الخصال

الخصال0%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف: الصفحات: 653
المشاهدات: 669606
تحميل: 6374


توضيحات:

الخصال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 669606 / تحميل: 6374
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الاصوات في المساجد(١) ، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات(٢) وضربوا بالمعازف ولعن آخر هذه الامة أولها فليرتقب عند ذلك الريح الحمراء أو الخسف أو المسخ(٣) .

٢ - حدثنا أبوسعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر قال: حدثنا أبويحيى البزاز النيسابوري فيما أجازه لنا قال: حدثنا محمد بن حسام بن عمران البلخي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي، عن أبيه(٤) علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا عملت امتي خمسة عشر خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا، والامانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعق امه وبر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الاصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم وضربوا بالمعازف، ولعن آخر الامة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا أو مسخا.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يعني بقوله ولعن آخر هذه الامة أولها الخوارج الذين يلعنون أميرالمؤمنين عليه السلام وهو أول الامة إيمانا بالله عزّوجلّ و برسوله صلّى الله عليه وآله.

يؤدب الصبى على الصوم ما بين خمس عشرة سنة إلى ست عشرة سنة

٣ - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال: حدثنا أبي علي بن الحسن، عن أبيه الحسن بن علي بن -

______________

(١) يعنى بالخصومات أو بالبيع والشراء ونحوها مما نهى عنه في المساجد.

(٢) أي اتخذوا الناس المغنيات، والمعازف - بمهملة وزاى مكسورة - أي الدفوف والملاهي كالعود والطنبور.

(٣) تمسك به بعض بان الخسف والمسخ قد يكونان في هذه الامة كما كان في الامم الماضية وزعم أن مسخها انما يكون بالقلوب لا بالصور.

(٤) أخرجه الترمذي في أبواب الفتن عن صالح بن عبدالله عن فرج عن يحيى بن محمد بن عمر بن على، عن على عليه السلام.

٥٠١

عبدالله بن المغيرة الكوفي: عن العباس بن عامر القصباني(١) عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يؤدب الصبي على الصوم ما بين خمس عشرة سنة إلى ست عشرة سنة.

التكبير في أيام التشريق بمنى في دبر خمس عشرة صلاة

٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبدالله، عن زرارة بن أعين قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: التكبير أيام التشريق في دبر الصلوات، قال: التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة وبالامصار في دبر عشر صلوات أول التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر تقول: « الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر، على ما هدانا، والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام » وإنما جعل في سائر الامصار في دبر عشر صلوات التكبير أنه إذا نفر الناس في النفر الاول أمسك أهل الامصار، عن التكبير وكبر أهل منى ماداموا بمنى إلى النفر الاخير.

٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين ابن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، وفضالة، عن معاوية ابن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن التكبير أيام التشريق لاهل الامصار، فقال: يوم النحر صلاة الظهر إلى انقضاء عشر صلوات، ولاهل منى في خمس عشرة صلاة، فإن أقام إلى الظهر والعصر كبر.

ثواب من صام خمسة عشر يوما من رجب

٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أحمد بن محمد بن -

______________

(١) قال النجاشي: « عباس بن عامر بن رباح أبوالفضل الثقفى القصبانى - بالقاف والصاد المهملة - الشيخ الصدوق الثقة كثير الحديث له كتب أخبرنا بها -: الخ ».

٥٠٢

أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن كثير النواء، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من كان معه أن يصوموا ذلك اليوم، وقال: من صام ذلك اليوم تباعدت النار عنه مسيرة [ عشيرة ] سنة، فمن صام سبعة أيام أغلقت عنه أبواب النيران السبعة، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنان الثمانية(١) ومن صام خمسة عشر يوما اعطي مسألته، ومن زاد زاده الله عزّوجلّ.

حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني الحسن بن الحسين بن - عبد العزيز بن المهتدي، عن سيف بن المبارك بن يزيد مولى أبي الحسن موسى عليه السلام عن أبيه المبارك، عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب، وذكر الحديث مثله سواء، وقد أخرجت ما رويته في ثواب صوم رجب في كتاب فضائل رجب.

السنة في النورة في كل خمسة عشر يوما

٧ - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: السنة في النورة في كل خمسة عشر يوما، فمن أتت عليه إحدى وعشرين يوما فليستدين على الله عزّوجلّ وليتنور، ومن أتت عليه أربعون يوما ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة(٢) .

______________

(١) هذا الحديث الشريف أخرجه أبويعلى في مسنده بتقديم وتأخير وفيه « ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا الا أعطاه، ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله » واعلم أن محدثي العامة وأرباب صحاحهم لهم يعقدوا في كتبهم بابا لفضل صوم رجب ولم يخرجوا حديثا في فضله غير ما عن أبى يعلى كما في الزوائد، نعم اخرج ابن ماجه بسند ضعيف عندهم حديثا عن ابن عباس قال: « ان النبي صلّى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب » ولعل السرفى ذلك رعاية رأى الخليفة وقد روى الطبراني في الاوسط باسناده عن خرشة بن الحر قال « رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام ويقول: رجب وما رجب انما رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترك » وما أدرى ما يفعل الخليفة بالاية الشريفة حيث يقول: « - منها أربعة حرم ».

(٢) يدل على كراهية شديدة.

٥٠٣

أبواب الستة عشر

من حق العالم ست عشرة خصلة

١ - حدثنا أبوالقاسم الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي في مسجده بالكوفة قال: حدثنا محمد بن إبراهيم القطفاني قال: حدثنا جعفر بن محمد بن هشام الوراق قال: حدثنا علي بن محمد السدوسي الفقيه قال: حدثنا الحسين بن علوان، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: إن من حق العالم أن لا تكثر السؤال عليه، ولا تسبقه في الجواب، ولا تلح عليه إذا أعرض، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشير إليه بيدك، ولا تغمزه بعينك، ولا تساره في مجلسه، ولا تطلب عوراته، وأن لا تقول: قال فلان خلاف قولك، ولا تفشي له سرا، ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تحفظ له شاهدا وغائبا، و أن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية، وتجلس بين يديه، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تمل من طول صحبته فإنما هو مثل النخلة، فانتظر متى تسقط عليك منها منفعة. والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الاسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة، وإن طالب العلم ليشيعة سبعون ألف ملك من مقربي السماء.

ست عشرة خصلة تورث الفقر وسبع عشرة خصلة تزيد في الرزق

٢ - حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي - القاسم، عن محمد بن علي القرشي الكوفي قال: حدثنا أبوزياد محمد بن زياد البصري قال: حدثنا عبدالله بن عبد الرحمن المدني(١) قال: حدثنا ثابت بن أبي صفية الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة قال: سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر، والبول في الحمام يورث

______________

(١) عده الشيخ - رحمه الله - في رجاله من أصحاب السجاد عليه السلام واحتمل العلامة المامقانى اتحاده مع عبدالله بن عبد الرحمن الانصاري المدنى. وفى النسخ « المدائني ».

٥٠٤

الفقر، والاكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلل بالطرفاء يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة تورث الفقر، والزنا تورث الفقر، وإظهار الحرص يورث الفقر، والنوم بين العشائين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر، وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر، وقطيعة الرحم يورث الفقر، واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر، ورد السائل الذكر بالليل يورث الفقر.

ثم قال عليه السلام: ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق قالوا: بلى يا أميرالمؤمنين فقال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم تزيد في الرزق، وكسح الفنا(١) يزيد في الرزق، ومواساة الاخ في الله عزّوجلّ يزيد في الرزق، والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق، والاستغفار يزيد في الرزق، واستعمال الامانة يزيد في الرزق، وقول الحق يزيد في الرزق، وإجابة المؤذن يزيد في الرزق، وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق، وترك الحرص يزيد في الرزق، وشكر المنعم يزيد في الرزق، واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق، والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق، وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق، ومن سبح الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عزّوجلّ عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر.

ست عشرة خصلة من الحكم

٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا أبوسعيد سهل بن زياد الآدمي، عن محمد بن الحسين بن زيد الزيات عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف الخفاف، عن الاصبغ بن نباتة قال: كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: الصدق أمانة، والكذب خيانة، والادب رئاسة، والحزم كياسة، والشرف متواة، والقصد مثراة(٢) ، والحرص مفقرة،

______________

(١) الفناء - بالكسر -: الساحة أمام البيت.

(٢) المتواة ما يوجب التوى وهى الخسارة والضياع، والمثراة ما يسبب الغنى والثروة.

٥٠٥

والدناءة، محقرة، والسخاء قربة، واللؤم غربة، والرقة استكانة، والعجز مهانة، والهوى ميل، والوفاء كيل، والعجب هلاك، والصبر ملاك.

ستة عشر صنفا من أمة محمد صلّى الله عليه وآله لا يحبون أهل بيته

ويبغضونهم ويعادونهم

٤ - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن موسى رضي - الله عنهما قالا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبوبكر بكر بن - عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبومعاوية الضرير، عن الاعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال بكر بن عبدالله بن حبيب: وحدثني عبدالله ابن محمد بن ناطويه قال: حدثنا علي بن عبد المؤمن الزعفراني الكوفي(١) قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام. قال: بكر بن عبدالله بن حبيب: وحدثني الحسن بن سنان قال: حدثني أبي، عن محمد بن - خالد البرقي، عن مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قالوا كلهم: ثلاثة عشر، و قال تميم: ستة عشر صنفا من امة جدي صلّى الله عليه واله لا يحبوننا، ولا يحببوننا إلى الناس، ويبغضوننا ولا يتولننا، ويخذلوننا ويخذلون الناس عنا، فهم أعداؤنا حقا لهم نار جهنم ولهم عذاب الحريق قال: قلت: بينهم لي يا ابن رسول الله(٢) وقاك الله شرهم، قال: الزائد في خلقه فلا ترى أحدا من الناس في خلقه زيادة إلا وجدته لنا مناصبا، ولم تجده لنا مواليا، والناقص الخلق من الرجال، فلا ترى لله عزّوجلّ خلقا ناقصة الخلقة إلا وجدت في قلبه علينا غلا. والاعور باليمين للولادة، فلا ترى لله خلقا ولد أعور اليمين إلا كان لنا محاربا، ولاعدائنا مسالما. والغربيب من الرجال، فلا ترى لله عزّوجلّ خلقا غربيبا - وهو الذي، قد طال عمره فلم يبيض شعره وترى لحيته مثل حنك الغراب - إلا كان علينا مؤلبا(٣) ولاعدائنا مكاثرا. والحلكوك(٤) من الرجال، فلا ترى

______________

(١) عنونه الخطيب في التاريخ ج ١٢ ص ٢٠.

(٢) في بعض النسخ « يا أبه ».

(٣) أي يجمع الناس علينا بالعداوة والظلم.

(٤) الحلكوك - بالضم والفتح -: الشديد السواد.

٥٠٦

منهم أحدا إلا كان لنا شتاما ولاعدائنا مداحا. والاقرع من الرجال، فلا ترى رجلا به قرع إلا وجدته همازا لمازا مشاء بالنميمة علينا. [ والمفصص بالخضرة(١) من الرجال فلا ترى منهم أحدا - وهم كثيرون - إلا وجدته يلقانا بوجهه ويستدبرنا بآخر يبتغي لنا الغوائل. والمنبوذ من الرجال(٢) ، فلا تلقى منهم أحدا إلا وجدته لنا عدوا مضلا مبينا ](٣) والابرص من الرجال فلا تلقى منهم أحدا إلا وجدته يرصد لنا المراصد، ويقعد لنا ولشيعتنا مقعدا ليضلنا بزعمه عن سواء السبيل. والمجذوم وهم حصب جهنم هم لها واردون، والمنكوح فلا ترى منهم أحدا إلا وجدته يتغنى بهجائنا ويؤلب علينا. وأهل مدينة تدعى سجستان هم لنا أهل عداوة ونصب وهم شر الخلق والخليقة، عليهم من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون. وأهل مدينة تدعى الري هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله جهادا، و مالهم مغنما، فلهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والآخرة ولهم عذاب مقيم. وأهل مدينة تدعى الموصل هم شر من على وجه الارض. وأهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا، يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضا وقتالنا حتما، يا بني فاحذر هؤلاء، ثم احذرهم، فإنه لا يخلو اثنان منهم بأحد من أهلك إلا هموا بقتله(٤) واللفظ للتميم من أول الحديث إلى آخره.

______________

(١) المفصص بالخضرة هو الذى يكون عينه ازرق كالفص وقد مر بيانه في ص ٢٢٤ في ذيل الحديث ٥٦ والفص أيضا حدقة العين

(٢) المراد بالمنبوذ: ولد الزنا.

(٣) الجملة الواقعة بين القوسين ليست في بعض النسخ ولا في المطبوعة منها، ولعل بدونها على رواية غير تميم ومعها على رواية تميم.

(٤) لعل سقط واحد من الستة عشر من النساخ أو الرواة: واما الخبر بالنسبة إلى بعض هؤلاء الافراد فيحمل على الغالب لا العموم، وبالنسبة على البلاد فيحمل على بيان حال ساكنيها في تلك الازمان لا إلى يوم القيامة، هذا على فرض صحة صدوره والا فبكر بن عبدالله بن حبيب المزني ضعيف وذمه جماعة وقال النجاشي: يعرف وينكر، وعبدالله بن محمد بن ناطويه لم يعرف.

٥٠٧

باب السبعة عشر

الغسل في سبعة عشر موطنا

١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله قال: قال محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام: الغسل في سبعة عشر موطنا: ليلة سبع عشرة من شهر رمضان وهي ليلة التقاء الجمعين ليلة بدر، وليلة تسع عشر، وفيها يكتب الوفد وفد السنة، وليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التى مات فيها أوصياء النبيين عليهم السلام، وفيها رفع عيسى بن مريم، وقبض موسى عليهما السلام، وليلة ثلاث وعشرين يرجى فيها ليلة القدر - وقال عبد الرحمن بن أبي عبدالله البصري: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: اغتسل في ليلة أربعة وعشرين ما عليك أن تعمل في الليلتين جميعا، رجع الحديث إلى محمد بن مسلم في الغسل - ويوم العيدين، وإذا دخلت الحرمين، ويوم تحرم، ويوم الزيارة، ويوم تدخل البيت، ويوم التروية، ويوم عرفة، وغسل الميت، وإذا غسلت ميتا وكفنته أو مسسته بعد ما يبرد، ويوم الجمعة، وغسل الكسوف إذا احترق القرص كله فاستيقظت ولم تصل فاغتسل واقض الصلاة(١) .

______________

(١) ذكر الفقهاء رضوان الله عليهم في صلاة الكسوفين إذا احترق القرص وتركها عمدا أنه يستحب أن يغتسل ويقضيها عملا بهذه الرواية وأمثالها.

٥٠٨

باب الثمانية عشر

لأميرالمؤمنين عليه السلام ثمانى عشرة منقبة

١ - حدثنا أبوعبدالله الحسين بن محمد الاشناني الرازي ببلخ قال: أخبرنا جدي قال: حدثنا محمد بن غفار قال: حدثنا عبدالله بن صالح المقرئ(١) ، قال: حدثنا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن مجاهد، عن عبدالله بن شداد بن الهاد(٢) ، عن ابن عباس قال: كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة لو لم يكن له إلا واحدة لنجا ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة(٣) لم تكن لاحد من هذه الامة.

ما وبخ الله عزّوجلّ به ابن ثمان وعشرة سنة

٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن - أبي عبدالله البرقي باسناده رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ:( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ ) (٤) قال: توبيخ لابن ثمان عشرة سنة.

______________

(١) هو عبدالله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلى الكوفى المقرئ المتوفى ٢١١ من ثقات أئمة أهل الكوفة له ترجمة وافية في تاريخ الخطيب ج ٩ ص ٤٧٧، يروى عن اسرائيل ابن يونس بن أبى اسحاق السبيعى الهمداني وهو ثقة أيضا وله ترجمة ضافية أيضا في تاريخ بغداد ج ٧ ص ٢٠. وأما محمد بن غفار فلم أجد من ذكره.

(٢) هو عبدالله بن شداد بن الهاد الليثى أبوالوليد المدنى كانت امه سلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء وكان ثقة فقيها كثير الحديث متشيعا، كما في التهذيب.

(٣) في بعض النسخ « ثلاث عشرة منقبة ».

(٤) فاطر: ٣٧.

٥٠٩

ابواب التسعة عشر

تسعة عشر حرفا فيها فرج للداعى بهن من الافات

١ - حدثنا أبوأحمد هانئ بن محمود بن هانئ العبدي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبوالحسن محمد بن محمد بن الحسن القادري قال: حدثنا أبومحمد عبدوس بن محمد البلغا شاذي قال: حدثنا منصور بن أسد قال: حدثنا أحمد بن عبدالله قال: أخبرنا إسحاق بن يحيى(١) عن خصيف بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام إلى النبي صلّى الله عليه واله فسأله شيئا فقال له النبي صلّى الله عليه واله: يا علي والذي بعثنى بالحق نبيا ما عندي قليل ولا كثير ولكني اعلمك شيئا أتاني به جبرئيل خليلي، فقال: يا محمد هذه هدية لك من عند الله عزّوجلّ أكرمك الله بها لم يعطها أحدا قبلك من الانبياء وهي تسعة عشر حرفا لا يدعو بهن ملهوف ولا مكروب ولا محزون ولا مغموم، ولا عند سرق ولا حرق، ولا يقولهن عبد يخاف سلطانا إلا فرج الله عنه وهي تسعة عشر حرفا أربعة منها مكتوبة على جبهة إسرافيل، وأربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل، وأربعة منها مكتوبة حول العرش، وأربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل، وثلاثة منها حيث شاء الله، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: كيف ندعو بهن يا رسول الله؟ قال: قل: « يا عماد من لا عماد له، ويا ذخر من لا ذخر له، ويا سند من سند له، ويا حرز من لا حرز له، ويا غياث من لا غياث له، ويا كريم العفو، ويا حسن البلاء، ويا عظيم الرجاء، ويا عون الضعفاء، ويا منقذ الغرقى، ويا منجى الهلكى، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد - الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، ودوي الماء، وحفيف الشجر، يا الله يا الله يا الله، أنت وحدك لا شريك لك - ثم تقول -: اللهم افعل بي - كذا و

______________

(١) رجال السند إلى هنا غير معنونين من كتب التراجم أو مجهولون والباقى معروفون معنونون في التقريب والتهذيب وغيرهما وخصيف بن عبد الرحمن - بالخاء المعجمة والصاد المهملة آخره فاء - قال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ.

٥١٠

كذا - » فإنك لا تقوم من مجلسك حتى تستجاب لك إن شاء الله. قال أحمد بن عبدالله: قال أبوصالح: لا تعلموا السفهاء ذلك.

وضع عن النساء تسعة عشر شيئا

٢ - حدثنا أبوالحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد أحمد بن - الحسين قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبومالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه واله أنه قال في وصيته له: يا علي ليس على النساء جمعة ولا جماعة، ولا أذان، ولا إقامة، ولا عيادة مريض، ولا اتباع جنازة، ولا هرولة بين الصفا والمروة، ولا استلام الحجر، ولا حلق، ولا تولي القضاء، ولا تستشار، ولا تذبح إلا عند الضرورة، ولا تجهر بالتلبية، ولا تقيم عند قبر، ولا تسمع الخطبة، ولا تتولى التزويج، ولا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنها الله وجبرئيل وميكائيل ولا تعطى من بيت زوجها شيئا إلا بإذنه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط وإن كان ظالما لها.

ذكر تسع عشرة مسألة

سأل عنها الصادق عليه السلام الطبيب الهندي في مجلس المنصور فلم يعلمها وأخبره الصادق عليه السلام بجوابها

٣ - حدثنا أبوالعباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوسعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا عباد بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن الربيع صاحب المنصور قال: حضر أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبوعبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ينصت لقراءته فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبدالله: أتريد مما معي شيئا؟ قال: لا، فإن ما معي خير مما معك، قال: وما هو؟ قال: أداوي الحار

٥١١

بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الامر كله إلى الله عزّوجلّ، وأستعمل ما قاله رسوله صلّى الله عليه واله وأعلم أن المعدة بيت الداء والحمية هي الدواء، واعود البدن ما اعتاد، فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا، فقال الصادق عليه السلام: أفتراني عن كتب الطب أخذت؟ قال: نعم، قال: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟ فقال الهندي: بل أنا، قال الصادق عليه السلام: فأسألك شيئا؟ قال: سل، قال عليه السلام: أخبرني يا هندي لم كان في الرأس شؤون؟(١) قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟ قال: لا أعلم، قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الانف فيما بينهما؟ قال: لا أعلم قال: ولم كان ثقب الانف في أسفله، قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟ قال: لا أعلم، قال: فلم احتد السن وعرض الضرس وطال الناب؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟ قال: لا أعلم، قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال: لا أعلم قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان القلب كحب الصنوبر؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الرية قطعتين وجعل حركتها في موضعها؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكبد حدباء؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعل طي الركبتين إلى خلف؟ قال: لا أعلم قال: فلم تخصرت القدمان؟ قال: لا أعلم.

فقال الصادق عليه السلام: لكني أعلم، قال: فأجب فقال الصادق عليه السلام: كان في الرأس شؤون لانه المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد، وجعل شعر من فوقه ليوصل بوصوله الادهان إلى الدماغ(٢) ،

______________

(١) الشؤون: ملتقى قبائل الرأس.

(٢) أي بسبب وصول الشعر إلى الدماغ تصل إليه الادهان، وقال العلامة المجلسي بعد هذا البيان: لعل كان بدله « بأصوله » لمقابلة قوله: « باطرافه ».

٥١٢

ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد الواردين عليه. وخلت الجبهة من الشعر لانها مصب النور إلى العينين، وجعل فيها التخطيط والاسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه، كالانهار في الارض التي تحبس المياه، وجعل الحاجبان من فوق العينين ليرد عليهما من النور قدر الكفاية، ألا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه وجعل الانف فيما بينهما ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء، وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل، وما وصل إليها دواء، ولا خرج منها داء، وجعل ثقب الانف في أسفله لتنزل منه الادواء المنحدرة من الدماغ، ويصعد فيه الاراييح إلى المشام ولو كان على أعلاه لما أنزل داء، ولا وجد رائحة، وجعل الشارب والشفة فوق الفم ليحتبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص على الانسان طعامه(٢) وشرابه فيميطه عن نفسه، وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر(٣) ويعلم بها الذكر من الانثى، وجعل السن حادا لان به يقع المضغ، وجعل الضرس عريضا لان به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا ليسند الاضراس(٤) والاسنان كالاسطوانة في البناء، وخلا الكفان من الشعر لان بهما يقع اللمس فلو كان فيهما شعر ما درى الانسان ما يقابله ويلمسه، وخلا الشعر والظفر من الحياة لان طولهما سمج(٥) و

______________

(١) الاسارير جمع السرر واحد اسرار الكف والجبهة وهى خطوطها.

(٢) أي لئلا يتكدر على الانسان طعامه وشرابه.

(٣) « في المنظر » متعلق بقوله « يستغنى » أي ليستغني في النظر بسبب اللحية عن كشف العورة لاستعلام كونه ذكرا أو أنثى. (البحار).

(٤) قال العلامة المجلسي (ره) لعل ذلك لكونه طويلا يمنع وقوع الاسنان بعضها على بعض في بعض الاحوال كما أن الاسطوانة تمنع وقوع السقف، أو لكونه أقوى وأثبت من سائر الاسنان فيحفظ سائرها بالالتصاق به. وفى بعض النسخ « ليشتد الاضراس ».

(٥) في نسخة « لان طولهما وسخ » وفى العلل « لان طولهما وسخ يقبح ».

٥١٣

قصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لالم الانسان بقصهما، وكان القلب كحب الصنوبر لانه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرية فتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره(١) وجعلت الرية قطعتين ليدخل بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها، وكان الكبد حدباء ليثقل المعدة ويقع جميعا عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار، وجعلت الكلية كحب اللوبيا لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة(٢) الاولى إلى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من قفار الظهر إلى الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس وجعل طي الركبة إلى خلف لان الانسان يمشي إلى بين يديه فيعتدل الحركات و لولا ذلك لسقط في المشي(٣) وجعلت القدم مخصرة لان المشي إذا وقع على الارض جميعه ثقل كثقل حجر الرحى، فإذا كان على حرفه رفعه الصبي وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.

فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلّى الله عليه واله عن جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الاجساد والارواح، فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده، وأنك أعلم أهل زمانك.

______________

(١) في القاموس: شاط السمن إذا نضج حتى يحترق.

(٢) كذا في البحار، وفى بعض النسخ « احتبست النطفة ».

(٣) لعل المعنى أن الانسان يميل في المشى إلى قدامه بأعالى بدنه وانما ينحنى أعاليه إلى هذه الجهة كحالة الركوع مثلا، فلو كان طى الركبة من قدامه أيضا لكان يقع على وجهه، فجعلت الاعالى مايلة إلى القدام والاسافل مايلة إلى الخلف لتعتدل الحركات فلا يقع في المشى ولا في الركوع وأمثالهما، فقوله: « يمشى إلى ما بين يديه » أي مايلا ما بين يديه (البحار).

٥١٤

ابواب العشرين

وما فوقه في حب أهل البيت عليهم السلام عشرون خصلة

١ - حدثنا محمد بن الفضل بن زيدويه الجلاب الهمداني بهمدان قال: حدثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني(١) قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل، عن سعيد بن الحكم عن أبيه، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة(٢) ، عن أبي سعد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: من رزقه الله حب الائمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد أنه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرون خصلة، عشر منها في الدنيا وعشر منها في الآخرة، أما التي في الدنيا فالزهد والحرص على العمل، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، والنشاط في قيام الليل، واليأس مما في أيدي الناس، والحفظ لامر الله ونهيه عزّوجلّ، والتاسعة بغض الدنيا، والعاشرة السخا، وأما التي في الآخرة فلا ينشر له ديوان، ولا ينصب له ميزان، ويعطى كتابه بيمينه، ويكتب له براءة من النار، ويبيض وجهه، ويكسى من حلل الجنة، ويشفع في مائة من أهل بيته، وينظر الله عزّوجلّ إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب فطوبى لمحبي أهل بيتي(٣) .

______________

(١) لم أظفر به. والحسن بن اسماعيل هو أبوسعيد المصيصى ثقة، وسعيد بن الحكم هو ابن أبى مريم الجمحى وثقه أبوحاتم.

(٢) هو أبوسلمة بن عبد الرحمن. اسمه عبدالله وقيل اسماعيل ثقة مكثر، يروى عنه يحيى بن أبى كثير الطائى مولاهم أبونصر اليماني وهو ثقة ثبت، وقد يرسل عن الحكم ابن مينا وعروة بن الزبير وأبى امامة وغيرهم وطعنوا عليه في ذلك.

(٣) جاء مضمون هذا الخبر الشريف في كثير من الاخبار من طرق العامة والخاصة، لكن لا يغرنك الشيطان فتجعل نفسك في عداد محبيهم ومواليهم عليهم السلام فان الولاية مقام لا ينال بالآماني، واجعل قول الباقر عليه السلام نصب عينيك حيث يقول: « من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا الا بالعمل والورع ».

٥١٥

للمؤمن على الله عزّوجلّ عشرون خصلة

٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي - عبدالله البرقي قال: حدثني محمد بن عبدالله بن مهران قال: حدثني علي بن الحسين ابن عبيدالله اليشكري قال: حدثني محمد بن المثنى الحضرمي، عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: للمؤمن على الله عزّوجلّ عشرون خصلة يفي له بها، على الله تبارك وتعالى أن لا يفتنه ولا يضله، وله على الله أن لا يعريه ولا يجوعه، وله على الله أن لا يشمت به عدوه، وله على الله أن لا يخذله ويعزله، وله على الله أن لا يهتك ستره، وله على الله أن لا يميته غرقا ولا حرقا، وله على الله أن لا يقع على شئ ولا يقع عليه شئ، وله على الله أن يقيه مكر الماكرين، وله على الله أن يعيذه من سطوات الجبارين، وله على الله أن يجعله معنا في الدنيا والآخرة، وله على الله أن لا يسلط عليه من الادواء ما يشين خلقته، وله على الله أن يعيذه من البرص والجذام وله على الله أن لا يميته على كبيرة، وله على الله أن لا ينسيه مقامه في المعاصي حتى يحدث توبة، وله على الله أن لا يحجب عنه معرفته بحجته، وله على الله أن لا يعزز في قلبه الباطل، وله على الله أن يحشره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه، وله على الله أن يوفقه لكل خير، وله على الله أن لا يسلط عليه عدوه فيذله، وله على الله أن يختم له بالامن والايمان ويجعله معنا في الرفيق الاعلى. هذه شرائط الله عزّوجلّ للمؤمنين.

ثواب من حج عشرين حجة

٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثنا محمد بن يحيى المعاذي، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من حج عشرين حجة لم ير جهنم ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها.

٥١٦

ذكر ثلاث وعشرين خصلة من الخصال المحمودة التى وصف بها على بن الحسين زين العابدين عليهما السلام

٤ - حدثنا المظفر بن جعفر [ بن المظفر ] بن العلوي(١) السمرقندي - رضي الله عنه - حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني أبي، عن محمد بن زياد الازدي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أميرالمؤمنين عليه السلام كانت له خمس مائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزّوجلّ، وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا، ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن إحدى منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا فقال: كلا إن الله عزّوجلّ متمم ذلك بالنوافل، وكان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليهما السلام، ولما وضع عليه السلام على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه، وكان يشتري الخز في الشتاء، فإذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه، ولقد نظر عليه السلام يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم

______________

(١) قد مر هذا السند في ص ٣٤٣ وفيه « العمرى » وكلاهما صحيح لان الظاهر هو من أولاد محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عليه السلام.

٥١٧

أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكونوا سعداء(١) ولقد كان عليه السلام يأبى أن يؤاكل امه(٢) فقيل له: يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل امك؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه، ولقد قال له عليه السلام رجل: يا ابن رسول الله إني لاحبك في الله حبا شديدا فقال: اللهم إني أعوذ بك أن احب لك وأنت لي مبغض، ولقد حج على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري، فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط وما فرشت له فراشا بليل قط، ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم، فكان عليه السلام إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلّى الله عليه واله ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الارض إلا سبحت له إلى الارضين السابعة، ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والاضراء والزمنى(٣) والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده ومن كان له منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله، ولقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفتات من مواضع سجوده لكثرة صلاته، وكان يجمعها فلما مات دفنت معه، ولقد كان بكى على أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن تنقضي؟! فقال له: ويحك إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حيا في

______________

(١) في بعض النسخ « أن يكون سعيدا ».

(٢) المشهور أن امه عليه السلام مات في أيام نفاسه فلعل المراد بالام ظئره أو من تقوم مقام امه.

(٣) الزمنى - كسكرى - جمع الزمين أي المصاب بالزمانة.

٥١٨

الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني(١) .

ما جاء في ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين

من شهر رمضان

٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن فضيل بن يسار، قال: كان أبوجعفر عليه السلام إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين أخذ في الدعاء حتى يزول الليل فإذا زال الليل صلى.

٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسن بن سعيد، عن سليمان الجعفري قال: قال أبوالحسن عليه السلام: صل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة، تقرأ في كل ركعة « الحمد » مرة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) عشر مرات.

٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن رفاعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها. واتفق مشايخنا رضي الله عنهم على أنها ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان والغسل فيها من أول الليل وهو يجزي إلى آخره.

٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن حسان بن مهران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته، عن ليلة القدر فقال: التمسها ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.

______________

(١) جل هذه الخصال التى وصف بها عليه السلام مروى من طرق العامة مع زيادة مسندا إلى رجال أكثرهم صحاح، راجع حلية الاولياء لابي نعيم ج ٣ ص ١٣٣ إلى ١٤٥.

٥١٩

النهى عن أربع وعشرين خصلة

٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن الحسن القرشي، عن سليمان بن حفص البصري، عن عبدالله بن الحسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن أبيه، عن جعفر بن محمد عن أبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: إن الله عزّوجلّ كره لكم أيتها الامة أربعا وعشرين خصلة، ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة، وكره المن في الصدقة، وكره الضحك بين القبور، وكره التطلع في الدور، وكره النظر إلى فروج النساء وقال: يورث العمى، وكره الكلام عند الجماع وقال: يورث الخرس يعني في الولد، وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الانهار إلا بمئزر وقال: في الانهار عمار وسكان من الملائكة، وكره دخول الحمامات إلا بمئزر، وكره الكلام بين الاذان والاقامة في صلاة الغداة حتى تقضي الصلاة، و كره ركوب البحر في هيجانه، وكره النوم في سطح ليس بمحجر، وقال: من نام على سطح غير ذي محجر فقد برئت منه الذمة(١) ، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض(٢) فإن غشيها فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن يغشى الرجل امرأته وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فان فعل فخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبين المجذوم قدر ذراع، وقال: فر من

______________

(١) راجع الكافي ج ٦ ص ٥٣٠ باب تحجير السطوح ومن جملة أخباره « عن الصادق عليه السلام في السطح يبات عليه وهو غير محجر؟ قال: يجزيه أن يكون مقدار ارتفاع الحائط ذراعين ».

(٢) الكراهة هنا يحمل على الحرمة لما في غيره من الاخبار.

٥٢٠