الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٩

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 403

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 123420
تحميل: 8308


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 123420 / تحميل: 8308
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 9

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مروان ولا رضي منك إلّا بتحرّفك عن دينك وعقلك مثل جمل الظعينة يُقاد حيث يُسار به. وقوله: أذهبت شرفك وغُلبت على أمرك. وقول عمّار: امضوا معي عباد الله إلى قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله.

وقول عمرو بن العاص لعثمان: ركبت بهذه الاُمَّة نهابير من الامور فركبوها منك ومِلت بهم فمالوا بك، اعدل أو اعتزل.

وقول سعد بن أبي وقاص: لكن عثمان غيَّر وتغيَّر، وأحسن وأساء.

وقول مالك الأشتر: الخليفة المبتلى الخاطئ الحائد عن سُنَّة نبيِّه، النابذ لحكم القرآن وراء ظهره.

وقول صعصعة بن صوحان له: ملت فمالت اُمَّتك، اعتدل يا أمير المؤمنين! تعتدل اُمَّتك.

وقول هاشم المرقال: إنَّما قتله أصحاب محمّد وقرَّاء الناس حين أحدث أحداثاً وخالف حكم الكتاب.

وقول عبد الرَّحمن العنزي: هو أوَّل من فتح أبواب الظلم، وارتج أبواب الحقِّ.

وقول أصحاب حجر بن عدي: هو أوَّل من جار في الحكم، وعمل بغير الحقِّ.

وقول الصحابة له: بلونا منك من الجور في الحكم، والأثرة في القسم، والعقوبة للأمر بالتبسط من الناس.

وقول نائلة بنت الفرافصة زوجته له: إتّق الله وحده لا شريك له، واتَّبع سنّة صاحبيك من قبلك.

إلى كلمات كثيرة لاُمّة كبيرة من الصحابة مرَّت في هذا الجزء، فنزول الآية الكريمة في عثمان لا تساعده تلكم الأقوال، وتضادّه سيرته المعروفة، هكذا يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظّاً ممّا ذُكّروا به.

٤٥ - أخرج ابن عساكر كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١١٠ عن ابن عبّاس انَّه قال: لو لم يطلب النّاس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السَّماء. وذكره القرماني في أخبار الدول هامش الكامل ١: ٢١٤.

قال الأميني: للباحث أن يُسائل راوي هذه المزعمة المرسلة المعزوَّة إلى حبر

٣٦١

الاُمّة عن أنَّ الطلب بدم عثمان هل كان أمراً مشروعاً يرتضيه الله ورسوله؟ أو كان غير ذلك؟ فإن كان الأوَّل؟ فلماذا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعهد إلى عليّ أمير المؤمنين أن يقاتل الناكثين والقاسطين الطالبين بدم عثمان؟ ويحثُّ عيون أصحابه على مناصرتهعليه‌السلام متى واثبه القوم؟ ويحذّر مناوئيه في المقامين وينهاهم عن قتالهعليه‌السلام ، ويصفهم بالظلم إن فعلوا؟ راجع الجزء الثالث ص ١٨٨ - ١٩٥ ط ٢.

ولماذا كان مولانا أمير المؤمنين يناضلهم، فضلاً عن إشتراكه معهم في الطلب؟ ولا يسلّم إليهم قتلة عثمان وآواهم؟ وهو الذي يدور الحقٌّ معه حيثما دار، وهو مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتّى يردا على النبيِّ الحوض(١) .

وكيف كانت الصحابة العدول يقاتلون معهعليه‌السلام الثائرين بدم عثمان؟ وفي يوم الجمل تحت رايته عيون الصحابة ووجهاء الاُمَّة، وفي صفِّين شهد معه الإمامان السبطان الحسنان وممَّن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة مائتان وخمسون كما في مستدرك الحاكم ٣: ١٠٤ ويقال: ثمانمائة نفس فقتل منهم ثلاثمائة وستون نفساً(٢) وكان معه ثمانون بدريّاً على رواية ابن ديزيل والحاكم(٣) وجاء في خطبة سعيد بن قيس: سبعون بدريّاً(٤) وفي كلام لمالك الأشتر: قريب من مائة بدريّ(٥) ومن اُولئك الصحابة وفي مقدّمهم البدريُّون:

١ - اُسيد بن ثعلبة الأنصاري. بدريٌّ.

٢ - ثابت بن عبيد الأنصاري. بدريُّ قتل بصفِّين.

٣ - ثعلبة بن قيظي بن صخر الأنصاري. بدريٌّ.

٤ - جبر بن أنس بن أبي زريق. بدريٌّ.

٥ - جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي. بدريٌّ.

٦ - الحارث بن حاطب بن عمرو الأنصاري الأوسي. بدريٌّ.

____________________

١ - راجع ما ذكرناه فى الجزء الثالث ص ١٧٦ - ١٨٠ ط ٢.

٢ - الاستيعاب فى ترجمة عمار، الاصابة ٢: ٣٨٩.

٣ - مستدرك الحاكم ٣ ص ١٠٤، تاريخ ابن كثير ٧: ٢٥٤.

٤ - كتاب صفين لابن مزاحم ص ٢٦٦، شرح ابن أبى الحديد ١: ٤٨٣.

٥ - كتاب صفين لابن مزاحم ص ٢٦٨، شرح ابن أبى الحديد ١: ٤٨٤.

٣٦٢

٧ - الحارث بن النعمان بن اُميَّة الأنصاري الأوسي. بدريٌّ.

٨ - حصين بن الحارث بن المطلب القرشي. بدريٌّ.

٩ - خالد بن زيد بن كليب أبو أيُّوب الأنصاري. بدريٌّ.

١٠ - خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الأنصاري الأوسي. بدريٌّ قُتل بصفّين.

١١ - خليفة - ويقال: عليفة - بن عدي بن عمرو البياضي. بدريٌّ.

١٢ - خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي. بدريٌّ.

١٣ - ربعي بن عمرو الأنصاري. بدريٌّ.

١٤ - رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الخزرجي. بدريٌّ.

١٥ - زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي البلوي. بدريٌّ.

١٦ - جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري السلمي. بدريٌّ.

١٧ - خباب بن الأرت أبو عبد الله التميمي. بدريٌّ.

١٨ - سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري الأوسي. بدريٌّ.

١٩ - سماك بن - أوس بن - خرشة الأنصاري الخزرجي. بدريٌّ.

٢٠ - صالح الأنصاري. بدريٌّ.

٢١ - عبد الله بن عتيك الأنصاري. بدريٌّ.

٢٢ - عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود الأنصاري. بدريٌّ.

٢٣ - عمّار بن ياسر المطيَّب الطيِّب الشهيد بصفِّين. بدريٌّ.

٢٤ - عمرو بن أنس الأنصاري الخزرجي. بدريٌّ.

٢٥ - عمرو بن الحمق الخزاعي الكعبي. بدريٌّ.

٢٦ - قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي. بدريٌّ.

٢٧ - كعب بن عامر السعدي. بدريٌّ.

٢٨ - مسعود بن أوس بن أصرم الأنصاري. بدريٌّ.

٢٩ - أبو الهيثم مالك بن التيهان البلوي المستشهد بصفِّين. بدريٌّ.

٣٠ - أبو حبة عمرو بن غزيَّة. بدريٌّ.

٣١ - أبو عمرة بشر بن عمرو بن محصن الأنصاري المستشهد بصفِّين. بدريٌّ.

٣٦٣

٣٢ - أبو فضالة الأنصاري استشهد بصفِّين. بدريٌّ.

٣٣ - أبو محمّد الأنصاري. بدريٌّ.

٣٤ - أ بو بردة هاني بن نيار - ويقال: نمر - بدريٌّ.

٣٥ - أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد الأنصاري السلمي. بدريٌّ.

٣٦ - أسود بن عيسى بن أسماء التميمي.

٣٧ - أشعث بن قيس الكندي كان أميراً على الميمنة يوم صفِّين.

٣٨ - أنس بن مدرك أبو سفيان الخثعمي.

٣٩ - الأحنف بن قيس أبو بحر التميمي السعدي.

٤٠ - أعين بن ضبيعة الحنظلي. أحد الاُمراء بصفِّين.

٤١ - بريد الأسلمي. قتل بصفِّين وفيه يقول أمير المؤمنين:

جزى الله خيراً عصبةً أسلميَّةً

حسان الوجوه صرّعوا حول هاشمِ

بريدٌ وعبد الله منهم ومنقذ

وعروة ابنا مالك في الأكارمِ

٤٢ - البراء بن عازب الأنصارى الخزرجي.

٤٣ - بشر - بشير - بن أبي زيد الأنصاري.

٤٤ - بشير بن أبي مسعود الأنصاري.

٤٥ - ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري.

٤٦ - جارية بن زيد المستشهد بصفِّين.

٤٧ - جارية بن قدامة بن مالك التميمي السعدي.

٤٨ - جبلة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري.

٤٩ - جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاري.

٥٠ - جندب بن زهير الأزدي الغامدي كان من اُمراء الجيش بصفِّين.

٥١ - جندب بن كعب العبدي أبو عبد الله الأزدي الغامدي.

٥٢ - الحارث بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي.

٥٣ - حازم بن أبي حازم الأحمسي المستشهد بصفِّين.

٥٤ - الحبشي بن جنادة نصر السلولي.

٣٦٤

٥٥ - الحجّاج بن عمرو بن عزيّة الأنصاري.

٥٦ - حجر بن عدي الكندي المعروف بحجر الخير، كان من الاُمراء يوم صفِّين.

٥٧ - حجر بن يزيد بن مسلمة الكندي.

٥٨ - حنظلة بن النعمان الأنصاري.

٥٩ - حيّان بن أبجر الكناني.

٦٠ - خالد بن أبي خالد الأنصاري.

٦١ - خالد بن أبي دجانة الأنصاري.

٦٢ - خالد بن المعمر بن سليمان السدوسي كان من اُمراء عليّ يوم صفِّين.

٦٣ - خالد بن الوليد الأنصاري، كان ممَّن اُبلى بصفِّين.

٦٤ - خرشة بن مالك بن جرير الأودي.

٦٥ - رافع بن خديج بن رافع الأنصاري الخزرجي الحارثي.

٦٦ - ربيعة بن قيس العدواني.

٦٧ - ربيعة بن مالك بن وهيل النخعي.

٦٨ - زبيد بن عبد الخولاني شهد صفِّين مع معاوية وكانت معه الراية فلمّا قُتل عمّار تحوَّل إلى عسكر عليّعليه‌السلام أخذاً بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عمّار تقتله الفئة الباغية.

٦٩ - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الكعبي الخزرجي.

٧٠ - زيد بن جارية الأنصاري.

٧١ - زيد بن حيلة - بالمهملة والياء ويقال: بالمعجمة والموحَّدة -.

٧٢ - زياد بن حنظلة التميمي.

٧٣ - سعد بن الحارث بن الصمة الأنصاري استشهد يوم صفِّين.

٧٤ - سعد بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي.

٧٥ - سعد بن مسعود الثقفي عمّ المختار بن أبي عبيد.

٧٦ - سليمان بن صرد بن أبي الجون أبو المطرف الخزاعي، كان أميراً على رجَّالة الميمنة يوم صفِّين.

٧٧ - سهيل بن عمرو الأنصاري، قتل بصفِّين مع عليّعليه‌السلام .

٣٦٥

٧٨ - شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس.

٧٩ - شبيب بن عبد الله بن شكل المذحجي.

٨٠ - شريح بن هاني بن يزيد بن نهيك أبو المقدام الحارثي.

٨١ - شيبان بن محرث.

٨٢ - صدى بن عجلان بن الحارث أبو أمامة الباهلي.

٨٣ - صعصعة بن صوحان العبدي.

٨٤ - صفر بن عمرو بن محصن. وقُتل بصفِّين.

٨٥ - صيفي بن ربعي بن أوس.

٨٦ - عائذ بن سعيد بن زيد بن جندب المحاربي الجسري. المستشهد بصفَين.

٨٧ - عائذ بن عمرو الأنصاري.

٨٨ - عامر بن واثلة بن عبد الله أبو الطفيل الليثي.

٨٩ - عبد الله الأسلمي ممَّن استشهد بصفّين وأثنى عليه مولانا أمير المؤمنين كما مرَّ ص ٣٦٤.

٩٠ - عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي. قُتل بصفّين.

٩١ - عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم. كان على الميسرة يوم صفّين.

٩٢ - عبد الله بن خراش أبو يعلى الأنصاري.

٩٣ - عبد الله بن خليفة البولاني الطائي.

٩٤ - عبد الله بن ذباب بن الحارث المذحجي.

٩٥ - عبد الله بن الطفيل بن ثور بن معاوية البكائي.

٩٦ - عبد الله بن كعب المرادي، قُتل يوم صفّين وكان مِن أعيان أصحاب أمير المؤمنين.

٩٧ - عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري الأوسي.

٩٨ - عبد الرَّحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء يوم صفّين.

٩٩ - عبد الرَّحمن بن حسل الجمحي. قتل بصفِّين.

١٠٠ - عبيد بن خالد السلمي.

٣٦٦

١٠١ - عبيد الله بن سهيل الأنصاري.

١٠٢ - عبيد بن عازب أخو البراء بن عازب.

١٠٣ - عبيد بن عمرو السلماني أبو عمرو صاحب ابن مسعود.

١٠٤ - عبد خير بن يزيد بن محمَّد الهمداني. من كبار أصحاب الإمامعليه‌السلام .

١٠٥ - عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي.

١٠٦ - عروة بن زيد الخيل الطائي.

١٠٧ - عروة بن مالك الأسلمي قتل بصفِّين وأثنى عليه الإمامعليه‌السلام كما مرَّ ص ٣٦٤.

١٠٨ - عقبة بن عامر السلمي.

١٠٩ - العلاء بن عمرو الأنصاري.

١١٠ - عليم بن سلمة الفهمي.

١١١ - عمرو بن بلال كان من المهاجرين.

١١٢ - عُمير بن حارثة الليثي.

١١٣ - عُمير بن قرة السلمي.

١١٤ - عمّار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران.

١١٥ - عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزدي.

١١٦ - الفاكه بن سعد بن جبير الأنصاري الأوسي الخطمي. قُتل بصفّين.

١١٧ - قيس بن أبي قيس الأنصاري.

١١٨ - قيس بن المكشوح أبو شدّاد المرادي. من شهداء صفّين.

١١٩ - قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي.

١٢٠ - كرامة بن ثابت الأنصاري.

١٢١ - كعب بن عمر أبو زعنة.

١٢٢ - كميل بن زياد النخعي، يقال: أدرك من الحياة النبويّة ثماني عشرة سنة وكان شريفاً مطاعاً ثقة. الإصابة ٣: ٣١٨.

١٢٣ - مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعى الأشتر.

١٢٤ - مالك بن عامر بن هاني بن خفاف الأشعري.

٣٦٧

١٢٥ - محمَّد بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء صفِّين.

١٢٦ - محمَّد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي يقال: قُتل بصفِّين.

١٢٧ - مخنف بن سليم بن الحرث بن عوف بن ثعلبة الأزدي الغامدي، كان على راية الأزد بصفِّين.

١٢٨ - معقل بن قيس الرياحي التميمي اليربوعي.

١٢٩ - المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي.

١٣٠ - منقذ بن مالك الاسلمي أخو عروة بن مالك ممَّن استشهد بصفِّين كما مرَّ في شعر مولانا أمير المؤمنين ص ٣٦٤.

١٣١ - المهاجر بن خالد بن المخزومي. استشهد بصفِّين.

١٣٢ - نضلة بن عبيد الأسلمي أبو بريزة.

١٣٣ - النعمان بن عجلان بن النعمان الأنصاري الزرقي.

١٣٤ - هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال. كان صاحب الراية واستشهد بصفِّين

١٣٥ - هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية الجعفي. كان من اُمراء عليّعليه‌السلام .

١٣٦ - وداعة بن أبي زيد الأنصاري.

١٣٧ - يزيد بن الحويرث الأنصاري.

١٣٨ - يزيد بن طعمة بن جارية بن لوذان الأنصاري الخطمي.

١٣٩ - يعلى بن اُميَّة بن أبي عبيدة بن همام بن الحرث التميمي الحنظلي. يقال: انَّه قُتل بصفِّين.

١٤٠ - يعلى بن عمير بن يعمر بن حارثة بن العبيد النهدي.

١٤١ - أبو شمر بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثمَّ الأبرهي قتل مع عليّعليه‌السلام بصفِّين.

١٤٢ - أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرّحمن.

١٤٣ - أبو جحيفة السوائي.

١٤٤ - أبو عثمان الأنصاري.

١٤٥ - أبو الورد بن قيس بن فهر الأنصاري.

_٢٣_

٣٦٨

والإمام أمير المؤمنين قد أتمَّ الحجَّة يوم الجمل على طلحة بما أسلفناه في الجزء الاوَّل ص ١٨٦، ١٨٧ ط ٢، وعلى الزبير بما مرَّ في ج ٣ ص ١٩١ ط ٢ وما قاتلهما إلّا بعد إقامة الحجَّة عليهما، ودحض أعذارهما المفتعلة، فما وجدهما مخبتين إلى الحقّ مصيخين إلى ما اعترفا به من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان موقفهما موقف المستهزء اللاعب بالدين الحنيف، جاء رجلٌ إلى طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة فقال: نشدتكما بالله في مسيركما أعهد إليكما فيه رسول الله شيئاً؟ فقام طلحة ولم يجبه، فناشد الزبير فقال: لا، ولكن بلغنا انَّ عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها(١) .

ولَمّا بايع أهل البصرة الزبير وطلحة قال الزبير: ألا ألف فارس أسير بهم إلى عليّ فإمّا بيّته وإمّا صبّحته لعليّ أقتله قبل أن يصل الينا؟ فلم يجبه أحد. فقال: إنَّ هذه لهي الفتنة التي كنّا نحدِّث عنها. فقال له مولاه: أتسميِّها فتنةً وتقاتل فيها؟ قال: ويحك إنّا نُبصر ولا نَبصر، ما كان أمر قطّ إلّا علمت موضع قدمي فيه غير هذا الأمر فإنِّي لا أدري أمقبلٌ أنا فيه أم مدبرٌ(٢) .

وقد تحقّق يوم ذاك ما كان يحذر منه عمر بن الخطاب وصدَّق الخُبر الخَبر، قال عبد الله بن عمر: جاء الزبير إلى عمر فقال لعمر: إئذن لي أخرج فاُقاتل في سبيل الله. قال: حسبك قد قاتلت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانطلق الزبير وهو يتذمر فقال عمر: مَن يعذرني من أصحاب محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ لولا أنِّي أمسك بفم هذا الشغب لأهلك اُمَّة محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

أللهمَّ ما كان ذنب حكيم بن جبلة وسبعين أبرياء آخرين من عبد القيس قتلهم طلحة والزبير قبل وقوع الواقعة بعد ما نادى مناديهما بالبصرة: ألا من كان فيهم من قبائلكم أحد ممّن غزا المدينة فليأت بهم فجئ بهم كما يُجاء بالكلاب فقتلوا. قال: حكيم بن جبلة لقد أصبحتم وإنَّ دماءكم لنا لحلالٌ بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله عزَّ وجلَّ؟ بما تستحلون سفك الدماء؟ قال ابن الزبير: بدم عثمان بن عفّان رضي الله عنه، قال: فالّذين قتلتموهم قتلوا عثمان؟ أما تخافون مقت الله؟ فقال له عبد الله بن الزبير:

____________________

١ - تاريخ الطبرى ٥: ١٨٣.

٢ - تاريخ الطبرى ٥: ١٨٣.

٣ - تاريخ بغداد ٧: ٤٥٣.

٣٦٩

لا نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلّي سبيل عثمان بن حنيف حتّى يخلع عليّاً فقُتل حكيم بن جبلة وسبعون رجلاً من عبد القيس(١) .

فعلى الرجلين وامِّهما دم ستة آلاف أو يزيدون قتلى تلك الحرب الدامية، ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنَّم خالداً فيها. ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنَّما قتل الناس جميعاً. ولنعم ما قال فتى بني سعد يوم ذاك:

صُنتم حلائلكم وقُدتم اُمّكم

هذا لعمرك قلّة الإنصافٍ

اُمرتْ بجرِّ ذيولها في بيتها

فهوت تشقُّ البيد بالايجافٍ

غرضاً يقاتل دونها أبناؤها

بالنبل والخطيِّ والأسيافِ

هُتكت بطلحة والزبير ستورها

هذا المخبِّر عنهمُ والكافي(٢)

ولم يكن حول الجمل إلّا حُثالة من ذنابا الناس أهل الشرَه والترَه - من ضبَّة والأزد - الّذين كانوا يلتقطون بعر الجمل ويفتُّونها ويشمُّونها ويقولون: بعر جمل اُمِّنا ريحه ريح المسك. يأتي حديثه في مستقبل الأجزاء إنشاء الله. كما لم يكن في جيش معاوية إلّا ساقة الناس ورعائهم الَّذين وصفهم مولانا أمير المؤمنين بقوله يوم ذاك: انفروا إلى بقيّة الأحزاب، انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله إنّا نقول: صدق الله ورسوله. و يقولون: كذب الله ورسوله(٣) :

وقال سيِّدنا قيس بن سعد في كلام له: هل ترى مع معاوية إلّا طليقاً أعرابيّاً أو يمانيّاً مستدرجا؟(٤) .

وفي كلام لسيِّدنا عمّار بن ياسر: إنَّ مراكزنا على مراكز رايات رسول الله يوم بدر ويوم اُحد ويوم حنين، وإنَّ هؤلاء مراكز رايات المشركين من الأحزاب(٥) وفي مقال لسيِّدنا مالك الأشتر: أكثر ما معكم رايات قد كانت مع رسول الله، و مع معاوية رايات قد كانت مع المشركين على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما يشكُّ في قتال

____________________

١ - تاريخ الطبرى ٥: ١٨٠، ١٨٢، ١٨٣.

٢ - تاريخ الطبري ٥: ١٧٦:

٣ - أخرجه البزار باسنادين كما فى مجمع الزوايد للحافظ الهيثمي ٧: ٢٣٩.

٤ - استدرجه: خدعه وأدناه.

٥ - كتاب صفين لابن مزاحم ص ٣٦٣، شرح ابن ابى الحديد ١: ٥٠٦.

٣٧٠

هؤلاء إلّا ميت القلب(١) .

ولم تكن الغايات في حرب معاوية تخفى على أيِّ أحد حتّى على النساء في خدورهنَّ فهي كما قالت اُمّ الخير بنت الحريش: إنّها إحنٌ بدريَّةٌ، وأحقادٌ جاهليَّةٌ، و ضغائن اُحديَّة، وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك ثارات بني عبد شمس، قاتلوا أئمَّة الكفر إنَّهم لا ايمان لهم لعلّهم ينتهون(٢) .

وكيف يكون هذا الطلب مشروعاً والذين وتروا عثمان هم الصحابة العدول كلّهم حتّى أنَّ طلحة كان أشدَّ الناس عليه، وحسب مروان انَّه أخذ منه ثاره برمية منه جرَّعته المنيَّة. وقد تثبَّط معاوية عن نصرته حتّى قتلوه؟.

وإن كانت النهضة بثارات عثمان غير مشروعة يمقتها الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - كما هو المتسالم عليه عند وجوه السلف - فكيف يُدرأ بها العذاب عمّن قام بها؟

ولو صدقت الأحلام لوجب أن يكون أصحاب الجمل مكلوئين عن كلِّ سوء لكن عوضاً عن ذلك وافاهم العذاب من شتَّى النواحي وقُتِّلوا تقتيلا، وقطع الله أيدي الذين أخذوا بزمام الجمل حتّى وردوا الهلكة صاغرين.

وأمَّا معاوية فسل عنه ليلة الهرير ويومه فقد قُتل فيهما سبعون ألف قتيل ٤٥ ألفاً من أهل الشام و ٢٥ ألفاً من أهل العراق(٣) وهل استمرَّ على الطلب بالثار لمـَّا تمهَّد له عرش الملك؟ أو أنَّه اقتنع بالحصول على سُلطة غاشمة وملك عضوض؟.

نعم: حصر هو تعقيبه بالأبرياء شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام فقتلهم أينما ثقفهم تحت كلِّ حجر وشجر، وأمّا ثار عثمان فلم ينبس عنه بعدُ ببنت شفة فضلاً عن أن يثأر له ولم يُرم بالحجارة، فدونك تاريخ معاوية، فاقرأ واحكم.

٤٦ - أخرج الخطيب في تاريخه ١٢: ٣٦٤ من طريق أحمد بن محمَّد بن المغلس الحماني عن أبي سهل الفضل بن أبي طالب عن عبد الكريم بن روح البزاز عن أبيه روح

____________________

١ - كتاب صفين لابن مزاحم ص ٢٦٨، شرح ابن أبى الحديد ١: ٤٨٤.

٢ - بلاغات النساء ص ٣٦، العقد الفريد ١: ١٣٢، نهاية الأرب ٧: ٢٤١، صبح الأعشى ١: ٢٤٨.

٣ - كتاب صفين لابن مزاحم ص ٥٤٣، تاريخ ابن كثير ٧: ٢٧٤، ٣١٢، فتح البارى ١٣: ٧٣.

٣٧١

ابن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش الأموي مولاهم البصري عن أبيه عنبسة(١) عن جدَّته « لأبيه » اُمّ عياش وكانت أمة لرقيَّة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ما زوَّجت عثمان اُم كلثوم إلّا بوحي من السَّماء.

قال الأميني: لا تعجب من اخراج الخطيب هذا الحديث المرمَّع وسكوته عن علله فانَّه أسير صبابته إلى هوى آل اُميَّة، وقد أعمته عن آراء رجال الجرح والتعديل في أحمد بن محمَّد، وأنسته ما ذكره هو في ترجمة الرجل، قال ابن عدي: ما رأيت في الكذّابين أقلّ حياءً منه. وقال ابن قانع: ليس بثقة. وقال ابن أبي الفوارس، كان يضع الحديث وقال ابن حبّان: راودني أصحابنا على أن أذهب إليه فأسمع منه، فأخذت جزءا لأنتخب فيه فرأيته حدَّث عن يحيى.. إلخ. وعن هنّاد. إلخ فعلمت أنَّه يضع الحديث. وقال الدارقطني: كان يضع الحديث. وقال الحاكم: روى عن القعنبي ومسدّد وابن أبي اويس وبشر بن الوليد أحاديث وضعها. وقد وضع ايضاً المتون مع كذبه في لقى هؤلاء. وقال الخطيب نفسه: حدَّث عن أبي نعيم وغيره بأحاديث أكثرها باطلة هو وضعها. وحكى عن بشر بن الحارث ويحيى بن معين وعليّ بن معين وعليّ ابن المديني أخباراً جمعها بعد أن وضعها في مناقب أبي حنيفة. وقال الدار قطني ايضاً: مناقب أبي حنيفة موضوعة كلّها وضعها أحمد بن المغلس الحماني قرأته غير مرَّة. إلى كلمات آخرين(٢) .

وفي الإسناد: عبد الكريم بن روح أبو سعيد البصري، قال أبو حاتم: مجهولٌ. وقال عمرو بن رافع: دخلت عليه ولم أسمع منه ويقال: إنَّه متروك الحديث. وقال ابن حبّان: يخطئ ويخالف. وضعّفه ابن أبي عاصم والدار قطني(٣) أضف اليه في الجهالة أباه وجدَّه وجدَّته، راجع ميزان الإعتدال للذهبي والخلاصة لابن الجزري.

و أخرجه ابن عدي من طريق عمير بن عمران الحنفي وعدَّه من بواطيله واقرَّه الذهبي وابن حجر، وقال ابن عدي: والضعف على روايته بيِّن، وقال العقيلي: في حديثه وهمٌ غلط. « لسان الميزان ٤: ٣٨٠ »

____________________

١ - فى النسخة: عن ابيه عن عنبسة. والصحيح ما ذكرناه.

٢ - راجع المصادر المذكورة فى الجزء الخامس ص ٢١٦ ط ٢.

٣ - تهذيب التهذيب ٦: ٣٧٢.

٣٧٢

نعم: أنا لا أشكُّ في أنَّ كلَّ ما فعله النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو لهج به إنَّما هو عن وحي منزل من السَّماء فإنَّه لا ينطق على الهوى إن هو إلّا وحيٌ يوحى، غير أنّ المصلحة في الايحاء تختلف باختلاف الموارد، فليس كلُّ صِلة منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو برّ تدلُّ على فضيلة في المبرور فانَّها قد تكون لإتمام الحجَّة عليه، كما أنَّها في المقام لإيقاف الملأ الدينيِّ على أنَّ العداء المحتدم في صدور العبشميِّين على بني هاشم لاُ يزيحه أيُّ عطف وصِلة فإنَّه لا برَّ أوصل من المصاهرة ولا سيما ببضعة النبوَّة، لكن: هل قدَّر ذلك زوج امِّ كلثوم؟ أو انِّه اقترف ليلة وفاتها(١) ولم يكترث للإنقطاع عن شرف النبوَّة، حتى أهانه رسول العظمة بملأ من الأشهاد، وحرَّم عليه الدخول في قبرها وهو في الظاهر أولى الناس بها بعد أبيها؟

ولعلَّ كل صهر أو مواصلة وقع بين بني هاشم والأمويِّين كان من هذا الباب، حاول الهاشميّون وفي مقدِّمهم مشرّفهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تخفيض نائرة الإِحن وتصفية القلوب من الضغائن، لكن هل حصَّلوا على الغاية المتوخّاة؟ أو انكفؤا على حدِّ قول القائل:

لقد نفختُ في جُذىً مشبوبةٍ

وقد ضربتُ في حديد باردِ؟

ولولا هذه المصاهرة وأمثالها لطالت الألسنة على الهاشميِّين لسبق، المهاجرة والقطيعة بين الفريقين، وحملوا كلَّ ما وقع بينهما على تلكم السوابق، لكن الفئة الصالحة رُوّاد إصلاح درأوا عن أنفسهم هاتيك الشُبه بضرائب هذه المواصلات، وعرَّفوا الناس إنَّ العقارب لُسَّبٌ من ذاتها، فلا يُجدي معها أيُّ لين وزلفة.

ولعلّك هاهنا تجد الميزة بين الصهرين مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام وصاحب سيِّدتنا امّ كلثوم، وتعليم سيرة الإمام مع الصدِّيقة الطاهرة حتَّى قضت نحبها وهي عنه راضية، كما أنَّه فارقها وهو عنها راضٍ، وغادر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الدنيا وسلم وهو راضٍ عنهما.

وانظر إلى آخر يوميهما هذا يقترف ليلة وفاة امّ كلثوم ما لا يرضي الله ورسوله ولا يهمّه فراقها ولا يشغله الهمُّ بالمصيبة وانقطاع صهره من النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المقارفة، وذلك يندب الصدِّيقة الطاهرة ويطيل بكاءه عليها وهو يقول: السَّلام عليك يا رسول الله! عنِّي وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك، قلَّ يا رسول الله! عن

____________________

١ - مرّ حديثه في الجزء الثامن ص ٢٣١ - ٢٣٤ ط ٢

٣٧٣

صفيَّتك صبري، ورقَّ عنها تجلّدي، إلّا أنَّ لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزّ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك، فإنّا لِلّه وإنّا إليه راجعون، فقد استرجعت الوديعة، واُخذت الرهينة، أمّا حزني فسرمد، وأمَّا ليلي فمسهَّد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وستنبئك إبنتك بتضافر اُمَّتك على هضمها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال هذا، ولم يطل العهد، ولم يخلق منك الذكر، والسَّلام عليكما، سلام مودِّع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملامة وإن اُقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين. ثمّ تمثَّل عند قبرها فقال:

لكلِّ اجتماع من خليلين فرقةٌ

وكلُّ الذي دون الممات قليلُ

وإنَّ افتقادي واحداً بعد واحد(١)

دليلٌ على أن لا يدوم خليلُ(٢)

٤٧ - أخرج الأزدي عن عبد الواحد بن عثمان بن دينار الموصلي عن المعافي بن عمران الثوري عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعثمان: أنت من أصهاري وأنصاري، وعهد عهده إليَّ ربّي إنَّك معي في الجنّة.

قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الواحد ٢: ١٥٨: خبرٌ باطلٌ ذَكره الأزدي.

٤٨ - أخرج الطبراني قال: حدَّثنا بكر بن سهل قال: ثنا محمَّد بن عبد الله بن سليمان الخراساني عن عبد الله بن يحيى الإسكندراني ثنا ابن المبارك عن معمَّر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لَمّا طعن عمر وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته فقالت: يا أبت! إنَّ النّاس يقولون: إنَّ هؤلاء القوم الذين جعلتهم في الشورى ليسوا برضي. فقال: أسندوني. فأسندوه فقال: عسى أن تقولوا في عثمان سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: يموت عثمان يصلّي عليه ملائكة السَّماء. قلت: لعثمان خاصّة أو للنّاس عامَّة؟ قال: بل لعثمان خاصّة. الحديث بطوله لكلِّ واحد من الستَّة أصحاب الشورى منقبة(٣) .

قال الذهبي في الميزان: حديثٌ موضوعٌ. وقال ابن حجر في اللسان: الوضع عليه ظاهرٌ.

____________________

١ - وفى لفظ: وإن افتقادى فاطمّا بعد أحمد.

٢ - راجع اعلام النساء ٣: ١٢٢٢.

٣ - لسان الميزان ٥، ٢٢٦.

٣٧٤

قال الأميني: بكر بن سهل الدمياطي ضعَّفه النسائي، كما ذكره الذهبي، و في لسان الميزان: ومن وضعه قوله: بكرت يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمان ختمات. ثمَّ قال: فاسمَع إلى هذا وتعجَّب. وقال مسلمة بن قاسم: تكلّم النّاس فيه ووضَّعوه من أجل الحديث الذي حدَّث به عن سعيد بن كثير(١) وفي الإسناد محمّد بن عبد الله مجهولٌ لا يُعرف.

٤٩ - أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه ١١: ١٦٩ من طريق عيسى بن محمَّد بن منصور الاسكافي عن شعيب بن حرب المدائني عن محمّد الهمداني قال حدَّثنا شيخٌ في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - عن النعمان بن بشير قال: كنّا عند عليِّ بن أبي طالب فذكروا عثمان فقال علىٌّ: إنَّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى اولئك عنها مبعدون. هم عثمان وأصحاب عثمان، وأنا من أصحاب عثمان.

قال الأميني: لنا أن نسائل الخطيب عن عيسى بن محمّد بن منصور الاسكافي مَن هو؟ وما محلّه من الإعراب؟ وهو الذي ترجمه هو ولا يعرف منه إلّا إسمه، ونسائله عن محمّد الهمداني وعن شيخه الذي لم يسمّه هو ولا غيره كأنَّه لم يكن ولم يولد، وعن النعمان بن بشير، مَن هو؟ وما خطره؟ وما قيمة روايته؟ وهو الخارج على إمامه يوم صفّين ومحاربه في صفِّ الطغام الطغاة، وهو الذي عرَّفه قيس بن سعد الأنصاري يوم ذاك بقوله له: وأنت والله الغاشّ الضالّ المضلّ، وهو القائل لقيس: لو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليّاً لكانت واحدة بواحدة، لكنّكم خذلتم حقّاً ونصرتم باطلاً.

وهلّا عليٌّ هذا هو الذي سأله عثمان أيّام حوصر أن يخرج إلى ينبع حتى لا يغتمَّ به ولا يغتمّ به عليٌّ؟ وهلّا هو ذلك القائل: والله الذي لا إله إلّا هو ما قتلته، ولا مالأت على قتله ولا ساءني؟ والقائل: ما أحببت قتله ولا كرهته، ولا أمرت به ولا نهيت عنه، ولا سرَّني ولا ساءني؟.

والقائل لِأصحابه يوم صفِّين: انفروا إلى مَن يقاتل على دم حمّال الخطايا، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة انّه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة لا ينقص أوزارهم شيئاً؟.

____________________

١ - ميزان الاعتدال ٣، ٨٤، لسان الميزان ٢، ٥٢، و ج ٥: ٢٢٦

٣٧٥

وهلّا هو الكاتب إلى أهل مصر بقوله: إلى القوم الذين غضبوا لِلَّه حين عُصي في أرضه، وذهب بحقّه، فضرب الجور سرادقه على البرِّ والفاجر. الخ؟.

وهلّا هو ذلك الذي لم يشهد لعثمان انّه قُتل مظلوماً؟ كما مرَّ حديثه(١) .

وهلّا هو ذلك الخطيب القائل في خطبته الشقشقيّة: إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه؟ إلى آخر ما مرَّ ج ٧: ٨١.

وما شأن أصحاب عثمان وفيهم مثل عليّ - أخذاً بهذه الرواية - لا يوجد له منهم ناصرٌ؟ ولا يُسمع من أحدهم فأمره ركزٌ؟ ولا ينبس أيٌّ منهم في الدفاع عنه ببنت شفة؟ والرجل قُتل بين ظهرانيهم جهراً، واُلقيت جثَّته في المزبلة ثلاثة أيّام تجري عليه العواصف، ثَّم دُفن بأثوابه في مقابر اليهود، ينادى عليه بذلِّ الإستخفاف، وقد أخذت الحجارة مجهِّزيه، وطمُّوا جثمانه خائفين مترقِّبين، فمن أظلم ممَّن افترى على الله كذباً ليضل النّاس بغير علم، والله يعلم انّهم لَكاذبون.

٥٠ - إنَّ عثمان بن عفّان رأى درع عليّ رضي الله عنه يُباع بأربع مائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان: هذا درع عليّ فارس الإسلام لا يُباع أبداً فدفع لغلام عليّ أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك وردَّ الدرع معه، فلمّا أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس في كلِّ كيس أربعمائة درهم مكتوبٌ على كلِّ درهم: هذا درهم ضرب الرَّحمن لعثمان بن عفّان. فأخبر جبريل النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك فقال: هنيئاً لك يا عثمان!.

قال الأميني: ذكر الحلبي في سيرته ٢: ٢٢٨ عن فتاوى جلال الدين السيوطي انَّه سُئل عن صحّة هذه الرواية فأجاب بأنّها لم تصحّ. فقال اي وهي تصدِّق بأنَّ ذلك لم يرد فهو من الكذب الموضوع. ه‍. ومرَّ في الجزء الخامس في سلسلة الموضوعات ص ٣٢٢ ط ٢ قول ابن درويش الحوت: إنّه كذب شنيعٌ.

(ختام المناقب) قال الجرداني في مصباح الظلام ٢: ٢٩: فائدةٌ: مَن كتب هذه الأسماء وغسل بها وجهه فانّه لا يعمى: ومَن كتبها وشربها على الريق لا ينسى، ومَن كتبها وشربها لا يعجز عن النساء، وهم عثمان بن عفّان. معاذ بن جبل. عبد

____________________

١ - تجد هذه الأحاديث فى خذا الجزء ٦٩ - ٧٧.

٣٧٦

الرَّحمن بن عوف. زيد بن ثابت. اُبيّ بن كعب. طلحة بن عبد الرَّحمن. تميم الداري رضي الله عنهم.

قال الأميني: فليمتحن مَن لا يخاف عن العمى والنسيان والعنن. أضف إلى هذه الأساطير أو المخازي ما مرَّ في الجزء الخامس من المناقب الموضوعة لعثمان خاصّة ص ٣١٣، ٣٢٤، ٣٢٩ ط ٢.

منتهى القول

إلى هنا نُنهي القول عن فضائل عثمان التي اختلقتها وثَّابة الشرَه ومُهملجة المطامع والشهوات في العصور الأمويّة طمعاً في رضائخ اولئك المقعين على أنقاض عرش الخلافة وأكثر هؤلاء شاميُّون أو بصريُّون الذين جُبلوا بحبّ العبشميِّين، ومناوءة سروات المجد من العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، فليس وضع تلكم الروايات عنهم ببعيد، ولعلَّ هناك من ضرائب ما ذكرناه أشياء لكن سبيلها سبيل هذه الطامَّات في الأسانيد والمتون ومنشأ الكلِّ هو المغالاة في الفضائل من غير تفهّم ولا رويّة.

ولعلَّ القوم في عذر ممّا هم عليه من عدم الأخذ بآراء الحفّاظ وأئمّة الفنِّ الواردة في باب الجرح والتعديل، وعدم إجرائها في رجال تلكم المسانيد سلسلة البلايا والطامات التي اتَّخذوها حجَّة في الفضائل، وعلّوا عليها الدعوة إلى اُناس والتخذيل عن آخرين، ولا مندوحة لاُولئك من رواية مرمّعات الحديث، الأخذ بالموضوع المختلق، لأنَّهم إن جنحوا في باب الفضائل إلى الصحيح الثابت في التاريخ والحديث فحسب، واقتصروا على ما صحَّ منها، وصفحوا عن الباطل المزيَّف، وتركوا كلَّ تلكم التلفيقات المخزية، لتبقى تلكم الصحائف السوادء بيضاء خالية فارغة عن كلِّ مأثرة و فضيلة وهذا عزيزٌ عليهم جدًّا لا يحبِّذه الحبُّ الدفين، ولا تسوِّغه العصبيّة، وإذ زيَّن لهم الشيطان أعمالهم فقد جاءوا ظلماً وزوراً، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ، ويحسون انَّهم على شيء ألا إنّهم هم الكاذبون، اُنظر كيف نبيِّن لهم الآيات أنّى يؤفكون.

٣٧٧

المغالاة فى فضائل الخلفاء الثلاثة

أبي بكر. عمر. عثمان

لقد أوقفناك على شيىء من الغلوِّ الفاحش في كلِّ فرد من هؤلاء، وعرَّفناك انَّ كلَّ ما لفَّقه القوم ورمّقه من الفضائل إنَّما هي من مرمّعات الحديث لا يساعدها المعروف من نفسيّاتهم وملكاتهم ولا يتَّفق معها ما سجَّل لهم التاريخ من أفعال وتروك، وهلمَّ الآن إلى لون آخر ممّا تمنَّته يد الإفتعال يشملهم كلّهم، ولا نكترث من ذلك إلّا لما جاء بصورة الرواية دون الأقوال والكلمات، فإنَّ رمي القول على عواهنه ممَّا لا نهاية له، وما حدت إليه الأهواء والشهوات لا تقف على حدّ، فنمرُّ بما جاء به أمثال أبناء حزم وتيميَّة والجوزي والجوزيَّة وكثير وحجر ومن لفَّ لفَّهم من السلف والخلف كراماً، فأنَّى يسع لنا التبسّط تجاه مزعمة نظراء التفتازاني وأمثاله قال في شرح المقاصد ٢: ٢٧٩: احتجَّ أصحابنا على عدم وجوب العصمة بالإجماع على إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مع الإجماع على انَّهم لم تجب عصمتهم وإن كانوا معصومين بمعنى انَّهم منذ آمنوا كان لهم ملكة اجتناب المعاصي مع التمكّن منها.

وقال أبو الثناء شمس الدين محمود الإصبهاني المتكلّم الشهير في « مطالع الأنظار » ٤٧٠: ولا يشترط فيه العصمة خلافاً للإسماعيليَّة والإثنا عشريَّة. لنا: إمامة أبي بكر والاُمّة اجتمعت على كونه غير واجب العصمة لا أقول إنّه غير معصوم. ه. وأقرَّ عصمة عثمان الحافظ نور محمّد الأفغاني في كتابه « تاريخ مزار شريف » ص ٤.

ونحن وضعنا أمامك صحائف من كتب أعمال هؤلاء المعصومين التي قضوا أكثرها على العادات الجاهليَّة، وأوقفناك على أنَّ ما طابق منها عهد الإسلام ممّا لا يمكن أن يكون صاحبه عادلاً فضلاً عن أن يُعدَّ معصوماً، وهاهنا لا نحاول أكثر من لفت نظر القارئ إلى تلكم الصحائف من غير توسُّع نكرّره، ففيما سبق في الجزء السادس والسابع والثامن من الطامّات والجنايات والأحداث والشنايع والفظايع وممّا لا تقرّره طقوس الإسلام ويشذُّ عن سنَن الكتاب والسنَّة غنى وكفاية.

وأمّا ما استنتجه التفتازاني من الإجماعين فمن أفحش أغلاطه. أمّا أوَّلاً فلمنع

٣٧٨

الإجماع في كلّ من الثلاثة فإنَّ خلافة أبي بكر إنَّما تمَّت بعد وصمات سودَّت صحيفة تاريخه، وأبقت على الاُمَّة عاراً إلى منصرم الدنيا، لا تُنسى قطُّ بمرّ الجديدين وكرِّ الملوين، إنَّما تمَّت ببيعة رجل أو رجلين أو خمسة، ومن هنا حسبوا انَّ الخلافة تنعقد برجل أو رجلين أو خمسة(١) مع تقاعد جمع كثير عنها من عمد الصحابة وأعيانهم كما فصّلناه في الجزء السابع ص ٩٣ ثمَّ لم يجمعهم مع القوم إلّا الترعيد والترعيب ومحاشد الرجال وبروق الصوارم وكان من حشدهم اللهام رجالٌ من الجنّ رموا سعد بن عبادة أمير الخزرج.

وأمّا خلافة عمر فكانت بالنصِّ من أبي بكر مع إنكار الصحابة عليه ونقدهم إيّاه بذلك. وكم اُناس كانوا يشاركون طلحة في قوله لأبي بكر: ما تقول لربّك وقد وليت علينا فظّاً غليظاً(٢) .

وأمّا عثمان فنصبته الشورى على هنات بين رجال الشورى عقد له عبد الرَّحمن بن عوف ولم يشترطوا كما قال الإيجي(٣) إجماع مَن في المدينة فضلاً عن إجماع الاُمّة نعم: عقد عبد الرَّحمن البيعة لصاحبه وسيفه مسلولٌ على رأس الإمام عليِّ بن أبي طالب قائلاَ له: بايع وإلّا ضربت عنقك. ولحقه أصحاب الشورى قائلين بايع وإلّا جاهدناك. أنساب البلاذري ٥: ٢٢.

والتمحُّل بحصول الإجماع بعد ذلك تدريجاً لا يُجديهم نفعاً، فإنَّ الخلافة قد ثبتت عندهم بالبيعة الاُولى فجاء متمِّموا الإجماع بعد ذلك على أساس موطَّد.

وأمّا ثانياً فإنَّ من الممكن على فرض التنازل مع التفتازاني أن يكون اجماعهم على خلافة الثلاثة لكونهم معصومين كما ينصُّ به هو، وأمّا الإجماع المنقول عنهم بعدم وجوب العصمة فممّا لا طريق إلى تحصيله من آراء الصحابة، فمتى سبر التفتازاني نظريّات السّلف وهم معدودون بمئات الاُلوف فعلم من نفسيّاتهم انّهم لا يرون وجوب العصمة في خلفائهم وهم رهائل أطباق الثرى؟ ومن ذا الذي كان يسعه أن يعلمها فينهيها إلى التفتازاني وهلمَّ جرّا إلى دور الصحابة؟ ومتى كانوا يتعاطون المسائل الكلاميّة ويتفاوضون

____________________

١ - راجع ما مرّ فى الجزء السابع ص ١٤١ - ١٤٣ ط ٢.

٢ - مرت كلمته في ج ٧: ١٥٢. وراجع الرياض النضرة ١: ١٨١ كنز العمال ٦: ٣٢٤.

٣ - مرّت كلمته فى الجزء السابع ص ١٤١ ط ٢.

٣٧٩

عليها فيحفي هذا خبر ذاك ثمَّ ينقله إلى ثالث إلى أن يتسلسل النقل فيشيع؟ والسابر لصحائف دور الخلافة الاُولى منذ يوم السقيفة إلى يوم الشورى لا يجد لأمر العصمة في منتديات القوم ذكراً ولا يسمع منه ركزا، وإنّما أتَّخذوا أمر الخلافة كملوكيَّة يتسنَّى لهم بها الحصول على أمن البلاد وحفظ الثغور وقطع السارق والإقتصاص من القاتل وما إلى هذه من لداتها كما فصَّلنا القول فيه تفصيلا ج ٧ ص ١٣٦ وعلى ذلك جرى العلماء والمتكلّمون فليس لهم في الشروط النفسانيّة من العلم والتقوى والقداسة أخذٌ ولا ردٌّ إلّا كلمات سلبيَّة حول إشتراطها، ومتى كانت الخلافة عند السلف إمرة دينيَّة حتى يبحثوا عن حدودها؟ ولم تكن إلّا سياسة وقتيَّة مدبَّرة بليل.

وأمّا ثالثاً: فإنّا لا نحتجُّ بالإجماع إلّا بعد ثبوت حجيّته، فإذا ثبتت فانَّها لا تختصّ بمورد دون آخر فيجب أن يكون حجَّة في الخلافتين معاً من أبي بكر وعثمان ذلك على نصبه، وهذا على استباحة قتله، والنقض بخروج ثلاثة أو أربعة من ساقة الأمويِّين أو ممَّن يمتُّ بهم ويحمل بين جنبيه نزعتهم في الإجماع على عثمان مقابلٌ بخروج اُمَّة صالحة عن الإجماع الأوَّل من أعيان الصحابة وفي طليعتهم سيِّد العترة وإمام الاُمَّة أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام والامامان الحسنان والصدِّيقة الطاهرة أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرا، إلى غيرهم من بني هاشم والعمد والدعائم من المهاجرين والأنصار، ووفاقهم الأخير مشفوعاً بالترهيب لا يُعدُّ وفاقاً ولا يكون متمِّماً للاجماع، فانَّهم كانوا مستمرِّين على آرائهم وإن ألجأتهم الظروف وحِذار وقوع الفرقة إن شهروا سيفاً وباشروا نضالاً إلى المغاضاة عن حقِّهم الواضح والمماشاة مع القوم كيفما حلّوا وربطوا، فهذا مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول بعد منصرم أيّام الثلاثة في رحبة الكوفة: أما والله لقد تقمَّصها ابن أبي قحافة، وانَّه ليعلم أنَّ محلّي منها محلُّ القطب من الرحى، ينحدر عنِّي السيل، ولا يرقى إلىَّ الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمنٌ حتّى يلقى ربَّه، فرأيت أنَّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى: أرى تراثي نهبا، حتَّى مضى الأوَّل لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطّاب بعده. ثمّ تمثَّل

٣٨٠