 - أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية.

للسيد عبد العزيز الطباطبائي، مطبوع منجّماً في مجلّة (تراثنا) الصادرة عن مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم المقدّسة.

11 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون.

لإسماعيل باشا البغدادي، أوفست مكتبة المثنى، بغداد.

12 - بحار الأنوار.

للعلّامة محمد باقر المجلسي، المتوفّى سنة 1110 هـ، دار الكتب الإسلامية، طهران.

13 - البداية والنهاية.

لابن كثير الدمشقي، المتوفّى سنة 774 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الرابعة، سنة 1408 هـ تحقيق الدكتور أحمد أبو ملحم والدكتور علي نجيب عطوي والأستاذ فؤاد السيّد والأستاذ مهدي ناصر الدين والأستاذ علي عبد السّاير.

14 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى.

لأبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري، من أعلام القرن السادس الهجري، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، سنة 1383 هـ.

15 - بصائر الدرجات.

لأبي جعفر محمد بن الحسن الصفّار، المتوفّى سنة 290 هـ، منشورات الأعلمي، طهران، سنة 1404 هـ.

16 - تاريخ بغداد.

للخطيب البغدادي، المتوفّى سنة 463 هـ، مطبعة السعادة، مصر، سنة 1349 هـ.

17 - التاريخ الكبير.

للبخاري، المتوفّى سنة 256، دار الكتب العلمية، بيروت.

18 - تذكرة الخواص.

لسبط ابن الجوزي، المتوفّى سنة 654 هـ، مكتبة نينوى الحديثة، طهران.

٤٠