مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل9%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 614

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 614 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 355531 / تحميل: 5933
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

اعلم أنّ العلماء اختلفوا في هذه المسألة على قولين :

الأوّل : أنّ الله تعالى قادر بالمعنى المذكور. وهو مختار المصنّف وسائر المتكلّمين ، بل قاطبة الملّيّين.(١)

الثاني : أنّ الله تعالى فاعل على وجه الإيجاب ، بمعنى امتناع انفكاك ذاته تعالى عن إيجاد العالم مطلقا في الأزل ؛ لوجوب إيجاد العالم مع اعتبار الإرادة التي هي عين الذات وإن أمكن إيجاده وعدم إيجاده بالنسبة إلى الذات بدون اعتبار الإرادة ، فيكون الإيجاب بمعنى الموجبيّة بكسر الجيم. وهو مختار الحكماء ،(٢) مع احتمال القول بالموجبيّة بفتح الجيم ، فقد قال الشارح القوشجي : « ذهب الملّيّون قاطبة إلى أنّ تأثير الواجب تعالى في العالم بالقدرة والاختيار على معنى أنّه يصحّ منه فعل العالم وتركه. وذهب الفلاسفة إلى أنّ تأثيره تعالى فيه بالإيجاب ».(٣)

نعم ، أفاد الفاضل اللاهيجي أنّ الإيجاب الذي قال به الحكماء هو بمعنى دوام الفعل وقدم الأثر بسبب دوام المبادئ ، كالعلم والإرادة. وأمّا الإيجاب بمعنى عدم إمكان الترك عنه تعالى بالنظر إلى ذاته تعالى فلم يقل به أحد ،(٤) بمعنى أنّ الكلام في عدم الإمكان الوقوعي لانفكاك الفعل ، لا الإمكان الذاتي ، فيكون النزاع في ثبوت الموجبيّة بكسر الجيم دائما كما يقول الحكماء ، وعدمه كما هو مختار المتكلّمين ، لا الموجبيّة بفتح الجيم. وأمّا الموجبيّة ـ بكسر الجيم ـ في وقت ما كما اختاره المصنّف(٥) ومن يحذو

__________________

(١) « المغني » ٥ : ٢٠٤ ؛ « شرح الأصول الخمسة » : ١٥١ ؛ « المحصّل » : ٣٧٢ ـ ٣٧٤ ؛ « المطالب العالية » ٣ : ٩ ؛ « نقد المحصّل » : ٢٦٩ ـ ٢٧٧ ؛ « قواعد المرام » : ٨٢ ـ ٨٥ ؛ « مناهج اليقين » : ١٦٠ ـ ١٦٤ ؛ « إرشاد الطالبين » : ١٨٢ ـ ١٨٧.

(٢) انظر المصادر السابقة مضافا إلى « الشفاء » الإلهيات : ١٧٠ ـ ١٨٥ ؛ « التعليقات » : ١٩ ـ ٢٠ ؛ « التحصيل » : ٤٧٣ ؛ « المباحث المشرقية » ٢ : ٥١٧ ؛ « الأسفار الأربعة » ٤ : ١١١ ـ ١١٣ ؛ « شرح المنظومة » قسم الحكمة : ١٧٧ ـ ١٧٨.

(٣) « شرح تجريد العقائد » : ٣١٠.

(٤) « شوارق الإلهام » : ٥٠٢.

(٥) « كشف المراد » ٣٠٥ و ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ؛ « شوارق الإلهام » ٥٠٣.

٦١

حذوه ،(١) وعدمها كما عن الأشاعرة ،(٢) فهي محلّ نزاع آخر بين المتكلّمين والملّيّين.

والحقّ مع المتكلّمين والملّيّين.

لنا على ذلك برهانان منحلاّن إلى براهين عقليّة ونقليّة.

أمّا البرهان العقلي ، فأمور :

منها : ما أشار إليه المصنّفرحمه‌الله بقوله :( وجود العالم بعد عدمه ينفي الإيجاب ) بمعنى أنّه إن كان تأثير الواجب بالذات في وجود العالم بعد العدم بعديّة حقيقيّة لا على وجه القدم ، لما كان على وجه الإيجاب ، ولكن تأثيره تعالى فيه بعد العدم بعديّة حقيقيّة لا على وجه القدم ، فلا يكون على وجه الإيجاب ، بل يكون على وجه القدرة والاختيار ، فيكون صاحب القدرة ومختارا ، لا موجبا.

أمّا الملازمة : فلما أفاد الخفري من أنّ المناسب في هذا الكتاب(٣) أن يفسّر الإيجاب المذكور هاهنا بامتناع انفكاك ذاته تعالى عن إيجاد العالم مطلقا في الأزل ،(٤) فلو كان تأثيره تعالى في وجود العالم على وجه الإيجاب لزم قدم العالم بالضرورة ، وهو مناف لكون تأثيره تعالى فيه بعد العدم لا على وجه القدم بالضرورة ، فثبوت أحد المتنافيين ينفي ثبوت الآخر ؛ لاستحالة اجتماع النقيضين بالبديهة ،

__________________

(١) انظر : « شرح الأصول الخمسة » ١٣١ ـ ١٤٤ و ٣٠١ وما بعدها ؛ « المغني » ٦ : ٣ وما بعدها و ١٧٧ وما بعدها ؛ « نهج الحقّ وكشف الصدق » : ٨٥ ـ ٨٨ ؛ « مناهج اليقين » : ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ؛ « إرشاد الطالبين » : ٢٦٠ ـ ٢٦٣ ؛ « شوارق الإلهام » : ٥٠٣.

(٢) « شرح المواقف » ٨ : ١٩٥ ـ ٢٠٢ ؛ « شرح المقاصد » ٤ : ٢٩٦ ـ ٣٠٦ و ٣٢١ و ٣٣٤ ؛ « مفتاح الباب » ١٦٧ ؛ « شوارق الإلهام » ٥٠٣.

(٣) يعني إذا كان وجوب الفعل عنه تعالى مع ضمّ العلم والإرادة متّفقا عليه بين المصنّف ومن يحذو حذوه وبين الحكماء وإن اختلفوا في أنّ الوجوب على وجه الدوام أو في وقت ما وكان عدم الوجوب بدون الانضمام أيضا متّفقا عليه بينهما ، ينبغي أن يفسّر الإيجاب بامتناع الانفكاك في الأزل ؛ لتعلّق علمه وإرادته ، فإذا ثبت حدوث العالم انتفى هذا الإيجاب بالضرورة ، فلا حاجة إلى الاستدلال الذي ذكره الشارح القوشجي.

نعم ، من أراد نفي الإيجاب بمعنى امتناع انفكاك الفعل عنه تعالى بالنظر إلى الذات يحتاج إليه. ( منه ).

(٤) « حاشية الخفري على إلهيات شرح القوشجي » الورق ٤ من المخطوطة.

٦٢

فيكون التأثير بعد العدم نافيا للإيجاب بمعنى وجوب صدور الفعل عنه تعالى دائما كما اختاره الحكماء ،(١) لا في وقت.

وقال الشارح القوشجي : « إنّ تأثيره تعالى في وجود العالم إن كان بالإيجاب يلزم قدمه ؛ إذ لو كان حادثا لتوقّف على شرط حادث لئلاّ يلزم التخلّف عن الموجب التامّ ، وذلك الشرط الحادث يتوقّف على شرط حادث آخر ، ويلزم التسلسل في الشروط الحادثة متعاقبة أو مجتمعة ، وكلاهما محال على زعم المصنّف وسائر المتكلّمين على ما مرّ في مبحث إبطال التسلسل ، فتأمّل ».(٢)

وبالجملة ، فالعقل يحكم ـ بالضرورة ـ بأنّ كون تأثير الواجب تعالى في العالم بعد العدم بعديّة حقيقيّة ينفي ما ذهب إليه الحكماء من أنّ مبادئ الأفعال الاختياريّة من العلم والقدرة والإرادة والمشيئة حاصلة له تعالى دائما ؛ لعينيّة صفاته تعالى ، فيكون الفعل أيضا دائما على وجه الإيجاب بالاختيار مع صحّة تركه عنه تعالى بالنظر إلى ذاته من دون انضمام تلك المبادئ ، وأولى منه القول بالإيجاب الاضطراري. مع أنّ الفاضل اللاهيجيّ قال : « لم يقل به أحد بناء على أنّ الكلام في الإمكان الوقوعي بالنسبة إلى الترك ، لا الذاتيّ ».(٣)

وأمّا الحمليّة : (٤) فلما تقدّم من أنّ العالم حادث ، وعدمه مقدّم على وجوده ، ولا شكّ أنّ تقدّم العدم على الوجود ليس ذاتيّا ولا طبيعيّا ؛(٥) إذ ليس لوجوده توقّف على عدمه حتّى يكون للعدم تقدّم ذاتيّ أو طبيعيّ ،(٦) وظاهر أنّه لا يتصوّر هاهنا

__________________

(١) انظر : « المغني » ٥ : ٢٠٤ ؛ « شرح الأصول الخمسة » : ١٥١ ؛ « المحصّل » : ٣٧٢ ـ ٣٧٤ ؛ « المطالب العالية » ٣ : ٩ ؛ « نقد المحصّل » : ٣٧٢ ـ ٣٧٤ ؛ « مناهج اليقين » : ١٦٠ ـ ١٦٤ ؛ « شوارق الإلهام » : ٥٠٢.

(٢) « شرح تجريد العقائد » : ٣١٠.

(٣) « شوارق الإلهام » : ٥٠٢.

(٤) المراد بها استثناء المقدّم.

(٥) كذا في النسخ والصحيح : « طبعيّا » و « طبعيّ ».

(٦) كذا في النسخ والصحيح : « طبعيّا » و « طبعيّ ».

٦٣

من أقسام التقدّم سوى نحو الزمانيّ ، أو ما يشبه التقدّم بالذات ، بمعنى أنّ العدم يكون متحقّقا مع المتقدّم بالذات من غير أن يكون له ذات وزمان حتّى يكون متقدّما بالذات ، أو بالطبع ، أو بالزمان ، بل يكون متحقّقا مع الواجب بالذات المتقدّم ، وبهذا الاعتبار أطلق عليه المتقدّم ، فيكون العالم حادثا بهذا النحو ، كما دلّ عليه العقل كما مرّ.

مضافا إلى إجماع الملّيّين ، والحديث المشهور : « كان الله ولم يكن معه شيء »(١) والقدسيّ « كنت كنزا مخفيّا فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لكي أعرف »(٢) ونحو ذلك من الأدلّة النقليّة المطابقة للعقل كما في دعاء العديلة « وجوده قبل القبل في أزل الآزال ، وبقاؤه بعد البعد من غير انتقال ولا زوال ».(٣)

ثمّ اعلم أنّه بيّن الفاضل المقدّس الأردبيليّ مراد المصنّف بوجه آخر ؛ حيث قال :

« واستدلّ المصنّفرحمه‌الله على ثبوته ـ يعني الاختيار ـ بالمعنى الأوّل ـ يعني أنّه يصحّ منه إيجاد العالم وتركه بالقصد ، فليس شيء منهما لازما لذاته ـ بأنّه لا شكّ في أنّ العالم ـ أي الشيء الذي غير الله مطلقا ـ حادث ، يعني : هاهنا مصنوع موجود حادث ، وذلك مستلزم للمطلوب ؛ إذ لا بدّ له من علّة مؤثّرة ، موجودة ، مستجمعة لشرائط التأثير ، موجبة ، فإن كانت موجبة بالمعنى المتقدّم أو منتهية إليها ، يلزم قدم الحادث ، وهو خلف ، وإلاّ فننقل الكلام إلى ذلك المؤثّر وهكذا ، فإمّا أن يلزم قدم الحادث ، أو يوجد مؤثّرات غير منتهية ، مجتمعة في الوجود ، وهو محال بالاتّفاق

__________________

(١) « التوحيد » : ٦٧ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، ح ٢٠ ؛ « صحيح البخاريّ » ٣ : ١١٦٦ ؛ « بحار الأنوار » ٥٤ : ١٦٨ / ١٠٩.

(٢) انظر : « الدرر المنتثرة » : ٢٢٧ و « الفتوحات المكّية » ٢ : ٣٩٣ ؛ « فصوص الحكم » : ٢٠٣ ؛ « التجلّيات الإلهيّة » : ١٠٠ ؛ « جامع الأسرار » : ١٠٢ ؛ « مصباح الأنس » : ١٦٤ ؛ « الأسفار الأربعة » ٢ : ٢٨٥.

(٣) لم يرد دعاء العديلة في كتب الروايات والأدعية سوى « مفاتيح الجنان » حيث ذكر مؤلّفه نقلا عن أستاذه أنّ هذا الدعاء هو من مؤلفات بعض أهل العلم.

٦٤

بين المتكلّمين والحكماء ،(١) والبرهان ؛ إذ لا بدّ من اجتماع الفاعل المؤثّر وجودا مع معلوله.

وإن تنزّلنا وقلنا : إنّ تلك الحوادث شروط لا يجب اجتماعها كالمعدّات ، فيلزم التسلسل في الأمور المترتّبة الموجودة ، وذلك أيضا محال عند المصنّف وسائر المتكلّمين ،(٢) ولا يضرّ عدم بطلانه عند الحكماء ؛(٣) لقيام الدليل على بطلانه كما مرّ في بطلان التسلسل ، وليس المراد من « العالم » جميع ما سوى الله ، بل واحد منه ؛ فإنّ « العالم » واحد ، ولهذا يجمع على « العالمين ». نعم ، قد يراد منه الجميع بحمل الألف واللام على الاستغراق ونحو ذلك ، فحاصل كلامهقدس‌سره جعل وجود حادث ما دليل القدرة.

ويمكن جعل دليل العلم أيضا دليلة ؛ فإنّ الفعل ـ المحكم ، المتقن ، المشتمل على أمور عجيبة ، ودقائق غريبة ، ومصالح غير متناهية ـ يدلّ على القدرة وهو ظاهر ، وقد عرفت أنّه لا بدّ من الانتهاء إلى القادر.

وأيضا يمكن جعل النصوص الكثيرة مثل :( إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٤) وإجماع الملّيّين أيضا دليل القدرة.

بل يمكن جعل دليل وجود الواجب دليله مثل أن يقال : من المعلوم لزوم عدم وجود شيء ما لم ينته إلى واجب ؛ إذ لو لا وجوده فمن أين يوجد؟ وهو ظاهر.

ويمكن جعل كونه قادرا دليل حدوث جميع العالم ؛ فإنّه لا بدّ من الانتهاء إلى

__________________

(١) « الشفاء » الإلهيّات : ٣٢٢ ؛ « النجاة » : ٢٣٥ ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » ٣ : ٢٠ ؛ « المباحث المشرقية » ١ : ٥٩٦ ـ ٦٠٢ ؛ « المطالب العالية » ١ : ١٤١ ـ ١٥٧ ؛ « المحصّل » : ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ؛ « نقد المحصّل » : ٢٤٥ ـ ٢٤٧ ؛ « كشف المراد » : ١١٧ ـ ١١٩ ؛ « مناهج اليقين » : ١٥٧ ـ ١٥٨ ؛ « إرشاد الطالبين » : ١٦٦ ؛ « الأسفار الأربعة » ٢ : ١٤٤ ـ ١٦٩ ؛ « شوارق الإلهام » : ٢١٥ ـ ٢٢٦.

(٢) انظر المصادر ، هامش ١.

(٣) انظر المصادر ، هامش ١.

(٤) البقرة (٢) : ٢٠ ؛ آل عمران (٣) : ١٦٥ ؛ النور (٢٤) : ٤٥ ؛ العنكبوت (٢٩) : ٢٠ ؛ فاطر (٣٥) : ١.

٦٥

القادر المختار ، وقد عرفت أنّ فعله لا يمكن أن يكون قديما ؛ فإنّه يصحّ منه الفعل والترك ، ولا يلزمه الفعل. وعلى تقدير الإيجاب يلزم الاستلزام وعدم إمكان الانفكاك على ما مرّ تقريره من أنّه لا يمكن استناد القديم إلاّ إلى الموجب. وإلى هذا أشار المصنّف في مواضع :

مثل قوله متّصلا ببحث الماهيّة : « والقديم لا يجوز عليه العدم ؛ لوجوبه بالذات ، أو لاستناده إليه »(١) ومعناه لمّا امتنع استناد القديم إلى الفاعل بالاختيار ، فما ثبت قدمه امتنع عدمه ؛ لأنّه إمّا واجب لذاته ، وامتناعه ظاهر حينئذ ، وإمّا مستند إلى الواجب بالذات بلا واسطة أو بوسائط قديمة وإنّما كان يمتنع عدمه ؛ لوجوب دوام المعلول بدوام علّته.

ومثل قوله قبل ذلك : « والمؤثّر يفيد البقاء بعد الإحداث ، ولهذا جاز استناد القديم الممكن إلى المؤثّر الموجب لو أمكن »(٢) فإنّه إشارة ، بل تصريح بأنّ الممكن القديم لا يمكن صدوره إلاّ عن الموجب ، وهو ظاهر ، فافهم.

وأيضا الظاهر أن لا نزاع لأحد في ذلك ؛ فإنّ الحكماء أيضا يقولون :(٣) إنّ القديم لم يكن أثرا للمختار.

قال في شرح المواقف : « أثر القادر حادث اتّفاقا »(٤) ولهذا قال في الشرح في تقرير الدليل الثالث للإيجاب لهم : « والأزلي لم يكن أثرا للقادر »(٥) .

وممّا ذكرنا ظهر معنى قوله فيما سبق : « ولا قديم سوى الله ؛ لما سيأتي »(٦) أي من كونه تعالى قادرا مختارا ، بل من كونه موجودا ؛ فإنّه مستلزم لكونه قادرا مختارا

__________________

(١) « تجريد الاعتقاد » : ١١٩.

(٢) نفس المصدر السابق : ١٢٠.

(٣) انظر ص ٦١ هامش ١ و ٢.

(٤) « شرح المواقف » ٨ : ٥٤.

(٥) انظر « شرح تجريد العقائد » : ٣١١.

(٦) « تجريد الاعتقاد » : ١٢٠ ؛ « كشف المراد » : ٨٢.

٦٦

على ما مرّ ؛ فإنّا إذا أثبتنا ذلك ـ إمّا بوجود حادث ما كما ذكرناه ، أو بالدليل المذكور على أنّه عالم كما حرّرناه ، أو بالنصّ ـ وهو كثير ـ وإجماع أهل الملل ـ لزم حدوث جميع ما سوى الله ؛ إذ لو كان قديم واحد ، لزم إيجابه تعالى ؛ إذ لم يؤثّر في القديم إلاّ الموجب ، كما مرّ تفصيله ، فتأمّل.

ومن ذلك علم أنّه يمكن جعل القدرة دليل الحدوث ، لا العكس ، إلاّ أن يريد حدوث أمر واحد ، فيصحّ العكس كما مرّ تفصيله ، فثبت أنّه لا قديم سوى الله وجاء دليله ، فسقط ما قيل(١) [ من ] أنّه وعد بلا وفاء ، أو أنّه مجرّد دعوى بلا دليل مع ما قال في ديباجة الكتاب :(٢) لا يذكر إلاّ ما قاده [ إليه ] الدليل ، وأنّه لم يثبت حدوث العالم ، فكيف يقول : حدوث العالم بعد عدمه ينفي الإيجاب!؟ »(٣) .

وقال جمال العلماء بعد عنوان قول المصنّف : « وجود العالم بعد عدمه ينفي الإيجاب »(٤) : « قال الفاضل المعاصر(٥) : في الحواشي الفخريّة(٦) : يعني به البعديّة الزمانيّة ؛ إذ لا شكّ أنّ تقدّم العدم على الوجود ليس ذاتيّا ولا طبيعيّا ، وظاهر أنّه لا يتصوّر [ هاهنا ] من أقسام التقدّم الخمسة سوى الزماني.

وفيه ما أفاده والدي العلاّمة(٧) ـ طاب ثراه ـ من أنّ تقدّم عدم العالم على وجوده لو كان زمانيّا ، لزم أن يكون قبل كلّ زمان زمان لا إلى نهاية ، ويلزم القدم والزمان

__________________

(١) القائل هو الشارح القوشجي على ما نقله ملاّ جلال في حاشية « شرح تجريد العقائد » : ٧١ وهو تعريض بقول الطوسي في أوائل كتاب « تجريد الاعتقاد ».

(٢) أي ديباجة « تجريد الاعتقاد » : ١٠١.

(٣) « الحاشية على إلهيات الشرح الجديد » للأردبيليّ : ٤٠ ـ ٤٣.

(٤) « تجريد الاعتقاد » : ١٩١.

(٥) هو ميرزا إبراهيم بن ملاّ صدرا. انظر « الحاشية على حاشية الخفري على شرح التجريد » لآقاجمال الخوانساري : ٣٢١.

(٦) هي حواشي الميرزا فخر الدين محمد بن الحسين الأسترآبادي على « شرح التجريد » للقوشجي ، ألّفها في سنة ٩٦٥ ، انظر : « الذريعة » ١ : ٩٩.

(٧) ما أفاده من تعليقات على الشرح الجديد لم يطبع لحدّ الآن.

٦٧

الموهوم الذي أثبته الأشاعرة قبل وجود العالم(١) ، وهو غير صحيح عند المحصّلين من المتكلّمين ومنهم المصنّف كما يظهر من تصفّح كلامهم.(٢)

وأيضا ما ذكره ـ من أنّ تقدّم العدم على الوجود ليس ذاتيّا ولا طبيعيّا ـ ممنوع عند الحكماء كما صرّحوا به في إثبات الحدوث الذاتي(٣) . انتهى(٤) .

والظاهر ـ كما يستفاد من كلام الشارح في بحث الأمور العامّة(٥) ـ أنّ مراد المصنّف من البعديّة هاهنا هو البعديّة بالذات التي أثبتها المتكلّمون(٦) وجعلوها قسما سادسا ، وزعموا أنّ تقدّم أجزاء الزمان بعضها على بعض من هذا القبيل.

لكنّ التحقيق أنّه لا محصّل له ؛ إذ لا نجد له معنى معقولا سوى الخمسة ، بل الظاهر أنّه تقدّم بالزمان ؛ فإنّ ذلك التقدّم إذا عرض لغير الزمان كان بواسطة زمان مغاير للسابق والمسبوق. وإن عرض لأجزاء الزمان لم يحتج إلى زمان مغاير لهما. وإن عرض للزمان وغيره ، فلا بدّ أن يكون لذلك الغير زمان. وأمّا الزمان فلا يحتاج إلى زمان آخر ، وحينئذ فعدم الزمان يجب أن يكون في زمان لكن يكفي فيه الزمان الموهوم ، وحينئذ فلا بدّ من القول بالزمان الموهوم. وسنحقّق القول فيه عن قريب إن شاء الله تعالى.

وأمّا ما ذكره في ذيل « أيضا » فيرد عليه : أنّ مراده أنّه ظاهر أنّه ليس تقدّم عدم الزمان على وجوده تقدّما ذاتيّا ، لا أنّه لا يمكن تقدّم العدم على الوجود تقدّما ذاتيا أصلا ، فاندفع المنع الذي ذكره. على أنّ فيما ذكره الحكماء في إثبات الحدوث الذاتي ـ من تقدّم عدم الممكن على وجوده تقدّما ذاتيا البتّة ـ تأمّلا ليس هاهنا

__________________

(١) انظر المصادر المذكورة في ص ٥٠ هامش ١.

(٢) انظر المصادر المذكورة في ص ٥٠ هامش ١.

(٣) راجع المصادر في ص ٤٨ ـ ٤٩ هامش ١.

(٤) أي كلام الفاضل المعاصر.

(٥) الشارح هنا هو القوشجي ، انظر : « شرح تجريد العقائد » : ٣٩.

(٦) انظر المصادر المتقدّمة في ص ٥٠ هامش ١ و ٣.

٦٨

موضع تحقيقه ، فافهم.

ثمّ قال(١) ـ سلّمه الله تعالى ـ : « ثمّ أقول : يشبه أن يقال : إذا كان زمان وجود العالم متناهيا في جانب البداءة ـ كما هو مذهب الملّيّين(٢) ـ كان للعدم تقدّم عليه ـ سوى التقدّم الذاتي الذي أثبته الفلاسفة(٣) لعدم الممكن على وجوده ، المعبّر عنه بالحدوث الذاتي ـ شبيه بالتقدّم الزماني الذي للحوادث الزمانيّة ، ولأجزاء الزمان بعضها على بعض عندهم في عدم اجتماع السابق والمسبوق.

والفرق أنّ لتقدّم الزمانيّات ملاكا في الخارج متجدّدا متصرّما مستمرّا ، يعرض لأجزاء ما يحصل من تجدّدها وتصرّمها واستمرارها في الخيال ذلك التقدّم أوّلا وبالذات ، ثمّ بتوسّطها يعرض للحوادث ، ولهذا يعرض له خواصّ التقدّر والتكمّم ، بخلاف تقدّم العدم على وجود العالم على مذهب الملّيّين(٤) ؛ فإنّه ليس له مثل ذلك الملاك ، ولا يمكن تقديره وتعيينه ، ولا يكون فيه قرب وبعد ، وزيادة ونقصان إلاّ بمحض التوهّم.

ونظير ذلك ما قالوا(٥) : إنّ فوق محدّد الجهات لا خلاء ولا ملاء مع أنّ الفوقيّة متحدّدة به ، فكما أنّ العقل هناك يعلم من تناهي البعد المكاني أنّ وراءه عدما صرفا ونفيا محضا ، وينتزع من ذلك ويحكم بمعونة الوهم أنّ لهذا العدم المحض فوقيّة ما على المكان والمكانيّات ، كفوقيّة بعض أجزاء المكان على بعض مع أنّه لا مكان هناك ، كذلك هاهنا يعلم من تناهي الزمان والزمانيّات في جانب البداءة أنّ وراءها عدما صرفا ونفيا محضا ، وينتزع من ذلك ويحكم بأنّ لهذا العدم الصرف قبليّة ما

__________________

(١) أي قال الفاضل المعاصر.

(٢) راجع الهامش ١ من ص ٥٠ أعلاه.

(٣) انظر المصادر المتقدّم ذكرها في ص ٥٠.

(٤) انظر المصادر المتقدّم ذكرها في ص ٥٠.

(٥) أي قول الحكماء في الطبيعيّات. انظر : « الشفاء » الطبيعيّات ١ : ٢٤٦ ؛ « النجاة » : ١٣٠ ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » ٢ : ١٧٠ وما بعدها ؛ « التحصيل » : ٦٠٦ ـ ٦١٢.

٦٩

على وجود العالم والزمان ، شبيهة بقبليّة أجزاء الزمان بعضها على بعض. وهذا هو المراد من قول المصنّف : « وجود العالم » إلى آخره ، بل هذا هو الحدوث الزماني المتنازع فيه بين الملّيّين والفلاسفة ، ولا يلزم من ذلك وجود زمان قبل الزمان ، بل مجرّد ذلك الزمان الموجود مع ملاحظة تناهيه كاف في انتزاع الوهم وحكم العقل بهذه القبليّة. وليس هذا إثبات الزمان الموهوم كما ليس ذلك إثبات المكان الموهوم ، فتدبّر » انتهى(١) .

وأنت خبير بأنّ سبق العدم على الزمان ـ على ما أفاده ـ لا يرجع إلاّ إلى كون الزمان متناهيا من غير أن يكون سبق عدم حقيقة ، بل بمحض التوهّم ، وهذا ليس إلاّ القول بالقدم بالحقيقة ؛ لأنّه إذا لم يكن انفصال بين ذات الواجب تعالى وبين العالم ، ولا يمكن أن يقال : إنّه كان الواجب ولم يكن العالم ، فيكون العالم قديما البتّة ، ولو أطلق عليه الحادث ، فلا يكون إلاّ بمجرّد الاصطلاح في إطلاق « القديم » و « الحادث » على ما كان زمانه متناهيا وغير متناه ، وهو لا يفيد.

وبالجملة ، إنّه لا بدّ على طريقة الملّة من القول بوجود إله العالم بدون العالم بأن يكون بينهما انفصال. وعلى ما ذكره هذا الفاضل لا يكون كذلك ، بل يكون وجود العالم متّصلا بوجوده تعالى من غير انفكاك ولا انفصال بينهما. ولو جوّز هذا فلم لا يجوّز كونه غير متناه أيضا؟ إذ لا يلزم فيه إلاّ عدم الانفصال وهو قد لزم في صورة التناهي أيضا.

لا يقال : إنّه ليس وجود الواجب تعالى زمانيّا ، فلا معنى لاتّصال العالم بالواجب وانفكاكه عنه.

لأنّا نقول : فعلى هذا إذا كان الزمان غير متناه أيضا ، لا اتّصال للعالم به تعالى فلم لم يجوّزه؟

__________________

(١) أي انتهى كلام الفاضل المعاصر.

٧٠

والحلّ : أنّا لا نقول : إنّه يجب أن يكون زمان يصحّ أن يقال : كان الواجب فيه ولم يكن العالم ، حتّى يرد ما ذكرت ، بل الغرض أنّه يجب أن يتحقّق انفصال بين الواجب والعالم يصحّ فيه قولنا : « كان الواجب ـ على المعنى الذي يصحّ الآن ـ ولا يكون العالم فيه » ولم يتحقّق ذلك على ما أفاده هذا الفاضل.

هذا ، على أنّ الظاهر أنّه كما يقال في الأجسام : إنّه زمانيّ ، بمعنى أنّ وجوده مقارن لوجود الزمان ، يصحّ ذلك في شأن الواجب تعالى أيضا ؛ إذ يصدق أنّ وجوده تعالى مقارن لوجود الزمان.

نعم ، لا يصحّ أن يقال : إنّه زمانيّ ، بمعنى أنّ وجوده ينطبق على الزمان مثل الحركة ، ولا يصحّ ذلك في الجسم أيضا ، وعلى هذا فلا إشكال أصلا.

هذا ما يخطر بالبال ، على سبيل الاحتمال ، فإن كان من الحقّ ، فهو الحقّ ، وإن كان من الوساوس الشيطانيّة ، فنعوذ بالله منه. والله يعلم حقيقة الحال.

وأمّا النظير الذي ذكره من قولهم : « لا خلاء ولا ملاء فوق المحدّد » فهو قول على سبيل التوسّع ، والمقصود أنّه لا شيء وراءه بدون توهّم فوقيّة أصلا ، فلا يصلح للتنظير. على أنّه ـ على تقدير صحّته ـ ممّا لا يفيد بعد ما بيّنّا أنّه لا يجوز أن يكون حدوث العالم بهذا الوجه ، فتأمّل »(١) . انتهى ما أردنا ذكره من كلامه(٢) ؛ ويظهر ماله وعليه ممّا ذكرنا في مقامه.

وبالجملة ، فهذه الجملة بيان لوجه واحد من الوجوه العقليّة لإثبات القدرة.

ومنها : ما يستفاد ممّا حكيناه من كلام المقدّس الأردبيلي.

ومنها : ما أشرنا إليه من أنّ القدرة صفة كمال لا يقتضي ثبوتها على وجه العينيّة نقص صاحبها ، وكلّ ما هو كذلك فهو ممكن الثبوت في حقّه تعالى على وجه

__________________

(١) « الحاشية على حاشية الخفري على الشرح الجديد » لجمال العلماء ٩٩ ـ ١٠٣.

(٢) أي من كلام جمال العلماء الخوانساريّ.

٧١

العينيّة ، وكلّ ما هو كذلك فهو ثابت كذلك على سبيل الوجوب بمقتضى وجوب الوجود.

ومنها : أنّ الاضطرار نقص مناف لوجوب الوجود ، فيتعيّن الاختيار ؛ لأنّ الواسطة غير معقولة.

ومنها : أنّ العالم لا يخلو من الحركة والسكون المستدعيين للمسبوقيّة ، المستدعية للحدوث المنافي للقدم المقتضي لوجود المحدث المختار. هذا ما يتعلّق ببيان البراهين العقليّة.

وأمّا البراهين النقليّة ، فكثيرة :

منها : قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) فإنّها تدلّ على أنّ الله قادر بالقدرة الواقعيّة باعتبار جزأيها بأن شاء الترك فترك ، وشاء الفعل ففعل بإحياء الموتى ونحوه سيّما بالنسبة إلى عزير.

فعن مولانا عليّعليه‌السلام : « إنّ عزيرا خرج من أهله وامرأته حامل وله خمسون سنة ،

__________________

(١) البقرة (٢) : ٢٥٨ ـ ٢٦٠.

٧٢

فأماته الله مائة سنة ، ثمّ بعثه ، فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة وله ابن له مائة سنة فكان ابنه أكبر منه ، فذلك من آيات الله »(١) .

وقيل : إنّه رجع وقد أحرق بخت نصّر التوراة فأملاها من ظهر قلبه ، فقال رجل منهم : حدّثني أبي عن جدّي أنّه دفن التوراة في كرم ، فإن أريتموني في كرم جدّي أخرجتها لكم ، فأروه فأخرجها ، فعارضوا ذلك بما أملى ، فما اختلفا في حرف ، فقالوا : ما جعل الله التوراة في قلبه إلاّ وهو ابنه ، فقالوا : عزير ابن الله(٢) .

وكذا إحياء أربعة من الطير ، وهي : الطاوس والديك والحمام والغراب ، كما عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٣) ؛ فإنّه يدلّ على أنّ الله قادر عزيز قويّ لا يعجز عن شيء ، بل تذلّ الأشياء له ولا يمتنع عليه شيء.

ومنها : قوله تعالى :( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .(٤)

ومنها : قوله تعالى :( أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٥) بمعنى أنّه تعالى قدير على نصركم فيما بعد أيضا ، كما نصركم يوم بدر فأصبتم مثلي ما أصابكم يوم أحد ، من جهة مخالفتكم باختياركم الفداء من الأسرى يوم بدر ، وكان الحكم فيهم القتل وقد شرط عليكم بأنّكم إن قبلتم الفداء قتل منكم في القابل بعدّتهم ، فقلتم : رضينا فإنّا نأخذ

__________________

(١) « مجمع البيان » ٢ : ١٧٤ و ١٧٨.

(٢) « مجمع البيان » ٢ : ١٧٤ و ١٧٨.

(٣) انظر : « مجمع البيان » ٢ : ١٧٤ ؛ « تفسير القمّي » ١ : ٨٦ ـ ٩١ ؛ « تفسير العياشيّ » ١ : ١٥٩ ـ ١٦٦ ؛ « التبيان » ٢ : ٣٢٠ ـ ٣٣١ ؛ « البرهان في تفسير القرآن » ١ : ٢٤٦ ـ ٢٥٢ ؛ « الصافي » ١ : ٢٦٤ ـ ٢٧٢ ؛ « كنز الدقائق » ١ : ٦٢٢ ـ ٦٣٩ ؛ « الدرّ المنثور » ٢ : ٢٦ ـ ٣٦ ؛ « الكشّاف » ١ : ٣٠٥ ـ ٣١٠.

(٤) البقرة (٢) : ٢٨٤.

(٥) آل عمران (٣) : ١٦٥.

٧٣

الفداء وننتفع به ، وإذا قتل منّا فيما بعد كنّا شهداء. كما عن عليّعليه‌السلام (١) ، أو نحو ذلك(٢) .

ومنها : قوله تعالى :( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٣) .

ومنها : قوله تعالى :( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ* بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (٤) .

ومنها : ما رواه في « الكافي » في باب الصفات ـ في الصحيح على الصحيح ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « خلق الله المشيئة بنفسها ، ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة »(٥) لدلالته على أنّ الله تعالى خلق المشيئة ـ التي هي عبارة عن الإرادة الحادثة ـ بنفسها من غير توسّط مشيئة أخرى ليلزم التسلسل كجعل النور مضيئا بنفسه والمنوّر مضيئا بالنور ، وخلق الموجود بالوجود والوجود بنفسه ، ثمّ خلق بتلك المشيئة الحادثة الأشياء ، فيدلّ على أنّ تأثير الواجب بالذات في المخلوقات والممكنات على وجه الحدوث الفعلي الذي يقول به الملّيّون سيّما بملاحظة كلمة « ثمّ » فيلزم القدرة الفعليّة بتحقّق الجزء السلبيّ والإيجابيّ معا.

ومنها : الصحيح الآخر عنهعليه‌السلام ، قال : « المشيئة محدّثة »(٦) ووجه الدلالة مثل ما مرّ.

ومنها : الآخر عنهعليه‌السلام : « لم يزل الله عزّ وجلّ ربّنا ، والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر

__________________

(١) « تفسير القمّي » ١ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ؛ « تفسير العياشيّ » ١ : ٢٢٩ / ١٦٩ ؛ « التبيان » ٣ : ٤٠ ـ ٤١ ؛ « مجمع البيان » ٢ : ٤٣٦ ؛ « روح الجنان » ١ : ٦٨٠ ـ ٦٨١.

(٢) « تفسير القمّي » ١ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ؛ « تفسير العياشيّ » ١ : ٢٢٩ / ١٦٩ ؛ « التبيان » ٣ : ٤٠ ـ ٤١ ؛ « مجمع البيان » ٢ : ٤٣٦ ؛ « روح الجنان » ١ : ٦٨٠ ـ ٦٨١.

(٣) المائدة (٥) : ٤٠.

(٤) القيامة (٧٥) : ٣ ـ ٤.

(٥) « الكافي » ١ : ١١٠ باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ح ٤ ؛ « التوحيد » : ١٤٨ باب صفات الذات ح ١٩.

(٦) « الكافي » ١ : ١١٠ باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ح ٧ ؛ « التوحيد » : ١٤٧ باب صفات الذات ح ١٨.

٧٤

على المبصر ، والقدرة على المقدور »(١) لدلالته على ثبوت القدرة ـ كالعلم ونحوه من صفات الذات ـ له تعالى ، وأنّه خلق بالمشيئة والإرادة الحادثة ـ المقدّرة على وفق نظام الكلّ ـ كلّ شيء بعد أن لم يكن ، كما أنّه تعالى علم بكلّ شيء بالعلم الذي هو عين ذاته.

والمقصود أنّ علمه تعالى قبل الإيجاد هو بعينه علمه بعد الإيجاد ، والمعلوم قبله هو بعينه المعلوم بعده ، وهكذا المقدور ونحوه من غير تفاوت وتغيّر في العلم والقدرة ونحوهما ، ولكنّ المعلوم بوصف المعلوميّة والمقدور بوصف المقدوريّة ونحوهما من الحوادث ، فيدلّ على حدوث الاتّصاف بوصف المعلوميّة والمقدوريّة ، لا حدوث التعلّق كما هو ظاهر الذيل لصرف الصدر كما لا يخفى ، مضافا إلى العقل ؛ لدلالته على أنّ علمه تعالى متعلّق بالمعلوم قبل الإيجاد وبعده على نحو واحد ، وهو المذهب الصحيح الذي ذهب إليه الإماميّة(٢) .

والحاصل : أنّ الحديث يدلّ على أنّ المعلوم بوصف المعلوميّة في مقام ذاته حادث وإن كان العلم به على وجهه حاصلا في مقام ذات العلّة ، وكان معلوميّته في مقام ذات العلّة أيضا حاصلة كعالميّة العلّة ، كما هو مقتضى وصف التضايف في المتضايفين.

وتوهّم (٣) دلالته على أنّ علمه تعالى قديم ، وتعلّقه حادث ، أو على أنّ العلم على قسمين : ذاتيّ وفعليّ ، والذاتيّ قديم والفعليّ حادث فاسد ؛ لأنّ ذاته تعالى علّة تامّة للمعلولات وهو تعالى عالم بالعلم التامّ بذاته الذي هو علّة تامّة ، والعلم التامّ بالعلّة التامّة علّة تامّة للعلم التامّ بالمعلولات ، فهو عالم بالمعلولات بتفصيلها الذي هو من

__________________

(١) « الكافي » ١ : ١٠٧ باب صفات الذات ح ١ ؛ « التوحيد » : ١٣٩ باب صفات الذات ح ١.

(٢) انظر : « شرح أصول الكافي » للمازندرانيّ ٣ : ٣١٥ ـ ٣٢١ ؛ « شرح أصول الكافي » لملاّ صدرا : ٢٧٤ ـ ٢٧٨ ؛ « الأسفار الأربعة » ٣ : ٤٠٧ ـ ٤١٧ ؛ « شوارق الإلهام » : ٥٠٩ وما بعدها ؛ « مرآة العقول » ٢ : ٩ ـ ١٠.

(٣) راجع « شرح أصول الكافي » للمازندرانيّ ٣ : ٣١٩ ـ ٣٢١.

٧٥

المعلولات أيضا في مقام الذات ، كما سيأتي إن شاء الله.

ومنها : ما ذكره مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام في الخطبة الغرّاء : « وأستعينه قاهرا قادرا »(١) .

ومنها : قولهعليه‌السلام في الخطبة الأخرى : « فطر الخلائق بقدرته »(٢) .

ومثله ما يدلّ على أنّه تعالى ذو القدرة التامّة الكاملة ، كقول الصادقعليه‌السلام : « فذلك الشيء هو الله القادر »(٣) .

إلى غير ذلك من الأدلّة السمعيّة الدالّة على أنّ تأثير الله تعالى في وجود العالم بالقدرة والاختيار من غير إيجاب واضطرار كتأثير الشمس والنار فيما هو من لوازم ذاتهما كالإشراق والإحراق والإضرار.

وأمّا ما ذكره في خطبته الأخرى ـ من قولهعليه‌السلام : « أوّل الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال التوحيد الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ؛ لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه »(٤) ـ فمعناه أنّ كمال التوحيد نفي الصفات الزائدة عنه ؛ بشهادة قوله : « لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف » إلى آخره ؛ لدلالته على أنّ المراد نفي الصفات الزائدة عنه تعالى ؛ بقرينة ذكر المغايرة والمقارنة والتثنية في وجوب الوجود ، والتجزئة والتركّب في ذاته من أمور عديدة ؛ على أنّه معارض بالأقوى من العقل والنقل الكتابيّ والخبريّ.

__________________

(١) « نهج البلاغة » : ١١٦ ، الخطبة ٨٣.

(٢) نفس المصدر : ١٣ ، الخطبة ١.

(٣) « تفسير الإمام العسكرىّ » : ٢٢ ؛ « التوحيد » : ٢٣١ باب معنى بسم الله الرحمن الرحيم ، ح ٥ ؛ « معاني الأخبار » : ٥ باب معنى الله عزّ وجلّ ؛ « البرهان في تفسير القرآن » ١ : ٤٥ ذيل تفسير البسملة ، ح ٨.

(٤) « نهج البلاغة » : ١٤ ـ ١٥ ، الخطبة ١.

٧٦

[ دلائل المخالفين النافين لقدرة الله ؛ والجواب عنها ]

اعلم أنّ المخالفين النافين(١) لقدرة الله تمسّكوا في نفيها بوجوه :

الأوّل : ما هو كالاعتراض على الدليل المذكور ، وهو أنّ دليلكم يدلّ على أنّ مؤثّر العالم مختار قادر ، ولا يدلّ [ على ] أنّ واجب الوجود هو القادر ؛ لجواز أن يكون الواجب تعالى موجبا لذاته اقتضى على سبيل الإيجاب معلولا قديما قادرا ليس بجسم ولا جسمانيّ يؤثّر في العالم على سبيل القدرة والاختيار.

وأشار المصنّف إلى الجواب عنه بقوله :( والواسطة غير معقولة ) بمعنى أنّا بيّنّا حدوث العالم ـ بمعنى ما سوى الله ـ بجملته وأجزائه وجزئيّاته ، وثبوت الواسطة بين ذات الله تعالى وبين العالم ـ بمعنى مطلق ما سواه ـ غير معقول ، بل عقل كلّ ذي عقل يحكم بفساده. هكذا قرّر العلاّمةرحمه‌الله (٢) بل الشارح القوشجي(٣) وغيره.(٤)

ويمكن تقريره بوجه آخر(٥) بأن يقال : إذا انتفى كونه موجبا ، تعيّن أن يكون قادرا مختارا ؛ إذ لا واسطة بينهما ؛ لأنّ صدور الفعل إمّا أن يكون مع جواز أن لا يصدر عنه ، أو مع امتناع أن لا يصدر عنه ، فإن كان الأوّل كان المؤثّر قادرا. وإن كان الثاني كان المؤثّر موجبا ، ولا يعقل بينهما واسطة.

وقال المحقّق الأردبيليّرحمه‌الله بعد عنوان قوله : « والواسطة غير معقولة » : « يحتمل أن يكون إشارة إلى بطلان الاحتمال المذكور في الشرح(٦) بأنّ ذلك الاحتمال قول باطل غير معقول لا يقول به متكلّم ولا حكيم ؛ لأنّ دليل الحكيم على الإيجاب يقتضي أن

__________________

(١) انظر « شرح تجريد العقائد » : ٣١٠.

(٢) « كشف المراد » : ٢٨١.

(٣) « شرح تجريد العقائد » : ٣١٠.

(٤) « الحاشية على إلهيّات الشرح الجديد » : ٤٣ ـ ٤٤ ؛ « شوارق الإلهام » : ٥٠٣ ـ ٥٠٤.

(٥) انظر : « شوارق الإلهام » : ٥٠٤.

(٦) « شرح تجريد العقائد » : ٣١٠.

٧٧

لا يكون قادر أصلا ، بل نقل في حواشي المطالع العلاّمة الدواني(١) : أنّ ذلك تحقيق مذهبهم وإن قال الشارح غير ذلك من أنّ العبد فاعل مختار عندهم(٢) ، أو لأنّ الله تعالى لا يصدر منه ذو إرادة ؛ فإنّه متعدّد وهو واحد من جميع الوجوه ولا يصدر منه إلاّ واحد كذلك أو لأنّ ذلك الواحد إنّما يكون عقلا والإيجاب كمال ولا بدّ من حصول جميع ما يكون كمالا للعقل عندهم. »

قال في شرح المواقف : فأنكر الحكماء القدرة بالمعنى المذكور ؛ لاعتقادهم أنّه نقصان ، وأثبتوا له الإيجاب ؛ زعما منهم أنّه الكمال التامّ(٣) .

وأمّا ما ذكره الشارح(٤) واعترض عليه فهو ما ذكره في المواقف وأورد ذلك الاعتراض حيث قال : « الله تعالى قادر ، وإلاّ لزم أحد الأمور الأربعة : إمّا نفي الحادث ، أو عدم استناده إلى المؤثّر ، أو التسلسل ـ بالمعنى المتقدّم ـ أو تخلف الأثر عن المؤثّر الموجب التامّ. وبطلان اللوازم دليل بطلان الملزوم.

أمّا بيان الملازمة : فهو أنّه إمّا أن لا يوجد حادث أو يوجد ، فإن لم يوجد فهو الأمر الأوّل. وإن وجد فإمّا أن لا يستند إلى مؤثّر أو يستند ، فإن لم يستند فهو الثاني. وإن استند فإمّا أن لا ينتهي إلى قديم أو ينتهي ، فإن لم ينته فهو الثالث. وإن انتهى فلا بدّ هناك من قديم يوجب حادثا بلا واسطة دفعا للتسلسل ، فيلزم الرابع.

وأمّا بطلان اللوازم : فالأوّل بالضرورة ، والثاني بما علمت من أنّ الممكن محتاج إلى مؤثّر ، والثالث بما مرّ في مباحث التسلسل ، والرابع بأنّ الموجب التامّ ما يلزمه أثره وتخلّف اللازم عن الملزوم محال(٥) .

قال في الشرح : وقيل هذا الدليل برهان بديع لا يحتاج إلى إثبات حدوث العالم

__________________

(١) « حاشية حاشية شرح المطالع » الورقة ٥٠.

(٢) « شرح تجريد العقائد » : ٣٤١.

(٣) « شرح المواقف » ٨ : ٤٩.

(٤) نفس المصدر ، ص ٥٠.

(٥) « المواقف » ضمن « شرح المواقف » ٨ : ٥٠.

٧٨

وقد تفرّد به المصنّف(١) .

وقال صاحب المواقف بعد تقرير الدليل بطوله : وإن شئت قلت ـ أي في إثبات كونه قادرا ـ : لو كان البارئ تعالى موجبا بالذات ، لزم قدم الحادث. والتالي باطل ؛ إذ لو حدث لتوقّف على شرط حادث ، وحينئذ يتسلسل(٢) .

ثمّ قال : واعلم أنّ هذا الاستدلال إنّما يتمّ بأحد طريقين : الأوّل : أن يبيّن حدوث ما سوى ذات الله تعالى ، وأنّه لا يجوز قيام حوادث متعاقبة لا نهاية لها بذاته(٣) . فاعتراض الشارح(٤) هو ما ذكره مع شيء زائد.

والظاهر أنّ مراده(٥) أنّه يرد على الدليل على هذا المطلب سواء قرّر على الوجه الذي ذكره أوّلا مفصّلا ، أو اختصر بقوله : « وإن شئت » ، وأنّ ذلك اختصار للدليل الأوّل ، لا أنّه دليل آخر غير ذلك ، وأنّ الإيراد وارد على الكلّ.

فقوله : « قيل » باطل. وكذا حمل السيّد الشارح قول المصنّف : « وإن شئت » على أنّه دليل آخر ؛ حيث قال ـ بعد قول المصنّف : « واعلم أنّ هذا الاستدلال لا يتمّ » ـ : أي الذي أشار إليه بقوله : « وإن شئت قلت »(٦) وقال أيضا : « ولقائل أن يقول »(٧) فجعل ذلك دليلا آخر غير الأوّل ، مع أنّه ليس إلاّ اختصار ذلك ، كما فهمه صاحب « قيل » وهو باطل.

وكذا قوله بعده : « واعلم ـ إلى قوله ـ ولقائل أن يقول : ذلك البرهان البديع لا يتمّ أيضا إلاّ بالطريق الأوّل ؛ إذ لو جاز قديم سوى ذاته تعالى وصفاته أو جاز تعاقب

__________________

(١) « شرح المواقف » ٨ : ٥١.

(٢) نفس المصدر مع اختلاف في المنقول.

(٣) نفس المصدر مع اختلاف في المنقول.

(٤) « شرح المواقف » ٨ : ٥١.

(٥) أي مراد صاحب المواقف من قوله : « واعلم » وقوله : « إن شئت ».

(٦) « شرح المواقف » ٨ : ٥١.

(٧) « المواقف » ضمن « شرح المواقف » ٨ : ٥٢.

٧٩

صفاته التي لا تتناهى ، لم يلزم الأمر الرابع ، أعني التخلّف عن المؤثّر التامّ.

أمّا على الأوّل : فلأنّه جاز أن يكون ذلك القديم مختارا كما مرّ.

وأمّا على الثاني : فلجواز استناد الحادث إلى الموجب بتعاقب حوادث لا تتناهى ، وليس يلزم على شيء من هذين تخلّف الأثر عن المؤثّر الموجب التامّ ؛ لأنّ مؤثّره إمّا مختار مع كون البارئ تعالى موجبا ، وإمّا غير تامّ في المؤثّريّة ؛ لتوقّف تأثيره فيه على شرائط حادثة غير متناهية قائمة بذاته تعالى »(١) .

على أنّ الأوّل يدفع بما مرّ ، والثاني قد يدفع بدليل بطلان التسلسل مطلقا.

ثمّ إنّه يحتمل أن يدفع كون الواجب موجبا ، ويثبت كونه تعالى قادرا بأنّه نقص ، بل يلزم أن يكون أنقص من مخلوقه ؛ فإنّ القدرة بالمعنى المذكور كمال والإيجاب عجز ، بل فعله كلا فعل وهو ظاهر ، وبإجماع أهل الملل ، والنصوص الكثيرة ، مثل قوله :( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (٢) من وجهين ، فافهم.

ويمكن أن يقال : يمكن تقرير المتن هكذا : إنّه لا شكّ في وجود العالم الحادث المخلوق لله تعالى بلا واسطة ، وهو ظاهر ؛ إذ نعلم أنّ بعض الأشياء لا يصدر إلاّ منه ، ولهذا أثبت النبوّة بإظهار المعجزة ، وأنّه ليس إلاّ فعله ، وعلمنا بأنّه فعل فعلا متقنا ذا مصالح كثيرة وهي حادثة ، فيلزم قدرته ، وهو ظاهر ، وهو معنى قولهقدس‌سره : « وجود العالم بعد عدمه ينفي الإيجاب » أي وجود ذي علم مثل الإنسان ينفي كون الواجب الذي يوجده موجبا ؛ إذ يلزم قدمه لو كان موجبا ، وهو ظاهر ، ولا يرد عليه شيء أصلا إلاّ منع أن يكون له فعل حادث ، وهو مكابرة وإن لم يمكن إسكات الخصم من الحكماء وغيرهم من الملاحدة ، ولكنّ الظاهر أنّه لا ينكره أحد من الملّيّين مسلما وغيره ، فيحتمل أن يكون

__________________

(١) « شرح المواقف » ٨ : ٥١ ـ ٥٣.

(٢) الفاتحة (١) : ٢.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

۲۶ - ( باب استحباب تلقين المحتضر الشهادتين )

۱۶۰۰ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لقنوا موتاكم لا اله الا الله، فان من كان آخر كلامه لا اله الا الله، دخل الجنة »، قيل: يا رسول الله ان شدائد الموت وسكراته تشغلنا عن ذلك، فنزل في الحال جبرئيل وقال: يا محمّد قل لهم حتّى يقولوا الآن في الصحة لا اله الا الله عدة لذلك الوقت (۱) أو كما قال.

۱۶۰۱ / ۲ - وعن أميرالمؤمنين عليه‌السلام: انه كان يقول عند الوفاة: « تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ثم كان يقول: لا اله الا الله » حتّى توفى (صلوات الله عليه).

۱۶۰۲ / ۳ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا حضر الميت الوفاة، فلقنه شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّدا رسول الله، والاقرار بالولاية لأميرالمؤمنين والائمة عليهم‌السلام، واحدا بعد واحد (۱) ».

۱۶۰۳ / ۴ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « إذا حضرت الرجل (۱) المسلم قبل ان يموت، فلقنه شهادة ان لا

______________

الباب - ۱۶

۱، ۲ - دعوات القطب الراوندي ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۴۱ ح ۲۶.

(۱) في نسخة: للموت، بدل لذلك الوقت، منه قدّس سرّه.

۳ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۳۳ ح ۹.

(۱) في المصدر: واحداً، بدل: بعد واحد.

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۴۳ ح ۲۹

(۱) في المصدر: الميت

١٢١

اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمّدا عبده ورسوله ».

۱۶۰۴ / ۵ - وعن ابي ذر رحمه الله قال: كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قبض فيه، فقال: « ادن مني يا ابا ذر استند اليك » فدنوت منه فاستند إلى صدري، إلى ان دخل علي عليه‌السلام فقال لي: « قم يا ابا ذر فان عليا عليه‌السلام احق بهذا منك » فجلس علي عليه‌السلام فاسنده إلى صدره، ثم قال لي: « هاهنا بين يدي » فجلست بين يديه، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله: « اعقد بيدك من ختم له بشهادة ان لا اله الا الله دخل الجنة، ومن ختم له بحجة دخل الجنة، ومن ختم له بعمرة دخل الجنة، ومن ختم له بطعام مسكين دخل الجنة، ومن ختم له بجهاد في سبيل الله ولو قدر فواق (۲) الناقة دخل الجنة ».

ورواه في الجعفريات (۳): بالسند المتقدم عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله، مثله.

۱۶۰۵ / ۶ - الصدوق في الفقيه، قال: قال الصادق عليه‌السلام: « ان ولي علي عليه‌السلام يراه في ثلاثة مواطن حيث يسره: عند الموت، وعند الصراط، وعند الحوض. وملك الموت يدفع الشيطان

______________

۵ - المصدر السابق ج ۱ ص ۲۱۹.

(۱) واعقد بيمينك: أي احسب بها والعقد من مواضعات الحساب يستعمل في الاصابع (مجمع البحرين ج ۳ ص ۱۰۵).

(۲) الفُواق والفَواق: ما بين الحلبتين من الوقت لانها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب وفي حديث علي قال له الاسير يوم صفين: انظرني فواق ناقة اي اخرني قدر ما بين الحلبتين (لسان العرب - فوق - ج ۱۰ ص ۳۱۶).

(۳) الجعفريات ص ۲۱۲.

۶ - الفقيه ج ۱ ص ۸۲ ح ۲۷.

١٢٢

عن المحافظ على الصلاة، ويلقنه شهادة ان لا اله الا الله وان محمّداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، في تلك الحالة العظيمة ».

۱۶۰۶ / ۷ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية في سياق قصة آدم عليه‌السلام: وروي انه لما كان اليوم الذي أخبره الله عزّوجلّ أنه متوفيه فيه، تهيأ آدم عليه‌السلام للموت واذعن به، فهبط عليه ملك الموت فقال له: دعني اتشهد (۱) واثني على ربي خيراً بما صنع لدي قبل أن تقبض روحي، فقال ملك الموت: افعل، فقال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد اني عبدالله وخليفته في أرضه، ابتدأني باحسانه، وخلقني بيده، ولم يخلق بيده سواي، ونفخ فيّ من روحه، ثم أجمل صورتي ولم يخلق على خلقي أحداً مثلي، ثم أسجدني (۲) ملائكته وعلّمني الاسماء كلها، ثم أسكنني جنته ولم يكن يجعلها دار قرار ولا منزل شيطان، وانما خلقني ليسكنني الأرض التي (۳) أراد من التقدير والتدبير، وقدر ذلك كلّه عليّ قبل أن يخلقني، فمضت قدرته فيّ وقضاؤه، ونافذ امره، ثم نهاني عن اكل الشجرة فعصيته فأكلت منها فأقالني عثرتي، وصفح لي عن جرمي، فله الحمد على جميع نعمه، حمداً يكمل به رضاه (۴). ثم قبض ملك الموت روحه، فصار التشهد عند الموت سنّة في ولده.

۱۶۰۷ / ۸ - البحار - عن بعض كتب المناقب القديمة، - عن أبي الفرج

______________

۷ - إثبات الوصيّة ص ۱۴.

(۱) في المصدر: حتّى أتشهد.

(۲) وفيه: اسجد لي.

(۳) وفيه: الذي

(۴) وفيه: رضاه عنّي

۸ - البحار ج ۴۳ ص ۶۹ ح ۶۱.

١٢٣

محمّد بن أحمد المكي، عن المظفر بن احمد بن عبد الواحد، عن محمّد بن علي الحلواني، عن كريمة بنت أحمد بن محمّد المروزي.

واخبرني به أيضاً عالياً قاضي القضاة محمّد بن الحسين البغدادي، عن الحسين بن محمّد بن علي الزينبي، عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمّد المروزية بمكة حرسها الله تعالى، عن أبي علي زاهر بن أحمد، عن معاذ بن يوسف الجرجاني، عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن عثمان بن أبي شيبة، عن نمير، عن مجالد، عن ابن عباس قال: خرج أعرابي من بني سليم وذكر خبرا طويلا، وانه صاد ضباً، واتى به إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واسلم بشهادة الضب - إلى أن قال -، ثم التفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقال: « من يزود الاعرابي وأضمن له على الله عزّوجلّ زاد التقوى » قال، فوثب إليه سلمان الفارسي (رحمه الله) فقال ي: فداك ابي وامي ما زاد التقوى ؟ قال: « يا سلمان إذا كان آخر يوم من ايام الدنيا، لقنك الله عزّوجلّ قول شهادة ان لا اله الا الله وان محمّدا رسول الله، فان انت قلتها لقيتني ولقيتك، وان لم تقلها لم تلقني ولم القك ابدا ... » الخبر.

۱۶۰۸ / ۹ - فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره: عن الحسين بن سعيد، عن سليمان بن داود بن سليمان القطان، عن احمد بن زياد، عن يحيى بن سالم الفراء، عن اسرائيل، عن جابر (۱)، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لقنوا موتاكم لا اله الا الله فانها انيس للمؤمن (۲) حين يمرق (۳) من قبره ».

______________

۹ - تفسير فرات الكوفي ص ۱۴۰

(۱) في المصدر: إسرائيل بن جبار.

(۲) وفيه: فإنها له ليسر المؤمن.

(۳) يمرق، المروق: سرعة الخروج من الشئ، مرق الرجل من دينه ومرق =

١٢٤

۱۶۰۹ / ۱۰ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لقنوا موتاكم شهادة ان لا اله الا الله، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة، قيل: يا رسول الله من قالها في صحته ؟ قال: ذلك اوجب فأوجب ».

۱۶۱۰ / ۱۱ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من لقن عند الموت لا اله الا الله، دخل الجنة ».

۲۷ - ( باب استحباب تلقين المحتضر، الإقرار بالأئمّة عليهم‌السلام، وتسميتهم بأسمائهم )

۱۶۱۱ / ۱ - القطب الراوندي في كتاب الدعوات: عن ابي بصير، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال، كنا عنده وعنده حمران إذ دخل مولى له فقال، جعلت فداك فهذا عكرمة في الموت وكان يرى رأي الخوارج، وكان منقطعا إلى ابي جعفر عليه‌السلام، فقال لنا أبوجعفر عليه‌السلام: « انظروني حتّى ارجع اليكم » قلنا: نعم، فما لبث ان رجع فقال: « اني لو ادركت عكرمة قبل ان تقع النفس موقعها، لعلمته كلمات ينتفع بها، ولكني ادركته وقد وقعت النفس موقعها » قلت جعلت فداك وما ذاك ؟ قال: « هو والله ما انتم

______________

=   من بيته (لسان العرب ج ۱۰ ص ۳۴۱).

۱۰ - لب اللباب: مخطوط، البحار ج ۸۱ ص ۲۴۱ ح ۲۶ عن دعوات الراوندي.

۱۱ - المصدر السابق: مخطوط.

الباب - ۲۷

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۱۳، البحار ج ۸۱ ص ۲۳۶ ح ۱۶ عن رجال الكشي ص ۲۱۶ ح ۳۸۷، والتهذيب ج ۱ ص ۸۱ ح ۶ عنه في الوسائل ج ۲ ص ۶۶۵ ح ۲.

١٢٥

عليه، فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة ان لا اله الله والولاية ».

۱۶۱۲ / ۲ - وعن محمّد بن علي عليهما‌السلام قال: « مرض رجل من اصحاب الرضا عليه‌السلام فعاده، فقال: « كيف تجدك » ؟ قال: لقيت الموت بعدك، يريد به ما لقيه من شدة مرضه فقال عليه‌السلام: « كيف لقيته » ؟ قال شديداً أليماً قال عليه‌السلام: « ما لقيته، انما لقيت ما يبدو كربه ويعرفك بعض حاله، انما الناس رجلان، مستريح بالموت ومستراح منه به، فجدد الايمان بالله وبالولاية تكن مستريحاً » ففعل الرجل ذلك ثم قال: يابن رسول الله هذه ملائكة ربي بالتحيات والتحف يسلمون عليك، وهم قيام بين يديك فأذن لهم في الجلوس، فقال الرضا عليه‌السلام: « اجاؤا ملائكة ربي ؟ ثم قال للمريض: سلهم امروا بالقيام بحضرتي » ؟ فقال المريض: سألتهم فزعموا انه لو حضرك كلّ من خلقه الله من ملائكته لقاموا لك، ولم يجلسوا حتّى تأذن لهم، هكذا امرها الله عزّوجلّ، ثم غمض الرجل عينيه وقال: السلام عليك يابن رسول الله، هكذا شخصك ماثل لي مع اشخاص محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن بعده من الأئمّة عليهم‌السلام، وقضى الرجل.

ورواه الصدوق في معاني الاخبار: عن محمّد بن القاسم المفسر، عن احمد بن الحسن الحسيني، عن ابي محمّد العسكري عليه‌السلام قال: قال محمّد بن علي عليهما‌السلام، وساق إلى قوله ... ففعل الرجل ذلك قال: والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة (۱).

______________

۲ - المصدر السابق ص ۱۱۴.

(۱) معاني الاخبار ص ۲۸۹.

١٢٦

۱۶۱۳ / ۳ - وعن ابي بكر الحضرمي قال: مرض رجل من اهل بيتي فأتيته عائدا له، فقلت له: يابن اخ ان لك عندي نصيحة اتقبلها ؟ قال: نعم. فقلت: قل اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، فشهد بذلك فقلت: قل واشهد أنّ محمّداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فشهد بذلك فقلت: ان هذا لا ينتفع به الا ان تكون منه على يقين، فقلت: قل واشهد ان علياً وصيه وهو الخليفة من بعده، فشهد بذلك فقلت له: انك لن تنتفع بذلك حتّى تكون منه على يقين، ثم سميت الأئمّة واحدا بعد واحد عليهم‌السلام، فأقر بذلك وذكر انه على يقين، فلم يلبث الرجل ان توفي فجزع عليه أهله جزعا شديدا، قال: فغبت عنهم ثم اتيتهم بعد ذلك فرأيت عزاء حسناً، فقلت: كيف تجدونكم ؟ كيف عزاؤك ايتها المرأة ؟ فقالت: والله لقد اصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة فلان، وكان مما سخي بنفسي (۱) لرؤيا رأيتها الليلة، فقلت: فلان (۲)، قال: نعم، فقلت: له ا كنت ميتا ؟ قال: بلى، ولكن نجوت بكلمات لقنيهن أبوبكر الحضرمي، ولو لا ذلك كدت اهلك.

۲۸ - ( باب استحباب تلقين المحتضر كلمات الفرج )

۱۶۱۴ / ۱ - القطب الراوندي في لب اللباب، عن أميرالمؤمنين

______________

۳ - دعوات الراوندي ص ۱۱۳، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۴۰ ح ۲۶.

(۱) طيب نفسي - نسخة البحار - منه « قدس سره ». وفي هامش المستدرك الطبعة الحجرية ورد ما نصه: هكذا كانت النسخة وفيها سقم ولا يخلو من اختلال كما هو ظاهر.

(۲) في هامش المخطوط: « فقلت: كيف ؟ قالت: رأيته وقلت له: ما كنت ميتا قال: بلى ولكن نجوت... الخ - نسخة البحار - ».

الباب - ۲۸

۱ - لب اللباب: مخطوط.

١٢٧

عليه‌السلام، انه كان إذا رأى مؤمنا في حال النزع لقنه كلمات الفرج، فإذا قالها، قال: « لا اخاف عليه الآن ».

۱۶۱۵ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ويستحب ان يلقن كلمات الفرج: وهو لا اله الا الله الحليم الكريم، لا اله الا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب الارضين السبع، وما فيهن وما بينهن، ورب العرش العظيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ».

۱۶۱۶ / ۳ - الصدوق في المقنع: فإذا صار في حال النزع فلقنه كلمات الفرج، وهو لا اله الا الله... إلى قوله العظيم.

۲۹ - ( باب استحباب تلقين المحتضر التوبة والاستغفار والدعاء بالمأثور )

۱۶۱۷ / ۱ - الشيخ المفيد في اماليه: اخبرني أبونصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال: اخبرني أبوالقاسم علي بن محمّد قال: حدّثنا علي بن الحسن قال: حدّثني الحسن بن علي بن يوسف، عن ابي عبدالله زكريا بن محمّد بن المؤمن، عن سعيد بن يسار قال: سمعت ابا عبدالله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام يقول: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حضر شابا عند وفاته فقال له: قل،

______________

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۳۳ ص ۹.

۳ - المقنع ص ۱۷.

الباب - ۲۹

۱ - امالي المفيد ص ۲۸۷ ح ۶، أمالي الطوسي ج ۱ ص ۶۲، وعنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۳۲ ح ۷.

١٢٨

لا اله الا الله قال: فاعتقل لسانه مرارا.

فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا ام ؟ قالت: نعم، انا امه، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: افساخطة انت عليه ؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ستة حجج، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها: ارضي عنه، قالت: رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: قل لا اله الا الله، قال: فقالها، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: ما ترى ؟ قال: ارى رجلا اسود الوجه قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح، قد وليني الساعة واخذ بكظمي (۱)، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: قل يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير واعف عني الكثير، انك انت الغفور الرحيم، فقالها الشاب، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: انظر ما ذا ترى ؟ قال: ارى رجلا ابيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني، وارى الاسود قد تولى عني، فقال له: اعد فاعاد، فقال له: ما ترى ؟ قال: لست ارى الاسود، وارى الابيض قد وليني، ثم طفا على تلك الحال ».

۱۶۱۸ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي بن الحسين ومحمّد بن علي عليهم‌السلام، انهما ذكرا وصية علي عليه‌السلام وساقا الحديث إلى ان قالا: « قال عليه‌السلام: ايها الناس هل فيكم احد يدعي قبلي جورا في حكم، أو ظلما في نفس أو مال، فليقم انصفه من ذلك، فقام رجل من القوم فأثنى عليه ثناء حسنا، وأطراه وذكر مناقبه

______________

۱ - الكظم: بالتحريك، مخرج النفس من الحلق. (لسان العرب - كظم - ج ۱۲ ص ۵۲۰)

۲ - دعائم الإسلام ج ۲ ص ۳۵۳.

١٢٩

في كلام طويل، فقال على عليه‌السلام: ايها العبد المتكلم ليس هذا حين اطراء، وما احب ان يحضرني احد في هذا المحضر بغير النصيحة، والله الشاهد على من رأى شيئاً يكرهه فلم يعلمنيه، فانى احب ان استعتب من نفسي قبل ان تفوت نفسي.

إلى ان قال عليه‌السلام: ايها الناس، انا احب ان اشهد عليكم الا يقوم احد فيقول، اردت ان اقول فخفت، فقد اعذرت بينى وبينكم، اللهم الا ان يكون احد يريد ظلمي والدعوى قبلى بما لم اجر، اما انى لم استحل من احد مالا، ولم استحل من احد دما بغير حق ».

إلى ان قالا عليهما‌السلام: « ثم لم يزل يقول: اللهم اكفنا عدوا الرجيم!، اللهم انى اشهدك انك لا اله الا انت وانت الواحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، فلك الحمد عدد نعمائك لدى واحسانك عندي، فاغفر لى وارحمني وانت خير الراحمين.

ثم لم يزل يقول: لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمّدا عبده ورسوله، عدة لهذا الموقف ولما بعده من المواقف، اللهم اجز محمّدا منا افضل الجزاء، وبلغه منا افضل السلام، اللهم الحقنى به ولا تحل بينى وبينه انك سميع الدعاء غفور رحيم، ثم نظر إلى اهل بيته فقال: حفظكم الله وحفظ فيكم نبيكم واستودعكم الله واقرا عليكم السلام، ثم لم يزل يقول لا اله الا الله محمّد رسول الله حتّى قبض عليه‌السلام ».

۱۶۱۹ / ۳ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: باسناده عن ابى محمّد هارون بن موسى قال: اخبرنا أبواحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودى

______________

۳ - فلاح المسائل ص ۶۶

١٣٠

قال: حدّثنا احمد بن عمار بن خالد قال: حدّثنا زكريا بن يحيى الساجى قال: حدّثنا مالك بن خالد الاسدي، عن الحسن بن ابراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن ابى عبدالله جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن آبائه عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، انه قال: « من لم يحسن الوصية عند موته كان ذلك نقصا في عقله ومروءته »، قالوا: يا رسول الله وكيف الوصية؟ قال: « إذا حضرته الوفاة، واجتمع الناس عنده قال: اللهم فاطر السماوات والارض، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، انى اعهد اليك [ في دار الدنيا أنّى ] (۱) اشهد ان لا اله الا انت وحدك لا شريك لك، وان محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك ورسولك، وان الساعة آتية لا ريب فيها، وانك تبعث من في القبور، وان الحساب حق، وان الجنة حق، وما وعد [ الله ] (۲) فيها من النعيم، من الماكل والمشرب والنكاح حق، وان النار حق، وان الايمان حق، وان الدين كما وصفت، وان الاسلام كما شرعت، وان القول كما قلت وان القرآن كما انزلت، وانك انت [ الله ] (۳) الحق المبين وانى اعهد اليك في دار الدنيا، انى رضيت بك ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيّاً، وبعلىّ اماماً، وبالقرآن كتاباً، وأنّ أهل بيت نبيّك (عليه وعليهم السلام) ائمتى.

اللهم انت ثقتى عند شدتي، ورجائي عند كربتي، وعدتي عند الامور التى تنزل بى، وانت ولى نعمتي، والهى واله آبائى، صل على محمّد وآله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ابدا، وآنس في قبري وحشتي، واجعل لى عهدا عندك يوم القاك منشورا.

______________

(۱ - ۲ - ۳) أثبتناه من المصدر

١٣١

فهذا عهد الميت يوم يوصى بواجبه، والوصية حق على كلّ مسلم ».

قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « وتصديق هذا في سورة مريم قول الله تبارك وتعالى: ( لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ) (۴) وهذا هو العهد ».

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: لعلى عليه‌السلام: « تعلمها انت وعلمها اهل بيتك وشيعتك ».

قال: وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « وعلمنيها جبرئيل ».

ورواه الشيخ الطوسى في مصباح المتهجد: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلا مثله (۵)

ورواه في دعائم الإسلام (۶): عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله باختلاف في لفظ الدعاء، ينبغى نقله ففيه: « اللهم فاطر السماوات والارض، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اللهم انى عاهد اليك في دار الدنيا، انى اشهد ان لا اله الا انت وحدك لا شريك لك، وان محمّدا عبدك ورسولك، وان الجنة حق، وان النار حق، وان البعث حق، والحساب حق، والقدر والميزان حق، وان الدين كما وصفت، والاسلام كما شرعت، والقول كما حدثت، والقرآن (۷) كما انزلت، وانك انت الله الحق المبين، جزى الله عنا محمّداً خير الجزاء، وحيا الله محمّدا

______________

(۴) مريم ۱۹: ۸۷

(۵) مصباح المتهجد ص ۱۴

(۶) دعائم الإسلام ج ۲ ص ۳۴۶ ح ۱۲۹۴

(۷) في الدعائم: وأن القرآن

١٣٢

بالسلام، اللهم يا عدتي عند كربتي، ويا صاحبي عند شدتي، ويا ولى نعمتي، الهى واله آبائى لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فانك ان تكلني إلى نفسي اقترب من الشر واتباعد من الخير، وآنس في القبر وحشتي واجعل لى عندك عهدا يوم القاك ... » الخبر.

۱۶۲۰ / ۴ - ثقة الاسلام في الكافي: عن محمّد بن احمد، عن عمه، عن عبدالله بن الصلت، عن الحسن بن علي بن بنت الياس، عن ابى الحسن عليه‌السلام قال: سمعته يقول:« ان علي بن الحسين عليهما‌السلام، لما حضرته الوفاة اغمى عليه، ثم فتح عينيه وقرا إذا وقعت الواقعة وانا فتحنا لك، وقال: الحمد لله الذى صدقنا وعده، واورثنا الأرض نتبوا من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئاً ».

۱۶۲۱ / ۵ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ان الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر (۱)، توبوا إلى بارئكم قبل ان تموتوا، وبادروا بالاعمال الزاكية قبل ان تشغلوا، وصلوا الذى بينكم وبينه بكثرة ذكركم اياه ».

۱۶۲۲ / ۶ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « نابذوا (۱) عند الموت، فقيل: كيف ننابذ؟ قال، قولوا: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا

______________

۴ - الكافي ج ۱ ص ۳۸۹ ح ۵

۵ - دعوات الراوندي ص ۱۰۹

(۱) الغرغرة: تردد الروح في الحلق عند الموت (لسان العرب - غرر - ج ۵ ص ۲۱، مجمع البحرين ج ۳ ص ۴۲۳)

۶ - المصدر السابق ص ۱۱۴، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۴۱

(۱) المنابذة والانتباذ: تحيز كلّ واحد من الفريقين في الحرب (لسان العرب - نبذ - ج ۳ ص ۵۱۲، مجمع البحرين ج ۳ ص ۱۸۸)

١٣٣

تَعْبُدُونَ ) ».... إلى آخر السورة.

وكان زين العابدين عليه‌السلام يقول: « اللهم ارحمنى فانك كريم، اللهم ارحمنى فإنّك رحيم » فلم يزل يرددها حتّى توفي (صلوات الله عليه).

وكان عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قدح فيه ماء، وهو في الموت ويدخل يده في القدح ويمسح وجهه بالماء ويقول: « اللهم اعنّي على سكرات الموت ».

۱۶۲۳ / ۷ - البحار - عن مصباح الأنوار - عن أبى جعفر عليه‌السلام قال: « ان فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ستين يوما، ثم مرضت فاشتدت علتها، فكان من دعائها في شكواها: يا حى يا قيوم، برحمتك استغيث فأغثنى، اللهم زحزحني عن النار وادخلني الجنة، وألحقني بمحمّد (۱) صلى‌الله‌عليه‌وآله، فكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول لها: يعافيك الله ويبقيك، فتقول: يا ابا الحسن ما اسرع اللحاق بالله، واوصت بصدقتها ومتاع البيت، واوصته ان يتزوج امامة بنت ابى العاص بن الربيع، ودفنها ليلا ».

______________

۷ - البحار ج ۸۱ ص ۲۳۳ ح ۸.

(۱) في البحار: بأبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٣٤

۳۰ - ( باب استحباب نقل من اشتد عليه النزع، إلى مصلاه الذى كان يصلى فيه أو عليه )

۱۶۲۴ / ۱ - كتاب محمّد بن المثنى الحضرمي: عن جعفر بن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربي قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: وذكر ابا سعيد الخدرى وكان من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان مستقيما قال: « نزع ثلاثة ايام فغسله اهله، ثم حملوه إلى مصلاه فمات (۱) ».

۱۶۲۵ / ۲ - البحار - عن مصباح الانوار - عن ابى رافع، عن ابيه، عن امه سلمى قالت: اشتكت فاطمة عليها‌السلام  بعد ما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بستة اشهر، قالت: فكنت امرضها فقالت لى ذات يوم: « اسكبي لى غسلا »، قالت: فسكبت لها غسلا، فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم قالت: « يا سلمى هلمى ثيابي الجدد » فأتيتها بها فلبستها، ثم جاءت إلى مكانها الذى كانت تصلى فيه فقالت: « قربى فراشي إلى وسط البيت » ففعلت، فاضطجعت عليه ووضعت يدها اليمنى تحت خدها، واستقبلت القبلة وقالت: « يا سلمى انى مقبوضة الآن » قالت: وكان على عليه‌السلام يرى ذلك من صنيعها ... الخبر.

۱۶۲۶ / ۳ - الصدوق في المقنع: فان عسر عليه نزعه واشتد عليه، فحوله إلى مصلاه الذى كان يصلى فيه أو عليه.

______________

الباب - ۳۰

۱ - كتاب محمّد بن المثنى الحضرمي ص ۸۵

(۱) في المصدر: فمات فيه

۲ - البحار ج ۸۱ ص ۲۴۵ ح ۳۱

۳ - المقنع ص ۱۷

١٣٥

۳۱ - ( باب استحباب قراءة الصافات ويس عند المحتضر )

۱۶۲۷ / ۱ - القطب الراوندي في كتاب الدعوات: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « يا علي اقرأ يس فان في قراءة يس عشر بركات، ما قرأها جائع الا أشبع، ولا ظامى الا روى، ولا عارى الا كسى، ولا عزب الا تزوج، ولا خائف الا آمن، ولا مريض الا برئ، ولا محبوس الا اخرج، ولا مسافر الا اعين على سفره، ولا قرأها رجل ضلت له ضالة الا ردها الله عليه، ولا مسجون الا اخرج، ولا مدين الا ادى دينه، ولا قرئت عند ميت الا خفف الله (۱) عنه تلك الساعة ».

۱۶۲۸ / ۲ - الشيخ ابراهيم الكفعمي في مصباحه: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ايما مريض قرئت عنده يس، نزل عليه بعدد كلّ حرف منها عشرة املاك يقومون بين يديه صفوفا، ويستغفرون له ويشهدون قبض روحه ويشيعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه، ويأتى رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة فيشرب فيموت ريان (۱) ، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتّى يدخل الجنة وهو ريان ».

وقال عند قوله في آداب الاحتضار: وينبغى إذا حضره الموت ان يقرأ عنده القرآن، خصوصاً سورة يس والصافات إلى آخره، واما قراءة

______________

الباب - ۳۱

۱ - دعوات الراوندي ص ۹۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۳۹ ح ۲۶

(۱) لفظة الجلالة: ليس في البحار

۲ - مصباح الكفعمي ص ۸

(۱) وفيه: فيموت ريان ويبعث ريان.

١٣٦

الصافات فانه ينجو من مردة الشياطين ويبرأ من الشرك.

۱۶۲۹ / ۳ - بعض كتب المناقب القديمة: عن ورقة بن عبدالله الازدي، عن فضة مولاة فاطمة عليها‌السلام  عنها في خبر طويل انها قالت لعلى عليه‌السلام عند وفاتها: « فإذا انت قرأت يس فاعلم انى قد قضيت نحبى، فغسلني ولا تكشف عنى ... » الخبر ونقله عنه في البحار، كما نقلنا.

۳۲ - ( باب كراهة ترك الميت وحده )

۱۶۳۰ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا تتركه وحده، فان الشيطان يعبث به ».

۱۶۳۱ / ۲ - الصدوق في علل الشرائع: قال ابى في رسالته إلىّ: لا يترك الميت وحده فان الشيطان يعبث به في جوفه.

۳۳ - ( باب كراهة حضور الحائض والجنب عند المحتضر، وقت خروج روحه، وعند تلقينه )

۱۶۳۲ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدثنى موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابى، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن

______________

۳ - عنه في البحار ج ۴۳ ص ۱۷۹

الباب - ۳۲

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۷

۲ - علل الشرائع ص ۳۰۷ باب ۲۵۶ ح ۱

الباب - ۳۳

۱ - الجعفريات ص ۲۰۴

١٣٧

ابيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « إذا احتضر الميت، فما كان من امراة حائض أو جنب فليقم، لموضع الملائكة ».

۱۶۳۳ / ۲ - وبهذا الاسناد: عن علي بن ابى طالب عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ان الملائكة لا تشهد جنازة الكافر، ولا المتضمخ بالورس (۱) والزعفران، ولا الجنب الا جنبا يتوضأ ».

۱۶۳۴ / ۳ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا يحضر الحائض ولا الجنب عند التلقين، فان الملائكة تتأذى بهما، ولا بأس بأن يليا غسله ويصليا عليه ولا ينزلا قبره، فان حضرا ولم يجدوا من ذلك بدا، فليخرجا إذا قرب خروج نفسه ».

الصدوق في المقنع (۱): ولا يجوز ان تحضر الحائض والجنب عند التلقين، لأن الملائكة تتأذى بهما، ولا بأس بأن يليا غسله ويصليا عليه، ولا ينزلا قبره، فان حضراه عند التلقين ولم يجدا من ذلك بدا، فليخرجا إذا قرب خروج نفسه.

______________

۲ - المصدر السابق ص ۲۰۴

(۱) المتضمخ بالورس: أي المتلطخ به والمكثر منه، والورس: زرع أحمر ومنه أصفر فان تتخذ منه صبغة الوجه (لسان العرب ج ۶ ص ۲۵۴، مجمع البحرين ج ۴ ص ۱۲۱)

۳ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۳۳ ح ۹.

(۱) المقنع ص ۱۷

١٣٨

۳۴ - ( باب كراهة مس الميت عند خروج الروح، واستحباب تغميضه وشد لحييه وتغطيته بثوب بعد ذلك )

۱۶۳۵ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: واياك ان تمسه، وان وجدته يحرك يديه أو رجليه أو راسه، فلا تمنعه من ذلك كما يفعل جهال الناس.

المقنع (۱): واياك ان تمس الميت، إذا كان في النزع.

۱۶۳۶ / ۲ - ابن شهر آشوب في مناقبه: باسناده قال: قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويد أميرالمؤمنين عليه‌السلام تحت حنكه، ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه (۱) ومد عليه ازاره، واشتغل (۲) بالنظر في امره.

۱۶۳۷ / ۳ - المفيد في ارشاده: عن عبدالله بن ابراهيم، عن زياد المخارقى قال، لما حضرت الحسن عليه‌السلام الوفاة استدعى الحسين عليه‌السلام فقال له: « يا اخى انى مفارقك ولاحق بربي، فإذا قضيت نحبى (۱) فغمضني وغسلني وكفني ... » الخبر..

______________

الباب - ۳۴

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۷

(۱) المقنع ص ۱۷

۲ - المناقب لابن شهر آشوب ج ۱ ص ۲۳۷

(۱) وغمضه: ليس في المصدر

(۲) وفيه: واستقبل

۳ - إرشاد المفيد ص ۱۹۲

(۱) نحبي: ليس في المصدر

١٣٩

۳۵ - ( باب حكم موت الحمل دون امه، وبالعكس )

۱۶۳۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا ماتت المرأة وهى حاملة وولدها يتحرك في بطنها، شق بطنها من الجانب الايسر واخرج الولد، وان مات الولد في جوفها ولم يخرج، ادخل انسان يده في فرجها وقطع الولد بيده واخرجه.

وروى: انها تدفن مع ولدها إذا مات في بطنها ».

۳۶ - ( باب استحباب تعجيل تجهيز الميت، ودفنه ليلاً أو نهاراً، مع عدم اشتباه الموت )

۱۶۳۹ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدثنى موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابى، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابى طالب عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « إذا مات الميت في اول النهار فلا يقيل (۱) الا في قبره، فإذا مات في آخر النهار فلا يبيت الا في قبره ».

۱۶۴۰ / ۲ - وبهذا الاسناد: عن علي عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: ما ادرى ايهم اعظم جرما ؟ الذى

______________

الباب - ۳۵

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹

الباب - ۳۶

۱ - الجعفريات ص ۲۰۷

(۱) في نسخة من المصدر: تضع. ويقيل: القائلة الظهيرة، القيلولة: النوم في ا لظهيرة، نومة نصف النهار، وهي القائلة، قال، يقيل (لسان العرب - قيل - ج ۱۱ ص ۵۷۷)

۲ - المصدر السابق ص ۲۰۷

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614