الخصال

الخصال0%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف: الصفحات: 653
المشاهدات: 669808
تحميل: 6378


توضيحات:

الخصال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 669808 / تحميل: 6378
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ولكل ريح منها ملك موكل بها، فإذا أراد الله عزّوجلّ أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال: فأمرها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب، ولكل ريح منها اسم أما تسمع قوله عزّوجلّ:( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) وذكر رياحا في العذاب، ثم قال فريح الشمال، وريح الصبا، وريح الجنوب، وريح الدبور أيضا تضاف إلى الملائكة الموكلين بها(١) .

______________

(١) قال الاستاذ الشعرانى في هوامش شرح الكافي: « هذا الحديث صحيح من جهة الاسناد، قريب من جهة الاعتبار، منبه على طريقتهم عليهم السلام في أمثال هذه المسائل الكونية. والمعلوم من سؤال السائل: « ان الناس يذكرون » أن ذهنهم متوجه إلى السبب الطبيعي الموجب لوجود الرياح ومنشأها وعلة اختلافها في البرودة والحرارة وغيرها. وغاية ما وصل إليه فكرهم أن الشمال لبرودتها من الجنة، والجنوب لحرارتها من النار. فصرف الامام ذهنهم عن التحقيق لهذا الغرض إذ ليس المقصود من بعث الانبياء والرسل و انزال الكتب كشف الامور الطبيعية ولو كان المقصود ذلك لبين ما يحتاج إليه الناس من ادوية الامراض كالسل والسرطان، وخواص المركبات والمواليد، ولذكر في القرآن مكررا علة الكسوف والخسوف كما تكرر ذكر الزكاة والصلاة وتوحيد الله تعالى ورسالة الرسل، ولورد ذكر الحوت في الروايات متواترا كما ورد ذكر الامامة والولاية والمعاد والجنة والنار، وكذلك ما يستقر عليه الارض وما خلق منه الماء، مع أنا لا نرى من أمثال ذلك شيئا في الكتاب والسنة المتواترة الا بعض احاديث ضعيفة غير معتبرة أو بوجه يحتمل التحريف والسهو، والمعهود في كل ما هو مهم في الشرع ويجب على الناس معرفته أن يصر الامام عليه السلام بل النبي صلّى الله عليه وآله على تثبيته وتسجيله وبيانه بطرق عديدة غير محتملة للتأويل حتى لا يغفل عنه أحد.

وبالجملة لما رأى الامام عليه السلام اعتناء الناس بالجهة الطبيعية صرفهم بان الواجب على الناظر في أمر الرياح والمتفكر فيها أن يعتنى بالجهة الالهية وكيفية الاعتبار بها والاتعاظ بما يترتب عليها من الخير والشر، سواء كانت من الجنة أو من الشام أو من افريقية واليمن، فأول ما يجب: أن يعترف بأن جميع العوامل الطبيعية مسخرة بامر الله تعالى وعلى كل شئ =

٢٦١

الناس على أربعة اصناف

١٣٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ قال: حدثنا أبوعمرو محمد ابن جعفر المقرئ الجرجاني قال: حدثنا أبوبكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا أبوزيد عياش بن زيد بن الحسن(١) ابن علي الكحال مولي زيد بن علي قال: أخبرني زيد بن الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: الناس على أربعة أصناف جاهل متردي معانق لهواه، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس. وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا.

النوم على أربعة وجوه

١٤٠ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري بايلاق قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله ابن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن - جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في

______________

= ملك موكل به وأن الجسم الملكى تحت سيطرة المجرد الملكوتى المفارق عن الماديات كما ثبت في محله « أن المادة قائمة بالصورة والصورة قائمة بالعقل المفارق » وهذا أهم ما يدل عليه هذا الحديث الذى يلوح عليه أثر الصدق وصحة النسبة إلى المعصوم عليه السلام.

ثم بعد هذا الاعتراف يجب الاعتبار بما وقع من العذاب على الامم السالفة بهذه الرياح وما يترتب من المنافع على جريانها وهذا هو الواجب على المسلم من جهة الدين إذا نظر إلى الامور الطبيعية ».

(١) في بعض النسخ « أبوزيد عياش بن يزيد الحسن » ولم اجده.

٢٦٢

الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن النوم على كم وجه هو؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الانبياء عليهم السلام تنام على أقفيتهم، مستلقين، وأعينهم لا تنام متوقعة لوحي الله عزّوجلّ، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرئوا ما يأكلون وابليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحا(١) .

رن ابليس لعنه الله اربع رنات

١٤١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: رن إبليس أربع رنات: أولهن، يوم لعن، وحين اهبط إلى الارض، وحين بعث محمد صلّى الله عليه وآله على حين فترة من الرسل، وحين انزلت أم الكتاب(٢) ونخر نخرتين: حين أكل آدم من الشجرة، وحين اهبط من الجنة.

أربعة يذهبن ضياعا

١٤٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي - جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: البذر في السبخة، والسراج في القمر، والاكل على الشبع، والمعروف إلى من ليس بأهله.

١٤٣ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد قال: حدثنا أبو- يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

______________

(١) انبطح: اسبطر على وجهه، ممتدا على وجه الارض.

(٢) رن رنينا: رفع صوته بالبكاء. ونخر الانسان أو الدابة: مد الصوت في خياشيمه.

٢٦٣

جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله: أنه قال في وصيته له: يا علي أربعة يذهبن ضياعا: الاكل بعد الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها.

١٤٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: مودة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا يشكر له، وعلم عند من لا استماع له، وسر تودعه عند من لا حصانة له.

قول الصادق عليه السلام للمسلمين أربعة أعياد

١٤٥ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي - عبدالله الكوفي قال: حدثني الحسين بن عبيد الله الاشعري قال: حدثني محمد بن عيسى ابن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة، فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله أميرالمؤمنين عليه السلام ونصبه للناس علما، قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، وكذلك أمرت الانبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا، ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة.

قول الله عزّوجلّ لابراهيم عليه السلام( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ - الاية)

١٤٦ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم قال: حدثني أبوسمينة محمد بن علي الكوفي، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن - القاسم، عن صالح بن سهل، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ:( فَخُذْ أَرْبَعَةً

٢٦٤

مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا - الآية) قال: أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب، فذبحهن وعزل رؤوسهن، ثم نحز أبدانهن في المنحاز(١) بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلطت، ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل، ثم وضع عنده حبا وماء، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم قال: آتين سعيا بإذن الله عزّوجلّ، فتطاير بعضها إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت الابدان كما كانت وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقعن(٢) وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحب، ثم قلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيى ويميت، فهذا تفسير الظاهر، قال عليه السلام وتفسيره [ في ] الباطن خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك ثم ابعثهم في أطراف الارضين حججا لك على الناس وإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتونك سعيا باذن الله عزّوجلّ.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الذي عندي في ذلك أنه عليه السلام أمر بالامرين جميعا، وروي أن الطيور التي أمر بأخذها الطاووس والنسر والديك والبط، وسمعت محمد بن عبدالله بن محمد بن طيفور يقول في قول إبراهيم عليه السلام( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ - الآية) إن الله عزّوجلّ أمر إبراهيم أن يزور عبدا من عباده الصالحين فزاره فلما كلمه قال: إن لله تبارك وتعالى في الدنيا عبدا يقال له إبراهيم اتخذه خليلا، قال إبراهيم: وما علامة ذلك العبد؟ قال: يحيى له الموتى فوقع لابراهيم أنه هو فسأله أن يحيي له الموتى( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) يعني على الخلة و يقال: إنه أراد أن يكون له في ذلك معجزة كما كانت للرسل، وإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يحيي له الميت(٣) فأمره الله عزّوجلّ أن يميت لاجله الحي سواء بسواء، وهو أنه لما أمره بذبح ابنه إسماعيل وإن الله عزّوجلّ أمر إبراهيم عليه السلام أن يذبح أربعة

______________

(١) النحز: الدق بالمنحاز وهو الهاون.

(٢) في بعض النسخ « فوقفن ».

(٣) في بعض النسخ « أن يحيى الموتى ».

٢٦٥

من الطير طاووسا ونسرا وديكا وبطا، فالطاووس يريد به زينة الدنيا، والنسر يريد به الامل الطويل، والبط يريد به الحرص، والديك يريد به الشهوة. يقول الله عزّوجلّ إن أحببت أن يحيى قلبك ويطمئن معي فاخرج عن هذه الاشياء الاربعة فانه إذا كانت هذه الاشياء في قلب فانه لا يطمئن معي. وسألته كيف قال:( أَوَلَمْ تُؤْمِن ) مع علمه بسره وحاله، فقال: إنه لما قال( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) كان ظاهر هذه اللفظة توهيما أنه لم يكن يتيقن(١) ، فقرره الله عزّوجلّ(٢) بسؤاله عنه إسقاطا للتهمة عنه وتنزيها له من الشك(٣) .

أربع خصال يبغض الله عزّوجلّ من كن فيه

١٤٧ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي القاضي قال: أخبرنا ابن صاعد قال: حدثنا حمزة بن العباس المروزي قال: حدثنا يحيى بن نصر بن حاجب قال: حدثنا ورقاء بن عمر، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن الله عزّوجلّ يبغض الفاحش البذي السائل الملحف.

______________

(١) في البحار « كان ظاهر هذه اللفظة توهم أنه لم يكن بيقين ».

(٢) في بعض النسخ « فقرنه الله عزّوجلّ ».

(٣) قال في هامش البحار: هذا تأويل للاية ذكره محمد بن عبدالله بن محمد بن طيفور من عند نفسه لم يصححه خبر ولا آية ولعله تأويل لانتخاب تلك الاربعة من بين الطيور.

٢٦٦

باب الخمسة

خمس ما أثقلهن في الميزان

١ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: حدثنا عمرو بن سهل بن زنجلة الرازي قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الاوزاعي، عن أبي سلام الاسود، عن أبي سالم راعي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: خمس ما أثقلهن في الميزان « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر ويحتسب.

خمسة اشياء امر الله عزّوجلّ فيها نبيا من انبيائه بخمسة اشياء مختلفة

٢ - حدثنا أبوالفضل تميم بن عبدالله بن تميم القرشي الحيري(١) قال: أخبرنا أبوعلي أحمد بن علي الانصاري بنيسابور قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبوالصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: أوحى الله عزّوجلّ إلى نبي من أنبيائه: إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه، قال: فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف فقال: أمرني ربي عزّوجلّ: أن آكل هذا وبقي متحيرا، ثم رجع إلى نفسه فقال: إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما اطيق، فمشى إليه ليأكله فلما دنى منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال: أمرني ربي عزّوجلّ أن أكتم هذا، فحفر

______________

(١) الحيرى منسوب إلى الحيرة وهى مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة في محل النجف. وقرية بفارس، ومحلة كبيرة بنيسابور ينسب إليها كثير من المحدثين والظاهر أن تميم القرشى منسوب إلى الاخير ويمكن أن يكون « الحبرى » بالموحدة.

٢٦٧

له وجعله فيه وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر، فقال: قد فعلت ما أمرني ربي عزّوجلّ، فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله، فقال: أمرني ربي عزّوجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمه فدخل الطير فيه، فقال له البازي: أخذت مني صيدي، وأنا خلفه منذ أيام، فقال:(١) أمرني ربي عزّوجلّ أن لا أويس هذا فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه، ثم مضى [ فلما مضى ] فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود فقال: أمرني ربي عزّوجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع، فرأى في المنام كأنه قد قيل له: إنك فعلت ما امرت به فهل تدري ماذا كان؟ قال: لا، قيل له: أما الجبل فهو الغضب إن العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها، وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عزّوجلّ إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة، وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته، وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه، وأما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها.

في المشط خمس خصال

٣ - حدثنا إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار بفرغانة، قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن القاسم بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن - أبي طالب عليهما السلام قال: حدثنا أحمد بن علي الانصاري أبوعلي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن - خالد البرقي قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن ابن حجاج، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا ) قال: المشط [ فإن المشط ] يجلب الرزق، ويحسن الشعر، وينجز الحاجة، ويزيد في ماء الصلب، ويقطع البلغم، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة، ومن فوقها سبع مرات، ويقول: إنه يزيد في الذهن، ويقطع البلغم.

______________

(١) يعنى قال في نفسه.

٢٦٨

علامات المؤمن خمس

٤ - حدثنا عبدالله بن النضر بن سمعان التميمي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد المكي قال: حدثنا أبوالحسن عبدالله بن محمد عمر الخراني(١) عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني(٢) عن عبدالله بن معن الازدي(٣) عن عمران بن سليمان(٤) عن طاووس بن اليمان قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: علامات المؤمن خمس، قلت: وما هن يا ابن رسول الله؟ قال: الورع في الخلوة والصدقة في القلة، والصبر عند المصيبة، والحلم عند الغضب، والصدق عند الخوف.

خمس من خمسة محال

٥ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: خمس من خمسة محال: النصيحة من الحاسد محال، و الشفقة من العدو محال، والحرمة من الفاسق محال، والوفاء من المرأة محال، والهيبة من الفقير محال.

خمس بخمسين

٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثني أبوالقاسم سعيد بن أحمد ابن أبي سالم قال: حدثنا أبوزكريا يحيى بن الفضل الوراق قال: حدثنا يحيى بن - موسى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال: فرضت على النبي صلّى الله عليه وآله ليلة اسري به الصلاة خمسين، ثم نقصت فجعلت خمسا ثم نودي

______________

(١) كذا. وفى النسخ المخطوطة « الجرانى ».

(٢) في بعض النسخ « عبدالله بن ميمون » وفى المجالس « السكرى ».

(٣) في بعض النسخ « عبدالله بن معز الاودى ».

(٤) في بعض النسخ « عمران بن سليم ».

٢٦٩

يا محمد إنه لا يبدل القول لدي بأن لك بهذه الخمس خمسين.

٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن أبي الحسن الازدي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما خفف الله عزّوجلّ عن النبي صلّى الله عليه وآله حتى صارت خمس صلوات أوحى الله إليه يا محمد خمس بخمسين.

الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه خمس

٨ - حدثنا أبوالحسن علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال: قرأت على أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث قلت: حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا حسين الاشقر(١) قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سألت النبي صلّى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه. وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في تفسير القرآن.

خمس خصال تورث البرص

٩ - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر قال: حدثنا أبوعامر قال: حدثنا أبوأحمد محمد بن - زياد الازدي(٢) عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن - عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والاكل على الجنابة وغشيان المرأة في أيام حيضها، والاكل على الشبع.

______________

(١) هو الحسين بن الحسن الاشقر الفزارى الكوفى قال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم ويغلو في التشيع.

(٢) يعنى ابن أبي عمير.

٢٧٠

قول الصادق عليه السلام خمس هن كما أقول

١٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن موسى بن عمر، عن أبي علي بن راشد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: خمس هن كما أقول: ليست لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء(١) ولا لكذاب مروءة، ولا يسود سفيه.

خمس من السنن في الرأس وخمس في الجسد

١١ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: قال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام خمس من السنن في الرأس وخمس في الجسد فأما التي في الرأس فالسواك وأخذ الشارب وفرق الشعر والمضمضة والاستنشاق، وأما التي في الجسد فالختان وحلق العانة ونتف الابطين وتقليم الاظفار والاستنجاء.

قول النبي صلّى الله عليه وآله خمس لا أدعهن حتى الممات

١٢ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، وصفوان ابن يحيى جميعا، عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا(٢) وحلب العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي.

١٣ - [ حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدثني أبوالقاسم إسحاق ابن جعفر بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

______________

(١) كذا. والظاهر انه تصحيف من النساخ والصواب « ولا لمملوك وفاء ».

(٢) اكف ايكافا الحمار شد عليه الاكاف أي البرذعة. وفى بعض النسخ « مردفا ».

٢٧١

حدثني أبي جعفر بن محمد العلوي قال: حدثني علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل قال: أخبرني سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام ](١) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله خمس لست بتاركهن حتى الممات لباس الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي.

الشوم للمسافر في خمسة

١٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الشوم في خمسة للمسافر [ في طريقه ]: الغراب الناعق عن يمينه، و [ الكلب ] الناشر لذنبه، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل، وهو مقع على ذنبه يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض - ثلاثا -، والظبي السانح عن يمين إلى شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء(٢) تلقى فرجها، والاتان العضباء [ يعني الجدعاء ](٣) فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: « اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك ».

البكاؤون خمسة

١٥ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد، وعلي بن الحسين عليهم السلام. فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال

______________

(١) سقط السند من الكتاب في الطبع الحجرى.

(٢) الشمطاء هي المرأة التى خالط بياض رأسه سواد وقد يكون هذا في شعرها.

(٣) الجدعاء: المقطوع الاذنين أو الشفتين أو الانف.

٢٧٢

الاودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له:( تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل، فصالحهم على واحد منهما، أما فاطمة فبكت على رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي ابن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة(١) ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال:( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

الكبائر خمس

١٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام: أن الكبائر خمس: الشرك بالله عزّوجلّ، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة(٢) والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة.

١٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبيد بن زرارة، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام أخبرني عن الكبائر؟ فقال: هن خمس، وهن مما أوجب الله عزّوجلّ عليهن النار، قال الله عزّوجلّ:( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (٣) وقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا

______________

(١) الترديد من الراوى.

(٢) أي بعد نزول الحرمة.

(٣) النساء: ١٠.

٢٧٣

لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ - إلى آخر الآية) (١) وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا - إلى آخر الآية) (٢) ورمي المحصنات الغافلات، وقتل المؤمن متعمدا على دينه.

بعث [ الله ] النبي صلّى الله عليه وآله بخمسة أسياف

١٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني القاسم ابن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن حروب أميرالمؤمنين عليه السلام، وكان السائل من محبينا فقال له أبوعبدالله عليه السلام(٣) : إن الله عزّوجلّ بعث محمدا صلّى الله عليه وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد(٤) إلى أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها(٥) آمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، وسيف منها ملفوف(٦) وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا.

فأما السيوف الثلاثة الشاهرة: فسيف على مشركي العرب، قال الله تبارك وتعالى:( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا (يعني فان آمنوا)فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ (٧) [وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ])

______________

(١) الانفال: ١٥.

(٢) البقرة: ٢٧٨.

(٣) في الكافي « قال: سأل رجل أبى صلوات الله عليه عن حروب أميرالمؤمنين وكان السائل من محبينا فقال له أبوجعفر عليه السلام: بعث الله محمدا صلّى الله عليه وآله - الحديث ».

(٤) شاهرة أي مجردة من الغمد.

(٥) لعل طلوع الشمس من مغربها كناية عن اشراط الساعة وقيام القيامة.

(٦) في الكافي « وسيف مكفوف ».

(٧) كذا وهكذا في الكافي والاية في سورة التوبة: هكذا( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) . والظاهر أن التقديم والتأخير من قلم النساخ. وما بين القوسين ليس في بعض النسخ.

٢٧٤

فهؤلاء لا يقبل منهم إلا [ السيف و ] القتل أو الدخول في الاسلام وما لهم فيئ، و ذراريهم سبي على ما سبى رسول الله صلّى الله عليه وآله فانه سبى وعفا، وقبل الفداء.

والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله عزّوجلّ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (١) نزلت في أهل الذمة، ثم نسخها قوله( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (٢) فمن كان منهم في دار الاسلام لم يقبل منه إلا الجزية أو القتل، فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم، وحرمت أموالهم، وحل لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ولم يحل لنا نكاحهم، ولم يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام.

وسيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم والخزر، قال الله عزّوجلّ في سورة الذين كفروا:( [فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ]فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ) (٣) يعني المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام فهولاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ماداموا في دار الحرب.

وأما [ السيف ] الملفوف(٤) فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله تبارك وتعالى:( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ) (٥) ولما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

______________

(١) البقرة: ٨٣. أي قولا حسنا وسماه حسنا للمبالغة.

(٢) التوبة: ٣٠ وقوله « عن يد » حال من الضمير في « يعطوا » أي عن يد مؤاتية غير ممتنعة، أو حتى يعطوا عن يد إلى يد نقدا غير نسيئة. « صاغرون » أي أذلاء.

(٣) محمد صلّى الله عليه وآله: ٤ وقوله « أثخنتموهم » أي أكثرتم قتلهم واغلظتموهم من الثخن.

(٤) في الكافي « اما السيف المكفوف ».

(٥) الحجرات: ٩. وهذه الاية أصل في قتال أهل البغى من المسلمين ودليل على وجوب قتالهم وعليها بنى أميرالمؤمنين عليه السلام قتال الناكثين والقاسطين والمارقين واياها عنى رسول الله صلّى الله عليه وآله حين قال لعمار: « تقتلك الفئة الباغية ».

٢٧٥

إن فيكم من يقاتل بعدي على التأويل(١) كما قاتلت على التنزيل، قيل: يا رسول الله من هو؟ قال: خاصف النعل - يعني أميرالمؤمنين عليه السلام - وقال عمار بن ياسر: قاتلت تحت هذه الراية مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وأهل بيته ثلاثا وهذه [ هي والله ] الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر(٢) لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل وكانت السيرة فيهم من أميرالمؤمنين ما كان من رسول الله في أهل مكة يوم فتح مكة، فإنه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه وألقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكذلك قال أميرالمؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية و لا تجهزوا على جريح(٣) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.

وأما السيف المغمود(٤) فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عزّوجلّ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) (٥) فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا(٦) ، فهذه السيوف التي بعث الله عزّوجلّ بها نبيه صلّى الله عليه واله فمن جحدها أو جحد شيئا [ منها أو ] من سيرها وأحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلّى الله عليه واله.

______________

(١) لعل كون القتال بالتأويل لكون الاية غير نص في خصوص طائفة إذ الباغى يدعى أنه على الحق وخصمه باغ، أو المراد به أن آيات قتال المشركين والكافرين يشملهم في تأويل القرآن.

(٢) السعفات جمع سعفة وهى أغصان النخل. والهجر - محركة -: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين (القاموس) وقال البكري في المعجم: هجر - بفتح أوله وثانيه -: مدينة البحرين معروفة وهى معرفة لا تدخلها الالف واللام. انتهى. وانما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.

(٣) أجهز على الجريح إذا أسرع قتله

(٤) أي الذى كان مستورا في غمده.

(٥) المائدة: ٤٥. والسل: اخراج السيف عن غلافه

(٦) قال في هامش التهذيب الطبع الحجرى: « واما جهاد من اراد قتل نفس محرمة أو سلب مال أو حريم فلا اختصاص له بالائمة عليهم السلام والكلام هنا في جهاد مختص بهم كما أشار إليه بقوله « سله إلى اولياء المقتول وحكمه الينا »».

٢٧٦

حدود الصداقة خمسة

١٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن عبد العزيز بن عمر الواسطي، عن أبي خالد السجستاني، عن يزيد بن خالد النيسابوري(١) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الصداقة محدودة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود فلا تنسبه إلى [ شئ من ] الصداقة، أولها أن يكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه، وشينك شينه، والثالثة [ أن ] لا يغيره مال ولا ولاية، والرابعة [ أن ] لا يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته، والخامسة أن لا يسلمك عند النكبات.

المؤمن يتقلب في خمسة من النور

٢٠ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: المؤمن يتقلب(٢) في خمسة من النور: مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيامة إلى النور.

الدعائم التى بنى عليها الاسلام خمس

٢١ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين، عن ابن أبي نجران، و

______________

(١) في النسخ المخطوطة « زيد بن مجالد ». وفى البحار « يزيد بن مجالد » ولم أجده. والخبر في الكافي بسند صحيح ج ٢ ص ٦٣٩.

(٢) في بعض النسخ « ينقلب » ههنا وفى العنوان.

٢٧٧

جعفر بن سليمان، عن العلاء بن رزين، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبوجعفر عليه السلام: بني الاسلام على خمس: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان والولاية لنا أهل البيت، فجعل في أربع منها رخصة، ولم يجعل في الولاية رخصة من لم يكن له مال لم يكن عليه الزكاة، ومن لم يكن عنده مال فليس عليه حج، ومن كان مريضا صلى قاعدا وأفطر شهر رمضان. والولاية صحيحا كان أو مريضا أو ذا مال أو لا مال له فهي لازمة [ واجبة ].

أسماء مكة خمسة

٢٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثنا أيمن بن محرز عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أسماء مكة خمسة: أم القرى، ومكة وبكة، والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم(١) كانوا إذا لزموها رحموا.

فرض الله عزّوجلّ على العباد في اليوم والليلة خمس صلوات

٢٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن - محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن أبي - عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزّوجلّ فرض عليكم الصلوات الخمس في أفضل الساعات، فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات.

المستهزؤون بالنبي صلّى الله عليه وآله خمسة

٢٤ - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي

______________

(١) في القاموس « أم رحم وأم الرحم » بضم الراء وسكون الحاء المهملة -: مكة، والمرحومة: المدينة شرفهما الله تعالى.

٢٧٨

ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن [ عثمان ] الاحمر رفعه قال: المستهزؤون برسول الله صلّى الله عليه وآله خمسة: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص ابن وائل السهمي، والاسود بن عبد يغوث الزهري، والاسود بن المطلب، والحارث ابن الطلاطلة الثقفي.

٢٥ - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبوالقاسم عبد الرحمن بن - محمد الحسني قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن علي الخراساني قال: حدثنا أبوسعيد سهل بن صالح العباسي(١) ، عن أبيه، وإبراهيم بن عبد الرحمن الايلي(٢) قال: حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن - علي عليهم السلام: أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال ليهودي من يهود الشام وأحبارهم فيما أجابه عنه من جواب مسائله، فأما المستهزؤون فقال الله عزّوجلّ له( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) (٣) فقتل الله خمستهم، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد:

أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بنبل(٤) لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق فأصابته شظية منه فانقطع أكحله(٥) حتى أدماه فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد.

وأما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى كداء(٦) فتدهده تحته حجر فسقط، فتقطع قطعة قطعة، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.

______________

(١) في بعض النسخ « ابو سعيد سهل بن صالح العباسي ».

(٢) في بعض النسخ « الابلى » وفى بعضها « الاملي » ولم أعرفه.

(٣) الحجر: ٩٥.

(٤) النبل السهام لا واحد له.

(٥) الشظية: الفلقة من العصا ونحوها. والاكحل: عرق في اليد أو هو عرق الحياة ولا تقل عرق الاكحل. (القاموس).

(٦) كداء - بالفتح كسماء - اسم لعرفات، وثنية أو جبل بأعلى مكة. كما في القاموس والمراصد. ودهدهت الحجر فتدهده: تدحرج.

٢٧٩

وأما الاسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة ومعه غلام له فاستظل بشجرة تحت كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع هذا عني، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا، إلا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ويقال في خبر آخر في الاسود قول آخر يقال: إن النبي صلّى الله عليه وآله كان قد دعا عليه أن يعمى الله بصره وأن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم جاء حتى صار إلى كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي حتى أثكله الله عزّوجلّ ولده يوم بدر ثم مات، وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الاسود بن المطلب(١) فانه أكل حوتا مالحا فأصابه غلبة العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول قتلني رب محمد، كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا له: يا محمد ننتظر بك [ إلى ] الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك فدخل النبي صلّى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم فأتاه جبرئيل عليه السلام ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام وهو يقول:( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) يعني أظهر أمرك لاهل مكة وادع( وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) قال: يا جيرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني؟ قال له:( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) قال: يا جبرئيل كانوا عندي الساعة بين يدي؟ فقال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وقد أخرجته بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة.

الصلاة على الميت خمس تكبيرات

٢٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

______________

(١) في أكثر النسخ « اسود بن الحارث ».

٢٨٠