الخصال

الخصال0%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف: الصفحات: 653
المشاهدات: 669389
تحميل: 6374


توضيحات:

الخصال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 669389 / تحميل: 6374
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا خير في العيش إلا لرجلين: عالم مطاع، أو مستمع واع.

لا خير في الدنيا الا لاحد رجلين

٢٩ - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا خير في الدنيا إلا لاحد رجلين: رجل يزداد في كل يوم إحسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة، وأنى له بالتوبة، والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت.

العلم علمان

٣٠ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن علي بن - مهزيار، عن حكم بن بهلول، عن إسماعيل بن همام، عن عمر بن اذينة، عن أبان ابن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول لابي الطفيل عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس إلا النظر فيه وهو صبغة الاسلام، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عزّوجلّ.

خصلتان عجيبتان اكل رزق الله وادعاء الربوبية دون الله عزّوجلّ

٣١ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن - أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن إبراهيم بن [ أبي ] زياد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أهبط ملكا إلى الارض فلبث فيها دهرا طويلا ثم عرج إلى السماء فقيل له: ما رأيت؟ فقال: رأيت عجائب كثيرة وأعجب ما رأيت أني رأيت عبدا متقلبا في نعمتك يأكل رزقك و يدعي الربوبية، فعجبت من جرأته عليك، ومن حلمك عنه. فقال الله عزّوجلّ:

٤١

فمن حلمي عجبت؟ قال: نعم [ يا رب ] قال: قد أمهلته أربع مائة سنة لا يضرب عليه عرق، ولا يريد من الدنيا شيئا إلا ناله، ولا يتغير عليه فيها مطعم ولا مشرب.

الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله عزّوجلّ

٣٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد باسناده رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله عزّوجلّ، فمن نصرهما أعزه الله و من خذلهما خذله الله عزّوجلّ.

كان أكثر عبادة ابى ذر رحمه الله خصلتين

٣٣ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن رواه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذر - رحمة الله عليه - خصلتين: التفكر والاعتبار.

المرأة يكون لها زوجان من أهل الجنة لايهما تكون في الجنة

٣٤ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن موسى بن إبراهيم، عن الحسن، عن أبيه باسناده رفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله: أن أم سلمة قالت له: بأبي أنت وأمي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لايهما تكون؟ فقال: يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لاهله، يا ام سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.

خصمان اختصموا في ربهم

٣٥ - حدثنا أبومحمد عمار بن الحسين الاسروشني رضي الله عنه قال: حدثني علي بن محمد بن عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة قال: حدثنا أبوالحسن

٤٢

ابن أبي شجاع البجلي، عن جعفر بن عبدالله(١) الحنفي، عن يحيى بن هاشم، عن محمد بن جابر، عن صدقة بن سعيد، عن النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن علي بن - أبي طالب عليهما السلام: يا أبا عبدالله حدثني عن قول الله عزّوجلّ( [هَـٰذَانِ ]خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) قال: نحن وبنو امية اختصمنا في الله عزّوجلّ قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله. فنحن وإياهم الخصمان يوم القيامة.

الجواد على وجهين

٣٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن - هاشم، عن أحمد بن سليمان قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السلام وهو في الطواف، فقال له: أخبرني عن الجواد؟ فقال: إن لكلامك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق فان الجواد: الذي يؤدي ما افترض الله جل وعز عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع، لانه إن أعطى عبد أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له.

الدينار والدرهم مهلكان

٣٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن زياد بن مروان، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق، عن الحارث(٢) قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.

الذهب والفضة حجران ممسوخان

٣٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -

______________

(١) في بعض النسخ « جعفر بن عبيد الله ».

(٢) يعنى بابى اسحاق أبا اسحاق السبيعى، وبالحارث: الحارث بن عبدالله الاعور. وفى نسخ الكتاب « عن اسحاق بن الحارث » وهو تصحيف وسيأتى هذا السند بعينه في هذا الباب تحت رقم ٤٤.

٤٣

أحمد بن يحيى بن عمران يرفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان(١) فمن أحبهما كان معهما.

قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: يعني بذلك من أحبهما حبا يمنع حق الله منهما.

التعوذ من خصلتين

٣٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن يوسف بن الحارث، عن عبدالله بن يزيد، عن حيوة بن شريح قال: حدثنا سالم ابن غيلان، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: أعوذ بالله من الكفر والدين، قيل: يا رسول الله أيعدل الدين بالكفر؟ فقال صلّى الله عليه وآله: نعم.

في الشيعة خصلتان

٤٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: وددت أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض [ لحم ] ساعدي: النزق(٢) وقلة الكتمان.

للصائم فرحتان

٤١ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسين بن سعيد، عن رجاله يرفعه إلى الصادق عليه السلام قال: للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء الله عزّوجلّ.

______________

(١) قال بعض الافاضل: المسخ تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها. وعليه فاللازم أن تكون الصورة المحولة عنها أقل قبحا منهما.

(٢) النزق: الطيش وما يقال له بالفارسية كما في منتهى الارب: سبكى وشتاب نمودن هنگام خشم.

٤٤

٤٢ - حدثنا أبومحمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني بسمرقند، قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن يعقوب بن يوسف الرازي قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا أبوعامر قال: حدثنا زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: قال الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم هو له غير الصيام هو لي وأنا اجزي به، والصيام جنة العبد المؤمن يوم القيامة كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزّوجلّ من ريح المسك، والصائم يفرح بفرحتين: حين يفطر فيطعم ويشرب، وحين يلقاني فادخله الجنة.

ما جاء في التاجرين إذا صدقا وبرا، وإذا كذبا وخانا

٤٣ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد رفعه إلى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن - أبي طالب، عن أبيه زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا التاجران(١) صدقا وبرا بورك لهما، وإذا كذبا وخانا لم يبارك لهما، وهما بالخيار ما لم يفترقا، فان اختلفا فالقول قول رب السلعة أو يتتاركا.

شيئان يروحان بخير ويغدوان بخير

٤٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث قال: قال قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: عليكم بالغنم والحرث، فانهما يروحان بخير ويغدوان بخير(٢) فقيل: يا رسول الله فأين الابل؟ قال: تلك

______________

(١) يعنى المتعاملين.

(٢) أي ينتفع بهما غدوا ورواحا.

٤٥

أعنان الشياطين ويأتيها خيرها من الجانب الاشأم(١) ، قيل: يا رسول الله إن سمع الناس بذلك تركوها، فقال: إذا لا يعدمها الاشقياء الفجرة.

بيعان مكروهان

٤٥ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبد الرحمن بن حماد، عن محمد بن سنان مسندا إلى أبي جعفر عليه السلام أنه كره بيعين: اطرح وخذ، من غير تقليب وشرى ما لم تره(٢) .

في الجيد دعوتان وفى الردى دعوتان

٤٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن مروك بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام: أنه قال: في الجيد دعوتان، وفي الردئ دعوتان، يقال لصاحب الجيد: بارك الله فيك وفيمن باعك، و يقال لصاحب الردئ: لا بارك الله فيك ولا فيمن باعك.

من ناصح الله عزّوجلّ اعطى خصلتين

٤٧ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني عبدالله بن - جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما ناصح الله عبد مسلم في نفسه(٣) فأعطى الحق منها وأخذ الحق لها إلا اعطي خصلتين: رزقا من الله عزّوجلّ يقنع به ورضى عن الله ينجيه.

______________

(١) قال في النهاية: الاعنان: النواحى، كانه قال: انها لكثرة آفاتها كأنها من نواحى الشيطان في اخلاقها وطبايعها. والاشام: الشمال ومنه قولهم لليد الشمال « الشؤمى » تأنيث الاشام. ويريد بخيرها لبنها، لانها انما تحلب وتركب من الجانب الايسر.

(٢) أي يقول البايع للمشترى: اطرح الثمن وخذ المتاع من غير أن يكون المشترى قلب المتاع واختبره.

(٣) ناصح هنا بمعنى نصح أي أخلص، كما أن سافر بمعنى سفر.

٤٦

من كان فيه خصلتان فهو مؤمن حقا

٤٨ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله قال: حدثني أبوالقاسم عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن أبي محمد عبدالله بن محمد الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من واسى الفقير وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا.

٤٩ - وفي خبر آخر قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من سرته حسنته وساءته(١) سيئته فهو مؤمن.

خصلتان من كانتا فيه والا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب

٥٠ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار - رحمه الله - عن أبيه، عن أحمد بن محمد ابن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن عمر بن عبد العزيز، عن الخيبري عن يونس بن ظبيان، والمفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خصلتان من كانتا فيه وإلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب، قيل: وما هما قال: الصلاة في مواقيتها، والمحافظة عليها والمواساة.

أمران أيهما سبق إلى المطلقة المسترابة(٢) بانت به

٥١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمران أيهما سبق إليها بانت به المطلقة المسترابة التي تستريب

______________

(١) كذا في بعض النسخ المخطوطة وهو الموافق لكتب اللغة أي أحزنته وفى المطبوعة وبعض النسخ المخطوطة « اساءته ».

(٢) المسترابة: المرأة التى لا تحيض وهى في سن من تحيض، سميت بذلك لحصول الريب والشك بالنسبة إليها باعتبار توهم الحمل أو غيره.

٤٧

الحيض إن مرت بها ثلاثة أشهر بيض ليس بها دم بانت بها، وإن مرت بها ثلاث حيض ليس بين الحيضتين ثلاثة أشهر بانت بالحيض.

التقرب إلى الله عزّوجلّ بخصلتين

٥٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام المعروف شئ سوى الزكاة، فتقربوا إلى الله عزّوجلّ بالبر وصلة الرحم.

خصلتان ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان عن

فاعلهما سبعين ميتة سوء

٥٣ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن - الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن غالب، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان سبعين ميتة سوء.

السنة سنتان

٥٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أنه قال: السنة سنتان: سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة، وتركها غير خطيئة.

لا تصلح الصنيعة الا عند ذى خصلتين

٥٥ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لا تصلح الصنيعة(١) إلا عند ذي حسب أو دين.

______________

(١) الصنيعة: الاحسان.

٤٨

الاخوان صنفان

٥٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن عبدالله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص عن يعقوب بن بشير(١) ، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قام إلى أميرالمؤمنين عليه السلام رجل بالبصرة فقال: يا أميرالمؤمنين أخبرنا عن الاخوان؟ قال: الاخوان صنفان إخوان الثقة وإخوان المكاشرة(٢) فأما إخوان الثقة فهم الكف والجناح والاهل والمال فإذا كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك، وصاف من صافاه، و عاد من عاداه، واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن. واعلم أيها السائل إنهم أقل من الكبريت الاحمر. وأما إخوان المكاشرة فانك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن ذلك منهم. ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان.

الناس رجلان

٥٧ - حدثنا جعفر بن علي الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن أبيه الحسن بن علي، عن العباس بن عامر، عن صالح بن سعيد السكوني، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الناس رجلان: مؤمن وجاهل، فلا تؤذي المؤمن ولا تجهل الجاهل فتكون مثله.

أميران وليسا بأميرين

٥٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن أحمد بن محمد باسناده رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أميران وليسا بأميرين، ليس لمن تبع جنازة أن يرجع حتى تدفن أو يؤذن له، و رجل يحج مع امرأة فليس له أن ينفر حتى تقضي نسكها.

______________

(١) لم أجده.

(٢) كاشره إذا تبسم في وجهه وانبسط معه. والكاشر: المتبسم من غير صوت وان كان معه صوت فهو ضحك.

٤٩

شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم

٥٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن ميسرة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك وإنما هو شئ قالته الجن بجهالة فحكى الله عنهم، وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله - الصالحين(١) .

ما من خطوة أحب إلى الله عزّوجلّ من خطوتين، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين وما من قطرة أحب إلى الله عزّوجلّ من قطرتين

٦٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام يقول: ما من خطوة أحب إلى الله عزّوجلّ من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفا في سبيل الله، و خطوة إلى ذي رحم قاطع، وما من جرعة أحب إلى الله عزّوجلّ من جرعتين: جرعة غيظ ردها مؤمن بحلم، وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحب إلى الله عزّوجلّ من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلا الله عزّوجلّ.

خصلتان ذكرهما ابليس لنوح عليه السلام

٦١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن علي(٢) ، عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن

______________

(١) يعنى في التشهد الاول. كما نهى عنه في رواية الاعمش. لان بالتسليم تحليل الصلاة.

(٢) زاد في النسخ هنا « عن عمر » وهو زيادة لما في طريقه عن العلاء في شرح المشيخة.

٥٠

أبي عبدالله عليه السلام قال: لما هبط نوح عليه السلام من السفينة أتاه إبليس فقال له: ما في الارض رجل أعظم منة علي منك، دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، ألا اعلمك خصلتين: إياك والحسد فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل.

اخوف ما يخاف على الناس خصلتان

٦٢ - حدثنا محمد بن أحمد الاسدي قال: حدثنا محمد بن أبي عمران قال: حدثنا أبومصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال: حدثنا علي بن أبي علي اللهبي، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الامل، أما الهوى فانه يصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة، وهذه الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وهذه الآخرة قد ارتحلت مقبلة، و لكل واحدة منهما بنون، فان استطعتم أن تكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فافعلوا، فانكم اليوم في دار عمل ولا حساب وأنتم غدا في دار حساب ولا عمل.

٦٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أميرالمؤمنين عليه السلام: عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال في كلام له: العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، ورجل عالم تارك لعلمه فهذا هالك. وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه. وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عزّوجلّ فاستجاب له وقبل منه و أطاع الله عزّوجلّ فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتين(١) اتباع الهوى و طول الامل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الامل ينسي الآخرة.

______________

(١) كذا في جميع النسخ التى بأيدينا والقياس « خصلتان ».

٥١

٦٤ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي الفرغاني بفرغانة قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا أحمد بن محمد الشافعي قال: حدثنا عمي إبراهيم بن محمد قال: حدثنا علي بن أبي علي اللهبي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ابن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن أخوف ما أتخوف على امتي الهوى وطول الامل، أما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة وهذه الدنيا مرتحلة ذاهبة وهذه الآخرة مرتحلة قادمة ولكل واحدة منهما بنون فان استطعتم أن تكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فافعلوا، فانكم اليوم في دار العمل ولا حساب، وأنتم غدا في دار الحساب ولا عمل.

النهى عن الخصلتين

٦٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد و عبدالله ابني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن مزيد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال: أن تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم.

٦٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بمالا تعلم.

ماءان لم يجيبا نوحا لما دعا المياه

٦٧ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه: عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الارض فأجابته إلا الماء المر، و [ ماء ] الكبريت.

٥٢

الايمان قول وعمل

٦٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد ابن عبدالله بن طاهر قال: كنت واقفا على أبي وعنده أبوالصلت الهروي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن محمد بن حنبل، فقال أبي: ليحدثني كل رجل منكم بحديث، فقال: أبوالصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضا - وكان والله رضى كما سمي - عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان قول وعمل، فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل: ما هذا الاسناد؟ فقال له أبي: هذا سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفاق.

منهومان لا يشبعان

٦٩ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن - أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد [ البرقي ] عن عدة من أصحابه يرفعونه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: منهومان لا يشبعان: منهوم علم ومنهوم مال(١) .

خصلتان من حقيقة الايمان

٧٠ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن حسان الواسطي يرفعه إلى زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن من حقيقة الايمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل وإن نفعك، وأن لا تجوز منطقك علمك.

______________

(١) المنهوم: المولع بالشئ، يقال: هو منهوم بالمال أي مولع به لا يشبع منه. والنهمة بلوغ الهمة في الشئ.

٥٣

المروءة مروءتان

٧١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: واعلم أن مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر ومروءة في سفر، فأما مروءة الحضر فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه والمحافظة على الصلاة في الجماعات، وأما مروءة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله عزّوجلّ في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود.

خصلتان من الجفاء

٧٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: البول قائما من غير علة من الجفاء، و الاستنجاء باليمين من الجفاء.

خصلتان مجلبتان للرزق

٧٣ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: غسل الاناء، وكسح الفناء مجلبة للرزق.(١)

تجب النفقة على العيال بين المكروهين

٧٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابه قال: سمعت العياشي وهو يقول: استأذنت الرضا عليه السلام في النفقة على العيال فقال: بين المكروهين

______________

(١) الكسح - بالفتح - ازالة الزبالة والغبار من البيت. والفناء - بكسر الفاء -: الساحة أمام البيت. والمجلبة - بفتح الميم واللام -: ما يجلب الشئ.

٥٤

قال: فقلت: جعلت فداك لا والله ما أعرف المكروهين: قال: فقال: بلى يرحمك الله أما تعرف أن الله عزّوجلّ كره الاسراف وكره الاقتار فقال:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ) (١) .

خصلتان بخصلتين

٧٥ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن الحسن بن علي بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.

الحياء على وجهين

٧٦ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الحياء على وجهين فمنه ضعف ومنه قوة وإسلام وإيمان.

ما يلزم الوالدين من عقوق الولد

٧٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما إذا كان الولد صالحا ما يلزم الولد لهما.

قول النبي صلّى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين

٧٨ - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن علي -

______________

(١) الفرقان: ٦٧.

٥٥

ابن موسى الرضا عليهما السلام عن معنى قول النبي صلّى الله عليه وآله: أنا ابن الذبيحين قال: يعني إسماعيل ابن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبدالله بن عبد المطلب أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله به إبراهيم( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ (ولم يقل له: يا أبت افعل ما رأيت)سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح(١) يأكل في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد، ويبول ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما، وما خرج من رحم انثى، وإنما قال الله جل وعز له: كن، فكان ليفدي به إسماعيل فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لاسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين، وأما الآخر فان عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عزّوجلّ أن يرزقه عشرة بنين ونذر لله عزّوجلّ أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته، فلما بلغوا عشرة [ أولاد ] قال: قد وفى الله لي فلافين(١) لله عزّوجلّ فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم فخرج سهم عبدالله أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان أحب ولده إليه، ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبدالله، ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبدالله، فأخذه وحبسه وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه اعذر فيما بينك وبين الله عزّوجلّ في قتل ابنك(٢) : قال: فكيف أعذر يا بنية فإنك مباركة، قالت: اعمد إلى تلك السوائم(٣) التي لك في الحرم فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الابل وأعط ربك حتى يرضى. فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وعزل منها عشرا وضرب السهام

______________

(١) الملحة - بالضم - من الالوان بياض ويخالط سواد، يقال: كبش أملح.

(١) في بعض النسخ « فلاوفين ».

(٢) يحتمل أن يكون قول العاتكة عن سبيل الالهام لان الالهام القاء الشئ في القلب بطريق الفيض أي بلا اكتساب واستفاضة.

(٣) السوام والسائم بمعنى وهو المال الراعى، يقال: سامت الماشية تسوم سوما أي رعت فهو سائمة وجمع السائم والسائمة: السوائم.

٥٦

فخرج سهم عبدالله، فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم على الابل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت(١) لها جبال تهامة، فقال عبد المطلب: لا حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الابل، فلما كان في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وإخوانه(٢) من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلدة خده الذي كان على الارض وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب وأمر عبد المطلب أن تنحر الابل بالحزورة(٣) ولا يمنع أحد منها وكانت مائة وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله عزّوجلّ في الاسلام: حرم نساء الآباء على الابناء، وسن الدية في القتل مائة من الابل، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ووجد كنزا فأخرج منه الخمس، وسمى زمزم لما حفرها سقاية الحاج، ولولا أن عبد المطلب كان حجة وأن عزمه على ذبح ابنه عبدالله شبيه بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل(٤) لما افتخر النبي صلّى الله عليه وآله بالانتساب إليهما لاجل أنهما الذبيحان في قوله عليه السلام: « أنا ابن الذبيحين » والعلة التي من أجلها رفع الله عزّوجلّ الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها رفع الذبح عن عبدالله وهي كون النبي صلّى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام في صلبهما فببركة النبي والائمة صلّى الله عليه وآله رفع الله الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره بقتل أولادهم، وكل ما يتقرب الناس به إلى الله عزّوجلّ من اضحية فهو فداء لاسماعيل إلى يوم القيامة.

قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: قد اختلف الروايات في الذبيح فمنها ما ورد بأنه إسماعيل ومنها ما ورد بأنه إسحاق، ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح

______________

(١) أي اضطربت.

(٢) في بعض النسخ « اخواته ».

(٣) كقسورة موضع بمكة.

(٤) في بعض النسخ « ولولا أن عبد المطلب كان مجدا في ذبح ابنه عبدالله شبيها بعزم ابراهيم عليه السلام على ذبح ابنه اسماعيل لما افتخر - اه ».

٥٧

طرقها، وكان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي امر أبوه بذبحه فكان يصبر لامر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه، فينال بذلك درجته في الثواب، فعلم الله عزّوجلّ ذلك من قلبه فسماه الله عزّوجلّ بين ملائكته ذبيحا لتمنيه لذلك.

[ و ] حدثنا بذلك محمد بن علي البشاري القزويني رضي الله عنه قال: حدثنا المظفر بن أحمد القزويني قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الاسدي، عن محمد بن - إسماعيل البرمكي، عن عبدالله بن داهر(١) ، عن أبي قتادة الحراني، عن وكيع بن - الجراح، عن سليمان بن مهران، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام. وقول النبي صلّى الله عليه وآله أنا ابن الذبيحين يريد بذلك العم [ لان العم ] قد سماه الله عزّوجلّ أبا في قوله( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ) وكان إسماعيل عم يعقوب فسماه الله في هذا الموضع أبا، وقد قال النبي صلّى الله عليه وآله: العم والد فعلى هذا الاصل أيضا يطرد قول النبي صلّى الله عليه وآله « أنا ابن الذبيحين » أحدهما ذبيح بالحقيقة والآخر ذبيح بالمجاز، واستحقاق الثواب على النية والتمني، فالنبي صلّى الله عليه وآله هو ابن الذبيحين من وجهين على ما ذكرناه وللذبح العظيم وجه آخر:

٧٩ - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله عزّوجلّ إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع(٢) إلى قلب الوالد

______________

(١) عنونه النجاشي والعلامة، وقالا: ضعيف له كتاب عن أبي عبدالله عليه السلام، وعنونه الخطيب في التاريخ أيضا ج ٩ ص ٤٥٣. والمراد بأبي قتادة الحراني: عبدالله بن واقد الذي عنونه العسقلاني في التهذيب والتقريب، وقال: مات في ٢١٠ وعليه رواية عبدالله بن داهر عنه فيه إعضال لاختلاف الطبقة.

(٢) كذا.

٥٨

الذي يذبح أعز ولده عليه بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عزّوجلّ إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد صلّى الله عليه وآله فأوحى الله تعالى إليه أفهو أحب إليك أم نفسك قال: بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك: قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل ذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فان طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، و يستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك، وتوجع قلبه، وأقبل يبكي، فأوحى الله عزّوجلّ إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عزّوجلّ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) (١) .

شيئان قائمان وشيئان جاريان وشيئان مختلفان وشيئان متباغضان

٨٠ - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال: حدثنا محمد بن عطية قال: حدثنا عبدالله بن عمرو - ابن سعيد البصري قال: حدثنا هشام بن جعفر، عن حماد، عن عبدالله بن سليمان وكان

______________

(١) قيل: فيه اشكال لانه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام لا يكون المفدى عنه أجل رتبة من المفدى به مع ان الظاهر من استعمال لفظ الفداء التعويض عن الشئ بما دونه في الخطر والشرف. وقوله تعالى « وفديناه بذبح عظيم » اخبار عن الماضي لا المستقبل. أقول: هذا الاشكال نشأ من عدم فهم معنى الحديث حيث زعم المستشكل أن الله سبحانه جعل الحسين عليه السلام - العياذ بالله - فداء لاسماعيل عليه السلام وهذا زعم باطل مخالف لصريح لسان الحديث بل المعنى كما هو الظاهر أن الله تعالى بعد ما انزل الكبش فداء لاسماعيل تمنى ابراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه بيده ولم يؤمر بذبح الكبش ليستحق بذلك أرفع درجات الثواب فأخبره الله حينذاك بقتل الحسين عليه السلام مظلوما فجزع لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكى ويجزع فأوحى الله تعالى إليه قد فديت (أي عوضت) مصابك بمصيبة ابنك لو ذبحته بجزعك هذا على الحسين وتوجع قلبك له وأوجبت لك ببكائك عليه أرفع درجات أهل الثواب كما تمنيت ان يكون لك ذلك في ذبح ولدك. وهذا اخبار عن الماضي لا المستقبل.

٥٩

قارئا للكتب قال: قرأت في بعض كتب الله عزّوجلّ إن ذا القرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه فبينا هو يسير وجنوده إذ مر برجل عالم فقال لذي القرنين: أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله عزّوجلّ قائمين؟ وعن شيئين جاريين؟ وعن شيئين مختلفين؟ وعن شيئين متباغضين؟ فقال له ذو القرنين: أما الشيئان القائمان فالسماوات والارض، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر، وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة. قال: فانطلق فانك عالم.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته تاما في كتاب النبوة.

ثواب من حج حجتين

٨١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحجال، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت.

قول الحق في حالين

٨٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أبي عليه السلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما أنفق مؤمن من نفقة هي أحب إلى الله عزّوجلّ من قول الحق في الرضا والغضب.

القتل قتلان والقتال قتالان

٨٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أنه قال: القتل قتلان، قتل كفارة، وقتل درجة، والقتال قتالان: قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.(١)

______________

(١) يفيئوا أي يرجعوا.

٦٠