بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة12%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82330 / تحميل: 3989
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الكرسي، وجعل ثواب قراءته لاهل القبور، ادخله الله تعالى قبر كلّ ميت، ويرفع الله للقارئ درجة سبعين نبيا، وخلق الله من كلّ حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة ».

۲۱۳۸ / ۶ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري: عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « لما ماتت فاطمة عليها‌السلام، قام عليها أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقال: اللهم اني راض عن ابنة نبيك، اللهم انها قد اوحشت فآنسها، اللهم انها قد هجرت فصلها، اللهم انها قد ظلمت فاحكم لها وانت خير الحاكمين ».

۲۱۳۹ / ۷ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، في حديث في فضل آية الكرسي، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ومن قرأها وجعل ثوابها لاهل القبور، غفر الله ذنوبهم، الا ان يكون عشارا ».

۳۳- ( باب استحباب تلقين وليّ الميت الشهادتين، والإقرار بالأئمّة عليهم‌السلام بأسمائهم بعد انصراف النّاس )

۲۱۴۰ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ويستحب ان يتخلف عند

______________

۶ - الخصال ص ۵۸۸.

۷ - لب اللباب: مخطوط.

الباب - ۳۳

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

٣٤١

رأسه اولى الناس به، بعد انصراف الناس عنه، ويقبض على التراب بكفيه، ويلقنه برفيع صوته، فانه إذا فعل ذلك، كفي المسألة في قبره ».

۲۱۴۱ / ۲ - الشيخ شاذان بن جبرائيل القمي، في كتاب الروضة والفضائل: في حديث وفاة فاطمة بنت اسد، أنّه لمّا اُهيل عليها التراب، وأراد الناس الانصراف، جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، يقول لها: « ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل، ابنك ابنك علي بن ابي طالب عليه‌السلام، إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: واما قولي لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل »، فانها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها فقالت: الله ربي، وقالا: من نبيك ؟ قالت: محمّد نبيّي فقالا: من وليّك وإمامك ؟ فاستحيت أن تقول ولدي، فقلت لها: قولي: ابنك علي بن ابي طالب عليه‌السلام: فأقرّ الله بذلك عينها ».

۲۱۴۲ / ۳ - القطب الراوندي في دعواته: عن جابر بن يزيد قال: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ينبغي لاحدكم إذا دفن ميته وسوى عليه، ان يتخلف عند قبره، ثم يقول: يا فلان بن فلان، انت على العهد الذي عهدناك، من شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّداً رسول الله، وان علياً أميرالمؤمنين امامك، إلى آخر الأئمّة عليهم‌السلام، فانه إذا فعل ذلك، قال احد الملكين لصاحبه: قد كفينا الدخول إليه ومسألتنا اياه، فانه يلقن، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه ».

۲۱۴۳ / ۴ - وفي البحار: نقلا عن الدعوات، عن الصادق

______________

۲ - الروضة ص ۱۲۲ والفضائل ص ۱۰۷.

۳ - دعوات الراوندي ص ۱۲۲.

۴ - البحار ج ۸۲ ص ۵۴ ح ۴۳.

٣٤٢

عليه‌السلام في حديث تقدم (۱)، قال: « فإذا انصرفوا فضع الفم عند رأسه وتناديه باعلى صوت: يا فلان بن فلان! هل انت على العهد الذي فارقتنا عليه؟ من شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّداً رسول الله، وان عليا أميرالمؤمنين عليه‌السلام امامك، وفلاناً وفلانا حتّى تاتي إلى آخرهم، فانه إذا فعل ذلك، قال احد الملكين لصاحبه: قد كفينا الدخول إليه في مسألتنا إليه فانه يلقن، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه ».

ولم اجده في نسختي.

۳۴- ( باب أنه يكره أن يوضع على القبر من غير ترابه )

۲۱۴۴ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، نهى ان يزاد على القبر تراباً لم يخرج منه.

۲۱۴۵ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، انه كره ان يعمق القبر فوق ثلاثة اذرع، وان يزاد عليه تراب غير ما خرج منه.

______________

(۱) تقدم في الحديث ۱ من الباب ۳۱ من هذه الأبواب.

الباب - ۳۴

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲.

٣٤٣

۳۵- ( باب جواز وضع الحصباء واللوح على القبر، وكتابة إسم الميت عليه )

۲۱۴۶ / ۱ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما دفن عثمان بن مظعون، دعا بحجر فوضعه عند رأس القبر، وقال: « يكون علما (۱) ليدفن (۲) إليه قرابتي ».

۲۱۴۷ / ۲ - الشهيد في الذكرى: ويستحب ان يوضع عند رأسه حجر أو خشبة - علامة - ليزار ويترحم عليه، كما فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، حيث امر رجلا يحمل صخرة، ليعلم بها قبر عثمان بن مظعون، فعجز الرجل، فحسر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، عن ذراعيه فوضعها عند رأسه وقال: « اعلم بها قبر اخي، وادفن إليه من مات من اهله ».

۳۶- ( باب استحباب ادخال المرأة في القبر عرضاً، وكون وليّها في مؤخّرها )

۲۱۴۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان كانت امرأة، فخذها بالعرض من قبل اللحد ».

______________

الباب - ۳۵

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲.

(۱) العلم: العلامة (لسان العرب - علم - ج ۱۲ ص ۴۲۰).

(۲) في المصدر: لادفن.

۲ - الذكرى ص ۶۷.

الباب - ۳۶

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۳۹ ح ۳۰.

٣٤٤

الصدوق في الهداية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (۱).

۲۱۴۹ / ۲ - وفي الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري: عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « فإذا ادخلت المرأة القبر، وقف زوجها في موضع يتناول وركها ».

۲۱۵۰ / ۳ - دعائم الإسلام عن علي عليه‌السلام في خبر تقدم (۱): واولى (۲) الناس بها يلي مؤخرها.

۳۷- ( باب أنّ من مات في البحر ولم يمكن دفنه في الأرض، وجب وضعه في إناء وسدّ رأسه، أو تثقيله، وإرساله في الماء )

۲۱۵۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان مات في سفينة، فاغسله وكفنه وثقل رجليه، والقه في البحر ».

______________

(۱) الهداية ص ۲۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۷ ح ۴۶.

۲ - الخصال ج ۲ ص ۵۸۸.

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

(۱) تقدم في الحديث ۲ من الباب ۲۶ من هذه الابواب.

(۲) في المصدر: ويكون اولى.

الباب - ۳۷

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹ ح ۸.

٣٤٥

۳۸- ( باب عدم جواز نبش القبور، ولا تسنيمها، وحكم دفن ميّتين في قبر )

۲۱۵۲ / ۱ - الصدوق في الامالي: عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، عن احمد بن صالح بن سعد التميمي، عن موسى بن داود، عن الوليد بن هشام، عن ابن حسان، عن الحسن بن ابي الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي قال: دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باكياً فسلّم، فردّ عليه‌السلام وذكر دخول الشاب النبّاش الزاني عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله واخراجه عن محضره، وخروجه إلى بعض الجبال، وانابته وتوبته - إلى ان قال -: فانزل الله تبارك وتعالى، على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ) يعني: الزنا ( أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) يعني: بارتكاب ذنب اعظم من الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان ( ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) إلى ان قال: ثم قال عزّوجلّ: ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) يقول الله عزّوجلّ: لم يقيموا على الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان. الخبر.

۲۱۵۳ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « والسنة ان القبر يرفع أربع أصابع - إلى أن قال -: ويكون مسطّحاً ولا (۱) يكون مسنّماً (۲) ».

______________

الباب - ۳۸

۱ - أمالي الصدوق ص ۴۵ ح ۳، (والآية في سورة آل عمران ۳: ۱۳۵).

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰.

(۱) في المصدر: وألّا.

(۲) أي مرفوعاً عن الأرض، وتسنيم القبر خلاف تسطيحه، (لسان العرب - سنم - ج ۱۲ ص ۳۰۷).

٣٤٦

۲۱۵۴ / ۳ - الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته: عن نيف وسبعين رجلاً، منهم عسكر مولى أبي جعفر عليه‌السلام، والريان مولى الرضا عليه‌السلام، عن العسكري - في حديث طويل - قالوا: فقال قائل منا: يا سيدنا فهل يجوز لنا ان نكبر اربعاً تقية ؟ قال عليه‌السلام: « هي خمسة لا تقية فيها: التكبير خمساً على الميت، والتعفير في دبر كلّ صلاة، وتربيع القبور، والمسح على الخفين، وشرب المسكر ».

۳۹- ( باب كراهة البناء على القبر، في غير النّبي والأئمّة عليهم‌السلام، والجلوس عليه، وتجصيصه وتطيينه )

۲۱۵۵ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لا يزال الميت يسمع الأذان ما لم يطين قبره ».

۲۱۵۶ / ۲ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن عبدالله بن طلحة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « من اكل السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور » الخبر.

۲۱۵۷ / ۳ - العلامة الحلي في كتاب النهاية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، انه نهى ان يجصص القبر، أو يبنى عليه،

______________

۳ - الهداية ص ۶۹، وأورد صدره عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۷.

الباب - ۳۹

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۷.

۲ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ص ۷۶.

۳ - النهاية ص ۱۵۸.

٣٤٧

[ وأن يقعد عليه ] (۱) أو يكتب عليه، لأنه من زينة الدنيا، فلا حاجة بالميت إليه.

۴۰- ( باب استحباب التّعزية للرّجل والمرأة لا سيّما الثّكلى )

۲۱۵۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام بعد ذكر سنن الدفن: « وعزّ وليّه، فانه روي عن ابي عبدالله عليه‌السلام انه قال: من عزّى أخاه المؤمن كُسِيَ في الموقف حُلّة ».

۲۱۵۹ / ۲ - الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن ابن مسعود، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى مصابا كان له مثل اجره، من غير أن ينقصه الله من أجره شيئاً ».

۲۱۶۰ / ۳ - وعن جابر أيضاً رفعه: من عزى حزيناً، البسه الله عزّوجلّ من لباس التقوى، وصلّى الله على روحه في الأرواح.

۲۱۶۱ / ۴ - وسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، عن التصافح في التعزية ؟ فقال: « هو سكن للمؤمن، ومن عزى مصابا فله مثل اجره ».

۲۱۶۲ / ۵ - وعن عبدالله بن أبي بكر بن محمّد بن عميرة (۱) بن حزم، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنهم، أنه سمع رسول الله

______________

(۱) أثبتناه من المصدر.

الباب - ۴۰

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۷۹ ح ۱۶.

۲ ، ۳ ، ۴ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

۵ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: عمر.

٣٤٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول: « من عزى اخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله عزّوجلّ من حلل الكرام (۲) يوم القيامة ».

۲۱۶۳ / ۶ - وعن أبي هريرة (۱) قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى ثكلى، كسى بردا في الجنّة ».

۲۱۶۴ / ۷ - وعن أنس قال قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى أخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله عزّوجلّ حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة » قيل: يا رسول الله ما يحبر بها (۱) ؟ قال: « يغبط بها ».

۲۱۶۵ / ۸ - وروي ان داود عليه‌السلام قال: الهي ما جزاء من يعزي الحزين على المصاب (۱) ابتغاء مرضاتك ؟ قال: جزاؤه ان اكسوه رداء من اردية الايمان استره به (۲) من النّار.

۲۱۶۶ / ۹ - وروي ان ابراهيم عليه‌السلام سأل ربه فقال: أي ربّ ما جزاء من بلّ الدمع وجهه من خشيتك ؟ قال: صلواتي ورضواني، قال: فما جزاء من يصبّر الحزين ابتغاء وجهك ؟ قال: اكسوه ثياباً من الايمان يتبّوأ بها الجنة، ويتّقى بها النّار.

______________

 (۲) في المصدر: الكرامة.

۶ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: بردة.

۷ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر زيادة: يوم القيامة.

۸ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: « والمصاب » بدلاً عن « على المصاب ».

(۲) « به » ليس في المصدر.

۹ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۶ باختلاف يسير، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

٣٤٩

۲۱۶۷ / ۱۰ - وعن عمرو بن شعيب: عن ابيه، عن جدّه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اتدرون حقّ (۱) الجار » ؟ قالوا: لا، قال: « ان استغاثك اغثته (۲) - إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله-: وان اصابته مصيبة عزّيته » الخبر.

۲۱۶۸ / ۱۱ - الصدوق في الهداية: قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « التعزية تورث الجنة ».

دعوات الراوندي: عنه مثله (۱).

الشيخ المفيد في الاختصاص: عن علي عليه‌السلام مثله (۲).

۲۱۶۹ / ۱۲ - وروي أنه: من عزى حزينا كسي في الموقف حلّة يحبر بها.

۲۱۷۰ / ۱۳ - الشريف الزاهد محمّد بن علي الحسيني، في كتاب التعازي:

______________

۱۰ - المصدر السابق ص ۱۱۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: ماحق.

(۲) في المصدر: أغثته.

۱۱ - الهداية ص ۲۸، ثواب الأعمال ص ۲۳۵ ح ۱ بسنده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام، عنهما في البحار ج ۸۲ ص ۱۱۰ ح ۵۵.

(۱) دعوات الراوندي لم نجده، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۴۰.

(۲) الإختصاص ص ۱۸۹.

۱۲ - الهداية ص ۲۸، المقنع ص ۲۲ مرسلاً مثله وفيه: « مؤمناً » بدلاً من « حزيناً »، ثواب الأعمال ص ۲۳۵ ح ۲، بسنده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام، الكافي ج ۳ ص ۲۰۵ ح ۱ بإسناده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام أيضاً، وفي ص ۲۲۶ ح ۲ بإسناده عن إسماعيل الجوزي عن الصادق عليه‌السلام عنها في البجار ج ۸۲ ص ۱۱۰ ح ۵۵.

۱۳ - التعازي ص ۲۱ ح ۴۲.

٣٥٠

باسناده: عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه‌السلام قال: « من عزى الثكلى، اظله الله بظل عرشه، يوم لا ظل الا ظله ».

قال عيسى: وسمعت أبي يقول: قال إبراهيم خليل الرحمن: يا رب من أهلك ؟ قال: الذين يشهدون الجنائز، ويعزّون الثكلى، ويصلّون بالليل والناس نيام.

۲۱۷۱ / ۱۴ - وبإسناده: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ما من مسلم يعزي اخاه المسلم، الا كساه الله، من حلل الكرامة ».

۴۱- ( باب استحباب التّعزية، قبل الدفن وبعده )

۲۱۷۲ / ۱ - علي بن طاووس (رحمه الله) في فلاح السائل: روى غياث بن إبراهيم في كتابه بإسناده، عن مولانا علي عليه‌السلام انه قال: « التعزية مرة واحدة، قبل ان يدفن وبعد ما يدفن ».

۴۲- ( باب كيفية التّعزية، واستحباب الدّعاء لأهل المصيبة بالخلف والتّسلية )

۲۱۷۳ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه،

______________

۱۴ - المصدر السابق ص ۲۱ ح ۴۳.

الباب - ۴۱

۱ - فلاح السائل ص ۸۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح

الباب - ۴۲

۱ - الجعفريات ص ۲۰۷.

٣٥١

عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر على امرأة وهي تبكي على ولدها، فقال: « اصبري ايتها المرأة » فقالت: اذهب إلى عملك، فمضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل لها: هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاتبعته فقالت: يا رسول الله انّي لم اعرفك فهل لي من اجر في مصيبتي ؟ فقال لها: « الاجر مع الصدمة الاولى ».

ورواه في دعائم الإسلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (۱) - وفيه: اذهب إلى عملك فانه ولدي وقرة عيني - وفيه: فقامت تشتد حتّى لحقته فقالت ... الخ.

۲۱۷۴ / ۲ - البحار عن اعلام الدين للديلمي قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام يعزي قوما: « عليكم بالصبر، فان به يأخذ الحازم، واليه يرجع الجازع ».

۲۱۷۵ / ۳ - وعن الرضا عليه‌السلام انه قال للحسن بن سهل وقد عزاه بموت ولده: « التهنئة بآجل الثواب، اولى من التعزية بعاجل (۱) المصيبة ».

۲۱۷۶ / ۴ - القطب الراوندي في دعواته قال: جاء رجل من موالي أبي عبدالله عليه‌السلام، فنظر إليه فقال عليه‌السلام: « ما لي اراك حزيناً »؟ فقال: كان لي ابن قرة عين فمات، فتمثل عليه‌السلام:

______________

(۱) دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۴۴ ح ۲۹.

۲ - البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۳۷ عن اعلام الدين ص ۹۵.

۳ - البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۳۷ عن اعلام الدين ص ۹۸.

(۱) في المصدر: على عاجل.

۴ - دعوات القطب الراوندي: عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۴۰.

٣٥٢

عطيته إذا اعطى سرور

وان اخذ الذي اعطى اثابا

فأي النعمتين أعم شكرا

وأجزل في عواقبها ايابا

أنعمته التي أبدت سرورا

أو الاخرى التي ادخرت ثوابا

وقال عليه‌السلام: « إذا اصابك من هذا شئ فافض من دموعك فإنها تسكن ».

۲۱۷۷ / ۵ - الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن علي عليه‌السلام قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، إذا عزى قال: آجركم الله ورحمكم، وإذا هنّأ قال: بارك الله لكم وبارك عليكم ».

وروي انه توفّي لمعاذ ولد، فاشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، فكتب إليه: « بسم الله الرحمن الرّحيم، من محمّد رسول الله، إلى معاذ: سلام عليك، فاني احمد اليك (۱) الله الذي لا اله الا هو.

[ أمّا بعد ] (۲): اعظم (۳) الله جل اسمه لك الاجر والهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ان انفسنا وأهالينا وأموالنا (۴) وأولادنا من مواهب الله الهنيئة وعواريها المستودعة (۵) يمتع (۶) بها إلى اجل معلوم (۷) ويقبضها لوقت معدود (۸)، ثم افترض (۹) علينا الشكر إذا

______________

۵ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

(۱) اليك: ليس في المصدر.

(۲) أثبتناه من المصدر.

(۳) في نسخة: فعظّم، منه « قدّه ».

(۴) في المصدر: وموالينا.

(۵) في نسخة: المستردّة، منه « قدّه ».

(۶) في المصدر: نمتّع.

(۷) في نسخة: محدود، منه « قده ».

٣٥٣

اعطانا (۱۰)، والصبر إذا إبتلى (۱۱) وقد (۱۲) كان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير: الصلاة والرحمة والهدى - ان صبرت واحتسبت - فلا تجمعن عليك مصيبتين، فيحبط الله (۱۳) أجرك، وتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك، علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب، فتنجز من الله موعوده، وليذهب أسفك على ما هو نازل بك مكان قدر (۴).

ورواه الشريف في كتاب التعازي (۱۵): بإسناده، عن عاصم بن عمر بن قتادة، مثله.

۲۱۷۸ / ۶ - البحار: عن اعلام الدين مثله - إلى قوله - فلا تجمعن أن يحبط جزعك أجرك، وان تندم غدا على ثواب مصيبتك، فانك لو قدمت على ثوابها، علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم ان الجزع لا يرد فائتا، ولا يدفع حزن قضاء، فليذهب اسفك على ما هو نازل بك مكان ابنك والسلام.

ورواه في تحف العقول: عنه، مثله (۱).

______________

=   (۸) في نسخة: محدود، منه « قده ».

(۹) في نسخة: وقد جعل الله تعالى، منه « قده ».

(۱۰) في نسخة: أعطى، منه « قدّه ».

(۱۱) في نسخة: ابتلانا، منه « قدّه ».

(۱۲) وقد: ليس في المصدر.

(۱۳) في المصدر: لك.

(۱۴) في المصدر: فكان قدر قد نزل عليك والسلام.

(۱۵) التعازي ص ۱۲ ح ۱۴.

۶ - البحار ج ۸۲ ص ۹۶ في ضمن « بيان » عن اعلام الدين ۹۴.

(۱) تحف العقول ص ۴۱ نحوه.

٣٥٤

۲۱۷۹ / ۷ - الصدوق في كمال الدين: عن المظفر العلوي عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن ابن فضال، عن الرضا عليه‌السلام قال: « لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، جاء الخضر عليه‌السلام فوقف على باب البيت، وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد سجّي بثوب (۱)، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (۲) انّ في الله خلفاً من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركاً (۳) من كلّ فائت، فتوكلوا عليه وثقوا به، واستغفروا الله لي ولكم.

فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: هذا اخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم ».

ورواه فيه وفي غيره، والعياشي (۴)، والشيخ في الامالي (۵)، وغيرهما، بأسانيد والفاظ مختلفة.

۲۱۸۰ / ۸ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، اتاهم آت

______________

۷ - كمال الدين ص ۳۹۱ ح ۵، عنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۱۵ ح ۱۸.

(۱) في المصدر: بثوبه.

(۲) آل عمران ۳: ۱۸۵.

(۳) الدرك: إدراك الحاجة والطلبة (لسان العرب ج ۱۰ ص ۴۱۹).

(۴) تفسير العياشي ج ۱ ص ۲۰۹ ح ۱۶۷، عنه في البرهان ج ۱ ص ۳۲۹ ح ۳ وعنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۲۵ ح ۳۰ وفيهم: جبرئل بدل الخضر عليهما‌السلام والكافي ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۵ و ۶ و ۷ و ۸.

(۵) أمالي الطوسي ج ۲ ص ۱۶۱، عنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۴۳ ح ۵۷.

۸ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۹ ح ۴۸.

٣٥٥

يسمعون صوته ولا يرون شخصه ، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (۱) انّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، فالله فارجوا، واياه فاعبدوا، واعلموا ان المصاب من حرم الثواب، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقيل لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام من كنتم ترون المتكلم يابن رسول الله ؟ فقال: كنا نراه جبرئيل ».

۲۱۸۱ / ۹ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « لما هلك أبوسلمة جزعت عليه ام سلمة، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: قولي يا ام سلمة: اللهم اعظم اجري في مصيبتي وعوضني خيرا منه (۱)، قالت: واين لي مثل ابي سلمة يا رسول الله ؟ فاعاد عليها، فقالت مثل قولها الأول، فردّ (۲) عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقالت في نفسها: أرد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرات، فقالت: فاخلف الله عليها خيرا من أبي سلمة، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۲۱۸۲ / ۱۰ - وعن أبي جعفر عليه‌السلام: « قال تعزية المسلم للمسلم الذي يعزيه (۱)، استرجاع عنده وتذكرة للموت وما بعده، ونحو هذا

______________

(۱) آل عمران ۳: ۱۸۵.

۹ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۰ ح ۴۸.

(۱) في المصدر: منها.

(۲) وفيه: فأعاد.

۱۰ - المصدر السابق ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۰ ح ۴۸.

(۱) في المصدر: بقرينة الذميّ، بدل: الذي يعزّيه.

٣٥٦

من الكلام ».

قال: « وكذلك الذمي إذا كان لك جارا فاصيب بمصيبة، تقول له ايضا مثل ذلك، وان عزاك عن ميت فقل: هداك الله ».

۲۱۸۳ / ۱۱ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: عن الرضا، عن ابيه عليهما‌السلام - قال: « امرني ابي - يعني: ابا عبدالله عليه‌السلام، ان آتي المفضل بن عمر فاعزيه بإسماعيل، وقال: اقرئ المفضل السلام وقل له: اصبنا (۱) بإسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا، إذا اردنا امرا واراد الله امرا، سلمنا (۲) لامر الله ».

۲۱۸۴ / ۱۲ - نهج البلاغة: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له: « يا اشعث! إن تحزن على ابنك، فقد استحقت ذلك منك الرحم، وإن تصبر ففي الله من كلّ مصيبة خلف، يا أشعث! إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور (۱)، سرك وهو بلاء وفتنة، وحزنك وهو ثواب ورحمة ».

۲۱۸۵ / ۱۳ - وفيه: وعزى عليه‌السلام قوما عن ميت مات لهم فقال: « ان هذا الامر ليس بكم بدأ ولا اليكم انتهى، وقد كان

______________

۱۱ - مشكاة الأنوار ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۳ ح ۵۱.

(۱) في المصدر: إنّا اصبنا.

(۲) وفيه: سلمناه.

۱۲ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۲۴ ح ۲۹۱.

(۱) الوزر: الذنب لثقله، رجل موزور: غير مأجور، وقد قيل: مأزور (لسان العرب - وزر - ج ۵ ص ۲۳۸).

۱۳ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۳۷ ح ۳۵۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۳۵ ح ۱۹.

٣٥٧

صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض سفراته، فان قدم عليكم والا قدمتم عليه ».

وفي خبر آخر - انه قال للاشعث بن قيس معزيا: « ان صبرت صبر الاكارم، والا سلوت سلوّ البهائم ».

۲۱۸۶ / ۱۴ - السيد علي خان - شارح الصحيفة - في الطبقات: عن يحيى بن أبي يعلى قال: سمعت عبدالله بن جعفر، والشهيد في مسكن الفؤاد (۱) عنه - واللفظ للأول - يقول: انا أحفظ حين دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على اُمي، فنعى إليها أبي، فانظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تهراقان بالدمع حتّى قطرت لحيته، ثم قال: « اللهم ان جعفرا قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته »، الخبر.

۴۳- ( باب استحباب اتّخاذ النّعش لحمل الميّت، ويتأكّد في المرأة )

۲۱۸۷ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا ابو محمّد عبدالله بن محمّد بن عثمان قال: أخبرنا محمّد بن محمّد الأشعث قال: حدّثني موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، ان فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، لما

______________

۱۴ - الدرجات الرفيعة ص ۷۶.

(۱) مسكن الفؤاد ص ۱۰۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۲ ح ۴۴.

الباب - ۴۳

۱ - الجعفريات ص ۲۰۵.

٣٥٨

قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، اشتكت واخذها السبل (۱) كمدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فعاشت بعده سبعين يوما، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اول من يلحق بي من اهلي أنت يا فاطمة » فقالت فاطمة عليها‌السلام  لأسماء بنت عميس: « كيف أصنع؟ وقد صرت عظماً، قد يبس الجلد على العظم » فقالت أسماء: فديتك أنا أصنع لك شيئاً لا ... (۲) الرجل شيئاً إذا حملت على نعشك ... (۳) بارض الحبشة، يجعلون لنعش المرأة، قالت: « فأحب ان تجعلين ذلك » فجعلت النعش، فهو اول نعش كان في الاسلام، نعش فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۲۱۸۸ / ۲ - البحار: عن مصباح الأنوار، عن ابي جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « لما حضرت فاطمة عليها‌السلام الوفاة، كانت قد ذابت من الحزن وذهب لحمها، فدعت اسماء بنت عميس ».

وقال ابو بصير في حديثه عن أبي جعفر عليه‌السلام: انها دعت ام أيمن فقالت: « يا أم أيمن اصنعي لي نعشا يواري جسدي، فإني قد ذهب لحمي » فقالت لها: يا بنت رسول الله ألا اُريك شيئاً

______________

(۱) ريح السبل: داء يصيب العين. الجوهري: السبل: داء في العين شبه غشاوة كأنّها نسج العنكبوت بعروق الحمر (لسان العرب - سبل - ج ۱۱ ص ۳۲۲).

(۲) كان بياض في المخطوط والطبعة الحجريّة والمصدر، والظاهر أنّه: « يرى » وقد استظهر المؤلف « قدّه » في هامش المخطوط: « يراك ».

(۳) وكان هنا أيضاً بياض فيها، والظاهر أنّه « كما رأيت يصنع ». ويؤيّد الاستظهارين ما ورد في كشف الغمّة ج ۱ ص ۵۰۳، عنه في البحار ج ۸۱ ۲۵۰ ح ۹، ۱۰.

۲ - البحار ج ۸۱ ص ۲۵۵ ح ۱۴. عن مصباح الأنوار ص ۲۵۶.

٣٥٩

يصنع في أرض الحبشة؟ قالت فاطمة عليها‌السلام: « بلى »، فصنعت لها مقدار ذراع من جرايد النخل، وطرحت فوق النعش ثوبا فغطاها، فقالت فاطمة عليها‌السلام: « سترتيني، سترك الله من النّار ».

قال الفرات بن احنف في حديثه: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « وذلك النعش، أول نعش عمل على جنازة امرأة في الإسلام ».

۲۱۸۹ / ۳ - وعنه، عن زيد بن علي عليه‌السلام، ان فاطمة (صلوات الله) عليها)، قالت لأسماء بنت عميس: « يا أم اني أرى النساء على جنائزهن، إذا حملن عليها تشف أكفانها (۱)، وإني اكره ذلك ». فذكرت لها أسماء بنت عميس النعش، فقالت: « اصنعيه على جنازتي »، ففعلت ذلك.

۲۱۹۰ / ۴ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: عن سلمان وابن عباس - في حديث طويل - قالا: فبقيت فاطمة عليها‌السلام بعد (۱) أبيها أربعين ليلة، فلما اشتد بها الأمر دعت علياً عليه‌السلام وقالت: « يابن عم! ما أراني إلا لما بي، وأنا اوصيك بان تتزوج بامامة (۲) بنت اختي زينب تكون لولدي مثلي، وأن تتخذ (۳) لي نعشاً، فإني رأيت الملائكة يصفونه لي، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة عليّ »، الخبر.

______________

۳ - البحار ج ۸۱ ص ۲۵۶ ح ۱۷ عن مصباح الانوار ص ۲۵۸.

(۱) في المصدر: تشف أكفانهن.

۴ - سليم بن قيس الهلالي ص ۲۵۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۵۶ ح ۱۸.

(۱) في المصدر: بعد وفاة.

(۲) بامامة: ليس في المصدر.

(۳) وفيه: واتّخذ.

٣٦٠

٣

الخطبة ( ١٢٣ ) و من كلام له عليه السّلام في التّحكيم :

إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ اَلرِّجَالَ وَ إِنَّمَا حَكَّمْنَا ؟ اَلْقُرْآنَ ؟ وَ هَذَا ؟ اَلْقُرْآنُ ؟ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْطُورٌ بَيْنَ اَلدَّفَّتَيْنِ لاَ يَنْطِقُ بِلِسَانٍ وَ لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ وَ إِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ اَلرِّجَالُ وَ لَمَّا دَعَانَا اَلْقَوْمُ إلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا ؟ اَلْقُرْآنَ ؟ لَمْ نَكُنِ اَلْفَرِيقَ اَلْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اَللَّهِ تَعَالَى وَ قَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اَللَّهِ وَ ؟ اَلرَّسُولِ ؟ ١٤ ٢٢ ٤ : ٥٩ ١ فَرَدُّهُ إِلَى اَللَّهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ وَ رَدُّهُ إِلَى ؟ اَلرَّسُولِ ؟ أَنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ اَلنَّاسِ بِهِ وَ إِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ فَنَحْنُ أَوْلاَهُمْ بِهِ وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ أَجَلاً فِي اَلتَّحْكِيمِ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَتَبَيَّنَ اَلْجَاهِلُ وَ يَتَثَبَّتَ اَلْعَالِمُ وَ لَعَلَّ اَللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ فِي هَذِهِ اَلْهُدْنَةِ أَمْرَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَ لاَ تُؤْخَذَ بِأَكْظَامِهَا فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَيُّنِ اَلْحَقِّ وَ تَنْقَادَ لِأَوَّلِ اَلْغَيِّ إِنَّ أَفْضَلَ اَلنَّاسِ عِنْدَ اَللَّهِ مَنْ كَانَ اَلْعَمَلُ بِالْحَقِّ أَحَبَّ إِلَيْهِ وَ إِنْ نَقَصَهُ وَ كَرَثَهُ مِنَ اَلْبَاطِلِ وَ إِنْ جَرَّ إِلَيْهِ فَائِدَةً وَ زَادَهُ أَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أُتِيتُمْ اِسْتَعِدُّوا لِلْمَسِيرِ إِلَى قَوْمٍ حَيَارَى عَنِ اَلْحَقِّ لاَ يُبْصِرُونَهُ وَ مُوزَعِينَ بِالْجَوْرِ لاَ يَعْدِلُونَ بِهِ جُفَاةٍ عَنِ اَلْكِتَابِ نُكُبٍ عَنِ اَلطَّرِيقِ مَا أَنْتُمْ بِوَثِيقَةٍ يُعْلَقُ بِهَا وَ لاَ زَوَافِرَ عِزٍّ يُعْتَصَمُ إِلَيْهَا لَبِئْسَ حُشَّاشُ نَارِ اَلْحَرْبِ أَنْتُمْ أُفٍّ لَكُمْ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْكُمْ بَرْحاً يَوْماً أُنَادِيكُمْ وَ يَوْماً أُنَاجِيكُمْ فَلاَ أَحْرَارُ صِدْقٍ عِنْدَ اَلنِّدَاءِ وَ لاَ إِخْوَانُ ثِقَةٍ عِنْدَ اَلنَّجَاءِ

ــــــــــــ

( ١ ) النساء : ٥٩ .

٣٦١

أقول : العنوان مأخوذ من كلامه عليه السّلام في ثلاثة مواضع ، فمن أوله إلى قوله : « و تنقاد لأول الغي » كلامه عليه السّلام مع الخوارج ، رواه الطبري ١ و ( إرشاد المفيد ) ٢ إلى قوله : « و لعل اللّه أن يصلح في هذه الهدنة أمر هذه الامة » ، و من قوله : « إنّ أفضل الناس عند اللّه إلى و إن جرّ إليه فائدة و زاده » نصحه لعمرو بن العاص في حكميته ، رواه الطبري ٣ مع زيادات ، ففيه : قال أبو مخنف : قال النضر بن صالح العبسي : كنت مع شريح بن هاني في غزوة سجستان ،

فحدّثني أنّ عليّا عليه السّلام أو صاه بكلمات إلى عمرو بن العاص ، قال : قل له : إنّ عليّا يقول لك « إنّ أفضل الناس عند اللّه عز و جل : من كان العمل بالحق أحبّ إليه و ان نقصه و كرثه من الباطل و ان حن إليه و زاده . و اللّه يا عمرو انّك لتعلم أين موضع الحق ، فلم تجاهل إن اوتيت طمعا يسيرا كنت به للّه و أوليائه عدوّا ،

فكان و اللّه ما اوتيت قد زال عنك ؟ ويحك فلا تكن للخائنين خصيما ٤ و لا للظالمين ظهيرا أما إنّي أعلم بيومك الذي أنت فيه نادم ، و هو يوم وفاتك ، تمنّى انّك لم تظهر للمسلم عداوة ، و لم تأخذ على حكم رشوة » قال شريح : فبلغته ذلك فتمعر وجهه ، ثم قال : متى كنت أقبل مشورة عليّ ، أو أنتهي إلى أمره ، أو أعتد برأيه ؟ فقلت له : و ما يمنعك يابن النابغة أن تقبل من مولاك و سيد المسلمين بعد نبيّهم مشورته ، فقد كان من هو خير منك أبو بكر و عمر يستشيرانه و يعملان برأيه ؟ فقال : إنّ مثلي لا يكلّم مثلك . فقلت له : و بأي أبويك ترغب عني ، أبأبيك الوشيظ ، أم بامّك النابغة ؟

و من قوله : « استعدوا للمسير . . . » حث لأصحابه لقتال معاوية بعد قتل

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٥٠ ٥١ .

( ٢ ) الارشاد للمفيد : ٢٧١ ، مؤسسة آل البيت عليهم السّلام .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٥ : ٦٩ .

( ٤ ) النساء : ١٠٥ .

٣٦٢

أهل النهروان ، رواه الطبري ١ أيضا ، ففيه : قال زيد بن وهب : إنّ عليّا عليه السّلام قال للناس و هو أوّل كلام قاله لهم بعد النهر : « أيّها الناس استعدوا للمسير إلى عدوّ في جهاده القربة إلى اللّه ، و درك الوسيلة عنده ، حيارى في الحق ، جفاة عن الكتاب ، نكب عن الدين ، يعمهون في الطغيان و يكبون في غمرة الضلال فأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة و من رباط الخيل ٢ ، و توكلوا على اللّه و كفى باللّه وكيلا ٣ و كفى باللّه نصيرا ٤ » قال زيد : فلا نفروا و لا تيسروا فتركهم أياما حتى إذا أيس من أن يفعلوا ، دعا رؤساءهم و وجوههم فسألهم عن رأيهم ، فمنهم المعتل و منهم المكره و أقلّهم من نشط ، فقام فيهم خطيبا فقال : عباد اللّه ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ٥ ، و بالذل و الهوان من العزّ ؟ أو كلّما ندبتكم إلى الجهاد دارت أعينكم كأنّكم من الموت في سكرة ، و كأنّ قلوبكم مالوسة فأنتم لا تعقلون ، و كأنّ أبصاركم كمه فأنتم لا تبصرون ؟ للّه أنتم ما أنتم الاّ اسود الشّرى في الدّعة ، و ثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس ، ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي ، ما أنتم بركب يصال بكم ، و لا ذي عز يعتصم إليه ، لعمر اللّه لبئس حشّاش الحرب أنتم تكادون و لا تكيدون ، و ينتقص أطرافكم و لا تتحاشون ، و لا ينام عنكم و أنتم في غفلة ساهون ، إنّ أخا الحرب اليقظان ،

و بات لذل من وادع ، و غلب المتخاذلون ، و المغلوب مقهور و مسلوب .

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ٩٠ .

( ٢ ) الأنفال : ٦٠ .

( ٣ ) النساء : ٨١ .

( ٤ ) النساء : ٤٥ .

( ٥ ) التوبة : ٣٨ .

٣٦٣

كما أنّ الصدر رواه الطبري ١ أيضا مع زيادة و نقصان ، ففيه : خرج عليّ عليه السّلام إلى الخوارج و قال : اللّهم إنّ هذا مقام من أفلح فيه كان أولى بالفلح يوم القيامة ، و من نطف فيه أو عسف فهو في الآخرة أعمى و أضلّ سبيلا ٢ . ثم قال عليه السّلام لهم : من زعيمكم ؟ قالوا : ابن الكواء . فقال : فما أخرجكم علينا ؟ قالوا : حكومتكم يوم صفين . قال : أنشدكم باللّه أ تعلمون انّهم حيث رفعوا المصاحف ، فقلتم : نجيبهم إلى كتاب اللّه ، قلت لكم : « إنّي أعلم بالقوم منكم إنّهم ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن ، إنّي صحبتهم و عرفتهم أطفالا و رجالا ، فكانوا شرّ أطفال و شرّ رجال ، امضوا على حقّكم و صدقكم ، فإنّما رفع القوم هذه المصاحف خديعة و دهنا و مكيدة » فرددتم عليّ رأيي و قلتم : لا بل نقبل منهم . فقلت لكم : « اذكروا قولي لكم و معصيتكم إياي » فلمّا أبيتم إلاّ الكتاب اشترطت على الحكمين : أنّ يحييا ما أحيا القرآن ، و أن يميتا ما أمات القرآن ، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكما يحكم بما في القرآن ،

و إن أبيا فنحن من حكمهما براء . قالوا له : فخبّرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء ؟ فقال : إنّا لسنا حكّمنا الرجال ، إنّما حكّمنا القرآن ، و هذا القرآن إنّما هو خط مسطور بين الدفتين لا ينطق ، إنّما يتكلم به الرجال . قالوا : فخبّرنا عن الأجل ، لم جعلته في ما بينك و بينهم ؟ قال : ليعلم الجاهل و يتثبت العالم ، و لعلّ اللّه عز و جل يصلح في هذه الهدنة هذه الامة . ادخلوا مصركم رحمكم اللّه .

فدخلوا من عند آخرهم .

و حيث إنّ الكلام كلّه خطاب و عتاب للخوارج ، و لأحد الحكمين و للناس بعد قتلهم ، جمع المصنف بينها و جعلها تحت عنوان واحد ، كما هو دأبه .

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ٦٥ ٦٦ .

( ٢ ) الاسراء : ٧٢ .

٣٦٤

« و من كلام له عليه السّلام في التحكيم » هكذا في ( المصرية ) ١ و ( ابن ميثم ) ٢ و ( الخطية ) و لكن في ( ابن أبي الحديد ) ٣ « و من كلام له عليه السّلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال ، و يذمّ فيه أصحابه في التحكيم » . و لا بدّ انّه حاشية خلطه ابن أبي الحديد نفسه أو كاتب نسخته بالمتن .

قوله عليه السّلام : « إنّا لم نحكم الرجال » . . . ان الحكم إلاّ للّه . . . ٤ .

« و إنّما حكمنا القرآن » كلام اللّه و كتابه .

« و هذا القرآن إنّما هو خط مستور » هكذا في ( المصرية ) ٥ و هو غلط و الصواب : ( مسطور ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٦ و غيرهما .

« بين الدفتين » قال ابن أبي الحديد ٧ : دفتا المصحف : جانباه اللذان يكتنفانه ، و كان الناس يعملانها قديما من خشب ، و يعملونها الآن من جلد .

قلت : و في ( الجمهرة ) الدف : صفحة الجنب .

« لا ينطق بلسان و لا بد له من ترجمان » ذكره ( الصحاح ) في : رجم ،

و ( القاموس ) في : ترجم ، و قال : الفعل منه ترجمه يدل على اصالة التاء ،

و الترجمان كعنفوان و زعفران مفسّر اللسان . و ذكره كتاب لغة في الأفعال ،

في الرباعي أيضا .

« و إنّما ينطق عنه الرجال » فالحاكم في الحقيقة هو ، لا الرجال ، كالمترجم عن القاضي .

ــــــــــــ

( ١ ) الطبعة المصرية ٢ : ٧ .

( ٢ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١٢٤ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٨ : ١٠٣ .

( ٤ ) الأنعام : ٥٧ .

( ٥ ) الطبعة المصرية ٢ : ٧ .

( ٦ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١٢٦ .

( ٧ ) شرح ابن أبي الحديد ٨ : ١٠٤ .

٣٦٥

« و لما دعانا القوم الى أن نحكم بيننا القرآن » و ان كانت دعوتهم مجرّد لفظ .

« لم نكن الفريق المتولي على » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( عن ) كما في ( ابن ميثم ) ١ و غيره .

« كتاب اللّه » لأنّه عليه السّلام أوّل من آمن باللّه ، فكيف يعقل توليه عن كتابه ؟ « و قد قال اللّه سبحانه : فان تنازعتم في شي‏ء فردوه الى اللّه و الرسول و الآية في سورة النساء ، و قبلها : يا أيها الذين آمنوا اطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و اولي الأمر منكم . و بعدها : ان كنتم تؤمنون باللّه و اليوم الآخر . . . ٢ .

« فرده الى اللّه أن نحكم بكتابه و رده الى الرسول ان نحكم بسنته » بيان للمراد من الآية .

« فإذا حكم بالصدق في كتاب اللّه » لا كما حكم الحكمان .

« فنحن أحقّ الناس به ، و إن حكم بسنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فنحن أولاهم به » إلاّ انّهم أرادوا المكيدة ، لا الكتاب أرادوا و لا السنّة .

و في ( العقد ) ٣ : قالوا : إنّ عليّا عليه السّلام لما اختلف عليه أهل النهروان و أصحاب البرانس ، و نزلوا قرية يقال لها حرورا ، رجع إليهم فقال : يا هؤلاء من زعيمكم ؟ قالوا : ابن الكواء . قال : فليبرز اليّ . فخرج إليه ابن الكواء ، فقال عليه السّلام له :

ما الذي أخرجكم بعد رضاكم بالحكمين ؟ قال : قاتلت بنا عدوا لا نشكّ في جهاده ، فزعمت أنّ قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار ، فبينما نحن كذلك إذ أرسلت منافقا و حكّمت كافرا ، و كان من شكك في أمر اللّه أن قلت للقوم حين

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١٢٦ .

( ٢ ) النساء : ٥٩ .

( ٣ ) العقد الفريد ٥ : ٩٩ .

٣٦٦

دعوتهم : « كتاب اللّه بيني و بينكم ، فإن قضى عليّ بايعتكم ، و إن قضى عليكم بايعتموني » فلو لا شكك لم تفعل هذا و الحق في يدك . فقال عليه السّلام : يا ابن الكواء إنّما الجواب بعد الفراغ ، أفرغت ؟ قال : نعم . قال : أمّا قتالك معي عدوا لا نشكّ في جهاده فصدقت ، و لو شككت فيهم لم اقاتلهم ، و أمّا قتلاهم و قتلانا ، فقد قال اللّه في ذلك ما يستغنى به عن قولي ، و أمّا إرسالي المنافق و تحكيمي الكافر ، فأنت أرسلت أبا موسى مبرنسا و معاوية حكّم عمرا ، أتيت بأبي موسى مبرنسا فقلت : « لا نرضى إلاّ أبا موسى » فهلا قام اليّ رجل منكم ، فقال : لا نعطي هذه الدنية فإنّها ضلالة ؟ و أمّا قولي لمعاوية : إن جرني إليك كتاب اللّه تبعتك و إن جرّك اليّ تبعتني ، زعمت أنّي لم أعط ذلك إلاّ من شك ، فحدّثني ويحك عن اليهود و النصارى و مشركي العرب . أهم أقرب إلى كتاب اللّه أم معاوية و أهل الشام ؟ قال : بل معاوية و أهل الشام . قال : افالنبي صلّى اللّه عليه و آله كان أوثق بما في يده من كتاب اللّه أو أنا ؟ قال : بل النبي . قال : أفرأيت اللّه تعالى حين يقول قل فأتوا بكتاب من عند اللّه هو أهدى منهما اتبعه ان كنتم صادقين ١ اما كان النبي صلّى اللّه عليه و آله يعلم أنّه لا يؤتى بكتاب هو أهدى فيما في يديه ؟ قال : بلى . قال : فلم أعطى النبي صلّى اللّه عليه و آله القوم ما أعطاهم ؟ قال : انصافا و حجّة . قال : فإنّي أعطيت القوم ما أعطاهم النبي صلّى اللّه عليه و آله . قال ابن الكواء : هذه واحدة ، زدني . قال : فما أعظم ما نقمتم عليّ ؟ قال : تحكيم الحكمين ، نظرنا في أمرنا فوجدنا تحكيمهما شكا .

قال عليّ عليه السّلام : فمتى سمّي أبو موسى حكما ، حين ارسل أو حين حكم ؟ قال:

حين ارسل . قال : أ ليس قد سار و هو مسلم ، و أنت ترجو أن يحكم بما أنزل اللّه ؟

قال : نعم . قال : فلا أرى الضلال في إرساله . فقال ابن الكواء : سمّي حكما حين حكم . قال : نعم ، إذن فارساله كان عدلا ، أرأيت يابن الكواء لو أنّ النبي بعث

ــــــــــــ

( ١ ) القصص : ٤٩ .

٣٦٧

مؤمنا إلى قوم مشركين يدعوهم إلى كتاب اللّه ، فارتد على عقبه كافرا كان يضرّ النبي صلّى اللّه عليه و آله شيئا ؟ قال : لا . قال عليه السّلام : فما كان ذنبي أن كان أبو موسى ضلّ ؟ هل رضيت حكومته حين حكم أو قوله إذا قال ؟ قال : لا ، و لكنك جعلت مسلما و كافرا يحكمان في كتاب اللّه . قال عليه السّلام : ويلك يابن الكواء هل بعث عمرا غير معاوية ؟ و كيف احكمه و حكمه على ضرب عنقي ؟ إنّما رضي به صاحبه كما رضيت أنت بصاحبك ، و قد يجتمع المؤمن و الكافر يحكمان في أمر اللّه ،

أرأيت لو أنّ رجلا مؤمنا تزوج يهودية أو نصرانية ، فخافا شقاق بينهما ،

فضرع الناس إلى كتاب اللّه و في كتابه : فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها ١ ، فجاء رجل من اليهود أو النصارى و رجل من المسلمين ، اليسا اللذين لهما أن يحكما كما في كتاب اللّه فحكما ؟ قال ابن الكواء : و هذه أيضا ،

أمهلنا حتى ننظر . . .

و لابن أبي الحديد هنا كلام رث لم نتعرّض له .

« و أمّا قولكم لم جعلت بينكم و بينهم أجلا في التحكيم ؟ فإنّما فعلت ذلك ليتبين الجاهل و يتثبّت العالم ، و لعلّ اللّه أن يصلح في هذه الهدنة » أي : المصالحة و المتاركة .

« أمر هذه الامة » كما في صلح الحديبية .

« و لا تؤخذ باكظامها » جمع الكظم ، أي : مخرج النفس ، يقال : أخذت بكظمه .

« فتعجل عن تبين الحق و تنقاد لأوّل الغي » إن لم يكن أجل في البين .

« إنّ أفضل الناس عند اللّه من كان العمل بالحق أحبّ إليه و ان نقصه و كرثه » في ( الجمهرة ) : كرثني هذا الأمر كرثا : إذا ثقل عليك .

« من الباطل » متعلق بقوله : « احب » .

ــــــــــــ

( ١ ) النساء : ٣٥ .

٣٦٨

« و إن جرّ إليه فائدة و زاده » قد عرفت أنّ قوله عليه السّلام : « إنّ أفضل الناس . . . » كلامه عليه السّلام لعمرو بن العاص ، قال عليه السّلام ذلك لأنّه لازم الايمان ، فالحق و ان نقص و كرث في الدنيا يزيد في الآخرة و يسر ، و الباطل و إن جرّ فائدة في الدنيا إلاّ أنّه خسران في الآخرة .

« أين » هكذا في ( المصرية ) ١ و الصواب : ( فأين ) كما في الثلاثة ، ثم قد عرفت أنّه من هنا عتاب لأصحابه في تركهم معاودة قتال معاوية .

« يتاه بكم » أي : في أيّ مكان تذهبون متحيّرين ؟

« من » هكذا في ( المصرية ) ٢ و الصواب : ( و من ) كما في الثلاثة .

« أين أتيتم » أتاكم الشيطان ، أو أتاكم الخصم حتى صرتم هكذا بلا حمية .

« استعدوا للمسير في قوم » هكذا في ( المصرية ) ٣ ، و الصواب : ( إلى قوم ) كما في ( ابن ميثم ) و غيره .

« حيارى عن الحقّ لا يبصرونه » أي : معاوية و أهل الشام .

« و موزعين بالجور » أي : مغرون به . أوزعته بالشي‏ء ، أي : أغريته . و قول ابن أبي الحديد ٤ « أي ملهمون » غلط ، فلا معنى للالهام هنا ، كما في قوله تعالى . . . أوزعني ان أشكر نعمتك . . . ٥ .

« جفاة » أي : مرتفعين .

« عن الكتاب » الذي أنزله تعالى .

« نكب » أي : عادلين .

ــــــــــــ

( ١ ) الطبعة المصرية ٢ : ٨ .

( ٢ ) الطبعة المصرية ٢ : ٨ .

( ٣ ) الطبعة المصرية ٢ : ٩ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ٨ : ١٠٦ ١٠٧ .

( ٥ ) النمل : ١٩ .

٣٦٩

« عن الطريق » إلى اللّه تعالى .

« ما أنتم بوثيقة » أي : عروة محكمة .

« يعلق بها » فيحصل فيكم الانفصام .

« و لا زوافر » أي : أعمدة و أسباب التقوّي ، قال الحطيئة :

فان تك ذا عز حديث فإنّهم

ذوو إرث مجد لم تخنه زوافره

« عزّ يعتصم إليها » فيقدح فيكم الانهدام « لبئس حشاش » أي : موقدو :

« نار الحرب أنتم . افّ لكم » و الافّ : إظهار تضجر ، و في ( الجمهرة ) : قال أبو زيد في قولهم : اف و تف : الافّ الأظفار ، و التفّ : وسخ الأظفار .

« لقد لقيت منكم برحا » أي : شدّة شديدة ، قال جران العود :

الاقي الخنا و البرح من امّ جابر

و ما كنت ألقى من رزينة أبرح

و في ( الجمهرة ) : إذا أصاب الرامي قالوا : مرحى . و إذا أخطأ قالوا : برحى.

« يوما اناديكم و يوما اناجيكم ، فلا أحرار صدق عند النداء » أي : للحرب .

« و لا إخوان ثقة عند النجاء » مصدر ( ناجى ) كالمناجاة ، أي : لكشف المعضلات و دفع المحذورات .

٤

الخطبة ( ١٢٠ ) و من كلام له عليه السّلام قاله للخوارج و قد خرج إلى معسكرهم و هم مقيمون على إنكار الحكومة ، فقال عليه السّلام :

أَ كُلُّكُمْ شَهِدَ مَعَنَا ؟ صِفِّينَ ؟ فَقَالُوا مِنَّا مَنْ شَهِدَ وَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَشْهَدْ قَالَ فَامْتَازُوا فِرْقَتَيْنِ فَلْيَكُنْ مَنْ شَهِدَ ؟ صِفِّينَ ؟ فِرْقَةً وَ مَنْ لَمْ يَشْهَدْهَا

٣٧٠

فِرْقَةً حَتَّى أُكَلِّمَ كُلاًّ بِكَلاَمِهِ وَ نَادَى اَلنَّاسَ فَقَالَ أَمْسِكُوا عَنِ اَلْكَلاَمِ وَ أَنْصِتُوا لِقَوْلِي وَ أَقْبِلُوا بِأَفْئِدَتِكُمْ إِلَيَّ فَمَنْ نَشَدْنَاهُ شَهَادَةً فَلْيَقُلْ بِعِلْمِهِ فِيهَا ثُمَّ كَلَّمَهُمْ ع بِكَلاَمٍ طَوِيلٍ مِنْهُ أَ لَمْ تَقُولُوا عِنْدَ رَفْعِهِمُ اَلْمَصَاحِفَ حِيلَةً وَ غِيلَةً وَ مَكْراً وَ خَدِيعَةً إِخْوَانُنَا وَ أَهْلُ دَعْوَتِنَا اِسْتَقَالُونَا وَ اِسْتَرَاحُوا إِلَى كِتَابِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ فَالرَّأْيُ اَلْقَبُولُ مِنْهُمْ وَ اَلتَّنْفِيسُ عَنْهُمْ فَقُلْتُ لَكُمْ هَذَا أَمْرٌ ظَاهِرُهُ إِيمَانٌ وَ بَاطِنُهُ عُدْوَانٌ وَ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَ آخِرُهُ نَدَامَةٌ فَأَقِيمُوا عَلَى شَأْنِكُمْ وَ اِلْزَمُوا طَرِيقَتَكُمْ وَ عَضُّوا عَلَى اَلْجِهَادِ بَنَوَاجِذِكُمْ وَ لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى نَاعِقٍ نَعَقَ إِنْ أُجِيبَ أَضَلَّ وَ إِنْ تُرِكَ ذَلَّ وَ قَدْ كَانَتْ هَذِهِ اَلْفَعْلَةُ وَ قَدْ رَأَيْتُكُمْ أَعْطَيْتُمُوهَا وَ اَللَّهِ لَئِنْ أَبَيْتُهَا مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ فَرِيضَتُهَا وَ لاَ حَمَّلَنِي اَللَّهُ ذَنْبَهَا وَ وَ اَللَّهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنِّي لَلْمُحِقُّ اَلَّذِي يُتَّبَعُ وَ إِنَّ اَلْكِتَابَ لَمَعِي مَا فَارَقْتُهُ مُذْ صَحِبْتُهُ فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ وَ إِنَّ اَلْقَتْلَ لَيَدُورُ عَلَى اَلْآباءِ وَ اَلْأَبْنَاءِ وَ اَلْإِخْوَانِ وَ اَلْقَرَابَاتِ فَلاَ نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ وَ شِدَّةٍ إِلاَّ إِيمَاناً وَ مُضِيّاً عَلَى اَلْحَقِّ وَ تَسْلِيماً لِلْأَمْرِ وَ صَبْراً عَلَى مَضَضِ اَلْجِرَاحِ وَ لَكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي اَلْإِسْلاَمِ عَلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مِنَ اَلزَّيْغِ وَ اَلاِعْوِجَاجِ وَ اَلشُّبْهَةِ وَ اَلتَّأْوِيلِ فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَةٍ يَلُمُّ اَللَّهُ بِهِ شَعَثَنَا وَ نَتَدَانَى بِهَا إِلَى اَلْبَقِيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا رَغِبْنَا فِيهَا وَ أَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا قول المصنّف : « و من كلام له عليه السّلام قاله » ليس ( قاله ) في نسخة ابن ميثم ١ .

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٨ .

٣٧١

« للخوارج و قد خرج الى معسكرهم » أي : محل عسكرهم .

« و هم مقيمون على انكار الحكومة » ليست هذه الجملة في نسخة ابن ميثم ١.

في ( تاريخ اليعقوبي ) ٢ : صارت الخوارج إلى قرية يقال لها حروراء ،

و بينها و بين الكوفة نصف فرسخ ، و بها سمّوا الحرورية ، و رئيسهم عبد اللّه بن وهب الراسبي و ابن الكواء و شبث بن ربعي ، فجعلوا يقولون : لا حكم إلاّ للّه .

فلمّا بلغ عليّا عليه السّلام ذلك قال : كلمة حقّ اريد بها باطل . ثم خرجوا في ثمانية آلاف و قيل في اثني عشر ألفا فوجّه عليه السّلام إليهم ابن عباس ، فكلّمهم و احتجّوا عليه ،

فخرج إليهم عليّ عليه السّلام فقال : افتشهدون عليّ بجهل ؟ قالوا : لا . قال : فتنفذون أحكامي ؟ قالوا : نعم . قال : ارجعوا إلى كوفتكم حتى نتناظر . فرجعوا من عند آخرهم ، ثمّ جعلوا يقومون فيقولون : لا حكم إلاّ للّه . فيقول عليه السّلام : حكم اللّه أنتظر فيكم .

« فقال عليه السّلام » ليست الكلمة في نسخة ابن ميثم ٣ ، و عليها يكون ( أكلكم . . . ) الخ مبتدأ لقوله : « و من كلام له » و لا يرد على المصنف ما يأتي على نقل غيره .

« أ كلّكم شهد معنا صفين ؟ قالوا : منّا من شهد و منّا من لم يشهد . قال :

فامتازوا فرقتين ، فليكن من شهد صفين فرقة ، و من لم يشهدها » و في نسخة ابن ميثم ٤ : « و من لم يشهد » .

« فرقة حتى اكلّم كلاّ » و زاد ابن أبي الحديد : « منكم » .

« بكلامه . و نادى الناس فقال : أمسكوا عن الكلام و أنصتوا » أي : اسكتوا.

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٨ .

( ٢ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٩١ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٨ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٨ .

٣٧٢

« و اقبلوا بأفئدتكم إليّ ، فمن نشدناه شهادة » ليست الكلمة في نسخة ابن ميثم ١ .

« فليقل بعلمه فيها . ثم كلّمهم عليه السّلام بكلام طويل منه » هكذا في ( المصرية ) ٢ و الصواب : ما في ( ابن أبي الحديد ٣ و ابن ميثم ) ٤ : « ثم كلّمهم عليه السّلام بكلام طويل من جملته أن قال » .

و كيف كان ، ففي ( تاريخ اليعقوبي ) ٥ بعد ما مرّ : و خرجت الحرورية من الكوفة ، فوثبوا على ابن خباب فقتلوه ، فخرج عليّ عليه السّلام إليهم ، و قال لابن عباس : قل لهم : ما نقمتم على أمير المؤمنين ؟ ألم يحكم فيكم بالحق ، و يقم فيكم العدل ، و لم يبخسكم شيئا من حقوقكم ؟ فناداهم ابن عباس بذلك ، فقالت طائفة منهم : و اللّه لا نجيبه . و قالت الأخرى : و اللّه لنجيبنّه ثم لنخصمنّه ، نعم يا بن عباس ، نقمنا عليه خصالا كلّها موبقة ، و لو لم نخصمه إلاّ بخصلة خصمناه : محا اسمه من إمرة المؤمنين يوم كتب إلى معاوية ، و رجعنا عنه يوم صفين فلم يضربنا بسيفه حتى نفي‏ء إلى أمر اللّه ، و حكّم الحكمين ،

و زعم أنّه وصيّ فضيع الوصية ، و جئتنا يابن عباس في حلّة حسنة جميلة تدعونا إلى مثل ما يدعونا إليه . فقال بن عباس له عليه السّلام : قد سمعت مقالة القوم و أنت أحقّ بالجواب . فقال عليه السّلام : حججتهم و الّذي فلق الحبة و برأ النسمة ،

قل لهم : ألستم راضين بما في كتاب اللّه و بما فيه من اسوة رسول اللّه ؟ قالوا :

بلى . فقال عليه السّلام : كتب كاتب النبي صلّى اللّه عليه و آله يوم الحديبية إذ كتب إلى سهيل بن

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٨ .

( ٢ ) الطبعة المصرية ٢ : ٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٢٩٧ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٨ .

( ٥ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٩١ ١٩٢ .

٣٧٣

عمرو و صخر بن حرب و من قبلهما من المشركين : « من محمّد رسول اللّه » فكتبوا إليه : « لو علمنا انّك رسول اللّه ما قاتلناك ، فاكتب إلينا : من محمّد بن عبد اللّه لنجيبك » . فمحا النبي صلّى اللّه عليه و آله اسمه بيده و قال : إنّ اسمي و اسم أبي لا يذهبان بنبوّتي . فكتب : « من محمّد بن عبد اللّه » . ففي برسول اللّه اسوة حسنة . و أمّا قولكم : إنّي لم أضربكم بسيفي حتى تفيئوا إلى أمر اللّه ، فإنّ اللّه عز و جل يقول : و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ١ ، كنتم عددا جمّا و أهل بيتي في عدة يسيرة . و أمّا قولكم : إنّي حكمت الحكمين ، فإنّ اللّه عزّ و جل حكم في أرنب يباع بربع درهم فقال : يحكم به ذوا عدل منكم ٢ و لو حكم الحكمان بما في كتاب اللّه لما وسعني الخروج من حكمهما . و أمّا قولكم :

إنّي كنت وصيا فضيعت الوصيّة ، فإنّ اللّه عز و جل يقول : و للّه على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإنّ اللّه غنيّ عن العالمين ٣ . أ فرأيتم هذا البيت لو لم يحجّ إليه أحد كان البيت يكفر ، أم لو تركه من استطاع إليه سبيلا كفر ؟ و أنتم كفرتم بترككم إياي ، لا أنا كفرت بتركي لكم . فرجع منهم ألفان .

قوله عليه السّلام : « أ لم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلة و غيلة » من : « أرضعته غيلة » ، أي : على حبل ، و هو مفسد للصبي ، يقال : الارضاع غيلة كالقتل غيلة .

« و مكرا و خديعة » كلّها مفعول له لقوله : « رفعهم » .

« إخواننا » مقول قولهم .

« و أهل دعوتنا استقالونا » من القتال .

ــــــــــــ

( ١ ) البقرة : ١٩٥ .

( ٢ ) المائدة : ٩٥ .

( ٣ ) آل عمران : ٩٧ .

٣٧٤

« و استراحوا الى كتاب اللّه سبحانه ، فالرأي القبول منهم و التنفيس » أي :

الترفيه .

« عنهم . فقلت لكم : هذا أمر ظاهره ايمان و باطنه عدوان ، و أوّله رحمة و آخره عداوة ، فأقيموا على شأنكم و الزموا طريقتكم » في ( الطبري ) ١ في حرب يزيد بن المهلب مع مسلمة بن عبد الملك أيام يزيد بن عبد الملك : دعا ابن المهلب رؤوس أصحابه ، فقال لهم : قد رأيت أن أجمع اثني عشر ألف رجل ، فأبعثهم مع محمّد أخي حتى يبيّتوا مسلمة ، و يحملوا معهم البراذع و الأكف و الزبل ،

لدفن خنادقهم فنقاتلهم على خندقهم بقية ليلتهم ، فاذا أصبحت نهضت إليهم بالناس فنناجزهم . قال السميدع : إنّا قد دعوناهم إلى كتاب اللّه و سنّة نبيه ، و قد زعموا أنّهم قابلوا هذا منّا ، فليس لنا ان نمكر و لا نغدر و لا نريدهم بسوء ، حتى يردّوا علينا ما زعموا أنّهم قابلوه ، فقال لهم يزيد بن المهلب : ويحكم أتصدقون بني اميّة أنّهم يعملون بالكتاب و السنّة ، و قد منعوا ذلك منذ كانوا أنّهم أرادوا أن يكفوكم عنهم حتى يعملوا في المكر ؟ إنّي قد لقيت بني مروان ،

و ما لقيت رجلا هو أمكر من هذه الجرادة الصفراء يعني : مسيلمة . فقالوا : لا نرى أن نفعل ذلك حتى يردّوا علينا ما زعموا أنّهم قابلوه منّا . . . .

« و عضّوا على الجهاد بنواجذكم » النواجذ أربعة في أقصى الأسنان بعد الأرحاء .

« و لا تلتفتوا الى ناعق نعق » أي : لا تكونوا كالأغنام ، يقال : نعق الراعي بغنمه . بالكسر أي : صاح بها .

قال الأخطل لجرير :

أنعق بضأنك يا جرير فإنّما

منّتك نفسك في الخلاء ضلالا

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٦ : ٥٩٣ .

٣٧٥

« إن اجيب أضلّ » فنعق أهل الشام صار سببا لضلال الخوارج .

« و إن ترك ذلّ » فلو كانوا لم يمشوا بنعقهم ، لصاروا ذليلين و اسراء مقهورين.

« و قد كانت هذه الفعلة ، و قد رأيتكم أعطيتموها ، و اللّه لئن أبيتها ما وجبت عليّ فريضتها و لا حملني اللّه ذنبها ، و و اللّه إن جئتها إنّي للمحقّ الذي يتّبع ، و إنّ الكتاب لمعي ما فارقته مذ صحبته » هذه الفقرات كلّها من قوله : « و قد كانت » إلى هنا ،

ليس منها في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) أثر و لا إشارة بوجودها في نسخة أو رواية ، و نسختهما هي الصحيحة ، لا سيما الثاني الذي نسخته بخط المصنّف ، فالظّاهر أنّ بعضهم رأى هذا الكلام زائدا في كلامه عليه السّلام في موضع آخر ، فنقله حاشية ، فخلط بالمتن .

و لقد وقفت في كلامه عليه السّلام على ما يناسبه ، ففي ( الطبري ) ١ قال عليه السّلام للناس بعد التحكيم : قد فعلتم فعلة ضعضعت قوّة ، و اسقطت منّة ، و أورثت و هنا و ذلّة ، و لما كنتم الأعلين و خاف عدوكم الاجتياح ، و استحر بهم القتل و وجدوا ألم الجراح ، رفعوا المصاحف و دعوكم إلى ما فيها ليفتئوكم عنهم ،

و يقطعوا الحرب في ما بينكم و بينهم ، و يتربصون ريب المنون خديعة و مكرا ،

فأعطيتموهم ما سألوا ، و أبيتم إلاّ أن تدهنوا و تخوروا ، و ايم اللّه ما أظنّكم بعدها توافقون رشدا ، و لا تصيبون باب حزم .

« فلقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أنّ القتل ليدور على » هكذا في ( المصرية ) ٢ ،

و الصواب : ( بين ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ٣ و الخطية ) .

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٤٠ .

( ٢ ) الطبعة المصرية ٢ : ٣ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ٣ : ١١٩ .

٣٧٦

« الآباء و الأبناء و الاخوان و القرابات ، فلا نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا و مضيّا على الحق ، و تسليما للأمر ، و صبرا على مضض » أي : ألم .

« الجراح » مرّ في فصل النبوّة نظير هذا الكلام من قوله : « و لقد » من العنوان ( ٥٥ ) : « و من كلام له عليه السّلام : و لقد كنّا مع رسول اللّه نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا و تسليما و مضيا على اللقم ،

و صبرا على مضض الألم ، و جدا على جهاد العدو ، و لقد كان الرجل منّا و الآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين ، يتخالسان أنفسهما : أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون ؟ فمرّة لنا من عدوّنا و مرة لعدوّنا ، فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت ، و أنزل علينا النصر ، حتى استقر الاسلام ملقيا جرانه و متبوّءا أو طانه ، و لعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود ، و لا أخضرّ للإيمان عود » .

مرّ ثمة أنّ نصر بن مزاحم ١ روى : أنّه عليه السّلام قال ذلك الكلام يوم صفّين،

حين أقرّ الناس بالصلح ، فالظاهر أنّ الأصل فيهما واحد .

و كيف كان فقول ابن أبي الحديد : « إنّ قوله عليه السّلام : و لقد كنّا . . . غير مربوط بسابقه ، و إنّما نقله الرضي على حسب عادته » في غير محله ، فربطه بسابقه و هو قوله : « و عضوا على الجهاد بنواجذكم إلى و إن ترك ذل » على نقله واضح ، و المراد حثّ أصحابه على التأسّي بأصحاب النبي صلّى اللّه عليه و آله في ثباتهم .

« و لكنّا إنّما أصبحنا نقاتل اخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ و الاعوجاج و الشبهة و التأويل ، فاذا طمعنا في خصلة يلم اللّه به شعثنا ، و نتدانى بها إلى البقية في ما بيننا ، رغبنا فيها ، و أمسكنا عمّا سواها » قال ابن أبي الحديد ٢ : هذا

ــــــــــــ

( ١ ) صفين لنصر بن مزاحم : ٥٢٠ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٢٩٩ .

٣٧٧

الكلام من قوله : « و لكننا » مخالف في الظاهر للفصل الأول ، لأنّ الأول فيه إنكار الإجابة للتحكيم و هذا يتضمن تصويبها ، و ظاهر الحال أنّه بعد كلام طويل و قد قال المصنف في أوّل الفصل : إنّه من جملة كلام طويل و أنّه لما ذكر التحكيم قال ما كان يقوله دائما ، و هو : إنّي إنّما حكمت على أن نعمل في هذه الوقعة بحكم الكتاب ، و إنّي كنت احارب قوما ادخلوا في الاسلام زيفا ،

و أحدثوا به اعوجاجا ، فلما دعوني إلى تحكيم الكتاب أمسكت عن قتلهم و أبقيت عليهم ، لأنّي طمعت في أمر يلم اللّه به شعث المسلمين .

قلت : بل الظاهر أنّه حرّف عن موضعه ، و أنّه كان مقول قول الخوارج في أوّل الأمر ، لما حملوه عليه السّلام على التحكيم بعد قولهم في أوّل الفصل : « اخواننا و أهل دعوتنا استقالونا و استراحوا إلى كتاب اللّه سبحانه ، فالرأي القبول منهم و التنفيس عنهم » كما لا يخفى ، و إلاّ فكيف يقول عليه السّلام : أصبحنا نقاتل إخواننا في الاسلام » ؟ و كيف يقول عليه السّلام في أول كلامه : « إنّ رفعهم المصاحف إنّما كان حيلة و غيلة و مكرا و خديعة » ، و يقول في آخر كلامه : « فاذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه به شعثنا . . . » ؟

و إنّما كان عليه السّلام يقول للخوارج : إنّي و ان كنت كارها للتحكيم ، إلاّ أنّه لما أكرهتموني ، عليه صرفته إلى المشروع بقبول حكم الحكم إذا كان من كتاب اللّه ، و عقد بذلك عهد يجب الجري عليه ، حتى نرى ما يحكم الحكمان .

و كيف يقول عليه السّلام : معاوية و عمرو بن العاص و أهل الشام اخواننا في الإسلام ، و طمعنا منهم في خصلة يلم اللّه به شعثنا ؟ و يقول صاحبه عمّار حين نظر إلى راية عمرو بن العاص : و اللّه انّ هذه الراية قد قاتلتها ثلاث مرات ،

و ما هذه بأرشدهنّ . ثم قال :

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله

٣٧٨

ضربا يزيل الهام عن مقيله

أو يرجع الحقّ إلى سبيله

٥

الخطبة ( ١١٩ ) و من كلام له عليه السّلام ، و قد قام إليه رجل من أصحابه ، فقال : نهيتنا عن الحكومة ثمّ أمرتنا بها ، فلم ندر أيّ الأمرين أرشد ؟ فصفّق عليه السّلام إحدى يديه على الأخرى ، ثم قال :

هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ اَلْعُقْدَةَ أَمَا وَ اَللَّهِ لَوْ أَنِّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَى اَلْمَكْرُوهِ اَلَّذِي يَجْعَلُ اَللَّهُ فِيهِ خَيْراً فَإِنِ اِسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وَ إِنِ اِعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ وَ إِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ لَكَانَتِ اَلْوُثْقَى وَ لَكِنْ بِمَنْ وَ إِلَى مَنْ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ دَائِي كَنَاقِشِ اَلشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا اَللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هَذَا اَلدَّاءِ اَلدَّوِيِّ وَ كَلَّتِ اَلنَّزَعَةُ بِأَشْطَانِ اَلرَّكِيِّ أَيْنَ اَلْقَوْمُ اَلَّذِينَ دُعُوا إِلَى اَلْإِسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ وَ قَرَءُوا ؟ اَلْقُرْآنَ ؟ فَأَحْكَمُوهُ وَ هِيجُوا إِلَى اَلْقِتَالِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اَللِّقَاحِ إِلَى أَوْلاَدِهَا وَ سَلَبُوا اَلسُّيُوفَ أَغْمَادَهَا وَ أَخَذُوا بِأَطْرَافِ اَلْأَرْضِ زَحْفاً زَحْفاً وَ صَفّاً صَفّاً بَعْضٌ هَلَكَ وَ بَعْضٌ نَجَا لاَ يُبَشَّرُونَ بِالْأَحْيَاءِ وَ لاَ يُعَزَّوْنَ بِالْمَوْتَى مُرْهُ اَلْعُيُونِ مِنَ اَلْبُكَاءِ خُمْصُ اَلْبُطُونِ مِنَ اَلصِّيَامِ ذُبُلُ اَلشِّفَاهِ مِنَ اَلدُّعَاءِ صُفْرُ اَلْأَلْوَانِ مِنَ اَلسَّهَرِ عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ اَلْخَاشِعِينَ أُولَئِكَ إِخْوَانِي اَلذَّاهِبُونَ فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ وَ نَعَضَّ اَلْأَيْدِي عَلَى فِرَاقِهِمْ إِنَّ اَلشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ وَ يُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً وَ يُعْطِيَكُمْ بِالْجَمَاعَةِ اَلْفُرْقَةَ فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اِقْبَلُوا اَلنَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ وَ اِعْقِلُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ

٣٧٩

أقول : رواه ابن عبد ربّه في ( عقده ) ١ مع اختلاف ، فروى عن نافع بن كليب ، قال : دخلت الكوفة للتسليم على أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ، فإنّي لجالس تحت منبره ، و عليه عمامة سوداء و هو يقول : « انظروا هذه الحكومة ، فمن دعا إليها فاقتلوه و إن كان تحت عمامتي هذه » فقال له عدي بن حاتم : قلت لنا أمس :

من أبى عنها فاقتلوه ، و تقول لنا اليوم : من دعا إليها فاقتلوه ، و اللّه ما ندري ما نصنع بك ؟ و قام إليه رجل أحدب من أهل العراق ، فقال : أمرت بها أمس و تنهى عنها اليوم ؟ فأنت كما قال الأول : « آكلك و أنا أعلم ما أنت » فقال عليه السّلام : إليّ يقال هذا ؟ ( أصبحت اذكر أرحاما و أصره بدلت منها هوى الريح بالقصب ) أما و اللّه لو أنّي حين أمرتكم بما أمرتكم به ، و نهيتكم عمّا نهيتكم ، حملتكم على المكروه الذي جعل اللّه عاقبته خيرا ، إذن كان فيه ، و لكانت الوثقى التي لا تقلع ، و لكن بمن والى من اداويكم ؟ كأنّي و اللّه بكم كناقش الشوكة بالشوكة يا ليت لي بعض قومي ، و ليت لي من بعد خير قومي . اللهم إنّ دجلة و الفرات نهران أعجمان أصمان أبكمان ، اللهمّ سلّط عليهما بحرك ، و انزع منهما نصرك ، ويل للنزعة بأشطان الرّكي دعوا إلى الاسلام فقبلوه ، و قرؤوا القرآن فأحسنوه ،

و نطقوا بالشعر فأحكموه ، و هيّجوا إلى الجهاد فولهوا و له اللقاح أولادها ،

ضربا ضربا و زحفا زحفا ، لا يتباشرون بالحياة ، و لا يعزون على القتلى ، و لا يغيرون على العلى :

اولئك إخواني الذاهبون

فحقّ البكاء لهم أن يطيبا

رزقت حبيبا على فاقة

و فارقت بعد حبيب حبيبا

ثم نزل تدمع عيناه . فقلت : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون على ما صرت إليه .

فقال : نعم إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ، أقوّمهم و اللّه غدوة و يرجعون إليّ عشية

ــــــــــــ

( ١ ) العقد الفريد لابن عبد ربّه ٤ : ١٦٢ .

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617