الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي0%

الأمالي الشيخ الطوسي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 799

الأمالي الشيخ الطوسي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف: الصفحات: 799
المشاهدات: 898073
تحميل: 9557


توضيحات:

الأمالي الشيخ الطوسي المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 799 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 898073 / تحميل: 9557
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

رآى من رآني.

وقد أخرج عليّ بن إبراهيم هذا الحديث وحديث الطير بهذا الاسناد في كتاب (قرب الاسناد).

٩٨٩/٤٦ - وبالاسناد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن (محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن) محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأميرالمؤمنينعليه‌السلام : اكتب ما أملي عليك. قال: يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ قال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك.

قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف عنهم البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء، وأومأ إلى الحسنعليه‌السلام وقال: هذا أولهم، وأومأ إلى الحسينعليه‌السلام وقال: الأئمة من ولده.

٩٩٠/٤٧ - وبالاسناد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن جده، عن أبي عبداللهعليه‌السلام : أن الله (جل اسمه) أنزل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمّد، هذا كتاب وصيتك إلى النجيب من أهلك. قال: وما النجيب من أهلي، يا جبرئيل؟ فقال: عليّ بن أبي طالب.

وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليّعليه‌السلام وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه، ففك عليّعليه‌السلام خاتما منها وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسنعليه‌السلام ففك خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى أخيه الحسينعليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه: أن اخرج بقوم إلى الشهادة ولا شهادة لهم إلا معك، واشر نفسك لله (عزّوجلّ)، ففعل، ثم دفعه إلى عليّ بن الحسينعليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه: اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتّى يأتيك اليقين! ففعل، ثم دفعه إلى محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام ففك خاتما فوجد

٤٤١

فيه: حدث الناس وأفتهم، ولا تخافن إلا الله، فإنه لا سبيل لأحد عليك، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه: حدث الناس وأفتهم، وانشر علوم أهل بيتك، وصدق آباءك الصالحين، ولا تخافن أحدا إلا الله، فأنت في حرز وأمان، ففعلت، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر، وكذلك يدفعه إلى من بعده، ثم كذلك إلى القائم(١) المهديعليه‌السلام .

٩٩١/٤٨ - وبالاسناد، قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنا سيد النبيين، ووصيي سيد الوصيين، وأوصياؤه سادة الأوصياء، إن آدمعليه‌السلام سأل الله (عزّوجلّ) أن يجعل له وصيا صالحا، فأوحى الله إليه: أني أكرمت الأنبياء بالنبوة، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء.

ثم أوحى الله (عزّوجلّ) إليه: يا آدم، اوص إلى شيث النبي، فأوصى آدمعليه‌السلام إلى شيث، وهو هبة بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة، فزوجها ابنه شيث، وأوص شبان إلى مجلث وأوصى مجلث إلى محوت، وأوصى محوت إلى علميشا، وأوصى علميشا إلى اخنوخ وهو إدريس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إدريس إلى ناحور، ودفعها ناحور إلى نوح النبيّعليه‌السلام ، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر إلى برغيشاشا، وأوصى برغيشاشا إلى يافث، وأوصى يافث إلى بره، وأوصى بره إلى جفيسة، وأوصى جفيسة إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليلعليه‌السلام وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى بثريا، وأوصى بثريا إلى شعيب، وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع إلى داودعليه‌السلام ، وأوصى داود إلى سليمان، وأوصى سليمان

____________________

(١) في نسخة: إلى قيام.

٤٤٢

إلى آصف بن برخيا وأرصى آصف إلى زكريا، ودفعها زكريا إلى عيسىعليه‌السلام وأوصى عيسى إلى شمعون بن خمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة.

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ودفعها إلي بردة، وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتّى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرن بك الأمة، ولتختلفن عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك في النار، والنار مثوى الكافرين.

٩٩٢/٤٩ - الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثنا أبوالعباس بن عقدة، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن إبراهيم العلوي، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ الخزاز، وهو ابن بنت إلياس، قال: حدّثنا ثعلبة بن ميمون، عن أبي عبداللهعليه‌السلام : قال: كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام يقول: إنما الدنيا فناء وعناء، وغير وعبر، فمن فنائها أن الدهر موتر قوسه مفوق نبله، يرمي الصحيح بالسقم، والحي بالموت، ومن عنائها أن المرء يجمع ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ومن غيرها أنك ترى المغبوط مرحوما والمرحوم مغبوطا، ليس منها إلا نعيم زائل، أو بؤس نازل، ومن عبرها أن المرء يشرف على أمله فيختطفه من دونه أجله(١) .

قال أبوعبداللهعليه‌السلام : وقال أميرالمؤمنين: كم من مستدرج بالاحسان إليه مغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله عبدا بمثل الإملاء له.

٩٩٣/٥٠ - ابن عقدة؟ قال: حدثني عبدالله بن إبراهيم بن قتيبة، قال: حدّثنا محمّد بن خالد البرقي، قال: حدّثنا زكريا المؤمن، وهو ابن آدم القمي الأشعري، عن إسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك الأشعري، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لا تستعن بالمجوس، ولو على أخذ قوائم شاتك وأنت تريد ذبحها.

٩٩٤/٥١ - ابن عقدة، قال: حدّثنا عبدالله بن إبراهيم بن قتيبة، قال: حدّثنا علي

____________________

(١) يأتي في الحديث: ١٠٨١.

٤٤٣

ابن الحكم، قال: حدّثنا سليمان بن جعفر، عن خالد الكيال، عن عبد العزيز الصائغ، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام أترى أن الله استرعى راعيا واستخلف خليفة ثم يحجب عنهم شيئا من أمورهم!

تمّ المجلس الخامس عشر، ويتلوه المجلس السادس عشر إن شاء الله

٤٤٤

[ ١٦ ]

المجلس السادس عشر

فيه روايات أبي المفضل الشيباني، رواها محمّد بن الحسن الطوسي عن الجماعة المسمين، عن أبي المفضل.

بسم الله الرحمن الرحيم

٩٩٥/١ - أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصقال، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا: حدّثنا أبوالمفضل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، قال: حدّثنا أحمد ابن سفيان بن العباس النحوي، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية، قال: حدثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، يعني الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان، عن ابن عباس، قال: اجتمع المشركون في دار الندرة ليتشاوروا في أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأتى جبرئيلعليه‌السلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبره الخبر، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المبيت أمر علياعليه‌السلام أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات عليّعليه‌السلام وتغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينام فيه، وجعل السيف إلى جنبه، فلما اجتمع اولئك النفر من قريش يطوفون ويرصدونه ويريدون قتله، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم جلوس على

٤٤٥

الباب، عددهم خمسة وعشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذرها على رؤوسهم هو يقرأ( يس ، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) حتّى بلغ( فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) (١) فقال لهم قائل: ما تنظرون قد والله خبتم وخسرتم، والله لقد مر بكم وما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا. فقالوا: والله ما أبصرناه. قال: فأنزل الله (عزّوجلّ)( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (٢) .

٩٩٦/٢ - حدّثنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الامام بأنطاكية، قال: حدّثنا محفوظ بن بحر، قال: حدّثنا الهيثم بن جميل، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن عليّ بن الحسين (صلوات الله عليه) في قول الله (عزّوجلّ):( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ) (٣) .

قال: نزلت في عليّعليه‌السلام حين بات على فراش رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٩٩٧/٣ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن العباس اليزيدي النحوي، قال: حدّثنا الخليل بن أسد، أبوالأسود النوشجاني، قال: حدّثنا أبوزيد سعيد بن أوس، يعني الانصاري النحوي، قال: كان أبوعمرو بن العلاء إذا قرأ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ) قال: كرم الله عليا، فيه نزلت هذه الآية.

٩٩٨/٤ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قال: حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجرائي، قال: حدّثنا محمّد بن كثير الملائي، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة، عن الحسن بن أبي الحسن، عن

____________________

(١) سورة يس ٣٦: ١ و ٢ - ٩.

(٢) سورة الأنفال ٨: ٣٠.

(٣) سورة البقرة ٢: ٢٠٧.

٤٤٦

أنس بن مالك، قال: لما توجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الغار ومعه أبوبكر، أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياعليه‌السلام أن ينام على فراشه ويتوشح ببردته، فبات عليّعليه‌السلام موطنا نفسه على القتل، وجاءت في رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه ورأوه علياعليه‌السلام تركوه وتفرقوا في طلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأنزل الله (عزّوجلّ):( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) .

٩٩٩/٥ - أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبوالمفضل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد المحاربي، قال: حدّثنا أبويحيى التيمي، عن عبدالله بن جندب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن مجاهد، قال: فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغار، فقال عبدالله بن شداد بن الهاد: وأين أنت من عليّ بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنه يقتل؟ فسكتت ولم تحر جوابا.

١٠٠٠/٦ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوأحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي، قال: حدثني أبي، قال: حدّثنا الحسين بن زيد، عن عبدالله بن محمّد بن عمر ابن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن جعده بن هبيرة، عن أبيه، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: لما أمر الله (تعالى) نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالهجرة وأنام علياعليه‌السلام في فراشه ووشحه ببرد له حضرمي، ثم خرج، فإذا وجوه قريش على بابه، فأخذ حفنة من تراب فذرها على رؤوسهم، فلم يشعر به أحد منهم، ودخل علي بيتي، فلما أصبح أقبل علي وقال: ابشري يا أم هانئ، فهذا جبرئيلعليه‌السلام يخبرني أن الله (عزّوجلّ) قد أنجى عليا من عدوه.

قالت: وخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع جناح الصبح إلى غار ثور، وكان فيه ثلاثا، حتّى سكن عنه الطلب، ثم أرسل إلى عليّعليه‌السلام وأمره بأمره وأداء أمانته.

٤٤٧

١٠٠١/٧ - أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبوالمفضل، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن محمّد بن مهرويه الصامغاني بقزوين، وجعفر بن إدريس القزويني المجاور بمكة، قالا: حدّثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثني أبي، وحدثني أحمد بن عليّ بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب الرقي بحلب، قال: حدّثنا أبي، قالوا: حدّثنا عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: حدثني أبي جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي محمّد بن عليّعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي الحسينعليه‌السلام ، قال: حدثني عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان. ولفظ الحديث لداود بن سليمان عن الرضاعليه‌السلام .

١٠٠٢/٨ - قال أبوالمفضل: وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الحريري الطبري بآمل طبرستان، قال: حدّثنا أبوياسر عمار بن رجاء الاستراباذي، وأبوبكر محمّد بن عطية الرازي، وأبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي وغيرهم، قالوا: حدّثنا عبد السلام بن صالح أبوالصلت الهروي، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: الايمان قول باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان.

قال أبوحاتم: قال أبوالصلت: لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرئ بإذن الله.

١٠٠٣/٩ - قال أبوالمفضل: وهذا حديث لم يحدث به عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام من رواية الرضا عن آبائهعليهم‌السلام وأجمع على هذا القول أئمة أصحاب الحديث فيما أعلم، واحتجوا بهذا الحديث على المرجئة، ولم يحدث به فيما أعلم إلا موسى بن جعفر عن أبيه (صلوات الله عليهما)، وكنت لا أعلم أن أحدا رواه عن موسى بن جعفرعليه‌السلام إلا ابنه الرضاعليه‌السلام حتّى حدّثناه محمّد بن عليّ بن معمر الكوفي، وما كتبته إلا عنه، قال: حدّثنا عبدالله

٤٤٨

ابن سعيد البصري العابد بسورا، قال: حدّثنا محمّد بن صدقة ومحمّد بن تميم، قالا: حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه بأسناده مثله سواء.

١٠٠٤/١٠ - أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبوالمفضل، قال: حدّثنا أبوعلي محمّد بن همام، قال: حدّثنا عبيد الله بن عبدالله بن طاهر أبوأحمد المصعبي، قال: كنت في مجلس أخي طاهر بن عبدالله بن طاهر بخراسان، وفي مجلسه يومئذ إسحاق بن راهويه الحنظلي وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي وجماعة من الفقهاء وأصحاب الحديث، فتذاكروا الإيمان، فابتدأ إسحاق بن راهويه فتحدث فيه بعدة أحاديث، وخاض الفقهاء وأصحاب الحديث في ذلك، وأبو الصلت ساكت، فقيل له: يا أبا الصلت ألا تحدّثنا، فقال: حدثني الرضا عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام وكان والله رضاكما وسم بالرضا، قال: حدّثنا الكاظم موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي الصادق، قال: حدثني أبي الباقر، قال: حدثني أبي السجاد، قال: حدثني أبي الحسين سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيد الشهداء، قال: حدثني أبي الوصي عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الإيمان عقد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان.

قال: فخرس أهل المجلس كلهم، ونهض أبوالصلت، فنهض معه إسحاق بن راهويه والفقهاء، فاقبل إسحاق بن راهويه على أبي الصلت وقال له ونحن نسمع: يا أبا الصلت، أي إسناد هذا؟ فقال: يابن راهويه هذا سعوط المجانين، هذا عطر الرجال ذوي الالباب.

١٠٠٥/١١ - أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبوالمفضل، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن عبيد الله بن راشد الطاهري الكاتب، في دار عبدالرحمن بن عيسى بن داود ابن الجراح وبحضرته إملاء يوم الثلاثاء لتسع خلون من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، قال: حملني عليّ بن محمّد بن الفرات في وقت من الأوقات برا واسعا إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبدالله بن طاهر، فأوصلته إليه، ووجدته على

٤٤٩

إضاقة شديدة، فقبله وكتب في الوقت بديهة:

أياديك عندي معظمات جلائل

طوال المدى شكري لهن قصير

فان كنت عن شكري غنيا فانني

إلى شكر ما أوليتني لفقير

قال: فقلت: هذا - أعز الله الأمير - حسن. قال: أحسن منه ما سرقته منه. فقلت: وما هو؟

قال: حديثان حدثني بهما أبوالصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: حدثني أبوالحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي، عن جدي جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جده أميرالمؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين)، قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة.

وحدثني أبوالصلت بهذا الإسناد، قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله (عزّوجلّ) فيأمر به إلى النار، فيقول: أي رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن! فيقول الله: أي عبدي إني أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي. فيقول: أي رب أنعمت علي بكذا فشكرتك بكذا، وأنعمت علن بكذا وشكرتك بكذا؟ فلا يزال يحصي النعمة ويعدد الشكر، فيقول الله (تعالى): صدقت عبدي إلا أنك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يديه، وإني قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتّى يكشر من ساقها من خلقي إليه.

قال: فانصرفت بالخبر إلى عليّ بن الفرات، وهو في مجلس أبي العباس أحمد ابن محمّد بن الفرات، وذكرت ما جرى، فاستحسن الخبر وانتسخه، وردني في الوقت إلى أحمد أبي عبيد الله بن عبدالله ببر واسع من بر أخيه، فأوصلته إليه، فقبله وسر به، وكتب إليه:

شكريك معقود بايماني

حكم في سري وإعلاني

عقد ضمير وفم ناطق

وفعل أعضاء وأركان

فقلت: هذا - أعزّ الله الأمير - أحسن من الأول. فقال: أحسن منه ما سرقته منه.

٤٥٠

قلت: وما هو؟

قال: حدّثنا أبوالصلت عبد السلام بن صالح بنيشابور، قال: حدثني أبوالحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي موسى الكاظم، قال: حدثني أبي جعفر الصادق، قال: حدثني أبي محمّد بن عليّ الباقر، قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين السبط، قال: حدثني أبي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليهم)، قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الايمان عقد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان.

قال: فعدت إلى أبي العباس بن الفرات فحدثته بالحديث فانتسخه.

قال أبوأحمد: وكان أبوالصلت في مجلس أخي بنيشابور وحضر مجلسه متفقهة نيشابور وأصحاب الحديث منهم، وفيهم إسحاق بن راهويه، فأقبل إسحاق على أبي الصلت، فقال: يا أبا الصلت، أي إسناد هذا ما أغربه وأعجبه! قال: هذا سعوط المجانين الذي إذا سعط به المجنون برئ بإذن الله (تعالى).

قال أبوالمفضل: حدثت عن أبي عليّ بن همام عما تقدم من حديثه عن أبي أحمد، وسألني في الحديث الثاني أن أمليه عليه من أجل الزيادة فيه والشعر فأمليته عليه.

١٠٠٦/١٢ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين ابن حفص الخثعمي، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: حدّثنا أرطاة بن حبيب الاسدي، قال: حدّثنا عبيد بن ذكوان، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي قال: حدثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره، قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره، قال: سمعت أبي الحسين بن عليّ وهو آخذ بشعره، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب وهو آخذ بشعره، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو آخذ بشعره، قال: من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله (عزّوجلّ)، ومن آذى الله (عزّوجلّ) لعنه ملأ السموات وملأ الأرض، وتلا( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ

٤٥١

وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (١) .

١٠٠٧/١٣ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم ابن زكريا المحاربي، قال: حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم، قال: حدثني أبي، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (صلوات الله عليهم)، قال: أتى رجل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله، أي الخلق أحب إليك؟ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا إلى جنبه هذا وابناه وامهما، هم مني وأنا منهم، وهم معي في الجنة هكذا، وجمع بين إصبعيه.

١٠٠٨/١٤ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن همام بن ملاس النميري المعدل بدمشق، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليه، قال: حدّثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (صلوات الله عليهم)، قال: من أعطي الدعاء لم يحرم الاجابة، ومن اعطي الشكر لم يمنع الزيادة؟ وتلا أبوجعفرعليه‌السلام ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (٢) .

١٠٠٩/١٥ - أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبوالمفضل، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن عبيد الله بن راشد الطاهري الكاتب، قال: سمعت الامير أبا أحمد عبيد الله ابن عبدالله بن طاهر المصعبي، يقول: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: سمعت الرضا عليّ بن موسىعليه‌السلام يقول: إذا ولي الظالم الظالم فقد انتصف الحق، وإذا ولي العادل العادل فقد اعتدل الحق، وإذا ولي العادل الظالم فقد استراح الحق، وإذا ولي العبد الحر فقد استرق الحق.

١٠١٠/١٦ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد ابن محمود ابن بنت الأشج الكندي الكوفي نزيل أسوان بها سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمن أبوجعفر الذهلي الكوفي بمصر، قال: حدّثنا

____________________

(١) سورة الأحزاب ٣٣: ٥٧.

(٢) سورة إبراهيم ١٤: ٧.

٤٥٢

عبدالرحمن بن أبي حفاد المقرئ، قال: حدّثنا أبوالعلاء الخفاف، يعني خالد بن طهمان، عن شجرة، قال: قال أبوجعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام : يا شجرة، بحبنا تغفر لكم الذنوب.

١٠١١/١٧ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أحمد بن عبيد الله ابن عمار الثقفي الكاتب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي، قال: حدّثنا محمّد بن الحارث بن بشير الزينبي، قال: حدثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي، عن عباد المنقري، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، مال: مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بظبية مربوطة بطنب فسطاط، فلما رأته أطلق الله (عزّوجلّ) لسانها فكلمته فقالت: يا رسول الله، إني أم خشفين عطشانين، وهذا ضرعي قد امتلأ لبنا، فخلني لانطلق فأرضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت. فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وكيف وأنت ربيطة قوم وصيدهم. قالت: بلى يا رسول الله، أنا أجئ فتربطني أنت بيدك كما كنت.

فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى سبيلها، فلم تلبث إلا يسيرا حتّى رجعت، وقد أفرغت ما في ضرعها، فربطها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما كانت، ثم سأل: لمن هذا الصيد؟ فقيل له: هذه لبني فلان، فأتاهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان الذي أقنصها منهم منافقا، فرجع عن نفاقه وحسن إسلامه، فكلمه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيعها ليشتريها منه، قال: بل أخلي سبيلها فداك أبي وأمي يا نبي الله. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو أن البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا.

١٠١٢/١٨ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد ابن سليمان بن الحارث الباغندي، قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي، قال: حدّثنا إبراهيم بن المختار، قال: حدّثنا النضر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الاصبغ بن نباتة، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث

٤٥٣

الله (عزّوجلّ) إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي(١) .

١٠١٣/١٩ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني عليّ بن أحمد بن سيابة الماوردي بعدن، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن كثير الهاشمي الحارثي بالفلج، قال: حدثني حماد بن عيسى الجهني، قال: حدثني عمر بن أذينة العبدي عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، وحدثنيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليهم) قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: نية المؤمن أبلغ من عمله، وكذلك الفاجر.

١٠١٤/٢٠ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن جعفر أبوعبدالله العلوي الحسني، قال: حدّثنا حمزة بن أحمد بن عبدالله بن محمّد ابن عمر بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدثني عمي عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: جاء رجل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله، عندي دينار فما تأمرني به؟ قال: أنفقه على امك. قال: عندي آخر فما تأمرني به؟ قال: أنفقه على أبيك. قال: عندي آخر فما تأمرني به؟ قال: أنفقه على أخيك. قال: عندي آخر فما تأمرني به؟ ولا والله ما عندي غيره. قال: أنفقه في سبيل الله، وهو أدناها أجرا.

١٠١٥/٢١ - أخبرنا جماعة، قالوا: أخبرنا أبوالمفضل، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزاز أبوالعباس القرشي، قال: حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن عليّ (صلوات الله عليهم)، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النظر إلى العالم عبادة، والنظر إلى الامام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ توده في الله (عزّوجلّ) عبادة.

١٠١٦/٢٢ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوالليث محمّد بن

____________________

(١) يأتي في الحديث: ١١١٧.

٤٥٤

معاذ بن سعيد الحضرمي بالجار، قال: أخبرنا أحمد بن المنذر أبوبكرالصنعاني، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن همام، عن أبيه همام بن نافع، عن همام بن منبه، عن حجر، يعني المدري، قال: قدمت مكة وبها أبوذررحمه‌الله جندب بن جنادة، وقدم في ذلك العام عمر بن الخطاب حاجا، ومعه طائفة من المهاجرين والأنصار فيهم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر جالس إذ مر بنا عليّعليه‌السلام ووقف يصلي بإزائنا، فرماه أبوذر ببصره، فقلت: يرحمك اللهيا أباذرّ، إنك لتنظر إلى علي فما تقلع عنه؟ قال: إني أفعل ذلك وقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: النظر إلى علي عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في الصحيفة - يعني صحيفة القرآن - عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة.

١٠١٧/٢٣ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبد الجبار السدوسي بالسيرجان، قال: حدثني عمي محمّد بن عبد الجبار، قال: حدّثنا حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن عبدالرحمن بن اذينه العبدي، عن أبيه، وأبان مولاهم، عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما مقبلا على عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يتلو هذه الآية( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) (١) فقال: يا علي، إن ربي (عزّوجلّ) ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمتي وحظر ذلك عمن ناصبك وناصب ولدك من بعدك.

١٠١٨/٢٤ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوأحمد عبيد الله ابن الحسين بن إبراهيم بن عليّ العلوي النصيبي العبد الصالحرحمه‌الله قال: حدثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي العباسي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الحسين بن زيد وعبدالله بن إبراهيم الجعفري جميعا، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده عن الحسين بن علي، عن أبيه عليعليهم‌السلام ، قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أبا ذر،

____________________

(١) سورة الاسراء ١٧: ٧٩.

٤٥٥

من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم. قال: يا رسول الله، وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، إنه لا يحبنا أهل البيت إلا من طاب مولده.

١٠١٩/٢٥ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوعبدالله جعفر ابن محمّد بن جعفر الحسني، قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي، قال: حدثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبدالله.

قال أحمد بن عبد المنعم: وحدّثنا عبيد الله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّعليهم‌السلام ، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّعليه‌السلام : يا علي، ألا أسرك، ألا أمنحك، ألا ابشرك؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: إني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم سوى شيعتنا فإنهم يدعون باسماء آبائهم لطيب مولدهم.

١٠٢٠/٢٦ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني محمّد بن جعفر ابن محمّد بن رياح الأشجعي، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب الاسدي، قال: أخبرنا أرطاة بن حبيب، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام ، قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسفعليه‌السلام ، فشاورت في ذلك، فقيل لها: إنا نخافه عليك. قالت: كلا إني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته، فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: أليس هذا أحسن، أليس هذا أجمل؟ فقالت: إني كنت بليت منك بأربع خصال: كنت أجمل أهل زماني، وكنت أجمل أهل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا.

فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان، كتب يعقوب إلى يوسفعليهما‌السلام وهو لا يعلم أنه يوسف: (بسم الله الرحمن الرحيم. من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله (عزّوجلّ) إلى عزيز آل فرعون. سلام عليك، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلا

٤٥٦

هو.

أما بعد: فإنا أهل بيت تولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيمعليه‌السلام ألقي في النار في طاعة ربه، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن وكان من أعز الناس عندي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من أمه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري فيذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فإني أشهدك أني لم أسرق ولم ألد سارقا).

فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال:( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) (١) .

قال أبوالمفضل: اختلف الناس في الذبيح وقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنا ابن الذبيحين) يعني إسماعيل وعبدالله أباهعليهما‌السلام ، والعرب مجمعة أن الذبيح هو إسماعيل وأنا أقول: اختلفت روايات العامة والخاصة في الذبيح من هو، والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر ولاجماع علماء أهل البيت على أنه إسماعيل.

١٠٢١/٢٧ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق، قال: حدّثنا أبوهمام الوليد بن شجاع السكوني، قال: حدّثنا مخلد بن الحسين بالمصيصة، عن موسى بن سعيد الراسبي، قال: لما قدم يعقوب على يوسفعليهما‌السلام خرج يوسفعليه‌السلام فاستقبله في موكبه، فمر بامرأة العزيز وهي تعبد في غرفة لها، فلما رأته عرفته فنادته بصوت حزين: أيها الراكب، طالما أحزنتني، ما أحسن التقوى كيف حررت العبيد، وما أقبح الخطيئة كيف عبدت الأحرار!

١٠٢٢/١٨ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا رجاء بن يحيى أبوالحسين العبرتائي، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد الانباري كاتب المنتصر، قال: حدثني زياد بن مروان القندي، عن جراح بن مليح أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن

____________________

(١) سورة يوسف ١٢: ٩٣.

٤٥٧

الحارث الهمداني، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي، ما من عبد إلا وله جواني وبراني - يعني سريرة وعلانية - فمن أصلح جوانيه أصلح الله (عزّوجلّ) برانيه، ومن أفسد جوانيه أفسد الله برانيه، وما من أحد إلا وله صيت في أهل السماء وصيت في أهل الأرض، فإذا حسن صيته في أهل السماء وضع ذلك له في أهل الأرض، وإذا ساء صيته في أهل السماء وضع ذلك له في الأرض، فسأله عن صيته ما هو؟ قال: ذكره.

١٠٢٣/٢٩ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد ابن عبدالله بن وهب أبوعلي المالكي، قال: حدّثنا أحمد بن هلال الكرخي، قال: حدّثنا زياد، يعني ابن مروان القندي، قال: حدثني الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كل معروف صدقة إلى غني أو فقير، فتصدقوا ولو بشق تمرة، واتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن الله (عزّوجلّ) يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتّى يوفيه إياها يوم القيامة، وحتّى تكون أعظم من الجبل العظيم.

١٠٢٤/٣٠ - أخبرنا جماعة، قالوا: حدّثنا أبوالمفضل، قال: حدثني إسحاق ابن محمّد بن مروان الكوفي ببغداد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا يحيى بن سالم الفراء، عن حماد بن عثمان، عن جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه)، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر، يرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبتان من در وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمن هذا القصر؟ قال: هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام.

قال عليّعليه‌السلام : فقلت: يا رسول الله، وفي امتك من يطيق هذا؟ قال: أتدري ما إطابة الكلام؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: من قال: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)؟ أتدري ما إدامة الصيام؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوما، أتدري ما إطعام الطعام؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال:

٤٥٨

من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: من لم ينم حتّى يصلي العشاء الآخرة، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما.

١٠٢٥/٣١ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن دليل بن بشر الاسكندراني مولى بني هاشم ببغداد سنة عشر وثلاث مائة، قال: حدّثنا أحمد ابن الوليد بن برد الأنطاكي الكبير، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّعليهم‌السلام ، عن ابي لأبي لبابة الأنصاري، عن أبيه أبي لبابة عمرو بن عبد المنذر، أنه جاء يتقاضى أبا اليسر، واسمه كعب بن عمرو، دينا له عليه، فقال أبواليسر لأهله: قولوا ليس هو هاهنا، فسمعه أبولبابة، فصاح به: يا أبا اليسر، اخرج إلي فخرج إليه فقال: ما حملك على هذا؟ قال: العسر. قال: الله، قال: الله، فقال: أبولبابة: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من يحب منكم أن يستظل من فور جهنم؟ قال: قلنا: كلنا نحب ذلك يا نبي الله. قال: من أحب ذلك فلينظر غريما، أو ليدع لمعسر(١) .

١٠٢٦/٣٢ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن محمود ابن بنت الأشج الكندي بأسوان، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمن الذهلي، قال: حدّثنا أبوحفص الأعشى الكاهلي، قال: حدثني فضيل الرسان، عن أبي عمر مولى ابن الحنفية، عن أبي عمر زاذان، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد، قال: رأيت أبا ذررضي‌الله‌عنه متعلقا بحلقة باب الكعبة فسمعته يقول: أنا جندب لمن عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية، فهو من شيعة الدجال، إنما مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في لجة البحر، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ألا هل بلغت، ألا هل بلغت؟ قالها ثلاثا.

____________________

(١) تقدم في الحديث: ١٢٣.

٤٥٩

١٠٢٧/٣٣ - اخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قال: حدّثنا منذر ابن جفير العبدي، قال: حدّثنا عليّ بن أبي فاطمة الغنوي، قال: كنت عند أبي بردة بن أبي موسى وعنده العيزار بن جرول التميمي، قال أبوبردة: إن أهل الكوفة كانوا يدعون الله (عزّوجلّ) أن ينصر المظلوم، فنصر الله علياعليه‌السلام على أهل الجمل، فقال له العيزار بن جرول التميمي: ألا أحدثك بحديث سمعته من ابن عباس؟ قال أبوبردة: بلى. قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كيف أنتم يا معشر قريش إذا كفرتم وضرب بعضكم وجه بعض بالسيف، ثم تعرفوني أضربكم في كتيبة من الملائكة، فأتاه جبرئيل فقال: أنت إن شاء الله أو علي. فقال أبوبردة: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: نعم.

١٠٢٨/٣٤ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد أبوالطيب الجعفي الدهان بالكوفة، قال: حدثني عباد بن سعيد الجعفي وهو جده لأمه، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول، قال: حدّثنا صالح بن أبي الاسود، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذررحمه‌الله ، قال: شهدت مع عليّعليه‌السلام يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل الناس، فلما زالت الشمس كشف الله ذلك عني، فقاتلت مع أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، ثم أتيت بعد ذلك أم سلمة زوج النبيّ (صلّى الله عليه وآله ورحمها)، فقصصت عليها قصتي، فقالت: كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟ قال: قلت: إلى أحسن ذلك والحمد لله، كشف الله (عزّوجلّ) ذلك عني عند زوال الشمس، فقاتلت مع أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) قتالا شديدا. فقالت: أحسنت، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: علي مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا علي الحوض(١) .

____________________

(١) يأتي في الحديث: ١١٠٨.

٤٦٠