الخصال

الخصال0%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف: الصفحات: 653
المشاهدات: 669571
تحميل: 6374


توضيحات:

الخصال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 669571 / تحميل: 6374
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السهلة، ومسجد بالخمراء، ومسجد جعفي. وليس هو مسجدهم اليوم ويقال: درس(١) . واما المساجد المعونة: فمسجد ثقيف، ومسجد الاشعث، ومسجد جرير البجلي، ومسجد سماك. ومسجد بالخمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة.

النهي عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة

٧٦- حدثنا ابي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب قال: حدثني صفوان بن يحيى، عمن ذكره، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان أميرالمؤمنين عليه السلام نهى عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة: مسجد الاشعث بن قيس الكندي، ومسجد جرير بن عبدالله البجلي، ومسجد سماك بن مخرمة، ومسجد شبث بن ربعي(٢) ومسجد تيم، قال: وكان أميرالمؤمنين عليه السلام إذا نظر إلى مسجدهم

______________

(١) غنى حي من غطفان. وبنو ظفر - محركة - بطن في الانصار. وبطن في سليم. والسهلة - بالكسر تراب رملي يجئ به الماء ومنه مسجد السهلة. وبالخمراء - بالموحدة والخاء المعجمة والراء - قرية بقرب الكوفة بها قبر ابراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام، وضبطه في القاموس باخمرى - كسكرى -. وجعفى - ككرسي - ابن سعد العشيرة ابوحي من اليمن والنسبة جعفى ايضا. وثقيف كامير أبوحي من هوازن. والاشعث هو اشعث بن قيس الكندي من اصحاب رسول الله وأميرالمؤمنين عليهما السلام ارتد بعد النبي صلّى الله عليه واله في ردة اهل ياسر ثم صار ملعونا خارجيا. وجرير بالجيم - ابن عبدالله البجلي سكن الكوفة وقدم الشام برسالة أميرالمؤمنين إلى معاوية ولصق به قيل كان طوله ستة أذرع. وسماك - ككتاب - ابن مخرمة بالمعجمة والراء، ومسجد بالخمراء ثانيا استيناف لا فائدة له. وفي التهذيب واكثر نسخ الكتاب « مسجد الحمراء » بدون الباء واهمال الحاء في الموضعين. (الوافى). وفي المراصد باخمرا موضع بين الكوفة وواسط.

(٢) شبث - بفتح اوله والموحدة ثم المثلثة - ابن ربعى التميمي اليربوعي أبوعبد - القدوس الكوفي مخضرم كان مؤذن سجاح، ثم أسلم، ثم كان ممن أعان على عثمان، ثم صحب عليا، ثم صار من الخوارج عليه، ثم تاب فحضر قتل الحسين، ثم كان ممن طلب بدم الحسين مع المختار ثم ولى شرطة الكوفة. ثم حضر قتل المختار ومات بالكوفة في حدود سنة الثمانين (التقريب).

٣٠١

قال: هذه بقعة تيم، ومعناه إنهم قعدوا عنه لا يصلون معه عداوة له وبغضا. لعنهم الله(١)

خمسة يجب عليهم التمام في السفر

٧٧ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: خمسة يتمون في سفر كانوا أو في حضر: المكاري والكري والاشتقان - وهو البريد - والراعي، والملاح لانه عملهم(٢) .

للرجل أن يرى من المرأة التي ليست له بمحرم خمسة اشياء

٧٨ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد(٣) ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما للرجل ان يرى من المرأة إذا لم يكن لها بمحرم، قال: الوجه، والكفين، والقدمين(٤) .

تفتح ابواب السماء في خمسة مواقيت

٧٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن ابن يحيى(٥) ، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد

______________

(١) لا يقال هذه المساجد قد أحدثت بعد أميرالمؤمنين فكيف يستقيم نهيه عن الصلاة فيها لانا نقول هذه المساجد بنيت قبل ودرست وجددت بعد، كما في خبر عبيس بن هشام عن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال « جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا لقتل الحسين: مسجد الاشعث ومسجد جرير ومسجد سماك ومسجد شبث بن ربعي » فتكون قديمة موجودة في عصره عليه السلام.

(٢) تقدم نحوه في باب الاربعة تحت رقم ١٢٢.

(٣) مروك بن عبيد بن سالم ثقة صدوق (صه).

(٤) الخبر يدل على أن الوجه والكفين والقدمين ليست في المرأة من العورة.

(٥) الظاهر هو القاسم بن يحيى.

٣٠٢

ابن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال فيما علم أصحابه: تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت، عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر(١) .

الجنة تشتاق إلى خمسة

٨٠ - حدثنا القاضي محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الحافظ البغدادي رضي الله عنه قال: حدثنا الحسن بن عبدالله بن محمد بن علي بن العباس الرازي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلّى الله عليه واله: الجنة تشتاق إليك والى عمار و [ إلى ] سلمان وأبي ذر والمقداد.

خمس يطلقن على كل حال

٨١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خمس يطلقن على كل حال: الحامل والتي قد يئست من المحيض، والتي لم يدخل بها، والغائب عنها زوجها، والتي لم تبلغ المحيض.

علامات خروج القائم عليه السلام خمس

٨٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان ابن يحيى، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم: [ خروج ] اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف البيداء، وقتل النفس الزكية.

______________

(١) كذا. والعدد لا يطابق المعدود.

٣٠٣

ليس بين خمس من النساء وبين أزواجهن ملاعنة

٨٣- حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي، عن سليمان بن حفص البصري، عن أبي عبدالله جعفر بن - محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال: ليس بين خمس من النساء وبين أزواجهن ملاعنة: اليهودية تكون تحت المسلم، والنصرانية والامة تكونان تحت الحر(١) فيقذفهما، والحرة تكون تحت العبد فيقذفها، والمجلود في الفرية، لان الله عزّوجلّ يقول:( وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ) (٢) والخرساء ليس بينها وبين زوجها لعان إنما اللعان باللسان.

الكلمات التي ابتلى ابراهيم ربه بهن فاتمهن خمس

٨٤ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي(٣) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري(٤) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الازدي، عن المفضل

______________

(١) يعني الحر المسلم.

(٢) في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ) النور: ٤.

(٣) هو حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبدالله بن العباس بن علي ابن أبي طالب عليه السلام ابو يعلى ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث. كما في جش وصه.

(٤) هو جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور أبوعبدالله الكوفي مولى، كان ضعيفا في الحديث قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا ويروى عن المجاهيل و سمعنا من قال كان أيضا فاسد المذهب والرواية ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبوعلي بن همام وشيخنا الجليل الثقة ابو غالب الزراري رحمهما الله تعالى (جش) وعنه (صه) وقال ابن الغضائري: انه كان كذابا متروك الحديث، واما محمد بن الحسين بن زيد أبوجعفر الزيات فهو ثقة جليل، عظيم القدر، كثير الرواية، حسن التصانيف، مسكون إلى روايته، واما محمد بن زياد فهو ابن أبي عمير.

٣٠٤

ابن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزّوجلّ:( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) (١) ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عزّوجلّ بقوله( فَأَتَمَّهُنَّ ) ؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم عليه السلام اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين.

قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزّوجلّ:( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٢) ؟ قال: يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام، وهما جميعا ولدا رسول صلّى الله عليه واله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه السلام إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، وإن الامامة خلافة [ من ] الله عزّوجلّ ليس لاحد أن يقول: لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن، لان الله هو الحكيم في أفعاله، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون(٣) .

ولقول الله تبارك وتعالى( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) وجه آخر وما ذكرناه أصله والابتلاء على ضربين أحدهما يستحيل على الله تعالى ذكره، والآخر جائز، فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الايام عنه، وهذا ما لا يصح له لانه عزّوجلّ علام الغيوب، والضرب الآخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق، ولينظر إليه الناظر فيقتدي به، فيعلم من حكمة الله عزّوجلّ أنه لم يكل أسباب الامامة إلا إلى الكافي المستقل، الذي كشفت الايام عنه بخبره، فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه، ومنها اليقين وذلك قول الله

______________

(١) البقرة: ١٢٤.

(٢) الزخرف: ٢٧.

(٣) إلى هنا تمام الخبر وما بعده من كلام الصدوق رحمه الله كما هو الظاهر من ألفاظه.

٣٠٥

عزّوجلّ:( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (١) ومنها المعرفة بقدم باريه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حين نظر إلى الكوكب، والقمر والشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه(٢) ، ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عزّوجلّ:( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ، فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) (٣) وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلّى الله عليه وآله لما قال لأميرالمؤمنين عليه السلام: « يا علي أول النظرة لك، والثانية عليك لا لك »، ومنها الشجاعة وقد كشفت الايام عنه بدلالة قوله عزّوجلّ:( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ، قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ، قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ، قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ، قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ، وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم (٤) بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ، فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ) (٥) . ومقاومة الرجل الواحد ألوفا من أعداء الله عزّوجلّ تمام الشجاعة، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عزّوجلّ:( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ) (٦) ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله:( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ – الآية) (٧) والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك

______________

(١) الانعام: ٧٥.

(٢) كذا ولا يجيئ مصدر حدث يحدث الا « حدوثا وحداثة » والظاهر أنه كان « على حدوثه وبحدوثه على محدثه » فصحف.

(٣) الصافات: ٨٨ و ٨٩.

(٤) أكيدن أي لادبرن أو لاجتهدن في كسر أصنامكم.

(٥) الانبياء. ٥٢ إلى ٥٨. والجذاذ من الجذ وهو القطع.

(٦) هود: ٧٥. و « أواه » أي كثير التآلف على الناس ومنيب أي راجع إلى الله.

(٧) مريم: ٤٨.

٣٠٦

في قوله عزّوجلّ:( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ، يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيًّا ، يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ) (١) ودفع السيئة بالحسنة، وذلك لما قال له أبوه:( أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) فقال في جواب أبيه( سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) (٢) والتوكل بيان ذلك في قوله:( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) (٣) ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله:( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) (٤) يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عزّوجلّ، ولا يحكمون بالآراء والمقائيس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله:( وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) (٤) أراد به هذه الامة الفاضلة فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك قوله عزّوجلّ:( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) (٥) والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقذف به في النار، ثم المحنة في الولد حين امر بذبح ابنه إسماعيل، ثم المحنة بالاهل حين خلص الله عزّوجلّ حرمته من عزازة القبطي المذكور في هذه القصة(٦) ، ثم الصبر على سوء خلق سارة، ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله:( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ) (٧) ثم

______________

(١) مريم: ٤٣ إلى ٤٥ « أهدك صراطا سويا » أي أوضح لك طريقا مستقيما.

(٢) مريم: ٤٦ و ٤٧. أرجمنك باللسان يعني الشتم والذم أو بالحجارة حتى تموت « مليا » أي زمانا طويلا. و « حفيا » أي بارا لطيفا.

(٣) الشعراء: ٧٨ إلى ٨٢.

(٤) الشعراء: ٨٣ و ٨٤.

(٥) مريم: ٥٠. عبر باللسان عما يوجد به.

(٦) في المعاني « عرارة » والقصة مذكورة في روضة الكافي تحت رقم ٥٦٠، وعزازة أو عرارة اسم ذلك القبطي.

(٧) الشعراء: ٨٧.

٣٠٧

النزاهة في قوله عزّوجلّ:( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (١) ثم الجمع لاشراط الكلمات(٢) في قوله:( إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (٣) فقد جمع في قوله( مَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا تعزب عنه عازبة ولا تغيب عن معانيها غائبة(٤) .

ثم استجابة الله دعوته حين قال:( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) (٥) وهذه آية متشابهة معناها أنه سأل عن الكيفية والكيفية من فعل الله عزّوجلّ متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب، ولا عرض في توحيده نقص، فقال الله عزّوجلّ:( أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ ) هذا شرط عامة من آمن به متى سئل واحد منهم( أَوَلَمْ تُؤْمِن ) وجب أن يقول: بلى، كما قال إبراهيم، ولما قال الله عزّوجلّ لجميع أرواح بني آدم:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (٦) قال: أول من قال بلى محمد صلّى الله عليه وآله فصار بسبقه إلى( بَلَىٰ ) سيد الاولين والآخرين، وأفضل النبيين والمرسلين. فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملته، قال الله عزّوجلّ:( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ) (٧) ثم اصطفاء الله عزّوجلّ إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة أنه من الصالحين في قوله عزّوجلّ:( وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (٧) والصالحون هم النبي والائمة صلوات الله عليهم أجمعين الاخذون عن اله عزّوجلّ أمره ونهية والملتمسون للصلاح من عنده والمجتنبون للرأي والقياس في دينه في قوله:( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) (٨) ثم اقتداء من بعده من الانبياء عليهم السلام به في قوله عزّوجلّ:( وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ

______________

(١) آل عمران: ٦٧.

(٢) في بعض النسخ « لاشتراط الكلمات ».

(٣) الانعام: ٢٦٢.

(٤) اي لا يخفى عنه شئ، وعزب أي بعد وغاب وخفى.

(٥) البقرة: ٢٦٠.

(٦) الاعراف: ١٧١.

(٧) البقرة: ١٣٠.

(٨) البقرة: ١٣١.

٣٠٨

فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (١) وفي قوله عزّوجلّ لنبيه صلّى الله عليه وآله،( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) وفي قوله عزّوجلّ:( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ ) (٣) وأشراط كلمات الامام(٤) مأخوذة مما تحتاج إليه الامة من جهته من مصالح الدنيا والآخرة. وقول إبراهيم عليه السلام:( وَمِن ذُرِّيَّتِي ) (٥) ( مِن ) حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الامامة، و منهم من لا يستحق الامامة، هذا من جملة المسلمين، وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالامامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد عن الكفر، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص(٦) ، ثم المعصوم هو الخاص الاخص ولو كان للتخصيص صورة أربى عليه(٧) لجعل ذلك من أوصاف الامام قد سمى الله عزّوجلّ عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده، ولما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالامامة وجب على محمد صلّى الله عليه وآله الاقتداء به في وضع الامامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عزّوجلّ إليه وحكم عليه بقوله( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا - الآية) (٢) ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله عزّوجلّ:( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ) (٨) جل نبي الله عن ذلك، وقال الله عزّوجلّ:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (٩) وأميرالمؤمنين عليه السلام أبوذرية النبي صلّى الله عليه واله ووضع

______________

(١) البقرة: ١٣٢.

(٢) النحل: ١٢٣. والحنيف المستقيم طريقته.

(٣) الحج: ٧٨. « من قبل » أي من قبل نزول القرآن.

(٤) في بعض نسخ الكتاب ومعاني الاخبار « اشتراط كلمات الامام ».

(٥) البقرة: ١٢٤.

(٦) في بعض النسخ « الاخص ».

(٧) أي أعلا مرتبة. وفي بعض النسخ « ادنى عليه ».

(٨) البقرة: ١٣٠.

(٩) آل عمران: ٦٨.

٣٠٩

الامامية فيه وضعها في ذريته المعصومين، وقوله عزّوجلّ:( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) عني به أن الامامة لا تصلح لمن قد عبد صنما أو وثنا أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك والظلم وضع الشئ في غير موضعه، وأعظم الظلم الشرك قال الله عزّوجلّ:( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (١) وكذلك لا تصلح الامامة لمن قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك، وكذلك لا يقم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمته إلا بنص الله عزّوجلّ عليه على لسان نبيه صلّى الله عليه واله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك وهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عزّوجلّ.

كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى عماله بخمس خصال

٨٥ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ين يحيى العطار قال: حدثني سهل بن زياد الادمي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن إبراهيم النوفلي رفعه إلى جعفر بن محمد أنه ذكر عن آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام كتب إلى عماله: ادقوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عني فضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وإياكم والاكثار، فإن أموال المسلمين لا تحتمل الاضرار.

خمس من الفطرة

٨٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نوح قال: حدثنا أبومحمد عبدالله بن أحمد بن حماد من أهل قومس قال: حدثنا أبومحمد الحسن ابن علي الحلواني قال حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا مالك بن أنس، عن سعيد بن - أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: خمس من الفطرة: تقليم الاظفار: وقص الشارب، ونتف الابط، وحلق العانة، والاختتان.

______________

(١) لقمان: ١٢.

٣١٠

خمس مناقب لأميرالمؤمنين عليه السلام

٨٧ - حدثنا أبوعبدالله الحسين بن أحمد الاستر آبادي العدل ببلخ قال: أخبرنا جدي قال: حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن إسرائيل، عن عبيد الله بن شريك العامري، عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام قال: نعم شهدت له أربع مناقب والخامسة قد شهدتها لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: بعث رسول الله صلّى الله عليه واله أبا بكر ببراءة، ثم أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه فرجع أبوبكر فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا إلا أنه لا يبلغ عني إلا رجل مني. وسد رسول الله صلّى الله عليه وآله أبوابا كانت في المسجد وترك باب علي عليه السلام فقالوا: سددت الابواب وتركت بابه؟ فقال صلّى الله عليه واله: ما انا سددتها ولا أنا تركته. قال: وبعث رسول الله صلّى الله عليه واله عمر بن الخطاب ورجلا آخر إلى خيبر فرجعا منهزمين فقال النبي صلّى الله عليه وآله: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله في ثناء كثير، قال: فتعرض لها غير واحد فدعا عليا عليه السلام فأعطاه الراية فلم يرجع حتى فتح الله له. والرابعة يوم غدير خم أخذ رسول الله صلّى الله عليه واله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رأى بياض آباطهما فقال النبي صلّى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، والخامسة خلفه رسول الله صلّى الله عليه واله في أهله ثم لحق به فقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

خمسة أشياء يجب الاخذ فيها على القاضي بظاهر الحكم

٨٨ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار. عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر المقرئ بإسناده رفعه إلى أبي - عبدالله عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: خمسة أشياء يجب على القاضي الاخذ فيه بظاهر الحكم: الولاية، والمناكح، والمواريث،

٣١١

والذبايح، والشهادات، إذا كان ظاهر الشهود مأمونا جازت شهادتهم ولا يسأل عن باطنهم.

السباق الخمسة

٨٩ - أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا البجيري(١) قال: حدثنا محمد بن حرب الواسطي قال: حدثني يزيد بن هارون، عن أبي شيبة قال: حدثنا رجل من همدان، عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: السباق خمسة فأنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس(٢) وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط(٣) .

سن عبد المطلب في الجاهلية خمس سنن اجراها الله عزّوجلّ في الاسلام

٩٠ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد قال: حدثنا أبويزيد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد أبومالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه واله أنه قال في وصيته له: يا علي إن عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجارها الله له في الاسلام، حرم نساء الآباء على الابناء فأنزل الله

______________

(١) الظاهر هو عمرو بن محمد بن بجير الذي ذكر في جملة رواة محمد بن - حرب الواسطي. وفي بعض النسخ « البحتري » وفي بعضها « البحيرى ».

(٢) اي سابق فارس إلى الاسلام يعني هو أولهم اسلاما. وأنشد بعضهم:

لعمرك ما الانسان الا ابن دينه

فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الاسلام سلمان فارس

وقد وضع الكفر الحسيب أبا لهب

أسلم سلمان بالمدينة لما قدم النبي صلّى الله عليه وآله بها مهاجرا وكان من المعمرين عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة وخمسين سنة والاول أصح وكان يأكل من عمل يده ويتصدق بعطائه، ومناقبه كثيرة، مات بالمدائن سنة ٣٥.

(٣) يعني به خباب بن الارت التميمي أبوعبدالله من كبار الصحابة والسابقين إلى الاسلام وكان يعذب في الله، شهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين.

٣١٢

عزّوجلّ( وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ ) (١) ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به، فأنزل الله عزّوجلّ:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ - الاية) (٢) ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج، فأنزل الله( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ - الآية) وسن في القتل مائة من الابل فأجرى الله عزّوجلّ ذلك في الاسلام، ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط، فأجرى الله ذلك في الاسلام. يا علي إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالازلام، ولا يعبد الاصنام، ولا يأكل ما ذبح على النصب، ويقول: أنا على دين أبي إبراهيم عليه السلام.

لا وليمة الا في خمس

٩١ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن - أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن سجادة العابد واسمه الحسن بن علي ابن أبي عثمان، عن موسى بن بكر قال: قال أبوالحسن الاول عليه السلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذار، أو وكار أو ركاز، فأما العرس فالتزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار الرجل يشتري الدار، والركاز الذي يقدم من مكة.

٩٢ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد أبومالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه واله أنه قال في وصيته له: يا علي لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو ركاز. والعرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار في شراء الدار، والركاز الذي يقدم من مكة.

______________

(١) النساء: ٢٢.

(٢) الانفال: ٤١.

٣١٣

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يقال للطعام الذي يدعا إليه الناس عند بناء الدار أو شرائها: الوكيرة، والوكار منه، ويقال للطعام الذي يتخذ للقادم من السفر: النقيعة، والركاز الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من الثواب الجزيل. ومنه قول النبي صلّى الله عليه واله: « الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة »(١) .

سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله ربه عزّوجلّ

في علي عليه السلام خمس خصال

٩٣ - حدثنا أبومنصور أحمد بن إبراهيم بن بكر قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد الطائي قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا علي سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فسألت ربي أن أكون أول من تنشق عنه الارض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي، فأعطاني. وأما الثانية فسألت ربي أن يقفني عند كفة الميزان وأنت معي، فأعطاني. وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك في القيامة صاحب لوائي، فأعطاني. وأما الرابعة فسألت ربي أن يسقى امتي من حوضي بيدك، فأعطاني. وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد امتي إلى الجنة فأعطاني. فالحمد لله الذي من علي بذلك.

٩٤ - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، وعلي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا علي إني سألت ربي عزّوجلّ فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فاني سألته أن تنشق الارض عني فأنفض التراب عن رأسي وأنت معي، فأعطاني. وأما الثانية فاني سألته أن يقفني عند كفة الميزان وأنت معي، فأعطاني. وأما الثالثة فسألت ربي عزّوجلّ أن يجعلك حامل

______________

(١) راجع معاني الاخبار ص ٢٧٢.

٣١٤

لوائي وهو لواء الله الاكبر، عليه مكتوب « المفلحون الفائزون بالجنة »، فأعطاني. وأما الرابعة فاني سألته أن يسقى امتي من حوضي بيدك، فأعطاني. وأما الخامسة فإني سألته أن يجعلك قائد امتي إلى الجنة فأعطاني. والحمد لله الذي من علي به.

خمسة لو رحل الناس فيهن ما قدروا على مثلهن

٩٥ - حدثنا أبومنصور أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي ابن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: خمس لو رحلتم فيهن ما قدرتم على مثلهن: لا يخاف عبد إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه عزّوجلّ، ولا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم، [ ولا يستحيي أحدكم، إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم: ] والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له.

٩٦ - حدثنا الحسن بن محمد السكوني بالكوفة قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال: حدثنا سعيد بن عمرو الاشعثي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن السري، عن الشعبي قال: قال علي عليه السلام: خذوا عني كلمات لو ركبتم المطى فأنضيتموها لم تصيبوا مثلهن: ألا لا يرجو أحد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحيي [ العالم ] إذا لم يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، واعلموا أن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له.

في يوم الجمعة خمس خصال

٩٧ - حدثنا أبومحمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني بسمرقند، قال: حدثنا أبوالقاسم أحمد بن محمد بن إسحاق المعروف بابن الشغال(١) قال: حدثنا الحارث ابن محمد بن أبي اسامة(٢) قال: حدثني يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي لبابة بن عبد المنذر

______________

(١) كذا ولم أظفر به.

(٢) عنونه الخطيب في التاريخ ج ٨ ص ٢١٨.

٣١٥

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله إن يوم الجمعة سيد الايام، وأعظم عند الله عزّوجلّ من يوم الاضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصال: خلق الله عزّوجلّ فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله فيه آدم إلى الارض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه، ما لم يسأل حراما، وما من ملك مقرب، ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة.

كراهة التزويج بخمس

٩٨ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا أبوالحسن علي ابن الحسن بن البندار التميمي الطبري بأسفرايين في الجامع قال: حدثنا أبونصر محمد بن يوسف الطوسي بطبران قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن خشرم المروزي قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني المروزي(١) قال: قال أبوحنيفة النعمان ابن ثابت افيدك حديثا طريفا لم تسمع أطرف منه، قال: فقلت: نعم، قال أبوحنيفة: أخبرني حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن عبدالله ابن بحينة(٢) عن زيد ابن ثابت قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا زيد تزوجت؟ قال: قلت: لا، قال: تزوج تستعف مع عفتك، ولا تزوجن خمسا، قال زيد: من هن يارسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه واله: لا تزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا. فقال زيد يا رسول الله: ما عرفت مما قلت شيئا، وإني بأمرهن لجاهل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألستم عربا! أما الشهبرة فالزرقاء البذية، وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة، واما اللفوت فذات الولد من غيرك.

______________

(١) الفضل بن موسى السينانى - بمهملة مكسورة ونونين - أبوعبدالله المروزي ثقة ثبت (التقريب).

(٢) هو عبدالله بن مالك بن القشب - بكسر القاف وسكون المعجمة بعدها موحدة - الازدي ابو محمد حليف بنى عبد المطلب يعرف بابن بحينة بموحدة ومهملة مصغرا صحابي معروف مات بعد الخمسين.

٣١٦

خيار العباد الذين يفعلون خمس خصال

٩٩ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن جعفر النخعي، عن محمد بن مسلم، وغيره، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا اعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا. وإذا غضبوا غفروا.

في القول الحسن خمس خصال

١٠٠ - حدثنا يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز بالكوفة قال: حدثنا عمي علي بن العباس، قال: حدثنا إبراهيم بن بشر بن خالد العبدي قال: حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا أبوحمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسأ في الاجل، ويحبب إلى الاهل، ويدخل الجنة.

اعطيت امة محمد صلّى الله عليه وآله في شهر رمضان

خمسا لم يعطهن امة نبي قبله

١٠١ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا أبوالفضل أحمد ابن محمد بن حمدون النسائي بها، قال: حدثنا محمد بن عبدالله الازدي ببغداد، وكان ثقة قال: حدثنا الحسن بن عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثنا هشيم، عن أبي الحواري زيد العمي(١) ، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبدالله، عن النبي صلّى الله عليه واله قال اعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن أمة نبي قبلي: أما واحدة فإذا كان أول

______________

(١) في النسخ « الهيثم بن الجويري عن زيد العمى، عن أبي نصرة » وهذا من غريب التصحيف. وزيد العمى أبوالحوارى البصري هو قاضي هراة وكان مولى زياد بن أبيه يروى عن أبي نضرة منذر بن مالك العبدي، وروى عنه هشيم - مصغرا - كما في تهذيب التهذيب.

٣١٧

ليلة من شهر رمضان نظر الله عزّوجلّ إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا، وأما الثانية فإن خلوف أفواههم(١) - حين يمسون - عند الله عزّوجلّ أطيب من ريح المسك. وأما الثالثة فإن الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم. وأما الرابعة فإن الله عزّوجلّ يأمر جنته أن استغفري وتزيني لعبادي، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى جنتي وكرامتي. وأما الخامسة فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا. فقال رجل: في ليلة القدر يا رسول الله؟ فقال: ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا.

يفر يوم القيامة خمسة من خمسة

١٠٢ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري بايلاق قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد الطائي قال: حدثنا أبي: قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن - أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن قول الله عزّوجلّ:( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) من هم؟ فقال عليه السلام: قابيل يفر من هابيل، والذي يفر من أمه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح، يفر من ابنه كنعان.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إنما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وإبراهيم إنما يفر من الاب المربي المشرك لا من الاب الوالد وهو تارخ.

______________

(١) اي تغير رائحة أفواههم.

٣١٨

خمسة من الانبياء عليهم السلام تكلموا بالعربية

١٠٣ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن - عبدالله الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية فقال: هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

خمسة من شر خلق الله عزّوجلّ

١٠٤ - حدثنا علي بن محمد بن موسى الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثني نصير بن عبيد(١) قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثني يحيى بن يعلى، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد(٢) ، عن أبي حرب ابن أبي الاسود، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه قال: سمعت النبي صلّى الله عليه واله يقول: « من شر خلق الله خمسة: إبليس، وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الاوتاد، ورجل من بني اسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الامة يبايع على كفر عند باب لد »(٣) ، قال: ثم قال: إني لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد، ذكرت قول رسول الله صلّى الله عليه واله فلحقت بعلي عليه السلام فكنت معه(٤) .

______________

(١) في بعض النسخ « نصر بن عبيد ».

(٢) هو سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الاشجعي مولاهم. مات سنة سبع أو ثمان وتسعين وقيل مائة، وأما أبوحرب بن أبي الاسود الديلى [ أو الدئلى ] البصري، ثقة، قيل اسمه محجن وقيل عطاء، مات سنة ١٠٨ (تهذيب التهذيب).

(٣) لد - بالضم والتشديد - قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

(٤) أورده نصر في كتابه وقعة صفين اوائل الجزء الرابع.

٣١٩

باب الستة

في هذه الامة ست خصال

١- حدثنا محمد بن علي بن الشاه ابو الحسين الفقيه بمروالروذ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق أبوإسحاق الانطاكي قال: حدثنا يحيى بن المستفاد قال: حدثنا يزيد بن سلمة النميري قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا بن أبي زائدة [ عن زائدة ]، عن زاذان، عن زر بن حبيش قال: سمعت محمد بن الحنفية رضي الله عنه يقول: فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن كان قبلنا، ولا تكون في أحد بعدنا: منا محمد سيد المرسلين وعلي سيد الوصيين، وحمزة سيد الشهداء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وجعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ومهدي هذه الامة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام.

في الزنا ست خصال

٢ - أخبرنا أبوالعباس الفضل بن الفضل الكندي بهمدان منصرفي من الحج قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا مسلمة بن علي(١) ، عن الاعمش، عن شقيق، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [ يا ] معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فانه يذهب بالبهاء، ويورث الفقر، و ينقص العمر، وأما التي في الآخرة فانه يوجب سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار. ثم قال النبي صلّى الله عليه واله: « سولت( لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) ».

٣ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد قال: حدثنا أبويزيد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد أبومالك

______________

(١) هو مسلمة بن علي بن خلف الخشنى أبوسعيد الدمشقي البلاطى.

٣٢٠