بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82288 / تحميل: 3983
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تحت أقدام الأمهات، روضة من رياض الجنة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا كنت في صلاة التطوع، فان دعاك والدك فلا تقطعها، وان دعتك والدتك فاقطعها ».

[١٧٩٣٤] ٥ - الفتال في روضة الواعظين: عن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال: « قال موسى بن عمرانعليه‌السلام : يا رب، أوصني، قال: أوصيك بي، قال فقال(١) : رب أوصني، قال: أوصيك بي، ثلاثا، قال: يا رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأبيك، قال: ( فكان يقال )(٢) لأجل ذلك أن للأم ثلثي البر وللأب الثلث ».

[١٧٩٣٥] ٦ - سبط الطبرسي في المشكاة: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « جاء رجل فسأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن بر الوالدين، فقال: أبرر أمك، أبرر أمك، أبرر أمك، أبرر أباك، أبرر أباك، أبرر أباك، وبدأ بالأم ».

[١٧٩٣٦] ٧ - وعن مهر(١) بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله، من أبرر؟ قال: « أمك » قلت: ثم من؟ قال: « ثم أمك » قلت: ثم من؟ قال: « ثم أمك » قلت: ثم من؟

__________________

٥ - روضة الواعظين ص ٣٦٨.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٦ - مشكاة الأنوار ص ١٥٩.

٧ - المصدر السابق ص ١٥٩.

(١) كذا في الحجرية، وفي المصدر: مهني، والظاهر أن الصواب « بهز »، أنظر: « أسد الغابة ج ٢ ص ٤٣، والجرح والتعديل ج ٢ ص ٤٣٠، تهذيب التهذيب ج ١ ص ٤٩٨».

١٨١

قال: « ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب ».

[١٧٩٣٧] ٨ - عوالي اللآلي: في الحديث عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قيل: يا رسول الله، ما حق الوالد؟ قال: « أن تطيعه ما عاش » فقيل وما حق الوالدة؟ فقال: « هيهات هيهات، لو أنه عدد رمل عالج، وقطر المطر أيام الدنيا، قام بين يديها، ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها ».

[١٧٩٣٨] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال ( له )(١) رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: « أمك » قال: ثم من؟ قال: « أمك » قال: ثم من؟ قال: « أبوك » وفي رواية أخرى: أنه جعل ثلاثا للأم، والرابعة للأب.

[١٧٩٣٩] ١٠ - العلامة الكراجكي في كتاب التعريف بوجوب حق الوالدين: وقد جعل الله تعالى حق الأم مقدما، لأنها الجناح الكبير والذراع القصير، أضعف الوالدين وأحوجهما في الحياة إلى معين، إذ كانت أكثر بالولد شفقة وأعظم تعبا وعناء، فروي أن رجلا قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله، أي الوالدين أعظم؟(١) قال: « التي حملته بين الجنبين، وأرضعته بين الثديين، وحضنته على الفخذين، وفدته بالوالدين ».

[١٧٩٤٠] ١١ - وقيل للامام زين العابدينعليه‌السلام : أنت أبر الناس، ولا نراك تواكل أمك، قال: « أخاف أن أمد يدي إلى شئ، وقد سبقت عينها عليه(١) ، فأكون قد عققتها ».

__________________

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٩ ح ٧٧.

٩ - المصدر السابق ج ١ ص ٤٤٤ ح ١٦٥، ١٦٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٠ - كتاب التعريف ص ٩.

(١) في المصدر: زيادة: حقا.

١١ - التعريف للكراجي ص ٩.

(١) في المصدر: إليه.

١٨٢

٧١ -( باب تحريم قطيعة الأرحام)

[١٧٩٤١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ٩: ولا تخن من خانك فتكن مثله، ولا تقطع رحمك وان قطعك ».

[١٧٩٤٢] ٢ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن شاذان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن الوليد محمد بن الحسن قال: حدثنا الصفار محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن زياد، عن مفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب ( رضي الله عنه )، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « ملعون ملعون قاطع رحمه(١) » الخبر.

[١٧٩٤٣] ٣ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « اتقوا الحالفة فإنها تميت الرجال » قلت: و ما الحالفة؟ قال: « قطيعة الرحم ».

[١٧٩٤٤] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما ادخره في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم ».

__________________

الباب ٧١

١ - الجعفريات ص ١٨٩.

٢ - كنز الفوائد ص ٦٤، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٨٥ ح ٩٨.

(١) في الحجرية: « رحم ) » وما أثبتناه من المصدر.

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٦٥.

٤ - المصدر السابق ص ١٦٥.

١٨٣

[١٧٩٤٥] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع الرحم ».

[١٧٩٤٦] ٦ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، ما أفضل الاسلام؟ قال: الايمان بالله - إلى أن قال - فقال الرجل: أي الاعمال أبغض إلى الله عز وجل؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الامر بالمنكر، والنهي عن المعروف ».

[١٧٩٤٧] ٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الاعمال المانعة من دخول الجنة: بإسناده عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله « لا يدخل الجنة قاطع ».

[١٧٩٤٨] ٨ - وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان ».

[١٧٩٤٩] ٩ - وعن أبي سعيد، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا من أتى ذات محرم، ولا قاطع رحم ولو بسلام، ولا ولد الزنى ».

[١٧٩٥٠] ١٠ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس احذروا البغي - إلى أن قال - إياكم

__________________

٥ - مشكاة الأنوار ص ١٦٦.

٦ - مشكاة الأنوار ص ١٦٧.

٧ - كتاب الاعمال المانعة من دخول الجنة ص ٦٠.

٨ - المصدر السابق ص ٦٠.

٩ - المصدر السابق ص ٥٩.

١٠ - المصدر السابق ص ٥٨.

١٨٤

والعقوق، فان الجنة يوجد ريحها من مسيرة مائة عام، وما يجدها عاق ولا قاطع رحم » الخبر.

[١٧٩٥١] ١١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « اتقوا ثلاثا فإنهن معلقات بالعرش: الرحم تقول: قطعت، والعهد يقول: خفرت، والنعمة تقول: كفرت ».

[١٧٩٥٢] ١٢ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: عن جماعة، عن البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن هشام بن أحمر، عن سالمة مولاة أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « يا سالمة، إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها، وان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاق، ولا قاطع رحم ».

[١٧٩٥٣] ١٣ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر ( عليه السلام ٩، قال: « في كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة ». الخبر.

[١٧٩٥٤] ١٤ - أبو يعلى الجعفري في كتاب النزهة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « قطيعة الرحم تحجب الدعاء ».

__________________

١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢ - كتاب الغيبة ص ١١٩، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٩٦ ح ٢٩.

١٣ - أمالي المفيد ص ٩٨ ح ٨.

١٤ - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص ١٤.

١٨٥

[١٧٩٥٥] ١٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « قطيعة الرحم من(١) أقبح الشيم ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « قطيعة الرحم تزيل النعم ».

وقالعليه‌السلام (٣) : « ليس مع قطيعة الرحم نماء ».

وقالعليه‌السلام (٤) : « ليس لقاطع رحم قريب ».

٧٢ -( باب استحباب حجامة الصبي إذا بلغ أربعة أشهر، كل شهر في النقرة)

[١٧٩٥٦] ١ - زيد الزراد في أصله: قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « إذا أتى على الصبي أربعة أشهر، فاحجموه في كل شهر حجمة في نقرته(١) ، فإنها تخفف لعابه، وتهبط الحر من رأسه ومن جسده ».

٧٣ -( باب أن من زنى بامرأة ثم تزوجها بعد الحمل، لم يلحق به الولد، ولا يرثه)

[١٧٩٥٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه

__________________

١٥ - الغرر ج ٢ ص ٥٣٩ ح ٧٠.

(١) ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٣٩ ح ٧١.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٣ ح ٥.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٤ ح ٢٢.

الباب ٧٢

١ - أصل زيد الزراد ص ٢.

(١) نقرة الرأس: هي التي تقرب من أصل الرقبة ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٥٠١ ).

الباب ٧٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٣٠.

١٨٦

قال: « من وقع على وليدة قوم حراما، ثم اشتراها فان ولدها لا يرث منه شيئا، لان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر ».

٧٤ -( باب أن من أقر بالولد لم يقبل انكاره بعد ذلك، ومن نفى ولد الأمة، أو المشتركة فليس عليه لعان)

[١٧٩٥٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: « إذا أقر الرجل بولده، ثم نفاه لم ينتف منه أبدا ».

٧٥ -( باب تحريم العقوق وحد ذلك)

[١٧٩٥٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا ينظر الله إليهم: المنان بالفعل، وعاق والديه، ومدمن خمر ».

[١٧٩٦٠] ٢ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فوق كل بر برا، حتى يقتل الرجل شهيدا في سبيله، وفوق كل عقوق عقوقا، حتى يقتل الرجل أحد والديه ».

[١٧٩٦١] ٣ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

الباب ٧٤

١ - الجعفريات ص ١٢٥.

الباب ٧٥

١ - الجعفريات ص ١٨٧.

٢ - المصدر السابق ص ١٨٦.

٣ - الجعفريات ١٨٧.

١٨٧

من أحزن والديه فقد عقهما ».

[١٧٩٦٢] ٤ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم ودعوة الوالد، فإنها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله إليها، فيقول: ( ارفعوها )(١) إلي حتى أستجيب له، فإياكم ودعوة الوالد، فإنها أحد من السيف ».

[١٧٩٦٣] ٥ - وعن الشريف أبي الحسن علي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي - صاحب الصلاة بواسط - قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري الفقيه المالكي، حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ، قال: حدثنا محمد بن المغيرة الحيرمي(١) ، قال: حدثنا إبراهيم بن بكر قال: حدثنا العلاء بن خالد القرشي قال: حدثنا ثابت، عن انس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الجنة دار الأسخياء، والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة بخيل، ولا عاق والديه، ولا منان بما أعطى ».

[١٧٩٦٤] ٦ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن عبد الله بن سنان(١) ، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « إن أبيعليه‌السلام نظر إلى رجل يمشي مع أبيه، الابن متكئ على ذراع أبيه، قال: فما كلمه علي بن الحسينعليهما‌السلام ، مقتا له، حتى فارق الدنيا ».

__________________

٤ - الجعفريات ص ١٨٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - المصدر السابق ص ٢٥١.

(١) في المصدر: الحرمي.

٦ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١٠٨.

(١) في المصدر: عبد الله بن مسكان.

١٨٨

[١٧٩٦٥] ٧ - الصدوق في علل الشرائع: عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن الصادقعليهم‌السلام ، قال: « عقوق الوالدين من الكبائر، لان الله عز وجل جعل العاق عصيا شقيا ».

[١٧٩٦٦] ٨ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي حفص عمر بن محمد بن علي الزيات قال: حدثنا عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين، عن مسعر(١) بن يحيى النهدي، عن شريك بن عبد الله القاضي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها، ولا تؤخر إلى الآخرة، عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الاحسان ».

[١٧٩٦٧] ٩ - وعن محمد بن الحسين المقرئ، ( عن أبي القاسم علي بن محمد، عن علي بن الحسن، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن )(١) ، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حضر شابا عند وفاته فقال له: قل: لا إله إلا الله، قال: فاعتقل لسانه مرارا، فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت: نعم، أنا أمه، قال: أفساخطة ( أنت )(٢) عليه؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: أرضي عنه، قالت: رضي الله عنه برضاك عنه يا رسول الله، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لا

__________________

٧ - علل الشرائع ص ٤٧٩ ح ٢.

٨ - أمالي المفيد ص ٢٣٧ ح ١.

(١) في الحجرية: « معمر » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع لسان الميزان ج ٦ ص ٢٤ ).

٩ - المصدر السابق ص ٢٨٧ ح ٦.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٨٩

اله الا الله، قال: فقالها، فقال ( له )(٣) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ترى؟ فقال: أرى رجلا أسود ( الوجه )(٤) قبيح المنظر، وسخ الثياب، نتن الريح، قد وليني الساعة، يأخذ بكظمي(٥) ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير واعف عني الكثير، انك أنت الغفور الرحيم، فقالها الشاب، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنظر ما ترى؟ قال: أرى رجلا أبيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، قد وليني، وأري الأسود قد تولى عني، قال: أعد، فأعاد، قال: ما ترى؟ قال: لست أرى الأسود، وأرى الأبيض قد وليني، ثم طفا(٦) على تلك الحال ».

[١٧٩٦٨] ١٠ - أبو علي بن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن أبي محمد الفحام، عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري، عن عم أبيه عيسى بن أحمد بن عيسى، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه قال: « قال الصادقعليهم‌السلام : ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى: دعاء الوالد لولده إذا بره، ودعوته عليه إذا عقه ». الخبر.

[١٧٩٦٩] ١١ - الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن ( الحسن الميثمي )(١) عن ابن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة،

__________________

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) الكظم بفتح الكاف والضاد: مخرج النفس من الحلق ( النهاية ج ٤ ص ١٧٨ ).

(٦) طفا: مات ( القاموس المحيط ج ٤ ص ٣٥٩ ).

١٠ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٦.

١١ - بصائر الدرجات ص ٢٦٣ ح ٣.

(١) في الحجرية: « الحسين الميثي » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٨٧ ).

١٩٠

وكانت أمي معي فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها، فلما أن كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فلما دخلت عليه قال لي مبتدئا: « يا أبا مهزم ما لك ولخالدة! أغلظت في كلامها البارحة، أما علمت أن بطنها منزل قد سكنته؟! وأن حجرها مهد قد غمرته؟! وثديها وعاء قد شربته؟! » قال: قلت: بلى، قال: « فلا تغلظ لها ».

[١٧٩٧٠] ١٢ - العياشي في تفسيره: عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قول الله:( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ‌ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْ‌هُمَا ) (١) قال: « هو أدنى الأدنى، حرمه الله فما فوقه ».

[١٧٩٧١] ١٣ - وعن حريز قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « أدنى العقوق( أف ) ولو علم الله أن شيئا أهون منه لنهى عنه ».

[١٧٩٧٢] ١٤ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن إبراهيم بن أبي البلاد، ( عن أبيه )(١) رفعه قال: ( قالعليه‌السلام (٢) : « رأى موسى بن عمران رجلا تحت ظل العرش فقال: يا رب من هذا الذي آويته(٣) حتى جعلته تحت ظل العرش؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا موسى، هذا لم يكن يعق والديه، ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضلة، فقال: يا رب، فان من خلقك من يعق والديه!؟ فقال: ان العقوق لهما أن يستسب لهما ».

__________________

١٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٣٧.

(١) الاسراء ١٧: ٢٣.

١٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٣٨.

١٤ - كتاب الزهد ص ٣٨ ح ١٠٢.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ١٩١ ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في نسخة: أدنيته.

١٩١

[١٧٩٧٣] ١٥ - وعن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لو علم الله شيئا أدنى من ( أف ) لنهى عنه، ( وهو من العقوق )(١) ، وهو أدنى العقوق، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى أبويه يحد النظر(٢) إليهما ».

[١٧٩٧٤] ١٦ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: عن عبد الجبار بن أحمد بن محمد الروياني، عن عبد الواحد بن محمد بن سلام، عن إسماعيل بن الزاهد، عن محمد بن أحمد، عن ( إسماعيل بن )(١) إسحاق، عن عبد الله بن مسلمة(٢) ، عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ارتقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر درجة فقال: « آمين » ثم ارتقى الثانية فقال: « آمين » ثم ارتقى الثالثة فقال: « آمين » ثم استوى فجلس، فقال أصحابه: على ما أمنت؟ فقال: « أتاني جبرائيل فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة، فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين ».

[١٧٩٧٥] ١٧ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول

__________________

١٥ - كتاب الزهد ص ٣٨ ح ١٠٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

١٦ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية منه، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٧ ح ١٣.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٣١ ).

(٢) في الحجرية: « سلمة » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٣١ وتقريب التهذيب ج ١ ص ٤٥١ ح ٦٣٨ ).

١٧ - بحار الأنوار ج ٧٤ ح ١٠٠، بل عن جامع الأحاديث ص ١٢

١٩٢

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة، رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ».

[١٧٩٧٦] ١٨ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أسخط والديه فقد أسخط الله، ومن أغضبهما فقد أغضب الله، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فاخرج لهما ولا تحزنهما ».

[١٧٩٧٧] ١٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « وليعمل العاق ما شاء أن يعمل يدخل الجنة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أكبر الكبائر: الشرك بالله، وعقوق الوالدين ».

[١٧٩٧٨] ٢٠ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من آذى والديه فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون ».

[١٧٩٧٩] ٢١ - ولعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة: امرأة تخون زوجها في ماله أو في نفسها، والنائحة، والعاصية لزوجها، والعاق.

[١٧٩٨٠] ٢٢ - وروي أن موسىعليه‌السلام قال: يا رب، أين صديقي فلان الشهيد؟ قال: في النار، قال: أليس وعدت الشهداء الجنة؟ قال: بلى، ولكن كان مصرا على عقوق الوالدين، وأنا لا أقبل من العقوق عملا.

[١٧٩٨١] ٢٣ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ثلاثة لا يحجبون عن النار: العاق لوالديه، والمدمن للخمر، والمان بعطائه » قيل يا رسول الله، وما عقوق الوالدين؟ قال:

__________________

١٨ - ٢٢ - لب اللباب: مخطوط.

٢٣ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

١٩٣

« يأمران فلا يطيعهما، ويسألانه فيحرمهما، وإذا رآهما لم يعظمهما بحق ما يلزمه لهما » الخبر.

[١٧٩٨٢] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا تقوم الساعة حتى يتمنى أبو الخمسة أن يكونوا أربعة، وأبو الأربعة أن يكونوا ثلاثة، وأبو الثلاثة أن يكونوا اثنين، وأبو الاثنين أن يكونا واحدا، وأبو الواحد إن لم يكن له ولد، للذي يظهر من العقوق ».

[١٧٩٨٣] ٢٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رغم أنف من أدرك والديه أو أحدهما بعد بلوغه، فلم يدخل بهما الجنة ».

[١٧٩٨٤] ٢٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثة: « في المنسى(١) ، يوم القيامة، لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم، وهم: المكذب بالقدر، والمدمن في الخمر، والعاق لوالديه ».

[١٧٩٨٥] ٢٧ - وكان عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من أهل اليمن، فأراد الانصراف فقال: يا رسول الله أوصني، فقال: « أوصيك أن لا تشرك بالله شيئا، ولا تعص والديك، ولا تسب الناس » الخبر.

[١٧٩٨٦] ٢٨ - الكراجكي في كنز الفوائد: بالسند المتقدم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون عن عق والديه » الخبر.

[١٧٩٨٧] ٢٩ - الشهيد رحمه الله في الدرة الباهرة: عن أبي الحسن الثالث

__________________

٢٤، ٢٥ - الأخلاق: مخطوط.

٢٦ - المصدر السابق: مخطوط.

(١) في الحديث: ( فيتركون في المنسى ) أي ينسون في النار ( النهاية ج ٥ ص ٥١ ).

٢٧ - المصدر السابق: مخطوط.

٢٨ - كنز الفوائد ص ٦٤.

٢٩ - الدرة الباهرة ص ٤٢.

١٩٤

عليه‌السلام ، أنه قال: « العقوق ثكل من لم يثكل ».

وقالعليه‌السلام : « العقوق يعقب القلة، ويؤدي إلى الذلة ».

[١٧٩٨٨] ٣٠ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات: عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يدخل الجنة عاق ولا منان » الخبر.

[١٧٩٨٩] ٣١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من نظر إلى والديه نظر ماقت وهما ظالمان له، لم تقبل له صلاة ».

[١٧٩٩٠] ٣٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة، فوجد ريحها من كان(١) له روح من مسيرة خمسمائة عام، إلا صنف واحد » قلت: ومن هم؟ قال: « العاق لوالديه ».

[١٧٩٩١] ٣٣ - وعن عبد الله بن مسكان قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « إن أبي - كرم الله وجهه - نظر إلى رجل ومعه ابنه(١) ، والابن متك على ذراع الأب، قال: فما كلمه علي بن الحسينعليهما‌السلام ، مقتا ( له )(٢) حتى فارق الدنيا ».

[١٧٩٩٢] ٣٤ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « قال رسول الله ( صلى

__________________

٣٠ - المانعات ص ٥٩.

٣١ - مشكاة الأنوار ص ١٦٤.

٣٢ - مشكاة الأنوار ص ١٦٤.

(١) في المصدر: « كانت ».

٣٣ - المصدر السابق ص ١٦٥.

(١) في الطبعة الحجرية: « ابن » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٤ - المصدر السابق ص ١٦١.

١٩٥

الله عليه وآله ) - في كلام له - إياكم وعقوق الوالدين، فان ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام، ولا يجدها عاق، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله رب العالمين ».

[١٧٩٩٣] ٣٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليعمل العاق ما شاء أن يعمل، فلن يدخل الجنة ».

ودخلصلى‌الله‌عليه‌وآله على الحارث في مرضه الذي مات فيه، فقال: قل: « لا إله إلا الله » وقد احتبس لسانه، فعلم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه من العقوق، فدعا أمه وتشفع إليها بالرضى عنه فرضيت، ففتح الله لسانه حتى شهد أن لا إله إلا الله، ومات على ذلك.

[١٧٩٩٤] ٣٦ - وروي أن الله قال لموسىعليه‌السلام : أخبر عبادي أن من عق والديه أو سبهما - مسلمين كانا أو مشركين - ثم مات قبل أن يموتا، فلا أمان له عندي.

٧٦ -( باب أن الولد يلحق بالزوج مع الشرائط، وإن كان لا يشبهه أحد من أقاربه)

[١٧٩٩٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « أقبل رجل من الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، هذه بنت عمي وأنا فلان بن فلان حتى عد عشرة آباء، وهي ( فلانة )(١) بنت فلان

__________________

٣٥ - لب اللباب: مخطوط.

٣٦ - المصدر السابق: مخطوط.

الباب ٧٦

١ - الجعفريات ص ٩٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٩٦

حتى عد عشرة آباء، وليس في حسبي ولا في حسبها حبشي، وانها وضعت هذا الحبشي، فأطرق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طويلا، ثم رفع رأسه فقال: إن لك تسعة وتسعين عرقا، ولها تسعة وتسعين عرقا، فإذا اشتملت اضطربت العروق، وسأل الله عز وجل كل عرق منها أن يذهب الشبه إليه، قم فإنه ولدك، ولم يأتك الا من عرق منك أو عرق منها، قال: فقام الرجل وأخذ بيد امرأته، وازداد بها وبولدها عجبا ».

٧٧ -( باب جملة من حقوق الوالدين الواجبة والمندوبة)

[١٧٩٩٦] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي ولاد الحناط قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله عز وجل:( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) (١) فقال: « الاحسان أن تحسن صحبتهما، ولا تكلفهما أن يسألاك شيئا هما(٢) يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله:( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ‌ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (٣) ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وأما قوله:( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ‌ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ) (٤) قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف،( وَلَا تَنْهَرْ‌هُمَا ) ان ضرباك، قال:( وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِ‌يمًا ) (٥) قال: يقول لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال:( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّ‌حْمَةِ ) (٦) قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يديك فوق أيديهما، ولا تتقدم قدامهما ».

__________________

الباب ٧٧

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٣٩.

(١) الاسراء ١٧: ٢٣.

(٢) في المصدر: « مما ».

(٣) آل عمران ٣: ٩٢.

(٤) الاسراء ١٧: ٢٣.

(٥) الاسراء ١٧: ٢٣.

(٦) الاسراء ١٧: ٢٤.

١٩٧

[١٧٩٩٧] ٢ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله، إذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضى الله من بر(١) الوالدين المسلمين لوجه الله، لان حق الوالدين مشتق من حق الله، إذا كانا على منهاج الدين والسنة، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله إلى معصيته(٢) ، ومن اليقين إلى الشك، ومن الزهد إلى الدنيا، ولا يدعوانه إلى خلاف ذلك، فإذا كانا كذلك فمعصيتهما طاعة وطاعتهما معصية، قال الله تعالى:( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِ‌كَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُ‌وفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْ‌جِعُكُمْ ) (٣) وأما في العشرة(٤) فدارهما(٥) وارفق بهما، واحتمل أذاهما بحق ما احتملا عنك في حال صغرك، ( ولا تضيق عليهما )(٦) فيما قد وسع الله عليك من المأكول والملبوس، ولا تحول وجهك عنهما، ولا ترفع صوتك فوق ( صوتهما، فإنه من التعظيم لامر(٧) الله، وقل لهما أحسن القول، ( والطف بهما )(٨) ، فان الله لا يضيع أجر المحسنين ».

[١٧٩٩٨] ٣ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن: عن الباقرعليه‌السلام ، قال: « سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعظم حقا على الرجل؟ قال: والده ».

__________________

٢ - مصباح الشريعة ص ٣٩٢.

(١) في الطبعة الحجرية: « حرمة » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: « طاعتهما ».

(٣) لقمان ٣١: ١٥.

(٤) في نسخة: « باب المصاحبة ».

(٥) في نسخة: « فقاربهما ».

(٦) في نسخة: « ولا تقبض عنهما ».

(٧) في نسخة: « أصواتهما فان تعظيمهما من أمر ».

(٨) في المصدر: « والطفه ».

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٥٨.

١٩٨

[١٧٩٩٩] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: « ان الرجل يكون بارا بوالديه وهما حيان، فإذا ( ماتا و )(١) لم يستغفر لهما كتب عاقا، وان الرجل يكون عاقا لهما في حياتهما، فإذا ماتا أكثر(٢) الاستغفار لهما فكتب بارا ».

[١٨٠٠٠] ٥ - وعن الكاظمعليه‌السلام ، قال: « سأل رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حق الوالد؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله، ولا يستسب له ».

[١٨٠٠١] ٦ - وعن الصادقعليه‌السلام قال: « ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه - حيين وميتين - يصلي عنهما، ويتصدق عنهما(١) ، ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك، فيزيده الله ببره وصلته خيرا كثيرا ».

[١٨٠٠٢] ٧ - وعنهعليه‌السلام ، أن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ( يا رسول الله أوصني، فقال: )(١) « لا تشرك بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت، إلا وقلبك مطمئن بالايمان، ووالديك فأطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فان ذلك من الايمان ».

[١٨٠٠٣] ٨ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال: ان أبوي عمرا وان أبي مضى وبقيت أمي، فبلغ

__________________

٤ - مشكاة الأنور ص ١٥٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: « وأكثر ».

٥ - المصدر السابق ص ١٥٨.

٦ - مشكاة الأنوار ص ١٥٩.

(١) في المصدر زيادة: ويحج عنهما.

٧ - مشكاة الأنوار ص ١٥٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٨ - مشكاة الأنوار ص ١٦١.

١٩٩

بها الكبر حتى صرت أمضغ لها كما يمضغ الصبي، وأوسدها كما يوسد الصبي، وعلقتها في مكتل(١) أحركها فيه لتنام، ثم بلغ من أمرها إلى أن كانت تريد مني الحاجة فلا ندري أي شئ هو، فلما رأيت ذلك سألت الله عز وجل أن ينبت علي ثديا يجري فيه اللبن حتى أرضعها، قال: ثم كشف عن صدره فإذا ثدي، ثم عصره فخرج منه اللبن، ثم قال: هو ذا أرضعتها كما كانت ترضعني، قال: فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: أصبت خيرا، سألت ربك وأنت تنوي قربته، قال: فكافأتها؟ قال: لا، ولا بزفرة من زفراتها ».

[١٨٠٠٤] ٩ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « جاء أعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، بايعني على الاسلام، فقال: أن تقتل أباك، فكف الاعرابي يده، وأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على القوم يحدثهم فعاد الاعرابي بالقول، فأجابه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمثل الأول، فكف الاعرابي يده، فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على القوم يحدثهم، ثم عاد الاعرابي، فقال: أن تقتل أباك، فقال: نعم، فبايعه ثم قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الآن حين لم تتخذ من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة، اني لا آمر بعقوق الوالدين، ولكن صاحبهما في الدنيا معروفا ».

[١٨٠٠٥] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب قال: قال رجل: يا رسول جئتك أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان، فقال: « ارجع إليهما وأضحكهما ».

__________________

(١) المكتل: الزبيل الكبير، وهو وعاد ينسج من خوص النخل، يحمل فيه التمر وغيره ( لسان العرب ج ١١ ص ٥٨٣ ).

٩ - مشكاة الأنوار ص ١٦٣.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

من شرايع الاسلام : الولاية لأمير المؤمنين عليه السّلام و الذين مضوا على منهاج نبيّهم ، و لم يغيّروا و لم يبدّلوا ، مثل سلمان الفارسي ، و أبي ذر الغفاري ،

و المقداد ، و عمّار ، و حذيفة ، و أبي الهيثم بن التيهان .

و مما يحقق قتله في صفين ما رواه نصر بن مزاحم في ( صفينه ) ١ أنّ أمينة الأنصارية رأته و قالت :

منع اليوم ان أذوق رقادا

مالك إذ مضى و كان عمادا

يا أبا الهيثم بن تيهان إني

صرت للهمّ معدنا و وسادا

إذ غدا الفاسق الكفور عليهم

إنّه كان مثلها معتادا

أصبحوا مثل من ثوى يوم احد

يرحم اللّه تلكم الأجسادا

« و أين ذو الشهادتين » و اسمه خزيمة بن ثابت . و سمّي ذو الشهادتين لما رواه البلاذري عن الواقدي قال : قال محمّد بن يحيى بن سهل : ابتاع النبي صلّى اللّه عليه و آله فرسه المرتجز من أعرابي من بني مرة ، فرأى الأعرابي فيه رغبة ، فجحد أن يكون باعه إياه ، فشهد له على ابتياعه هذا الفرس خزيمة بن ثابت الأنصاري و لم يكن شاهدا شراءه فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله : كيف شهدت و لم تحضر ؟ قال :

بتصديقي إيّاك ، و إنّ قولك كالمعاينة . قال : أنت ذو الشهادتين . فسمّي ذا الشهادتين . و وقع في خبر ( عيون ) المتقدم كابن التيهان .

قال ابن أبي الحديد ٢ : روي حديث مقتله بصفين من وجوه كثيرة عن ولد ولده محمّد بن عمّارة بن خزيمة ، و من غريب ما وقفت عليه من العصبية القبيحة أنّ أبا حيان التوحيدي قال في ( بصائره ) : إنّ خزيمة بن ثابت المقتول بصفين ليس ذا الشهادتين ، بل آخر صحابي من الأنصار ، فإنّ كتب الحديث

ــــــــــــ

( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٣٦٥ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ١٠٩ .

٣٠١

و النسب تنطق أنّه : لم يكن في الصحابة خزيمة بن ثابت غيره ، و إنّما الهواء لا دواء له . على أن الطبري ١ سبق أبا حيان ، و من كتابه نقل أبو حيان ، ثم أي حاجة لناصري أمير المؤمنين عليه السّلام أن يتكثروا بخزيمة ، و ابن الهيثم ، و غيرهم لو أنصفوه ؟ . . . .

قلت : الطبري قال ذلك في ( الجمل ) في رواياته عن سيف التي كلّها مفتعلة ، إلاّ أنّه في ( ذيله ) قال بعد رفع نسبه إلى أوس : و هو ذو الشهادتين يكنّى أبا عمارة ، شهد صفين و قتل يومئذ سنة ( ٣٧ ) .

« و أين نظراؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا » أي : تعاهدوا .

« على المنية » أي : الموت . منهم هاشم المرقال ، و أصحابه . و في ( صفين نصر ) ٢ : لمّا قتل هاشم جزع الناس عليه جزعا شديدا ، و اصيب معه عصابة من القرّاء من أسلم ، فمرّ عليهم عليّ عليه السّلام و هم قتلى حوله ، فقال :

جزى اللّه خيرا عصبة أسلمية صباح الوجوه صرعوا حول هاشم يزيد و عبد اللّه بشر و معبد و سفيان و ابنا هاشم ذي المكارم و عروة لا يبعد ثناه و ذكره إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم و روى ٣ ، عن عبد خير الهمداني قال : قال هاشم : أيّها النّاس إنّي رجل ضخم فلا يهولنكم مسقطي إن أنا سقطت ، فإنّه لا يفرغ مني أقل من نحر جزور . ثم حمل فصرع ، فمر عليه زجل و هو صريع بين القتلى ، فقال له : أقرى‏ء أمير المؤمنين السلام و رحمة اللّه ، و قل له : انشدك باللّه ألا اصبحت و قد ربطت مقاود خيلك بأرجل القتلى ، فإنّ الدبرة تصبح عندك لمن غلب على القتلى .

ــــــــــــ

( ١ ) ذيل تاريخ الطبري ١١ : ٥١١ .

( ٢ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٣٥٦ .

( ٣ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٣٥٣ .

٣٠٢

فأخبر الرجل عليّا عليه السّلام بذلك ، فسار عليّ عليه السّلام في بعض الليل ، حتى جعل القتلى خلف ظهره ، و كانت الدبرة له عليهم .

و روى ١ ، عن أبي سلمة : أن هاشم بن عتبة دعا الناس ، فقال : ألا من كان يريد اللّه و الدار الآخرة فليقبل . فأقبل إليه ناس ، فشدّ في عصابة من أصحابه على أهل الشام مرارا ، فليس يحمل من وجه عليهم إلاّ صبروا له ، و قوتل فيه قتالا شديدا ، فقال لأصحابه : لا يهولنّكم ما ترون ، فو اللّه ما ترون إلاّ حمية العرب و صبرها تحت راياتها و عند مراكزها ، و إنّهم لعلى الضلال و إنّكم لعلى الحق ، يا قوم اصبروا و صابروا ، و اجتمعوا و امشوا بنا على تؤدة رويدا ، ثم تآسوا و تصابروا ، و اذكروا اللّه ، و لا يسلم رجل أخاه ، و لا تكثروا الالتفات ،

و جالدوهم محتسبين حتى يحكم اللّه بيننا و هو خير الحاكمين ٢ إذ خرج عليهم فتى شاب إلى أن قال فقال له هاشم : و ما أنت و ابن عفان ؟ إنّما قتله أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله و قرّاء الناس ، حين أحدث أحداثا و خالف حكم الكتاب ،

و أصحاب محمّد هم أصحاب الدين و أولى بالنظر في امور المسلمين إلى أن قال و قاتل هاشم و أصحابه قتالا شديدا حتى أتت كتيبة لتنوخ ، فشدوا فقاتلهم حتى قتل تسعة أو عشرة ، و حمل عليه الحرث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط ، و بعث إليه علي عليه السّلام : أن قدّم لواءك . فقال للرسول : انظر إلى بطني . فاذا هو قد انشق ، و أخذ اللواء بعد قتله ابنه عبد اللّه و قال :

أهاشم بن عتبة بن مالك أعزز بشيخ من قريش هالك تخبطه الخيول بالسنابك في أسود من نقعهن حالك أبشر بحور العين في الأرائك و الروح و الريحان عند ذلك

ــــــــــــ

( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٣٥٣ ٣٥٤ .

( ٢ ) الأعراف : ٨٧ .

٣٠٣

و في ( المروج ) ١ : حمل هاشم و معه جماعة من أسلم قد آلوا ألاّ يرجعوا ،

أو يفتحوا ، أو يقتلوا . و شرطة الخميس الذين بايعوه على الموت كانوا خمسين.

و منهم أبو عمرة عمرو بن محصن النجاري في ( صفين نصر ) ٢ : كان من أعلام أصحاب عليّ عليه السّلام ، فلما قتل جزع عليّ عليه السّلام لقتله ، و قال النجاشي يرثيه:

لنعم فتى الحيين عمرو بن محصن إذا صائح الحيّ المصبح ثوّبا لقد فجّع الأنصار طرا بسيد أخي ثقة في الصالحات مجربا فان تقتلوا الحر الكريم ابن محصن فنحن قتلنا ذا الكلاع و حوشبا و قالت شامية :

و لا تعدموا قوما أذاقوا ابن ياسر شعوبا و لم يعطوكم بالخزائم فنحن قتلنا اليثربي ابن محصن خطيبكم و ابني بديل و هاشم و منهم عبد اللّه بن بديل الخزاعي ، و في ( صفين نصر ) ٣ : كان عليه يومئذ سيفان و درعان ، فجعل يضرب الناس بسيفه قدما ، و هو يقول :

لم يبق إلاّ الصبر و التوكل و اخذك الترس و سيفا مصقل ثم التمشّي في الرعيل الأول مشي الجمال في الحياض المنهل فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية ، فأزاله عن موقفه ، فأقبل أصحاب معاوية يرضخونه بالصخر ، حتى أثخنوه و قتل . فقال معاوية : هذا كبش القوم و ربّ الكعبة .

ــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٨٠ ٨١ .

( ٢ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٣٥٧ .

( ٣ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٢٤٥ .

٣٠٤

« و أبرد برؤوسهم الى الفجرة » قال ابن أبي الحديد ١ أي : حملت رؤوسهم مع البريد إلى الفجرة أي : امراء عسكر الشام .

قلت : لم ينقل في السير قطع الرؤوس في صفين بعد القتل و إرسالها إلى الامراء ، ثم امراء الشام كانوا شاهدين صفين ، فلم تحمل الرؤوس إليهم مع البريد ؟ ثم لم يكن أحد يرسل إليه رأس غير أمير الفجرة معاوية . و يمكن أن يكون المراد بقوله عليه السّلام : « و أين نظراؤهم إلى و ابرد برؤوسهم إلى الفجرة » في غير صفين ، و إنّه عليه السّلام أشار إلى حمل رأس محمّد بن أبي بكر ، فالخطبة كما عرفت كانت بعد قتل محمّد قرب قتله عليه السّلام ، و في ( العقد ) ٢ : ضرب معاوية بن حديج عنق محمّد ، و بعث برأسه إلى معاوية ، فكان أوّل رأس طيف به في الاسلام .

و كلامه عليه السّلام بلفظ الماضي ، و إلاّ فحمل رأس عمرو بن الحمق الذي كان أحد أجلاّء شيعته كحجر بن عدي إلى معاوية بعشر سنين بعده عليه السّلام ، هرب زمان إمارة زياد على الكوفة إلى الموصل ، و دخل غارا فنهشته حيّة فقتلته ،

فبعث عامل الموصل من أخذ رأسه و بعثه إلى زياد ، فبعثه زياد إلى معاوية و قالوا : إنّ رأسه أوّل رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد .

و اللعين أوّل من أسّس هذه الشناعة في الإسلام ، و تبعه من بعده من الجبابرة ، و في ( صلة تاريخ الطبري ) ٣ : ورد في سنة ( ٣٠٤ ) الكتاب من خراسان : أنّه وجد بالقندهار في أبراج سورها برج متصل بها ، فيه خمسة آلاف رأس في سلال من حشيش ، و من هذه الرؤوس : تسعة و عشرون رأسا ،

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ١١٠ .

( ٢ ) العقد لابن عبد ربه ١ : ١٢٣ .

( ٣ ) صلة تاريخ الطبري ١١ : ٥٩ .

٣٠٥

في اذن كلّ رأس منها رقعة مشدودة بخيط إبريسم ، باسم كلّ رجل منهم ،

و الأسماء : شريح بن حيان ، خباب بن الزبير ، الخليل بن موسى التميمي ،

الحارث بن عبد اللّه ، طلق بن معاذ السلمي ، حاتم بن حسنة ، هاني بن عرة ، عمر بن علان ، جرير بن عباد المدني ، جابر بن خبيب بن الزبير ، فرقد بن الزبير السعدي ، عبد اللّه بن سليمان بن عمّارة ، سليمان بن عمّارة ، مالك بن طرخان صاحب لواء عقيل بن سهيل بن عمرو ، عمرو بن حيان ، سعيد بن عتاب الكندي ، حبيب بن أنس ، هارون بن عروة ، غيلان بن العلا ، جبرئيل بن عبادة ،

عبد اللّه البجلي ، مطرف بن صبح ختن عثمان بن عفان ، وجدوا على حالهم ، إلاّ أنّه قد جفّت جلودهم و الشعر عليها بحالته . و في الرقاع من سنة ( ٧٠ ) من الهجرة.

هذا ، و في الخبر : أن الحسين عليه السّلام كان في شخوصه من مكة إلى العراق لا ينزل منزلا و لا يرحل ، إلاّ كان يذكر أمر رأسه عليه السّلام ، و بعثه إلى عبيد اللّه و يزيد ، و كان عليه السّلام يقول : من هوان الدنيا أن رأس يحيى بن زكريا اهدي إلى ملك بغى .

« قال » ليس في ( ابن ميثم ) ١ ، و انما هو في ( ابن أبي الحديد ) ( كالمصرية ) ٢ .

« ثم ضرب بيده » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ( يده ) كما في ( ابن ميثم ) ٣ و ( ابن أبي الحديد ) ٤ و ( الخطية ) .

« على لحيته الشريفة الكريمة » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( على

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٩٢ ، و فيه : قال ثم ضرب .

( ٢ ) الطبعة المصرية : ١٣١ الخطبة ١٨٠ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٩٢ ، و فيه : « ضرب بيده » .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٩٩ .

٣٠٦

لحيته ) بدون زيادة لعدم وجود الوصفين في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ١ .

« فأطال البكاء ثم قال عليه السّلام » هكذا في ( المصرية ) ، و ليس في ( ابن ميثم و ابن أبي الحديد ) : عليه السّلام .

« أوّه » بسكون الواو قال الجوهري : توجع ، قال الشاعر :

فأوّه لذكراها إذا ما ذكرتها

و من بعد أرض بيننا و سماء

« على اخواني الذين قرؤوا » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ( تلوا ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) .

« القرآن فأحكموه ، و تدبروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السنة و أماتوا البدعة » في ( صفين نصر ) ٢ : قتل عبد اللّه بن كعب يوم صفين ، فمر عليه الأسود بن قيس و هو بآخر رمق ، فقال له الأسود : عز عليّ و اللّه مصرعك ، أما و اللّه لو شهدتك ،

لآسيتك و لدافعت عنك ، و لو أعرف الذي أشعرك لأحببت ألا يزايلني حتى يلحقني بك . ثم نزل إليه ، و قال له : و اللّه إن كان جارك ليأمن بوائقك ، و إن كنت من الذاكرين اللّه كثيرا ، أوصني رحمك اللّه . قال : اوصيك بتقوى اللّه ، و ان تناصح أمير المؤمنين ، و أن تقاتل معه المحلين حتى يظهر الحق ، أو تلحق باللّه ، و أبلغه عني السلام ، و قل له : قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك ،

فمن أصبح و المعركة خلف ظهره كان الغالب . ثم لم يلبث أن مات ، فأقبل الأسود إلى علي عليه السّلام فأخبره ، فقال رحمه اللّه جاهد معنا عدوّنا في الحياة ،

و نصح لنا في الوفاة .

« دعوا للجهاد فأجابوا ، و وثقوا بالقائد » يعني عليه السّلام نفسه .

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٩٢ ، و فيه : « على لحيته الشريفة الكريمة » .

( ٢ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٤٥٦ .

٣٠٧

« فاتبعوه » هكذا في ( المصرية ) ١ ، و الصواب : ( فاتبعوا ) كما في ( ابن أبي الحديد ) ٢ و ( ابن ميثم ) ٣ .

في ( صفين نصر ) ٤ : لما خرج علي عليه السّلام إلى صفين قال له عمرو بن الحمق : إني و اللّه ما بايعتك على قرابة بيني و بينك ، و لا إرادة مال تؤتينيه ، و لا التماس سلطان ترفع ذكري ، و لكن أجبتك لخصال خمس : أنّك ابن عمّ النبي صلّى اللّه عليه و آله ، و أول من آمن به ، و زوج سيّدة نساء الامة ، و أبو الذريّة التي بقيت فينا من النبي صلّى اللّه عليه و آله ، و أعظم رجل من المهاجرين في الجهاد . فلو أنّي كلّفت نقل الجبال الرواسي ، و نزح البحور الطوامي ، حتى يأتي عليّ يومي في أمر أقوّي به وليّك و اوهن به عدوّك ، ما رأيت أنّي قد أدّيت فيه كلّ الذي يحقّ عليّ من حقك . فقال عليه السّلام : اللهمّ نوّر قلبه بالتقى ، و اهده إلى صراط مستقيم ، ليت في جندي مائة مثلك . ثم قام حجر بن عدي ، فقال له عليه السّلام : نحن بنو الحرب و أهلها ،

نلهبها و ننتجها ، قد ضار ستنا و ضار سناها ، و لنا أعوان ذوو صلاح و عشيرة ذات عدد ، و رأي مجرّب و بأس محمود ، و أزمّتنا منقادة لك بالسمع و الطاعة ،

فإن شرّقت شرّقنا ، و إن غرّبت غرّبنا ، و ما أمرتنا به من أمر فعلناه .

و في ( رجال الكشي ) : قال أبو الجارود : قلت للأصبغ : ما كان منزلة هذا الرجل فيكم ؟ قال : ما أدري ما تقول ، إلاّ أنّ سيوفنا كانت على عواتقنا ، فمن أومى إليه ضربناه بها ، و كان يقول لنا : تشرطوا ، فو اللّه ما اشتراطكم لذهب و لا فضة ، و ما اشتراطكم إلاّ للموت ، إنّ قوما قبلكم من بني اسرائيل تشرطوا بينهم ، فما مات أحد منهم حتى كان نبي قومه ، أو نبي قريته ، أو نبي نفسه ،

ــــــــــــ

( ١ ) الطبعة المصرية : ١٣١ الخطبة ١٨٠ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٩٩ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٩٢ .

( ٤ ) صفين لنصر بن مزاحم : ١٠٣ .

٣٠٨

و إنّكم بمنزلتهم غير أنّكم لستم بأنبياء .

و في ( المروج ) ١ : كان حذيفة اليماني في سنة ( ٣٦ ) عليلا بالكوفة ، فبلغه قتل عثمان و بيعة الناس لعلي عليه السّلام ، فقال : أخرجوني و ادعوا : الصلاة جامعة .

فوضع على المنبر ، فحمد اللّه و أثنى عليه ، و صلّى على النبي و آله ، ثم قال : أيّها الناس ، إنّ الناس قد بايعوا عليّا عليه السّلام ، فعليكم بتقوى اللّه ، و انصروا عليّا ،

و وازروه ، فو اللّه إنّه لعلى الحق آخرا و أولا ، و إنّه لخير من مضى بعد نبيكم ،

و من بقي إلى يوم القيامة . ثم أطبق يمينه على يساره ، ثم قال : اللّهم اشهد أنّي قد بايعت عليّا . و قال : الحمد للّه الذي أبقاني إلى هذا اليوم . و قال لابنيه صفوان و سعيد : احملاني و كونا معه ، فسيكون له حروب كثيرة ، فيهلك فيها خلق من الناس ، فاجتهدا أن تستشهدا معه ، فإنّه و اللّه على الحق ، و من خالفه على الباطل . و مات حذيفة بعد ذلك بسبعة أيام ، و استشهد ابناه في صفين ،

و استشهد عبد اللّه بن الحرث النخعي أخو الأشتر .

١١

الحكمة ( ٣٢٢ ) وَ رُوِيَ : أَنَّهُ ع لَمَّا وَرَدَ ؟ اَلْكُوفَةَ ؟ قَادِماً مِنْ ؟ صِفِّينَ ؟ مَرَّ بِالشِّبَامِيِّينَ فَسَمِعَ بُكَاءَ اَلنِّسَاءِ عَلَى قَتْلَى ؟ صِفِّينَ ؟ وَ خَرَجَ إِلَيْهِ ؟ حَرْبُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ ؟ وَ كَانَ مِنْ وُجُوهِ قَوْمِهِ فَقَالَ ع لَهُ أَ تَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أَسْمَعُ أَ لاَ تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا اَلرَّنِينِ وَ أَقْبَلَ ؟ حَرْبٌ ؟ يَمْشِي مَعَهُ وَ هُوَ ع رَاكِبٌ فَقَالَ ع اِرْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي وَ مَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ

ــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٣٩٤ .

٣٠٩

أقول : رواه نصر بن مزاحم ١ ، و الطبري ٢ في كتابيهما مع زيادة قبله و بعده . فروى الأوّل عن عمر عن عبد اللّه بن عاصم ، قال : لما مرّ علي عليه السّلام بالثوريين يعني ثور همدان سمع البكاء ، فقال : ما هذه الأصوات ؟ قيل : هذا البكاء على من قتل بصفين . قال : أما إنّي أشهد لمن قتل منهم صابرا محتسبا بالشهادة . ثم مرّ بالشباميين ، فسمع رنّة شديدة ، و صوتا مرتفعا عاليا ، فخرج إليه حرب بن شرحبيل الشبامي ، فقال له علي عليه السّلام : أتغلبكم نساؤكم ؟ ألا تنهونهن عن هذا الصياح و الرنين ؟ قال : لو كانت دارا أو دارين أو ثلاثا قدرنا على ذلك ، و لكن من هذا الحي ثمانون و مائة قتيل ، فليس من دار إلاّ و فيها بكاء .

أمّا نحن معاشر الرجال فإنّا لا نبكي ، و لكن نفرح لهم بالشهادة . فقال عليه السّلام :

رحم اللّه قتلاكم و موتاكم . و أقبل يمشي معه ، و عليّ عليه السّلام راكب فقال له علي عليه السّلام : ارجع فإنّ مشي مثلك فتنة للوالي . و مذلّة للمؤمن . ثمّ مضى حتّى مرّ بالناعطيين ، فسمع رجلا منهم يقال له عبد الرحمن بن مرثد ، يقول : ما صنع عليّ شيئا ؟ ذهب ثم انصرف في غير شي‏ء . فلما نظر عليّ عليه السّلام إليه أبلس ،

فقال عليه السّلام : وجوه قوم ما رأوا الشام العام . ثم قال عليه السّلام لأصحابه : قوم فارقتهم آنفا خير من هؤلاء . ثم قال :

أخوك الذي إن أحرضتك ملمة

من الدهر لم يبرح لبثك واجما

و ليس أخوك بالذي إن تمنّعت

عليك امور ظل يلحاك لائما

ثمّ مضى عليه السّلام فلم يزل يذكر اللّه حتى دخل الكوفة .

و في حديث ٣ عمرو ابن شمر : لمّا صدر عليّ عليه السّلام من صفين أنشأ

ــــــــــــ

( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٥٣١ .

( ٢ ) تاريخ الطبري ٤ : ٤٥ .

( ٣ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٥٣٢ ٥٣٣ .

٣١٠

يقول :

و كم قد تركنا في دمشق و أرضها

من اشمط موتور و شمطاء ثاكل

و غانية صاد الرماح حليلها

فأضحت تعد اليوم احدى الأرامل

تبكي على بعل لها راح غاديا

و ليس إلى يوم الحساب بقافل

و إنّا لناس ما تصيب رماحنا

إذا ما طعنا القوم غير المقاتل

و روى الثاني ١ باسناده عن أبي مخنف عن عبد اللّه بن عاصم مثله ، إلى قوله : « حتى دخل الكوفة » لكن فيه : « حتى مر بالناعطيين و جلهم عثمانية » و فيه : « فلمّا نظروا إلى عليّ عليه السّلام أبلسوا » .

قول المصنّف : « و روى » قد عرفت أنّ الراوي عبد اللّه بن عاصم الفائشي .

« أنّه عليه السّلام لمّا ورد الكوفة قادما من صفين مرّ » قد عرفت من الرّواية المتقدمة أنّ مروره عليه السّلام بمن قال ، كان قبل وروده الكوفة .

« بالشباميين » بكسر الشين ، في ( الجمهرة ) : شبام : قبيلة من العرب . قال ابن الكلبي : هم منسوبون إلى جبل و ليس بامّ و لا أب .

و في ( السمعاني ) : شبام : مدينة باليمن . و في ( لبابه ) : شبام : بطن من همدان ، و هو شبام بن أسعد بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان ،

و تلك المدينة بهم سمّيت .

و في ( القاموس ) : « موضع بالشام ، و جبل لهمدان باليمن ، و بلد لحمير تحت جبل كوكبان ، و بلد لبني حبيب عند ذمرمر ، و بلد في حضر موت » .

قلت : و الأصح في الحي ما قاله ابن الكلبي .

« فسمع بكاء النساء على قتلى صفين » قد عرفت في خبره : « فسمع رنة شديدة ، و صوتا مرتفعا عاليا » و يشهد له قوله عليه السّلام : « أ لا تنهونهن عن هذا

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ٦٢ .

٣١١

الرنين » . لا أنّه عليه السّلام نهى عن مطلق البكاء . كيف و قد سمع عليه السّلام قبل الشباميين من ثور همدان بكاء نسائهن فلم ينه ؟

« و خرج اليه حرب بن شرحبيل الشبامي و كان من وجوه قومه » كان من التابعين و قوله له عليه السّلام في خبره : « أمّا نحن معاشر الرجال فلا نبكي و نفرح لهم بالشهادة » يدلّ على حسن حاله .

« فقال عليه السّلام أ تغلبكم نساؤكم على ما أسمع » من الصياح .

« أ لا تنهونهن عن هذا الرنين » صوت البكاء الممتد ، و في ( الجمهرة ) : الرنة:

الصوت الشديد يخالطه فزع أو صراخ . سمعت رنة القوم ، ثم كثر حتى قالوا :

سمعت رنّة الطير . أي : أصواتها ، و هو الرنين أيضا .

« و أقبل حرب » ليس ( حرب ) في ( ابن ميثم ) ١ بل في ( ابن أبي الحديد ) ٢ و أخذته ( المصرية ) ٣ منه .

« يمشي معه عليه السّلام و هو راكب فقال عليه السّلام » : هكذا في ( المصرية ) ،

و الصواب : ( فقال عليه السّلام له ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ٤ .

« ارجع فإنّ مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي و مذلّة للمؤمن » روى ( الروضة ) ٥ : عن جويرية بن مسهر قال : اشتددت خلف أمير المؤمنين عليه السّلام ،

فقال : يا جويرية إنّه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلاّ بخفق النعال خلفهم ، ما جاء بك ؟

قلت : جئت أسألك عن ثلاث : الشرف و المروة و العقل . . . .

و في ( معارف القتيبي ) : قال ميمون بن مهران : أوّل من مشت معه

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٤٠٣ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٣٤ .

( ٣ ) الطبعة المصرية : ٢٣٠ الحكمة ٣٢٢ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٤٠٣ .

( ٥ ) روضة فروع الكافي ٨ : ٢٤١ ح ٣٣١ .

٣١٢

الرجال و هو راكب : الأشعث بن قيس .

١٢

الخطبة ( ٢٠٦ ) و من كلام له عليه السّلام قاله لمّا اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة :

أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ أَمْرِي مَعَكُمْ عَلَى مَا أُحِبُّ حَتَّى نَهِكَتْكُمُ اَلْحَرْبُ وَ قَدْ وَ اَللَّهِ أَخَذَتْ مِنْكُمْ وَ تَرَكَتْ وَ هِيَ لِعَدُوِّكُمْ أَنْهَكُ . لَقَدْ كُنْتُ أَمْسِ أَمِيراً فَأَصْبَحْتُ اَلْيَوْمَ مَأْمُوراً وَ كُنْتُ أَمْسِ نَاهِياً فَأَصْبَحْتُ اَلْيَوْمَ مَنْهِيّاً وَ قَدْ أَحْبَبْتُمُ اَلْبَقَاءَ وَ لَيْسَ لِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ أقول : ذكره ( صفين نصر بن مزاحم ) ١ ، مع أدنى اختلاف و مع بيان سببه ، فقال : ذكروا أنّ أهل الشام جزعوا فقالوا : يا معاوية ما نرى أهل العراق أجابوا إلى ما دعوناهم إليه ، فأعدها جذعة ، فإنّك قد غمرت بدعائك القوم ،

و اطمعتهم فيك . فدعا معاوية عبد اللّه بن عمرو بن العاص و أمره أن يكلّم أهل العراق ، فأقبل حتى إذا كان بين الصفّين : نادى يا أهل العراق أنا عبد اللّه بن عمرو بن العاص ، إنّها قد كانت بيننا و بينكم امور للدين أو الدنيا ، فإن تكن للدين فقد و اللّه اعذرنا و اعذرتم و إن تكن للدنيا فقد أسرفنا و أسرفتم ، و قد دعوناكم إلى أمر لو دعوتمونا لأجبناكم ، فإن يجمعنا و إياكم الرضا فذلك من اللّه ، فاغتنموا هذه الفرجة لعلّه أن يعيش فيها المحترف و ينسى فيها القتيل ،

فإنّ بقاء المهلك بعد الهالك قليل . فخرج سعيد بن قيس الهمداني فأتى عليّا عليه السّلام ، فأخبره بقول عبد اللّه بن عمرو إلى أن قال و قام الناس إلى علي عليه السّلام ، فقالوا : أجب القوم إلى ما دعوك إليه ، فإنّا قد فنينا إلى أن قال ذكروا : أنّ الناس ماجوا و قالوا : أكلنا الحرب ، و قتلت الرجال . و قال قوم : نقاتل

ــــــــــــ

( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٤٨٤ .

٣١٣

القوم على ما قاتلناهم عليه أمس . و لم يقل هذا إلاّ قليل من الناس ، ثم رجعوا عن قولهم مع الجماعة و ثارت الجماعة بالموادعة ، فقام علي عليه السّلام و قال : « إنّه لم يزل أمري معكم على ما احب إلى أن أخذت الحرب منكم ، و قد و اللّه أخذت منكم و تركت ، و أخذت من عدوّكم و لم تترك ، و إنّها فيهم أنكى و أنهك ، إلاّ أنّي كنت أمس أميرا ، فأصبحت اليوم مأمورا ، و كنت ناهيا ، فأصبحت منهيا ، و قد أحببتم البقاء و ليس لي أن أحملكم على ما تكرهون » ثم تكلّم رؤساء القبائل ،

فأما من ربيعة و هي الجبهة العظمى فقام كردوس بن هاني البكري فقال :

أيّها الناس و اللّه ما تولينا معاوية منذ تبرّأنا منه ، و لا تبرّأنا من علي عليه السّلام منذ توليناه ، و إنّ قتلانا لشهداء ، و احياءنا لأبرار ، و إنّ عليّا عليه السّلام لعلى بيّنة من ربّه،

و ما أحدث إلاّ الانصاف ، و كان محقّا منصفا ، فمن سلّم له نجا ، و من خالفه هلك . ثم قام شقيق بن ثور البكري فقال : أيها الناس إنّا دعونا أهل الشام إلى كتاب اللّه ، فردّوه علينا ، فقاتلناهم عليه . و إنّهم دعونا إلى كتاب اللّه ، فإن رددناه عليهم حل لهم منّا ما حل لنا منهم ، و لسنا نخاف أن يحيف اللّه علينا و لا رسوله ،

و إنّ عليّا عليه السّلام ليس بالمراجع الناكص ، و لا الشاك الواقف ، و هو اليوم على ما كان عليه أمس ، و قد أكلتنا هذه الحرب و لا نرى إلاّ الموادعة . ثم قام حريث بن جابر البكري فقال : أيها الناس إنّ عليّا عليه السّلام لو كان خلوا من هذا الأمر لكان المفزع إليه فكيف و هو قائده و سائقه و انّه و اللّه ما قبل من القوم اليوم إلاّ ما دعاهم إليه أمس إلى أن قال و قام الحضين الربعي و كان أصغر القوم سنا فقال : أيّها الناس إنّما بني هذا الدين على التسليم ، فلا توقروه بالقياس ، و لا تهدموه بالشفقة . فإنّا و اللّه لو لا تقبل لا نقبل إلاّ ما نعرف لأصبح الحق في أيدينا قليلا ، و لو تركنا و ما نهوى لكان الباطل في أيدينا كثيرا ، و إنّ لنا داعيا قد حمدنا ورده و صدره ، و هو المصدق على ما قال ، المأمون على ما فعل ، فإن قال : لا .

٣١٤

قلنا : لا . و إن قال : نعم . قلنا : نعم .

و ذكره ( خلفاء ابن قتيبة ) ١ أيضا ، فقال : ذكروا أن أهل العسكرين باتوا بشدّة من الألم ، و نادى علي عليه السّلام أصحابه ، فأصبحوا على راياتهم و مصافهم ،

فلما رآهم معاوية و قد برزوا للقتال ، قال لعمرو بن العاص : ألم تزعم انّك ما وقعت في أمر قطّ إلاّ و خرجت منه ؟ قال : بلى . قال : أفلا تخرج مما ترى ؟ قال :

و اللّه لأدعونّهم إن شئت إلى أمر افرّق به جمعهم ، و يزداد جمعك إليك اجتماعا ، إن اعطوكه اختلفوا ، و إن منعوكه اختلفوا . قال : و ما ذاك ؟ قال تأمر بمصاحف فترتفع ، ثم تدعوهم إلى ما فيها فو اللّه لئن قبله ليفرقنّ عنه جماعته ،

و لئن رده ليكفرنّه أصحابه . فدعا معاوية بالمصحف ، ثم دعا رجلا من أصحابه يقال له : ابن هند ، فنشره بين الصفين ، ثم نادى : اللّه اللّه في دمائنا و دمائكم ، البقية البقية ، بيننا و بينكم كتاب اللّه . فلما سمع الناس ذلك ثاروا إلى عليّ عليه السّلام فقالوا : أعطاك معاوية الحق ، و دعاك إلى كتاب اللّه فاقبل منه إلى أن قال فقام عليّ عليه السّلام خطيبا فقال : « أيها الناس إنّه لم أزل من أمري على ما احبّ حتى قد نهكتكم الحرب ، و قد و اللّه أخذت منكم و تركت ، و هي لعدوّكم أنهك ،

و قد كنت بالأمس أميرا ، فأصبحت اليوم مأمورا ، و كنت ناهيا ، فأصبحت اليوم منهيا ، و ليس لي أن أحملكم على ما تكرهون » .

قول المصنّف : « و من كلام له عليه السّلام لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة » هكذا في ( المصرية ) ٢ و كذا ( ابن أبي الحديد ) ٣ و في ( ابن ميثم ) ٤ :

« و قال عليه السّلام لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة » .

ــــــــــــ

( ١ ) الخلفاء لابن قتيبة : ١١٥ .

( ٢ ) الطبعة المصرية ٢ : ٢١٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٢٩ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٤ : ١٥ .

٣١٥

قوله عليه السّلام : « أيها الناس إنّه لم يزل أمري معكم على ما احب » يأتمرون ما أمرهم به ، و يزدجرون عمّا زجرهم عنه .

« حتى نهكتكم » من : نهكته الحمى ، إذا جهدته و نقصت لحمه ، أو من :

نهكت الثوب ، إذا لبسته حتى خلق .

« الحرب » مؤنّث و قد تذكر ، قال : إذا الحرب هفا عقابه .

« و قد و اللّه أخذت » الحرب .

« منكم » رجالا .

« و تركت » أكثر .

« و هي لعدوّكم أنهك » فقتلى أصحاب معاوية كانوا أكثر من قتلى أصحابه عليه السّلام ، ففي ( المروج ) ١ : عن يحيى بن معين : قتل من أهل الشام تسعون ألفا ، و من أهل العراق عشرون ألفا . و عن أبي مخنف و الشرقي و الهيثم : قتل من أهل الشام خمسة و أربعون ألفا ، و من أهل العراق خمسة و عشرون .

« لقد كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا » في ( صفين نصر ) ٢ : لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يدعون إلى حكم القرآن ، قال عليّ عليه السّلام : عباد اللّه أنا أحق من أجاب إلى كتاب اللّه ، و لكن معاوية و عمرو بن العاص و ابن أبي معيط و حبيب بن مسلمة و ابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن ، إنّي أعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالا و صحبتهم رجالا ، فكانوا شر أطفال و شر رجال . إنّها كلمة حق يراد بها باطل ، إنّهم و اللّه ما رفعوها إلاّ أنّهم يعرفونها و لا يعملون بها ، و ما رفعوها لكم إلاّ خديعة و مكيدة . أعيروني سواعدكم

ــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٤٠٤ .

( ٢ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٤٨٩ .

٣١٦

و جماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، و لم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا . فجاءه زهاء عشرين ألفا مقنّعين في الحديد ، شاكي السلاح ،

سيوفهم على عواتقهم ، و قد اسودّت جباههم من السجود ، يتقدّمهم مسعر بن فدكي ، و زيد بن حصين و عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج من بعد ،

فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا عليّ أجب القوم إلى كتاب اللّه إذ دعيت إليه ،

و إلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفان ، فو اللّه لنفعلنّها إن لم تجبهم . فقال علي عليه السّلام لهم :

و يحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب اللّه ، و أوّل من أجاب إليه ، و ليس يحلّ لي و لا يسعني في ديني ، أن ادعى إلى كتاب اللّه فلا أقبله ، إنّي إنّما اقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن ، فإنّهم قد عصوا اللّه في ما أمرهم ، و نقضوا عهده ، و نبذوا كتابه ، و لكني قد أعلمتكم أنّهم قد كادوكم و أنّهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون . قالوا فابعث إلى الأشتر ليأتينك . و قد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله ، و حدّثني فضيل بن خديج عن رجل من النخع قال رأيت إبراهيم بن الاشتر دخل على مصعب فسأله عن الحال : كيف كانت ؟ فقال : كنت عند عليّ عليه السّلام حين بعث إلى الأشتر أن يأتيه ، فقال لرسوله : قل له : ليس هذه الساعة ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقفي ، إنّي قد رجوت أن يفتح اللّه لي .

فرجع رسوله ، فما هو إلا أن انتهى إلينا حتى ارتفع الوهج ، و علت الأصوات من قبل الأشتر و ظهرت دلائل الفتح لأهل العراق و الخذلان على أهل الشام ، فقال له القوم : و اللّه ما نراك إلاّ أمرته بقتال القوم . قال عليه السّلام : رأيتموني ساررت رسولي ؟ أليس إنّما كلّمته على رؤوسكم علانية و أنتم تسمعون ؟ قالوا :

فابعث إليه فليأتك ، و إلاّ فو اللّه اعتزلناك . فقال لرسوله : ويحك قل له : أقبل فإنّ الفتنة قد وقعت . فأتاه فأخبره ، فقال الأشتر : ألرفع هذه المصاحف ؟ قال : نعم .

قال : اما و اللّه لقد ظننت أنّها حين رفعت ستوقع اختلافا و فرقة ، انّها من مشورة

٣١٧

ابن النابغة يعني : عمرو بن العاص ثم قال لرسوله : ألا ترى إلى الفتح ؟ ألا ترى إلى ما يلقون ؟ ألا ترى إلى الذي يصنع اللّه لنا ؟ أينبغي أن ندع هذا و ننصرف عنه ؟ فقال له رسوله : أتحب أنّك ظفرت هاهنا و أنّ أمير المؤمنين بمكانه الذي هو به يسلّم إلى عدوه ؟ قال : سبحان اللّه و اللّه ما احب ذلك . قال :

إنّهم قالوا له : لترسلن إلى الأشتر فليأتك ، أو لنقتلنّك كما قتلنا عثمان ، أو لنسلمنّك إلى عدوّك . فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم فصاح : يا أهل الذل و الوهن ، أحين علوتم القوم فظنّوا أنّكم لهم ظاهرون ، و رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها ، و قد و اللّه تركوا ما أمر اللّه فيها و سنّة من انزلت عليه ؟ فلا تجيبوهم ، أمهلوني فواقا ، فإنّي قد أحسست بالفتح . قالوا : لا . قال : فامهلوني عدو الفرس ، فإنّي قد طمعت في النصر . قالوا : إذن ندخل معك في خطيئتك .

قال : فحدثوني عنكم و قد قتل أماثلكم و بقي أراذلكم متى كنتم محقين ؟

أحين تقتلون أهل الشام ، فأنتم الآن حين أمسكتم مبطلون ؟ أم الآن محقون ؟

فقتلاكم إذن لا تنكرون فضلهم ، و كانوا خيرا منكم في النار . قالوا : دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في اللّه ، و ندع قتالهم في اللّه ، إنّا لسنا نطيعك فاجتنبنا . قال :

خدعتم و اللّه فانخدعتم ، و دعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم . يا أصحاب الجباه السود ، كنّا نظنّ أنّ صلاتكم زهادة في الدنيا و شوقا إلى لقاء اللّه ، فلا أدري فراركم إلاّ إلى الدنيا من الموت ، ألا فقبحا يا أشباه النيب الجلالة ، ما أنتم برائين عزا بعدها أبدا ، فابعدوا كما بعدا للقوم الظالمين . فسبّوه و سبّهم ، و ضربوا بسياطهم وجه دابته ، و ضرب بسوطه وجه دوابهم ، فصاح بهم علي عليه السّلام فكفوا ، فقال الأشتر له عليه السّلام : احمل الصف على الصف يصرع القوم . فقالوا له :

إنّ عليّا قبل الحكومة و رضي . فقال : إنّ كان قد قبل و رضي فقد رضيت بما رضي به أمير المؤمنين عليه السّلام . فأقبل الناس يقولون قد رضي أمير المؤمنين ،

٣١٨

قد قبل أمير المؤمنين . و هو عليه السّلام ساكت لا يلفظ بكلمة ، مطرق إلى الأرض .

« و كنت أمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيا » في ( صفين نصر ) ١ : جاء الأشعث إلى علي عليه السّلام فقال : ما أرى الناس إلا و قد رضوا أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه ، فإن شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد ، و نظرت ما الذي يسأل .

قال : إيته إن شئت . فأتاه فقال له : لأيّ شي‏ء رفعتم المصاحف ؟ قال : لنرجع نحن و أنتم إلى ما أمر اللّه به في كتابه ، فأبعثوا منكم رجلا ترضون به ، و نبعث منّا رجلا ، ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب اللّه لا يعدوانه ، ثم نتبع ما اتفقا عليه . فقال الأشعث : هذا هو الحق . فانصرف إلى علي عليه السّلام فأخبره ، فقال الناس : قد قبلنا و رضينا . فبعث علي عليه السّلام قرّاء من أهل العراق ، و بعث معاوية قرّاء من أهل الشام ، فاجتمعوا بين الصفين و معهم المصحف ، فنظروا فيه و تدارسوه و أجمعوا على أن يحيوا ما أحيا القرآن ، و أن يميتوا ما أمات القرآن ،

ثم رجع كلّ فريق إلى أصحابه ، فقال أهل الشام : إنّا قد رضينا و اخترنا عمرو بن العاص . و قال الأشعث و القرّاء الذين صاروا خوارج في ما بعد : فإنّا قد رضينا و اخترنا أبا موسى . فقال لهم علي عليه السّلام : اني لا أرضى بأبي موسى ، و لا أرى ان أولّيه . فقال الأشعث و يزيد بن حصين و مسعر بن فدكي في عصابة من القراء : إنّا لا نرضى إلاّ به ، فإنّه قد حذّرنا ما وقعنا فيه . قال علي عليه السّلام : فإنّه ليس لي برضاء و قد فارقني ، و خذّل الناس عني ، ثم هرب حتى أمّنته بعد أشهر ، و لكن هذا ابن عباس اولّيه ذلك . قالوا : و اللّه ما نبالي أنت كنت أو ابن عباس لا تريد إلاّ رجلا هو منك و من معاوية سواء ، ليس إلى واحد منكما بأدنى من الآخر . قال : فإنّي أجعل الأشتر . قال الأشعث : و هل سعّر الأرض علينا غير الأشتر ؟ و هل نحن إلاّ في حكم الأشتر ؟ قال علي عليه السّلام : و ما حكمه ؟

ــــــــــــ

( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٤٩٨ ٤٩٩ .

٣١٩

قال ان يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما أردت و ما أراد إلى أن قال قال علي عليه السّلام : قد أبيتم إلاّ أبا موسى . قالوا : نعم . قال : فاصنعوا ما أردتم .

« و قد أحببتم البقاء و ليس لي أن أحملكم على ما تكرهون » و كرهوا ان يجاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل اللّه و قالوا لا تنفروا في الحرّ قل نار جهنّم أشدّ حرّا لو كانوا يفقهون ١ .

ــــــــــــ

( ١ ) التوبة : ٨١ .

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617