الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي0%

الأمالي الشيخ الطوسي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 799

الأمالي الشيخ الطوسي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف: الصفحات: 799
المشاهدات: 898086
تحميل: 9557


توضيحات:

الأمالي الشيخ الطوسي المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 799 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 898086 / تحميل: 9557
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

القمي، قال: كنا عند أبي عبداللهعليه‌السلام إذ تذاكروا عنده الفتوة، فقال: وما الفتوة، لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور! كلا إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول، وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف، وأما تلك فشطارة وفسوق.

ثم قال: وما المروءة؟ فقلنا: لا نعلم. قال: فقال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بحسب غناه، فإن المروءة مروءتان: مروءة في السفر، ومروءة في الحضر، فاما التي في الحضر فتلاوة القران، ولزوم المساجد، والمشي مع الاخوان في الحوائج، والنعمة ترى على الخادم، فإنها مما تسر الصديق، وتكبت العدو؟ وأما التي في السفر فكثرة الزاد، وطيبه، وبذله لمن يكون معك، وكتمانك على القوم بعد مفارقتك إياهم. قال: والذي بعث محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق نبيا، إن الله (عزّوجلّ) يرزق العبد على قدر المروءة، وان المعونة على قدر المؤونة، وان الصبر لينزل على قدر شدة البلاء على المؤمن.

٥٩٥/٤٢ - وبهذا الاسناد، عن أبي قتادة، قال أبوعبداللهعليه‌السلام : ليس لحاقن(١) رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح القلوب.

٥٩٦/٤٣ - وبهذا الاسناد، عن أبي قتادة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام لمعلى ابن خنيس: يا معلى، عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة.

٥٩٧/٤٤ - وبهذا الاسناد، عن أبي قتادة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام لداود ابن سرحان: يا داود، إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض، يقسمها الله حيث يشاء، تكون في الرجل، ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد، ولا تكون في سيده: صدق الحديث، وصدق الناس، واعطاء السائل، والمكافاة بالصنائع، وأداء الامانة، وصلة الرحم، والتردد إلى الجار والصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء.

____________________

(١) الحاقن: الذي احتبس بوله فتجمع.

٣٠١

٥٩٨/٤٥ - وبهذا الاسناد، عن أبي قتادة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: وصية ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلدعليها‌السلام إذا دخل عليها، يقول لها: يا بنت أخي، لا تماري جاهلا ولا عالما، فإنك متى ماريت جاهلا آذاك، ومتى ماريت عالما منعك علمه، وإنما يسعد بالعلماء من أطاعهم.

أي بنية، إنه لا فراق أبعد من الموت، ولا حزن أطول من النساء(١) ، وتلقي من لا يجدي عليك الموت الاحمر.

أي بنية، إياك وصحبة الاحمق الكذاب، فإنه يريد نفعك فيضرك، يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب، إن ائتمنته خانك، وإن ائنمنك أهانك، وإن حدثك كذبك، وإن حدثته كذبك، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا.

واعلمي أن الشاب الحسن الخلق مفتاح للخير، مغلاق للشر، وإن الشاب الشحيح الخلق مغلاق للخير مفتاح للشر، واعلمي أن الاجر إذا انكسر لم يشعب، ولم يعد طينا.

٥٩٩/٤٦ - وبهذا الاسناد، عن أبي قتادة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: إن لله (عزّوجلّ) وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجدا، والله (عزّوجلّ) يحب مكارم الاخلاق، وكان فيما خاطب الله (تعالى) به نبيهعليه‌السلام ، أن قال له: يا محمّد( إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٢) . قال: السخاء، وحسن الخلق.

٦٠٠/٤٧ - وبهذا الاسناد، عن أبي قتادة، عن داود بن سرحان، قال: كنا عند أبي عبداللهعليه‌السلام إذ دخل عليه سدير الصيرفي، فسلم وجلس، فقال له: يا سدير، ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله (تعالى) عليه، فإن قدرتم أن تدفعوها عن

____________________

(١) كذا.

(٢) سورة القلم ٦٨: ٤.

٣٠٢

أنفسكم فافعلوا.

فقال له. يابن رسول الله، بماذا؟ قال: بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم. ثم قال: تلقوا النعم - يا سدير - بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم، وانعموا على من شكركم، فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله (تعالى) الزيادة، ومن إخوانكم المناصحة؟ ثم تلا( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (١) .

٦٠١/٤٨ - ابو قتادة، عن داود، قال: قال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : ثلاث هن من السعادة: الزوجة المؤاتية، والولد البار، والرجل يرزق معيشة يغدو على إصلاحها ويروح إلى عياله.

٦٠٢/٤٩ - أبوقتادة، قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام فدخل عليه زياد القندي، فقال له: يا زياد، وليت لهؤلاء؟ قال: نعم يابن رسول الله، لي مروءة وليس وراء ظهري مال، وانما أواسي إخواني من عمل السلطان.

فقال: يا زياد، أما إذا كنت فاعلا ذلك، فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله (عزّوجلّ) على عقوبتك، وذهاب ما أتيت إليهم عنهم، وبقاء ما أتيت إلى نفسك عليك، والسلام.

٦٠٣/٥٠ - أبوقتادة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، عن أبيهعليه‌السلام أنه قال: ثلاث لم يسال الله (عزّوجلّ) بمثلهن، أن تقول: اللهم فقهني في الدين، وحنبني إلى المسلمين، واجعل لي لسان صدق في الاخرين.

٦٠٤/٥١ - أبوقتادة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، انه قال: لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين: إما عالما أو متعلما، فإن لم يفعل فرط، فإن فرط ضيع، وان ضيع أثم، وان أثم سكن النار، والذي بعث محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق.

٦٥٥/٥٢ - أبوقتادة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : يا أبا قتادة، أتتهادون؟ قال: نعم، يابن رسول الله. قال: فاستديموا الهدايا برد المزيد إلى أهلها.

____________________

(١) سورة إبراهيم ١٤: ٧.

٣٠٣

٦٠٦/٥٣ - أبوقتادة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : لكل شئ حلية، وحلية الخوان البقل، ولا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس، فإن تخطي أعناق الرجال سخافة.

٦٠٧/٥٤ - أبوقتادة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إنما الحق منيف(١) فاعملوا به، ومن سره طول العافية فليتق الله.

٦٠٨/٥٥ - أبوقتادة، عن صفوان الجمال، قال: دخل المعلى بن خنيس على أبي عبداللهعليه‌السلام يودعه وقد أراد سفرا، فلما ودعه، قال: يا معلى، اعزز بالله يعززك.

قال: بماذا، يابن رسول الله؟ قال: يا معلى، خف الله (تعالى) يخف منك كل شئ. يا معلى، تحبب إلى إخوانك بصلتهم، فإن الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبوني أحب إلي من ألا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، ومهما أجرى الله (عزّوجلّ) لكم من شئ على يدي فالمحمود الله (تعالى)، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي.

٦٠٩/٥٦ - أبوقتادة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنه قال: حقوق شيعتنا علينا أوجب من حقوقنا عليهم. قيل له: وكيف ذلك، يابن رسول الله؟ فقال: لانهم يصابون فينا، ولا نصاب فيهم.

٦١٠/٥٧ - أبوقتادة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الاخرة، لانهم في الاخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي.

آخر أخبار أبي قتادة.

____________________

(١) في نسخه: نتف.

٣٠٤

أحاديث الغضائري

٦١١/٥٨ - أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري، قال: أخبرنا أبومحمّد هارون بن موسى، قال: حدّثنا محمّد بن همام، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني، قال: حدّثنا محمّد بن خالد البرقي، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: إن الله (تعالى) لم يجعل للمؤمن أجلا في الموت، يبقيه ما أحب البقاء، فإذا علم منه أنه سيأتي بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرما.

قال أبوعلي: فذكرت هذا الحديث لاحمد بن عليّ بن حمزة مولى الطالبيين - وكان راوية للحديث - فحدثني عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار، عن أبيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنه قال: من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالاجال، ومن يعيش بالاحسان أكثر ممن يعيش بالاعمار.

٦١٢/٥٩ - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: أخبرنا أبومحمّد، قال: حدّثنا محمّد بن همام، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني، قال: حدثني محمّد بن خالد البرقي، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبداللةعليه‌السلام ، عن ابائهعليهم‌السلام ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، قال: كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين، إنك بالمكان الذي أنزلك الله به، وأبوك يعذب بالنار!

فقال له: مه فض الله الله فاك والذي بعث محمّدا بالحق نبيا، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الارض لشفعه الله (تعالى) فيهم، أبي يعذب بالنار وابنه قسيم النار!

ثم قال: والذي بعث محمّدا بالحق نبيا، إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلا خمسة أنوار: نور محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونوري، ونور فاطمة، ونوري الحسن والحسين ومن ولده من الائمة، لان نوره من نورنا الذي خلقه الله (عزّوجلّ) من قبل خلق ادم بألفي عام.

٦١٣/٦٠ - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: أخبرنا أبومحمّد، قال: حدّثنا ابن

٣٠٥

همام، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ابن يقطين، قال: حدّثنا أبوأيوب يحيى بن زكريا، قال: حدّثنا داود بن كثير بن أبي خالد الرقي، قال: حدّثنا أبوعبداللهعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله (عزّوجلّ): لولا أني استحيي من عبدي المؤمن، ما تركت عليه خرقة يتوارى بها، وإذا أكملت له الايمان ابتليته بضعف في قوته وقلة في رزقه، فإن هو جزع أعدت عليه، وان صبر باهيت به ملائكتي، ألا وقد جعلت عليا علما للناس، فمن تبعه كان هاديا، ومن تركه كان ضالا، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.

٦١٤/٦١ - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، قال: أخبرنا أبومحمّد، قال: أخبرنا ابن همام، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد الماللاكي، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، قال: حدّثنا أبوأيوب يحيى بن زكريا بن بشر بن محارب بن إسماعيل بن غنام بن خالد ابن زيد أبي أيوب الانصاري، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله (عزّوجلّ) خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته، فمن طعن عليه، أو رد عليه قوله، فقد رد على الله (عزّوجلّ).

أحاديث محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس

٦١٥/٦٢ - حدّثنا أبوالفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ إملاء في مسجد الرصافة جانب الشرقي ببغداد، في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وأربع مائة، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حدّثنا الحسن بن عتير الوشاء، قال: حدّثنا محمّد بن الوزير الواسطي، قال: حدّثنا محمّد بن معدان العبدي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤنة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤنة فقد عرض تلك النعمة للزوال.

٦١٦/٦٣ - حدّثنا أبوالفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس، قال: أخبرنا أبوحامد أحمد بن محمّد الصائغ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق السراج، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا حاتم عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه،

٣٠٦

قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّعليه‌السلام ثلاثا، فلان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي، وخلقه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، قال: ادعوا لي عليا، فاتى علي أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه، ولما نزلت هذه الاية( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) (١) دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسيناعليهم‌السلام وقال: اللهم هؤلاء أهلي.

أحاديث أبي منصور السكري

٦١٧/٦٤ - حدّثنا أبومنصور السكري، قال: حدّثنا جدي عليّ بن عمر، قال: حدّثنا أبوالفضل عبدالله بن أحمد بن العباس، قال: حدّثنا مهنا بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا، عن ابن مسعود، قال: ليلة الجن قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يابن مسعود، نعيت إلي نفسي. فقلت: استخلف، يا رسول الله. قال: من؟ قلت: أبا بكر. فاعرض عني ثم قال: يابن مسعود، نعيت إلي نفسي. قلت: استخلف. قال: من؟ قلت: عمر. فأعرض عني، ثم قال: يابن مسعود، نعيت إلي نفسي. قلت: استخلف. قال: من؟ قلت عليا. قال: أما إنهم إن أطاعوه دخلوا الجنة أجمعون أكتعون.

٦١٨/٦٥ - حدّثنا أبومنصور السكري، قال: حدّثنا جدي، قال: حدّثنا عيسى ابن سليمان الرزاق، قال: حدّثنا محمّد بن حميد، قال: حدّثنا زافر بن سليمان، قال: حدّثنا المسلم بن سعيد، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما ولد بار نظر في كل يوم إلى أبويه برحمة إلا كان له بكل

____________________

(١) سورة ال عمران ٣: ٦١.

٣٠٧

نظرفي حجة مبرورة. قالوا: يا رسول الله، وان نظرفي كل يوم مائة نظرة؟ قال: نعم الله أكثر وأطيب.

٦١٩/٦٦ - حدّثنا أبومنصور السكري، قال: حدثني جدي عليّ بن عمر، قال: حدثني العباس بن يوسف الشكلي، قال: حدّثنا عبدالله بن هشام، قال: حدّثنا محمّد ابن مصعب القرقساني، قال: حدّثنا الهيثم بن جماز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: رجعنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قافلين من تبوك، فقال لي في بعض الطريق: ألقوا لي الاحلاس والاقتاب، ففعلوا فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخطب، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: معاشر الناس، مالي إذا ذكر ال إبراهيمعليه‌السلام تهللت وجوهكم، وإذا ذكر ال محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان، فوالذي بعثني بالحق نبيا، لو جاء أحدكم يوم القيامة باعمال كامثال الجبال ولم يجئ بولاية عليّ بن أبي طالب لاكبه الله (عزّوجلّ) في النار.

٦٢٠/٦٧ - حدّثنا أبومنصور السكري، قال: حدثني جدي عليّ بن عمر، قال: حدّثنا أبوالعباس إسحاق بن مروان القطان، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبيد بن مهران العطار، قال: حدّثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، وعن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، عن أبيهما، عن جدهما، قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن في الفردرس لعينا أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله (عزّوجلّ) منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله (عزّوجلّ) عليه ولاية عليّ بن أبي طالب. قال عبيد: فذكرت لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ هذا الحديث، فقال. صدقك يحيى بن عبدالله، هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

٦٢١/٦٨ - حدّثنا أبومنصور السكري، قال: حدّثنا جدي عليّ بن عمر، قال: حدثني محمّد بن محمّد الباغندي، قال: حدّثنا أبوثور هاشم بن ناجية، قال: حدّثنا

____________________

(١) يأتي في الحديث: ١٣٥٦.

٣٠٨

عطاء بن مسلم الخفاف، قال: سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم، عن أبيه ميثم، قال: شهدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يجود بنفسه، فسمعته يقول: يا حسن. قال الحسنعليه‌السلام : لبيك يا أبتاه. قال: إن الله (تعالى) أخذ ميثاق أبيك - وربما قال: أعطى ميثاقي وميثاق كل مؤمن - على بغض كل منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك.

٦٢٢/٦٩ - حدّثنا أبومنصور السكري، قال: حدثني جدي عليّ بن عمر، قال: حدّثنا إسحاق بن مروان، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حماد بن كثير السراج، عن أبي خالد، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة الجنة وأنت بابها يا علي، كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها.

٦٢٣/٧٠ - حدّثنا أبومنصور، قال: حدثني جدي عليّ بن عمر، قال: حدّثنا أبوالأزهر أحمد بن الازهر، قال: حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عباس، قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّعليه‌السلام : يا علي، أنت سيد في الدنيا وسيد في الاخرة، من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله (عزّوجلّ).

أحاديث ابن خشيش

٦٢٤/٧١ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش بن نصربن جعفر - بن إبراهيم التميمي في بني فزارة، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الوهاب الاسفراييني إملاء، في المسجد الحرام، في ذي الحجة من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، قال: حدّثنا أبوسعيد المنذر بن محمّد بن المنذر بهراة، قال: حدّثنا يوسف بن موسى المروزي، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المعاني أبوعبدالله العيني، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا كان يوم عرفة غفر الله (تعالى) للحاج الخلص، وإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله (تعالى) للتجار، وإذا كان يوم منى غفر الله للجمالين، وإذا كان عند جمرة

٣٠٩

العقبة غفر الله للسؤال، فلا يشهد خلق ذلك الموقف ممن قال « لا إله إلا الله » إلا غفر الله له.

٦٢٥/٧٢ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن (عليّ بن) عبد الوهاب الاسفراييني، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن عليّ ابن خلف البلخي، قال: حدّثنا الحسن بن العلاء، قال: حدّثنا مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ليس من مات فاستراح بميت، إنما الميت ميت الاحياء(١) .

٦٢٦/٧٣ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا عليّ بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الضبي، قال: حدّثنا نصر بن حماد، قال: حدّثنا شعبة، عن السدي، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: وقف رسول اللةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على قتلى بدر فقال: جزاكم الله من عصابة شرا، لقد كذبتموني صادقا وخونتم أمينا. ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام، فقال: إن هذا أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لما أيقن بالهلاك وحد الله، وان هذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى.

٦٢٧/٧٤ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم ابن محمّد بن أحمد بن عثمان الدينوري، نزيل مكة بها، قال: حدّثنا أبوالقاسم عبدالله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدّثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: أتى رجل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: ما عمل إن عملت به دخلت الجنة؟ قال: اشتر سقاء جديدا، ثم اسق فيه حتّى تخرقه، فإنك لا تخرقه حتّى تبلغ به عمل الجنة.

٦٢٨/٧٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبومحمّد عبد الغني بن سعيد الازدي المصري الحافظ إملاء من حفظه، في المسجد الحرام،

____________________

(١) الظاهر أنه مطابق للشعر من غير قصد.

٣١٠

في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، قال: حدّثنا عثمان بن محمّد السمرقندي، قال: حدّثنا محمّد بن حماد الظهراني، قال: حدّثنا عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: دعوة المظلوم مستجابة وان كانت من فاجر مخوف على نفسه. قال عبد الرزاق: ثم لقيت أبا معشر فحدثني به.

٦٢٩/٧٦ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني باصبهان، قال: حدّثنا عمرو بن ثور الجذامي، قال: حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي، قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما شبع آل محمّدعليهم‌السلام ثلاثة أيام تباعا حتّى لحق با لله (عزّوجلّ).

٦٣٠/٧٧ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر، قال: حدّثنا الحسين بن حميد العكي، قال: حدّثنا زهير بن عباد الرواسي، قال: حدّثنا أبوبكر بن شعيب، قال: حدّثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عمرو بن الشريد، عن فاطمة، قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا.

٦٣١/٧٨ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا عبدالله بن محمود، قال: حدّثنا صخر ابن محمّد الحاجبي، قال: حدّثنا الليث بن سعد، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بجلوا المشايخ، فإن من إجلال الله تبجيل المشايخ.

٦٣٢/٧٩ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم ابن أحمد الدينوري بمكة، قال: حدّثنا عبدالله بن حمدان بن وهب، قال: حدّثنا أبوسعيد الاشج، قال: حدّثنا عقبة بن خالد، قال: حدّثنا موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لاقدامكم.

٣١١

٦٣٣/٨٠ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبوذر، قال: حدّثنا عبدالله، قال: حدثني الاحمسي، قال: حدّثنا ابن أبي حماد قال: حدّثنا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي صادق، عن عليم، قال: سمعت سلمان يقول، إن أول هذه الامة ورودا على نبيها أولها إسلاما عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وإن خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان.

٦٣٤/٨١ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبوذر، قال: حدّثنا عبدالله، قال: حدّثنا الفضل بن يوسف، قال: حدّثنا مخول، قال: حدّثنا منصور - يعني ابى أبي الاسود - عن أبيه، عن الشعبي، عن الحارث، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

٦٣٥/٨٢ - حدّثنا محمّد بن خشيش، قال: حدّثنا أبوالحسين يحيى ابن الحسين بن محمّد بن أحمد بن عبدالله بن محمّد بن العلاء بن الحسين بن عبدالله ابن المغيرة بن العلا بن أبي ربيعة بن علقمة بن المطلب بن عبد المناف، في منزلة بمدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: حدّثنا أبوطاهر أحمد بن عمرو المديني، قال: حدّثنا يونس بن عبد الاعلي الصدفي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن أنس بن مالك: أن رجلا سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الساعة، فقال: ما أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله، قال: أنت مع من أحببت.

٦٣٦/٨٣ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن (على بن) عبد الوهاب، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا الحسن بن علي، قال: حدّثنا اللؤلؤي، قال حدّثنا شعبة عن توبة العنبري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب الوجه المليح بالنار.

٦٣٧/٨٤ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن القاسم بن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخزاز إملاء في منزلة، قال: حدّثنا أبوزيد محمّد بن الحسين بن مطاع المسلي إملاء، قال: حدّثنا أبو

٣١٢

العباس أحمد بن جبر القواس خال ابن كردى، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة الواسطي، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: حدّثنا ثابت، عن أنس ابن مالك، قال: ركب رسول الله صلّى الله عليه وآله) ذات يوم بغلته، فانطلق إلى جبل آل فلان، وقال: يا أنس، خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا، تجد عليا جالسا يسبح بالحصى، فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وآت به إلي.

قال أنس: فذهبت فوجدت علياعليه‌السلام كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحملته على البغلة فأتيت به إليه، فلما أن بصر به رسول الله صلّى الله عليه وآله) قال: السلام عليك يا رسول الله، قال: وعليك السلام يا أبا الحسن، فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه.

قال أنس: فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما، فمد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده إلى السحابة، فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين علي، وقال: كل يا أخي، فهذه هدية من الله (تعالى) إلى ثم إليك.

قال أنس: فقلت: يا رسول الله، علي أخوك؟ قال: نعم، علي أخي، فقلت يا رسول الله، صف لي كيف علي أخوك؟ قال: إن الله (عزّوجلّ) خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله، ثم نقله إلى صلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتّى صار في صلب عبد المطلب، ثم شقه الله (عزّوجلّ بنصفين، فصار نصفه في أبي عبدالله بن عبد المطلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء وعليّ بن النصف الاخر، فعلي أخي في الدنيا والاخرة، ثم قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) (١) .

____________________

(١) سورة الفرقان ٢٥: ٥٤.

٣١٣

٦٣٨/٨٥ - أخبرنا ابن خشيش، عن أبي المفضل محمّد بن عبيدالله بن المطلب الشيباني، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر الكوفي بواسط، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن سنان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: بينا الحسين عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أتاه جبرئيلعليه‌السلام ، فقال: يا محمّد، أتحبه؟ قال: نعم، قال: أما إن أمتك ستقتله، فحزن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لذلك حزنا شديدا، فقال جبرئيلعليه‌السلام : أيشرك إن أريك التربة التي يقتل فيها؟ قال: نعم، قال: فخسف جبرئيلعليه‌السلام ما بين مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى كربلاء حتّى التقت القطعتان هكذا - وجمع بين السبابتين - فتناول بجناحيه من التربة فناولها لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم دحا الارض من طرف العين، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لك من تربة، وطوبى لمن يقتل فيك.

٦٣٩/٨٦ - أخبرنا ابن خشيش، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد أبوالعباس الهمداني، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبدالله الخصاف النحوي، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة بن أرتبيل، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن الاعمش، عن سالم بن أبي الجع، عن أنس بن مالك: أن عظيما عن عظماء الملائكة استأذن ربه (عزّوجلّ) في زيارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأذن له، فبينما هو عنده إذ دخل عليه الحسينعليه‌السلام فقبله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأجلسه في حجره، فقال له الملك: أتحبه؟ قال: أجل أشد الحب، إنه ابني، قال له: إن أمتك ستقتله، قال: أمتي تقتل ابني هذا؟ قال: نعم، وإن شئت أريتك من التربة التي يقتل عليها، قال نعم، فأراه تربة حمراء طيبة الريح، فقال: إذا صارت هذه التربة دما عبيطا فهو علامة قتل ابنك هذا، قال سالم بن أبي الجعد: أخبرت أن الملك كان ميكائيلعليه‌السلام .

٦٤٠/٨٧ - أخبرنا ابن خشيش، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد الجعفي من أصل كتابه بالكوفة، قال: حدّثنا محمّد بن سالم ابن عبدالرحمن الازدي، قال: حدثني غوث بن مبارك الخثعمي، قال: حدّثنا عمرو

٣١٤

ابن ثابت، عن أبيه أبي المقدام، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس، قال: بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فخرجت يتوجه بن قائدي إلى منزلها، وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء، فلما انتهيجت إليها قلت: يا أم المؤمنين، ما بالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني، وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت: يا بنات عبد المطلب اسعدنني وابكين معي، فقد والله قتل سيدكن وسيد شباب أهل الجنة، قد والله قتل سبط رسول الله وريحانته الحسين.

فقيل: يا أم المؤمنين، ومن أين علمت ذلك؟ قالت: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه ذلك، فقال: قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم، والساعة فرغت من دفنهم، قالت: فقمت حتّى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء، فقال: إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك، وأعطانيها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: اجعلني هذه التربة في زجاجة - أو قال: في قارورة - ولتكن عندك، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين، فرأيت القارورة الان وقد صارت دما عبيطا تفور.

قال: وأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسينعليه‌السلام ، فجاءت الركبان بخبره، وأنه قتل في ذلك اليوم.

قال عمرو بن ثابت قال أبي: فدخلت على أبي جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام ، منزلة، فسألته عن هذا الحديث، وذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبدالله بن عباس، فقال: أبوجعفرعليه‌السلام : حدثنيه عمر بن أبي سلمة، عن أمة أم سلمة.

قال ابن عباس: في رواية سعيد بن جبير عنه قال: فلما كانت الليلة رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامي أغبر أشعث، فذكرت له ذلك وسألته عن شأنه، فقال لي: ألم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه.

٣١٥

قال عمرو بن أبي المقدام: فحدثني سدير، عن أبي جعفرعليه‌السلام : أن جبرئيل جاء إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتربة التي يقتل عليها الحسينعليه‌السلام ، قال أبوجعفر: فهي عندنا.

٦٤١/٨٨ - أخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا هاشم بن نقية الموصلي الدقاق، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن جعفر المدائني الثقفي، قال: حدّثنا زياد بن عبدالله البكائي، عن ليث بن أبي سليم، عن جدير - أو جد مر - بن عبدالله المازني، عن زيد مولى زينب بنت جحش، عن زينب بنت جحش، قالت: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ذات يوم عندي نائما، فجاء الحسينعليه‌السلام فجعلت أعلله مخافة أن يوقظ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فغفلت عنه، فدخل واتبعته، فوجدته وقد قعد على بطن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضع زبيبته في سرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فجعل يبول عليه، فأردت أن آخذه عنه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : دعي ابني يا زينب حتّى يفرغ من بوله، فلما فرغ توضأ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقام يصلي، فلما سجد ارتحله الحسينعليه‌السلام فلبث البنيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحاله حتّى نزل، فلما قام عاد الحسينعليه‌السلام فحمله حتّى فرغ من صلاته، فبسط لانبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده وجعل يقول: أرني أرني، يا جبرئيل.

فقلت: يا رسول الله، لقد رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك صنعته قط، قال: نعم، جاءنيعليه‌السلام فعزاني في ابني الحسين، وأخبرني أن أمتي تقتله، وأتاني بتربة حمراء.

قال زياد بن عبدالله: أنا شككت في اسم الشيخ جدير أو جد مر بن عبدالله، وقد أثنى عليه ليث خيرا، وذكر من فضله.

٦٤٢/٨٩ - أخبرنا ابن خشيش، قال: أخبرنا محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا أبوالخليل العباس بن خليل بن جابر الطائي إمام حمص، قال: حدّثنا محمّد بن هاشم البعلبكي، قال: حدّثنا سويد بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى الكوفى، عن عمارة بن غزية، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن رسول

٣١٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجلس حسينا على فخذه فجعل يقبله، فقال جبرئيل: أتحب ابنك هذا؟ قال: نعم، قال: فإن أمتك ستقتله بعدك، فدمعت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له: إن شئت أريتك من تربته التي يقتل عليها؟ قال: نعم، فأراه جبرئيلعليه‌السلام تراب من تراب الارض التي يقتل عليها وقال: تدعي الطف.

٦٤٣/٩٠ - أخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدّثنا الحسن بن محدم بن عبد الواحد الخزاز، قال: حدثني يوسف بن كليب المسعودي، عن عامر بن كثير، عن أبي الجارود، قال حفر عند قبر الحسينعليه‌السلام عند رأسه وعند رجليه أول ما حفر فأخرج مسلك أذفر لم يشكوا فيه.

٦٤٤/٩١ - أخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال: محمّد بن محمّد بن معقل العجلي القرميسيني بسهرورد، قال: حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان الذهلى، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن كرام بن عمرو الخثعمي، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقولان: أن الله (تعالى) عوض الحسينعليه‌السلام من قتله أن جعل الامامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعا عند قبره، ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا من عمره.

قال محمّد بن مسلم: فقلت لابي عبداللهعليه‌السلام : هذا الجلال ينال بالحسينعليه‌السلام فماله في نفسه؟ قال: إن الله (تعالى) ألحقه بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان معه في درجته ومنزلته، ثم تلا أبوعبدالله( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (١) الاية.

٦٤٥/٩٢ - أخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا حميد بن زياد الدهقان إجازة بخطه في سنة تسع وثلاث مائة، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن

____________________

(١) سورة الطور ٥٢: ٢١.

٣١٧

نهيك أبوالعباس الدهقان، قال: حدثن سعيد بن صالح، قال: حدّثنا الحسن بن على ابن أبي المغيرة، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : إني رجل كثير العلل والامراض، وما تركت دواء تداويت به فما انتفعت بشئ منه فقال لي أين أنت عن طين قبر الحسين بن عليّعليه‌السلام ، فإن فيه شفاء من كل داء، وأمنا من كل خوف، فإذا أخذته فقل هذا الكلام: « اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة، وبحق الملك الذي أخذها، وبحق النبيّ الذي قبضها، وبحق الوصي الذي حل فيها، صلى على على محمّد وأهل بيته، وافعل بي كذا وكذا »

قال: ثم قال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيلعليه‌السلام ، وأراها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: هذه تربة ابنك الحسين، تقتله أمتك من بعدك، والذي قبضها فهو محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأما الوصي الذي حل فهيا فهو الحسنعليه‌السلام والشهداءرضي‌الله‌عنهم .

قلت: قد عرفت - جعلت فداك - الشفاء من كل داء فكيف الامن من كل خوف؟ فقال: إذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسينعليه‌السلام ، فتقول: « اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك، فاجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف » فإنه قد يرد ما لا يخاف.

قال الحارث بن المغيرة: فأخذت كما أمرني، وقلت ما قال لي فصح جسمي، وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف، كما قال أبوعبداللهعليه‌السلام ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا.

٦٤٦/٩٣ - أخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال: حدثني محمّد بن محمّد بن معقل القرميسيني العجلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الاحمري، قال: حدّثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن زيد أبي أسامة، قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادقعليه‌السلام ، فأقبل علينا أبوعبداللهعليه‌السلام ، فقال: إن الله (تعالى) جعل تربة جدي الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء وإمانا من كل خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه، وليمرها

٣١٨

على سائر جسده، وليقل: (اللهم بحق هذه التربة، وبحق من حل بها وثوى فيها، وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء، وبرءا من كل مرض، ونجاة من كل آفة، وحرزا مما أخاف وأحذر) ثم يستعملها. قال أبوأسامة: فإني استعملتها من دهري الاطول، كما قال ووصف أبوعبدالله، فما رأيت بحمد الله مكروها.

٦٤٧/٩٤ - اخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال: حدثني أحمد بن محند بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال، قال: حدّثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية، قال: حدّثنا سعد بن سعيد الاشعري، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال: سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس.

فقال: كل طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر الحسينعليه‌السلام ، فإنه شفاء من كل داء.

٦٤٨/٩٥ - أخبرنا ابن خشيش، عن محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا عمر بن الحسين بن عليّ بن مالك القاضي الشيباني ببغداد، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد القابوسي، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد أبوعبدالله الازدي، قال: حدّثنا أبي، قال: صليت في جامع المدينة وإلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر، فقال أحدهما لصاحبه: يا فلان، أما علمت أن طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء، وذلك أنه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد فيه عافية، وخفت على نفسي وأيست منها، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة، فدخلت علي وأنا في أشد ما بي من العلة، فقالت لا: يا سالم، ما أرى علتك كل يوم إلا زائدة؟ فقلت لها: نعم. قالت: فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله (عزّوجلّ)؟ فقلت لها: ما أنا إلى شئ أحوج مني إلى هذا؟ فسقتني ماء في قدح، فسكتت عني العلة، وبرأت حتّى كأن لم تكن بي علة قط.

فلما كان بعد أشهر دخلت علي العجوز فقلت لها: بالله عليك يا سلمة - وكان اسمها سلمة - بماذا داويتني؟ فقالت: بواحدة مما في هذه السبحة - من سبحة كانت

٣١٩

في يدها - فقلت: وما هذه السبحة؟ فقالت: إنها من طين قبر الحسينعليه‌السلام . فقلت لها: يا رافضية داويتني بطين قبر الحسين! فخرجت من عندي مغضبة ورجعت والله علتي كأشذ ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء، وقد والله خشبت على نفسي، ثم أذن المؤذن فقاما يصليان وغابا عني.

٦٤٩/٩٦ - خبرنا ابن خشيش، قال: حدثني محمّد بن عبدالله، قال: حدثني الفضل بن محمّد بن أبي طاهر الكاتب، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن موسى السريعي الكاتب، قال: حدثني أبي موسى بن عبد العزيز، قال: لقيني يوحنا بن سراقيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني، وقال لي: بحق نبيك ودينك، من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة، من هو من أصحاب نبيكم؟ قلت: ليس هو من أصحابه هو ابن بنته، فما دعاك إلى المسألة عنه؟ فقال: له عندي حديث طريف. فقلت: حدثني به.

فقال: وجه إلي سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل، فصرت إليه فقال لي: تعال معي، فمضى وأنا معه حتّى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي، فوجدناه زائل العقل متكئا على وسادة، وإذا بين يديه طست فيها حشو جوفه، وكان الرشيد استحضره من الكوفة، فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى، فقال له: ويحك ما خبره؟ فقال له: أخبرك أنه كان من ساعة جالسا وحوله ندماؤه، وهو من أصح الناس جسما وأطيبهم نفسا، إذ جرى ذكر الحسين بن عليّعليه‌السلام قال يوحنا: هذا الذي سألتك عنه.

فقال موسى: إن الرافضة لتغلو فيه حتّى إنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به. فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا: قد كانت بي علة غليظة فتعالجت لها بكل علاج، فما نفعني، حتّى وصف لي كاتبي أن آخذ من هذه التربة، فأخذتها فنفعني الله بها، وزال عني ما كنت أجده.

قال: فبقى عندك منها شئ؟ قال: نعم. فوجه فجاءوه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فاخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن تداوى بها واحتقارا

٣٢٠