الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي0%

الأمالي الشيخ الطوسي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 799

الأمالي الشيخ الطوسي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
تصنيف: الصفحات: 799
المشاهدات: 898122
تحميل: 9557


توضيحات:

الأمالي الشيخ الطوسي المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 799 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 898122 / تحميل: 9557
الحجم الحجم الحجم
الأمالي الشيخ الطوسي

الأمالي الشيخ الطوسي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة.

١٢٠٤/٩ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا الحسن ابن عليّ بن عاصم البزوفري، قال: حدّثنا سليمان بن داود أبوأيوب الشاذكوني المنقري، قال: حدّثنا حفص بن غياث القاضي، قال: كنت عند سيد الجعافرة جعفر ابن محمّدعليهما‌السلام لما أقدمه المنصور، فأتاه ابن أبي العوجاء، وكان ملحدا، فقال له: ما تقول في هذه الآية( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ) (١) ، هب هذه الجلود عصيت فعذبت، فما بال الغيرية؟ فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : ويحك هي هي، وهي غيرها.

قال: أعقلني هذا القول. فقال له: أرأيت لو أن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها، ثم صب عليها الماء وجبلها، ثم ردها إلى هيئتها الاولى، ألم تكن هي هي، وهي غيرها؟ فقال: بلى، أمتع الله بك.

١٢٠٥/١٠ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا الحسن ابن عليّ بن عاصم البزوفري، قال: حدّثنا سليمان بن داود أبوأيوب الشاذكوني المنقري، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: وجدت علوم الناس كلها في أربع خلال. أولها أن تعرف ربك، والثانية أن تعرف ما صنع، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك(٢) .

١٢٠٦/١١ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاث مائة، قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل الابرش، قال: حدثني محمّد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم. قال أبوالمفضل: وحدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي

____________________

(١) سورة النساء ٤: ٥٦.

(٢) يأتي في الحديث: ١٣٥١.

٥٨١

- واللفظ له -، قال: حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجرائي، قال: حدثني سلمة بن صالح الجعفي، عن سليمان الاعمش وأبي مريم جميعا، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله ابن الحارث بن نوفل، عن عبدالله بن عباس، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: لما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لي: يا علي، إن الله (تعالى) أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين، قال: فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أناديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره، فصمت على ذلك، وجاءني جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد، إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك (عزّوجلّ)، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملا لنا عسا(٢) من لبن، ثم اجمع بني عبد المطلب حتّى اكلمهم، وأبلغهم ما امرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس وأبو لهب.

فلما اجتمعوا لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جذمة(٣) من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتّى صدروا، ما لهم بشئ من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكلمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول،

____________________

(١) سورة الشعراء ٢٦: ٢١٤.

(٢) العس: القدح الكبير.

(٣) أي قطعة.

٥٨٢

فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. قال: ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالامس، وأكلوا حتّى ما لهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا منه جميعا.

ثم تكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله (عزّوجلّ) أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري، فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟ قال: فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا. قال: فقمت وإني لاحدثهم سنا، وأرمصهم(١) عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم(٢) ساقا. فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به. قال: فأخذ بيدي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

١٢٠٧/١٢ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أحمد ابن عيسى بن محمّد بن الفراء الكبير سنة عشر وثلاث مائة، قال: حدّثنا القاسم بن إسماعيل الانباري، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد، قال: حدّثنا معتب مولى عبدالله بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: جاء أعرابي إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يارسول الله، هل للجنة من ثمن؟ قال: نعم.

قال: ما ثمنها؟ قال: « لا إله إلا الله » يقولها العبد الصالح مخلصا بها.

قال: وما إخلاصها؟ قال: العمل بما بعثت به في حقه، وحب أهل بيتي.

قال: وحب أهل بيتك لمن حقها؟ قال: أجل، إن حبهم لاعظم حقها.

____________________

(١) الارمص: الذي في عينه الرمص، وهو وسخ أبيض جامد يجتمع في الموق.

(٢) أحمش الساقين: دقيقهما.

٥٨٣

١٢٠٨/١٣ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عبدالله ابن محمّد بن عبيد بن ياسين بن محمّد بن عجلان مولى الباقرعليه‌السلام ، قال: حدثني أبي، عن جده ياسين بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عجلان، قال: أصابتني فاقة شديدة ولا صديق لمضيق، ولزمني دين ثقيل وغريم يلج باقتضائه، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد، وهو يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني ويينه، وشعر بذلك من حالي محمّد بن عبدالله بن عليّ بن الحسين، وكان بيني وبينه قديم معرفة، فلقيني في الطريق فأخذ بيدي وقال لي: قد بلغني ما أنت بسبيله، فمن تؤمل لكشف ما نزل بك؟ قلت: الحسن ابن زيد.

فقال: إذن لا تقضى حاجتك ولا تسعف بطلبتك، فعليك بمن يقدر على ذلك، وهو أجود الاجودين، فالتمس ما تؤمله من قبله، فإني سمعت ابن عمي جعفر بن محمّد يحدث عن ابيه عن جده، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه إليه. وعزتي وجلالي لاقطعن أمل كل مؤمل غيري بالاياس، ولا كسوته ثوب المذلة في الناس، ولابعدنه من فرجي وفضلي، أيؤمل عبدي في الشدائد غيري، أو يرجو سواي! وأنا الغني الجواد، بيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني، ألم يعلم أنه ما أوهنته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري، فما لي أراه بأمله معرضا عني، قد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرض عني ولم يسألني وسأل في نائبته غيري! وأنا الله ابتدئ بالعطية قبل المسألة، أفأسال فلا أجيب؟ كلا أو ليس الجود والكرم لي، أو ليس الدنيا والآخرة بيدي، فلو أن أهل سبع سماوات وأرضين سألوني جميعا فأعطيت كل واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟ فيا بؤس لمن عصاني ولم يراقبني.

فقلت: يابن رسول الله، أعد علي هذا الحديث، فأعاده ثلاثا فقلت: لا والله لا سألت أحدا بعد هذا حاجة، فما لبثت أن جاءني برزق وفضل من عنده.

١٢٠٩/١٤ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبو

٥٨٤

عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني، قال: حدّثنا موسى بن عبدالله بن موسى الحسني، عن جده موسى بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن الحسن، وعميه إبراهيم والحسن ابني الحسن، عن أمهم فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن جدها عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: النساء عي وعورات، فاستروا عيهن بالسكوت، وعورتهن بالبيوت(١) .

١٢١٠/١٥ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوعلي أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق العلوي العريضي بحران، قال: حدّثنا جدي الحسين بن إسحاق بن جعفر، عن أبيه، عن أخيه موسىعليه‌السلام ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: يقول الله (عزّوجلّ): ما من مخلوق يعتصم دوني إلا قطعت أسباب السماوات وأسباب الارض من دونه، فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والارض رزقه، فإن دعاني أجبته، لم ان سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت له.

١٢١١/١٦ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا إبراهيم ابن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه، قال: حدّثنا عبدالله بن الهيثم ابن عبداللثه الانماطي البغدادي من ساكني حلب سنة ست وخمسين ومائتين، قال: حدّثنا الحسين بن علوان الكلبي ببغداد سنة مائتين، قال: حدثني عمرو بن خالد الواسطي، عن محمّد وزيد ابني علي، عن أبيهما عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كمن يستطعم.

____________________

(١) يأتي في الحديث: ١٣٨٢.

٥٨٥

[ ٢٥ ]

مجلس يوم الجمعة

السادس عشر من ربيع الاول سنة سبع وخمسين وأربع مائة

فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمّد بن عبدالله الشيباني.

بسم الله الرحمن الرحيم

١٢١٢/١ - حدّثنا الشيخ أبوجعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي (قدس الله روحه)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوحامد محمّد بن هارون بن حميد الحضرمي، قال: حدّثنا محمّد بن صالح بن النطاع أبوعبدالله البصري، قال: حدّثنا المنذر بن زياد الطائي، قال: حدّثنا عبدالله بن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن أبيه، عن جده، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من أجرى الله على يده فرجا لمسلم، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة.

١٢١٣/٢ - وعنه، باسناده عن جده: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم، غفر الله له ذنوبه.

١٢١٤/٣ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوحامد محمّد بن هارون، وأحمد بن عبيدالله بن محمّد بن عمار الثقفي، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن إسحاق بن عبدالله بن

٥٨٦

الحارث، عن أبيه، عن عبدالله بن العباس، قال: لما نزلت( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) (١) اخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين فلان وفلان حتّى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثم قال لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : أنت أخي، وأنا أخوك.

١٢١٥/٤ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبي عبدالله بن المطلب الشيباني سنة ست عشرة وثلاث مائة - وفيها مات -، قال: حدّثنا إبراهيم بن بشر بالكوفة، قال: حدّثنا منصور بن أبي نويرة الاسدي، قال: حدّثنا عمرو ابن شمر، عن إبراهيم بن عبد الاعلى، عن سعد بن حذيفة بن اليمان، عن أبيه، قال: آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الانصار والمهاجرين إخوة الدين، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال. هذا أخي. قال: حذيفة فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له في الانام شبه ولا نظير، وعليّ بن أبي طالب أخوه.

١٢١٦/٥ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا رجاء بن يحيى بن سامان أبوالحسين العبرتائي، قال: حدّثنا أحمد بن هلال في منزله بالكرخ، قال: حدّثنا عبدالاحد بن الحسن بن صالح كاتب الفضل بن الربيع، قال: حدّثنا الفضل ابن الربيع، عن أبيه الربيع، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي جعفر، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، قال: قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام لرجل من شيعته: اجهد أن لا يكون لمنافق عندك يد، فإن المكافئ عنك وعنهم الله (عزّوجلّ) بجنته، والمصطفى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشفاعته، والحسن والحسين بحوض جدهما.

١٢١٧/٦ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن محمّد بن الحارث بن زياد الليثئي المدني بالروضة من مسجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: حدثني أبي، قال: حدّثنا عبد الجبار بن سعيد المساحقي، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، قال:

____________________

(١) سورة الحجرات ٤٩: ١٠.

٥٨٧

سمع عامر بن عبدالله بن الزبير، وكان من عقلاء قريش، ابنا له ينتقص عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال له: يا بني، لا تنتقص عليا، فإن الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه، وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين.

يا بني، إن بني أمية لهجوا بسب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في مجالسهم ولعنوه على منابرهم، فإنما يأخذون والله بضبعيه إلى السماء مدا، وإنهم لهجوا بتقريظ ذويهم وأوائلهم من قومهم، فكأنما يكشفون منهم عن أنتن من بطون الجيف، فأنهاك عن سبه.

١٢١٨/٧ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن أبي حية وراق الجاحظ، قال: سمعت الجاحظ عمرو بن بحر يقول: سمعت النظام يقول: عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام محنة على المتكلم، إن وفاه حقه غلا، وإن بخسه حقه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادة اللسان، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي.

١٢١٩/٨ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوعبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني، قال: حدثني محمّد بن عليّ بن الحسين ابن زيد بن علي، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن عليعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمنا في سربه معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا(١)

١٢٢٠/٩ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبونصر الليث بن محمّد بن الليث العنبري إملاء من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستين ومائتين، قال: حدّثنا خالي أبو

____________________

(١) تقدم نحوه في الحديث: ٩٥٦.

٥٨٨

الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: كنت مع الرضاعليه‌السلام لما دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلما سار إلى المرتعة تعلقوا بلجام بغلته، وقالوا: يابن رسول الله، حدّثنا بحق آبائك الطاهرين، حدّثنا عن آبائك (صلوات الله عليهم أجمعين)، فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خز، فقال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة، عن أبيه أميرالمؤمنين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: أخبرني جبرئيل الروح الامين، عن الله (تقدست أسماؤه وجل وجهه) قال: إني أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها، أنه قد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي.

قالوا: يابن رسول الله، وما إخلاص الشهادة لله؟ قال: طاعة الله ورسوله، وولاية أهل بيتهعليهم‌السلام .

١٢٢١/١٠ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد ابن محمّد بن معقل العجلي الترمساني القرميسيني نزيل سهرورد، قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن بن بنت إلياس، قال: حدثني أبي، قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يحدث عن أبيه، عن جده، عن محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : غريبتان: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها، فإنه لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة.

١٢٢٢/١١ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقة، قال: حدّثنا أبوتراب عبيدالله بن موسى الروياني، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السنة سنتان: سنة في فريضة، الاخذ بها هدى وتركها ضلالة: وسنة

٥٨٩

في غير فريضة، الاخذ بها فضيلة، وتركها إلى غيرها خطيئة.

١٢٢٣/١٢ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني حنظلة بن زكريا القاضي التميمي بقزوين، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي، عن عليعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا حسب إلا بالتواضع، ولا كرم إلا بالتقوى، ولا عمل إلا بالنية.

قال: وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حسب المرء ماله، ومروءته عقله، وحلمه شرفه، وكرمه تقواه.

١٢٢٤/١٣ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني محمّد ابن أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي ببغداد في دار المثنى سنة ثمان وثلاث مائة إملاء، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس القندي، قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله العلوي، قال: حدثني أبي، عن خاله جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: وعظني جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد، أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه.

١٢٢٥/١٤ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي في منزله بمكة سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، قال: أخبرنا أحمد بن زياد، قال: حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سره أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه، ومن توضأ قبل الطعام وبعده عاش في سعة من رزقه، وعوفي من البلاء في جسده.

وزاد الموسوي في حديثه: قال هشام بن سالم: قال لي الصادقعليه‌السلام : يا هشام بن سالم، الوضوء هاهنا غسل اليد قبل الطعام وبعده.

٥٩٠

١٢٢٦/١٥ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عمران ابن محسن بن محمّد بن عمران بن طاوس الخطيب مولى الصادقعليه‌السلام بالموصل، قال: حدّثنا إدريس بن زياد الحناط بكفرتوثا، قال: حدثني الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور، وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، قال: سألت جعفر ابن محمّد بن عليّعليهم‌السلام على عهد مروان الحمار، فقلت: يا سيدي، أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها أميرالمؤمنينعليه‌السلام ما كان سببها؟ فحدثني عن أبيه محمّد بن علي، قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه، وعظم فيه عناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد خرج لصلاة الظهر، فصلى معه، فلما انصرف من الصلاة، أقبل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاعتنقه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه، فجعل عليّعليه‌السلام يحدثه وأسارير وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلمع نورا وسرورا بما حدثه، فلما أتى عليّعليه‌السلام على حديثه قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا أبشرك يا أبا الحسن. قال: بلى فداك أبي وأمي، فكم من خير بشرت به.

قال: إن جبرئيلعليه‌السلام هبط علي في وقت الزوال فقال لي: يا محمّد، هذا ابن عمك علي وارد عليك، وان الله (تعالى) أبلى المسلمين به بلاء حسنا، وإنه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به، ثم قال لي: يا محمّد، إنه من نجا من ذرية آدم بالله (عزّوجلّ)، فنجا من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم بالله (عزّوجلّ)، ونجا من تولى سام بن نوح وصي نوح، ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح بالله (عزّوجلّ)، ونجا من تولى إسماعيل - أو قال: إسحاق - وصي إبراهيم خليل الله، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم، ونجا إبراهيمعليه‌السلام بالله (عزّوجلّ)، ونجا من تولى يوشع وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى بالله (عزّوجلّ)، ونجا من تولى

٥٩١

شمعون وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله (عزّوجلّ)، ونجا يا محمّد من توك علئأ وزيرك في حياتك، ووصيك عند وفاتك، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله (عزّوجلّ).

يا محمّد، اني الله جعلك سيد الانبياء، وجعل عليا سيد الاوصياه وخيرهم، وجعل الائمّة من ذريتكما إلى أن يرث الله الارض ومن عليها، فسجد عليّعليه‌السلام وجعل يقلب وجهه على الارض شكرا.

٥٩٢

[ ٢٦ ]

مجلس يوم الجمعة

الثالث والعشرين من شهر ربيع الاول سنة سبع وخمسين وأربع مائة

فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمّد بن عبدالله الشيباني.

بسم الله الرحمن الرحيم

١٢٢٧/١ - حدّثنا الشيخ أبوجعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي (قدس الله روحه)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي، قال: حدّثنا عمرو بن هاشم أبومالك الجنبي، عن معروف بن خزبوذ المكي، عن عامر بن واثلة، عن أبي بردة الاسلمي، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، عن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.

١٢٢٨/٢ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوزيد محمّد بن أحمد بن سلام الاسدي بمراغة، قال: حدّثنا السري بن خزيمة بالري، قال: حدّثنا يزيد بن هاشم العبدي، عن مسمع بن عبد الملك، عن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جذته أم نجيد امرأة عمران بن حصين، عن ميمونة وأم سلمة زوجي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قالتا: استسقى الحسنعليه‌السلام ، فقام رسول الله فجدح له في غمر

٥٩٣

كان لهم - يعني قدحا يشرب فيه - ثم أتاه به، فقام الحسينعليه‌السلام ، فقال: اسقنيه يا أبه! فأعطاه الحسنعليه‌السلام ثم جدح للحسينعليه‌السلام فسقاه، فقالت فاطمةعليها‌السلام : كان الحسن أحبهما إليك؟ قال: إنه استسقى قبله، وإني وإياك وهما وهذا الراقد في مكان واحد في الجنة.

١٢٢٩/٣ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أحمد ابن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي، قالى: حدثني أبي، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود، عن أبيه، قال: قال معاوية لخالد ابن معمر: على م أحببت عليا؟ قال: على ثلاث خصال: على حلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا ولي.

١٢٣٠/٤ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن صالح بن فيض الساوي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الاشعري، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي حمزة، قال: كان عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: مهما أبهمت عنه البهائم فلم تبهم عن أربع: معرفتها بالرب (عزّوجلّ)، ومعرفتها بالانثى من الذكر، ومعرفتها بالموت، والفرار منه.

١٢٣١/٥ - وعنه، فال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزاز أبوالعباس القرشي، قال: حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال: حدّثنا بشار ابن ذراع، عن أخيه يسار، عن حمران، عن أبي عبدالله، عن أبيهعليه‌السلام ، عن جابر بن عبدالله، قال: بينا أميرالمؤمنينعليه‌السلام في جماعة من أصحابه أنا فيهم، إذ ذكروا الدنيا وتصرفها بأهلها، فذمها رجل، فذهب في ذمها كل مذهب، فقال له أميرالمؤمنينعليه‌السلام : أيها الذام للدنيا، أنت المتجرم عليها، أم هي المتجرمة عليك؟ فقال. بل أنا المتجرم عليها، يا أميرالمؤمنين.

قال: فبم تذمها؟ أليست منزل صدق لمن صدقها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار عافية لمن فهم عنها، ومساجد أنبياء الله، ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة؟ فمن ذا يذمها؟ وقد آذنت ببينها،

٥٩٤

ونادت بانقضائها، ونعت نفسها وأهلها، فمثلت ببلائها البلى، وتشوقت بسرورها إلى السرور تخويفا وترغيبا، فابتكرت بعافية، وراحت بفجيعة، فذمها رجال فرطوا غداة الندامة، وحمدها آخرون اكتسبوا فيها الخير.

فيا أيها الذام للدنيا، المغتر بغرورها، متى استذمت إليك، أم متى غرتك، أبمضاجع آبائك من البلى، أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى؟ كم مرضت بيديك، وعالجت بكفيك؟ تلتمس لهم الشفاء، وتستوصف لهم الاطباء، لم تنفعهم بشفاعتك، ولم تسعفهم في طلبتك، مثلت لك - ويحك - الدنيا بمصرعهم مصرعك، وبمضجعهم مضجعك، حين لا يغني بكاؤك، ولا ينفعك أحباؤك.

ثم التفت إلى أهل المقابر، فقال: يا أهل التربة، ويا أهل الغربة، أما المنازل فقد سكنت، وأما الاموال فقد قسمت، وأما الازواج فقد نكحت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثم أقبل على أصحابه فقال: والله لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم أن خير الزاد التقوى.

١٢٣٢/٦ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد أبوالقاسم الموسوي العلوي في منزله بمكة، قال: حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدّثنا عبدالله بن جبلة، عن حميد بن شعيب الهمداني، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام ، قال: لما احتضر أميرالمؤمنينعليه‌السلام جمع بنيه حسنا وحسينا وابن الحنفية والاصاغر من ولده، فوصاهم وكان في آخر وصيته: يا بني، عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم، وان فقدتم بكوا عليكم.

يا بني، إن القلوب جنود مجندة، تتلاحظ بالمودة، وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه.

١٢٣٣/٧ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبوجعفر القيسي الفقيه بأسوان إملاء من حفظه، قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن

٥٩٥

أبي طالبعليهم‌السلام بالمدينة، قال: حدثني أبي، عن جدي إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله.

١٢٣٤/٨ - ثم قال: حدثني أبي محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّعليه‌السلام ، قال: سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: بعثت بمكارم الاخلاق ومحاسنها.

١٢٣٥/٩ - وسمعتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: استتمام المعروف أفضل من ابتدائه.

١٢٣٦/١٠ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن محمّد بن جعفر الرزاز، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين، قال: حدثني أحمد بن الحسين بن إسماعيل الميثمي، عن المفضل بن صالح، عن جابر الجعفي، عن محمّد ابن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: لقي ملك رجلا على باب دار كان ربها غائبا، فقال له الملك: يا عبدالله، ما جاء بك إلى هذه الدار؟ فقال. أخ لي أردت زيارته. قال: الرحم ماسة بينك وبينه، أم نزعتك إليه حاجة؟ قال: لا، ولكني زرته في الله رب العالمين. قال: فابشر، فإني رسول الله إليك، وهو يقرئك السلام، ويقول لك: إياي قصدت، وما عندي أردت، فقد أوجبت لك الجنة، وعافيتك من غضبي.

١٢٣٧/١١ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، قال: حدثني محمّد بن عبيد المحاربي، قال: حدّثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن امه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن عليّعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا دخل المسجد قال: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج قال: اللهم افتح لي أبواب رزقك.

١٢٣٨/١٢ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عبدالله ابن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي سنة ستين ومائتين، قال: حدثني أبو

٥٩٦

الحسن عليّ بن موسى الرضا سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة.

١٢٣٩/١٣ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الازدي بأرتاح، قال: حدثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الاشعري سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسى، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث علياعليه‌السلام إلى اليمن فقال له وهو يوصيه: يا علي، أوصيك بالدعاء فإن معه الاجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر(١) عهدا، أو تغير عليه، وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه لينصرنه الله.

١٢٤٠/١٤ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي في منزله بمكة، قال: حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يحدث عن آبائه، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في ابن آدم ثلاث مائة وستون عرقا، منها مائة وثمانون متحركة، ومائة وثمانون ساكنة، فلو سكن المتحرك لم يبق الانسان، ولو تحرك الساكن لهلك الانسان. قال: وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل يوم إذا أصبح وطلعت الشمس يقول: « الحمد لله رب العالمين كثيرا طيبا على كل حال » يقول ثلاث مائة وستين مرة شكرا.

____________________

(١) خفر العهد: نقضه.

٥٩٧

١٢٤١/١٥ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: أخبرنا حميد ابن زياد الدهقان الكوفي، قال: حدّثنا القاسم بن إسماعيل الانباري، قال: حدّثنا عبدالله بن جبلة، عن حميد بن جنادة العجلي، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: من أفضل الاعمال عند الله (عزّوجلّ) إبراد الاكباد الحارة، وإشباع الاكباد الجائعة، والذي نفس محمّد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان وأخوه - أو قال: جاره - المسلم جائع.

١٢٤٢/١٦ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد ابن مزيد بن محمود الازهري، وابن أبي الازهر البوشنجي النحوي، قالا: حدّثنا أبوكريب محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري، قال: حدّثنا أبوأويس، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله: أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّعليه‌السلام : ألا ترضى أن تكون مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ولو كان لكنته.

قال أبوالمفضل: ما كتبت هذا الحديث إلا عن ابن أبي الازهر.

١٢٤٣/١٧ - وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا محمّد ابن هارون بن حميد بن المجدر، قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي، قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنت عند معاوية وقد نزل بذي طوى، فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقاص وهو صديق لعلي قال: فطأطأ القوم رؤوسهم، وسبوا علياعليه‌السلام ، فبكى سعد فقال له معاوية: ما الذي أبكاك؟

قال: ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسب عندك ولا أستطيع أن أغير. وقد كان في علي خصال لان تكون في واحدة منهم أحب من الدنيا وما فيها:

٥٩٨

أحدها: أن رجلا كان باليمن، فجاءه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: لاشكونك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسأله عن عليّعليه‌السلام فثنى عليه. فقال: أنشدك بالله الذي أنزل علي الكتاب، واختصني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: ألا تعلم أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قال: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه.

والثانية: أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث يوم خيبر عمر بن الخطاب إلى القتال فهزم وأصحابه، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لاعطين الراية غدا إنسانا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فقعد المسلمون وعليّعليه‌السلام أرمد، فدعاه فقال: خذ الراية. فقال: يا رسول الله، إن عيني كما ترى، فتفل فيها، فقام فأخذ الراية، ثم مضى بها حتّى فتح الله عليه.

والثالثة: خلفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض مغازيه فقال عليّعليه‌السلام : يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

والرابعة: سد الابواب في المسجد إلا باب علي.

والخامسة: نزلت هذه الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) فدعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وحسنا وحسينا وفاطمةعليهم‌السلام ، فقال: اللهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا.

____________________

(١) سورة الاحزاب ٣٣: ٣٣.

٥٩٩

[ ٢٧ ]

مجلس يوم الجمعة

سلخ شهر ربيع الاول سنة سبع وخمسين وأربع مائة

فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمّد بن عبدالله الشيباني.

بسم الله الرحمن الرحيم

١٢٤٤/١ - حدّثنا الشيخ أبوجعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي (قدس الله روحه)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن محمّد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي، قال: حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال: حدّثنا محمّد بن سعيد بن زائدة، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن محمّد بن علي، وعن زيد بن علي، كلاهما عن أبيهما عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: لما ثقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري والبيت مملوء من أصحابه، من المهاجرين والانصار، والعباس بين يديه، يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغمى عليه ساعة ويفيق ساعة، ثم وجد خفة، فأقبل على العباس، فقال: يا عباس، يا عم النبي، اقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي، واقض ديني، وانجز عداتي وابرئ ذمتي. فقال العباس: يا نبي الله، أنا شيخ ذو عيال كثير، غير ذي مال ممدود، وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له مني.

٦٠٠