بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 617

  • البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82281 / تحميل: 3982
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

في المقام فينا مؤنة و لا إكراه . فاشتدّ على أهل المدينة الأمر فتثاقلوا ، فبعثت إلى عبد اللّه بن عمر كميلا النخعي فجاء به إلى أن قال : فرجع ابن عمر إلى المدينة و هم يقولون : لا و اللّه ما ندري كيف نصنع ، فإنّ هذا الأمر مشتبه علينا ،

و نحن مقيمون حتّى يضي‏ء لنا و يسفر . فخرج تحت ليلته و أخبر ام كلثوم بنت علي بالذي سمع من أهل المدينة ، و إنّه يخرج معتمرا مقيما على طاعة عليّ ما خلا النهوض ، و كان صدوقا ، فاستقرّ عندها ، و أصبح عليّ فقيل له : حدث البارحة حدث هو أشدّ عليك من طلحة و الزبير و ام المؤمنين و معاوية . قال :

و ما ذلك ؟ قال : خرج ابن عمر إلى الشام ، فأتى على السوق و دعا بالظهر ، فحمل الرجال و أعد لكل طريق طلابا و ماج أهل المدينة ، و سمعت ام كلثوم بالذي هو فيه فدعت ببغلتها فركبتها في رحل ثم أتت عليّا و هو واقف في السوق يفرّق الرجال في طلبه ، فقالت : مالك لا تزند من هذا الرجل ؟ إنّ الأمر على خلاف ما بلغته و حدثته ، أنا ضامنة له . فطابت نفسه و قال : انصرفوا ، لا و اللّه ما كذبت و لا كذب ، و إنّه عندي ثقة ١ .

فمن أكاذيبه : أنّه عليه السّلام لم يولّ أحدا ممّن خرج على عثمان ، ألم يولّ محمّد بن أبي بكر و الأشتر و هما ممّن خرج عليه قطعا .

و منها قوله : إنّ الحسن دخل عليه و دعاه إلى القعود ، فقد عرفت كون ما نسب إليه عليه السّلام خلاف العقل .

و منها قوله : كتب إلى قيس و عثمان بن حنيف و أبي موسى أن يندبوا النّاس إلى الشام ، و إنّ ابن حنيف كان مبتلى بطلحة و الزبير ، و أبو موسى إنّما كتب إليه بندب أهل الكوفة إلى البصرة ، و كان عليه السّلام يومئذ مشغولا بالبصرة فما يكتب إلى قيس .

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٤٤٤ ٤٤٦ ، سنة ٣٦ ، و النقل بتصرّف و تلخيص .

٤١

و منها : ما نسبه إليه عليه السّلام « ان اللّه جعل لظالم هذه الامّة العفو و المغفرة » ،

هل اللّه ابن عمّ ظلمة هذه الامّة حتى يجعل لهم العفو و المغفرة ؟ و سيجزي اللّه المفترين . إلا أن أئمته و أشياعهم لمّا كانوا ظلمة ، لا بد أن يقول ذلك حتّى يصحّ ايتمامه بهم .

و منها : قوله و هو مضحك انّه عليه السّلام قال : إنّ طلحة و الزبير و امهم دعوا النّاس إلى الإصلاح . فيقال له : الإصلاح بين من و من ؟ و إذا كانوا أرادوا الاصلاح فلا بد أنّه عليه السّلام أراد الإفساد قبّح اللّه هذا الرجل ما يدري ما يقول و كذلك قوله : « ثمّ أتاه أنّهم يريدون البصرة لمشاهدة النّاس و الإصلاح » . فهل كان أهل المدينة نسناسا فأرادوا أن يخرجوا إلى البصرة حتّى يروا النّاس ؟ و منها قوله : « إنّ أهل المدينة قالوا إنّ الأمر مشتبه علينا و نحن مقيمون حتى يضي‏ء لنا » . فإنّه إنّما تخلّف عنه باتفاق السير سعد و ابن عمر و محمّد بن مسلمة و المغيرة معتذرين أنّ الأمر مشتبه علينا ، و أمّا باقي النّاس فبايعوه شوقا و عاونوه طوعا .

و منها : قوله « قيل له عليه السّلام حدث حادث أشدّ عليك من طلحة و الزبير و عايشة و معاوية » فأي سفيه كان يتوهم ذلك ؟ فإنّ الرجل لم يكن له قابلية أصلا ، و لذا زجر عمر من قال له : لم لا تجعله ولي عهدك ؟ و إنّما قال عليه السّلام لعمّار ،

لمّا دعاه و اعتذر : « دعه فإنّه ضعيف » .

و أين هو من طلحة و الزبير و كانا يعدّان أنفسهما فوق عمر ؟ و أين وجاهته عند النّاس من عايشة ؟ و أين هو من معاوية الذي كان في الدهاء آية و كان ذا سلطان ، كان بيده الشام و كانوا يعبدونه ؟ و من المضحك أنه بدل قوله عليه السّلام في ابن عمر بكونه ضعيفا بقوله ثقة .

و منها : قوله إنّ امّ كلثوم دعت ببغلتها ، فوضع هذا في مقابل ركوب

٤٢

عايشة بغلتها لمنع دفن الحسن عليه السّلام عند جدّه . و حينئذ فأي عبرة تبقى بما فيه ؟ و الكذّاب لا يصدق ، إلاّ إذا كان شاهد على صدقه ، و الدخيل لا يروج إلاّ أن يستخرج غشّه . و الرضي رضى اللّه عنه فعل ذلك هنا فأسقط قوله : « إنّ اللّه جعل لظالم هذه الامّة العفو و المغفرة » . و أسقط قوله : « و دعوا النّاس إلى الإصلاح » .

قوله : « و إنّ المبدعات المشبهات » أي : بالسنن .

« من المهلكات » لأنّ الإنسان يغتر بها .

« إلاّ ما حفظ اللّه منها » هكذا في ( المصرية ) ١ ، و لفظة ( منها ) زائدة لعدم وجودها في ( ابن ميثم ) ٢ ، و كذا في ( المستند ) ، و منه يظهر أنّ وجودها في نسخة من ( ابن أبي الحديد ) غير صحيحة ٣ .

« و إن في سلطان اللّه عصمة » أي : حفظ .

« لأمركم فأعطوه طاعتكم غير ملوّمة » هكذا في ( المصرية ) ٤ ، و قال ( ابن ميثم ) و في نسخة ( ملوية ) ٥ ، و هو الأنسب مع أنّه كذا في ( المستند ) .

« و اللّه لتفعلن أو لينقلن عنكم سلطان الإسلام ، ثم لا ينقله إليكم أبدا حتّى يأرز الأمر » أي : يجتمع و ينضمّ ، يقال : « أرزت الحيّة إلى حجرها » .

و قال الشاعر :

و قد أرزت من بردهنّ الأنامل

« إلى غيركم » قال ابن أبي الحديد : فإن قيل : كيف لم يعد إليهم و قد عاد بالخلافة العباسية ؟ قلت : لأن الشرط و هو عدم الطاعة لم يقع . و قال قوم :

ــــــــــــ

 ( ١ ) نهج البلاغة ٢ : ٩٩ .

 ( ٢ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٢٤ عند شرح فقرات الخطبة .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ٢٩٥ .

 ( ٤ ) نهج البلاغة ٢ : ٩٩ .

 ( ٥ ) شرح ابن ميثم ٣ : ٣٢٥ .

٤٣

خاطب الشيعة الطالبيّة فقال : إن لم تعطوني الطاعة المحضة نقل الخلافة عن هذا البيت حتّى ينضمّ إلى بيت آخر البيت العباسي ١ .

قلت : عنده عليه السّلام العبّاسية مع الاموية سواء كالتيميّة و العدوية ، و الظاهر من السياق نقل سلطان الإسلام إلى غير المسلمين لقوله : « أو لينقلنّ سلطان الإسلام عنكم ثم لا ينقله إليكم أبدا » .

فالظاهر كونه إشارة إلى الدولة الهلاكوية استأصلت الخلافة العباسية ،

و ختم اسم الخلافة من العامّة ، فإنّهم قبلها يدّعون كون سلطنتهم الخلافة الإسلاميّة .

كما أنّ الظاهر أنّ المراد من قوله عليه السّلام : « حتّى يأرز الأمر إلى غيركم » قيام المهديّ عليه السّلام و دولة أهل بيته ، فإنّ أهل بيته عليهم السّلام كانوا من غير المخاطبين لاختلاف عقيدتهم معهم بأنّهم لمّا كانوا أهل بيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يجب أن يكونوا خلفاءه ، كما هو مقتضى العقل و جرت عليه الشرايع ذريّة بعضها من بعض . . . ٢ .

هذا و من روايات سيف المجعولة : أنّ عليّا خرج من المدينة في تعبيته التي تعبّا بها إلى الشام ، لمّا بلغه إرادة طلحة و الزبير الخروج إلى البصرة ،

يرجو أن يدركهم فيحول بينهم و بين الخروج ، فلقيه عبد اللّه بن سلام فأخذ بعنانه و قال : لا تخرج منها فو اللّه لئن خرجت منها لا ترجع إليها و لا يعود إليها سلطان المسلمين أبدا . فسبّوه ، فقال : دعوا الرجل ، فنعم الرجل من أصحاب محمّد ٣ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ٢٩٦ ٢٩٧ .

 ( ٢ ) آل عمران : ٣٤ .

 ( ٣ ) تاريخ الطبريّ ٤ : ٤٥٥ ، سنة ٣٦ .

٤٤

٦

الخطبة ( ١٧٢ ) منها في ذكر أصحاب الجمل :

فَخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ كَمَا تُجَرُّ اَلْأَمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَا مُتَوَجِّهِينَ بِهَا إِلَى ؟ اَلْبَصْرَةِ ؟ فَحَبَسَا نِسَاءَهُمَا فِي بُيُوتِهِمَا وَ أَبْرَزَا حَبِيسَ ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ لَهُمَا وَ لِغَيْرِهِمَا فِي جَيْشٍ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَعْطَانِي اَلطَّاعَةَ وَ سَمَحَ لِي بِالْبَيْعَةِ طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا وَ خُزَّانِ بَيْتِ مَالِ اَلْمُسْلِمِينَ وَ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً وَ طَائِفَةً غَدْراً فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُتَعَمِّدِينَ لِقَتْلِهِ بِلاَ جُرْمٍ جَرَّهُ لَحَلَّ لِي قَتْلُ ذَلِكَ اَلْجَيْشِ كُلِّهِ إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا وَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ بِلِسَانٍ وَ لاَ بِيَدٍ دَعْ مَا إِنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ مِثْلَ اَلْعِدَّةِ اَلَّتِي دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ و الخطبة ( ٢١٨ ) و من كلام له عليه السّلام في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه عليه السّلام :

فَقَدِمُوا عَلَى عُمَّالِي بِهَا وَ خُزَّانِ بَيْتِ مَالِ اَلْمُسْلِمِينَ اَلَّذِي فِي يَدَيَّ وَ عَلَى أَهْلِ ؟ مِصْرٍ ؟ كُلُّهُمْ فِي طَاعَتِي وَ عَلَى بَيْعَتِي فَشَتَّتُوا كَلِمَتَهُمْ وَ أَفْسَدُوا عَلَيَّ جَمَاعَتَهُمْ وَ وَثَبُوا عَلَى شِيعَتِي فَقَتَلُوا طَاِئفَةً مِنْهُمْ غَدْراً وَ طَاِئفَةً مِنْهُمْ عَضُّوا عَلَى أَسْيَافِهِمْ فَضَارَبُوا بِهَا حَتَّى لَقُوا اَللَّهَ صَادِقِينَ أقول : قد ترى أن الثاني تكرار جزء من الأوّل ، و إنّما زيد فيه فقرات ، و الأصل فيهما كتاب كتبه عليه السّلام للناس ليقرأ عليهم لمّا سألوه عن الثلاثة بعد فتح معاوية لمصر ، رواه ( خلفاء ابن قتيبة ) و ( غارات إبراهيم الثقفي ) و ( رسائل

٤٥

الكليني ) و ( مسترشد ابن رستم الطبري ) .

ففي الأوّل : « فأوّل من بايعني طلحة و الزبير ، و لو أبيا ما أكرهتهما كما لم أكره غيرهما ، فما لبثا إلاّ يسيرا حتّى قيل لي قد خرجا متوجهين إلى البصرة في جيش ، ما منهم رجل إلاّ و قد أعطاني الطاعة و سمح لي بالبيعة ،

فقدما على عمّالي و خزّان بيت مالي و على أهل مصر كلّهم في طاعتي و على بيعتي ، فشتّتوا كلمتهم و أفسدوا جماعتهم ، ثم و ثبوا على شيعتي فقتلوا طائفة صبرا و طائفة غدرا .

و منهم طائفة غضبوا للّه فشهروا سيوفهم و ضربوا بها ، حتّى لقوا اللّه عزّ و جلّ صادقين ، و اللّه لو لم يصيبوا منهم إلاّ رجلا واحدا متعمّدين لقتله لحل لي بذلك قتل الجيش كلّه ، مع أنّهم قد قتلوا من المسلمين أكثر من العدّة التي دخلوا بها عليهم ، و قد أدال اللّه منهم فبعدا للقوم الظالمين ١ . و مثله الثاني ٢ .

و في الثالث : فأي خطيئة أعظم ممّا أتيا ؟ إخراجهما زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من بيتها فكشفا عنها حجابا ستره اللّه عليها ، وصانا حلائلهما في بيوتهما إلى أن قال : ثمّ أتوا البصرة و أهلها مجتمعون على بيعتي و طاعتي ،

و بها شيعتي خزّان بيت مال اللّه و مال المسلمين إلى أن قال : و قتلوا شيعتي ،

طائفة صبرا و طائفة غدرا و طائفة عضوا بأسيافهم حتّى لقوا اللّه ، فو اللّه لو لم يقتلوا إلاّ رجلا و أحدا لحلّ لي به دماؤهم و دماء ذلك الجيش لرضائهم بقتل من قتل ، دع مع أنهم قد قتلوا أكثر من العدة التي قد دخلوا بها عليهم ، و قد أدال اللّه منهم فبعدا للقوم الظالمين .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الإمامة و السياسة ١ : ١٥٦ و الآية ٤١ من سورة المؤمنون .

 ( ٢ ) الغارات ١ : ٣١١ .

٤٦

فأما طلحة فرماه مروان بسهم فقتله . . . ١ و مثله الرابع ٢ .

قول المصنّف في الأوّل : « منها في ذكر أصحاب الجمل » قال ابن أبي الحديد : قال أبو مخنف : حدّثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس : أن الزبير و طلحة أغذّا السير بعايشة حتّى انتهوا إلى حفر أبي موسى قريب البصرة فكتبا إلى عثمان بن حنيف عامل عليّ عليه السّلام أن أخل لنا دار الامارة . فلمّا وصل كتابهما إليه ، بعث إلى الأحنف فقال له : إنّ هؤلاء القوم قدموا علينا و معهم زوجة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و النّاس إليها سراع .

فقال الأحنف انّهم جاؤوك بها للطلب بدم عثمان ، و هم الذين ألّبوا على عثمان النّاس و سفكوا دمه ، و أراهم و اللّه لا يزالونا حتّى يلقوا العداوة بيننا و يسفكوا دماءنا . و أظنهم و اللّه سيركبون منك خاصة ما لا قبل لك به إن لم تتأهب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة ، فإنّك اليوم الوالي عليها و أنت فيهم مطاع ، فسر إليهم بالناس و بادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة ، فيكون النّاس لهم أطوع منك لك . فقال عثمان بن حنيف : الرأي ما رأيت لكني أكره أن أبدأهم و أرجو العافية و السلامة ، إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين عليه السّلام و رأيه فأعمل به .

ثم أتاه بعد الأحنف حكيم بن جبلة من بني عمرو بن وديعة فأقرأه كتاب طلحة و الزبير ، فقال له حكيم مثل قول الأحنف و أجابه بمثل جوابه للأحنف ، فقال له حكيم : فائذن لي حتّى أسير إليهم بالناس ، فإن دخلوا في طاعة أمير المؤمنين عليه السّلام و إلاّ فأنابذهم على سواء . فقال له : لو كان ذلك رأيي لسرت إليهم بنفسي .

ــــــــــــ

 ( ١ ) رسائل الكليني .

 ( ٢ ) مسترشد الطبريّ .

٤٧

قال حكيم : أما و اللّه إن دخلوا عليك هذا المصر لتنقلن قلوب كثير من النّاس إليهم ، و ليزيلنك عن مجلسك هذا و أنت أعلم . فأبى عليه عثمان ، و كتب عليّ عليه السّلام إلى عثمان لمّا بلغه مشارفة القوم البصرة : « إنّ البغاة عاهدوا اللّه ثم نكثوا و توجهوا إلى مصرك و ساقهم الشيطان لطلب ما لا يرضى اللّه به ، و اللّه أشد بأسا و أشد تنكيلا ، فان أقدموا عليك فادعهم إلى الطاعة و الرجوع إلى الوفاء بالعهد و الميثاق الذي فارقونا عليه ، فإن أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك ، و إن أبوا إلاّ التمسك بحبل النكث و الخلاف فناجزهم حتّى يحكم اللّه بينك و بينهم و هو خير الحاكمين . و كتبت إليك كتابي هذا من الربذة و أنا معجل المسير إليك إن شاء اللّه .

فلمّا وصل الكتاب إلى عثمان أرسل إلى أبي الأسود و عمران بن حصين الخزاعي فأمرهما أن يسيرا حتّى يأتياه بعلم القوم ، فانطلقا حتّى إذا أتيا حفر أبي موسى و به معسكر القوم ، فدخلا على عايشة فسألاها و وعظاها ، فقالت لهما : القيا طلحة و الزبير . فقاما من عندها و لقيا الزبير فكلّماه ، فقال لهما : إنّا جئنا للطلب بدم عثمان ، و ندعو النّاس إلى أن يردوا أمر الخلافة شورى ليختار النّاس لأنفسهم . فقالا له : إنّ عثمان لم يقتل بالبصرة ليطلب دمه فيها ، و أنت تعلم قتلة عثمان من هم و أين هم و إنّك و صاحبك و عايشة كنتم أشد النّاس عليه و أعظمهم إغراء بدمه ، فأقيدوا من أنفسكم .

و أمّا إعادة أمر الخلافة شورى ، فكيف و قد بايعتم عليّا عليه السّلام طائعين غير مكرهين ، و أنت لم تبعد العهد بقيامك دون هذا الرجل يوم مات النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله ،

و أنت آخذ قائم سيفك تقول : ما أحد أحقّ بالخلافة منه و لا أولى بها منه ،

امتنعت من بيعة أبي بكر ، فأين ذلك الفعل من هذا القول ؟ فقال لهما : اذهبا فالقيا طلحة ، فقاما إلى طلحة فوجداه خشن اللمس شديد العريكة ، قوي العزم

٤٨

في إثارة الفتنة و اضرام نار الحرب . فانصرفا إلى عثمان بن حنيف فأخبراه .

و قال له أبو الأسود :

يابن حنيف قد أتيت فانفر

و طاعن القوم و اجلد و اصبر

و ابرز لهم مستلئما و شمّر

فقال ابن حنيف : أي و الحرمين لأفعلنّ . و أمر مناديه فنادى في النّاس :

السلاح السلاح . فاجتمعوا إليه .

و قال أبو الأسود :

أتينا الزبير فدانى الكلا

م و طلحة كالنجم أو أبعد

و أحسن قوليهما فادح

يضيق به الخطب مستنكد

و قد أوعدونا بجهد الوعي

د فأهون علينا بما أوعدوا

فقلنا ركضتم و لن ترملوا

و أصدرتم قبل أن توردوا

و إن تلقحوا الحرب بين الرجا

ل فملقحها حدّه الأنكد

و إنّ عليّا لكم مصحر

ألاّ إنّه الأسد الأسود

أما إنّه ثالث العابدي

ن بمكّة و اللّه لا يعبد

فرخّوا الخناق و لا تعجلوا

فإنّ غدا لكم موعد

و أقبل القوم ، فلمّا انتهوا إلى المربد ، قام رجل من بني جشم فقال : أيّها النّاس إن كان هؤلاء أتوكم خائفين لقد أتوكم من المكان الذي يأمن فيه الطير و الوحش و السباع ، و إن كانوا أتوكم بطلب دم عثمان فغير وليّ قتله فأطيعوني .

٤٩

أيّها النّاس ردّوهم من حيث أقبلوا ، فإنّكم إن لم تفعلوا لم تسلموا من الحرب الضروس و الفتنة الصماء التي لا تبقي و لا تذر . فحصبه ناس من أهل البصرة فأمسك ، و اجتمع أهل البصرة بالمربد حتّى ملؤوه مشاة و ركبانا ،

٥٠

فقام طلحة فأشار إلى النّاس بالسكوت ليخطب فسكتوا بعد جهد ، فقال : أما بعد ، فإن عثمان كان من أهل السابقة و الفضيلة ، و من المهاجرين الأوّلين الذين رضي اللّه عنهم و رضوا عنه ، و نزل القرآن ناطقا بفضلهم ، و أحد أئمّة المسلمين الوالين عليكم بعد أبي بكر و عمر صاحبي النّبيّ ، و قد كان أحدث أحداثا نقمناها عليه ، فأتيناه فاستعتبناه فأعتبنا ، فعدا عليه امرؤ ابتز هذه الامّة أمرها غصبا بغير رضى منها و لا مشورة ، فقتله و ساعده على ذلك قوم غير أتقياء و لا أبراء ، فقتل محرما بريئا تائبا . و قد جئناكم أيّها النّاس نطلب بدم عثمان ، و ندعوكم إلى الطلب بدمه ، فإن نحن أمكننا اللّه من قتلته قتلناهم به و جعلنا هذا الأمر شورى بين المسلمين ، و كانت خلافة رحمة للامّة جميعا ،

فإن كلّ من أخذ الأمر من غير رضى من العامة و لا مشورة منها ابتز . كان ملكه ملكا عضوضا و حدثا كبيرا .

ثمّ قام الزبير فتكلّم بمثل كلام طلحة ، فقام إليهما ناس من أهل البصرة ،

فقالوا لهما : ألم تبايعا عليّا فيمن بايعه ، ففيم بايعتما ثم نكثتما ؟ فقالا : ما بايعناه و لا لأحد في أعناقنا بيعة ، و إنّما استكرهنا على بيعته . فقال ناس : قد صدقا و أحسنا القول و قطعا بالصواب .

و قال ناس : ما صدقا و لا أصابا . حتّى ارتفعت الأصوات ، ثم أقبلت عايشة على جملها فنادت بصوت مرتفع : أيّها النّاس أقلّوا الكلام و اسكتوا .

فأسكت النّاس لها ، فقالت : إن أمير المؤمنين عثمان غيّر و بدّل ، ثم لم يزل يغسل ذلك بالتوبة حتى قتل مظلوما تائبا ، و إنّما نقموا عليه ضربه بالسوط و تأميره الشبّان و حمايته موضع الغمامة فقتلوه محرما ، في حرمة الشهر و حرمة البلد ذبحا كما يذبح الجمل . ألا و إن قريشا رمت غرضها بنبالها و أدمت أفواهها بأيديهما ، و ما نالت بقتلها إيّاه شيئا ، و لا سلك به سبيلا قاصدا .

٥١

أما و اللّه ليرونها بلايا عقيمة تنبه النائم و تقيم الجالس ، و ليسلّطنّ عليهم قوم لا يرحمونهم يسومونهم سوء العذاب .

أيّها النّاس ما بلغ من ذنب عثمان ما يستحلّ به دمه مصصتموه كما يماص الثوب الرخيص ، ثم عدوتم عليه قتلتموه بعد توبة و خروجه من ذنبه ،

و بايعتم ابن أبي طالب بغير مشورة من الجماعة ، ابتزازا و غصبا ، أتراني أغضب لكم من سوط عثمان و لسانه و لا أغضب لعثمان من سيوفكم ، ألا إنّ عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته ، فإذا ظفرتم بهم فاقتلوهم ، ثم اجعلوا الأمر شورى بين الرهط الذين اختارهم أمير المؤمنين عمر ، و لا يدخل فيهم من شرك في دم عثمان .

فماج النّاس و اختلطوا ، فمن قائل يقول : القول ما قالت . و من قائل يقول :

و ما هي و هذا الأمر ؟ إنّما هي امرأة مأمورة بلزوم بيتها . و ارتفعت الأصوات و كثر اللغط حتّى تضاربوا بالنعال و تراموا بالحصباء .

ثمّ إن النّاس تمايزوا فصاروا فريقين ، فريق مع عثمان بن حنيف ،

و فريق مع عايشة و أصحابها . فلمّا أقبل طلحة و الزبير من المربد يريدان ابن حنيف و جداه و أصحابه قد أخذوا بأفواه السكك ، فمضوا حتّى انتهوا إلى موضع الدبّاغين ، فاستقبلهم أصحاب ابن حنيف ، فشجرهم طلحة و الزبير و أصحابهما بالرماح ، فحمل عليهم حكيم بن جبلة فلم يزل و أصحابه يقاتلونهم حتّى أخرجوهم من جميع السكك ، و رماهم النساء من فوق البيوت بالحجارة ، فأخذوا إلى مقبرة بني مازن فوقفوا بها مليّا حتّى ثابت إليهم خيلهم ، ثم أخذوا على مسناة البصرة حتّى انتهوا إلى الرابوقة ، ثم أتو سبخة دار الرزق فنزلوها ، و أتاهما عبد اللّه بن حكيم التهمي لمّا نزلا السبخة بكتب كانا كتباها إليه ، فقال لطلحة : أما هذه كتبك إلينا ؟ قال بلى . قال : فكتبت أمس

٥٢

تدعونا إلى خلع عثمان و قتله ، حتّى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه ، فلعمري ما هذا رأيك، لا تريد إلاّ هذه الدّنيا ، مهلا إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من عليّ عليه السّلام ما عرض عليك من البيعة فبايعته طائعا راضيا ثم نكثت بيعته ، ثم جئت لتدخلنا في فتنتك ؟ فقال : إن عليّا دعاني إلى بيعته بعد ما بايعه النّاس ، فعلمت أنّي لو لم أقبل ما عرضه عليّ لم يتم لي ، ثم يغرى بي من معه .

ثم أصبحا من غد فصفّا للحرب ، و خرج ابن حنيف إليهما فناشدهما اللّه و الإسلام و أذكرهما بيعتهما عليّا عليه السّلام ، فقالا : نحن نطلب بدم عثمان . فقال لهما : و ما أنتما و ذاك ، أين بنو عمّه الذين هم أحقّ به منكم ؟ كلا و اللّه و لكنّكما حسدتماه حيث اجتمع النّاس عليه ، و كنتما ترجوان هذا الأمر و تعملان له ،

و هل كان أحد أشد على عثمان قولا منكما ؟ فشتماه شتما قبيحا و ذكرا امّه .

فقال للزبير : أما و اللّه لو لا صفية و مكانها من النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فانّها أدنتك إلى الظل ، و إن الأمر بيني و بينك يا بن صعبة يعني طلحة أعظم من القول ،

لأعلمنكما من أمركما ما يسوؤكما ، اللهمّ إني قد أعذرت إلى هذين الرجلين . ثم حمل عليهم و اقتتل النّاس قتالا شديدا ، ثم تحاجزوا و اصطلحوا على أن يكتب بينهم كتاب صلح فكتب : هذا ما اصطلح عليه ابن حنيف و من معه من شيعة أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و طلحة و الزبير و من معهما من المسلمين من شيعتهما ، إن لابن حنيف دار الامارة و الرحبة و المسجد و بيت المال و المنبر ،

و إن لطلحة و الزبير و من معهما أن ينزلوا حيث شاؤوا من البصرة ، لا يضار بعضهم بعضا في طريق و لا فرضة و لا سوق و لا شريعة و لا مرفق حتّى يقدم أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ، فإن أحبوا دخلوا فيما دخلت فيه الامّة ، و إن أحبوا لحق كل قوم بهواهم من قتال و سلم و خروج و إقامة . و على الفريقين بما كتبوا

٥٣

عهد اللّه و ميثاقه و أشد ما أخذ اللّه على نبي من أنبيائه من عهد و ذمة .

و ختم الكتاب ، و رجع ابن حنيف حتّى دخل دار الامارة و قال لأصحابه :

الحقوا رحمكم اللّه بأهلكم وضعوا سلاحكم و داووا جرحاكم . فمكثوا كذلك أيّاما.

ثم انّ طلحة و الزبير قالا : إن قدم عليّ و نحن على هذه الحال من القلّة و الضعف بأعناقنا . فأجمعا على مراسلة القبائل و استمالة العرب ، فأرسلا إلى وجوه النّاس و أهل الرياسة و الشرف يدعونهم إلى الطلب بدم عثمان و خلع عليّ عليه السّلام و إخراج ابن حنيف من البصرة ، فبايعهم على ذلك الأزد و ضبة و قيس عيلان كلّها ، إلاّ الرجل و الرجلين في القبيلة كرهوا أمرهم فتواروا عنهم .

و أرسلوا إلى هلال بن وكيع التميمي فلم يأتهم ، فجاءه طلحة و الزبير إلى داره فتوارى عنهما ، فقالت له امّه : ما رأيت مثلك ، أتاك شيخا قريش فتواريت عنهما فلم تزل به حتّى ظهر لهما و بايعهما ، و معه بنو عمرو بن تميم كلّهم و بنو حنظلة ، إلاّ بني يربوع فإنّ عامّتهم كانوا شيعة لعليّ عليه السّلام ، و بايعهم بنو دارم كلّهم إلاّ نفرا من بني مجاشع ذوي دين و فضل . فلمّا استوسق لطلحة و الزبير أمرهما ، خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح و مطر و معهما أصحابهما قد ألبسوهم الدروع و ظاهروا فوقها بالثياب، فانتهوا إلى المسجد وقت صلاة الفجر و قد سبقهم ابن حنيف و اقيمت الصلاة، فتقدّم ابن حنيف ليصلّي بهم فأخّره أصحاب طلحة و الزبير و قدموا الزبير ، فجاءت السبابجة ، و هم الشرط حرس بين المال فأخّروا الزبير و قدموا ابن حنيف ، فغلبهم أصحاب الزبير فقدّموه .

إلى أن قال : فلمّا انصرف الزبير من صلاته صاح بأصحابه المتسلحين أن خذوا ابن حنيف . فأخذوه بعد أن تضارب هو و مروان بسيفيهما ، فلمّا اسر ضرب ضرب الموت، و نتف حاجباه و أشفار عينيه و كل

٥٤

شعره في رأسه و وجهه و أخذوا السبابجة و هم سبعون رجلا فانطلقوا بهم و بابن حنيف إلى عايشة ، فقالت لأبان بن عثمان : اخرج إليه فاضرب عنقه ، فإن الأنصار قتلت أباك و أعانت على قتله . فنادى عثمان : يا عايشة و يا طلحة و يا زبير إنّ أخي سهل بن حنيف خليفة عليّ بن أبي طالب على المدينة ، و أقسم باللّه إن قتلتموني ليضعن السيف في بني أبيكم و أهليكم و رهطكم فلا يبقي منكم أحدا . فكفّوا عنه و خافوا أن يوقع سهل بعيالاتهم و أهاليهم بالمدينة ،

فتركوه . و أرسلت عايشة إلى الزبير أن اقتل السبابجة ، فإنّه قد بلغني الذي صنعوا بك ، فذبحهم الزبير و اللّه كما يذبح الغنم ، ولي ذلك ابنه عبد اللّه و هم سبعون رجلا و بقيت منهم طائفة متمسكين ببيت المال ، و قالوا : لا ندفعه إليكم حتّى يقدم أمير المؤمنين عليه السّلام ، فسار إليهم الزبير في جيش ليلا فأوقع بهم ، و أخذ منهم خمسين أسيرا فقتلهم صبرا .

و حدّثنا الصقعب قال : كانت السبابجة القتلى يومئذ أربعمائة رجل ،

فكان غدر طلحة و الزبير بابن حنيف أوّل غدر كان في الإسلام . و كان السبابجة أوّل قوم ضربت أعناقهم من المسلمين صبرا ، و خيّروا ابن حنيف بين أن يقيم أو يلحق بعليّ ، فاختار الرحيل ، فخلوا سبيله فلحق بعلي عليه السّلام ، فلمّا رآه بكى و قال له : فارقتك شيخا و جئتك أمرد . فقال عليّ عليه السّلام : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ثلاثا .

فلمّا بلغ حكيم بن جبلة ما صنع القوم بعثمان بن حنيف ، خرج في ثلاثمائة من عبد القيس مخالفا لهم و منابذا ، فخرجوا إليه و حملوا عايشة على جمل ، فسمّي ذلك اليوم يوم الجمل الأصغر ، و يوم عليّ عليه السّلام يوم الجمل الأكبر ، و تجالد الفريقان بالسيوف ، فشدّ رجل من الأزد من عسكر عايشة على حكيم بن جبلة فضرب رجله فقطعها ، و وقع الأزدي عن فرسه فجثا حكيم

٥٥

فأخذ رجله فرمى بها الأزدي فصرعه ، ثم دب إليه فقتله متكئا عليه حتّى زهقت نفسه ، فمر رجل بحكيم و هو يجود بنفسه فقال : من فعل بك كذا ، قال : و سادي ،

فنظر فإذا الأزدي تحته .

و كان حكيم شجاعا مذكورا ، و قتل مع حكيم إخوة له ثلاثة ، و قتل أصحابه كلّهم و هم ثلاثمائة من عبد القيس و القليل منهم من بكر بن وائل ، فلمّا صفت البصرة لطلحة و الزبير بعد قتل حكيم و أصحابه و طرد ابن حنيف ،

اختلفا في الصلاة و أراد كلّ واحد منهما أن يؤم بالناس ، و خاف أن تكون صلاته خلف صاحبه تسليما أو رضى بتقدمه ، فأصلحت بينهما عايشة بأن جعلت عبد اللّه بن الزبير و محمّد بن طلحة يصلّيان بالنّاس هذا يوما و هذا يوما .

ثم دخلا بيت مال البصرة ، فلمّا رأوا ما فيه من الأموال قال الزبير : وعدكم اللّه مغانم كثيرة تأخذونها فعجّل لكم هذه . . . ١ ، فنحن أحقّ بها من أهل البصرة .

فأخذوا ذلك المال ، فلمّا غلب عليّ عليه السّلام رد تلك الأموال إلى بيت المال و قسّمها في المسلمين ٢ .

قلت : و روى قريبا منه مع زيادة و نقصان المفيد في ( جملة ) عن أبي مخنف و ابن دأب و الواقدي و المدائني ٣ .

و قال ابن أبي الحديد أيضا : كان القسم بن محمّد بن يحيى بن طلحة الملقّب أبا بعرة ولى شرطة الكوفة لعيسى بن موسى العبّاسي ، و كان كلّم إسماعيل بن جعفر الصادق بكلام خرجا فيه إلى المنافرة ، فقال القسم : لم يزل فضلنا و إحساننا سابغا عليكم يا بني هاشم خاصّة و على بني عبد مناف كافّة .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الفتح : ٢٠ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ٣١١ ٣٢٣ ، و النقل بتصرّف و تلخيص .

 ( ٣ ) الجمل للمفيد : ٢٧٣ ٢٨٦ .

٥٦

فقال إسماعيل : أي فضل و إحسان أسديتموه إلى بني عبد مناف ؟ أغضب أبوك جدّي بقوله : « ليموتن محمّد و لنجولن بين خلاخيل نسائه كما جال بين خلاخيل نسائنا » فأنزل اللّه تعالى مراغمة لأبيك : و ما كان لكم أن تؤذوا رسول اللّه و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ١ ، و منع ابن عمّك امّي حقّها من فدك و غيرها من ميراث أبيها ، و أجلب أبوك على عثمان و حصره حتّى قتل ،

و نكث بيعة عليّ عليه السّلام و شام السيف في وجهه ، و أفسد قلوب المسلمين عليه، فإن كان لبني عبد مناف قوم غير هؤلاء أسديتم إليهم إحسانا فعرّفني من هم جعلت فداك ٢ .

قلت : و في ( تاريخ بغداد ) : دخل أبو بكر بن عيّاش على موسى بن عيسى و هو على الكوفة و عنده عبد اللّه بن مصعب الزبيري ، فأدناه و دعا له بتكاء فاتكأ و بسط رجله ، فقال عبد اللّه بن مصعب لموسى : من هذا الذي دخل و لم نستأذن له ثم اتكأته و بسطته ؟ قال : هذا فقيه الفقهاء ، و الرأس عند أهل البصرة ، أبو بكر بن عيّاش . فقال : فلا كثير و لا طيب و لا مستحق لكل ما فعلته به .

فقال ابن عيّاش : أيّها الأمير من هذا الذي سأل عنّي بجهل ثم تتابع في جهله بسوء قول و فعل ؟ فنسبه له ، فقال له ابن عيّاش : اسكت مسكتا ، فبأبيك غدر ببيعتنا ، و بقول الزور خرجت امّنا ، و بابنه هدّمت كعبتنا ، و بك أخرى ان يخرج الدجال فينا .

فضحك موسى حتّى فحص برجله ، و قال للزبيري : أنا و اللّه أعلم أنّه يحوط أهلك و أباك و يتولاّه و لكنّك مشؤوم على آبائك ٣ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأحزاب : ٥٣ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ٣٢٣ ٣٢٤ .

 ( ٣ ) تاريخ بغداد ١٤ : ٣٧٥ ٣٧٦ .

٥٧

قوله عليه السّلام في الأوّل : « فخرجوا يجرّون حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما تجرّ الأمة عند شرائها ، متوجهين بها إلى البصرة فحبسا نساءهما في بيوتهما و أبرزا حبيس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لهما و لغيرهما » في ( الطبري ) : أقبل جارية بن قدامة السعدي إلى عايشة يوم الجمل فقال لها : لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح ، إنّه قد كان لك من اللّه ستر و حرمة فهتكت سترك و أبحت حرمتك ، إنّه من رأى قتالك يرى قتلك ، إن كنت أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلك ، و إن كنت أتيتنا مستكرهة فاستعيني بالناس .

و خرج غلام شاب من بني سعد إلى طلحة و الزبير و قال : أمّا أنت يا زبير فحواري النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، و أما أنت يا طلحة فوقيت النّبيّ بيدك ، و أرى امّكما معكما فهل جئتما بنسائكما ؟ قالا : لا ، قال : فما أنا منكما في شي‏ء ، و اعتزل و قال :

صنتم حلائلكم و قد تم امّكم

هذا لعمرك قلّة الإنصاف

أمرت بجز ذيولها في بيتها

فهوت تشق البيد بالايجاف

غرضا يقاتل دونها أبناؤها

بالنبل و الخطّيّ و الأسياف

هتكت بطلحة و الزبير ستورها

هذا المخبر عنهم و الكافي ١

هذا ، و في ( الأغاني ) : كانت بالمدينة قينة لآل نفيس يقال لها بصيص ،

و كان مولاها صاحب قصر نفيس الذي يقول فيه الشاعر :

شاقني الزائرات قصر نفيس

مثقلات الأعجاز قبّ البطون

و كان تأتيها فتيان من قريش فيستمعون منها ، و يأتيها عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير ، و حجّ المنصور و مر بالمدينة في منصرفه ، فقال عبد اللّه بن مصعب :

أ راحل أنت أبا جعفر

من قبل أن تسمع من بصبصا

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٤٦٥ ، سنة ٣٦ .

٥٨

هيهات أن تسمع منها إذا

جاوزت العيس بك الأعوصا

فخذ عليها مجلسي لذّة

و مجلسا من قبل أن تشخصا

أحلف باللّه يمينا و من

يحلف باللّه فقد أخلصا

لو أنّها تدعو إلى بيعة

بايعتها ثمّ شققت العصا

فبلغ ذلك المنصور فغضب ، و دعا به و قال له : أمّا إنّكم يا آل الزبير قديما قادتكم النساء و شققتم معهنّ العصا حتّى صرت أنت آخر الحمقى تبايع المغنّيات ، فدونكم آل الزبير و هذا المرتع الوخيم ١ .

« في جيش ما منهم رجل إلاّ و قد أعطاني الطاعة و سمح » أي : جاد .

« لي بالبيعة طائعا غير مكره » حتّى مروان بن الحكم ، و جيشهما و إن كان مقدار منهم من مكّة و مقدار منهم من البصرة ، و هم لم يحضروا بيعته عليه السّلام ،

إلاّ أنّ عمّاله عليه السّلام كانوا أخذوا منهم البيعة .

قوله عليه السّلام في الأوّل : « فقدموا على عاملي بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها » و في الثاني : « فقدموا على عمّالي و خزّان بيت مال المسلمين الذي في يدي و على أهل مصر كلّهم في طاعتي و على بيعتي » في ( فتوح البلاذري ) :

كانت جماعة من السبابجة موكلين بيت مال البصرة ، يقال إنّهم أربعون ،

و يقال أربعمائة ، فلمّا قدم طلحة و الزبير البصرة و عليها من قبل عليّ عليه السّلام عثمان بن حنيف ، فأبوا أن يسلموا بيت المال إلى قدوم عليّ عليه السّلام ، فأتوهم في السحر فقتلوهم ، و كان عبد اللّه بن الزبير المتولّي لأمرهم في جماعة تسرعوا إليهم معه ، و كان على السبابجة يومئذ أبو سالمة الزطي و كان رجلا صالحا ٢ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأغاني ١٥ : ٢٨ ٢٩ .

 ( ٢ ) فتوح البلدان : ٣٦٩ في ذكر أمر الأساوة و الزط .

٥٩

و قد عرفت من رواية أبي مخنف أنّ قتل ابن الزبير كان بطلب امّ مؤمنيهم ذلك .

هذا ، و في ( الصحاح ) : السبابجة قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة و حرّاس السجن ١ .

و هو كما ترى فإنهم كانوا خزّان بيت المال لا حرّاس السجن .

قوله عليه السّلام فيه : « فشتّتوا كلمتهم و أفسدوا عليّ جماعتهم ، و وثبوا على شيعتي فقتلوا طائفة منهم غدرا » و في الأوّل : « فقتلوا طائفة صبرا و طائفة غدرا » أمّا الذين قتلوا غدرا فهم على رواية أبي مخنف المتقدّمة السبعون من السبابجة ،

كانوا نصروا ابن حنيف فغدروا بهم في غدرهم بابن حنيف ، فذبحهم ابن الزبير من قبل أبيه بطلب امّهم كما يذبح الغنم ، و أمّا الذين قتلوهم صبرا فهم الذين أبوا تسليم بيت المال و هم خمسون في قول و أربعمائة في آخر .

و مرّ خبر أبي مخنف في أن غدر طلحة و الزبير كان أوّل غدر في الإسلام ، و قتل أولئك صبرا أول قتل في الإسلام صبرا .

قلت : و غدرهم كان مترتبا على أوّل غدر في الإسلام ، و هو غدرهم بصاحب الغدير ، و قد أخبره النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بذلك في قوله : إنّ الامّة ستغدر بك بعدي.

قول المصنّف في الثاني : « و من كلام له » هكذا في ( المصرية ) ٢ و ( ابن أبي الحديد ) ٣ ، و لكن في ( ابن ميثم ) : « و من هذا الكلام » ٤ و في ( الخطيّة ) :

« و منه » .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصحاح ١ : ٣٢١ ، مادة : ( سبج ) .

 ( ٢ ) نهج البلاغة ٢ : ٢٢٨ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ١٢١ .

 ( ٤ ) في شرح ابن ميثم ٤ : ٥٠ : و من كلام له عليه السّلام أيضا .

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

۲۳- ( باب كراهة صلاة الجنازة، بالحذاء، وجوازها بالخف )

۱۹۷۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا يصلى على الجنازة بنعل حذو ».

۲۴- (باب استحباب وقوف الإمام عند وسط الرّجل أو صدره وعند صدر المرأة أو رأسها)

۱۹۷۲ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فإذا صلّيت على جنازة مؤمن فقف عند صدره أو عند وسطه ».

۱۹۷۳ / ۲ - الجعفريات: أخبرني عبدالله بن محمّد [ قال: أخبرنا محمّد بن محمّد ] (۱) قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا صلّى على الجنازة: ان كان رجلا قام عند صدره، وان كان إمرأة قام عند رأسها ».

۱۹۷۴ / ۳ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن

______________

الباب - ۲۳

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۴.

الباب - ۲۴

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

۲ - الجعفريات ص ۲۱۰.

۳ - الخصال ص ۵۸۸ ح ۱۲.

٢٨١

الحسن بن علي العسكري، عن أبي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « وإذا ماتت المرأة وقف المصلي عليها عند صدرها، ومن الرجل إذا صلى عليه عند رأسه ».

۱۹۷۵ / ۴ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا وقف على جنازة الرجل للصلاة عليه قام بحذاء صدره، فإذا كانت امرأة قام بحذاء رأسها ».

۲۵- ( باب أنّ صلاة الجنازة واجبة على الكفاية واجزاء صلاة واحد على الجنازة، واثنين، واستحباب قيام المأموم خلف الإمام لا بجنبه )

۱۹۷۶ / ۱ - الصدوق في المقنع: « ولا بأس ان تصلي وحدك على الجنازة، وإذا صلى رجلان على الجنازة قام أحدهما خلف الإمام ولم يقم بجنبه ».

۱۹۷۷ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا صلى الرجلان على الجنازة وقف أحدهما خلف الآخر ولا يقوم بجنبه ».

______________

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

الباب - ۲۵

۱ - المقنع ص ۲۱.

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۴ ح ۲۳.

٢٨٢

۲۶- ( باب استحباب الوقوف في الصف الأخير في صلاة الجنازة )

۱۹۷۸ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى قال: حدّثنا ابي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « خير صفوف الصلاة المقدم، وخير صلاة الجنازة المؤخر - قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ - قال: لانه سترة النساء ».

دعائم الإسلام (۱): عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله، مثله وفيه: « وخير صفوف الجنائز » ... الخ.

۲۷- ( باب جواز صلاة الجنازة في وقت الفريضة والتخيير بين التقديم والتأخير ما لم يتضيق وقت احداهما )

۱۹۷۹ / ۱ - كتاب علي بن جعفر: عن اخيه الكاظم عليه‌السلام قال: سألته عن الصلاة على الجنائز إذا احمّرت الشمس أتصلح ؟ قال: « لا صلاة الا وقت صلاة، فإذا وجبت (۱) الشمس فصل المغرب ثم

______________

الباب - ۲۶

۱ - الجعفريات ص ۳۳.

(۱) دعائم الإسلام ج ۱ ص ۱۵۴.

الباب - ۲۷

۱ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ۱۰ ص ۲۸۱، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۶ ح ۴۹.

(۱) وجبت الشمس وجباً ووجوباً غابت، وفي حديث سعيد: لولا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشمس أي سقوطها مع المغيب (لسان العرب - وجب - ج ۱ ص ۷۹۴.

٢٨٣

صلّ على الجنازة ».

قلت: ورواه الحميري في قرب الاسناد (۲) هكذا، وأما في التهذيب (۳) فنقله هكذا: أتصلح أولا ؟ قال: « لا صلاة في وقت صلاة » وقال: « إذا وجبت الشمس » ... الخ.

والشيخ (۴) لم يتفطن لهذا الاختلاف فقال بعد نقل ما عن التهذيب: ورواه الحميرى ... الخ.

قال في البحار (۵): ولعله سقط الاستثناء من الشيخ أو من النسّاخ، وعلى تقديره فلعل المعنى: ان الصلاة على الجنازة انما تكره إذا كان وقت صلاة، وعند احمرار الشمس لم يدخل وقت الصلاة بعد فلا بأس فيها، ويكون قوله: « إذا وجبت الشمس » بياناً لحكم آخر، ويحتمل أن يكون المراد بوقت الصلاة: قرب وقتها، فيكون محمولا على التقية أيضاً انتهى.

۲۸- ( باب أنه تجزي صلاة واحدة على جنائز متعددة جملة، وما يستحبّ من ترتيبهم في الوضع )

۱۹۸۰ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فإذا اجتمعت جنازة رجل

______________

(۲) قرب الاسناد ص ۹۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۶ ح ۴۹.

(۳) التهذيب ج ۳ ص ۳۲۰ ح ۹۹۶.

(۴) الحرّ العاملي في الوسائل ج ۲ ص ۸۰۸ ح ۳ عن التهذيب.

(۵) البحار ج ۸۱ ص ۳۸۶.

الباب - ۲۸

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۳ ح ۲۳.

٢٨٤

وامرأة، وغلام ومملوك فقدم المرأة إلى القبلة، واجعل المملوك بعدها، واجعل الغلام بعد المملوك، والرجل بعد الغلام مما يلي الامام، ويقف الامام خلف الرجل في وسطه ويصلّي عليهم جميعاً صلاة واحدة ».

۱۹۸۱ / ۲ - الصدوق في المقنع: مثله. قال: وروي إذا اجتمع ميتان، أو ثلاثة موتى، أو عشرة فصلّ عليهم جميعاً صلاة واحدة، تضع ميتاً واحداً ثم تجعل الاخر إلى إلية الرجل (۱)، ثم تجعل الثالث (۲) إلى إلية الثاني شبه المدرّج تجعلهم على هذا ما بلغوا من الموتى، وقم في الوسط وكبّر خمس تكبيرات تفعل كما تفعل إذا صليت على واحدة.

۱۹۸۲ / ۳ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « إذا اجتمعت الجنائز صلّي عليها معاً صلاة واحدة، ويجعل الرجال مما يليه، والنساء مما يلي القبلة ».

۲۹- ( باب حكم حضور جنازة في اثناء الصلاة على جنازة اُخرى )

۱۹۸۳ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وان كنت تصلي على الجنازة وجاءت الاخرى فصل عليهما صلاة واحدة بخمس تكبيرات، وان شئت أستأنف على الثانية ».

______________

۲ - المقنع ص ۲۱، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۴ ح ۴۵.

(۱) الأول - ظ، منه « قده ».

(۲) في المصدر: رأس الثالث.

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴.

الباب - ۲۹

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۳ ح ۲۳.

٢٨٥

۳۰- ( باب وجوب الصلاة على كلّ ميت مسلم أو في حكمه وإن كان شارب خمر أو زانياً أو سارقاً أو قاتلاً أو فاسقاً أو شهيداً أو مخالفاً أو منافقاً )

۱۹۸۴ / ۱ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى على امرأة ماتت في نفاسها من الزنا وعلى ولدها، وأمر بالصلاة على البر والفاجر من المسلمين.

۱۹۸۵ / ۲ - عوالي اللآلي: عن فخر المحققين قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « فرض على امتي غسل موتاها والصلاة عليها (۱) ».

۱۹۸۶ / ۳ - الصدوق في الهداية: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « فرض الله الصلاة وسن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على عشرة أوجه: صلاة الحضر والسفر - إلى أن قال -: والصلاة على الميت ».

۱۹۸۷ / ۴ - البحار: عن كتاب مقصد الراغب قال: قضى أميرالمؤمنين عليه‌السلام في قتلى صفين، والجمل، والنهروان من أصحابه أن ينظر في جراحاتهم، فمن كانت جراحته من خلفه لم يصلّ عليه وقال: « فهو الفار من الزحف، ومن كانت جراحته من قدّامه صلى عليه ودفنه ».

______________

الباب - ۳۰

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

۲ - عوالي اللآلي ج ۲ ص ۲۲۲ ح ۲۹.

(۱) في المصدر زيادة: ودفنها.

۳ - الهداية ص ۲۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۸۱.

۴ - البحار ج ۸۲ ص ۱۲ ح ۱۰.

٢٨٦

قال المجلسي (رحمه الله): لعله عليه‌السلام علم ان الفارّين من المخالفين، فلذا لم يصلّ عليهم.

وتقدم عن الجعفريات (۱): ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عاد رجلا من الانصار فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله: الحمى طهور من رب غفور، فقال المريض: الحمّى تقوم بالشيخ حتّى تزوره القبور.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله: « فليكن ذا، » قال: فمات في مرضه ولم يصل صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه.

قلت: ان صدر الكلام عن الشيخ مستهزئاً فعدم الصلاة عليه لارتداده، والا فهو نوع جسارة توجب الحرمان عن ادراك فيض صلاته، ولئلا يجسر أحد عليه بعده، ولا يتكلم فوق كلامه، كما انه لم يصلّ على من مات وعليه درهمان حتّى ضمنه أميرالمؤمنين عليه‌السلام لئلا يكون للناس جرأة في الدين، ويحتمل أن يكون عدم صلاة أميرالمؤمنين عليه‌السلام في الحديث المتقدم لذلك، بل هو الظاهر منه لا ما احتمله المجلسي (رحمه الله).

۳۱- ( باب حكم ما لو وجد بعض الميّت )

۱۹۸۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وان كان الميت أكله السبع فاغسل ما بقي منه وان لم يبق منه الا عظام جمعتها (۱) وغسلتها وصلّيت عليها ودفنتها ».

______________

(۱) تقدم في باب - ۱ - من ابواب الاحتضار ح ۳۴.

الباب - ۳۱

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹ ح ۸.

(۱) في المصدر: عظاماً جمعته.

٢٨٧

۱۹۸۹ / ۲ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام: « و (۱) ميتاً مقطعة أعضاؤه فجمعها، وقدمه فصلّى عليه ودفنه ».

۱۹۹۰ / ۳ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمّد: « ان علياً عليه‌السلام كان إذا وجد اليد أو الرجل لم يصلّ عليها ويقول: لعلّ صاحبها حيّ ».

۳۲- ( باب جواز خروج النساء للصلاة على الجنازة مع عدم المفسدة )

۱۹۹۱ / ۱ - القطب الراوندي في الخرائج: عن محمّد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن يزيد بن خليفة قال: كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام قاعداً فسأله رجل من القميين: أتصلي النساء على الجنائز ؟ فقال عليه‌السلام - وذكر كيفية وفاة زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ضرب فلان، إلى أن قال -: « فخرجت فاطمة عليها‌السلام في نسائها فصلّت على اختها ».

______________

۲ - الجعفريات ص ۲۰۹.

(۱) في هامش المخطوط: وجد، ظاهراً.

۳ - المصدر السابق ص ۲۰۹.

الباب - ۳۲

۱ - الخرائج ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۲ ح ۵۷.

٢٨٨

۳۳- ( باب تشييع الجنازة التي تخرج معها النساء الصّوارخ واستحباب حضور الصلاة عليها )

۱۹۹۲ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: عن زرارة قال: حضر أبوجعفر عليه‌السلام جنازة رجل من قريش وأنا معه وكان عطاء فيها، فصرخت صارخة! فقال عطاء: لتسكتن أو لنرجعن ؟ قال فلم تسكت، فرجع عطاء، قال: قلت لابي جعفر عليه‌السلام: ان عطاء قد رجع قال: « ولم؟ » قلت: كان كذا وكذا قال: « امض بنا فلو انا إذا رأينا شيئاً من الباطل تركنا الحق لم نقض حق مسلم »، الخبر.

۳۴- ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب صلاة الميت )

۱۹۹۳ / ۱ - الصدوق في مجالسه: عن الحسين بن ابراهيم المكتب (۱)، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن جعفر الفزاري، عن محمّد بن الحسين الزيات، عن سليمان بن حفص المروزي، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: سئل أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن علة دفنه لفاطمة عليها‌السلام بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلا ؟ فقال: « انها كانت ساخطة على قوم

______________

الباب - ۳۳

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۸۰ ح ۳۸.

الباب - ۳۴

۱ - امالي الصدوق ص ۵۲۳ ح ۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۷ ح ۵۱.

(۱) في المصدر: المؤدب، وقال السيد الخوئي (دام ظله) في رجاله ج ۵ ص ۱۷۳ بعد ذكر اسمه: هو متحد مع المؤدب والكاتب.

٢٨٩

كرهت حضورهم جنازتها، وحرام على من يتولاهم أن يصلّي على أحد من ولدها ».

۱۹۹۴ / ۲ - البحار: عن مصباح الانوار، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « قالت فاطمة لعلي عليهما‌السلام: اني اوصيك في نفسي، وهي أحب الانفس اليّ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، إذا أنا مت فغسلني بيدك، وحنطني وكفني، وادفني ليلا ولا يشهدني فلان وفلان، واستودعك الله تعالى حتّى ألقاك، جمع الله بيني وبينك في داره، وقرب جواره ».

۱۹۹۵ / ۳ - وعن جعفر بن محمّد عليه‌السلام، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « لما حضرت فاطمة عليها‌السلام  [ الوفاة ] (۱) بكت فقال لها: لا تبكي، فو الله ان ذلك لصغير عندي في ذات الله، قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ففعل ».

۱۹۹۶ / ۴ - وعن يحيى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال: « قالت فاطمة لعلي عليهما‌السلام: ان لي اليك حاجة يا أبا الحسن، فقال: تقضى يا بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: فقالت انشدتك بالله، وبحق محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: أن لا يصلى عليّ فلان وفلان ».

قال المجلسي (رحمه الله): هذه الاخبار تدل على أن منع حضور الكفار والمنافقين، بل الفساق، في الجنازة وعند الصلاة مطلوب.

۱۹۹۷ / ۵ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد أخبرنا: محمّد بن محمّد

______________

۲ - البحار ج ۸۱ ص ۳۹۰ ح ۵۶ عن مصباح الانوار ص ۲۶۳.

۳ - البحارج ۸۱ ص ۳۹۱ ع مصباح الانوار ص ۲۶۲.

(۱) اثبتناه من البحار.

۴ - البحار ج ۸۱ ص ۳۹۱ عن مصباح الانوار ص ۲۵۹.

۵ - الجعفريات ص ۲۰۱.

٢٩٠

قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه ان على بن أبي طالب عليهم‌السلام كان يطوف الجبان، فإذا جنازة قد أقبلت فقيل له: صلّيت عليها ؟ فقال عليه‌السلام: « انا فاعلون، وانما يصلي عليه عمله ».

دعائم الإسلام: عنه عليه‌السلام مثله (۱).

۱۹۹۸ / ۶ - وبهذا الاسناد: عن علي بن ابي طالب عليه‌السلام قال: « دعى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جنازة بين ظهري الليل، فخرج فصلى عليها في ثوب واحد مخالفاً طرفيها ».

۱۹۹۹ / ۷ - القطب الراوندي في الخرائج: روي عن احمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمّد عليه‌السلام - من أهل الجبل - يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى عليه‌السلام: أتوالاهم أم أتبرأ منهم ؟ فكتب عليه‌السلام: « أ تترحم على عمك ؟ لا رحم الله عمك وتبرأ منه، انا إلى الله منهم برئ، فلا تتوالاهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصل على احد منهم مات ابداً، سواء اماما من الله، أو زاد اماما ليست امامته من الله وجحد أو قال: ثالث ثلاثة » الخبر.

۲۰۰۰ / ۸ - ثقة الاسلام: عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد، عن

______________

(۱) دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

۶ - الجعفريات ص ۲۰۹.

۷ - الخرائج ص ۱۲۰، عنه في البحار ج ۵۰ ص ۲۷۴ ح ۴۶.

۸ - الكافي ج ۱ ص ۲۴۰ ح ۳، عنه في البحار ج ۴۴ ص ۱۴۲ ح ۹.

٢٩١

سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن هارون بن الجهم، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول: « لما احتضر الحسن بن علي عليهما‌السلام قال للحسين عليه‌السلام: يا أخي - إلى أن قال عليه‌السلام -: فلما قبض الحسن عليه‌السلام وضع على سريره وانطلق (۱) به إلى مصلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي كان يصلّي فيه على الجنائز، فصلّى على الحسن عليه‌السلام »، الخبر.

۲۰۰۱ / ۹ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج في جنازة فقال رجل: هذه جنازة صالح، فقال آخر مثل ذلك فقال مثله الثالث، فقال: « وجبت - اي الجنة ورب الكعبة، لان المؤمنين شهداء الله، والله لا يرد شهادتهم ».

۲۰۰۲ / ۱۰ - الشريف الزاهد محمّد بن علي الحسيني في كتاب التعازي: باسناده: عن صالح بن هلال، عن أبي المليح بن اسامة قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « لا يصلي على رجل أربعون رجلا فيشفعون فيه الا غفر الله له ».

۲۰۰۳ / ۱۱ - وباسناده: عن مالك بن هبيرة - وكانت له صحبة - عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين الا وجبت له الجنة »

______________

(۱) في المصدر: فانطلقوا.

۹ - لب اللباب: مخطوط.

۱۰ - التعازي ص ۲۷ ح ۵۹.

۱۱ - المصدر السابق ص ۲۷ ح ۶۱.

٢٩٢

أبواب الدفن وما يناسبه

۱- ( باب وجوبه )

۲۰۰۴ / ۱ - عوالي اللآلي: عن فخر المحققين قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « فرض على امتي غسل موتاها والصلاة عليها ودفنها ».

۲۰۰۵ / ۲ - الطبرسي في الاحتجاج: في أسئلة الزنديق عن الصادق عليه‌السلام إلى أن قال: فأخبرني عن المجوس كانوا أقرب إلى الصواب في دهرهم أم العرب ؟ قال عليه‌السلام: « العرب في الجاهلية كانت أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس - إلى أن قال عليه‌السلام - وكانت المجوس ترمي الموتى في الصحاري والنواويس (۱) والعرب تواريها في قبورها وتلحد لها (۲)، وكذلك السنة على الرسل، ان اول من حفر له قبر آدم عليه‌السلام أبوالبشر والحد له لحد ».

______________

الباب - ۱

۱ - عوالي اللآلي ج ۲ ص ۲۲۲ ح ۲۹.

۲ - الاحتجاج ص ۳۴۶.

(۱) الناووس: مقبرة النصارى. (لسان العرب - نوس - ج ۶ ص ۲۴۵، مجمع البحرين ج ۴ ص ۱۲۰).

(۲) في المصدر: تلحدها.

٢٩٣

۲- ( باب استحباب تشييع الجنازة والدعاء للميت )

۲۰۰۶ / ۱ - الصدوق في الهداية: عن الصادق عليه‌السلام: « من شيّع جنازة مؤمن حطّ عنه خمس وعشرون كبيرة، فإن ربّعها خرج من الذنوب ».

وروي ان المؤمن ينادى: الا ان اول حبائك الجنة وأول حباء من تبعك الجنة (۱) ».

۲۰۰۷ / ۲ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن موسى بن سيار، عن الرضا عليه‌السلام في حديث انه قال: « يا موسى بن سيار من شيّع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه لا ذنب عليه »، الخبر.

۲۰۰۸ / ۳ - ابن الشيخ في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن (محمّد بن عيسى) (۱)، عن بكر بن محمّد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: سمعته يقول لخيثمة: « يا خيثمة أقرئ موالينا السلام واوصيهم بتقوى الله العظيم وان يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم ». الخبر.

۲۰۰۹ / ۴ - فقه الرضا عليه‌السلام: روى أبي عن أبي عبدالله

______________

الباب - ۲

۱ - الهداية ص ۲۵.

(۱) في المصدر: المغفرة.

۲ - المناقب لابن شهر آشوب ج ۴ ص ۳۴۱.

۳ - امالي الطوسي ج ۱ ص ۱۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۵۹ ح ۸.

(۱) في المصدر: عن احمد بن إسحاق.

۴ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸.

٢٩٤

عليه‌السلام « ان المؤمن إذا ادخل قبره ينادى: ألا ان أول حبائك الجنة وأول حباء من تبعك المغفرة ».

وقال عليه‌السلام: « لا تترك تشييع جنازة المؤمن، فان فيه فضلا كثيراً ».

۲۰۱۰ / ۵ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلا عد مريضاً، سر ميلين شيع جنازة ».

۲۰۱۱ / ۶ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: عن عبد الواحد بن اسماعيل، عن محمّد بن الحسن البكري، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن محمّد بن محمّد (۱) الاشعث مثله.

۲۰۱۲ / ۷ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « عودوا المرضى واتبعوا الجنائز يذكركم الاخرة ».

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: (۱) « من تبع جنازة كتب له أربعة قراريط: قيراط باتباعه اياها، وقيراط بالصلاة عليها، وقيراط بالانتظار حتّى يفرغ من دفنها، وقيراط للتعزية ».

______________

۵ - الجعفريات ص ۱۸۶.

۶ - نوادر الراوندي ص ۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۶۵ ح ۲۲.

(۱) ليس في المصدر.

۷ - دعوات الراوندي ص ۱۰۴، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۶۶، ۲۶۸ ح ۲۴، ۲۶.

(۱) نفس المصدر ص ۱۲۰.

٢٩٥

وقال أبوجعفر عليه‌السلام: « القيراط مثل جبل احد ».

۲۰۱۳ / ۸ - الشهيد في الاربعين: باسناده عن ابن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما‌السلام قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرهم بسبع: بعيادة المرضى، واتباع الجنائز »، الخبر.

۲۰۱۴ / ۹ - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « اول ما يتحف به المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته ».

وفيه عنه عليه‌السلام قال (۱): « ان المسلم اخو المسلم لا يظلمه » إلى ان قال: « ويشيعه إذا مات ».

۲۰۱۵ / ۱۰ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ان اول ما يبشر به المؤمن أن يقال له: قدمت خير مقدم، قد غفر الله لمن شيعك، واستجاب لمن استغفر لك، وقبل ممن شهد لك ».

۲۰۱۶ / ۱۱ - الشريف الزاهد في كتاب التعازي: باسناده عن الحصين، عن عطاء، عن أبي فريد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من شيّع جنازة امرئ مسلم شيعته الملائكة بالويتها إلى الموقف ».

______________

۸ - الاربعون للشهيد ص ۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۷۵ ح ۳۴.

۹ - المؤمن ص ۶۵ ح ۱۶۸.

(۱) المؤمن ص ۴۵ ح ۱۰۵.

۱۰ - فلاح السائل ص ۸۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۱ ح ۴۱.

۱۱ - التعازي ص ۲۸ ح ۶۶.

٢٩٦

۲۰۱۷ / ۱۲ - وباسناده: عن اسحاق بن محمّد بن مروان، عن الفضيل بن فضالة عن سعيد بن ابي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ان أهون ما يجئ به الميت أن يغفر لمن تبعه ».

۳- ( باب استحباب ترك الرّجوع عن الجنازة إلى أن يصلّى عليها وتدفن ويعزّى أهلها، وإن أذن له وليّها في الرّجوع، وإنه لا حاجة إلى إذنه في التشييع )

۲۰۱۸ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: عن زرارة قال: حضر أبوجعفر عليه‌السلام جنازة رجل من قريش وأنا معه وكان عطاء فيها فصرخت صارخة فقال عطاء: لتسكتين (۱) أو لنرجعن، قال: فلم تسكت، فرجع عطاء قال: قلت لابي جعفر عليه‌السلام: ان عطاء قد رجع، قال: « ولم » ؟ قلت: كان كذا وكذا، قال: « امض بنا فلو انّا إذا رأينا شيئاً من الباطل تركنا الحق لم نقض حق مسلم »، فلما صلّى على الجنازة قال وليها لأبي جعفر عليه‌السلام: انصرف مأجوراً رحمك الله فانك لا تقدر على المشي فأبى ان يرجع، قال: فقلت: قد اذن لك في الرجوع ولي حاجة أريد أن اسألك عنها فقال: « امض فليس باذنه جئنا ولا باذنه نرجع انما هو فضل طلبناه، فبقدر ما يتبع الرجل يؤجر على ذلك ».

۲۰۱۹ / ۲ - الشريف الزاهد محمّد بن علي الحسيني في كتاب التعازي:

______________

۱۲ - المصدر السابق ص ۲۸ ح ۶۷.

الباب - ۳

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۸۰ ح ۳۸.

(۱) في نسخة: التسكتن، منه « قده ».

۲ - التعازي ص ۲۱ ح ۴۱.

٢٩٧

باسناده: عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « من شهد جنازة كتب له أربعة قراريط: قيراط لانتظاره اياه، وقيراط للصلاة عليها، وقيراط لانتظاره حتّى يفرغ من دفنها، وقيراط لتعزية أوليائها ».

۲۰۲۰ / ۳ - وباسناده: عن ابن هلال المدني، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من شيّع جنازة حتّى يصلى عليها كان له قيراط، ومن تبعها حتّى تدفن كان له قيراطان »، فقال له رجل: يا رسول الله وما القيراط ؟ قال: « والذي نفسي بيده لذلك القيراط يوم القيامة أثقل من احد ».

۴- ( باب استحباب المشي خلف الجنازة أو مع أحد جانبيها )

۲۰۲۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا حضرت جنازة فامش خلفها ولا تمش أمامها، وانما يؤجر من تبعها لا من تبعته ».

وقال عليه‌السلام: « اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم، فانه من عمل المجوس، وأفضل المشي في اتباع الجنازة ما بين جنبي الجنازة وهو مشي الكرام الكاتبين »

۲۰۲۲ / ۲ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال الصادق عليه‌السلام: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: عودوا المرضى، واتبعوا الجنائز ».

۲۰۲۳ / ۳ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه) أنه قال: « قال

______________

۳ - المصدر السابق ص ۲۷ ح ۶۰.

الباب - ۴

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۶۲ ح ۱۴.

۲ - دعوات الراوندي ص ۱۰۴، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۶۶ ح ۲۴.

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۴، عنه في البحار ج ص ۲۸۴

٢٩٨

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم، خالفوا أهل الكتاب، وان رجلا قال له: كيف أصبحت يا رسول الله (۱) ؟ قال: خير (۲) من رجل لم يمش وراء جنازة ولم يعد مريضاً ».

۲۰۲۴ / ۴ - وعنه عليه‌السلام: ان أبا سعيد الخدري سأله عن المشي مع الجنازة أي ذلك أفضل، أمامها أو خلفها ؟ فقال له عليه‌السلام: « مثلك يسأل عن هذا » ؟ قال: اي والله لمثلي يسأل عنه (۱)، قال علي عليه‌السلام: « ان فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل الصلاة المكتوبة على التطوع » فقال أبوسعيد: أعن (۲) نفسك تقول هذا أم سمعته من (۳) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله (۴) ؟ قال: « بل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله ».

۲۰۲۵ / ۵ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: قال رسول الله

______________

(۱) في المصدر: يا أميرالمؤمنين.

(۲) وفيه: خيراً.

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۸۴.

(۱) في المصدر: عن هذا.

(۲) وفيه: عن.

(۳) وفيه: ام شئ سمعته عن.

(۴) يقوله: ليس في المصدر.

(۵) وفيه: قال له علي.

۵ - الجعفريات ص ۲۰۸.

٢٩٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله: « اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم، خالفوا أهل الكتاب ».

۵- ( باب جواز المشي قدّام الجنازة على كراهية مع عدم التقية، وتتأكد في جنازة المخالف )

۲۰۲۶ / ۱ - الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب المسلسلات: قال: حدّثنا اسماعيل بن عباد بن عباس الوزير قال: حدّثني سليمان بن أحمد، عن احمد بن أبي يحيى الحضرمي، عن محمّد بن داود بن أبي ناجية، عن سفيان بن عيينة قال: الزهري حدّثنيه، ومعمراً ثبتنيه، أخذته من فلق فيه، يعيده ويبديه، عن سالم، عن أبيه: ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأبابكر وعمر كانوا يمشون أمام السرير.

۶- ( باب استحباب المشي مع الجنازة، وكراهة الركوب إلّا لعذر، وجوازه في الرجوع )

۲۰۲۷ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جنازة ماشياً قيل: ألا تركب يا رسول الله ؟ فقال: « اني اكره أن أركب والملائكة يمشون » فأبى أن يركب.

۲۰۲۸ / ۲ - عوالي اللآلي: عن أبي سعيد الخدرى، انه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما ركب في عيد ولا جنازة قط.

______________

الباب - ۵

۱ - المسلسلات ص ۱۰۹.

الباب - ۶

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۸۰ ح ۳۷.

۲ - عوالي اللآلي: لم نجده.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617