بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82289 / تحميل: 3983
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الفصل الثالث و الثلاثون في المارقين

٣٢١

١

الخطبة ( ٣٥ ) و من خطبة له عليه السّلام بعد التحكيم :

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ إِنْ أَتَى اَلدَّهْرُ بِالْخَطْبِ اَلْفَادِحِ وَ اَلْحَدَثِ اَلْجَلِيلِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَيْرُهُ وَ أَنَّ ؟ مُحَمَّداً ؟ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ص أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَعْصِيَةَ اَلنَّاصِحِ اَلشَّفِيقِ اَلْعَالِمِ اَلْمُجَرِّبِ تُورِثُ اَلْحَيْرَةَ وَ تُعْقِبُ اَلنَّدَامَةَ وَ قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فِي هَذِهِ اَلْحُكُومَةِ أَمْرِي وَ نَخَلْتُ لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْيِي لَوْ كَانَ يُطَاعُ ؟ لِقَصِيرٍ ؟ أَمْرٌ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ اَلْمُخَالِفِينَ اَلْجُفَاةِ وَ اَلْمُنَابِذِينَ اَلْعُصَاةِ حَتَّى اِرْتَابَ اَلنَّاصِحُ بِنُصْحِهِ وَ ضَنَّ اَلزَّنْدُ بِقَدْحِهِ فَكُنْتُ وَ إِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو ؟ هَوَازِنَ ؟

أَمَرْتُكُمْ أَمْرِي ؟ بِمُنْعَرَجِ اَللِّوَى ؟

فَلَمْ تَسْتَبِينُوا اَلنُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى اَلْغَدِ

٣٢٢

أقول : قال ابن أبي الحديد ١ : قال نصر في ( صفينه ) : لما خدع عمرو بن العاص أبا موسى ، غمّ ذلك عليّا عليه السّلام و ساءه و وجم له ، فخطب الناس و قال :

الحمد للّه و إن أتى الدهر بالخطب الفادح إلى آخر الخطبة و زاد : الا أنّ هذين الرجلين اللذين اخترتموهما قد نبذا حكم الكتاب ، و أحييا ما أمات ، و اتبع كلّ منهما هواه ، و حكم بغير حجّة و لا بيّنة ، و لا سنّة ماضية ، و اختلفا في ما حكما ،

فكلاهما لم يرشده اللّه فاستعدوا للجهاد ، و تأهبوا للمسير و أصبحوا في معسكركم . . . .

قلت : و رواه الطبري ٢ ، و كذا المسعودي ٣ ، و القتيبي ٤ ، و البلاذري .

و في الأول : لما خرجت الخوارج و هرب أبو موسى إلى مكة ، و ردّ علي عليه السّلام ابن عباس إلى البصرة ، قام علي عليه السّلام في الكوفة فخطبهم ، فقال : الحمد للّه و إن أتى الدهر بالخطب الفادح . . . مع الزيادة .

و في ( المروج ) ٥ : و لمّا بلغ عليّا عليه السّلام ما كان من أمر أبي موسى و عمرو قال : إنّي كنت تقدّمت إليكم في هذه الحكومة و نهيتكم عنها ، فأبيتم إلاّ عصياني ، فكيف رأيتم عاقبة أمركم إذ أبيتم عليّ ؟ و اللّه إنّي لأعرف من حملكم على خلافي و الترك لأمري ، و لو أشاء أخذه لفعلت ، و لكن اللّه من ورائه يريد بذلك الأشعث و اللّه أعلم و كنت في ما أمرت به كمال قال أخو بني جشم :

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى

فلم يستبينوا الرشد إلاّ ضحى الغد

من دعا إلى هذه الخصومة فاقتلوه قتله اللّه و لو كان تحت عمامتي هذه .

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٢٥٩ .

( ٢ ) تاريخ الطبري ٥ : ٧٦ .

( ٣ ) المسعودي ٢ : ٤١١ .

( ٤ ) القتيبي : ١٤٣ .

( ٥ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٤١٢ .

٣٢٣

ألا إنّ هذين الرجلين الخاطئين اللذين اخترتموهما حكمين قد تركا حكم اللّه ،

و حكما بهوى أنفسهما بغير حجّة و لا حقّ معروف ، فأماتا ما أحيا القرآن ،

و أحييا ما أماته ، و اختلف في حكمهما كلامهما ، و لم يرشدهما اللّه و لم يوفقهما ،

فبرى‏ء اللّه منهما و رسله و صالح المؤمنين ، فتأهبوا للجهاد . . . .

و في ( الخلفاء ) ١ : قالوا : لمّا توافى الخوارج إلى النهروان قام علي عليه السّلام بالكوفة على المنبر ، ثم قال : أما بعد ، فإنّ معصية العالم الناصح يورث الحسرة ، و تعقب الندامة ، و قد كنت أمرتكم في أمر هذين الرجلين ، و في هذه الحكومة بأمري ، فأبيتم إلاّ ما أردتم ، فأحييا ما أمات القرآن و أماتا ما أحيا القرآن ، و اتبع كلّ واحد منهما هواه يحكم بغير حجّة و لا سنّة ظاهرة ، و اختلفا في أمرهما و حكمهما فكلاهما لم يرشده اللّه ، فبرى‏ء اللّه منهما و رسوله و صالح المؤمنين ، فاستعدوا للجهاد و تأهبوا للمسير ، ثم أصبحوا في معسكركم بالنخيلة ، و و اللّه لأغزونّهم ، و لو لم يبق أحد غيري لجاهدتهم .

و في ( أنساب الرابع ) بإسناده عن أبي مخنف ، عن أبي روق الهمداني ،

عن عامر الشعبي و عن معلّى بن كليب ، عن أبي الوداك جبر بن نوف ،

و غيرهما ، قالوا : لما هرب أبو موسى إلى مكة ، و رجع ابن عباس واليا على البصرة ، و أتت الخوارج النهروان ، خطب علي عليه السّلام الناس بالكوفة ، فقال : الحمد للّه و إن أتى الدهر بالخطب الفادح و الحدث الجليل ، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله . أمّا بعد ، فإنّ معصية الناصح الشفيق المجرب تورث الحسرة ، و تعقب الندم ، و قد كنت أمرتكم في هذين الرجلين و هذه الحكومة بأمري ، و نخلت لكم رأيي لو يطاع لقصير رأي ، و لكنكم أبيتم إلاّ ما أردتم ،

فكنت و أنتم كما قال أخو هوازن :

ــــــــــــ

( ١ ) الخلفاء لابن قتيبة : ١٤٣ .

٣٢٤

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى

فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد

ألا إنّ الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين ، قد نبذا حكم الكتاب وراء ظهورهما ، و ارتأيا الرأي قبل أنفسهما ، فأماتا ما أحيا القرآن ، و أحييا ما أمات القرآن ، ثم اختلفا في حكمهما ، فكلاهما لا يرشد و لا يسدد ، فبرى‏ء اللّه منهما و رسوله و صالح المؤمنين ، فاستعدوا للجهاد ، و تأهبوا للمسير ، و أصبحوا في معسكركم .

« الحمد للّه و ان أتى الدهر بالخطب » في ( الجمهرة ) : الخطب الأمر العظيم و الجمع خطوب .

« الفادح » أي : المثقل .

« و الحدث الجليل » و انّما قال عليه السّلام ذلك ، لأنّه يجب حمده تعالى على كلّ حال . و كان الصادق عليه السّلام إذا ورد عليه أمر يسرّه قال : الحمد للّه على هذه النعمة . و إذا ورد عليه أمر يغتمّ به قال : الحمد للّه على كلّ حال ١ .

« و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ليس معه إله غيره » هكذا في ( المصرية ) ٢ . و قوله : « وحده لا شريك له » من زيادات المحشين ، لعدم وجوده في ( ابن أبي الحديد ٣ و ابن ميثم ٤ و الخطية ) .

« أما بعد ، فإن معصية الناصح الشفيق ، العالم المجرب توجب الحيرة » هكذا في ( المصرية ) ٥ ، و الصواب : ( الحسرة ) كما في ( ابن أبي الحديد

ــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٢ : ٩٧ ، و البحار ٧١ : ٣٣ .

( ٢ ) الطبعة المصرية ١ : ٨٠ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٢٠٤ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٢ : ٨٤ .

( ٥ ) الطبعة المصرية ١ : ٨١ .

٣٢٥

و ابن ميثم ) ١ و ( الخطية ) .

« و تعقب الندامة » قال القطامي كما في ( عيون القتيبي ) ٢ :

و معصية الشفيق عليك مما

يزيدك مرة منه استماعا

و خير الأمر ما استقبلت منه

و ليس بأن تتبعه اتباعا

كذلك و ما رأيت الناس إلاّ

إلى ما جرّ غاويهم سراعا

تراهم يغمرون من استركبوه

و يجتنبون من صدق المصاعا

و قال سبيع لأهل اليمامة لمّا خالفوه : يا بني حنيفة بعدا لكم كما بعدت عاد ، أما و اللّه لقد أنبأتكم بالأمر قبل وقوعه ، كأنّي أسمع جرسه و أسمع غيبه ،

و لكنكم أبيتم النصيحة فاجتنيتم الندم ، و أصبحتم و في أيديكم من تكذيبي التصديق ، و من تهمتي الندامة ، و أصبح في يدي من هلاككم البكاء ، و من ذلّكم الجزع ، و أصبح ما فات غير مردود ، و ما بقي غير مأمون ، و إنّي لمّا رأيتكم تتهمون النصيح ، و تسفهون الحليم استشعرت منكم اليأس ، و خفت عليكم البلاء . . . .

و في ( الطبري ) ٣ : في قصة خروج ابن الأشعث على الحجاج كتب المهلب إلى الحجاج : إنّ أهل العراق قد أقبلوا إليك و هم مثل السيل المنحدر من علّ ، ليس يردّه شي‏ء حتّى ينتهي إلى قراره . و انّ لأهل العراق شرّة في أوّل مخرجهم ، و صبابة إلى أبنائهم و نسائهم ، فليس شي‏ء يردّهم حتى يسقطوا إلى أهليهم ، و يشمّوا أولادهم ، ثمّ واقعهم عندها . فلمّا قرأ كتابه قال : فعل اللّه به و فعل ، لا و اللّه مالي نظر ، و لكن لابن عمّه نصح . و عزم على استقبال ابن

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٢ : ٨٤ ، و فيه : « تورث الحيرة » .

( ٢ ) العيون للقتيبي ١ : ٣٣ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٦ : ٣٣٩ .

٣٢٦

الأشعث ، فسار بأهل الشام حتّى نزل تستر ، و قدّم بين يديه مطهر بن الحر العكي ، و عبد اللّه بن رميثة الطائي ، فجاؤوا حتى انتهوا إلى دجيل ، و قد قطع ابن الأشعث خيلا له عليها عبد اللّه بن أمان الحارثي في ثلاثمائة فارس ، و كانت مسلحة له و للجند . فلما انتهى إليه مطهر أمر ابن رميثة فأقدم عليهم فهزمت خيله حتى انتهت إليه ، و جرح أصحابه ، و أقحم أصحاب ابن الأشعث خيولهم دجيل ، و هزموا العكي و الطائي في يوم الأضحى سنة ( ٨١ ) و قتلوهم قتلا ذريعا . و أتت الحجاج الهزيمة و هو يخطب ، فقال : ارتحلوا إلى البصرة . و حين صدم تلك الصدمة دعا بكتاب المهلب فقرأه ، ثم قال للّه أبوه أي صاحب حرب هو ؟ أشار علينا بالرأي و لكنّا لم نقبل .

« و قد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري و نخلت لكم مخزون رأيي » كشي‏ء ينخل و يغربل ، فكان عليه السّلام قال لهم : إنّ معاوية و ابن العاص ، و ابن أبي معيط ،

و ابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن ، إنّي أعرف بهم منكم ، و ما رفعوها لكم إلاّ خديعة و مكيدة .

« لو كان يطاع لقصير أمر » مثل تمثل عليه السّلام به ، و الأصل فيه كما في ( الطبري ) ١ : أنّ جذيمة الأبرش و كان من أفضل ملوك العرب رأيا ، و أبعدهم مغارا ، و أشدّهم نكاية . و كان أوّل من استجمع له الملك بأرض العراق ، و كان به برص ، فهابت العرب أن تنسبه إليه إعظاما له ، فقال : جذيمة الوضاح ،

و جذيمة الأبرش . و كانت منازله بين الحيرة و الأنبار ، و بقة و هيت و ناحيتها،

و عين التمر و أطراف البر إلى الغمير ، و القطقطانة و خفية و ما والاها غزا عمرو بن ظرب ملك الشام ، فقتله ، فملك بعده ابنته الزباء ، فأجمعت لغزو جذيمة تطلب بثأر أبيها ، فقالت لها اختها و كانت ذات رأي و دهاء : إن ظفرت

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ١ : ٦١٣ .

٣٢٧

أصبت ثأرك ، و إن قتلت ذهب ملكك ، و لا تدرين لمن تكون العاقبة . فانصرفت عن هذا الرأي ، فأتت أمرها من وجوه الخدع و المكر ، فكتبت إلى جذيمة تدعوه إلى نفسها و ملكها ، و أن يصل بلاده ببلادها ، و أنّها لم تجد ملك النساء إلاّ إلى قبيح في السماع ، و ضعف في السلطان ، و أنّها لم تجد لنفسها كفوا غيره ، فأقبل إليّ فاجمع ملكي إلى ملكك ، و صل بلادي ببلادك ، و تقلّد أمري مع أمرك . فلمّا انتهى كتابها إلى جذيمة استخفه ما دعته إليه ، و رغب في ما أطمعته فيه ، و جمع إليه أهل النهى من ثقاته ، و هو بالبقة من شاطى‏ء الفرات ، فعرض عليهم ما دعته إليه فصوبوا ذلك كلّهم إلاّ قصيرا و هو قصير بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس بن ربي بن نمارة بن لخم و قال : « رأي فاتر و غدر حاضر » فذهبت مثلا . فنازعوه الرأي فقال : « إنّي لأرى أمرا ليس بالخسا و لا الزكا » فذهبت مثلا .

و قال لجذيمة : اكتب إليها ، فإن كانت صادقة فلتقبل إليك ، و إلاّ لم تمكنها من نفسك و قد قتلت أباها . فلم يوافق جذيمة رأي قصير ، فقال قصير :

إنّي امرؤ لا يميل العجز ترويتي

إذا أتت دون شي‏ء مرة الوزم

فقال جذيمة : « و لكنك امرؤ رأيك في الكن لا في الضح » فذهبت مثلا .

فدعا جذيمة ابن اخته عمرو بن عدي ، فاستشاره فشجعه على المسير ، و قال :

إنّ نمارة قومي مع الزباء ، و لو قدروا لصاروا معك . فأطاعه و عصى قصيرا ،

فقال قصير : « لا يطاع لقصير أمر » . فاستخلف على ملكه عمرو بن عدي ، و سار في وجوه من أصحابه ، فأخذ على الفرات من الجانب الغربي ، فلما نزل الفرضة دعا قصيرا ، فقال : ما الرأي ؟ قال : « ببقة تركت الرأي » فذهبت مثلا .

و استقبلته رسل الزباء بالهدايا و الألطاف ، فقال : يا قصير كيف ترى ؟ قال :

« خطر يسير في خطب كبير » فذهبت مثلا . و قال له : ستلقاك الخيول ، فإن سارت أمامك فإن المرأة صادقة ، و إن أخذت جنبيك و أحاطت بك من خلفك

٣٢٨

فإن القوم غادرون ، فاركب العصا و كانت عصا فرسا لجذيمة لا تجارى فإنّي راكبها و مسايرك عليها . فلقيته الخيول و الكتائب ، فحالت بينه و بين العصا ، فركبها قصير ، و نظر إليه جذيمة موليا على متنها ، فقال : « ويل امه حزما على ظهر العصا » فذهبت مثلا . فقال : « ياضل ما تجري به العصا » .

و جرت به إلى غروب الشمس ثم نفقت و قد قطعت أرضا بعيدة ، فبنى عليها برجا يقال له : برج العصا . و سار جذيمة و قد أحاطت به الخيول حتى دخل على الزباء ، فلما رأته تكشفت ، فإذا هي مضفورة الاست ، فقالت : يا جذيمة « أ دأب عروس ترى » ؟ فذهبت مثلا . و قالت : إنّي انبئت أن دماء الملوك شفاء من الكلب .

ثم أجلسته على نطع ، و أمرت بطست من ذهب فأعدته له و سقته من الخمر حتى أخذت مأخذها منه ، و أمرت براهشيه فقطعا ، و قد قيل لها : إن قطر من دمه شي‏ء في غير الطست طلب بدمه . و كانت الملوك لا تقتل بضرب العنق إلاّ في القتال تكرمة للملك . فلمّا ضعفت يداه سقطتا فقطر من دمه ، فقالت : لا تضيعوا دم الملك . فقال : « دعوا دما ضيعه أهله » فذهبت مثلا . فهلك جذيمة و استنشفت الزباء دمه ، فجعلته في برس قطن في ربعة لها . و خرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم ، حتى قدم على عمرو بن عدي بالحيرة ، فقال له :

« أ داثر أم ثائر » قال : « ثائر سائر » فذهبت مثلا . فقال له قصير : « تهيأ و لا تطل دم خالك » . قال : و كيف لي بها و هي « امنع من عقاب الجو » ؟ فذهبت مثلا. و كانت اتخذت نفقا من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها داخل مدينتها ،

و قالت ان فجأني أمر دخلت النفق إلى حصني فقال له قصير : اجدع أنفي و اضرب ظهري ، و دعني و إيّاها . فقال عمرو : ما أنا بفاعل ذلك و ما أنت بذلك بمستحق مني. فقال قصير : « خلّ عني إذن و خلاك ذم » فذهبت مثلا . فقال له عمرو : فأنت أبصر . فجدع قصير أنفه و أثر بظهره ، فقالت العرب : « لمكر ما جدع

٣٢٩

قصير أنفه » . ثم خرج كأنّه هارب ، و أظهر أن عمرا فعل به ذلك ، و أنّه يزعم أنّه مكر بخاله جذيمة ، و غرّه من الزباء . فسار حتّى قدم على الزباء فقيل لها : إنّ قصيرا بالباب . فأمرت به فادخل عليها ، فإذا أنفه قد جدع ، و ظهره قد ضرب ،

فقالت : ما الذي أرى بك يا قصير ؟ فقال زعم عمرو بن عدي أنّي غررت خاله ،

و زيّنت له المسير إليك و غششته و مالأتك عليه ، ففعل بي ما ترين ، فأقبلت إليك و عرفت أنّي لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك . فأكرمته ، و أصابت عنده بعض ما أرادت من الرأي و المعرفة بامور الملوك . فلمّا عرف أنّها قد ثقّت به قال : إنّ لي بالعراق أموالا كثيرة ، و بها طرائف و ثياب و عطر ، فابعثيني إلى العراق لأحمل مالي ، و أحمل إليك من بزوزها و طرائف ثيابها ، و صنوف ما يكون بها من الأمتعة و الطيب و التجارات ، فتصيبين في ذلك أرباحا عظاما ،

و بعض ما لا غنى بالملوك عنه . فلم يزل يزيّن لها ذلك حتى سرحته و دفعت معه عيرا ، و قالت له : بع ما جهّزناك به ، و ابتع لنا من طرائف ما يكون بها . فسار قصير حتى قدم العراق و أتى الحيرة متنكرا ، فدخل على عمرو بن عدي فأخبره بالخبر ، و قال: جهزني بالبز و الطرف و الأمتعة ، لعلّ اللّه يمكن منها فتصيب ثأرك . فجهّزه بصنوف الثياب و غيرها ، فرجع بذلك كلّه إلى الزباء فأعجبها ما رأت ، و ازدادت به ثقة . ثم جهّزته بعد ذلك بأكثر مما في المرة الاولى ، فسار حتى قدم العراق ، و لقي عمرو بن عدي، و حمل من عنده ما ظنّ أنّه موافق لها ، و لم يدع طرفة قدر عليها إلاّ حملها ، ثم عاد الثالثة ، و قال لعمرو :

اجمع لي ثقات أصحابك و جندك ، و هيّى‏ء لهم الغرائر و المسوح و قصير أوّل من عمل الغرائر و احمل كلّ رجلين على بعير في غرارتين ، و اجعل معقد رؤوس الغرائر من باطنها ، فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها ،

و أخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة ، فمن قاتلهم قتلوه ، و إن

٣٣٠

أقبلت الزباء تريد النفق جللتها بالسيف . ففعل عمرو ما قال ، ثم وجّه إلى الزبا العير عليها الرجال و أسلحتهم ، فلما كانوا قريبا من مدينتها تقدّم قصير إليها ،

فبشّرها و أعلمها كثرة ما حمل إليها من الثياب و الطرائف ، و سألها أن تخرج فتنظر إلى قطارات تلك الإبل ، و قال لها : « إنّي جئت بما صاء و صمت » فذهبت مثلا . و كان قصير يكمن النهار و يسير الليل ، و هو أوّل من فعل ذلك فخرجت ،

فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها ، فقالت : يا قصير

ما للجمال مشيها وئيدا

أجندلا يحملن أم حديدا

أم صرفانا باردا شديدا

أم الرجال جثما قعودا

فدخلت الإبل المدينة حتى كان آخرها ، نخس بواب نبطي بمنخسته الغرائر التي تليه ، فأصابت خاصرة الرجل الذي فيها ، فضرط ، فقال : « بشقا بسقا » يعني في الجوالق شر فذهبت مثلا . فلمّا توسطت الإبل المدينة انيخت ، و دلّ قصير عمرا على باب النفق ، و خرجت الرجال من الغرائر ،

و صاحوا بأهل المدينة ، و وضعوا فيهم السيف . و قام عمرو على باب النفق ،

و أقبلت الزباء مولّية مبادرة لتدخل النفق فأبصرت عمرا قائما و كان المصوّرون صوروا لها صورته قبل ، لأن كاهنتها أخبرتها أنّه قاتلها فمصّت خاتمها ، و كان فيه سم و قالت : « بيدي لا بيدك يا عمرو » فذهبت مثلا . و تلقاها عمرو ، فجللها بالسيف فقتلها .

و المثل بعدم إطاعة أمر قصير كما تمثّل عليه السّلام به معروف ، قال نهشل بن حري التميمي :

و مولى عصاني و استبدّ برأيه

كما لم يطع بالبقتين قصير

فلمّا تيقّن غبّ أمري و أمره

و ولّت بأعجاز الامور صدور

٣٣١

تمنّى بئيسا أن يكون أطاعني

و قد حدثت بعد الامور امور

« فأبيتم عليّ إباء المخالفين الجناة » هكذا في ( المصرية ) ١ ، و الصواب :

( الجفاة ) كما في ( ابن أبي الحديد ٢ و ابن ميثم و الخطية ) .

« و المنابذين العصاة » في ( مقاتل أبي الفرج ) ٣ في قضايا أبي السرايا في خروج محمّد بن جعفر أيّام المأمون و قتاله مع عسكر المأمون و عليهم هرثمة ابن أعين : ان هرثمة صاح : يا أهل الكوفة علام تسفكون دماءنا و دماءكم ؟ إن كان قتالكم كراهية لإمامنا فهذا منصور بن المهدي رضا لنا و لكم نبايعه ، و إن أحببتم إخراج الأمر من ولد العباس فانصبوا إمامكم ، و اتفقوا معنا ليوم الإثنين نتناظر فيه و لا تقتلونا و أنفسكم . فأمسك أهل الكوفة أصحاب أبي السرايا عن الحملة ، فناداهم أبو السرايا : ويحكم إنّ هذه حيلة من هؤلاء لما أيقنوا بالهلاك ، فاحملوا عليهم . فامتنعوا و قالوا : لا يحلّ لنا قتالهم ، و قد أجابوا .

فغضب أبو السرايا ، و لما كان يوم الجمعة خطب و قال : يا أهل الكوفة يا قتلة علي عليه السّلام ، و يا خذلة الحسين عليه السّلام إنّ المغتر بكم لمغرور ، و إنّ المعتمد على نصركم لمخذول ، و إنّ الذليل لمن أعززتموه ، و اللّه ما خمد علي عليه السّلام أمركم في حمده ، و لا رضى مذهبكم في رضاه ، و لقد حكمكم فحكمتم عليه ، و ائتمنكم فخنتم أمانته ، و وثق بكم فحلتم عن ثقته ، ثم لم تنفكّوا عليه مختلفين ، و لطاعته ناكثين ، إن قام قعدتم ، و إن قعد قمتم ، و إن تقدّم تأخرتم ، و إن تأخر تقدمتم خلافا عليه ، و عصيانا لأمره ، حتى سبقت فيكم دعوته ، و خذلكم اللّه بخذلانكم إيّاه ، أي عذر لكم في الهرب عن عدوّكم ، و النكول عمّن لقيتم و قد عبروا

ــــــــــــ

( ١ ) الطبعة المصرية ١ : ٨١ .

( ٢ ) شرح نهج ابن أبي الحديد ٢ : ٢٠٤ .

( ٣ ) المقاتل لأبي الفرج : ٣٦٣ .

٣٣٢

خندقكم ، و علوا قبائلكم ، ينتهبون أموالكم و يستباحون حريمكم ؟ هيهات لا عذر لكم إلاّ العجز و المهانة و الرضا بالصغار و الذلة ، إنّما أنتم كفي‏ء الظل ،

و تهزمكم الطبول بأصواتها ، و يملأ قلوبكم الخرق بسوادها . أما و اللّه لأستبدلن بكم قوما يعرفون اللّه حق معرفته ، و يحفظون محمّدا صلّى اللّه عليه و آله في عترته . قال:

و مارست أقطار البلاد فلم أجد

لكم شبها في ما وطئت من الأرض

خلافا و جهلا و انتشار عزيمة

و وهنا و عجزا في الشدائد و الخفض

لقد سبقت فيكم إلى الحشر دعوة

فلا فيكم راض و لا فيكم مرضي

سأبعد داري عن قلى من دياركم

فذوقوا إذا ولّيت عاقبة النقض

« حتى ارتاب الناصح » بأن نصحه لعلّه خطأ ، حيث لا يقبلونه .

« و ضنّ » أي : بخل .

« الزند » في ( الصحاح ) الزند : العود الذي تقدح به النار ، و هو الأعلى ،

و الزندة السفلى فيها ثقب ، و هي الانثى و هما زندان . . . و من ضنة الزند قالوا :

فلان مزند . أي : بخيل ، و عطاء مزند . أي : قليل ، و ثوب مزند ، أي : ضيّق ، و مزادة مزندة : قليلة الماء .

« بقدحه » أي : اشتعاله .

« فكنت و إياكم كما قال أخو هوازن » و هوازن ابن منصور بن عكرمة بن حفصة ابن قيس عيلان ، و المراد بأخي هوازن : دريد بن الصمة .

« أمرتكم أمري بمنعرج اللوى

فلم تستبينوا النصح الا ضحى الغد »

و الأصل في قول أخي هوازن ما رواه أبو الفرج في ( أغانيه ) ١ : أنّ عبد اللّه بن الصمّة أخا دريد غزا غطفان فظفر بهم و ساق أموالهم في يوم

ــــــــــــ

( ١ ) الأغاني لأبي الفرج ١٠ : ٥ .

٣٣٣

يقال له : يوم اللوى ، و مضى بها ، و لما كان منهم غير بعيد قال : انزلوا بنا . فقال أخوه دريد : نشدتك اللّه ألاّ تنزل ، فإنّ غطفان ليست بغافلة عن أموالها . فأقسم لا يريم حتى يأخذ مرباعه ، و ينقع نقيعة ، فيأكل و يطعم و يقسم البقية بين أصحابه . فبينا هم في ذلك و قد سطعت الدواخن ، إذا بغبار قد ارتفع اشدّ من دخانهم ، و إذا عبس و فزارة و أشجع قد أقبلت ، فقالوا لربيئتهم : انظر ماذا ترى ؟

فقال : أرى قوما جادا كأنّ سرابيلهم قد غمست في الجادي . قال : تلك أشجع ليست بشي‏ء . ثم نظر ، فقال : أرى قوما كأنّهم الصبيان أسنتهم عند آذان خيلهم . قال : تلك فزارة . ثم نظر فقال : أرى قوما أدما كأنّهم يحملون الحبل بسوادهم ، يخدّون الأرض بأقدامهم خدّا ، و يجرّون رماحهم . قال : تلك عبس و الموت معهم ، فتلاحقوا بالمنعرج من رميلة اللوى ، فاقتتلوا فقتل عبد اللّه بن الصمة ، فتنادوا : قتل أبو دفافة . فعطف دريد فذبّ عنه فلم يغن شيئا ، و جرح دريد فسقط فكفّوا عنه و هم يرون أنّه قد قتل ، و استنقذوا المال . قال دريد :

فأمهلت حتى إذا كان الليل ، مشيت و أنا ضعيف قد نزفني الدم حتى ما أكاد أبصر ، فجزت بجماعة تسير فدخلت فيهم ، فوقعت بين عرقوبي بعير ظعينة ،

فنفر البعير فنادت : نعوذ باللّه منك . فانتسبت لها ، فاعلمت الحي بمكاني فغسل عني الدم و زودت زادا و سقاء فنجوت . و قال يرثي أخاه :

أ عاذلتي كلّ امرى‏ء و ابن امّه

متاع كزاد الراكب المتزوّد

أعاذل إنّ الرزء أمثال خالد

و لا رزء ممّا أهلك المرء عن يد

نصحت لعارض و أصحاب عارض

و رهط بني السوداء و القوم شهّد

فقلت لهم ظنّوا بألفي مدجج

سراتهم في الفارسي المسرد

أمرتهم أمري بمنعرج اللّوى

فلم يستبينوا الرّشد إلاّ ضحى الغد

فلمّا عصوني كنت منهم و قد أرى

غوايتهم أو أنّني غير مهتد

٣٣٤

و هل أنا إلاّ من غزية إن غوت

غويت و إن ترشد غزية أرشد

دعاني أخي و الخيل بيني و بينه

فلمّا دعاني لم يجدني بقعدد

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا

فقلت أ عبد اللّه ذلكم الردي

فإن يك عبد اللّه خلّى مكانه

فلم يك وقّافا و لا طائش اليد

و لا برما إذا ما الرياح تناوحت

برطب العضاة و الهشيم المعضد

نظرت إليه و الرّماح تنوشه

كوقع الصياصي في النسيج الممدد

فطاعنت عنه الخيل حتى تبددت

و حتى عداني أشقر اللون مزبد

فما رمت حتى خرقتني رماحهم

و غودرت أكبو في القفا المتقصد

قتال امرى‏ء واسى أخاه بنفسه

و أيقن أنّ المرء غير مخلّد

صبور على وقع المصائب حافظ

من اليوم أعقاب الأحاديث في الغد

و تمثّل عليه السّلام أيضا ببيته ، لمّا ندمت الخوارج عن التحكيم ، و طلبوا منه عليه السّلام الرجوع ، فروى ( الأغاني ) أيضا ١ عن أبي مخنف عن رجاله : أنّ عليّا عليه السّلام لما اختلفت كلمة أصحابه في أمر الحكمين و تفرّقت الخوارج ، و قالوا له : ارجع عن أمر الحكمين ، و تب و اعترف بأنّك كفرت إذ حكّمت ، فلم يقبل ذلك منهم و فارقوه ، تمثّل بقول دريد :

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى

فلم يستبينوا الرشد إلاّ ضحى الغد

هذا و قد عرفت أنّ ( المروج ) ٢ بدل قوله : « أخو هوازن » بقوله : « اخو بني خثعم » و لا تنافي حيث إنّ جشما بطن من هوازن ، فجشم ابن معاوية بن بكر بن هوازن ، كما أنّ جشما أيضا بطون ، منها غزية بن جشم ، و كان دريد منهم ،

و لذا قال :

« و هل أنا إلاّ من غزية إن غوت . . . »

ــــــــــــ

( ١ ) الأغاني لأبي الفرج ١٠ : ١٠ .

( ٢ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٤١٣ .

٣٣٥

و تمثّل عليه السّلام بذاك البيت أيضا على ما روى أبو مخنف كما في ( الطبري ) ١ ، ففيه : قيل لعلي عليه السّلام بعد ما كتب الصحيفة : إنّ الأشتر لا يقرّ بما في الصحيفة ، و لا يرى إلاّ قتال القوم . قال علي عليه السّلام : و أنا و اللّه ما رضيت ، و لا أحببت أن ترضوا ، فإذا أبيتم إلا أن ترضوا فقد رضيت ، فإذا رضيت فلا يصلح الرجوع بعد الرضا ، و لا التبديل بعد الإقرار ، إلاّ أن يعصى اللّه عز و جل و يتعدّى كتابه ، فقاتلوا من ترك أمر اللّه عز و جل ، و أمّا الذي ذكرتم من تركه أمري و ما أنا عليه ، فليس مالك من اولئك ، و لست أخافه على ذلك ، يا ليت فيكم مثله اثنين ،

يا ليت فيكم مثله واحدا يرى في عدوّي ما أرى ، إذن لخفّت عليّ مؤنتكم و رجوت أن يستقيم لي بعض أودكم ، و قد نهيتكم عمّا أتيتم فعصيتموني ،

فكنت أنا و أنتم كما قال أخو هوازن :

و هل أنا إلاّ من غزية إن غوت

غويت و إن ترشد غزية أرشد

٢

من الخطبة ( ١٢٣ ) و من كلام له عليه السّلام :

فَإِنْ أَبَيْتُمْ أَنْ تَزْعُمُوا إِلاَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ وَ ضَلَلْتُ فَلِمَ تُضَلُّونَ عَامَّةَ أُمَّةِ ؟ مُحَمَّدٍ ص ؟ بِضَلاَلِي وَ تَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَائِي وَ تُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبِي سُيُوفُكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ تَضَعُونَهَا مَوَاضِعَ اَلْبُرْءِ وَ اَلسُّقْمِ وَ تَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبْ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ ؟ رَسُولَ اَللَّهِ ص ؟ رَجَمَ اَلزَّانِيَ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ وَ قَتَلَ اَلْقَاتِلَ وَ وَرَّثَ مِيرَاثَهُ أَهْلَهُ وَ قَطَعَ اَلسَّارِقَ وَ جَلَدَ اَلزَّانِيَ غَيْرَ اَلْمُحْصَنِ ثُمَّ قَسَمَ عَلَيْهِمَا مِنَ اَلْفَيْ‏ءِ وَ نَكَحَا اَلْمُسْلِمَاتِ فَأَخَذَهُمْ ؟ رَسُولُ اَللَّهِ ص ؟ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَقَامَ حَقَّ اَللَّهِ فِيهِمْ

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ٥٩ .

٣٣٦

وَ لَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ اَلْإِسْلاَمِ وَ لَمْ يُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ ثُمَّ أَنْتُمْ شِرَارُ اَلنَّاسِ وَ مَنْ رَمَى بِهِ اَلشَّيْطَانُ مَرَامِيَهُ وَ ضَرَبَ بِهِ تِيهَهُ وَ سَيَهْلِكُ فِيَّ صِنْفَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ اَلْحُبُّ إِلَى غَيْرِ اَلْحَقِّ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ اَلْبُغْضُ إِلَى غَيْرِ اَلْحَقِّ وَ خَيْرُ اَلنَّاسِ فِيَّ حَالاً اَلنَّمَطُ اَلْأَوْسَطُ فَالْزَمُوهُ وَ اِلْزَمُوا اَلسَّوَادَ اَلْأَعْظَمَ فَإِنَّ يَدَ اَللَّهِ عَلَى اَلْجَمَاعَةِ وَ إِيَّاكُمْ وَ اَلْفُرْقَةَ فَإِنَّ اَلشَّاذَّ مِنَ اَلنَّاسِ لِلشَّيْطَانِ كَمَا أَنَّ اَلشَّاذَّ مِنَ اَلْغَنَمِ لِلذِّئْبِ أَلاَ مَنْ دَعَا إِلَى هَذَا اَلشِّعَارِ فَاقْتُلُوهُ وَ لَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتِي هَذِهِ فَإِنَّمَا حُكِّمَ اَلْحَكَمَانِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَا ؟ اَلْقُرْآنُ ؟ وَ يُمِيتَا مَا أَمَاتَ ؟ اَلْقُرْآنُ ؟ وَ إِحْيَاؤُهُ اَلاِجْتِمَاعُ عَلَيْهِ وَ إِمَاتَتُهُ اَلاِفْتِرَاقُ عَنْهُ فَإِنْ جَرَّنَا ؟ اَلْقُرْآنُ ؟ إِلَيْهِمُ اِتَّبَعْنَاهُمْ وَ إِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اِتَّبَعُونَا فَلَمْ آتِ لاَ أَبَا لَكُمْ بُجْراً وَ لاَ خَتَلْتُكُمْ عَنْ أَمْرِكُمْ وَ لاَ لَبَّسْتُهُ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا اِجْتَمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ عَلَى اِخْتِيَارِ رَجُلَيْنِ أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَلاَّ يَتَعَدَّيَا ؟ اَلْقُرْآنَ ؟ فَتَاهَا عَنْهُ وَ تَرَكَا اَلْحَقَّ وَ هُمَا يُبْصِرَانِهِ وَ كَانَ اَلْجَوْرُ هَوَاهُمَا فَمَضَيَا عَلَيْهِ وَ قَدْ سَبَقَ اِسْتِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا فِي اَلْحُكُومَةِ بِالْعَدْلِ وَ اَلصَّمْدِ لِلْحَقِّ سُوءَ رَأْيِهِمَا وَ جَوْرَ حُكْمِهِمَا الخطبة ( ١٧٥ ) و من كلام له عليه السّلام في معنى الحكمين :

فَأَجْمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ عَلَى أَنِ اِخْتَارُوا رَجُلَيْنِ فَأَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَنْ يُجَعْجِعَا عِنْدَ ؟ اَلْقُرْآنِ ؟ وَ لاَ يُجَاوِزَاهُ وَ تَكُونُ أَلْسِنَتُهُمَا مَعَهُ وَ قُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ فَتَاهَا عَنْهُ وَ تَرَكَا اَلْحَقَّ وَ هُمَا يُبْصِرَانِهِ وَ كَانَ اَلْجَوْرُ هَوَاهُمَا وَ اَلاِعْوِجَاجُ رَأْيَهُمَا وَ قَدْ سَبَقَ اِسْتِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا فِي اَلْحُكْمِ بِالْعَدْلِ وَ اَلْعَمَلِ بِالْحَقِّ سُوءَ رَأْيِهِمَا وَ جَوْرَ حُكْمِهِمَا وَ اَلثِّقَةُ فِي أَيْدِينَا

٣٣٧

لِأَنْفُسِنَا حِينَ خَالَفَا سَبِيلَ اَلْحَقِّ وَ أَتَيَا بِمَا لاَ يُعْرَفُ مِنْ مَعْكُوسِ اَلْحُكْمِ أقول : العنوان الثاني تكرار لذيل العنوان الأوّل من قوله : « انما اجتمع رأي ملئكم على اختيار رجلين . . . » مع أدنى اختلاف و زيادة كما ترى ، و عذره ما قاله في أول الكتاب : « و ربما بعد العهد بما اختير أولا ، فأعيد بعضه سهوا أو نسيانا ، لا قصدا و اعتمادا » و لم يتفطّن الشرّاح أيضا لتكراره .

و كيف كان ، فالأصل فيهما ما رواه الطبري ١ عن أبي مخنف ، عن أبي سلمة الزهري ابن بنت أنس بن مالك : أنّ عليّا عليه السّلام قال لأهل النهر : « يا هؤلاء إنّ أنفسكم قد سوّلت لكم فراق هذه الحكومة ، التي ابتدأتموها و سألتموها و أنا لها كاره ، و أنبأتكم أنّ القوم سألكموها مكيدة و دهنا ، فأبيتم عليّ إباء المخالفين ، و عدلتم عنّي عدول النكداء العاصين ، حتى صرفت رأيي إلى رأيكم ، و أنتم و اللّه معاشر أخفاء الهام سفهاء الأحلام ، فلم آت لا أبا لكم حراما ، و اللّه ما اختلتكم عن اموركم ، و لا أخفيت شيئا من هذا الأمر عنكم ، و لا أو طأتكم عشوة ، و لا دببت لكم الضرّاء ، و إن كان أمرنا لأمر المسلمين ظاهرا ،

فأجمع ملؤكم على أن اختاروا رجلين ، فأخذنا عليهما أن يحكما بما في القرآن و لا يعدواه ، فتاها و تركا الحقّ و هما يبصرانه ، و كان الجوهر هواهما ، و قد سبق استيثاقنا عليهما في الحكم بالعدل و الصمد للحقّ سوء رأيهما و جور حكمهما ، و الثقة في أيدينا لأنفسنا حين خالفا سبيل الحقّ و أتيا بما لا يعرف ،

فبيّنوا لنا بماذا تستحلّون قتالنا و الخروج عن جماعتنا ؟ ان اختار الناس رجلين ، أن تضعوا أسيافكم على عواتقكم ، ثمّ تستعرضوا الناس تضربون رقابهم و تسفكون دماءهم، انّ هذا لهو الخسران المبين . و اللّه لو قتلتم على هذا

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ٨٤ .

٣٣٨

دجاجة لعظم عند اللّه قتلها ، فكيف بالنفس التي قتلها عند اللّه حرام ؟ قال أبو سلمة : فتنادوا لا تخاطبوهم و تهيؤوا للقاء الرّبّ ، الرواح الرواح إلى الجنّة .

و خرج عليّ فعبّأ الناس . . .

قول المصنّف في العنوان الأول : « و من كلام له عليه السّلام » هكذا في ( المصرية ) ١ ، و الصواب : ما في ( ابن أبي الحديد ) ٢ ، و كذا ( ابن ميثم ) ٣ : « و من كلام له عليه السّلام قاله للخوارج أيضا » . و لكن في ( ابن ميثم ) « و من كلام له عليه السّلام أيضا للخوارج » . و أشار بقوله : « أيضا » . إلى أن قبله في ( ١٢١ ) : « و من كلام له عليه السّلام في التحكيم » . لكن توسط بينهما : « و من كلام له عليه السّلام لمّا عوتب على التسوية في العطاء » و كأنّه غفل عن فصله .

قوله عليه السّلام : « فان أبيتم أن تزعموا إلاّ انّي أخطأت و ضللت » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ( فان أبيتم إلاّ أن تزعموا أنّي أخطأت و ضللت ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٤ .

قال المبرد في ( كامله ) ٥ : يروى أنّ عليّا عليه السّلام في أوّل خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صوحان العبدي و قد كان وجهه إليهم و زياد بن النضر الحارثي مع عبد اللّه بن العباس ، فقال : بأيّ القوم رأيتهم أشدّ إطافة ؟ فقال :

بيزيد ابن قيس الأرحبي . فركب علي عليه السّلام إليهم إلى حروراء ، فجعل يتخللهم حتى صار إلى مضرب يزيد ، فصلّى فيه ركعتين ثم خرج ، فاتكأ على قوسه و أقبل على الناس ، ثم قال : هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة ، أنشدكم اللّه

ــــــــــــ

( ١ ) الطبعة المصرية ٢ : ١١٧ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٠ : ٥٥ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٦٧ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١٣٣ .

( ٥ ) الكامل للمبرد ٢ : ١٧٥ .

٣٣٩

أعلمتم أحدا منكم كان أكره للحكومة مني ؟ قالوا : اللّهمّ لا . قال : أفعلمتم أنّكم أكرهتموني حتى قبلتها ؟ قالوا : اللّهمّ نعم . قال : فعلام خالفتموني و نابذتموني ؟ قالوا : إنّا أتينا ذنبا عظيما فتبنا إلى الله ، فتب إلى اللّه منه و استغفره ، نعد لك . فقال عليّ عليه السّلام : إنّي استغفر اللّه من كلّ ذنب . فرجعوا معه و هم ستة آلاف ، فلمّا استقرّوا بالكوفة أشاعوا : أنّ عليّا عليه السّلام رجع عن التحكيم و رآه ضلالا ، و قالوا : إنّما ينتظر أمير المؤمنين أن يسمّن الكراع ، و يجبي المال ،

فينهض إلى الشام . فأتى الأشعث بن قيس عليّا عليه السّلام و قال له : إنّ الناس قد تحدّثوا انّك رأيت الحكومة ضلالا ، و الاقامة عليها كفرا . فخطب عليه السّلام الناس فقال : من زعم أنّي رجعت عن الحكومة فقد كذب ، و من رآها ضلالا فهو أضلّ .

فخرجت الخوارج من المسجد ، فحكمت ، فقيل لعلي عليه السّلام : إنّهم خارجون عليك .

فقال : لا اقاتلهم حتى يقاتلوني ، و سيفعلون .

« فلم تضلون عامة امة محمّد صلّى اللّه عليه و آله بضلالي ، و تأخذونهم بخطائي،

و تكفرونهم بذنوبي » في ( كامل المبرد ) ١ : أصاب الخوارج مسلما و نصرانيا فقتلوا المسلم و أوصوا بالنصراني ، فقالوا : احفظوا ذمّة نبيّكم . و لقيهم عبد اللّه بن خباب و في عنقه مصحف ، و معه امرأته و هي حامل ، فقالوا : إنّ الذي في عنقك يأمرنا أن نقتلك . قال : ما أحيا القرآن فأحيوه ، و ما أماته فأميتوه . فوثب رجل منهم على رطبة فوضعها في فيه ، فصاحوا به فلفظها تورعا . و عرض لرجل منهم خنزير ، فضربه الرجل فقتله ، فقالوا : هذا فساد في الأرض . فقال عبد اللّه بن خباب : ما عليّ منكم بأس انّي لمسلم . قالوا له : حدّثنا عن أبيك . قال :

سمعت أبي يقول : سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله يقول : « تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه ، يمسي مؤمنا و يصبح كافرا ، فكن عبد اللّه المقتول و لا تكن

ــــــــــــ

( ١ ) الكامل للمبرد ٢ : ١٧٦ ١٧٧ .

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

يونس بن يعقوب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ملعون ملعون من آذى جاره ».

[٩٨٦٨] ٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « من مات وله جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غفر له ».

[٩٨٦٩] ٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ما زال جبرائيل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنّه يورث بشئ ».

[٩٨٧٠] ٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « حرمة الجار على الجار كحرمة أمه ».

[٩٨٧١] ٧ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من آذى جاره بقتار(١) قدره فليس منّا ».

[٩٨٧٢] ٨ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من خان جاره بشبر من الأرض، طوقه الله يوم القيامة إلى الأرض السابعة، حتى يدخل النار ».

__________________

٤ - لبّ اللباب: مخطوط، مشكاة الأنوار ص ٢١٤.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط، مشكاة الأنوار ص ٢١٣ باختلاف يسير.

٦ - لبّ اللباب: مخطوط، مشكاة الأنوار ص ٢١٤.

٧ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) القُتار: ريح القدر والشواء ونحوهما عند وضعه على النار (لسان العرب ج ٥ ص ٧١).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٤٢١

[٩٨٧٣] ٩ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه، منعه الله فضله يوم القيامة ».

[٩٨٧٤] ١٠ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إذا ضربت كلب جارك فقد آذيته ».

[٩٨٧٥] ١١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً عن المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « المؤمن من أمن جاره بوائقه ».

[٩٨٧٦] ١٢ - وعنهعليه‌السلام قال: « شكا رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جاره، فأعرض عنه، ثم عاد [ فأعرض عنه، ثم عاد ](١) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لعلي وسلمان ومقداد: اذهبوا ونادوا: لعنة الله والملائكة على من آذى جاره ».

وقال[صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ](٢) في غزوة تبوك: « لا يصحبنا رجل آذى جاره ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره ».

[٩٨٧٧] ١٣ - وقالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتتصدّق، وتؤذي جارها بلسانها، قال: « لا خير فيها، هي من أهل النار » قالوا وفلانة تصلّي المكتوبة وتصوم شهر رمضان،

__________________

٩ ، ١٠ - لبّ اللباب: مخطوط.

١١ - مشكاة الأنوار ص ٢١٣، وتمام الحديث: قلت: ما بوائقه قال: ظلمه وغشمه.

١٢ - مشكاة الأنوار ص ٢١٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٣ - مشكاة الأنوار ص ٢١٤.

٤٢٢

ولا تؤذي جارها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « هي من أهل الجنّة ».

[٩٨٧٨] ١٤ - محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « هل تدرون ما حقّ الجار؟ ما تدرون من حقّ الجار إلّا قليلاً، ألا لا يؤمن بالله واليوم الآخر، من لا يأمن(١) جاره بوائقه، فإذا استقرضه أن يقرضه، وإذا أصابه خير هنّاه، وإذا أصابه شرّ عزّاه، لا يستطيل عليه في البناء، يحجب عنه الريح إلّا بإذنه، وإذا اشترى(٢) فاكهة فليهد له، فإن لم يهد له فليدخلها سرّاً، ولا يعطي صبيانه منها شيئاً يغايظون صبيانه، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاثة حقوق: حق الاسلام، وحقّ الجوار وحقّ القرابة، ومنهم من له حقّان: حقّ الإسلام، وحقّ الجوار، ومنهم من له حقّ واحد: الكافر له حقّ الجوار ».

[٩٨٧٩] ١٥ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من آذى جاره فقد آذاني، ومن حاربه فقد حاربني ».

[٩٨٨٠] ١٦ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ :

__________________

١٤ - روضة الواعظين ص ٣٨٨.

(١) في المصدر: يؤمن.

(٢) في المخطوط « اشتهى » والظاهر أنه تصحيف.

١٥ - تفسير أبو الفتوح الرازي ج ١ ص ٧٦٤.

١٦ - الجعفريات ص ١٦٤.

٤٢٣

ملعون من اطلع على جاره ».

[٩٨٨١] ١٧ - الصدوق في صفات الشيعة: والسيد في النهج وغيرهما: عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، في حديث همام في صفات المتقين والمؤمنين: « آمنا منه جاره ».

وقال(١) عليه‌السلام : « لا يضار بالجار، ولا يشمت بالمصائب » الحديث.

[٩٨٨٢] ١٨ - جعفر بن أحمد بن علي القمي في كتاب الأعمال المانعة من الجنة: عن محمد بن أحمد القزويني، قال: حدثنا خالد بن محمد، عن إبراهيم الترجماني، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن صخر، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه ».

[٩٨٨٣] ١٩ - عوالي اللآلي: عن أبي ذر، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إذا طبخت فأكثر من المرق و (قسموا على الجيران)(١) ، ومن آذى جاره فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ».

٧٣ -( باب استحباب حسن الجوار)

[٩٨٨٤] ١ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن عبد الله بن

__________________

١٧ - صفات الشيعة ص ٢٣ ح ٣٥.

(١) صفات الشيعة ص ٢٥ ح ٣٥، ونهج البلاغة ج ٢ ص ١٨٩ ح ١٨٨.

١٨ - الأعمال المانعة من الجنة ص ٥٨.

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٥٦ ح ٢٣.

(١) في المصدر: تعاهد جيرانك.

الباب ٧٣

١ - كتاب جعفر بن محمد الحضرمي ص ٧٧.

٤٢٤

طلحة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : البرّ وحسن الجوار، زيادة في الرزق، وعمارة في الديار(١) ».

[٩٨٨٥] ٢ - الشيخ المفيد في أماليه: أخبرني المظفر بن محمد البلخي، قال: حدّثنا محمد بن همام أبو علي، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن حيّان، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول - إلى أن قال - وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمناً، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً ».

[٩٨٨٦] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأحسن مجاورة من جاورك، فإنّ الله تعالى يسألك عن الجار.

وقد نروي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أن الله تبارك وتعالى أوصاني في الجار، حتى ظننت أنه يرثني ».

[٩٨٨٧] ٤ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال له رجل من المسلمين: يا رسول الله، إن لي جارين، إلى أيّهما أهدي هديتي أوّلاً؟ فقال: « إلى أقربهما منك باباً، وأوجبهما عندك رحماً، فإن استويا في ذلك، فإلى أحسنهما مجاورة ».

[٩٨٨٨] ٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من كان يؤمن بالله واليوم

__________________

(١) في المصدر: الدنيا.

٢ - أمالي المفيد ص ٣٥٠ ح ١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

٤ - ٥ - الأخلاق: مخطوط.

٤٢٥

الآخر، فليكرم جاره فوق ما يكرم به غيره ».

[٩٨٨٩] ٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من غلق بابه خوفاً من جاره، على أهله وماله، فليس جاره بمؤمن، فقيل له: يا رسول الله، فما حقّ الجار على الجار؟ فقال: من أدنى حقوقه عليه إن استقرضه أقرضه، وإن استعانه أعانه، وإن استعار منه أعاره، وإن احتاج إلى رفده رفده، وإن دعاه أجابه، وإن مرض عاده، وإن مات شيّع جنازته، وإن أصاب خيراً فرح به ولم يحسده عليه، وإن أصاب مصيبة حزن لحزنه، ولا يستطيل عليه ببناء سكنه فيؤذيه بإشرافه عليه، وسدّة منافذ الريح عنه، وإن أهدى إلى منزله طرفة، أهدى له منها إذا علم أنه ليس عنده مثلها، أو فليسترها عنه وعياله إن شحّت نفسه بها، ثم قال: اسمعوا ما أقول لكم، لم يؤد حقّ الجار إلّا قليل ممّن رحمه الله، ولقد أوصاني الله بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، واعلموا أن الجار » وساق قريباً ممّا مرّ عن التفسير.

[٩٨٩٠] ٧ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً عن المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « حسن الجوار زيادة في الأعمار، وعمارة في الديار ».

[٩٨٩١] ٨ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام أنه قال: « وليس للجار شفعة، وله حقّ وحرمة، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ما زال جبرئيل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنّه سيورثه ».

__________________

٦ - الأخلاق: مخطوط.

٧ - مشكاة الأنوار ص ٢١٣.

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٨٧ ح ٢٦٥.

٤٢٦

٧٤ -( باب استحباب إطعام الجيران، ووجوبه مع الضرورة)

[٩٨٩٢] ١ - أبو يعلى الجعفري تلميذ المفيد في كتاب النزهة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ليس بمؤمن من بات شبعان ريّان، وجاره جائع ظمآن(١) ».

[٩٨٩٣] ٢ - الصدوق في عقاب الأعمال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، قال: قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : « من بات شبعان وبحضرته مؤمن طاو جائع، قال الله عزّوجلّ: يا ملائكتي أشهدكم على هذا العبد إنّي أمرته فعصاني وأطاع غيري، وكلته على(١) عمله، وعزّتي وجلالي لا غفرت له أبداً ».

[٩٨٩٤] ٣ - وفي النهج: في كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى عثمان بن حنيف: « أأبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى(١) ، وأكباد حرّى، أو أكون كما قال القائل:

وحسبك داء أن تبيت ببطنة

وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ »

[٩٨٩٥] ٤ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً عن المحاسن، عن أبي

__________________

الباب ٧٤

١ - النزهة ص ٩.

(١) في المصدر: ظام.

٢ - عقاب الأعمال ص ٢٩٨ ح ١٠.

(١) كذا في المصدر والمخطوط، والظاهر أن الصحيح « إلى ».

٣ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٨٠ ح ٤٥.

(١) الغرث: الجوع (لسان العرب ج ٢ ص ١٧٢).

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢١٥.

٤٢٧

عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن يعقوب لما ذهب منه ابن(١) يامين نادى: يا ربّ، ألا ترحمني! أذهبت عيني، وأذهبت ابني، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: لو أمّتهما لأحييتهما حتى أجمع بينك وبينهما، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشويتها، وأكلت وفلان إلى جنبك صائم، لم تنله منها شيئاً ».

[٩٨٩٦] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ليس بالمؤمن الذي يشبع، وجاره إلى جنبه جائع(١) ».

[٩٨٩٧] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ما آمن بي من بات شعبان وجاره طاوياً، ما آمن بي من بات كاسياً وجاره عارياً ».

٧٥ -( باب كراهة مجاورة جار السوء)

[٩٨٩٨] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: يا رسول الله، إني أردت شراء دار، أين تأمرني أشتري، في جهينة، أم في مزينة، أم في ثقيف، أم في قريش؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الجوار ثم الدار، الرفيق ثم السفر ».

[٩٨٩٩] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الأوزاعي - في خبر طويل

__________________

(١) في المصدر: بنيامين.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٥٧ ح ٢٥.

(١) في المخطوط: ضائع، وما أثبتناه من المصدر.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٩ ح ٧٥.

الباب ٧٥

١ - الجعفريات ص ١٦٤.

٢ - الاختصاص ص ٣٣٧.

٤٢٨

في وصايا لقمان - إلى أن قال: يا بني، الجار ثم الدار، يا بني الرفيق ثم الطريق، يا بني لو كانت البيوت على العمد(١) ، ما جاور رجل جار سوء أبداً.

[٩٩٠٠] ٣ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً عن المحاسن، عن الباقرعليه‌السلام ، قال: « إنّ من الفواقر التي تقصم الظهر جار [ السوء ](١) إن رأى حسنة أخفاها وإن رأى سيئة أفشاها ».

[٩٩٠١] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « أعوذ بالله من جار سوء في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، إن رآك بخير ساءه، وإن رآك بشر سرّه ».

[٩٩٠٢] ٥ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يستجاب لمن يدعو على جاره، وقد جعل الله له السبيل إلى أن يبيع داره، ويتحوّل عن جواره ».

[٩٩٠٣] ٦ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن لقمان الحكيم، أنّه قال: قد حملت الجندل وكل حمل ثقيل، ولم أجد حملاً هو أثقل من جار السوء.

[٩٩٠٤] ٧ - القاضي القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ،

__________________

(١) في نسخة: العمل (منه قدّه). وفي المصدر: العجل.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢١٤.

٥ - مشكاة الأنوار ص ٢١٤.

٦ - الأخلاق: مخطوط، وأخرجه في البحار ج ١٣ ص ٤٢١ ح ١٦ عن قصص الأنبياء ص ٢٠٠، باختلاف يسير.

٧ - الشهاب ص ٣١٩ ح ٥١٢.

٤٢٩

أنه قال: « التمسوا الجار قبل شراء الدار، والرفيق قبل الطريق ».

٧٦ -( باب ان حدّ الجوار الذي يستحب مراعاته، أربعون داراً من كلّ جانب)

[٩٩٠٥] ١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً عن المحاسن، قال: أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، علياًعليه‌السلام وسلمان ومقداد وأبا ذر، أن يتفرّقوا ويأخذ كلّ واحد منهم في ناحية وينادي: « ألا أن حقّ الجوار من أربعين داراً ».

[٩٩٠٦] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ علياًعليه‌السلام وسلمان وأبا ذر، بأن ينادوا بأعلى أصواتهم: أنه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه، فنادوا بها ثلاثاً، ثم أومأ بيده إلى أن كلّ أربعين داراً جيران، من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله ».

[٩٩٠٧] ٣ - الصدوق في الأمالي: عن الحسين(١) بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة بن خالد، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : حريم المسجد أربعون ذراعاً، والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها ».

__________________

الباب ٧٦

١ - مشكاة الأنوار ص ٢١٤.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢١٥.

٣ - بل في الخصال ص ٥٤٤ ح ٢٠، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٥١ ح ٦ و ج ٨٤ ص ٣ ح ٧٤، وقد تقدم التعليق عليه.

(١) في المصدر: الحسن « وكلاهما من مشايخ الصدوق، ويرويان عن أبيهما ».

٤٣٠

٧٧ -( باب استحباب الرفق بالرفيق في السفر، والإقامة لأجله ثلاثاً إذا مرض، وإسماع الأصمّ من غير تضجّر)

[٩٩٠٨] ١ - سبط الطبرسي في المشكاة: نقلاً عن المحاسن(١) ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه دخل غيضة ومعه صاحب له، فقطع غصنين أحدهما أعوج والآخر مستقيم، ودفع إلى صاحبه المستقيم وحبس لنفسه الأعوج، فقال الرجل: أنت أحقّ بهذا مني يا رسول الله، قال: « كلّا، ما من مؤمن صاحب صاحباً، إلّا وهو مسؤول عنه يوم القيامة، ولو ساعة من نهار ».

٧٨ -( باب استحباب التكاتب في السفر، ووجوب ردّ جواب الكتاب)

[٩٩٠٩] ١ - سبط الطبرسي في مشكاة: نقلاً من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « التواصل بين الإخوان [ في الحضر ](١) التزاور، وفي السفر التكاتب ».

٧٩ -( باب استحباب الابتداء في الكتاب بالبسملة وكونها من أجود الكتابة، ولا يمدّ الباء حتى يرفع السين)

[٩٩١٠] ١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أنّه كان يأمر كاتبه أن يكتب: بسمك اللهم، فلمّا نزلت

__________________

الباب ٧٧

١ - مشكاة الأنوار ص ١٩٣.

(١) لم يتبين من المصدر أن الحديث منقول عن المحاسن.

الباب ٧٨

١ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٧٩

١ - لبّ اللباب: مخطوط.

٤٣١

( بِسْمِ اللَّـهِ مَجْرَاهَا ) (١) أمر أن يكتب: بسم الله، فلمّا نزلت( قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ) (٢) أمر أن يكتب: بسم الله الرحمن، فلمّا نزلت( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) (٣) أمر بكتابته تاماً.

[٩٩١١] ٢ - الشهيد الثاني في منية المريد: عن النبي (صلى اله عليه وآله) أنّه قال لبعض كتّابه: « الق الدواة(١) ، وحرف القلم، وانصب الباء، وفرّق السين، ولا تعور الميم، وحسّن الله، ومدّ الرحمن، وجوّد الرحيم، وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنّه أذكر لك ».

[٩٩١٢] ٣ - وعن زيد بن ثابت، أنّه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إذا كتبت( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فبيّن السين فيه ».

[٩٩١٣] ٤ - وعن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لا تمدّ الباء إلى الميم حتى ترفع السين ».

[٩٩١٤] ٥ - وعن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إذا كتب أحدكم( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فليمدّ الرحمن ».

[٩٩١٥] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « من كتب( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ

__________________

(١) هود ١١: ٤١.

(٢) الإسراء ١٧: ١١٠.

(٣) النمل ٢٧: ٣٠.

٢ - منية المريد ص ١٧٩.

(١) ألِقْ دواتك: يعني أصلحها (مجمع البحرين ج ٥ ص ١٣٦).

٣ - منية المريد ص ١٧٩.

٤ - منية المريد ص ١٨٠.

٥ - منية المريد ص ١٨٠.

٦ - منية المريد ص ١٨٠.

٤٣٢

الرَّحِيمِ ) فجوده تعظيماً [ لله ](١) فقد غفر [ الله ](٢) له ».

[٩٩١٦] ٧ - وعن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال: « تنوّق رجل في( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فغفر له(١) ».

[٩٩١٧] ٨ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : كلّ كتاب لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أقطع ».

[٩٩١٨] ٩ - أحمد بن محمد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: حدثني بعض الرواة من أصحابنا، قال: من حقّ القلم على من أخذه، إذا كتب أن يبدأ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) .

٨٠ -( باب استحباب استثناء مشيّة الله في الكتاب، في كلّ موضع يناسب)

[٩٩١٩] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: روى لي مرازم، قال:

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٧ - منية المريد ص ١٨٠.

(١) في المصدر: « إذا تنوق رجل في كتابة بسم الله الرحمن الرحيم غفر الله تعالى له ».

٨ - الجعفريات ص ٢١٤.

٩ - التنزيل والتحريف ص ٤ - ب.

الباب ٨٠

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٠.

٤٣٣

دخل أبو عبد اللهعليه‌السلام يوماً إلى منزل زيد وهو يريد العمرة، فتناول لوحاً فيه كتاب لعمّه فيه أرزاق العيال، وما يحرم لهم، فإذا فيه: لفلان وفلان، وليس فيه استثناء، فقال له: « من كتب هذا ولم يستثن فيه؟ كيف يظنّ أنه يتم؟ ثم دعا بالدواة، فقال: الحق فيه في كلّ اسم إن شاء الله ».

٨١ -( باب استحباب تتريب الكتاب)

[٩٩٢٠] ١ - الشهيد الثاني في المنية: عن جابر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه(١) فإنّه أنجح ».

[٩٩٢١] ٢ - الصدوق في العيون: عن محمد بن موسى المتوكل والحسين بن إبراهيم وعلي بن عبد الله وغيرهم عن الكليني، عن علي بن إبراهيم العلوي، عن موسى بن محمد المحاربي، [ عن رجل ذكر اسمه ](١) قال: استنشد المأمون الرضاعليه‌السلام بعض الأشعار، فلما أنشده قال له المأمون: إذا أمرت أن تترب(٢) الكتاب كيف تقول؟ قال: « ترب » قال: فمن السحا(٣) ، قال: « سح » قال: فمن الطين، قال: « طيّن » فقال المأمون: يا غلام تربّ هذا الكتاب وسحّه وطيّنه، وامض به إلى الفضل بن سهل، وخذ لأبي الحسن

__________________

الباب ٨١

١ - منية المريد ص ١٨٠.

(١) فليتربه: أي يجعل عليه التراب (راجع مجمع البحرين ج ٢ ص ١٣).

٢ - عيون الأخبار ج ٢ ص ١٧٤ ح ١.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: يترب.

(٣) السحا: ما انقشر من الشئ كسحاءة النواة والقرطاس، وسحا الكتاب: أي شده بسحاءة، (لسان العرب ج ١٤ ص ٣٧٢).

٤٣٤

عليه‌السلام ، ثلاثمائة ألف درهم.

٨٢ -( باب عدم جواز إحراق القراطيس بالنار، إذا كان فيها قرآن أو اسم الله، إلّا في الضرورة والخوف، وجواز غسلها وتخريقها ومحوها لحاجة بطاهر، لا بنجس ولا بالقدم، وكراهة محوها بالبزاق)

[٩٩٢٢] ١ - مجموعة الشهيد: عن يزيد بن الأصم قال: خرجت مع الحسن بن عليعليهما‌السلام من الحمام، فبينا هو جالس يحكّ ظهره من الحنّاء، إذ أتت إضبارة كتب، فما نظر في شئ منها حتى دعا الخادم بالمخضب والماء، فألقاها فيه ثم دلكها، فقلت: يا أبا محمد من أين هذه الكتب؟ فقال: « من العراق، من عند قوم لا يقصرون عن باطل، ولا يرجعون إلى حقّ، أما إني لست أخشاهم على نفسي، ولكني أخشاهم على ذاك » وأشار إلى الحسينعليه‌السلام .

[٩٩٢٣] ٢ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط: عن أبي بصير، قال: حدثني عمرو بن سعيد بن هلال، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي ذر، قال: لقيني أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم مزّق عثمان المصاحف، فقال: « أدع لي أباك » فجاء إليه مسرعاً، فقال: « يا أبا ذر أتى اليوم في الإسلام أمر عظيم، مزّق كتاب الله، ووضع فيه الحديد، وحقّ على الله أن يسلط الحديد على من مزّق كتاب الله بالحديد » الخبر.

[٩٩٢٤] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير،

__________________

الباب ٨٢

١ - مجموعة الشهيد:

٢ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٦.

٣ - تفسير القمي ج ٢ ص ٣١٣.

٤٣٥

عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث طويل في قصّة صلح الحديبية: « أن أميرالمؤمنينعليه‌السلام كتب كتاب الصلح: بسمك اللّهم، هذا ما تقاضى عليه محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، والملأ من قريش، فقال سهيل بن عمرو: لو علمنا أنّك رسول الله ما حاربناك، أكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله، أتأنف من نسبك يا محمد؟، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أنا رسول الله وإن لم تقرّوا، ثم قال: امح يا علي، واكتب محمد بن عبد الله، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما أمحو اسمك من النبوّة أبداً، فمحاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بيده » الخبر.

ورواه المفيد(١) في الإرشاد، والطبرسي في مجمع(٢) البيان: مثله.

٨٣ -( باب انه يستحب للإنسان أن يقسم لحظاته بين أصحابه بالسوية، وأن لا يمدّ رجله بينهم، وأن يترك يده عند المصافحة حتى يقبض الآخر يده)

[٩٩٢٥] ١ - الصدوق في العيون: عن الحسن بن عبد الله العسكري، عن عبد الله محمد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر [ بن محمد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام بمدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر بن محمد ](١) عليه‌السلام ، عن أبيه، عن أبيه،

__________________

(١) الإرشاد ص ٦٣.

(٢) مجمع البيان ج ٥ ص ١١٨.

الباب ٨٣

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٣١٨.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

٤٣٦

عن علي بن الحسين، قال: « قال الحسن بن عليعليهم‌السلام : سألت خالي هند بن أبي هالة، عن حلية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وكان وصّافاً له - إلى أن قال - وسألته(٢) عن مجلسه، فقال: كان لا يجلس ولا يقوم إلّا على (ذكره تعالى)(٣) - إلى أن قال - ويعطي كلّ جلسائه نصيبه، ولا(٤) يحسب أحد من جلسائه، أنّ أحداً أكرم عليه منه » الخبر.

[٩٩٢٦] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أنس بن مالك، قال: صحبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ عشر سنين، وشممت العطر كلّه فلم أشم نكهة أطيب من نكهته، وكان إذا لقيه واحد(١) من أصحابه قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده(٢) ناولها إيّاه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع عنه، وما أخرج ركبتيه بين [ يدي ](٣) جليس له قط، وما قعد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رجل قط فقام حتى يقوم.

[٩٩٢٧] ٣ - ومن كتاب النبوة: عن عليعليه‌السلام ، قال: « ما صافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أحداً قط، فنزع يده من يده

__________________

(٢) في المصدر: فسألته.

(٣) في المصدر: ذكر.

(٤) في المصدر: حتى لا.

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٧.

(١) في المصدر: أحد.

(٢) في المصدر: بيده.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣ - مكارم الأخلاق ص ٢٣.

٤٣٧

حتى يكون هو الذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قطّ في حاجة أو حديث، فانصرف حتى يكون الرجل [ هو الذي ](١) ينصرف وما نازعه الحديث [ فيسكت ](٢) حتى يكون هو الذي يسكت، وما رئي مقدماً رجله بين يدي جليس له قطّ » الخبر.

[٩٩٢٨] ٤ - الصدوق في العيون: عن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العباس، قال: ما رأيت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام جفا أحداً بكلامه(١) - إلى أن قال - ولا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطّ، ولا اتكأ بين يدي جليس له قطّ الخبر.

[٩٩٢٩] ٥ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: قال: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لا يمدّ رجله بحضرة جليسه، ولم يكن أحد يكلمه إلّا أقبل إليه بوجهه، ثم لا يصرفه عنه حتى يفرغ من حديثه وكلامه، وكان إذا صافح رجلاً لم ينزع يده من يده.

[٩٩٣٠] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان يقسم لحظاته بين جلسائه ».

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ١٨٤.

(١) في المصدر: بكلمة (بكلام خ ل).

٥ - الأخلاق: مخطوط.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

٤٣٨

٨٤ -( باب استحباب سؤال الصاحب والجليس، عن اسمه وكنيته ونسبه وحاله، وكراهة تركه)

[٩٩٣١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إذا جاء(١) أحدكم أخاه، فليسأله عن (اسمه)(٢) واسم أبيه وقبيلته وعشيرته، فإنّه من الحق الواجب، وصدق الأخاء أن (تسأله عن)(٣) ذلك، وإلّا فإنّها معرفة حمقاء ».

٨٥ -( باب كراهة ذهاب الحشمة بين الإخوان بالكلية، والاسترسال والمبالغة في الثقة)

[٩٩٣٢] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه: « أن عليّاًعليهم‌السلام ، كان يقول: أحبب(١) حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما(٢) ، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما(٣) ».

__________________

الباب ٨٤

١ - الجعفريات ص ١٩٤.

(١) جاء في هامش المخطوط: أحب، نسخة الشهيد.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: يسأله.

الباب ٨٥

١ - الجعفريات ص ٢٣٣.

(١) في المصدر: أحب.

(٢) ما: ليست في المصدر.

(٣) ما: ليست في المصدر.

٤٣٩

[٩٩٣٣] ٢ - الصدوق في كتاب الإخوان: عن عبد الله بن سنان، قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « لا تثقنّ بأخيك كلّ الثقة، فإن صرعة الاسترسال لن تستقال ».

[٩٩٣٤] ٣ - الشهيد في الدرّة الباهرة: قال: قال الصادقعليه‌السلام : « حشمة الانقباض أبقى للعزّ من أنس التلاقي ».

٨٦ -( باب استحباب اختبار الإخوان، بالمحافظة على الصلوات والبرّ بإخوانهم، ومفارقتهم مع الخلوّ منها)

[٩٩٣٥] ١ - الصدوق في كتاب الإخوان: عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « اختبر شيعتنا في خصلتين، فإن كانتا فيهم وإلّا فاعزب ثم أعزب » قلت: ما هما؟ قال: « المحافظة على الصلوات في مواقيتهن، والمواساة للإخوان وإن كان الشئ قليلاً ».

٨٧ -( باب استحباب حسن الخلق مع الناس)

[٩٩٣٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أكثر ما تلج به أمتي في النار الأجوفان: البطن والفرج، وأكثر ما تلج به أمتي في الجنّة،

__________________

٢ - مصادقة الإخوان ص ٨٢ ح ٦.

٣ - الدرة الباهرة ص ٣٤.

الباب ٨٦

١ - مصادقة الإخوان ص ٣٦ ح ٢.

الباب ٨٧

١ - الجعفريات ص ١٥٠.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617