الفصول العشرة في الغيبة

الفصول العشرة في الغيبة0%

الفصول العشرة في الغيبة مؤلف:
المحقق: الشيخ فارس تبريزيان (الحسّون)
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 144

الفصول العشرة في الغيبة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
المحقق: الشيخ فارس تبريزيان (الحسّون)
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
تصنيف: الصفحات: 144
المشاهدات: 81923
تحميل: 5301

توضيحات:

الفصول العشرة في الغيبة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 144 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 81923 / تحميل: 5301
الحجم الحجم الحجم
الفصول العشرة في الغيبة

الفصول العشرة في الغيبة

مؤلف:
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(4)

صِلة الشيخ المفيد بالناحية المقدسة

عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصّة وكذب مَن ادّعى البابية، وصارت النيابة عامّة للفقهاء العدول.

وهذا لا يدلّ على عدم إمكان رؤية الإمام في الغيبة الكبرى والتشرف بخدمته، حتّى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية، لأن الّذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصّة.

قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة: فأمّا بعد انقراض مَن سمّيناه من اصحاب أبيه وأصحابه عليهم السلام، فقد كانت الأخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل محمد عليهم السّلام متناصرة: بأنّه لا بدّ للقائم المنتظر من غيبتين، إحداهما أطول من الأُخرى، يعرف خبره الخاصُّ في القصرى، ولا يعرفُ العامُّ له مستقرّاً في الطولى، إلّا من تولّى خدمته من ثقاة اوليائه، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره(1) .

فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأنّ في الغيبة الكبرى المعبّر عنها بالطولى يمكن أن يعرف خبره مَن تولّى خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره.

إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد، قال:

ذكرُ كتابٍ ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة واربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان

_____________________

(1) الفصول العشرة: 82 من طبعتنا هذه.

٢١

قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز، نسخته:

للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد...

وجاء في آخر التوقيع:

نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام:

هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام، فاحتفظ به، ولا تظهر على خطّنا الّذي سطرناه بماله ضمناه أحداً، وأدّ ما فيه إلى مَن تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين(1)

وقال الطبرسي أيضاً يروي التوقيع الثاني:

وورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة واربعمائة، نسخته:

من عبد الله المرابط في سبيله الى ملهم الحقّ ودليله...

وجاء في آخر التوقيع:

وكتب في غرّة شوّال من سنة اثنتي عشرة واربعمائة نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:

هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ، بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفه عن كلّ أحد، واطوه، واجعل له نسخة تطلع عليها مَن تسكن إلى أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركتنا إن شاء الله، الحمد لله والصلاة على سيّدنا محمد النبيّ وآله الطاهرين(2) .

_____________________

(1) الاحتجاج 2: 495 - 498.

(2) الاحتجاج 2: 498 - 499.

٢٢

وروى هذين التوقيعين يحيى بن بطريق في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم كما حكي عنه، وزاد عليهما توقيع آخر لم تصل إلينا صورته(1) .

وعند التأمل في التوقيعين الواصلين إلينا نستطيع أن نجزم بأنهما لا يفيدان النيابة الخاصّة أو البابية، بل شأنهما شأن مَن يرى الإمام في غيبته الطولى ويعرفه، ولا يفهم من الاحاديث المكذّبة لرؤيته إلّا النيابة الخاصّة.

والّذي يزيدنا اطمئناناً بهذين التوقيعين ما ذكره الطبرسي في مقدّمة كتابه الاحتجاج:

ولا نأتي في اكثر ما نورده من الأخبار بإسناد:

إمّا لوجود الاجماع عليه.

أو موافقته لما دلّت العقول إليه.

أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.

إلّا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، فانه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه، وإن كان مشتملاً على مثل الّذي قدّمناه، فلأجل ذلك ذكرت اسناده في أول جزءٍ من ذلك دون غيره، لأن جميع ما رويت عنه صلوات الله عليه إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار الّتي ذكرها عليه السلام في تفسيره...(2)

فالتوقيعان اللذان رواهما بدون ذكر الاسناد لا يخلوان من ثلاثة وجوه: وجود الاجماع عليهما، موافقتهما لما دلّت العقول إليه، اشتهارهما في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.

وهذه الدقّة الموجودة عند الطبرسي في روايته، ووثاقة الطبرسي عند الكافّة تعطينا اطمئناناً لقبول التوقيعين.

_____________________

(1) معجم رجال الحديث 17: 208 - 209.

(2) الاحتجاج 1: 14.

٢٣

والّذي يزيدنا اطمئناناً ايضاً بهذين التوقيعين، ما ذكره المحدّث البحراني في اللؤلؤة بعد ما نقل أبياتاً في رثاء الشيخ المفيد منسوبة لصاحب الأمر وجدت مكتوبة على قبر الشيخ المفيد:

وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه عليه السلام من التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة على مزيد التعظيم والإجلال...

ثمّ قال:

هذا وذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلّي - وقد تقدّم - في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم [المعروفة بسؤال أهل حلب] طريقين في تزكية الشيخ المفيد:

احدهما: صحّة نقله عن الأئمة الطاهرين، بما هو مذكور في تصانيفه من المقنعة وغيرها...

وأمّا الطريق الثاني في تزكيته: ما ترويه كافّة الشيعة وتتلقّاه بالقبول: من انّ صاحب الأمر - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه - كتب إليه ثلاثة كتب، في كلّ سنة كتاباً، وكان نسخة عنوان الكتاب: للأخ السديد... وهذا أوفى مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام الامّة وخلف الأئمة، انتهى ما في اللؤلؤة(1) .

اقول: وكلامه صريح ان التوقيعين مجمع عليهما، ونستنتج من كلامه أيضاً أنّ ما ذكره الطبرسي في مقدمة الإحتجاج - من ذكر الأسباب الّتي دعته إلى عدم ذكر السند للأحاديث الّتي يرويها - ان التوقيعين من قسم الأحاديث الّتي انعقد الاجماع عليها، لهذا لم يذكر سندهما.

وإن كان بعض المتأخرين قد شكّك في هذين التوقيعين، لكن الإطمئنان الحاصل عند التأمّل فيهما كافٍ في المقام، والله العالم.

_____________________

(1) لؤلؤة البحرين: 363 - 367، وراجع حياة ابن بطريق في هذا الكتاب أيضاً: 283، ووفاة ابن بطريق سنة 600.

٢٤

وقال ابن شهر آشوب في معالمه: ولقّبه الشيخ المفيد صاحبُ الزمان صلوات الله عليه، وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب(1) .

والظاهر أن المراد من عبارته «ولقّبه الشيخ المفيد صاحب الزمان»، ما ورد في التوقيع: للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد.

وأما ما احال به على المناقب، فهو غير موجود في المناقب المطبوع وفي نسخه المتوفرة لدينا والنسخ التي اعتمدها المحدث المجلسي والنوري، لأن كلّ هذه النسخ ناقصة غير موجود فيها البحث عن صاحب الأمر عليه السلام.

وشكك السيد الخوئي في هذا، بناء على أنّ تسميته بالمفيد كانت من قِبَل علي بن عيسى الرماني حيث قال له بعد مناظرةٍ: أنت المفيد حقّاً، وكون التوقيع صادراً في أواخر حياة الشيخ المفيد وانّما لقّب الشيخ المفيد في عنفوان شبابه(2) .

وبناءً على صدور هذين التوقيعين من الناحية المقدسة، نستطيع أن نصل إلى الصلة العميقة بين هذا الشيخ المفيد وبين امام زمانه الحجّة المنتظر، لِما فيهما من مدح وثناء عميقين من قبل الناحية المقدّسة لهذا الشيخ الّذي اوقف عمره للذبّ عن هذه الطائفة المظلومة.

فورد في التوقيع الاول من الناحية للشيخ المفيد من المدح:

للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد... سلام عليك أيّها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين... ونعلمك ادام الله توفيقك لنصرة الحق، واجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق... هذا كتابنا إليك ايّها الوليّ، والمخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام...(3)

_____________________

(1) معالم العلماء: 113 رقم 765.

(2) معجم رجال الحديث 17: 209 - 210.

(3) الاحتجاج 2: 497 - 498.

٢٥

وفي الثاني:

سلام عليك ايّها الناصر للحق الداعي إليه بكلمة الصدق،... ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيّدك الله بنصره الّذي أيّد به السلف من اوليائنا الصالحين... هذا كتابنا اليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ...(1)

وكفى بهذا عزّاً وفخراً للشيخ المفيد، وهو أهلٌ لذلك.

* * *

_____________________

(1) الاحتجاج 2: 498 - 499.

٢٦

نحن والكتاب

(1)

نسبة الكتاب للشيخ المفيد

نستطيع أن نجزم بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، وذلك لعدّة جهات:

(1) عند التأمّل في بقيّة كتبه بالأَخصّ الكلامية نشاهد أن طريقتها مع هذا الكتاب متحدة، وبعبارة أُخرى: مَن طالع كتب الشيخ المفيد وطالع هذا الكتاب من دون أن يعرف انه للمفيد يجزم بنسبته للمفيد وذلك لاتحاد مشربه.

(2) اتفاق كلّ النسخ الخطّيّة بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد، ومن النسخ كتبت في القرن الثامن الهجري.

(3) عدم ادّعاء أيّ شخص بنسبة الكتاب لغير الشيخ المفيد.

(4) صرّح بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد كثير من الأعلام، منهم: تلميذه الشيخ النجاشي في رجاله(1) ، وابن شهرآشوب في معالمه(2) ، والطهراني في الذريعة(3) ، والكنتوري في كشف الحجب(4) .

(5) إحالته في هذا الكتاب على بقيّة كتبه المسلّم بأنّها له، كالإرشاد، والإيضاح، والباهر من المعجزات.

____________________

(1) رجال النجاشي: 399 رقم 1067.

(2) معالم العلماء: 114 رقم 765.

(3) الذريعة 5: 195 رقم 899 و 228 رقم 10، 16: 80 رقم 405 و 241 رقم 957، 20: 358.

(4) كشف الحجب: 509.

٢٧

(2)

اسم الكتاب:

اختلفت المصادر في تحديد اسم الكتاب:

ففي رجال النجاشي(1) : المسائل العشرة في الغيبة.

وفي معالم العلماء(2) : الأجوبة عن المسائل العشر.

وفي النسخة المطبوعة(3) : الفصول العشرة في الغيبة.

وفي كشف الحجب: المسائل العشرة في الغيبة(4) .

وفي الذريعة: الجوابات في خروج المهدي(5) ، جوابات المسائل العشر في الغيبة(6) ، الفصول العشرة في الغيبة(7) ، المسائل العشرة في الغيبة(8) .

وفي النسخ الأربع التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا لهذا الكتاب ويأتي شرحها:

في نسخة (ع): شرح الأجوية عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلق بمهديّ آل الرسول صلّى الله عليه وآله.

وفي نسخة (س): كتاب الغيبة

____________________

(1) رجال النجاشي: 399 رقم 1067.

(2) معالم العلماء: 114 رقم 765

(3) المطبعة الحيدرية، النجف، 1370 هـ.

(4) كشف الحجب: 509.

(5) الذريعة 195: 5 رقم 899.

(6) الذريعة 5: 228 رقم 10.

(7) الذريعة 16: 241 رقم 957.

(8) الذريعة 20: 358.

٢٨

وكلّ هذه الاسماء متقاربة، لأن الكتاب هو جواب لعشر مسائل، والظاهر أنّ الشيخ المفيد لم يسمّه باسم معيّن، ونحن اخترنا ما ذكره النجاشي ووضعناه عنواناً للكتاب، لقرب النجاشي من الشيخ المفيد، فهو تلميذه والأعلم بكتب استاذه.

فاسم الكتاب: المسائل العشرة في الغيبة.

(3)

اهمّيّة الكتاب:

الكتاب هو عبارة عن دفع أهمّ الشبهات التي كانت واردة آنذاك على موضوع الإمام المنتظر عجّل الله فرجه، وهذه الشبه ردّها الشيخ المفيد بأحلى ردّ واوجزه، ففي هذه الرسالة الوجيزة حجمها ترى فيها من المعلومات ما لا تجدها في غيره.

فالشيخ المفيد عالج هذه الشُبه بعلاج جذري وناقشها من جميع الجهات، بحيث لم يبق في قلب أحدٍ شك ولا شبهة.

وعند النظر في هذا الكتاب وقياسه بذاك الزمان والمكان اللذين كان فيهما الشيخ المفيد، تتضح اهمّية الكتاب ومدى فائدته.

فالشيخ المفيد تعرض في فصله الاول لردّ كون استتار ولادة المهدي خارجة عن العرف، وفي الثاني لردّ مَن تمسّك بانكار جعفر عمّ الإمام، وفي الثالث لردّ من تمسك بوصيّة الإمام العسكري لأمّه دون ولده، وفي الرابع لردّ من تمسّك بعدم الداعي لاخفاء الإمام العسكري ولده، وفي الخامس لردّ من ادعى انه مستتر لم يره احد منذ ولد، وفي السادس لردّ من ادعى نقض العادة بطول عمره عجّل الله فرجه، وفي السابع لردّ مَن تمسّك بانه إذا لم يظهر لا فائدة في وجوده،

٢٩

وفي الثامن لردّ مَن تمسّك بأنّا في غيبة صاحبنا ساوينا السبائية وإلكيسانيّة و..، وفي التاسع لردّ من ادّعى تناقض غيبة الإمام مع إيجاب الإمامة وأنّ فيها مصلحة للانام، وفي العاشر لردّ مَن تمسّك بان الخلق كيف يعرفه إذا ظهر والمعجز مخصوص بالأنبياء.

فتعرض الشيخ المفيد لردّ كلّ هذه الشبهات، واعتمد في ردّه على: الآيات القرآنية، والحكم والقصص الواردة عن الانبياء والحكماء، والأمثلة التي يقبلها كلّ ضمير حيّ، ودراسة تاريخية كاملة لذاك الزمان وملوكه، واعتمد على الأدلّة العقلية، شأنه شأن الكتب الكلاميّة العميقة.

فيعدّ كتابه هذا من الكتب الكلاميّة ذات البحث العميق والعبارة الدقيقة الصعبة، فالقارئ يحتاج إلى الوقوف على عباراته واحدة بعد أُخرى والتأمّل فيها ليصل إلى ما يقصده المؤلّف.

(4)

تاريخ تأليف الكتاب

يوجد في هذا الكتاب نصّان نستفيد منهما تاريخ تأليف الكتاب.

احدهما: في مقدمة الكتاب وعند استعراضه للفصول نستفيد حين يصل لفهرست الفصل السادس، يقول:... إلى وقتنا هذا وهو سنة عشرة واربعمائة.

والآخر: في الفصل السادس، يقول: وإلى يومنا هذا وهو سنة احد عشر واربعمائة.

فمن هذين النصّين نفهم أنه بدأ بالتأليف في أواخر سنة اربعمائة وعشر، وانهى الكتاب في سنة أحد عشر واربعمائة، وذلك لصغر حجم الكتاب.

* * *

٣٠

(5)

السائِل:

لم يذكر الشيخ المفيد اسم السائل، بل اكتفى بقوله:... وتجدّد بعد الّذي سطرته... رغبةٌ ممّن اُوجب له حقّاً، وأُعظم له محلاً وقدراً، واعتقد في قضاء حقّه ووفاق مشربه لازماً وفرضاً، في إثبات نكت من فصول خطرت بباله في مواضع ذكرها، يختصّ القول فيها على ترتيب عيّنه وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه...

ويفهم من هذا أنّ السائل من العلماء ومن الممدوحين، وهو غير معتقد بهذه الشبهات، بل هي شبهات موجودة في زمانه رتبها وارسلها للشيخ المفيد بعنوان السؤال، والشيخ المفيد جرى في كتابه على ترتيب هذه الفصول الي رتبها السائل، ويؤيّد أن السائل غير معتقد بهذه الشبهات بل اوردها ايراداً ما ذكره الشيخ المفيد في آخر الفصل الثاني في ردّ الفِرق الضالة:... حسب ما أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك.

وفي أول نسخة (ع) التي يأتي التفصيل عنها ورد اسم السائل، حيث قال كاتب النسخة: شرح الاجوبة... وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، املاء الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.

ولم أهتد الى ترجمة للسائل بعد البحث الطويل في كتب التراجم، نسأل الله أن نوفّق في المستقبل على معرفته.

* * *

٣١

(6)

طبعات الكتاب

طبع الكتاب ولأول مرّة في النجف الأشرف سنة 1370 ه = 1951 م في المطبعة الحيدرية، ويليه نوادر الراوندي ومواليد الأئمة عليهم السّلام.

وطبعته مكتبة المفيد في قم بالتصوير على الطبعة الأُولى ضمن كتاب باسم (عدّة رسائل للشيخ المفيد).

(7)

ترجمة الكتاب

ترجم هذا الكتاب الشيخ سعادت حسين افتخار العلماء اللكهنوي المتوفى سنة 1409 ه إلى اللغة الاردية، وطبعت هذه الترجمة بالهند باسم: غيبت.

وترجمه محمد باقر الخالصي إلى اللغة الفارسية، وطبع في طهران انتشارات راه إمام سنة 1361 ه ش باسم انتقاد وباسخ.

(8)

عملنا في الكتاب

واجهنا في عملنا نوعاً من الصعوبة، لأن الكتاب كما في مقدّمة نسخة (ع) هو من قسم مؤلّفات الشيخ المفيد الّتي أملاها على تلامذته، وهذا النوع من مؤلّفات الشيخ المفيد تكون نسخه مضطربة جدّاً، فبذلنا جهدنا في تقويم نصّه، لأنه اصل التحقيق، ليخرج الكتاب بعونه تعالى خالٍ من الأخطاء.

فكان عملنا في الكتاب على مراحل:

(1) البحث عن اهمّ النسخ الموجودة، فاعتمدنا في تحقيقنا لهذا الكتاب

٣٢

على خمس نسخ:

(أ) نسخة (ع)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 243، الرسالة التاسعة، من ورقة 105 إلى ورقة 212، جاء في أول الرسالة: شرح الأَجوبة عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلّق بمهديّ آل الرسول صلّى الله عليه وآله، وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك، املاء الشيخ المفيد أبى عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه.

والنسخة ناقصة الآخر، من اواخر الفصل التاسع والفصل العاشر بأكمله.

وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم، لكن عند ملاحظة التملّك الموجود عليها نجزم بانها كتبت إمّا آخر القرن السادس أو أول القرن السابع.

راجع فهرست المكتبة المرعشية 1: 268.

(ب) نسخة (ر)، وهي النسخة المحفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي في قم، ضمن مجموعة رقم 78، الرسالة التاسعة، من ورقة 104 والى ورقة 123، جاء في أول الرسالة انّ هذا الكتاب جواب اسئلة ابي العلاء تاج الملك.

وتاريخ كتابة النسخة غير معلوم والظاهر أنها كتبت في القرن 13، يحتمل أن تكون هذه النسخة استنسخت من نسخة (ع) التي مرّت.

راجع فهرست المكتبة المرعشية 1: 92.

(ج) نسخة (ل)، وهي النسخة المحفوظة في مكتبة المجلس في طهران ضمن مجموعة رقم 8 من صفحة 213 إلى صفحة 242، الرسالة الثامنة عشر.

٣٣

راجع فهرست مكتبة المجلس: 1: 272

(د) نسخة (س)، وهي النسخة المستنسخة والمصحّحة المحفوظة في دفتر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، وهي (100) صفحة

(ه) نسخة (ط)، وهى النسخة المطبوعة في النجف 1370 ه، المطبعة الحيدرية، جاء في أولها: الفصول العشرة في الغيبة تأليف الإمام الفقيه المحقق محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه، وجاء في آخرها: يقول الفقير الى الله الغنيّ شير محمد بن صفر علي الهمداني الجورقاني: قد نسخت هذه النسخة إلى اوائل الفصل السادس من نسخة العالم الجليل الميرزا محمد الطهراني المقيم بسامراء، وباقيها من نسخة العابر النبيل السيد محمد صادق آل بحر العلوم، واتفق لي الفراغ بعون الله تعالى يوم الرابع عشر من شهر محرّم الحرام من سنة 1363 ثلاث وستين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة المقدسة بمشهد سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن ابى طالب عليه افضل الصلاة والسّلام.

وعدد صفحاتها (38) صفحة بالحجم الرقعي، وطبع في آخرها: نوادر الراوندي، ومواليد الأئمّة.

(2) مقابلة هذه النسخ وذكر الإختلافات.

(3) تقويم النصّ وترجيح الصحيح أو الأصح فيما بين النسخ ووضعه في المتن، وأشرنا إلى اكثر الاختلافات في الهامش، لأجل أهمّيّة الكتاب وقدمه، وقدم النسخ المعتمدة، كما هو مسلكنا في التحقيق وتمسكنا بعبارة: ربّ حامل فقهٍ إلى مَن هو افقه منه.

٣٤

وفي بعض الأحيان أضفنا بعض الكلمات ووضعناها بين معقوفتين، لعدم استقامة العبارة بدونها.

(4) تخريج الآيات القرانية والروايات والأَقوال حسب ما أمكن.

(5) وضع ترجمة مبسّطة لكلّ الأَعلام الواردة أسماؤهم في المتن والتأكّد من صحّتها غير الانبياء والأئمّة عليهم السّلام.

(6) التعريف بالكتب الواردة في المتن.

(7) التعريف بالفرق الواردة في المتن.

(8) التعريف بالبلدان الواردة في المتن.

(9) شرح بعض الكلمات اللغوية الصعبة من مصادر اللغة، وبعض العبارات الصعبة التى تحتاج إلى توضيح.

(10) وضع فهارس متعدّدة في آخر الكتاب، تسهيلاً للمراجع.

وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين

18 / ذي الحجّة / 1412 ه

ذكرى عيد الغدير الأغر  

فارس الحسّون تبريزيان   

٣٥

٣٦

٣٧

٣٨

٣٩

٤٠