الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي0%

الأمالي الشيخ الطوسي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 799

الأمالي الشيخ الطوسي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف: الصفحات: 799
المشاهدات: 898148
تحميل: 9557


توضيحات:

الأمالي الشيخ الطوسي المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 799 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 898148 / تحميل: 9557
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون.

قال الجاثليق: فهلم شيئا من ذكر ذلك اتحقق به دعواك.

فقال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : خرجت - أيها النصراني - من مستقرك مستفزا لمن قصدت بسؤالك له، مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد، فأريت في منامك مقامي، وحدثت فيه بكلامي، وحذرت فيه من خلافي، وأمرت فيه باتباعي. قال: صدقت والله الذي بعث المسيح، وما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمّدا رسول الله، وأنك وصي رسول الله، وأحق الناس بمقامه. وأسلم الذين كانوا معه كاسلامه وقالوا: نرجع إلى صاحبنا، فنخبره بما وجدنا عليه هذا الامر وندعوه إلى الحق.

فقال له عمر: الحمد لله الذي هداك - أيها الرجل - إلى الحق وهدى من معك إليه، غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها، والامر من بعده لمن خاطبت أولا برضا الامة واصطلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة. فقال: قد عرفت - أيها الرجل - وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت.

وانصرف الناس وتقدم عمر ألا يذكر ذلك المقام من بعد، وتوعد على من ذكره بالعقاب، وقال: أما والله لولا أنني أخاف أن يقول الناس: قتل مسلما، لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإني اظن أنهم شياطين أرادوا الافساد على هذه الامة وايقاع الفرقة بينها.

فقال أميرالمؤمنينعليه‌السلام لي: يا سلمان، اما ترى كيف يظهر الله الحجة لاوليائه، وما يزيد بذلك قومنا عنا إلا نفوراً!

٣٨٣/٣٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن خالد، قال: حدّثنا أبوالحسين العباس بن المغيرة الجوهري، قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن خالد بن خالد اليشكري، قال: خرجت سنة فتح تستر حتّى قدمت الكوفة،

٢٢١

فدخلت المسجد، فإذا أنا بحلقتن فيها رجل جهم(١) من الرجال فقلت: من هذا؟ فقال القوم: أما تعرفه؟ قلت: لا. قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال. فقعدت إليه فحدث القوم، فقال: إن الناس كانوا يسألون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الخير، وكنت أساله عن الشر، فانكر ذلك القوم عليه، فقال: سأحدثكم بما أنكرتم: أنه جاء أمر الاسلام، فجاء أمر ليس كامر الجاهلية، وكنت أعطيت من القران فقها، وكانوا يجيئون فيسألون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت أنا: يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة منه. قال: السيف. قال: قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم، تكون إمارة على إقذاء وهدنة على دخن. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم تفشو دعاة الضلالة، فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه، والا فمت عاضا على جذل شجرة(٢) .

٣٨٤/٣٤ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوعبدالله الحسين بن أحمد بن المغيرة، قال: حدّثنا أبوأحمد حيدر بن محمّد، قال: حدّثنا أبوعمرو محمّد ابن عمر الكشي، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، عن أيوب بن نوح، عن نوح بن دراج، عن إبراهيم المخارقي، قال: وصفت لابي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، ديني فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسول الله، وأن عليا إمام عدل بعده، ثم الحسن والحسين، ثم عليّ بن الحسين، ثم محمّد بن علي، ثم أنت.

فقال: رحمك الله. ثم قال: اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث، وأداء الامانة، وعفة البطن والفرج، تكونوا معنا بالرفيق الاعلى.

٣٨٥/٣٥ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر

____________________

(١) الجهم: الكريه الوجه، وتطلق على الوجه الغليظ المجتمع.

(٢) جذل الشجرة: في أصلها.

٢٢٢

الجعابي، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: أخبرنا يعقوب بن زياد قراءة عليه، قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي، عن جدي إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام ، قال: سمعت أبي جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله.

٣٨٦/٣٦ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن سعيد المقرئ، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن محمّد بن أبي هاشم، قال: حدثني يحيى بن الحسين، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسيرضي‌الله‌عنه ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: يا معشر المهاجرين والانصار، ألا أدلكم على ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: هذا علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبوه لحبي، وأكرموه لكرامتي، فإن جبرئيل أمرني أن أقول لكم ما قلت.

٣٨٧/٣٧ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبونصر محمّد بن الحسين المقرئ، قال: حدّثنا عليّ بن العباس، قال: حدّثنا الحسين بن بشر الاسدي، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن سليمان، قال: حدّثنا حنان بن سدير الصيرفي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدثني محمّد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، قال: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالسا في مسجده، فجاء عليّعليه‌السلام فسلم وجلس، ثم جاء الحسن بن عليّعليه‌السلام فأخذه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأجلسه في حجره وضمه إليه وقبله، ثم قال له: اذهب فاجلس مع أبيك، ثم جاء الحسينعليه‌السلام ففعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل ذلك، وقال له: اجلس مع أبيك، إذ دخل رجل المسجد فسلم على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاصة، وأعرض عن علي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما منعك أن تسلم على علي وولديه، فوالذي بعثني بالهدى ودين الحق، لقد رأيت الرحمة تنزل عليه وعلى ولديه.

٣٨٨/٣٨ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد

٢٢٣

ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله عمله بكل حسنة سبع مائة ضعف، وذلك قوله (عزّوجلّ):( وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ) (١) .

٣٨٩/٣٩ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن عليّ بن عمر العطار، قال: دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام يوم الثلاثاء فقال: لم أرك أمس؟ قلت: كرهت الحركة في يوم الاثنين. قال: يا علي، من أحب أن يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ ) ثم قرأ أبوالحسنعليه‌السلام :( فَوَقَاهُمُ اللَّـهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ) (٢) .

٣٩٠/٤٠ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد، قال: حدثني القاسم بن محمّد، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله ابن حماد الانصاري، عن جميل بن دراج، عن معتب مولى أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول لداود بن سرحان: يا داود، أبلغ موالي عني السلام، وأني أقول: رحم الله عبدا اجتمع مع اخر فتذاكرا أمرنا، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله (تعالى) بهما الملائكة، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بامرنا ودعا إلى ذكرنا.

٣٩١/٤١ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا الشريف الصالح أبومحمّد الحسن بن حمزة الحسينيرضي‌الله‌عنه ، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن إبراهيم في كتابه إلينا على يد أبي نوح الكاتب، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبيد الله بن عبدالله، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام أنه قال

____________________

(١) سورة البقرة ٢: ٢٦١.

(٢) سورة الانسان ٧٦: ١ و ١١.

٢٢٤

لاصحابه: اسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم(١) الموقفة، لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتّى يجد له موضعا، قرب متكلم في غير مرضعه جنى على نفسه بكلامه، ولا يمارين(٢) أحدكم سفيها ولا حليما، فإنه من مارى حليما أقصاه، ومن مارى سفيها أرداه، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا به إذا غبتم عنه، واعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالاحسان مأخوذ با لاجرام.

٣٩٢/٤٢ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا الشريف أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر الموسويرحمه‌الله ، قال: أخبرني أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا أبوالحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله بن الحسين ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: حدثني إسحاق بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن محمّد بن علي، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المتقون سادة، والفقهاء قادة، والجلوس إليهم عبادة.

٣٩٣/٤٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا الشريف أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر، قال: أخبرني أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا أبوعلي محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما رزقه الله قرت عينه.

____________________

(١) الدهم: من الضأن، الحمراء الشديدة الحمرة، ومن الابل: السمراء الشديدة السمرة.

(٢) المماراة: المجادلة والمناظرة.

٢٢٥

٣٩٤/٤٤ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا الشريف الفقيه أبوإبراهيم محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادقعليه‌السلام ، قال: حدّثنا أبوأسامة عبدالله بن أبي قتادة الحراني، قال: حدّثنا أبوعروبة، قال: حدّثنا محمّد بن المثنى، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز عن عبدالله بن مسعود، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكفه في كف عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يقلبه. فقلت: يا رسول الله، ما منزلة علي منك؟ فقال (صلوات الله عليه): كمنزلتي من الله.

٣٩٥/٤٥ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا جعفر بن محمّد بن قولويهرحمه‌الله قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن حاتم، عن الحسن بن عبدالله، عن الحسن بن موسى، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، ومحمّد بن عمربن يزيد، جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار، قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : لمن كان الامر حين قبض رسول الله؟ قال: لنا أهل البيت.

فقلت: فكيف صار في تيم وعدي؟ قال: إنك سالت فافهم الجواب، إن الله (تعالى) لما كتب أن يفسد في الارض، وتنكح الفروج الحرام، ويحكم بغير ما أنزل الله، خلا بين أعدائنا وبين مرادهم من الدنيا حتّى دفعونا عن حقنا، وجرى الظلم على أيديهم دوننا.

٣٩٦/٤٦ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : أنزل الله (عزّوجلّ):( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) (١) ؟

قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فقد أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد والله قتلها.

٣٩٧/٤٧ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد،

____________________

(١) سورة المائدة ٥: ٣٢.

٢٢٦

قال: حدثني أبي ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن كليب بن معاوية الصيداوي، قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : ما يمنعكم إذا كلمكم الناس أن تقولوا لهم: ذهبنا من حيث ذهب الله، واخترنا من حيث اختار الله، إن الله (سبحانه) اختار محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واخترنا آل محمّد، فنحن متمسكون بالخيرة من الله (عزّوجلّ).

٣٩٨/٤٨ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني أبوالحسن عليّ بن أحمد القلاسني المراغي، قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن صالح، قال: حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد بن أرقم، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم يقول: إن الصدقة لا تحل لي ولا لاهل بيتي، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، لعن الله من تولى غير مواليه، الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر، وليس لوارث وصية، ألا وقد سمعتم مني ورأيتموني، ألا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من الناس، ألا واني فرط لكم على الحوض، ومكاثر بكم الامم يوم القيامة، فلا تسودوا وجهي، ألا لاستنقذن رجالا من النار، وليستنقذن من يدي أقوام، إن الله مولاي، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.

٣٩٩/٤٩ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا الشريف الفاضل أبومحمّد الحسن بن محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا جدي أبوالحسن يحيى بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن أبي بكر الزهري أبومصعب، قال: حدّثنا يوسف بن الماجشون، عن محمّد بن المنكدر، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سالت سعد بن أبي وقاص، أسمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس معي نبي؟ قال: نعم.

فقلت: أنت سمعته؟ قال: فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال: نعم، والا فاستكتا.

٤٠٠/٥٠ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالحسن عليّ بن محمّد

٢٢٧

الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا أبوجعفر السعدي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، قال: حدّثنا سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الانصاري: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عن الحوض فقال: اما إذا سالتموني عنه فأخبركم أن الحوض أكرمني الله به، وفضلني على من كان قبلي من الانبياء، وهو ما بين أيلة وصنعاء، فيه من الانية عدد نجوم السماء، يسيل فيه خليجان من الماء، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، حصاه الزمرد والياقوت، بطحاؤه مسك أذفر، شرط مشروط من ربي لا يرده أحد من أمتي إلا النقية قلوبهم، الصحيحة نياتهم، المسلمون للوصي من بعدي، الذين يعطون ما عليهم في يسر، ولا ياخذون ما عليهم في عسر، يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الاجرب من إبله، من شرب منه لم يظما أبدا.

٤٠١/٥١ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمّد ابن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عائذ الاحمسي، قال: دخلت على سيدي أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت. السلام عليك، يابن رسول الله. فقال: وعليك السلام، والله إنا لولده وما نحن بذوي قرابته. ثم قال لي: يا عائذ، إذا لقيت الله (عزّوجلّ) بالصلوات الخمس المفروضات لم يسالك الله عما سوى ذلك.

قال: فقال له أصحابنا: أي شئ كانت مسالتك حتّى أجابك بهذا؟

قال: ما بدأت بسؤال، ولكني رجل لا يمكنني قيام الليل، وكنت خائفا أن أوخذ بذلك فأهلك، فابتد أنيعليه‌السلام بجواب ما كنت أريد أن أساله عنه.

٤٠٢/٥٢ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم عبدالله بن عليّ الموصلي، قال: أخبرني أبوالحسن عليّ بن حاتم القزويني، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد العاصمي، قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، عن العباس بن عليّ الشامي، قال: سمعت الرضا عليّ بن موسىعليه‌السلام يقول. كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم

٢٢٨

يكونوا يعلمون، أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

٤٠٣/٥٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث، وآداكم للامانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس.

٤٠٤/٥٤ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد ابن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمّد بن زياد، عن رفاعة بن موسى، قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول: أربع في التوراة، وإلى جنبهن أربع: من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح على ربه ساخطا، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه، ومن أتى غنيا فتضعضع له ليصيب من دنياه ذهب ثلثا دينه، ومن دخل النار ممن قرأ القران فإنما هو ممن كان يتخذ ايات الله هزوا.

والاربع التي إلى جنبهن: كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الاكبر.

٤٠٥/٥٥ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوعبيد الله محمّد بن عمران المرزباني، قال: وجدت بخط محمّد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثني الحمدوني الشاعر، قال: سمعت الرياشي ينشد للسيد بن محمّد الحميري:

إن امرءا خصمه أبوحسن

لعازب الرأي داحض الحجج

لا يقبل الله منه معذرة

ولا يلقيه حجة الفلج

٤٠٦/٥٦ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني المظفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أبي الثلج، قال: حدّثنا أحمد بن موسى الهاشمي، قال: حدّثنا محمّد بن حماد الشاشي، قال: حدّثنا الحسن بن الراشد البصري، قال: حدّثنا عليّ بن

٢٢٩

الحسن الميثمي، عن ربعي، عن زرارة، قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : ما منع أميرالمؤمنينعليه‌السلام أن يدعو الناس إلى نفسه، ويجرد في عدوه سيفه؟

فقال: تخوف أن يرتدوا ولا يشهدوا أن محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤٠٧/٥٧ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمّد الزيات، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن العباس، قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: حدّثنا ابن عيينة، قال: حدّثنا عمار الدهني، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيب بن نجبة إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام متلببا(١) بعبدالله بن سبأ، فقال له أميرالمؤمنينعليه‌السلام : ما شأنك؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله. فقال: ما يقول؟ قال: فلم أسمع مقالة المسيب، وسمعت أميرالمؤمنينعليه‌السلام يقول: هيهات هيهات الغضب! ولكن يأتيكم را كب الذعلبة(٢) يشد حقوها بوضينها(٣) ، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلونه، يريد بذلك الحسين بن عليّعليهما‌السلام .

٤٠٨/٥٨ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبدالله جعفر ابن محمّدعليهما‌السلام يقول: لا يكمل إيمان العبد حتّى يكون فيه خصال أربع: يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله(٤) .

تمّ المجلس الثامن من كتاب الامالي، ويتلوه المجلس التاسع

____________________

(١) لبب فلان فلانا: أخذ بتلبيبه، أي جمع ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جره.

(٢) الذعليبة: الناقة السريعة.

(٣) الوضين: حزام عريض يشد به الرحل على البعير.

(٤) تقدم في الحديث: ١٩٦.

٢٣٠

[ ٩ ]

المجلس التاسع

فيه بقية أحاديث الشيخ السعيد أبي عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمانرحمه‌الله وفيه بعض أحاديث أبي عمر عبد الواحد بن محمّد المعروف بابن مهدي، عن ابن عقدة، رواية محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي، عن ابن مهدي.

بسم الله الرحمن الرحيم

٤٠٩/١ - أخبرنا الشيخ السعيد أبوعبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه اللة)، قال: أخبرنا أبوحفص عمر بن محمّد الصيرفي، قال: حدّثنا محمّد ابن مخلد بن حفص، قال: حدّثنا محمّد بن الوليد، قال: حدّثنا غندر بن محمّد، قال: حدّثنا سعيد، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في خطبة له: إن أخوف ما أخاف عليكم طول الامل واتباع الهوى، فاما طول الامل فينسي الاخرة، وأما اتباع الهوى فيضل عن الحق، ألا وإن الدنيا قد تولت مدبرة وان الآخرة قد أقبلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الاخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.

٤١٠/٢ - أخبرنا أبوعبدالله محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر ابن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن

٢٣١

أبيه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلنا على أبي جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام ونحن جماعة بعدما قضينا نسكنا، فودعناه وقلنا له: أوصنا يابن رسول الله. فقال: ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقا فردوه، وان اشتبه الامر عليكم فيه فقفوا عنده وردوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، وإذا كنتم كما أوصيناكم، لم تعدوا إلى غيره، فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدوا لناكان له أجر عشرين شهيدا.

٤١١/٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي، قال: حدّثنا القاسم بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: أخبرنا عليّ بن صالح، قال: حدّثنا سفيان بياع الحرير، قال: حدّثنا عبد المؤمن الانصاري، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: سألته من كان آثر الناس عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رأيت؟

قال: ما رأيت أحدا بمنزلة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، كان يبعثني في جوف الليل إليه فيستخلي به حتّى يصبح، هذا كان له عنده حتّى فارق الدنيا.

قال: ولقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: يا انس، تحب عليا؟ قلت: يا رسول الله، والله إني لاحبه لحبك إياه. فقال: أما إنك إن أحببته أحبك الله، وان أبغضته أبغضك الله، وان أبغضك الله أولجك في النار.

٤١٢/٤ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني المظفر بن محمّد، قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله الزراري، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي زكريا الموصلي، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، أن

٢٣٢

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعلي: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا، فقال لهم: ألست بربكم؟ قال: بلى. قال: ومحمّد رسولي؟ قالوا: بلى. قال: وعليّ بن أبي طالب وصيي؟ فأبى الخلق جميعا إلا استكبارا وعتوا من ولايتك إلا نفر قليل، وهم أقل القليل، وهم أصحاب اليمين.

٤١٣/٥ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوعبيدالله محمّد بن عمران، قال: حدّثنا ابن دريد، قال: حدّثنا الرقاشي، قال: حدّثنا عمر بن بكير، عن ابن الكلبي، عن أبي مخنف، عن كثير بن الصلت، قال: جمع زياد الناس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام والناس من ذلك في كرب عظيم، فاغفيت فإذا أنا بشخص قد سد ما بين السماء والارض، فقلت له: من أنت؟ فقال أنا النقاد ذو الرقبة، أرسلت إلى صاحب القصر، فانتبهت مذعورا، وإذا غلام لزياد قد خرج إلى الناس فقال: انصرفوا، فإن الامير عنكم مشغول. وسمعنا الصياح من داخل القصر، فقلت في ذلك:

ماكان منتهيا عما أراد بنا

حتّى تناوله النقاد ذو الرقبة

فأسقط الشق منه ضربة ثبتت

كما تناول ظلما صاحب الرحبة(١)

٤١٤/٦ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّدرحمه‌الله قال: أخبرنا أبوعلي محمّد بن همام، قال: حدّثنا حميد بن زياد، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبيدالله، قال: حدّثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من رد عن عرض أخيه المسلم كتب من أهل الجنة البتة، ومن أتي إليه معروف فليكافئ، فإن عجز فليثن به، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة.

٤١٥/٧ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني المظفر بن محمّد البلخي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: أخبرني عيسى بن مهران، قال:

____________________

(١) يأتي مفصلا في الحديث: ١٢٧٩.

٢٣٣

أخبرني الحسن بن الحسين، قال: حدّثنا الحسين بن عبد الكريم، عن جعفر بن زياد الاحمر، عن عبدالرحمن بن جندب، عن أبيه جندب بن عبدالله، قال: دخلت على أميرالمؤمنينعليه‌السلام وقد بويع لعثمان بن عفان، فوجدته مطرقا كئيبا، فقلت له: ما أصابك - جعلت فداك - من قومك؟ فقال: صبر جميل. فقلت: سبحان الله! إنك لصبور.

قال: فاصنع ماذا؟ قلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنك أولى بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبالفضل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشر على المائة، فإن دانوا لك كان ذلك ما أحببت، وان أبوا قاتلهم، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي أتاه نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنت أولى به منهم، وان قتلت في طلبه قتلت إن شاء شهيدا، وكنت أولى بالعذر عند الله، لا نك أحق بميراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : أتراه - يا جندب - كان يبايعني عشرة من مائة؟ فقلت: أرجو ذلك.

فقال: لكني لا أرجو ولا من كل مائة اثنان، وسأخبرك من أين ذلك، إنما ينظر الناس إلى قريش، وان قريشا تقول: إن آل محمّد يرون لهم فضلا على سائر قريش، وأنهم أولياء هذا الامر دون غيرهم من قريش، وأنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبدا، ومتى كان في غيرهم تداولوه بينهم، ولا والله لا يدفع إلينا هذا السلطان قريش أبدا طائعين.

قال: فقلت: أفلا أرجع وأخبر الناس مقالتك هذه، وأدعوهم إلى نصرك؟ فقال: يا جندب، ليس ذا زمان ذلك.

قال جندب: فرجعت بعد ذلك إلى العراق، فكنت كلما ذكرت من فضل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام شيئا زبروني ونهروني حتّى رفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبة، فبعث إلي فحبسني حتّى كلم في فخلى سبيلي.

٤١٦/٨ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن خالد

٢٣٤

المراغي، قال: حدّثنا أحمد بن الصلت، قال: حدّثنا حاجب بن الوليد، قال: حدّثنا الوصاف بن صالح، قال: حدّثنا أبوإسحاق، عن خالد بن طليق، قال: سمعت أميرالمؤمنينعليه‌السلام يقول: ذمتي بما أقول رهينة، وأنا به زعيم، أنه لا يهيج على التقوى زرع قوم، ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل ألا إن الخير كل الخير فيمن عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره، إن أبغض خلق الله إلى الله رجل قمش علما(١) من أغمار غشوة وأوباش فتنة، فهو في عمى عن الهدى الذي أتى من عند ربه، وضال عن سنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يظن أن الحق في صحفه، كلا والذي نفس ابن أبي طالب بيده، قد ضل وضل من افترى، سماه رعاع الناس عالما ولم يكن في العلم يوما سالما، بكر(٢) فاستكثر مما قل منه خير مما كثر، حتّى إذا ارتوى من غير حاصل، واستكثر من غير طائل، جلس للناس مفتيا ضامنا لتخليص ما اشتبه عليهم، فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع على الشبهات، خباط جهالات ركاب عشوات، فالناس من علمه في مثل غزل العنكبوت، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم، تصرخ منه المواريث، وتبكي من قضائه الدماء، وتستحل به الفروج الحرام، غيرملي والله اما ورد عليه، ولانادم على ما فرط منه، وأولئك الذين حلت عليهم النياحة وهم أحياء.

فقام رجل فقال: يا أميرالمؤمنين، فمن نسال بعدك وعلى ما نعتمد؟ فقال: استفتحوا بكتاب الله، فإنه إمام مشفق، وهاد مرشد، وواعظ ناصح، ودليل يؤدي إلى جنة الله (عزّوجلّ).

٤١٧/٩ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوعبيد الله محمّد بن عمران، قال: أخبرني محمّد بن إبراهيم، قال: حدثني عبدالله بن أبي سعيد الوراق، قال: حدثني مسعود بن عمرو الجحدري، قال: حدثني إبراهيم بن داحة، قال: أول شعر

____________________

(١) أي جمعه من هاهنا وهاهنا.

(٢) في نسخة: فكر.

٢٣٥

رثي به الحسين بن عليّ (صلوات الله عليهما) قول عقبة بن عمرو السهمي، من بني سهم بن عوف بن غالب:

إذا العين قزت في الحياة وأنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها

مررت على قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها

فما زلت أرثيه وأبكي لشجوه

ويسعد عيني دمعها وزفيرها

وبكيت من بعد الحسين عصابة

أطافت به من جانبيه قبورها

سلام على أهل القبور بكربلا

وقل لها مني سلام يزورها

سلام بآصال العشي وبالضحى

تؤديه نكباء الرياح ومورها

ولا برح الوفاد زوار قبره

يفوح عليهم مسكها وعبيرها(١)

 ٤١٨/١٠ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالحسن عليّ بن خالد المراغي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد البزاز الفلسطيني، قال: حدّثنا أحمد بن الصلت الحماني، قال: حدّثنا صالح بن أبي النجم، قال: حدّثنا الهيثم بن عدي، عن عبدالله بن اليسع، عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان العبديرحمه‌الله ، قال: دخلت على عثمان بن عفان في نفر من المصريين، فقال عثمان: قدموا رجلا منكم يكلمني، فقدموني فقال عثمان: هذا، وكأنه استحدثني. فقلت له: إن العلم لو كان بالسن لم يكن لي ولالك فيه سهم ولكنه بالتعلم.

فقال عثمان: هات. فقلت:( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (٢) فقال عثمان: فينا نزلت هذه الاية؟ فقلت له: فمر بالمعروف، وأنه عن المنكر.

فقال عثمان: دع هذا وهات ما معك. فقلت له:( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ،

____________________

(١) تقدم في الحديث: ١٤٣.

(٢) سورة الحج ٢٢: ٤١.

٢٣٦

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ) (١) إلى آخر الاية، فقال عثمان: وهذه أيضا نزلت فينا. فقلت له: فأعطنا بما أخذت من الله.

فقال عثمان: يا أيها الناس، عليكم بالسمع والطاعة، فإن يد الله على الجماعة، وان الشيطان مع الفذ(٢) ، فلا تستمعوا إلى قول هذا، وان هذا لا يدري من الله ولا أين الله. فقلت له: أما قولك: عليكم بالسمع والطاعة، فإنك تريد منا أن نقول غدا: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، وأما قولك: أنا لا أدري من الله، فإن الله ربنا ورب ابائنا الاولين، وأما قولك: إني لا أدري أين الله، فإن الله (تعالى) بالمرصاد. قال: فغضب وأمر بصرفنا وغلق الابواب دوننا.

٤١٩/١١ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّدرحمه‌الله عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمّد بن زياد، عن أبي محمّد الوابشي، قال: ذكر أبوعبداللهعليه‌السلام أصحابنا فقال: كيف صنيعك بهم؟ فقلت: والله ما أتغدى ولا أتعشى إلا ومعي منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر.

فقال: فضلهم عليك - يا أبا محمّد - أكثر من فضلك عليهم. فقلت: جعلت فداك وكيف ذلك، وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم مالي وأخدمهم خادمي؟ فقال: إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك.

٤٢٠/١٢ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمّد ابن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن السري بن عيسى، عن عبد الخالق بن عبد ربه، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : خير ما يخلف الرجل بعده ثلاثة: ولد بار يستغفر له، وسنة خير يقتدى به فيها، وصدقة تجري من بعده.

____________________

(١) سورة الحج ٢٢: ٤٠.

(٢) الفذ: الفرد.

٢٣٧

٤٢١/١٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: فيما أوحى الله (عزّوجلّ) إلى موسى بن عمران: يا موسى، ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، وإني إنما ابتليته لما هو خير له، وأعافيه لما هر خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري.

٤٢٢/١٤ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوالحسن عليّ بن خالد المراغي، قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن الحسين بن صالح العدل السبيعي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن زيد بن إسماعيل الهمداني، قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الوراق، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبدالله بن خونعة العبدي، عن أبيه، عن جده، قال: أتى عمر بن الخطاب رجلان يسألان عن طلاق الامة، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: يا أصلع، ما ترى في طلاق الامة؟ فقال له باصبعه هكذا، وأشار بالسبابة والتي تليها، فالتفت إليهما عمر وقال: ثنتان. فقال: سبحان الله! جئناك وأنت أميرالمؤمنين، فسألناك فجئت إلى رجل سألته والله ما كلمك. فقال عمر: تدريان من هذا؟ قالا: لا. قال: هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: لو أن السماوات السبع والارضين السبع وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي.

٤٢٣/١٥ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني المظفر بن محمّد البلخي، قال: حدّثنا أبوعلي محمّد بن همام الاسكافي، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثني داود بن عمر النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن يونس، عن المنهال بن عمرو، قال: دخلت على عليّ بن الحسينعليهما‌السلام منصرفي من مكة فقال لي: يا منهال، ما صنع حرملة بن كاهلة الاسدي؟ فقلت: تركته حيا

٢٣٨

بالكوفة، قال: فرفع يديه جميعا، فقال: « اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار »

قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد، وكان لي صديقا، قال: فكنت في منزلي أياما حتّى انقطع الناس عني، وركبت إليه فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهننا بها، ولم تشركنا فيها؟ فاعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الان: وسايرته ونحن نتحدث حتّى أتى الكناس، فوقف وقوفا كأنه ينتظر شيئا، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهلة، فوجه في طلبه، فلم نلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدون حثى قالوا: أيها الامير، البشارة، قد أخذ حرملة بن كاهلة، فما لبثنا أن جئ به، فلقا نظر إليه المختار قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك. ثم قال: الجزار الجزار، فأتي بجزار، فقال له: اقطع يديه، فقطعتا، ثم قال له: اقطع رجليه، فقطعتا، ثم قال: النار النار؟ فأتي بنار وقصب فألقي عليه واشتعلت فيه النار. فقلت: سبحان الله! فقال لي: يا منهال، إن التسبيح لحسن، ففيم سبحت؟

فقلت: أيها الامير، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فقال لي: يا منهال، ما فعل حرملة بن كاهلة الاسدي؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة؟ فرفع يديه جميعا فقال: « اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار »

فقال لي المختار: أسمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول هذا؟ فقلت: والله لقد سمعته قال، فنزل عن دابته وصلى ركعتين فاطال السجود، ثم قام فركب، وقد احترق حرملة، وركبت معه وسرنا، فحاذيت داري، فقلت: أيها الامير، إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي. فقال: يا منهال، تعلمني أن عليّ بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثم تأمرني أن آكل! هذا يوم صوم شكرا لله (عزّوجلّ) على ما فعلته بتوفيقه.

حرملة: هو الذي حمل رأس الحسينعليه‌السلام .

٢٣٩

٤٢٤/١٦ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوعبيدالله محمّد بن عمران المرزباني، قال: حدثني محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدّثنا المدائني، عن رجاله: أن المختار بن أبي عبيد الثقفيرحمه‌الله ظهر بالكوفة ليلة الاربعاء لاربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الاخر سنة ست وستين، فبايعه الناس على كتاب الله وسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والطلب بدم الحسين بن عليّعليهما‌السلام ودماء أهل بيته ٤ والدفع عن الضعفاء، فقال الشاعر في ذلك:

ولما دعا المختار جئنا لنصره

على الخيل تردى من كميت(١) وأشقرا

دعا يا لثارات الحسين فأقبلت

تعادى(٢) بفرسان الصباح لتثأرا

 ونهض المختار إلى عبدالله بن مطيع، وكان على الكوفة من قبل ابن الزبير فاخرجه وأصحابه منها منهزمين، وأقام بالكوفة إلى المحرم سنة سبع وستين، ثم عمد على إنفاذ الجيوش إلى ابن زياد وكان بأرض الجزيرة، فصير على شرطه أبا عبدالله الجدلي وأبا عمرة كيسان مولى عرينة، وأمر إبراهيم بن الاشتررحمه‌الله بالتأهب للمسير إلى ابن زياد (لعنه الله)، وأمره على الاجناد، فخرج إبراهيم يوم السبت لسبع خلون من المحرم سنة سبع وستين في ألفين من مذحج وأسد، وألفين من تميم وهمدان، وألف وخمس مائة من قبائل المدينة، وألف وخمس مائة من كندة وربيعة، وألفين من الحمراء.

وقال بعضهم: كان ابن الاشتر في أربعة الاف من القبائل، وثمانية الاف من الحمراء، وشيع المختار إبراهيم بن الاشتررحمهما‌الله ماشيا، فقال له إبراهيم: اركب رحمك ألله، فقال: إني لاحتسب الاجر في خطاي معك، وأحب أن تغبر قدماي في نصر ال محمّدعليهم‌السلام ، ثم ودعه وانصرف.

____________________

(١) تردى: تضرب الارض بحوافرها. والكميت من الخيل: ماكان لونه بين الاسود والاحمر.

(٢) أي تتبارى في العدو والركض.

٢٤٠