الخصال

الخصال0%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف: الصفحات: 653
المشاهدات: 669377
تحميل: 6374


توضيحات:

الخصال المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 669377 / تحميل: 6374
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ابن متيل الدقاق قال: حدثنا سلمة بن الخطاب، عن منيع بن الحجاج(١) ، عن يونس، عن صباح المزني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: عرج النبي صلّى الله عليه وآله مائة وعشرين مرة ما من مرة إلا وقد أوصى الله عزّوجلّ فيها النبي صلّى الله عليه وآله بالولاية لعلي والائمة عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرائض.

الفاكهة مائة وعشرون لونا

٤ - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما أهبط الله عزّوجلّ آدم عليه السلام من الجنة أهبط معه عشرين ومائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمى بخارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها، وغرارة فيها بزر كل شئ.

اهل الجنة عشرون ومائة صنف

٥ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا عبيدالله بن عمرو القواريري قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل(٢) قال: حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة(٣) ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أهل الجنة عشرون ومائة صنف. هذه الامة منها ثمانون صنفا.

______________

(١) منيع بن الحجاج مهمل، وشيخه يونس الظاهر هو ابن أبى وهب القصرى.

(٢) المراد بصالح بن محمد أبوالأشرس الاسدي الملقب جزرة وكان حافظا عارفا من أئمة الحديث عنونه الخطيب في التاريخ ج ٩ ص ٣٢٢. وأما عبيدالله بن عمرو القواريرى فهو أبوسعيد البصري نزيل بغداد وثقه ابن معين والعجلي. وقال النسائي: صاحب جزرة ثقة صدوق. وأما مؤمل بن اسماعيل فهو أبوعبد الرحمن البصري نزيل مكة صدوق سيئ الحفظ مات سنة ٢٠٦ وروايته عن سفيان الثوري المتوفى ١٦١ بلا واسطة بعيد.

(٣) في النسخ « سليمان بن يزيد » وهو تصحيف.

٦٠١

من حفظ القرآن فله في كل سنة مائتا دينار في بيت المال

٦ - حدثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال: أخبرني أبوحامد أحمد بن محمد بن حمويه قال: أخبرنا أبوجعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا الربيع بن بدر، عن أبي الاشهب النخعي(١) قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: من دخل في الاسلام طائعا وقرأ القرآن ظاهرا فله في كل سنة مائتا دينار في بيت المال المسلمين إن منع في الدنيا أخذها يوم القيامة وافية أحوج ما يكون إليها.

السنة ثلاثمائة وستون يوما

٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن بكر بن علي بن عبد العزيز، عن أبيه قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن السنة كم يوما هي؟ قال: ثلاثمائة وستون يوما، منها ستة أيام خلق الله عزّوجلّ فيها الدنيا فطرحت من أصل السنة فصارت السنة ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوما، يستحب أن يطوف الرجل في مقامه بمكة عدد أيام السنة ثلاثمائة وستين اسبوعا، فإن لم يقدر على ذلك طاف ثلاثمائة وستين شوطا.

٨ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن - عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يستحب أن تطوف ثلاثمائة وستين اسبوعا عدد أيام السنة فإن لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف.

______________

(١) فيه ارسال لان الظاهر المراد بابى الاشهب جعفر بن حيان أبوالأشهب العطاردي البصري الذى وثقه أبوحاتم لما ذكر في التهذيب من جملة مشايخ الربيع بن بدر البصري، وكان ميلاده سنة ٧٠ أو ٧١ ووفاته سنة ١٦٥ فلم يدرك عليا عليه السلام، واما احمد بن ابراهيم الدورقى أبوعبدالله البغدادي فمعنون في التقريب وقال أبوحاتم: صدوق.

٦٠٢

خصال من شرايع الدين

٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي، وأحمد بن الحسن القطان، ومحمد ابن أحمد السناني، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعبدالله بن محمد الصائغ، وعلي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبوالعباس أحمد بن - يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا تميم ابن بهلول قال: حدثنا أبومعاوية، عن الاعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين لمن أراد أن يتمسك بها وأراد الله هداه(١) : إسباع الوضوء كما أمر الله عزّوجلّ في كتابه الناطق غسل الوجه واليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس والقدمين إلى الكعبين مرة مرة ومرتان جائز، ولا ينقض الوضوء إلا البول والريح والنوم، والغائط والجنابة، ومن مسح على الخفين فقد خالف الله ورسوله وكتابه، ووضوؤه لم يتم وصلاته غير مجزية، والاغسال منها غسل الجنابة، والحيض، وغسل الميت وغسل من مس الميت بعد ما يبرد، وغسل من غسل الميت، وغسل يوم الجمعة، و غسل العيدين، وغسل دخول مكة، وغسل دخول المدينة، وغسل الزيارة، وغسل الاحرام، وغسل يوم عرفة، وغسل ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وغسل ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، وغسل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين منه.

اما الفرض فغسل الجنابة، وغسل الجنابة والحيض واحد، وصلاة الفريضة الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة أربع ركعات، والفجر ركعتان، فجملة الصلاة المفروضة سبع عشرة ركعة والسنة أربع وثلاثون ركعة، منها أربع ركعات بعد المغرب لا تقصير فيها في السفر والحضر وركعتان من جلوس بعد العشاء الآخرة تعدان بركعة، وثمان ركعات في السحر وهي صلاة الليل والشفع ركعتان، والوتر ركعة، وركعتا الفجر بعد الوتر، وثمان ركعات قبل الظهر وثمان ركعات قبل العصر، والصلاة يستحب في أول الاوقات، وفضل الجماعة على

______________

(١) في بعض النسخ « لمن تمسك بها وأراد الله هذا ».

٦٠٣

الفرد بأربعة وعشرين(١) ، ولا صلاة خلف الفاجر، ولا يقتدى إلا بأهل الولاية، ولا يصلى في جلود الميتة وإن دبغت سبعين مرة، ولا في جلود السباع، ولا يسجد إلا على الارض أو ما أنبتت الارض إلا المأكول والقطن والكتان، ويقال في افتتاح الصلاة: « تعالى عرشك »، ولا يقال: « تعالى جدك »، ولا يقال في التشهد الاول: « السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين » لان تحليل الصلاة هو التسليم، وإذا قلت هذا فقد سلمت.

والتقصير في ثمانية فراسخ، وهو بريدان، وإذا قصرت أفطرت، ومن لم يقصر في السفر لم تجزء صلاته لانه قد زاد في فرض الله عزّوجلّ، والقنوت في جميع الصلوات سنة واجبة في الركعة الثانية قبل الركوع وبعد القراءة.

والصلاة على الميت خمس تكبيرات فمن نقص منها فقد خالف السنة، والميت يسل من قبل رجليه سلا(٢) ، والمرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد، والقبور تربع ولا تسنم(٣) .

والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب، وفرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور والتوجه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء.

والزكاة فريضة واجبة على كل مائتي درهم خمسة دراهم، ولا تجب فيما دون ذلك من الفضة، ولا تجب على مال زكاة حتى يحول عليه الحول من يوم ملكه صاحبه ولا يحل أن تدفع الزكاة إلا إلى أهل الولاية والمعرفة.

ويجب على الذهب الزكاة إذا بلغ عشرين مثقالا، فيكون فيه نصف دينار، وتجب على الحنطة والشعير والتمر والزبيب - إذا بلغ خمسة أوساق - العشر إن كان سقي سيحا،(٤) وإن سقي بالدوالي فعليه نصف العشر، والوسق ستون صاعا،

______________

(١) تقدم ص ٥٢١ في خبر « فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة ».

(٢) سل الشئ من الشئ: انتزعه وأخرجه برفق.

(٣) سنم القبر ضد سطحه.

(٤) السيح: الماء الجارى الظاهر.

٦٠٤

والصاع أربعة أمداد.

وتجب على الغنم الزكاة إذا بلغت أربعين شاة وتزيد واحدة فتكون فيها شاة إلى عشرين ومائة، فان زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين، فإن زادت واحدة ففيها ثلاث شياه(١) إلى ثلاثمائة، وبعد ذلك يكون في كل مائة شاة شاة.

وتجب على البقر الزكاة إذا بلغت ثلاثين بقرة تبيعة حولية فيكون فيها تبيع حولي إلى أن تبلغ أربعين بقرة، ثم يكون فيها مسنة إلى ستين(٢) [ فإذا بلغت ستين ففيها تبيعتان إلى سبعين، ثم فيها تبيعة ومسنة إلى ثمانين وإذا بلغت ثمانين ](٣) فتكون فيها مسنتان إلى تسعين ثم يكون فيها ثلاث تبايع، ثم بعد ذلك يكون في كل ثلاثين بقرة تبيع، وفي كل أربعين مسنة.

وتجب على الابل الزكاة إذا بلغت خمسا فيكون فيها شاة، فإذا بلغت عشرة فشاتان، فإذا بلغت خمس عشرة فثلاث شياه، فإذا بلغت عشرين فأربع شياه، فإذا بلغت خمسا وعشرين فخمس شياه، فإذا زادت واحدة ففيها بنت مخاض، فإذا بلغت خمسا وثلاثين وزادت واحدة ففيها ابنة لبون، فإذا بلغت خمسا وأربعين وزادت واحدة ففيها حقة، فإذا بلغت ستين وزادت واحدة ففيها جذعة إلى ثمانين، فان زادت واحدة ففيها ثني إلى تسعين، فإذا بلغت تسعين ففيها ابنتالبون، فان زادت واحدة إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فإذا كثرت الابل ففي كل أربعين بنت لبون، وفي كل خمسين حقة، ويسقط الغنم بعد ذلك ويرجع إلى أسنان الابل.

وزكاة الفطرة واجبة علي كل رأس صغير أو كبير، حر أو عبد، ذكر أو انثى

______________

(١) الشياه: جمع شاة.

(٢) في النهاية: التبيع: ولد البقر اول سنة، وبقرة متبع أي معها ولدها، وقال الاظهرى: الشاة يقع عليها اسم المسن وليس معناه كبرها كالرجل المسن ولكن معناه طلوع سنها في السنة الثالثة.

(٣) النسخ خالية من الجملة الواقعة بين القوسين، والظاهر سقوطها من قلم النساخ استدركناها من الفقيه والبحار.

٦٠٥

أربعة أمداد من الحنطة، والشعير والتمر والزبيب وهو صاع تام، ولا يجوز دفع ذلك أجمع إلا إلى أهل الولاية والمعرفة.

وأكثر أيام الحيض عشرة أيام وأقلها ثلاثة أيام، والمستحاضة تغتسل وتحتشي وتصلي، والحائض تترك الصلاة ولا تقضيها، وتترك الصوم وتقضيه.

وصيام شهر رمضان فريضة يصام لرؤيته ويفطر لرؤيته.

ولا يصلى التطوع في جماعة لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وصوم ثلاثة إيام في كل شهر سنة وهو صوم خميسين بينهما أربعاء، الخميس الاول في العشر الاول والاربعاء من العشر الاوسط والخميس من العشر الاخير، وصوم شعبان حسن لمن صامه لان الصالحين قد صاموه، أو رغبوا فيه وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يصل شعبان بشهر رمضان، والفائت من شهر رمضان إن قضى متفرقا جاز وإن قضى متتابعا فهو أفضل.

وحج البيت واجب لمن استطاع إليه سبيلا وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه بعد حجه، ولا يجوز الحج إلا تمتعا، ولا يجوز القران والافراد إلا لمن كان أهله حاضري المسجد الحرام، ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات، ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض أو تقية، وقد قال الله عزّوجلّ:( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ) وتمامها اجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحج، ولا يجزي في النسك الخصي لانه ناقص، ويجوز الموجوء إذا لم يوجد غيره(١) .

وفرائض الحج: الاحرام والتلبية الاربع وهي « لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك » والطواف بالبيت للعمرة فريضة، وركعتاه عند مقام إبراهيم عليه السلام فريضة، والسعي بين الصفا والمروة فريضة، وطواف الحج فريضة، وركعتاه عند المقام فريضة، وبعده السعي بين الصفا والمروة فريضة، وطواف النساء فريضة، وركعتاه عند المقام فريضة، ولا يسعى بعده

______________

(١) الموجوء: المضروب، وكبش موجوء: الذى وجئت خصيتاه حتى انفضختا.

٦٠٦

بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشعر فريضة، والهدي للمتمتع فريضة، فأما الوقوف بعرفة فهو واجبة، والحلق سنة، ورمي الجمار سنة.

والجهاد واجب مع إمام عادل، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ولا يحل قتل أحد من الكفار والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساعي في فساد، وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك.

واستعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه.

والطلاق للسنة على ما ذكره الله عزّوجلّ في كتابه وسنة نبيه صلّى الله عليه وآله ولا يجوز طلاق لغير السنة، وكل طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق كما أن كل نكاح يخالف الكتاب(١) فليس بنكاح، ولا يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلقت المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل للزوج حتى تنكح زوجا غيره، وقد قال عليه السلام: « اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا في موضع واحد، فانهن ذوات أزواج ».

والصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك.

وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا باحراق بيتها، وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الانصاب والازلام: أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة، والبراءة من أشقى الاولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أميرالمؤمنين عليه السلام واجبة، و البراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة، والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا و لم يبدلوا بعد نبيهم صلّى الله عليه وآله واجبة مثل سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري و المقداد بن الاسود الكندي، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبدالله الانصاري، وحذيفة بن -

______________

(١) في نسخة من المخطوطة « يخالف السنة ».

٦٠٧

اليمان، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبي أيوب الانصاري وعبدالله ابن الصامت، وعبادة بن الصامت، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري، ومن نحا نحوهم، وفعل مثل فعلهم، والولاية لاتباعهم والمقتدين بهم و بهداهم واجبة.

وبر الوالدين واجب، فان كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والانبياء والاوصياء لا ذنوب لهم لانهم معصومون مطهرون.

وتحليل المتعتين واجب كما أنزلهما الله عزّوجلّ في كتابه وسنهما رسول الله صلّى الله عليه وآله: متعة الحج ومتعة النساء. والفرائض على ما أنزل الله تبارك وتعالى.

والعقيقة للولد الذكر والانثى يوم السابع، ويسمى الولد يوم السابع، ويحلق رأسه ويصدق بوزنه شعره ذهبا أو فضة.

والله عزّوجلّ لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلفها فوق طاقتها، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير، لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ، ولا يقول بالجبر ولا بالتفويض ولا يأخذ الله عزّوجلّ البرئ بالسقيم، ولا يعذب الله عزّوجلّ الاطفال بذنوب الآباء فانه قال في محكم كتابه:( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) وقال عزّوجلّ:( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ) ولله عزّوجلّ أن يعفو و يتفضل، وليس له عزّوجلّ أن يظلم، ولا يفرض الله عزّوجلّ على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم ويضلهم، ولا يختار لرسالته ولا يصطفى من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه، ولا يتخذ على خلقه حجة إلا معصوما.

والاسلام غير الايمان وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون ولا كافرون، فإن الله تبارك وتعالى لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة، ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون ولا يخلدون في

٦٠٨

النار، ويخرجون منها يوما، والشفاعة جائزة لهم وللمستضعفين إذا ارتضى الله عزو جل دينهم.

والقرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق، والدار اليوم دار تقية وهي دار إسلام لا دار كفر ولا دار إيمان.

والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه.

والايمان هو أداء الفرائض واجتناب الكبائر، والايمان هو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالاركان والاقرار بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت و الحساب والصراط والميزان، ولا إيمان بالله إلا بالبراءة من أعداء الله عزّوجلّ.

والتكبير في العيدين واجب أما في الفطر ففي خمس صلوات يبتدأ به من صلاة المغرب ليلة الفطر إلى صلاة العصر من يوم الفطر، وهو أن يقال: « الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أبلانا » لقوله عزّوجلّ:( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ) وفي الاضحى بالامصار في دبر عشر صلوات يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الثالث، وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الرابع، ويزاد في هذا التكبير « والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام ».

والنفساء لا تقعد أكثر من عشرين يوما إلا أن تطهر قبل ذلك وإن لم تطهر بعد العشرين اغتسلت واحتشت وعملت عمل المستحاضة.

والشراب فكل ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام.

وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير فأكله حرام، والطحال حرام لانه دم، والجري والمارماهي والطافي والزمير حرام(١) ، وكل سمك لا يكون

______________

(١) الجرى بكسر الجيم وشد الراء - نوع من السمك ليس له عظم الاعظم الرأس يعرف بالحنكليس. والطافي: يموت في الماء فيعلو ويظهر. والزمير نوع من السمك له شوك على ظهره.

٦٠٩

له فلوس فأكله حرام ويؤكل من البيض ما اختلف طرفاه ولا يؤكل ما استوى طرفاه، ويؤكل من الجراد ما استقل(١) بالطيران ولا يؤكل منه الدبى لانه لا يستقل بالطيران وذكاة السمك والجراد أخذه.

والكبائر محرمة وهي الشرك بالله عزّوجلّ، وقتل النفس التي حرم الله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد البينة، وقذف المحصنات وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة، وأكل السحت، والبخس من المكيال والميزان، والميسر، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والامن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، وترك معاونة المظلومين والركون إلى الظالمين، واليمين الغموس(٢) وحبس الحقوق من غير عسر، واستعمال الكبر والتجبر والكذب والاسراف والتبذير، والخيانة، والاستخاف بالحج، والمحاربة لاولياء الله عزو جل، والملاهي التى تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهة كالغناء وضرب الاوتار، والاصرار على صغائر الذنوب. ثم قال عليه السلام: إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الكبائر هي سبع وبعدها فكل ذنب كبير بالاضافة إلى ما هو أصغر منه، وصغير بالاضافة إلى ما هو أكبر منه. وهذا معنى ما ذكره الصادق عليه السلام في هذا الحديث من ذكر الكبائر الزائدة على السبع ولا قوة إلا بالله.

علم أميرالمؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه

١٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني محمد ابن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جدي، عن

______________

(١) استقل الطائر في طيرانه: ارتفع. والدبى: اصغر الجراد.

(٢) أي اليمين الكاذبة الفاجرة: وسميت غموسا لانها تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار.

٦١٠

آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام علم أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه(١) .

قال عليه السلام: إن الحجامة تصحح البدن وتشد العقل، والطيب في الشارب من أخلاق النبي صلّى الله عليه وآله وكرامة الكاتبين، والسواك من مرضات الله عزّوجلّ وسنة النبي صلّى الله عليه وآله، ومطيبة للفم، والدهن يلين البشرة، ويزيد في الدماغ ويسهل مجاري الماء، ويذهب بالقشف(٢) ، ويسفر اللون، وغسل الرأس يذهب بالدرن وينفي القذاء. والمضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والانف. والسعوط مصحة للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس. والنورة نشرة وطهور للجسد(٣) .

استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهور والصلاة. وتقليم الاظفار يمنع

______________

(١) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: اعلم أن اصل هذا الخبر في غاية الوثاقة و الاعتبار على طريقة القدماء وان لم يكن صحيحا بزعم المتأخرين، واعتمد عليه الكليني - رحمه الله - وذكر أكثر اجزائه متفرقة في ابواب الكافي وكذا غيره من أكابر المحدثين.

أقول: عدم صحة السند عند المتأخرين لمقام القاسم بن يحيى. والظاهر أن أصل الرواية في كتابه. قال الشيخ: في الفهرست « القاسم بن يحيى الراشدي له كتاب فيه آداب أميرالمؤمنين عليه السلام والراشدي نسبة إلى جده الحسن بن راشد البغدادي مولى المنصور الدوانيقي الذى كان وزيرا للمهدى وموسى وهارون الرشيد ». قال ابن الغضائري: ضعيف. وقال البهبهانى في التعليقة: لا وثوق بتضعيف ابن الغضائري اياه ورواية الاجلة سيما مثل أحمد بن محمد بن - عيسى عنه تشير إلى الاعتماد عليه بل الوثاقة، وكثرة رواياته والافتاء بمضمونها يؤيده ويؤيد فساد كلام ابن الغضائري في المقام عدم تضعيف شيخ من المشايخ العظام الماهرين باحوال الرجال اياه وعدم طعن من أحد ممن ذكره في ترجمته وترجمة جده وغيرهما، والعلامة (ره) تبع ابن الغضائري بناء على جواز عثوره على ما لم يعثروا عليه وفيه ما فيه. انتهى

(٢) القشف: قذارة الجلد.

(٣) النشرة واحد النشر وهو الريح الطيبة والريح عموما.

٦١١

الداء الاعظم ويدر الرزق ويورده، ونتف الابط ينفي الرائحة المنكرة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب عليه السلام، غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر عن الثياب(١) ويجلو البصر. وقيام الليل مصحة للبدن، ومرضات للرب عزّوجلّ، وتعرض للرحمة، وتمسك بأخلاق النبيين. أكل التفاح نضوح للمعدة(٢) مضغ اللبان يشد الاضراس، وينفي البلغم ويذهب بريح الفم، والجلوس في المسجد بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الارض. وأكل السفرجل قوة للقلب الضعيف، ويطيب المعدة، ويزيد في قوة الفؤاد، ويشجع الجبان، ويحسن الولد. أكل أحد وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم على الريق يدفع جميع الامراض إلا مرض الموت.

يستحب للمسلم أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقول الله تبارك وتعالى( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ) (٣) والرفث المجامعة.

لا تختموا بغير الفضة فان رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: ما طهرت يد فيها خاتم حديد، ومن نقش على خاتمه اسم الله عزّوجلّ فليحوله عن اليد التي يستنجى بها في المتوضأ(٤) .

إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري، وأكرمني بالاسلام. وليتزين أحدكم لاخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة.

صوم ثلاثة أيام من كل شهر أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان يذهب بوسواس الصدر وبلابل القلب. والاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير، وغسل الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة. لا تنتفوا الشيب فانه نور المسلم، ومن شاب شيبة في

______________

(١) غمر الثوب: علق بها وسم اللحم.

(٢) النضح: الغل والازالة واصل النضح: الرش. واللبان - بالضم -: الكندر.

(٣) البقرة: ١٨٧.

(٤) المتوضأ: الموضع الذى يتوضأ فيه ويكنى به عن المراحيض والمراد هنا الثاني.

٦١٢

الاسلام كان له نورا يوم القيامة.

لا ينام المسلم وهو جنب، ولا ينام إلا على طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فإن روح المؤمن ترفع إلى الله تبارك، وتعالى فيقبلها ويبارك عليها، فان كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع امنائه من ملائكته فيردونها في جسدها. لا يتفل المؤمن في القبلة فإن فعل ذلك ناسيا فلستغفر الله عزّوجلّ منه، لا ينفخ الرجل في موضع سجوده، ولا ينفخ في طعامه، ولا في شرابه، ولا في تعويذه. لا ينام الرجل على المحجة(١) ولا يبولن من سطح في الهواء ولا يبولن في ماء حار فإن فعل ذلك فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه، فإن للماء أهلا وللهواء أهلا. لا ينام الرجل على وجهه، ومن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا تدعوه، ولا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلا، ولا ناعسا، ولا يفكرن في نفسه فانه بين يدي ربه عزّوجلّ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه. كلوا ما يسقط من الخوان فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عزّوجلّ لمن أراد أن يستشفي به. إذا أكل أحدكم طعاما فمص أصابعه التي أكل بها قال الله عزّوجلّ: بارك الله فيك. ألبسوا ثياب القطن فإنها لباس رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو لباسنا، ولم نكن نلبس الشعر والصوف إلا من علة، وقال: إن الله عزّوجلّ جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

صلوا أرحامكم ولو بالسلام يقول الله تبارك وتعالى:( وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (٢) لا تقطعوا نهاركم بكذا وبكذا و فعلنا كذا وكذا فإن معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم. اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم. صلوا على محمد وآل محمد فإن الله عزّوجلّ يقبل دعاءكم عند ذكر محمد و دعائكم له وحفظكم إياه صلّى الله عليه وآله.

أقروا الحار حتى يبرد فإن رسول الله صلّى الله عليه وآله قرب إليه طعام فقال: أقروه حتى يبرد ويمكن أكله، ما كان الله عزّوجلّ ليطعمنا النار، والبركة في البارد.

______________

(١) أي وسط الشارع وجادة الطريق.

(٢) النساء: ١.

٦١٣

إذا بال أحدكم فلا يطمحن ببوله في الهواء ولا يستقبل الريح. علموا صبيانكم ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها. كفوا ألسنتكم وسلموا تسليما تغنموا.

أدوا الامانة إلى من ائتمنكم ولو إلى قتلة أولاد الانبياء عليهم السلام. أكثروا ذكر الله عزّوجلّ إذا دخلتم الاسواق عند اشتغال الناس فإنه كفارة للذنوب وزيادة في الحسنات ولا تكتبوا في الغافلين.

ليس للعبد أن يخرج في سفر إذا حضر شهر رمضان لقول الله عزّوجلّ:( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (١) ليس في شرب المسكر والمسح على الخفين تقية.

إياكم والغلو فينا قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم. من أحبنا فليعمل بعملنا وليستعن بالورع، فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة. لا تجالسوا لنا عائبا، ولا تمتدحوا بنا عند عدونا معلنين بإظهار حبنا فتذلوا أنفسكم عند سلطانكم. ألزموا الصدق فانه منجاة. وارغبوا فيما عند الله عزّوجلّ، واطلبوا طاعته، واصبروا عليها، فما أقبح بالمؤمن أن يدخل الجنة وهو مهتوك الستر. لا تعنونا في الطلب(٢) والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم، لا تفضحوا أنفسكم عند عدوكم في القيامة، ولا تكذبوا أنفسكم عندهم في منزلتكم عند الله بالحقير من الدنيا، تمسكوا بما أمركم الله به فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره رسول الله(٣) وما عند الله خير وأبقى، وتأتيه البشارة من الله عزّوجلّ فتقر عينه ويحب لقاء الله.

لا تحقروا ضعفاء إخوانكم فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عزّوجلّ بينهما في الجنة إلا أن يتوب، لا يكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته. توازروا وتعاطفوا وتباذلوا ولا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف مالا يفعل. تزوجوا فان رسول الله صلّى الله عليه وآله كثيرا ما كان يقول: « من كان يحب أن يتبع سنتي فليتزوج فإن من سنتي

______________

(١) البقرة: ١٨٥، حمل على الكراهة.

(٢) لعله من التعنية أي لا تكلفونا ما يشاق علينا. وفى تحف العقول « لا تعيونا » أي لا تتعبونا.

(٣) يعنى الموت أو الملك الموكل به.

٦١٤

التزويج »، واطلبوا الولد فاني اكاثر بكم الامم غدا. وتوفوا على أولادكم لبن البغي من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي. تنزهوا، عن أكل الطير الذي ليست له قانصة ولا صيصية ولا حوصلة(١) . واتقوا كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير ولا تأكلوا الطحال فانه بيت الدم الفاسد. لا تلبسوا السواد فانه لباس فرعون. اتقوا الغدد من اللحم فانه يحرك عرق الجذام.

ولا تقيسوا الدين فان من الدين مالا ينقاس(٢) وسيأتي أقوام يقيسون وهم أعداء الدين، وأول من قاس إبليس. لا تحتذوا الملس(٣) فانه حذاء فرعون وهو أول من حذا الملس. خالفوا أصحاب المسكر، وكلوا التمر فان فيه شفاء من الادواء، اتبعوا قول رسول الله صلّى الله عليه وآله فانه قال: « من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر ».

أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق، وقدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا إياكم والجدال فانه يورث الشك، من كانت له إلى ربه عزّوجلّ حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات ساعة في الجمعة. وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح، وتفتح

______________

(١) قيل: القانصة للطير بمنزلة المعا لغيره. والصيصية - بكسر اوله بغير همز - الاصبع الزائد في باطن رجل الطائر بمنزلة الابهام من بنى آدم، لانها شوكته فان الصيصية يقال للشوكة. و الحوصلة للطير مكان المعدة لغيره يجتمع فيه الحب وغيره من المأكول ويقال لها بالفارسية (چينه دان) وقال بعض اللغويين: القانصة: اللحمة الغليظة جدا التى يجتمع فيها كل ما تنقر من الحصى الصغار بعدما انحدر من الحوصلة ويقال لها بالفارسية (سنگ دان) أقول: وهذا هو الصواب لموافقته للاخبار ففى الكافي سئل عن الصادق عليه السلام: الطير ما يؤكل منه فقال: لا يؤكل ما لم تكن له قانصة وهى غير المعدة كمعدة الانسان لانها موجودة في الطيور كلها.

(٢) انقاس مطاوع قاس. وفى التحف « فانه لا يقاس ».

(٣) الملس النعل الذي يساوى طرفاه ولا يكون مخصرا كذا في المرآة والكافي. وفى بعض النسخ « الملسن » وهو تصحيف وفى النهاية « ان نعله صلّى الله عليه وآله ملسنة » أي كانت دقيقة على شكل اللسان وقيل هي التى جعل لها لسان ولسانها الهنة الناتئة في مقدمها.

٦١٥

أبواب السماء، وتنزل الرحمة ويصوت الطير. وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر فإن ملكين يناديان: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل يعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له، هل من طالب حاجة فتقضى له، فأجيبوا داعى الله. واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فانه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الارض، وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده.

انتظروا الفرج، ولا تيأسوا من روح الله، فان أحب الاعمال إلى الله عزّوجلّ انتظار الفرج مادام عليه العبد المؤمن، توكلوا على الله عزّوجلّ عند ركعتي الفجر إذا صليتموها ففيها تعطوا الرغائب، لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم، ولا يصلين أحدكم وبين يديه سيف فان القبلة أمن. أتموا برسول الله(١) صلّى الله عليه وآله حجكم إذا خرجتم إلى بيت الله فان تركه جفاء وبذلك أمرتم [ وأتموا ] بالقبور التي ألزمكم الله عزّوجلّ حقها وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها، ولا تستصغروا قليل الآثام فان الصغير يحصى ويرجع إلى الكبير، وأطيلوا السجود فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا لانه أمر بالسجود فعصى وهذا امر بالسجود فأطاع فنجا.

أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور وقيامكم بين يدي الله عزّوجلّ تهون عليكم المصائب، إذا اشتكى أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه أنها تبرأ فانه يعافي إن شاء الله. توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والكبوة والمصيبة(٢) . قال الله عزّوجلّ:( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) (٣) أكثروا ذكر الله عزّوجلّ على الطعام ولا تطغوا فانها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده، أحسنوا صحبة النعم قبل فواتها فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها. من رضي عن الله عزّوجلّ

______________

(١) في نسخة وفى التحف « الموا » يقال: الم به أي أتاه فنزل به وزاره زيارة غير طويلة يعنى إذا فرغتم من حجكم فاذهبوا إلى المدينة فزوروا رسول الله أو قبره صلّى الله عليه وآله.

(٢) الكبوة: الانكباب على الوجه.

(٣) الشورى. ٣٠.

٦١٦

باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. إياكم والتفريط فتقع الحسرة حين لا تنفع الحسرة إذ القيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام وأكثروا ذكر الله عزّوجلّ، ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله ربكم وتستوجبوا غضبه.

وإذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرجل المجروح أو من قد نكل [ به ] أو من قد طمع عدوكم فيه فقووه بأنفسكم(١) .

اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه فانه يقي مصارع السوء. من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله منه عند الذنوب كذلك تكون منزلته عند الله تبارك وتعالى.

أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة فمن كانت في منزله شاة قدست عليه الملائكة في كل يوم مرة، ومن كانت عنده شاتان قدست عليه الملائكة مرتين في كل يوم وكذلك في الثلاث تقول: بورك فيكم.

إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن(٢) فان الله عزّوجلّ جعل القوة فيهما. إذا أردتم الحج فتقدموا في شرى الحوائج ببعض ما يقويكم على السفر فان الله عزّوجلّ يقول:( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ) (٣) .

وإذا جلس أحدكم في الشمس فليستدبرها بظهره فانها تظهر الداء الدفين وإذا خرجتم حجاجا إلى بيت الله عزّوجلّ فأكثروا النظر إلى بيت الله فان لله عزّوجلّ مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين. اقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم وما لم تحفظوا فقولوا: « وما حفظته

______________

(١) نكل به من باب قتل، ونكل به - بالتشديد -: أصابه بنازلة وفى البحار « فقتوه » أي احفظوه.

(٢) في التحف « فليأكل اللحم واللبن ». والمراد باللبن الماست ظاهرا لا اللبن الحليب فانه يطلق عليهما. والشايع في الاكل هو الاول. ولكن جاء في بعض الاخبار التصريح باللبن الحليب.

(٣) التوبة: ٤٦.

٦١٧

علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا » فإنه من أقر بذنبه في ذلك الموضع وعده وذكره و استغفر الله منه كان حقا على الله عزّوجلّ أن يغفره له. وتقدموا بالدعاء قبل نزول البلاء. تفتح لكم أبواب السماء في خمس مواقيت(١) عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر. من غسل منكم ميتا فليغتسل بعد ما يلبسه أكفانه. لا تجمروا الاكفان(٢) ولا تمسحوا موتاكم بالطيب إلا الكافور، فان الميت بمنزلة المحرم، مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم فان فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وآله لما قبض أبوها صلّى الله عليه وآله ساعدتها جميع بنات بني هاشم، فقالت: دعوا التعداد وعليكم بالدعاء(٣) .

زوروا موتاكم فانهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب الرجل حاجته عند قبر أبيه وامه بعد ما يدعو لهما، المسلم مرآة أخيه، فإذا رأيتم من أخيكم هفوة(٤) فلا تكونوا عليه، وكونوا له كنفسه وأرشدوه وانصحوه وترفقوا به. إياكم والخلاف فتمزقوا، وعليكم بالقصد تزلفوا وترجوا(٥) . من سافر منكم بدابة فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها، لا تضربوا الدواب على وجوهها فإنها تسبح ربها. ومن ضل منكم في سفر أو خاف على نفسه فليناد: « يا صالح أغثني » فان في إخوانكم من الجن جنيا يسمى صالحا يسيح في البلاد لمكانكم، محتسبا نفسه لكم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم وحبس عليه دابته. من خاف منكم من الاسد على نفسه [ أ ] وغنمه فليخط

______________

(١) كذا وفى التحف « في ستة مواقف » وهو الصواب.

(٢) أي لا يبخروها بالطيب.

(٣) في استشتهاده عليه السلام بفعل فاطمة عليها السلام عناية. وفى التحف « اشعرها بنات هاشم فقالت اتركوا الحداد وعليكم بالدعاء » والحداد - بالكسر. ترك الزينة ولبس ثياب المأتم منه حدت المرأة على زوجها إذا حزنت ولبست ثياب الحزن.

(٤) الهفوة: الزلة والسقطة.

(٥) في بعض النسخ « عليكم بالصدق » وفى بعضها « عليكم بالقصد تزلفوا وترجوا » وفى بعضها « توجروا ». وفى التحف « تراءفوا وتراحموا ».

٦١٨

عليها خطة وليقل: « اللهم رب دانيال والجب، ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ غنمي(١) ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات( سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ، إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) من خاف منكم الغرق فليقرأ » بسم الله مجراها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم، بسم الله الملك الحق، ما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ".

عقوا عن أولادكم يوم السابع وتصدقوا إذا حلقتموهم بزنة شعورهم فضة على مسلم، كذلك فعل رسول الله صلّى الله عليه وآله بالحسن والحسين وسائر ولده.

إذا ناولتم السائل الشئ فسألوه أن يدعو لكم فانه يجاب فيكم ولا يجاب في نفسه، لانهم يكذبون وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فليقبلها فان الله عزّوجلّ يأخذها قبل أن تقع في يد السائل كما قال الله عزّوجلّ:( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) (٣) . تصدقوا بالليل فان الصدقة بالليل تطفي غضب الرب جل جلاله.

احسبوا كلامكم من أعمالكم يقل كلامكم إلا في خير. أنفقوا مما رزقكم الله عزّوجلّ فان المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله فمن أيقن بالخلف جاد وسخت نفسه بالنفقة. من كان على يقين فشك فليمض على يقينه فان الشك لا ينقض اليقين.

لا تشهدوا قول الزور ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر فان العبد لا يدري متى يؤخذ. إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الاخرى و [ لا ] يتربع فانها جلسة يبغضها الله، ويمقت صاحبها. عشاء الانبياء بعد العتمة. ولا تدعوا العشاء فان ترك العشاء خراب البدن.

______________

(١) أسد مستأسد أي قوى مجترئ. والجب: البئر العميقة. ودانيال كان من انبياء بنى اسرائيل محبوسا في الجب في زمن بختنصر على ما قيل.

(٢) الصافات: ٧٩ - ٨١.

(٣) التوبة: ١٠٤.

٦١٩

الحمى رائد الموت(١) وسجن الله في الارض، يحبس فيه من يشاء من عباده، وهي تحت الذنوب كما يتحات الوبر من سنام البعير(٢) ليس من داء إلا وهو من داخل الجوف إلا الجراحة والحمى فانهما يردان على الجسد ورودا. اكسروا حر الحمى بالبنفسج والماء البارد، فان حرها من فيح جهنم.(٣) لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته.(٤)

الدعاء يرد القضاء المبرم فاتخذوه عدة. للوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتظهروا. إياكم والكسل فانه من كسل لم يؤد حق الله عزّوجلّ. تنظفوا بالماء من النتن الريح الذي يتأذى به. تعهدوا أنفسكم فان الله عزّوجلّ. يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف(٥) به من جلس إليه.

لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته، بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره، المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في راحة، وليكن جل كلامكم ذكر الله عزّوجلّ. احذروا الذنوب فان العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق. داووا مرضاكم بالصدقة. حصنوا أموالكم بالزكاة، الصلاة قربان كل تقي، الحج جهاد كل ضعيف، جهاد المرأة حسن التبعل، الفقر هو الموت الاكبر. قلة العيال أحد اليسارين.

التقدير نصف العيش. الهم نصف الهرم، ما عال امرؤ اقتصد، وما عطب امرؤ استشار لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين، لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله، من

______________

(١) الرائد هو الذى يرسله القوم لينظر لهم مكانا ينزلون فيه أو ليخبرهم بما خفى عليهم والمراد به هنا الذى يخبر بالموت. وفى البحار « قائد الموت ».

(٢) تحت الذنوب أي تزال وترد وتسقط الذنوب.

(٣) الفيح: شدة الحر وشيوعه.

(٤) لان التداوى لا يمكن غالبا الا بالدواء والدواء له أثر يهيج داء آخر ولذا وردت في الحديث « ما من دواء الا ويهيج داء » و « اجتنبوا الدواء ما احتمل بدنكم الداء ».

(٥) أي يترفع ويتنزه عنه وفى التحف « يتأفف به » أي يقال: أف من كرب.

٦٢٠