الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي0%

الأمالي الشيخ الطوسي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 799

الأمالي الشيخ الطوسي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف: الصفحات: 799
المشاهدات: 897905
تحميل: 9557


توضيحات:

الأمالي الشيخ الطوسي المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 799 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 897905 / تحميل: 9557
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فسار ابن الاشتر حتّى أتى المدائن، ثم سار يريد ابن زياد، فشخص المختار عن الكوفة لما أتاه ان ابن الاشتر فد ارتحل من المدائن، وأقبل حتّى نزل المدائن، فلما نزل ابن الاشتر نهر الخازر بالموصل أقبل ابن زياد في الجموع، ونزل على أربعة فراسخ من عسكر ابن الاشتر، ثم التقوا فحض ابن الاشتر أصحابه وقال: يا أهل الحق وأنصار الدين، هذا ابن زياد قاتل الحسين بن عليّ وأهل بيتهعليهم‌السلام قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان، فقاتلوهم بنية وصبر، لعل الله يقتله بايديكم، ويشفي صدوركم.

وتزاحفوا ونادى أهل العراق: يا لثارات الحسين، فجال أصحاب ابن الاشتر جولة، فناداهم: يا شرطة الله الصبر الصبر، فتراجعوا فقال لهم عبدالله بن يسار بن أبي عقب الدؤلي: حدثني خليلي أنا نلقى أهل الشام على نهر يقال له الخازر، فيكشفونا حتّى نقول: هي هي، ثم نكر عليهم فنقتل أميرهم، فابشروا واصبروا فإنكم لهم قاهرون.

ثم حمل ابن الاشتررحمه‌الله عشيا فخالط القلب، وكسرهم أهل العراق فركبوهم يقتلونهم، فانجلت الغمة وقد قتل عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير وشرحبيل ابن ذي الكلاع وابن حوشب وغالب الباهلي وعبدالله بن إياس السلمي وأبو الاشرس الذي كان على خراسان وأعيان أصحابه (لعنهم الله).

فقال ابن الا شتر: إني رأيت بعدما انكشفت الناس طائفة منهم قد صبرت تقاتل، فاقدمت عليهم، وأقبل رجل اخر في كبكبة كأنه بغل أقمر(١) ، يفري الناس، لا يدنو منه أحد إلا صرعه، فدنا مني فضربت يده فأبنتها، وسقط على شاطئ النهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه، فقتلته ووجدت منه ريح المسك، وأظنه ابن زياد فاطلبوه، فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله، فإذا هو ابن زياد (لعنه الله) على ما وصف ابن الاشتر، فاحتز رأسه، واستوقدوا عامة الليل بجسده، فنظر إليه مهران مولى زياد وكان

____________________

(١) الكبكبة: جماعة الخيل، الأقمر: الابيض المشوب بكدرة، وقيل: ماكان لونه إلى الخضرة.

٢٤١

يحبه حبا شديدا، فحلف ألا يأكل شحما أبدا، وأصبح الناس فحووا ما في العسكر وهرب غلام لعبيد الله إلى الشام، فقال له عبد الملك بن مروان: متى عهدك بابن زياد؟ فقال: جال الناس وتقدم فقاتل، وقال: ائتني بجرة فيها ماء، فأتيته فاحتملها فشرب منها وصب الماء بين درعه وجسده، وصب على ناصية فرسه فصهل ثم أقحمه، فهذا آخر عهدي به.

قال: وبعث ابن الاشتر برأس ابن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدى، فألقيت بين يديه، فقال: الحمد لله رب العالمين، وضع رأس الحسين بن عليّعليه‌السلام بين يدي ابن زياد (لعنه الله) وهو يتغدى، وأتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدى.

قال: رأينا حية بيضاء تخلل الرؤوس حتّى دخلت في أنف ابن زياد وخرجت من أذنه، ودخلت في أذنه وخرجت من أنفه، فلما فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ثم رمى بها إلى مولى له وقال: اغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر.

وخرج المختار إلى الكوفة، وبعث برأس ابن زياد ورأس حصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع مع عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي وعبدالله بن شداد الجشمي والسائب بن مالك الاشعري إلى محمّد بن الحنفية بمكه وعليّ بن الحسينعليه‌السلام يومئذ بمكة، وكتب إليه معهم: « أما بعد، فإني بعثت أنصارك وشيعتك إلى عدوك يطلبونه بدم أخيك المظلوم الشهيد، فخرجوا محتسبين محنقين آسفين، فلقوهم دون نصيبين فقتلهم رب العباد، والحمد لله رب العالمين الذي طلب لكم الثأر، وأدرك لكم رؤساء أعدائكم، فقتلهم في كل فج وغرقهم في كل بحر، فشفى بذلك صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم »

وقدموا بالكتاب والرؤوس عليه، فبعث برأس ابن زياد إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فأدخل عليه وهو يتغدى، فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام :

٢٤٢

أدخلث على ابن زياد وهو يتغذى ورأس أبي بين يديه، فقلت: اللهم لا تمتني حتّى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي. ثم أمر فرمي به، فحمل إلى ابن الزبير، فوضعه ابن الزبير على قصبة، فحركتها الريح فسقط، فخرجت حية من تحت الستار فاخذت بانفه، فأعادوا القصبة فحركتها الريح فسقط، فخرجت الحية فأزمت(١) بأنفه، فعل ذلك ثلاث مرات، فامر ابن الزبير فالقي في بعض شعاب مكة.

قال: وكان المختاررحمه‌الله قد سئل في أمان عمر بن سعد بن أبي وقاص، فأمنه على أن لا يخرج من الكوفة فإن خرج منها فدمه هدر. قال: فأتى عمر بن سعد رجل فقال: إني سمعت المختار يحلف ليقتلن رجلا، والله ما أحسبه غيرك. قال: فخرج عمر حتّى أتى الحمام فقيل له: أترى هذا يخفى على المختار؟ فرجع ليلا فدخل داره، فلما كان الغد غدوت فدخلت على المختار، وجاء الهيثم بن الاسود فقعد، فجاء حفص ابن عمر بن سعد، فقال للمختار: يقول لك أبوحفص: أنزلنا بالذي كان بيننا وبينك. قال: اجلس، فدعا المختار أبا عمرة، فجاء رجل قصير يتخشخش(٢) في الحديد فساره، ودعا برجلين فقال: اذهبا معه، فذهب فو الله ما أحسبه بلغ دار عمر بن سعد حتّى جاء برأسه، فقال المختار لحفص: أتعرف هذا؟ فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، نعم. قال: يا أبا عمرة ألحقه به؟ فقتله. فقال المختاررحمه‌الله : عمر بالحسين، وحفص بعليّ بن الحسين، ولا سواء.

قال: واشتد أمر المختار بعد قتل ابن زياد وأخاف الوجوه وقال: لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتّى أقتل قاتلة الحسين بن عليّعليه‌السلام وأهل بيته، وما من ديني أترك أحدا منهم حيا. وقال: أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته، فلم يكن يؤتونه برجل فيقولون هذا من قتلة الحسين أو من أعان عليه إلا قتله، وبلغه أن شمر

____________________

(١) أزمه: عضه.

(٢) تخشخش السلاح: سمع له صوت عند اصطكاكه.

٢٤٣

ابن ذي الجوشن (لنعه الله) أصاب مع الحسين(١) إبلا فأخذها، فلما قدم الكوفة نحرها وقسم لحومها. فقال المختار: احصوا لي كل دار دخل فيها شئ من ذلك اللحم، فأحصوها فأرسل إلى من كان أخذ منها شيئا فقتلهم وهدم دورا بالكوفة.

وأتي المختار بعبدالله بن أسيد الجهني ومالك بن الهيثم البدائي(٢) من كندة وحمل بن مالك المحاربي، فقال: يا أعداء الله، أين الحسين بن عليّ؟ قالوا: أكرهنا على الخروج إليه. قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء، وقال للبدائي: أنت صاحب برنسه لعنك الله. قال: لا. قال: بلى. ثم قال: اقطعوا يديه ورجليه، ودعوه يضطرب حتّى يموت، فقطعوه، وأمر بالآخرين فضربت أعناقهما، وأتى بقراد بن مالك وعمرو بن خالد وعبدالرحمن البجلي وعبدالله بن قيس الخولاني فقال لهم: يا قتلة الصالحين، ألا ترون الله بريئا منكم، لقد جاءكم الورس بيوم نحس، فأخرجهم إلى السوق فقتلهم.

وبعث المختار معاذ بن هانئ الكندي وأبا عمرة كيسان إلى دار خولي بن يزيد الاصبحي - وهو الذي حمل رأس الحسينعليه‌السلام إلى ابن زياد - فأتوا داره فاستخفى في المخرج، فدخلوا عليه فوجدوه قد أكب على نفسه قوصرة(٣) ، فأخذوه وخرجوا يريدون المختار، فتلقاهم في ركب، فردوه إلى داره، وقتله عندها وأحرقه.

وطلب المختار شمر بن ذي الجوشن فهرب إلى البادية، فسعي به إلى أبي عمرة، فخرج إليه مع نفر من أصحابه فقاتلهم قتالا شديدا فأثخنته الجراحة، فأخذه أبوعمرة أسيرا، وبعث به إلى المختار فضرب عنقه، وأغلى له دهنا في قدر وقذفه فيها فتفسخ، ووطئ مولى لآل حارثة بن مضرب وجهه ورأسه، ولم يزل المختار يتتبع قتلة الحسينعليه‌السلام وأهله حتّى قتل منهم خلقا كثيرا، وهرب الباقون فهدم دورهم،

____________________

(١) كذا، والظاهر من الحسين، أو مع الحصين.

(٢) في تاريخ الطبري: مالك بن النسير البدي.

(٣) القوصرة: وعاء من قصب يرفع في التمر من البواري.

٢٤٤

وقتلت العبيد مواليهم الذين قاتلوا الحسينعليه‌السلام ، فأتوا المختار فأعتقهم.

٤٢٥/١٧ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّدرضي‌الله‌عنه ، عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الوليد، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه، ومن حسن بره بأهل بيته زيد في عمره.

٤٢٦/١٨ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن محمّد البزاز، قال: حدثني أبوالقاسم زكريا بن يحيى الكتنجي(١) ببغداد في شهر ربيع الاول سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، وكان يذكر أن سنه في ذلك الوقت أربع وثمانون سنة، قال: حدثني أبوهاشم داود بن القاسم بن إسحاق الجعفري، قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: الائمّة علماء حلماء صادقون مفهمون محدثون.

٤٢٧/١٩ - وعنه، قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: لنا أعين لا تشبه أعين الناس، وفيها نور ليس للشيطان فيها نصيب.

٤٢٨/٢٠ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني المظفر بن محمّد البلخي، قال: حدّثنا محمّد بن جرير، قال: حدّثنا عيسى، قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن الاسود، عن محمّد بن عبيد الله، عن عمر بن علي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله عهد إلي عهدا فقلت: يا رب بينه لي؟ قال: اسمع. قلت: سمعت. قال: يا محمّد، إن عليا راية الهدى بعدك، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك.

٤٢٩/٢١ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا المظفر بن محمّد، قال: حدّثنا

____________________

(١) كذا، وفي أمالي المفيد، المجلس (٣٣): يحيى بن زكريا الكتنجي، وفي رجال الشيخ، باب من لم يرو عنهم: يحيى بن زكريا، المعروف بالكنجي، يكنى أبا القاسم، روى عنه التلعكبري.

٢٤٥

أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدثني أبي، قال: حدّثنا داود بن رشيد، قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفاف، قال: سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم، عن أبيه ميثمرحمه‌الله ، قال: قال سمعت عليا أميرالمؤمنينعليه‌السلام وهو يجود بنفسه يقول: يا حسن. فقال الحسن: لبيك يا أبتاه. فقال: إن الله أخذ ميثاق أبيك على بغض كل منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك.

٤٣٠/٢٢ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمّد بن الزيات، قال: حدثني عليّ بن العباس، قال: حدثني أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدّثنا محمّد بن مصعب القرقساني، قال: حدّثنا الاوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الاصقع، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله اصطفى إسماعيل من ولد إبراهيم، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشا من بني كنانة، واصطفى هاشما من قريش، واصطفاني من هاشم.

٤٣١/٢٣ - أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمّد ابن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنه قال: احسنوا جوار النعم، واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم، أما إنها لم تنتقل عن أحد قط فكادت أن ترجع إليه. قال: وكان أميرالمؤمنينعليه‌السلام يقول: قل ما أدبر شئ فأقبل.

انتهت أخبار محمّد بن محمّد بن النعمان.

٤٣٢/٢٤ - أخبرنا أبوعمر عبد الواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي، قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا أحمد ابن الحسين بن عبد الملك الاودي، قال: حدّثنا إسماعيل بن عامر، قال: حدثني كامل ابن العلاء، عن عامر بن السمط، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم، عن سلمان، قال: إن أول هذه الامة ورودا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أولها إسلاما علي ابن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٤٦

٤٣٣/٢٥ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أبوالعباس، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا، قال: حدّثنا عليّ بن قادم، قال: حدّثنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن سهم بن الحصين الاسدي، قال: قدمت إلى مكة أنا وعبدالله بن علقمة، وكان عبدالله بن علقمة سبابة لعليّعليه‌السلام دهراً.

قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا؟ قال: نعم، فأتيناه فقال: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: نعم إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين وقريشا، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام يوم غدير خم، فأبلغ ثم قال: يا أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قالها ثلاث مرات، ثم قال: ادن يا علي، فرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يديه حتّى نظرت إلى بياض آباطهما قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثلات مرات.

قال: فقال عبدالله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال أبوسعيد: نعم، وأشار إلى أذنيه وصدره، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي.

قال عبدالله بن شريك: فقدم علينا عبدالله بن علقمة وسهم بن حصين، فلما صلينا الهجير قام عبدالله بن علقمة فقال: إني أتوب إلى الله واستغفره من سب عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، ثلاث مرات.

٤٣٤/٢٦ - أخبرنا أبوعمر، قال: حدّثنا أبوالعباس، قال: حدّثنا يحيى بن زكريا ابن شيبان الكندي، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، قال: حدثني أبي، عن منصور بن سلم بن سابور، عن عبدالله بن عطاء، عن عبدالله بن يزيد، عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليّ بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة، وهو وليكم من بعدي.

٤٣٥/٢٧ - أبوالعباس، قال: حدّثنا عبدالله بن أحمد بن مستورد، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم، قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم، وعن أبي الطفيل، عن بشر بن غالب، وعن سالم بن عبدالله، كلهم ذكروا عن ابن عباس: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: يا بني عبد المطلب، إني سألت الله (عزّوجلّ) ثلاثا أن يثبت قائلكم،

٢٤٧

وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله (تعالى) أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء، فلو أن أمرءا صفن(١) بين الركن والمقام فصلى وصام، ثم لقي الله (عزّوجلّ) وهو لاهل بيت محمّد مبغض، دخل النار(٢) .

٤٣٦/٢٨ - أبوالعباس، قال: حدّثنا أبوالفضل بن يوسف الجعفي، قال: حدّثنا محمّد بن عكاشة، قال: حدّثنا أبوالمغرا حميد بن المثنى، عن يحيى بن طلحة النهدي، عن أيوب بن الحر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي (صلوات الله عليه) قال: إن فاطمة شكت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأحلمهم حلما، وأكثرهم علما، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران، وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة.

٤٣٧/٢٩ - أبوالعباس، قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي، قال: حدّثنا بكار ابن بشر، قال: حدّثنا عليّ بن القاسم أبوالحسن الكندي، عن محمّد بن عبيد الله، عن أبي عبيدة، عن محمّد بن عمار بن ياسر، عن أبيه عمار بن ياسر، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أوصي من آمن بي وصدقني بالولاية لعلي، فإنه من تولاه تولاني، ومن تولاني تولى الله، ومن أحبه أحبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أبغضه أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله (عزّوجلّ).

٤٣٨/٣٠ - أبوالعباس، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن عمار، قال: حدّثنا هلال أبوأيوب الصيرفي، قال: سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قول الله (تعالى):( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٣) فأخبره أنها نزلت في رسول

____________________

(١) صفن الرجل: صف قدميه.

(٢) تقدم في الحديث: ٢٦ والحديث: ١٨٤.

(٣) سورة الاحزاب ٣٣: ٣٣.

٢٤٨

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٤٣٩/٣١ - أبوالعباس، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع، قال: حدّثنا نصر، قال: حدّثنا شريك، عن إسماعيل المكي، عن سليمان الاحول، عن أبي رافع، قال: بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمر ساعيا على الصدقة، فأتى العباس يطلب صدقة ماله، فأتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر ذلك له، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه، إن العباس أسلفنا صدقتة للعام عام أول.

٤٤٠/٣٢ - أبوالعباس، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قال: حدّثنا عباد بن ثابت، قال: حدّثنا عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني، قال: وحدثني يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، وعباد بن الربيع، وعبدالله بن أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع أمي على عائشة فذكرت لها علياعليه‌السلام ، فقالت: ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه، وما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من امرأته.

٤٤١/٣٣ - أبوالعباس، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع، قال: حدّثنا عمرو ابن إبراهيم، قال: حدّثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى ابن الجزار، عن عبدالله بن مسعود، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من زعم أنه آمن بي وبما جئت به، وهو يبغض عليا، فهو كاذب ليس بمؤمن.

٤٤٢/٣٤ - أبوالعباس، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الراشدي، قال: حدّثنا عليّ بن ثابت العطار، قال: حدّثنا عبدالله بن ميسرة أبومريم الانصاري، عن وعدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حامل الحسن وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه.

٤٤٣/٣٥ - أبوالعباس، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان، قال: حدّثنا الحسن - يعني ابن عطية -، قال: حدّثنا سعاد، عن عبدالله بن عطاء، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وخالد

٢٤٩

ابن الوليد كل واحد منهما وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال: فأخذنا يمينا أو يسارا. قال: وأخذ عليّعليه‌السلام فأبعد فأصاب سبيا فأخذ جارية من الخمس.

قال بريدة: وكنت أشد الناس بغضا لعليّعليه‌السلام وقد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل خالدا فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم أتى آخر، ثم تتابعت الاخبار على ذلك، فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره، وكتب إليه، فانطلقت بكتابه حتّى دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخذ الكتاب فأمسكه بشماله، وكان كما قال الله (عزّوجلّ) لا يكتب ولا يقرأ، وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتّى أفرغ من حاجتي، فطأطأت أو فتكلمت، فوقعت في علي حتّى فرغت، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد غضب غضبا شديدا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير، فنظر إلي فقال: يا بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنما يفعل ما يؤمر. قال: فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه. وقال عبدالله بن عطاء: حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة، فقال: كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له: أنافقت بعدي يا بريدة؟

٤٤٤/٣٦ - أبوالعباس، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قال: حدّثنا مخلد بن شداد، قال: حدّثنا محمّد بن عبيدالله، عن أبي سخيلة، قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر، فكنا عنده ما شاء الله، فلما حان منا خفوف قلت:يا أباذرّ، إني أرى أمورا قد حدثت، وأنا خائف أن يكون في الناس اختلاف، فإن كان ذلك، فما تأمرني؟ قال: الزم كتاب الله وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، واشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول. علي أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الاكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.

٤٤٥/٣٧ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أبوالعباس، قال: حدّثنا فضل بن

٢٥٠

يوسف، قال: حدّثنا محمّد بن عكاشة، قال: حدّثنا أبوالمغرا حميد بن المثنى، عن منصور بن حازم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر: علي أقضانا.

٤٤٦/٣٨ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا، أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا يحيى ابن زكريا بن شيبان، قال: حدّثنا أرطاة بن حبيب، قال: حدّثنا أيوب بن واقد، عن يونس بن خباب، عن أبي - حازم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

٤٤٧/٣٩ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا الحسين ابن عبدالرحمن بن محمّد الازدي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبدالنور بن عبدالله ابن شيبان، قال: حدّثنا سليمان بن قرم، قال: حدثني أبوالجحاف وسالم بن أبي حفصة، عن نفيع أبي داود، عن أبي الحمراء، قال: شهدت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعين صباحا يجئ إلى باب علي وفاطمةعليهما‌السلام فيأخذ بعضادتي الباب، ثم يقول. السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) .

٤٤٨/٤٠ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قال: حدّثنا إبراهيم بن أنس الانصاري، قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبدالله بن محمّد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، قال: كنا عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولكم إيمانا معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية،

____________________

(١) سورة الأحزاب ٣٣: ٣٣.

٢٥١

قال: فنـزلت( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) قال: وكان أصحاب محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أقبل عليّعليه‌السلام قالوا: قد جاء خير البرية.

٤٤٩/٤١ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين ابن عبد الملك، قال: حدّثنا إسماعيل بن عامر، قال: حدّثنا الحكم بن محمّد بن القاسم الثقفي، قال: حدثني أبي، عن أبيه: أنه حضر عبيدالله بن زياد حين أتي برأس الحسين (صلوات الله عليه)، فجعل ينكت بقضيب ثناياه ويقول: إنه كان لحسن الثغر. فقال له زيد بن أرقم: ارفع قضيبك، فطالما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلثم موضعه. قال: إنك شيخ قد خرفت. فقام زيد يجر ثيابه، ثم عرضوا عليه، ثم أمر بضرب عنق عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فقال له عليّعليه‌السلام : إن كان بينك وبين هؤلاء النساء رحم فأرسل معهن من يؤديهن، فقال تؤديهن أنت، وكأنه استحيا، وصرف الله (عزّوجلّ) عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام القتل. قال القاسم بن محمّد: ما رأيت منظرا قط أفزع من إلقاء رأس الحسينعليه‌السلام بين يديه وهو ينكته.

٤٥٠/٤٢ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد ابن عقدة، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين، قال: حدّثنا إسماعيل بن عامر، قال: حدّثنا الحكم بن محمّد بن القاسم، قال: حدّثنا أبوإسحاق السبيعي. أن زيد بن أرقم خرج من عنده يومئذ وهو يقول: أما والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: اللهم إني استودعكه وصالح المؤمنين، فكيف حفظكم لوديعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

٤٥١/٤٣ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا الحسين بن عبدالرحمن بن محمّد الازدي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبدالنور بن عبدالله بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبدالله بن معبد، عن ابن عباس، قال: بات عليّعليه‌السلام ليلة خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المشركين على فراشه ليعمي

____________________

(١) سورة البينة ٩٨: ٧.

٢٥٢

على قريش، وفيه نزلت هذه الاية( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ) (١) .

٤٥٢/٤٤ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا أبومريم، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّعليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.

٤٥٣/٤٥ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا أبوعبدالله المحلمي، عن سماك، عن جابر ابن سمرة، قال: سصت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّعليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.

٤٥٤/٤٦ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا يوسف بن عدي، قال: حدّثنا حماد بن مختار الكوفي، قال: حدّثنا عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك، قال: أهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر، فوضع بين يديه، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فدق الباب، فقلت: من ذا؟ فقال: أنا علي. فقلت: إن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، حتّى فعل ذلك ثلاثا، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرات. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ذلك؟ قال: قلت: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي.

٤٥٥/٤٧ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي، قال: حدّثنا بكار بن بشر، قال: حدّثنا حمزة الزيات، عن عبدالله بن شريك، عن بشر بن غالب، عن الحسين بن عليّعليه‌السلام ، قال: من أحبنا لله وردنا نحن وهو

____________________

(١) سورة البقرة ٢: ٢٠٧.

٢٥٣

على نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هكذا - وضم إصبعيه - ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا تسع البر والفاجر.

٤٥٦/٤٨ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار، قال: حدثني عمي طاهر بن مدرار، قال: حدّثنا معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: حدثني الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، قالا: حدّثنا حبيب - وكان إسكافا في بني بدي، وأثنى عليه خيرا - أنه سمع زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم، فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٤٥٧/٤٩ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف ابن زياد، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم، قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال:( بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ ) (١) ،( بِفَضْلِ اللَّـهِ ) النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و( بِرَحْمَتِهِ ) عليّعليه‌السلام .

٤٥٨/٥٠ - أخبرنا أبوعمر، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف ابن زياد، قال: حدّثنا أحمد بن حماد الهمداني، قال: حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: خرج إلينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد انقطع شسع نعله، فدفعها إلى عليّعليه‌السلام يصلحها، ثم جلس وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت الناس على تنزيله. فقال أبوبكر: أنا هو، يا رسول الله؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو، يا رسول الله؟ فقال: لا، ولكنه خاصف النعل.

قال: فأتينا عليا نبشره بذلك، فكأنه لم يرفع به رأسا، وكأنه قد سمعه قبل.

قال إسماعيل بن رجاء: فحدثني أبي، عن جدي أبي أمي حزام بن زهير: أنه كان عند عليّعليه‌السلام في الرحبة، فقام إليه رجل فقال له: يا أميرالمؤمنين، هل كان

____________________

(١) سورة يونس ١٠: ٥٨.

٢٥٤

في النعل حديث؟ فقال: اللهم إنك تعلم أنه مما كان يسره إلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأشار بيديه ورفعهما.

٤٥٩/٥١ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان، قال: حدّثنا عبيدالله، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نفيع، قالوا: سمعنا علياعليه‌السلام يقول في الرحبة: أنشد الله من سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام، فقام ثلاثة عشر، فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا: بلى يا رسول الله، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. قال أبوإسحاق حين فرغ من الحديث: يا أبا بكر، أي أشياخ هم؟.

٤٦٠/٥٢ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا عبدالله بن أحمد ابن المستورد، قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدّثنا سفيان - وهو ابن إبراهيم -، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم -، عن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين، ألا إن أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض. وقال: ألا إن أهل بيتي عيبتي(١) التي آوي إليها، وان الانصار كرشي(٢) ، فاعفوا عن مسيئهم، وأعينوا محسنهم.

٤٦١/٥٣ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف ابن زياد، قال: حدّثنا حسين بن حماد، عن أبيه، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) قال: مع عليّ بن

____________________

(١) العيبة: ما يوضع فيه الثياب، أراد موضع سره وأمانته.

(٢) أراد أنهم بطانته، وقيل: جماعته وصحابته.

(٣) سورة التوبة ٩: ١١٩.

٢٥٥

أبي طالبعليه‌السلام .

٤٦٢/٥٤ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا الحسين بن عبدالرحمن بن محمّد الازدي، قال: حدّثنا أبي، وعثمان بن سعيد الاحول، قالا: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن عليّعليه‌السلام قال: دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا علي، إن فيك شبها من عيسى بن مريم، أحبته النصارى حتّى أنزلوه بمنزلة ليس بها، وأبغضته اليهود حتّى بهتوا أمه.

قال: وقال عليّعليه‌السلام : يهلك في رجلان محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على ان يبهتني.

تمّ المجلس التاسع، ويتلوه المجلس العاشر من أمالي الشيخ السعيد السديد الفاضل العالم أبي جعفر الطوسي رحمه الله.

٢٥٦

[ ١٠ ]

المجلس العاشر

وفيه بقية أحاديث ابن مهدي، وبعض أحاديث أبي محمّد الفحام السرّمن رائي، رواية محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي.

بسم الله الرحمن الرحيم

٤٦٣/١ - أخبرنا أبوعمر عبد الواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي سنة عشر وأربع مائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني، رحبة بن مهدي، قال: أخبرني أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمن بن عقدة الحافظ، قال: حدثني الحسين، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن الحارث بن حصيرة: مثله، ولم يذكر صباح.

٤٦٤/٢ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، عن جابر بن عبدالله، قال: لما زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمةعليها‌السلام من عليّعليه‌السلام أتاه ناس من قريش فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر خسيس؟ فقال: ما أنا زوجت عليا، ولكن الله (عزّوجلّ) زوجه، ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى، أوحى الله إلى السدرة: أن انثري ما عليك، ونثرت الدر والجواهر والمرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة

٢٥٧

بنت محمّدعليهما‌السلام .

فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها والنبيعليه‌السلام يسوقها، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجبة(١) ، فإذا بجبرئيلعليه‌السلام في سبعين ألفا، وميكائيل في سبعين ألفا، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أهبطكم إلى الارض؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فكبر جبرئيل، وكبر ميكائيل، وكبرت الملائكة، وكبر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.

٤٦٥/٣ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي الحازمي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية، عن الاعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن عليّعليه‌السلام ، قال: إن فيما عهد إلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.

٤٦٦/٤ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الاعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة.

فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي، ومن هؤلاء الاربعة؟ قال: أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، مدبجة الجنبين، عليه حنتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمّد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا،

____________________

(١) الوجبة: السقطة مع الهدة، أو صوت الساقط.

٢٥٨

ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش: ليس بملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وأميرالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم.

٤٦٧/٥ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الحسين بن عبد الكريم - وهو أبوهلال الجعفي -، قال: حدّثنا جابر بن الحر النخعي، قال: حدثني عبدالرحمن بن ميمون أبوعبدالله، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس يقول: أول من آمن برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرجال علي، ومن النساء خديجةرضي‌الله‌عنهما .

٤٦٨/٦ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن بزيع، قال: حدّثنا قاسم بن الضحاك، قال: حدثني شهر بن حوشب أخو العوام، عن أبي سعيد الهمداني، عن أبي جعفرعليه‌السلام ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ) (١) .

قال: والله لو أنه تاب وامن وعمل صالحا، ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا، ما أغنى عنه ذلك شيئا.

٤٦٩/٧ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا هاشم بن المنذر، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن عليّعليه‌السلام ، قال: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٤٧٠/٨ - أخبرنا أبوعمر، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع، قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدّثنا خباب بن قسطاس، عن موسى بن عبيدة، قال: حدثني إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النجوم أمان لاهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتي.

٤٧١/٩ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى

____________________

(١) سورة مريم ١٩: ٦٠.

٢٥٩

الصوفي، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن شريك بن عبدالله النخعي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عاصم بن عبدالرحمن(١) بن أبي عمرة، عن أبيه، قال: كنا بإزاء الروم، فأصاب الناس جوع، فجاءت الانصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستأذنوه في نحر الابل، فارسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عمر بن الخطاب، فقال: ما ترى؟ قال: الانصار قد جاءوا يستاذنوني في نحر الابل. فقال: يا نبي الله، فكيف لنا إذا لقينا العدو غدا رجالا جياعا. فقال: ما ترى؟ قال: مر أبا طلحة فليناد في الناس بعزمة منك: لا يبقى أحد عنده طعام إلا جاء به، وبسط الانطاع فجعل الرجل يجئ بالمد ونصف المذ وثلث المد، فنظرت إلى جميع ما جاءوا به فقلت: سبع وعشرون صاعا أو ثمانية وعشرون صاعا لا يجاوز الثلاثين، واجتمع الناس يومئذ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم يومئذ أربعة الاف رجل، فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأكثر دعاء سمعته قط، ثم أدخل يده في الطعام ثم قال للقوم: لا يبادرن أحدكم صاحبه، ولا يأخذن أحدكم حتّى يذكر اسم الله، فقامت أول دفقة فقال: اذكروا اسم الله ثم خذوا، فاخذوا فملؤوا كل وعاء وكل شئ، ثم قام الناس فأخذوا فملؤواكل وعاء وكل شئ، ثتم بقي طعام كثير، فقال رسول التةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمّداً عبده ورسوله، والذي نفسي بيده لا يقولها أحد إلا حرمه الله على النار.

٤٧٢/١٠ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا أبي، قال: حدثني الاجلح بن عبدالله الكندي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: ناجى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يوم الطائف فأطال مناجاته، فرأى الكراهة في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم. فقال: ما أنا انتجيته، ولكن الله (عزّوجلّ) انتجاه.

٤٧٣/١١ - أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا

____________________

(١) في نسخة: عاصم بن عبدالله بن عاصم بن عبد الرحمن، وروى الواقدي نحوه في دلائل النبوة ٦: ١٢١ دار الكتب العلمية، باسناده عن عبدالرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه.

٢٦٠