تفيء إلى امر اللّه . . . بوجوب قتال معاوية حتى يفيء إلى أمر اللّه و يصير تسليما لأمير المؤمنين عليه السّلام كما قالوا ذلك لمّا أنكروا الحكمية ؟
ألم يعلموا أنّ معاوية من الفئة الباغية مع قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : « عمّار تقتله الفئة الباغية » و قد كان قتل قبيل رفع المصاحف ؟
و كيف هم لم يتفطّنوا و قد تفطّن كثير من أهل الشام ، إلاّ أغبياء قال لهم معاوية : « إنّا ما قتلناه و إنّما قتله عليّ الذي جاء به لحربنا » ؟ و لحق به عليه السّلام بعضهم كعبد اللّه بن عمر العنسي لذلك ، و قال :
قد كنت أسمع و الأنباء شائعة
هذا الحديث فقلت : الكذب و الزور
حتى تلقّيته من أهل عيبته
فاليوم أرجع و المغرور مغرور
و اليوم أبرأ من عمرو و شيعته
و من معاوية المحدو به العير
أ لم يعلموا أنّ معاوية كان عدو النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، و قاتله حتى صار أسيرا فجعله من الطلقاء ؟
أ لم يعلموا أنّ معاوية كان لعين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في غير موطن ، و أنّه كان مظهر كلّ كفر و فجور ؟
أ لم يعلموا أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان المتصدي لجميع حروب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و شريكه في شدائده في سبيل الإسلام ، و أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان يجعله بمنزلة نفسه ، و أنّه كان مظهر الإيمان و العدالة و الورع و التقوى ، و أنّه كان أعلم الناس بالكتاب و السنة و شريعة الإسلام باجماع الامّة حتى من صدّيقهم و فاروقهم ؟
و أ لم يكن من العجب ألاّ يقبلوا منه عليه السّلام حكمية ابن عباس و الأشتر و الأحنف ، و يجبروه على أبي موسى ، و يقبلوا من معاوية حكمية عمرو ؟