عمرو إلى الباب فأقبل بمن كان عليه ، فأحالوا على رجلين فقال : اضرب أعناقهما ، ثم قال : لأنهكنهما عقوبة فضربهما مائة مائة و أخرجهما من ثيابهما .
سبحان اللّه من هؤلاء يعبدون هذه المرأة من دون اللّه ؟ . . . و غرّهم في دينهم ما كانوا يفترون و لا غرو فكانوا يأخذون بعر جملها و يقولون ريح بعر جمل امّنا ريح المسك ، و قد صرّحوا بعبادتهم لها من دون اللّه .
فقال الواقدي و المدائني و غيرهما : إنّه خرج من أهل البصرة شيخ صبيح الوجه ، نبيل عليه جبّة و شيء يحض النّاس على الحرب و يقول :
يا معشر النّاس عليكم امّكم
فإنّها صلاتكم و صومكم
و أرادوا قتل أمير المؤمنين الذي هو نفس النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بنص القرآن ،
و ابنيه سيدي شباب أهل الجنّة و ريحانتي النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، و هم الذين شهد اللّه بعصمتهم و طهارتهم ، لامرأة تبرّجت تبرّج الجاهليّة الاولى ، و ضربها اللّه مثلا للذين كفروا كامرأة نوح و لوط ، فقال أبو مخنف : خرج عوف بن قطن الضبي و هو ينادي : ليس لعثمان ثار إلاّ عليّ و ولده ، و قال :
يا ام يا ام خلا مني الوطن
لا أبتغي القبر و لا أبغي الكفن
من هاهنا معشر عوف بن قطن
إن فاتنا اليوم عليّ فالغبن
أو فاتنا ابناه حسين و حسن
إذن أمت بطول همّ و حزن
و من المصيبة العظمى و ما يضحك الثكلى أنّها تجعل نفسها كالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و يصدّقونها ، فأخذت كفّا من حصى و حصبت بها أصحاب أمير