و هل أنا إلاّ من غزية إن غوت
غويت و إن ترشد غزية أرشد
دعاني أخي و الخيل بيني و بينه
فلمّا دعاني لم يجدني بقعدد
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا
فقلت أ عبد اللّه ذلكم الردي
فإن يك عبد اللّه خلّى مكانه
فلم يك وقّافا و لا طائش اليد
و لا برما إذا ما الرياح تناوحت
برطب العضاة و الهشيم المعضد
نظرت إليه و الرّماح تنوشه
كوقع الصياصي في النسيج الممدد
فطاعنت عنه الخيل حتى تبددت
و حتى عداني أشقر اللون مزبد
فما رمت حتى خرقتني رماحهم
و غودرت أكبو في القفا المتقصد
قتال امرىء واسى أخاه بنفسه
و أيقن أنّ المرء غير مخلّد
صبور على وقع المصائب حافظ
من اليوم أعقاب الأحاديث في الغد
و تمثّل عليه السّلام أيضا ببيته ، لمّا ندمت الخوارج عن التحكيم ، و طلبوا منه عليه السّلام الرجوع ، فروى ( الأغاني ) أيضا عن أبي مخنف عن رجاله : أنّ عليّا عليه السّلام لما اختلفت كلمة أصحابه في أمر الحكمين و تفرّقت الخوارج ، و قالوا له : ارجع عن أمر الحكمين ، و تب و اعترف بأنّك كفرت إذ حكّمت ، فلم يقبل ذلك منهم و فارقوه ، تمثّل بقول دريد :
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد إلاّ ضحى الغد
هذا و قد عرفت أنّ ( المروج ) بدل قوله : « أخو هوازن » بقوله : « اخو بني خثعم » و لا تنافي حيث إنّ جشما بطن من هوازن ، فجشم ابن معاوية بن بكر بن هوازن ، كما أنّ جشما أيضا بطون ، منها غزية بن جشم ، و كان دريد منهم ،
و لذا قال :
« و هل أنا إلاّ من غزية إن غوت . . . »