مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل9%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 614

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 614 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356421 / تحميل: 5951
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفيّة، فوافق ذلك صورة نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال الله عزّ من قائل: أنت المختار المنتخب، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي، من أجلك اسطّح البطحاء، واموج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب، والجنّة والنار، وأنصب أهل بيتك للهداية، وأوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق، ولا يعييهم خفيّ، وأجعلهم حجّتي على بريّتي، والمنبّهين على قدرتي ووحدانيّتي.

ثم أخذ الله الشهادة عليهم بالربوبيّة، والإخلاص بالوحدانيّة.

فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاب ببصائر الخلق انتخاب محمّدا وآلهعليهم‌السلام ، وأراهم أنّ الهداية معه، والنور له، والإمامة في آله، تقديما لسنّة العدل، وليكون الأعذار متقدّما.

ثم أخفى الله الخليقة في غيبة، وغيّبها في مكنون علمه، ثم نصب العوالم، وبسط الزمان، وموّج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان، فطفى عرشه على الماء، فسطّح الأرض على ظهر الماء، ثم استجلبهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة.

ثم أنشأ الله الملائكة من أنوار أبدعها، وأرواح اخترعها، وقرن توحيده بنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض.

فلمّا خلق الله آدم أبان فضله للملائكة، وأراهم ما خصّه به من سابق العلم، حيث عرّفه عند استنبائه إيّاه أسماء الأشياء، فجعل الله آدم محرابا وكعبة وقبلة، أسجد إليها الأبرار والروحانيّين الأنوار.

ثم نبّه آدم على مستودعه، وكشف له عن خطر ما ائتمنه عليه، بعد ما سمّاه إماما عند الملائكة، فكان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا.

ولم يزل الله تعالى يخبّئ النور تحت الزمان، الى أن وصل محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في ظاهر الفترات، فدعا الناس ظاهرا وباطنا، ونبّههم سرّا وإعلانا، واستدعىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التنبيه على العهد الذي قدّمه إلى الذّر

١٢١

قبل النسل، فمن وافقه واقتبس من مصباح النور المقدّم اهتدى إلى سيره، واستبان واضح أمره، ومن ألبسته الغفلة استحقّ السخط.

ثم انتقل النور إلى غرائزنا، ولمع في أئمّتنا، فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض، فبنا النجاة، ومنّا مكنون العلم، وإلينا يصير الأمور، وبمهدينا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمّة، ومنقذ الأمّة، وغاية النور، ومصدر الأمور، فنحن أفضل المخلوقين، وأشرف الموحّدين، وحجج ربّ العالمين، فليهنأ بالنعمة من تمسّك بولايتنا وقبض عروتنا.

فهذا ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام (١) ، انتهى. ولا أظنّ أحدا يروي هذا الخبر من غير إنكار ولا يكون إماميّا )(٢) .

وقوله رحمه‌الله : وكتاب إثبات الوصيّة ليس بنصّ. إلى آخره، كلام من لا عهد له بهذا الكتاب، ولم يظفر بنسخته، وإنّما استظهر من اسمه أنّه موضوع لإثبات وصايتهعليه‌السلام في بعض تركته، وقضاء ديونه، وإنجاز عداته(٣) ، وتجهيز جسده المباركصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ممّا تلقاه الأمّة على اختلاف مشاربهم بالقبول، ولو كان عثر عليه لعلم أنّه أحسن كتاب صنّف في هذا الباب، وفي إثبات وصاية عليّعليه‌السلام وإمامته، وأولاده الأطيابعليهم‌السلام ، فشرع في شرح خلقة صفيّ الله آدم، ومجمل أحواله، وذكر أسامي أوصيائه، مرتّبا إلى نوحعليه‌السلام ، ثم منه إلى إبراهيمعليه‌السلام ، ثم منه إلى موسىعليه‌السلام ، ثم منه إلى داودعليه‌السلام ، ثم منه إلى

__________________

(١) مروج الذهب ١: ٤٢ باختلاف في الألفاظ.

(٢) إلى هنا تنتهي الزيادة التي لم ترد في النسخة الخطية.

(٣) العدات: جمع عدة، وهي الوعد. لسان العرب ٣: ٤٦٢.

١٢٢

المسيحعليه‌السلام ، ثم منه إلى نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليهم، ومختصر من سيرتهم، والغالب أنّهم في كلّ طبقة اثنا عشر، ويذكر في آخر حال كلّ واحد منهم أن الله تعالى أوحى إليه أن يستودع التابوت، ومواريث الأنبياء إلى فلان.

ثم شرع في الجزء الثاني في حال خاتم الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ولادته إلى وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مختصرا.

ثم شرع في خلافة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وذكر قصّة المتقدّمين عليه على طريقة الإماميّة، ومن جملة كلامه.

فأقام أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن معه من شيعته في منازلهم، بما عهد إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيّدة النساءعليها‌السلام بالباب، حتى أسقطت محسنا، وأخذوه بالبيعة فامتنع، فقال: « لا أفعل » فقالوا: نقتلك، فقال: « إن تقتلوني فإنّي عبد الله وأخو رسوله » وبسطوا يده فقبضها وعسر عليهم فتحها، فمسحوا عليها وهي مضمومة.

ثمّ لقي أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد هذا أحد القوم، فناشده الله وذكّره بأيّام الله، وقال له: « هل لك أن أجمع بينك وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى يأمرك وينهاك » فخرجا إلى قبا. إلى آخر القصّة.

قال: وهمّوا بقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وتواصوا وتواعدوا بذلك، وأن يتولّى قتله خالد بن الوليد - إلى أن قال - وكان الموعد في قتله أنّه يسلّم إمامهم، فيقوم خالد إليه بسيفه، فأحسّوا بأسه، فقال الإمام قبل أن يسلّم: لا يفعلنّ خالد ما أمرته به، ثم كان من أقاصيصهم ما رواه الناس(١) .

ثم ساق حالاته، وبعض معاجزه، ووفاته، ونصّه على ابنه أبي محمّدعليه‌السلام ، وهكذا إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه، وذكر في حال كلّ

__________________

(١) إثبات الوصية: ١٢٣ و ١٢٤.

١٢٣

إمام ولادته، وسيرته، ومعاجزه، ووفاته، على أحسن نظم وترتيب.

ومن طريف ما رواه في حال أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قوله: وروي أنّهعليه‌السلام كان يتكلّم في المهد.

وروي عن زكريا بن آدم قال: إنّي لعند الرضاعليه‌السلام ، إذ جيء بأبي جعفرعليه‌السلام وسنّه نحو أربع سنين، فضرب بيده الأرض، ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر، فقال له الرضاعليه‌السلام : « بنفسي أنت فيم تفكّر طويلا ( منذ قعدت )(١) .

فقال: فيما صنع بأمّي فاطمةعليها‌السلام ، أما والله لأخرجنّهما، ثم لأحرقنّهما، ثم لاذرينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفا، فاستدناه وقبّل بين عينيه، ثم قال: أنت لها - يعني الإمامة - »(٢) .

وذكر في أحوال الحجّةعليه‌السلام النصوص على الأئمّة الاثني عشر، وقال في آخرها وهو آخر الكتاب: فلمّا أفضى الأمر إلى أبي محمدعليه‌السلام ، كان يكلّم شيعته الخواصّ وغيرهم من وراء الستر، إلاّ في الأوقات التي يركب فيها إلى دار السلطان، وإنّ ذلك إنّما كان منه ومن أبيه قبله، مقدّمة لغيبة صاحب الزمانعليه‌السلام ، لتألف الشيعة ذلك ولا تنكر الغيبة، وتجري العادة بالاحتجاب والاستتار.

وفي تسع عشرة سنة من الوقت - أي وقت إمامته عجّل الله تعالى فرجه - توفّي المعتمد، وبويع لأحمد بن الموفّق - وهو المعتضد - وذلك في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، ثمّ ذكر الخلفاء إلى عصره، ثم قال: وللصاحبعليه‌السلام منذ ولد إلى هذا الوقت، وهو شهر ربيع الأوّل، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، خمس وسبعون سنة وثمانية أشهر(٣) ، أقام مع أبيه أبي محمد على

__________________

(١) في المخطوطة والحجرية: فقعد، وما أثبتناه في المتن نقلناه عن المصدر.

(٢) إثبات الوصية: ١٨٤.

(٣) في المصدر: ست وسبعون سنة وأحد عشر شهرا ونصف شهر.

١٢٤

السلام أربع سنين وثمانية أشهر، ومنها منفردا بالإمامة إحدى وسبعون سنة(١) ، وقد تركنا بياضا لمن يأتي بعد والسلام، وهو آخر الكتاب(٢) .

وقال في مروج الذهب: وفي أيّام عثمان اقتنى جماعة من الصحابة الضياع والدور، منهم الزبير بن العوام بنى داره بالبصرة، وهي المعروفة في هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، تنزلها التجّار وأرباب الأموال(٣) . إلى آخره. ويعلم من هذا أنّه صنّف كتاب إثبات الوصيّة في خلال أيّام تأليفه المروج، ومنه يعلم فساد احتمال كونه منهم في أيام تأليفه، ورجوعه بعد ذلك بملاحظة الكتاب المذكور.

هذا وقال الثقة الجليل محمّد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة، في باب ما نزل من القرآن في القائمعليه‌السلام : أخبرنا علي بن الحسين المسعودي، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار القمّي، قال: حدثنا محمد بن حسان(٤) الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) (٥) هي في القائمعليه‌السلام وأصحابه(٦) .

__________________

(١) في المصدر: اثنتان وسبعون سنة وشهورا.

(٢) إثبات الوصية: ٢٣١.

(٣) مروج الذهب ٢: ٣٣٢.

(٤) في المخطوطة والحجرية: الحسن، والذي أثبتناه هو ما اتفقت عليه كتب الرجال، انظر على سبيل المثال لا الحصر: رجال النجاشي ٣٣٨ / ٩٠٣ وفهرست الشيخ ١٤٧ / ٦١٧ ورجال العلامة: ٢٥٥ / ٤٣ وتنقيح المقال ٣: ٩٩ / ١٠٥٢٨ وكذلك المصدر.

(٥) الحج: ٢٢: ٣٩.

(٦) الغيبة للنعماني: ٢٤١.

١٢٥

وروي عنه في الكتاب المذكور - بهذا السند إلى الكوفي - في الأبواب المختصة مضامين أخبارها بالإماميّة أخبارا كثيرة:

ففي باب ما جاء في الإمامة والوصيّة، وأنّهما من الله عزّ وجلّ باختياره وأمانته، لا باختيار خلقه، بالسند المذكور، عن الكوفي، بإسناده عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أيّما أفضل الحسن أو الحسينعليهما‌السلام ؟ قال: « إنّ فضل أوّلنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أوّلنا، فكلّ له فضل » قال، فقلت له: جعلت فداك وسّع عليّ في الجواب، فإنّي والله ما أسألك إلاّ مرتادا، فقالعليه‌السلام : « نحن من شجرة برأنا الله تعالى من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن أمناء الله على خلقه، والدعاة إلى دينه، والحجّاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يا زيد؟ قال: نعم، فقال: خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلّنا واحد عند الله عزّ وجلّ، فقلت: أخبرني بعدّتكم؟ فقال: نحن اثنا عشر، هكذا حول عرش ربّنا عزّ وجلّ وفي مبتدإ خلقنا، أوّلنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأوسطنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآخرنا محمد(١) ».

وبالسند عن الكوفي، بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام ذات يوم، فلمّا تفرّق من كان عنده قال: « يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد، ثمّ قال: بأبي وأمّي المسمّى باسمي، والمكنّى بكنيتي، والسابع من بعدي، بأبي من يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا(٢) . » الخبر.

وقس على الخبر سائر ما رواه عنه فيه، وإن لم يصفه بالمسعودي في كثير

__________________

(١) الغيبة للنعماني: ٨٥ والحديث في باب: ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما.

(٢) الغيبة للنعماني: ٨٦.

١٢٦

من المواضع، إلاّ أنّ اتّحاد السند، وتوصيفه به في بعض المواضع، كاف للمستأنس بالطريقة، في ثبوت كونه المقصود في جميع المواضع، وفي بعضها: حدّثنا محمد بن يحيى العطار بقم، ولا يناسب صدور هذا الكلام عن علي بن الحسين بن بابويه الساكن فيه كما لا يخفى، ومن هنا ظهر أنّ ما فعله في الرياض - في مقام جمع مشايخ النعماني من عدّ المسعودي منهم دون ابن بابويه - في محلّه(١) .

__________________

(١) رياض العلماء ٥: ١٣، ولم نقف في ترجمة النعماني على ذكر مشايخه في النسخة المطبوعة.

١٢٧

٢٥ - كتاب دعائم الإسلام:

تأليف نعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيوان، قاضي مصر.

قال في البحار: قد كان أكثر أهل عصرنا(١) يتوهّمون أنّه تأليف الصدوق -رحمه‌الله - وقد ظهر لنا أنّه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيليّة، وكان مالكيّا أولا، ثم اهتدى وصار إماميّا، وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة، لكن لم يرو عن الأئمّة بعد الصادقعليه‌السلام ، خوفا من الخلفاء الإسماعيليّة، وتحت ستر التقيّة أظهر الحقّ لمن نظر فيه متعمّقا، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد.

قال ابن خلّكان: هو أحد الفضلاء المشار إليهم، ذكره الأمير المختار المسبّحي في تأريخه، فقال: كان من العلم، والفقه، والدين، والنبل، على ما لا مزيد عليه، وله عدّة تصانيف، منها كتاب اختلاف أصول المذاهب، وغيره، انتهى(٢) .

وكان مالكيّ المذهب، ثم انتقل إلى مذهب الإماميّة.

وقال ابن زولاق في ترجمة ولده علي بن النعمان: وكان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل، من أهل القرآن والعلم، بمعانيه، وعالما بوجوه الفقه، وعلم اختلاف الفقهاء، واللّغة والشعر الفحل، والمعرفة بأيّام الناس، مع عقل وإنصاف، وألّف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق، بأحسن تأليف، وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا، وله ردود على المخالفين: له ردّ على أبي حنيفة، وعلى مالك والشافعي، وعلى ابن سريج، وكتاب اختلاف الفقهاء ينتصر فيه لأهل البيتعليهم‌السلام (٣) .

__________________

(١) كذا في المصدر والحجرية، وفي المخطوطة: أهلنا.

(٢) أي كلام المختار المسبّحي في تأريخه ( تاريخ مصر )

(٣) وفيات الأعيان ٥: ٤١٥.

١٢٨

أقول : ثمّ ذكر كثيرا من فضائله وأحواله، ونحوه ذكر اليافعي وغيره.

وقال ابن شهرآشوب في كتاب معالم العلماء: القاضي النعمان بن محمد ليس بإماميّ، وكتبه حسان، منها شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام ، ذكر المناقب إلى الصادقعليه‌السلام ، الاتّفاق والافتراق، المناقب والمثالب [ الإمامة ] أصول المذاهب، الدّولة، الإيضاح، انتهى ما في البحار(١) .

وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: نعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر، وقد كان بدو أمره مالكيّا، ثم انتقل إلى مذهب الإماميّة، وصنّف على طريق الشيعة كتبا، منها كتاب دعائم الإسلام، وله فيه وفي غيره ردود على فقهاء العامّة، كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وغيرهم.

وذكر صاحب تأريخ مصر: عن القاضي نعمان: إنّه كان من العلم والفقه، والدين والنبل، على ما لا مزيد عليه.

وكتاب الدعائم كتاب حسن جيّد، يصدّق ما قيل فيه، إلاّ أنّه لم يرو فيه عمّن بعد الصادق من الأئمةعليهم‌السلام ، خوفا من الخلفاء الإسماعيليّة، حيث كان قاضيا منصوبا من قبلهم بمصر، لكنّه قد أبدى من وراء ستر التقيّة مذهبه، بما لا يخفى على اللبيب(٢) .

وقال العالم المتبحّر الجليل السيّد حسين القزويني، في المبحث الخامس - من كتاب جامع الشرائع - في شرح حال المشايخ، وهو كرسالة لطيفة قال: النعمان بن محمد عالم فاضل، له كتاب دعائم الإسلام.

قال في البحار - وساق بعض ما نقلناه - وقال(٣) : وأخباره صالحة

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ٣٨، معالم العلماء: ١٢٦ / ٨٥٣

(٢) رجال السيد بحر العلوم ٤: ٥ - ١٤.

(٣) أي القزويني.

١٢٩

للتأييد والتأكيد، ولما اشتهر [ من ] الفتوى بين العلماء الثقات ولم يوجد له مستند منسوب إلى الأئمة الأطهارعليهم‌السلام (١) .

وقال المحقّق النحرير الكاظمي في المقابس، في ذكر القائلين بعدم نجاسة الماء القليل بالملاقاة: وذهب إليه من القدماء صاحب دعائم الإسلام، كما يظهر من كلامه في هذا الكتاب - وساق بعض ما رواه فيه وبيّنه وشرحه - ثمّ قال: وهذا الرجل كما يلوح في كتابه من أفاضل الشيعة، بل الإماميّة، وإن لم يرو في كتابه إلاّ عن الصادق ومن قبله من الأئمّةعليهم‌السلام ، وقد ظهر للعلاّمة المجلسيقدس‌سره أنّ اسمه أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور، قاضي مصر(٢) ، وذكر بعض ما مرّ(٣) .

وقال: وما في معالم السّروي من نفي كونه إماميّا منظور فيه، وقد ذكر السروي أنّ له كتبا حسانا في الإمامة، وفضائل الأئمّةعليهم‌السلام ، وغيرها، وعدّ منها كتابا في المناقب الى الصادقعليه‌السلام ، ولعلّ الوجه في اقتصاره عليهعليه‌السلام ما سبق(٤) ، مع احتمال كون [ مراد ](٥) من نسبه من العامّة إلى الإماميّة أنّه من الشيعة، لكنّه خلاف الظاهر والله يعلم.

وأكثر الأخبار التي أوردها في الدعائم موافقة لما في كتب أصحابنا المشهورة، وقال في أوّله: إنّه اقتصر فيه على الثابت الصحيح ممّا جاء عن الأئمّة، من أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من جملة ما اختلف فيه الرّواة عنهم، وإنّه إنّما أسقط الأسانيد طلبا للاختصار، إلاّ أنّه مع ذلك خالف

__________________

(١) انتهى كلام القزويني والزيادة التي بين المعقوفتين أثبتناها لمقتضى السياق.

(٢) مقابس الأنوار: ٦٥ - ٦٦.

(٣) من كلام العلامة المجلسيرحمه‌الله .

(٤) أي كونه قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيلية.

(٥) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

١٣٠

فيه الأصحاب في جملة من الأحكام المعلومة عندهم، بل بعض ضروريّات مذهبهم كحلّيّة المتعة، فربّما كان مخالفته لهم هنا، وبقاؤه على مذهب مالك من هذا الباب، ولعلّه لبعض ما ذكر، ولعدم اشتهاره بين الأصحاب، وعدم توثيقهم له، وعدم تصحيحهم لحديثه أو كتابه، لم يورد صاحب الوسائل شيئا من أخباره، ولم يعدّ الدعائم من الكتب التي يعتمد عليها.

وقال صاحب البحار: ( إنّ أخباره تصلح للتأييد والتأكيد ) مع أنّ أخبار كثير من الأصول والمصنّفات يعتمد عليها وإن كان مؤلّفوها فاسدي المذهب كابن فضّال وغيره، فليعرف ذلك(١) ، انتهى.

وفي أمل الآمل: نعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن حيوان، أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم(٢) ، ثم ساق بعض ما مرّ عن ابن خلّكان.

وذكره الشهيد الثالث القاضي نور الله في مجالسه في عداد علمائنا الأعلام، ورواة أخبارنا الكرام(٣) .

ولنرجع الى توضيح بعض ما ذكره هؤلاء المشايخ العظام، بما فيه قوّة اعتبار كتاب دعائم الإسلام، ويتمّ ذلك برسم أمور:

الأوّل في قول المجلسيقدس‌سره : قد كان أكثر أهل عصرنا. آخره. والظاهر أنّ سبب التوهّم عدّ الشيخ في الفهرست من كتب الصدوق كتاب دعائم الإسلام(٤) ، فظنّوا أنّه الموجود بأيدينا، ويرتفع ذلك بعد كثرة الاشتراك في أسامي الكتب، وبعد طريقة الصدوق عن تأليف مثله، بأنّه يظهر من مواضع(٥) منه أنّه كان في مصر، و(٦) مختلطا مع المنصور بالله، والمهدي بالله

__________________

(١) مقابس الأنوار: ٦٦.

(٢) أمل الآمل ٢: ٣٣٥ / ١٠٣٤.

(٣) مجالس المؤمنين ١: ٥٣٨.

(٤) الفهرست: ١٥٧ / ٦٩٥.

(٥) لم ترد في المخطوطة.

(٦) في الحجرية زيادة: أنه كان.

١٣١

من ملوك الفاطميّين(١) ، فراجع.

الثاني في قوله، وقول الجماعة: إنّه لم يرو عن الأئمّة بعد الصادقعليهم‌السلام . إلى آخره، والأمر كما قالوا إلاّ أنّي رأيت فيه الرواية عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وعن الرضاعليه‌السلام ، ففي كتاب الوصايا: عن ابن أبي عمير(٢) أنّه قال: كنت جالسا على باب أبي جعفرعليه‌السلام ، إذ أقبلت امرأة، فقالت: استأذن لي على أبي جعفرعليه‌السلام ، قيل لها: وما تريدين منه، قالت: أردت أن أسأله عن مسألة، قيل لها: هذا الحكم، فقيه أهل العراق فاسأليه، قالت: إنّ زوجي هلك وترك ألف درهم، وكان لي عليه من صداقي خمسمائة درهم ( فأخذت صداقي وأخذت ميراثي، ثمّ جاء رجل فقال: لي عليه ألف درهم )(٣) وكنت أعرف له ذلك فشهدت بها، فقال الحكم: اصبري حتى أتدبّر في مسألتك وأحسبها، وجعل يحسب، فخرج إليه أبو جعفرعليه‌السلام وهو على ذلك، فقال: « ما هذا الذي تحرّك به أصابعك يا حكم » فأخبره، فما أتمّ الكلام حتى قال أبو جعفرعليه‌السلام : « أقرّت له بثلثي ما في يديها، ولا ميراث لها حتى تقضيه(٤) ».

والمراد به أبو جعفر الثانيعليه‌السلام قطعا، لأنّ ابن أبي عمير لم يدرك الصادقعليه‌السلام فضلا عن الباقرعليه‌السلام ، بل أدرك الكاظم عليه

__________________

(١) دعائم الإسلام ١: ٥٤ - ٥٥.

(٢) روى القاضي النعمان في دعائمه الحديث المذكور عن الحكم بن عيينة، بدلا من ابن أبي عمير، ورواه الشيخ الكليني في الكافي ٧: ٢٤ حديث ١ و ١٦٧ حديث ١، والشيخ الطوسي في التهذيب ٩: ١٦٤ حديث ٦٧١، والاستبصار ٤: ١١٤ حديث ٤٣٦ كلها عن الحكم بن عتيبة، والشيخ الصدوق في الفقيه ٤: ١٦٦ حديث ٥٧٩ عن الحكم بن عيينة، فعليه يكون استنتاج المصنف ( قده ) من أن المقصود بأبي جعفر في هذه الرواية هو الجوادعليه‌السلام ، وليس الباقرعليه‌السلام لرواية ابن أبي عمير عنه فيه تأمل، فلاحظ.

(٣) ما بين القوسين زيادة من الحجرية لم ترد في المخطوطة.

(٤) نسخة بدل: يقبضه ( مخطوط ). دعائم الإسلام ٢: ٣٦٠ / ١٣٠٩.

١٣٢

السلام ولم يرو عنه، وإنّما هو من أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام ، وهو من مشاهير الرواة، بل الفقهاء العظام الذين لا يخفى عصرهم، وزمانهم وطبقتهم، على مثله من أهل العلم والفضل، وهذا ظاهر على الخبير المنصف.

وفي كتاب الوقوف: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنّ بعض أصحابه كتب إليه: إنّ فلانا ابتاع ضيعة وجعل لك في الوقف الخمس(١) إلى آخر الخبر المروي في الكافي، والتهذيب، والفقيه، مسندا عن علي ابن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام (٢) . إلى آخره، وعليّ من أصحاب الجواد والرضاعليهما‌السلام ، لم يدرك قبلهما من الأئمةعليهم‌السلام أحدا فلاحظ.

وفي كتاب الميراث: عن حذيفة بن منصور، قال: مات أخ لي وترك ابنته، فأمرت إسماعيل بن جابر أن يسأل أبا الحسن عليّا صلوات الله عليه عن ذلك، فسأله فقال: « المال كلّه لابنته »(٣) .

الثالث في تصريح الجماعة بأنّه أظهر الحقّ تحت أستار التقيّة لمن نظر فيه متعمّقا. وهو حقّ لا مرية فيه، بل لا يحتاج إلى التعمّق في النظر.

أمّا أولا : فلانّ الإسماعيليّة الخالصة كما صرّح به الشيخ الجليل الحسن ابن موسى النوبختي في كتاب الفرق، هم الذين أنكروا موت إسماعيل في حياة

__________________

(١) دعائم الإسلام ٢: ٣٤٤ / ١٢٩٠ كتاب العطايا، فصل: ذكر ما يجوز من الصدقة وما لا يجوز.

(٢) الكافي ٧: ٣٦ حديث ٣٠، والتهذيب ٩: ١٣٠ حديث ٥٥٧، والفقيه ٤: ١٧٨ حديث ٦٢٨.

(٣) لم نعثر على هذه الرواية في النسخة المطبوعة من الدعائم، ولم نعثر عليها في الكتب الحديثية ولعلها مذكورة في نسخته.

١٣٣

أبيه، وقالوا: كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس، لأنّه خاف فغيّبه عنهم، وزعموا أنّ إسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض يقوم بأمر الناس، وأنّه هو القائم(١) .

وأمّا الباطنيّة منهم فلهم ألقاب كثيرة، ومقالات شنيعة، وزعموا كما في الكتاب المذكور أنّ الله عزّ وجلّ بدا له في إمامة جعفرعليه‌السلام وإسماعيل، فصيّرها في محمد بن إسماعيل.

وزعموا أنّه حيّ لم يمت، وأنّه يبعث بالرسالة، وبشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمّد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنّه من اولي العزم.

وأولو العزم عندهم سبعة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد، وعلي - صلوات الله عليهما وآلهما - ومحمّد بن إسماعيل، على أنّ السموات سبع، وأنّ الأرضين سبع، وأنّ الإنسان بدنه سبع: يداه، ورجلاه، وظهره، وبطنه، وقلبه، وأنّ رأسه سبع: عيناه، وأذناه، ومنخراه وفمه، وفيه لسانه - كصدره الذي فيه قلبه - وأنّ الأئمّة كذلك، وقلبهم محمد بن إسماعيل، وأنّ الله تبارك وتعالى جعل له جنّة آدم، ومعناها عندهم الإباحة للمحارم، وجميع ما خلق في الدنيا، وهو قول الله عزّ وجلّ:( وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ) (٢) : [ أي ](٣) موسى بن جعفر بن محمد، وولدهعليهم‌السلام من بعده من ادّعى الإمامة منهم.

وزعموا أنّه خاتم النبيّين الذي حكاه الله عزّ وجلّ في كتابه.

وزعموا أنّ جميع الأشياء التي فرضها الله عزّ وجلّ على عباده، وسنّها نبيّه

__________________

(١) فرق الشيعة: ٧٩.

(٢) البقرة ٢: ٣٥.

(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

١٣٤

وأمر بها، لها ظاهر وباطن، وأنّ جميع ما استعبد الله به العباد في الظاهر من الكتاب والسنّة، فأمثال مضروبة، وتحتها معان هي بطونها، وعليها العمل، وفيها النجاة، وأنّ ما ظهر منها ففي استعمالها الهلاك والشقاء، وهي جزء من العذاب الأدنى، عذّب الله به قوما إذ لم يعرفوا الحقّ، ولم يقولوا به.

الى غير ذلك من مقالاتهم الشنيعة، التي نسبها إليهم في الكتاب المذكور(١) ، وغيره في تصانيفهم في هذا الباب.

وأنت خبير بأنّه ليس في كتاب الدعائم ذكر لإسماعيل، ولا لمحمد أصلا في موضع منه، حتى في مقام إثبات الإمامة، وردّ مقالات العامّة وأئمّتهم الأربعة، فكيف يرضى المنصف أن ينسب إليه هذا المذهب؟! ولا يذكر في كتابه اسم إمامه أو نبيّه، مع أنّ خلفاء عصره الذين كان هو في قاعدة سلطنتهم، ومنصوبا للقضاوة من قبلهم، المدّعين انتهاء نسبهم الى محمد بن إسماعيل، المستولين على بلاد المغاربة، ومصر الإسكندرية، وغيرها، كانوا في الباطن من الباطنية - كما صرّح به العالم الخبير البصير السيد المرتضى الرازي، في كتاب تبصرة العوام(٢) - وكان دعاتهم متفرّقين في البلاد، ومنهم الحسن الصبّاح المعروف في خلافة المستنصر منهم، ومع ذلك ليس فيه إشارة إلى هذا المذهب، وفي مواضع لا بدّ من الإشارة إليه لو كان ممّن يميل إليه.

وأمّا ثانيا : فلأنّه صرّح في كتابه بكفر الباطنيّة وضلالتهم، وخروجهم عن الدين، فإنّه قال في باب ذكر منازل الأئمّةعليهم‌السلام ، وتنزيههم ممّن وضعهم بغير مواضعهم، وتكفيرهم من ألحد فيهم ما لفظه.

أئمّة الهدى صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته، خلق مكرّمون من خلق

__________________

(١) فرق الشيعة: ٨٤ - ٨٥.

(٢) تبصرة العوام: ١٨١.

١٣٥

الله جلّ جلاله، وعباد مصطفون من عباده، افترض طاعة كلّ إمام منهم على أهل عصره، وأوجب عليهم التسليم لأمره، وجعلهم هداة خلقه إليه، وأدلاّء عباده عليه، وقرن طاعتهم في كتابه بطاعته وطاعة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهم حجج الله على خلقه، وخلفاؤه في أرضه.

ليس كما زعم الضالّون المفترون بآلهة غير مربوبين، ولا بأنبياء مرسلين - إلى أن قال - ولمّا كان أولياء الله الأئمّة الطاهرين، حجج الله التي احتجّ بها على خلقه، وأبواب رحمته التي فتح لعباده، وأسباب النجاة التي سبّب لأوليائه وأهل طاعته، ومن لا يقبل العمل إلاّ بطاعتهم، ولا يجازى بالطاعة إلاّ من تولاّهم وصدّقهم، كان الشيطان أشدّ عداوة لأوليائهم وأهل طاعتهم، ليستزلّهم كما استزلّ أبويهم من قبلهم، فاستزلّ كثيرا منهم واستغواهم(١) ، واستهواهم، فصاروا إلى الحور بعد الكور(٢) ، والى الشقوة بعد السعادة، والى المعصية بعد الطاعة.

وقصد الشيطان كلّ امرئ منهم من حيث يجد السبيل اليه والى الإجلاب بخيله ورجله عليه، فمن كان منهم قصير العلم، متخلّف الفهم ممّن تابع هواه، استفزّه واستغواه، واستزلّه فمال إلى الجحد لهم والنفاق عليهم، والخروج عن طاعتهم والكفر بهم، والانسلاخ من معرفتهم.

ومن كان قد برع في العلم وبلغ حدود الفهم، فاستزلّه وخدعه ودخل إليه، من باب محبوبة، وموضع رغبته، ومكان طلبته، فبيّن(٣) له زخرف التأويل، ونمّق له قول الأباطيل، فأغراه بالفكرة في تعظيم شأنهم، ورفع

__________________

(١) ورد هنا في الحجرية والمصدر زيادة: وسول لهم.

(٢) في الدعاء: نعوذ بالله من الحور بعد الكور، أي نعوذ بالله من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة والتمام، انظر مجمع البحرين ٤: ٢٧٩.

(٣) نسخة بدل: فزين ( مخطوطة )، وكذا في المصدر.

١٣٦

مكانهم، وقرّب منه الوسائل، وأكّد له الدلائل على أنّهم آلهة غير مربوبين، أو أنبياء مرسلون، أمكنه من ذلك ما أمكنه فيه، وتهيأ له منه ما تجرّأ به عليه، ودخل إلى طبقة ثالثة من مدخل الشبهات، واستثقال الفرائض الواجبات، وأباح لهم المحارم، وسهّل عليهم العظائم، في رفض فرائض الدين، والخروج من جملة المسلمين، بفاسد أقام لهم من التأويل، ودلّهم عليه بأسوء دليل، فصاروا إلى الشّقوة والخسران، وانسخلوا من جملة الإيمان.

نسأل الله العصمة من الزّيغ، والخروج من الدنيا سالمين، غير ناكثين ولا مارقين، ولا مبدّلين، ولا مغضوب علينا ولا ضالّين(١) .

ثم ذكر قصّة الغلاة في عصر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإحراقه إيّاهم بالنار، ثم قال: وكان في أعصار الأئمّة من ولدهعليهم‌السلام من مثل ذلك، ما يطول الخبر بذكرهم، كالمغيرة بن سعيد وكان من أصحاب أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ودعاته، فاستزلّه الشيطان - إلى أن قال -: واستحلّ المغيرة وأصحابه المحارم كلّها وأباحوها، وعطّلوا الشرائع وتركوها، وانسلخوا من الإسلام جملة، وبانوا من جميع شيعة الحقّ، وأتباع الأئمّةعليهم‌السلام ، وأشهر أبو جعفرعليه‌السلام لعنهم، والبراءة منهم.

ثمّ كان أبو الخطّاب في عصر جعفر بن محمدعليهما‌السلام من أجلّ دعاته، ثمّ أصابه ما أصاب المغيرة فكفر وادّعى أيضا النبوّة، وزعم أنّ جعفراعليه‌السلام إلها، تعالى الله عزّ وجلّ عن قوله، واستحلّ المحارم كلّها، ورخّص لأصحابه فيها، وكانوا كلّما ثقل عليهم أداء فرض أتوه، فقالوا: يا أبا الخطّاب خفّف عنّا، فيأمرهم بتركه، حتى تركوا جميع الفرائض، واستحلّوا جميع المحارم، وأباح لهم أن يشهد بعضهم لبعض بالزور، وقال: من عرف الإمام حلّ له كلّ شيء كان حرم عليه، فبلغ أمره جعفر بن محمد عليهما

__________________

(١) دعائم الإسلام ١: ٤٥ - ٤٧.

١٣٧

السلام، فلم يقدر عليه بأكثر من أن لعنه وتبرّأ منه، وجمع أصحابه فعرّفهم ذلك، وكتب إلى البلدان بالبراءة منه وباللعنة عليه، وعظم أمره على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، واستفظعه واستهاله.

ثمّ ساق بعض الأخبار في ذلك، قال: وروينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه كتب إلى بعض أوليائه، وقد كتب إليه بحال قوم قبله، ممّن انتحل الدعوة: تعدّوا الحدود، واستحلّوا المحارم، واطّرحوا الظاهر.

فكتب إليه أبو عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، بعد أن وصف حال القوم: « وذكرت أنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحجّ والعمرة، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، والمشاعر، والشهر الحرام، إنّما هو رجل، والاغتسال من الجنابة رجل، وكلّ فريضة فرضها الله تبارك وتعالى على عباده هو رجل، وإنّهم ذكروا أنّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل، وقد صلّى، وأدّى الزكاة، وصام وحجّ البيت واعتمر، واغتسل من الجنابة وتطهّر، وعظّم حرمات الله والشّهر الحرام، والمسجد الحرام، وأنّهم زعموا أنّ من عرف ذلك وثبت في قلبه، جاز له أن يتهاون، وليس عليه أن يجتهد، وأنّ من عرف ذلك الرجل فقد قبلت منه هذه الحدود لوقتها، وإن هو لم يعملها.

وأنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الفواحش التي نهى الله تعالى. عنها الخمر، والميسر، والزنا، والربا، والميتة، والدم، ولحم الخنزير أشخاص، وذكروا أنّ الله عزّ وجلّ إنّما حرّم من نكاح الأمّهات، والبنات، والأخوات، والعمّات، والخالات، وما حرّم على المؤمنين من النساء، إنّما عنى بذلك نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما سوى ذلك فمباح، وبلغك أنّهم يترادفون نكاح المرأة الواحدة، ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور، ويزعمون أنّ لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه، وأنّ الباطن هو الذي يطالبون به، وبه أمروا.

وكتبت تسألني عن ذلك، وعن حالهم وما يقولون، فأخبرك أنّه من كان

١٣٨

يدين الله بهذه الصفة التي كتبت تسأل عنها، فهو عندي مشرك بيّن الشرك، ولا يسع لأحد أن يشكّ فيه »(١) . إلى آخر الخبر الشريف الطويل، الذي رواه سعد بن عبد الله في بصائره، ومحمّد بن الحسن الصفار في أواخر بصائر الدرجات، وفيهما: إنّ الذي كتب إليهعليه‌السلام هو المفضل بن عمر(٢) ، ولا يخفى أنّ صاحب هذه المقالات الشنيعة هو أبو الخطاب وأصحابه.

وقال الشيخ المقدّم الحسن بن موسى النوبختي في كتاب المقالات: فأمّا الإسماعيلية فهم الخطابيّة، أصحاب أبي الخطاب محمّد بن أبي زينب الأسدي الأجدع، وقد دخلت منهم فرقة في فرقة محمّد بن إسماعيل، وأقرّوا بموت إسماعيل بن جعفرعليه‌السلام في حياة أبيه، وهم الذين خرجوا في حياة أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، فحاربوا عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس، فبلغه عنهم أنّهم أظهروا الإباحات، ثم ساق قصّة مقاتلتهم وهلاكهم(٣) .

ثمّ أنّ الظاهر من كتب المقالات أنّ الإسماعيليّة كلّهم منكرون للشرائع، تاركون للفرائض، مستبيحون للمحارم، ولذا يذكرون - إذا بلغوا إلى شرح حالهم - أنّهم لقّبوا بسبعة ألقاب، منها الباطنيّة بالمعنى الذي أشرنا إليه، صرّح بذلك السيد المرتضى الرازي في تبصرة العوام، وغيره.

ووافقنا على ذلك السيد الفاضل المعاصررحمه‌الله في الروضات، في ترجمة جلال الرومي حيث قال: الإسماعيليّة وإن كانوا في ظاهر دعاويهم الكاذبة، من جملة فرق الشيعة المنكرين لخلافة غير أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلاّ أنّ الغالب عليهم الإلحاد، والزندقة، والمروق عن الدين، والخروج عن

__________________

(١) دعائم الإسلام ١: ٤٨ - ٥٢.

(٢) بصائر الدرجات: ٥٤٦، ومختصر بصائر الدرجات: ٧٨.

(٣) فرق الشيعة: ٨٠ - ٨١.

١٣٩

دائرة الموحّدين، والملّيّين، وأتباع النبيّين، انتهى(١) .

ولعلّه لذلك لم يتعرّض شيخ الطائفةرحمه‌الله في كتاب الغيبة لإبطال مذهبهم، كما تعرّض لإبطال مذهب الكيسانيّة، والناوسيّة، والواقفيّة، والفطحيّة، وغيرها، لظهور فساد مذهبهم عند جميع فرق المسلمين.

ومن ذلك كلّه ظهر أنّ نسبة هذا العالم الجليل، صاحب هذا المؤلّف الشريف إلى هذا المذهب السخيف، افتراء عظيم.

وأمّا ثالثا : فلأنّ لأرباب هذا المذهب ودعاته قواعد واصطلاحات ورموزا وإشارات، لا أثر لها في هذا الكتاب، ولا إشارة فيه إليها، فعندهم أنّه لا بدّ في كلّ عصر من سبعة، بهم يقتدون، وبهم يؤمنون، وبهم يهتدون، وهم متفاوتون في الرتب: إمام يؤدي عن الله وهو غاية الأدلّة إلى دين الله. وحجّة يؤدّي عن الإمام يحمل علمه. وذو مصّة يمصّ العلم من الحجّة أي يأخذه منه، فهذه ثلاثة. وأبواب وهم الدعاة: فداع أكبر هو رابعهم، يرفع درجات المؤمنين. وداع مأذون يأخذ العهود على الطالبين من أهل الظاهر، فيدخلهم في ذمّة الإمام، ويفتح لهم باب العلم والمعرفة وهو خامسهم. ومكلّب قد ارتفعت درجته في الدين، ولكن لم يؤذن له في الدعوة، بل في الاحتجاج على الناس، فهو يحتجّ ويرغّب إلى الداعي، ككلب الصائد، حتى إذا احتجّ على أحد من أهل الظاهر، وكسر عليه مذهبه بحيث رغب عنه، وطلب الحقّ، أدّاه المكلّب إلى الداعي المأذون ليأخذ عليه العهود، وإنّما سمّي مكلّبا لأنّ مثله مثل الجارح يحبس الصيد على الصائد، على ما قاله تعالى:( وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ) (٢) وهو سادسهم. ومؤمن يتبع الداعي، وهو الذي أخذ عليه العهد، وآمن وأيقن بالعهد، ودخل في ذمّة الإمام وحزبه وهو سابعهم.

__________________

(١) روضات الجنات ٨: ٧١.

(٢) المائدة: ٥: ٤.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

إلى آخرهم عليهم‌السلام ثم تعيد عليه التلقين مرة اخرى ».

۲۰۸۶ / ۲ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادق عليه‌السلام في حديث يأتي (۱) أنّه قال «: فإذا وضعته في قبره » إلى أن قال: « واقرأ الحمد وقل هو الله احد والمعوّذتين وآية الكرسي » الخبر.

۲۰۸۷ / ۳ - الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه‌السلام: « يقول من يضع الميّت في قبره (۱): اللهمّ جاف الأرض عن جنبيه، وصعّد إليك روحه، ولقّه منك رضواناً، ثمّ يضع يده اليسرى على منكبه الايسر ويدخل يده اليمنى تحت منكبه الايمن ويحرّكه تحريكاً شديداً ويقول: يا فلان بن فلان، الله ربك، ومحمّد نبيك، والإسلام دينك، والقرآن كتابك، والكعبة قبلتك، وعليّ وليّك وإمامك، و يسمّي الأئمّة واحداً واحداً إلى آخرهم حتّى ينتهي إلى القائم عليهم‌السلام أئمتك أئمة هدى برار (۲) ثم يعيد عليه التلقين مرة اخرى ».

۲۰۸۸ / ۴ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن اسماعيل، قال: حدّثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه: « ان عليّاً عليه‌السلام كان يقول عند رأس القبر إذا دفن الميت: يا فلان، قل: لا اله إلا الله فقد أتاك منكر ونكير، اللهم لقّنه حجّته ».

______________

۲ - دعوات الراوندي ص ۱۲۱، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۳ ح ۴۳.

(۱) يأتي في الحديث ۷ من الباب التالي.

۳ - الهداية ص ۲۷، عنه في البجار ج ۸۲ ص ۵۷ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: لحده.

(۲) في المصدر: الهدي الأبرار.

۴ - الجعفريات ص ۲۰۳.

٣٢١

۲۰۸۹ / ۵ - الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الروضة والفضائل: في حديث وفاة فاطمة بنت أسد: ان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى عليها ثمّ لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها ولقّنها الشهادة (۱).

۲۱- ( باب استحباب الدعاء للميت بالمأثور عند وضعه في القبر، وجملة من أحكامه )

۲۰۹۰ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدثنى موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن ابى طالب عليهم‌السلام انه كان إذا وضع الميت في قبره قال: « بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، اللهم افسح له في قبره، نوره له والحقه بنبيّه وانت عنه راض غير غضبان ».

۲۰۹۱ / ۲ - وبهذا الاسناد: عن علي بن ابى طالب عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: إذا وضعتم الميت في قبره فقولوا: عبدالله نزل بك وانت خير منزول به، اللهم جاف (۱) الارض

______________

۵ - فضائل ابن شاذان ص ۱۰۷ والروضة ص ۱۲۲.

(۱) في الروضة: الشهادتين.

الباب - ۲۱

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

۲ - المصدر السابق ص ۲۰۳.

(۱) تجافوا عن الدنيا: أي تباعدوا، عنها، وفي الحديث: أنه كان يجافي عضدته عن جنبيه في السجود، أي يباعدها (لسان العرب - جفا - ج ۱۴ ص ۱۴۸.

٣٢٢

عن جنبيه، وافتح ابواب السماء لروحه، وثبت عند المسألة منطقه، وتقبله بقبول حسن فإنّا لا نعلم منه إلّا خيراً وأنت أعلم به منّا ».

۲۰۹۲ / ۳ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه): قال: « شهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جنازة، فامرهم فوضعوا الميت على شفير القبر مما يلي القبلة، وامرهم فنزلوا واستقبلوه استقبالا وانزلوه في لحده، وقال لهم: قولوا: على ملة الله وملة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

۲۰۹۳ / ۴ - وعنه، (صلوات الله عليه)، انه شهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جنازة (۱) رجل من بني عبد المطلب فلما انزلوه في قبره قال: « اضجعوه (۲) في لحده على جنبه الايمن - إلى ان قال -: ثم قال: قولوا: اللهم لقّنه حجته، وصعّد روحه ولقّه منك رضوانا ».

۲۰۹۴/۵ - البحار: عن مصباح الانوار، عن ابي عبدالله، عن آبائه عليهم‌السلام: ان أميرالمؤمنين عليه‌السلام لما وضع فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في القبر قال: « بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمّد بن عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلّمتك ايتها الصديقة إلى من هو اولى بك مني ورضيت لك بما رضي الله تعالى لك ثم قرأ: ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا

______________

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

(۱) في المصدر: حضر جنازة.

(۲) وفيه: ضعوه.

۵ - البحار ج ۸۲ ص ۲۷ ح ۱۳ عن مصباح الانوار ص ۲۶۰.

٣٢٣

نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ) (۱) » الخبر.

۲۰۹۵ / ۶ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وقل إذا نظرت إلى القبر: اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران - إلى ان قال - فإذا تناولت الميت فقل: بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ثم ضعه في لحده على يمينه مستقبل القبلة، وحل عقد كفنه وضع خده على التراب وقل: اللهم جاف الارض عن جنبيه، وصعد اليك روحه، ولقه منك رضوانا، فإذا وضعت عليه اللبن فقل: اللهم آنس وحشته، وصل وحدته برحمتك، اللهم عبدك وابن عبدك، ابن امتك، نزل بساحتك، وانت خير منزول به، اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه، وان كان مسيئا فتجاوز عنه واغفر له، انك انت الغفور الرحيم - إلى ان قال -: فإذا خرجت من القبر فقل وانت تنفض يديك من التراب: انا لله وانا إليه راجعون ».

وقال في موضع آخر: « وإذا وضعته في القبر فاقرأ آية الكرسي، وقل: بسم الله، وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، اللهم افسح له في قبره، والحقه بنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله، وقل كما قلت في الصلاة مرة واحدة، واستغفر له ما استطعت ».

۲۰۹۶ / ۷ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال الصادق عليه‌السلام: « إذا نظرت إلى القبر فقل: اللهم اجعلها روضة من

______________

(۱) طه ۲۰: ۵۵.

۶ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۸۱، ۲۰، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۳۹، ۴۱ ح ۳۰.

۷ - دعوات الراوندي ص ۱۲۱، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۳ ح ۴۳.

٣٢٤

رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران ».

وقال عليه‌السلام: « إذا تناولت الميت فقل: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، (اللهم إلى رحمتك لا إلى عذابك) (۱) .

ثم تسل الميت سلاّ: فإذا وضعته في قبره فضعه على يمينه مستقبل القبلة، وحل عقد كفنه، وضع خده على التراب، وقل: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، واقرأ الحمد، وقل هو الله احد، والمعوذتين، وآية الكرسي.

ثم قل: اللهم يا رب عبدك، وابن عبدك نزل بك وانت خير منزول به، اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه، وان كان مسيئا فتجاوز عنه، والحقه بنبيه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصالح شيعته، واهدنا واياه إلى صراط مستقيم، اللهم عفوك عفوك.

ثم تضع يدك اليسرى على عضده الايسر، وتحركه تحريكا شديدا، ثم تدني فمك إلى اذنه وتقول، يا فلان إذا سئلت فقل: الله ربّي، ومحمّد نبيّي، والقرآن كتابي، وعليّ إمامي، حتّى تسوق الأئمّة.

ثم تعيد القول عليه ثلاثاً ثم تقول: أفهمت يا فلان ؟ وقال عليه‌السلام فإنّه يجيب ويقول: نعم.

ثم تقول: ثبتك الله بالقول الثابت، وهداك الله إلى صراط مستقيم، عرّف الله بينك وبين اوليائك في مستقر من رحمته.

ثم تقول: اللهم جاف الارض عن جنبيه، واصعد بروحه اليك ولقنه منك برهانا، اللهم عفوك عفوك.

______________

(۱) مابين القوسين ليس في المصدر.

٣٢٥

ثم تضع الطين واللبن، وإذا وضعت الطين واللبن، تقول: اللهم صل وحدته، وآنس وحشته وآمن روعته، واسكن إليه من رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك، فانما رحمتك للطالبين (۲).

ثم تخرج من القبر وتقول: « انا لله وانا إليه راجعون، اللهم ارفع درجته في اعلى عليين، واخلف على عقبه في الغابرين، وعندك نحتسبه يا رب العالمين » الخبر.

۲۰۹۷ / ۸ - وروي ان أميرالمؤمنين عليه‌السلام نزل في قبر ابن المكفف، فلما وضعه في قبره قال: « اللهم عبدك، وولد عبدك، اللهم وسع عليه مداخله، واغفر له ذنبه ».

۲۰۹۸ / ۹ - الصدوق في الهداية: (۱) إذا نظرت إلى القبر فقل: اللهم اجعلها (۲) روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران.

وقال الصادق عليه‌السلام: « إذا وضعت اللبن على اللحد، فقل: اللهم آنس وحشته، وصل وحدته، وارحم غربته، وآمن روعته، واسكن إليه (۳) رحمة واسعة يستغني بها عن رحمة من سواك، واحشره مع من كان يتولاه، وتقول متى زرته (۴) هذا القول ».

وقال عليه‌السلام: « إذا خرجت من القبر، فقل وانت تنفض يديك من التراب: « انا لله وانا إليه راجعون ».

______________

(۲) في البحار: للظالمين.

۸ - دعوات الراوندي ص ۱۲۳.

۹ - الهداية ص ۲۶، ۲۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۷ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: قال الصادق عليه‌السلام.

(۲) في المصدر: اجعله.

(۳) في المصدر زيادة: من رحمتك.

(۴) في المصدر: زرت قبره.

٣٢٦

قلت: قد تقدم في الباب السابق بعض ما يناسب هذا الباب.

۲۲- ( باب استحباب ادخال الميت في القبر من ناحية الرجلين، ادخالاً رفيقاً سابقاً برأسه إن كان رجلاً، والمرأة مما يلى القبلة )

۲۰۹۹ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابى طالب عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: لكل بيت باب - وذكر الحديث - وباب القبر ان تدخل من قبل الرجلين ».

۲۱۰۰ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه) انه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: لكل بيت باب، وباب القبر مما يلي رجلى الميت، فمنه يجب ان ينزل (۱) ويصعد منه ».

۲۱۰۱ / ۳ - كتاب عبّاد العصفري: عن ابن العرزمي، عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ان لكل بيت بابا، وان باب القبر من قبل الرجلين ».

______________

الباب - ۲۲

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۰ ح ۵.

(۱) في المصدر زيادة: إليه.

۳ - كتاب عبّاد العصفري ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲ ح ۷.

٣٢٧

۲۱۰۲ / ۴ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا اتيت به القبر فسله من قبل رأسه ».

وقال عليه‌السلام: « وان كانت امرأة فخذها بالعرض من قبل اللحد، وتاخذ الرجل من قبل رجليه فسله سلا، فإذا ادخلت المرأة (۱) وقف زوجها من موضع ينال (۲) وركها ».

۲۱۰۳ / ۵ - القطب الراوندي في دعواته: قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لكل شئ باب، وباب القبر عند رجلي الميت ».

۲۱۰۴ / ۶ - الصدوق في الهداية: مثله، وزاد: والمرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد، والرجل من قبل رجليه يسل سلا.

۲۳- ( باب استحباب خروج من نزل القبر من قبل الرّجلين، وجواز نزوله من أيّ ناحية شاء )

۲۱۰۵ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن

______________

۴ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، ۲۰، عنه في البحار ج ۸۰ ص ۳۹ ح ۱.

(۱) في المصدر: زيادة القبر.

(۲) في المصدر: تناول.

۵ - دعوات الراوندي ص ۱۲۱، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۲ ح ۴۲.

۶ - الهداية ص ۲۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۷ ح ۴۶.

الباب - ۲۳

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

٣٢٨

علي بن ابي طالب عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: من دخل القبر فلا يخرج الا من قبل الرجلين ».

وتقدم مثله في خبر الدعائم (۱).

۲۴- ( باب أنّ دخول القبر إلى الوليّ، وجواز تعدّد الدّاخل )

۲۱۰۶ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ويدخله القبر من يأمره وليّ الميت، ان شاء شفعا وان شاء وترا ».

۲۱۰۷ / ۲ - البحار: عن مصباح الانوار، عن جابر بن عبدالله الانصاري، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال: « قلت له: الشفع يدخل القبر أو الوتر ؟ فقال: سواء عليك، ادخل فاطمة (صلوات الله عليها) القبر اربعة ».

۲۱۰۸ / ۳ - الشيخ الطبرسي في اعلام الورى، نقلا عن كتاب ابان بن عثمان، قال: حدّثني ابو مريم، عن ابي جعفر عليه‌السلام في حديث وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، إلى ان قال: « فحفر له لحدا، ودخل أميرالمؤمنين علي عليه‌السلام والعباس والفضل واسامة بن زيد، ليتولوا دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فنادت الانصار من وراء البيت: يا علي انا نذكرك الله وحقنا اليوم من

______________

(۱) تقدم في الحديث ۲ من الباب السابق.

الباب - ۲۴

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۳۹ ح ۱.

۲ - البحار ج ۸۲ ص ۲۷ ح ۱۳ عن مصباح الانوار ص ۲۵۸.

۳ - إعلام الورى ص ۱۳۷.

٣٢٩

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يذهب، ادخل منا رجلا يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقال عليه‌السلام: ليدخل اوس بن خولي - رجل من بني عوف بن الخزرج - وكان بدريا، فدخل البيت وقال له علي عليه‌السلام انزل القبر فنزل ووضع علي رسول الله على يديه، ثم دلاه في حفرته، ثم قال له: اخرج، فخرج ونزل علي عليه‌السلام، فكشف عن وجهه، ووضع خده على الارض، موجها إلى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبن، وأهال عليه التراب ».

۲۵- ( باب كراهة النّزول في قبر الولد خاصّة، وعدم تحريمه، وجواز النزول في قبر الوالد )

۲۱۰۹ / ۱ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه) انه قال: « وكره للرجل ان ينزل في قبر ولده (۱)، خوفاً من رقة قلبه عليه ».

۲۶- ( باب استحباب نزول الزوج في قبر المرأة، أو من كان يراها في حياتها، ونزول الولي أو من يأمره مطلقاً )

۲۱۱۰ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن

______________

الباب - ۲۵

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۰ ح ۵.

(۱) في المصدر: يُنْزِل ولدَه في القبر.

الباب - ۲۶

۱ - الجعفريات ص ۲۰۳.

٣٣٠

ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام قال: « مضت السنة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ان المرأة إذا ماتت ان لا يدخلها القبر الا من كان يراها في حياتها ».

۲۱۱۱ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه) انه قال: « لا ينزل المرأة في قبرها الا من كان يراها في حياتها، ويكون اولى الناس بها يلي مؤخرها، واولى الناس بالرجال (۱) يلى مقدمه ».

۲۷- ( باب جواز فرش القبر عند الإحتياج بالثوب وبالساج، وأن يطبق عليه الساج )

۲۱۱۲ / ۱ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، أنه فرش لحد (۱) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قطيفة (۲)، لأن الموضع كان نديا سبخا (۳).

۲۱۱۳ / ۲ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن المدائني، عن ابي زكريا، عن ابى بكر الهمداني، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة و عبدالله بن محمّد، عن علي بن اليمان، عن ابي حمزة الثمالي، عن ابي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام، والقاسم بن محمّد المقري، عن عبدالله بن زيد، عن المعافى بن عبد السلام، عن ابي عبدالله الجدلي، عن أميرالمؤمنين

______________

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۰ ح ۵.

(۱) في المصدر: بالرجل.

الباب - ۲۷

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحارج ۸۲ ص ۲۰ ح ۵.

(۱) في المصدر: انه قال: فُرش في قير.

(۲) القطيفة: فرش أو دثار مخمل (لسان العرب - قطب - ج ۹ ص ۲۸۶).

(۳) في المصدر: مستبخاً.

۲ - فرحة الغري ص ۳۳.

٣٣١

عليه‌السلام - في حديث طويل - انه قال للحسن عليه‌السلام، لما حضرته الوفاة: « ثم احفر لي قبرا في موضعه إلى منتهى كذا وكذا، ثم شق لحدا، فانك تقع على ساجة (۱) منقورة، ادخرها لى ابي نوح عليه‌السلام، وضعني في الساجة، ثم ضع عليّ سبع لبن (۲) كبار، ثم ارقب هنيئة ثم انظر فانك لن تراني في لحدي ».

۲۱۱۴ / ۳ - الشيخ المفيد في الارشاد: عن عبّاد بن يعقوب الرواجني، عن حنّان (۱) بن علي العنزي، عن مولى لعلي بن ابي طالب عليه‌السلام قال: لما حضرت أميرالمؤمنين عليه‌السلام الوفاة، قال للحسن والحسين عليهما‌السلام: « إذا انا متّ فاحملاني، إلى ان قال: فانكما ستجدان (۲) فيها ساجة، فادفنوني (۳) فيها، إلى ان قال: فاحتفرنا فإذا ساجة مكتوب عليها: هذا ما ادخر (۴) نوح لعلي بن ابي طالب عليه‌السلام، فدفناه فيها » الخبر.

۲۱۱۵ / ۴ - الشيخ الطوسي في الغيبة: عن ابن نوح، عن هبة الله بن

______________

(۱) الساج: خشب يجلب من بلاد الهند واحدته ساجة (لسان العرب - سوج - ج ۲ ص ۳۰۳).

(۲) في المصدر: لبنات.

۳ - الإرشاد ص ۱۹.

(۱) في المصدر: حيان، والظاهر انه هو الصحيح « راجع معجم رجال الحديث ج ۶ ص ۳۰۸ ».

(۲) وفيه: تجدان.

(۳) وفيه: فادفناني.

(۴) وفيه: مما ادخرها.

۴ - غيبة الطوسي ص ۲۲۲ وفلاح السائل ص ۷۴، عنهما في البحار ج ۸۲ ص ۵۰ ح ۴۰.

٣٣٢

محمّد، عن علي بن ابي جيد القمي، عن علي بن احمد الدلال، قال: دخلت على ابي جعفر محمّد بن عثمان - يعنى وكيل مولانا المهدي (صلوات الله عليه) - يوما لاسلم عليه، فوجدت بين يديه (۱) ساجة، ونقاش ينقش عليها ويكتب عليها آيات من القرآن، واسماء الأئمّة عليهم‌السلام على جوانبها (۲)، فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تكون فيه اوضع عليها، أو قال: اسند إليها، وقد فرغت منه، وانا في كلّ يوم انزل إليه (۳) واقرأ اجزاء (۴) من القرآن فيه واصعد - واظنه قال: واخذ بيدي وارانيه - فإذا كان من يوم كذا وكذا (۵)، من سنة كذا، صرت إلى الله تعالى، ودفنت فيه، وهذه الساجة معي.

قال: فلما خرجت من عنده اثبت ما ذكره، ولم ازل مترقبا ذلك، فما تأخر الامر حتّى اعتل أبوجعفر، فمات في اليوم الذي ذكر، من الشهر الذي قاله، من السنة التي ذكرها، ودفن.

۲۸- ( باب أنه يستحب أن يحث التراب باليد وظهر الكف، ويدعى بالمأثور )

۲۱۱۶ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد اخبرنا محمّد، بن

______________

(۱) في المصدر: فوجدته وبين يديه.

(۲) في المصدر: حواشيها.

(۳) في المصدر: انزل فيه.

(۴) وفيه: جزءا.

(۵) وفيه: من شهر كذا أو كذا.

الباب - ۲۸

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

٣٣٣

محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، كان يحثو ثلاث حثيات (۱) من تراب على القبر.

۲۱۱۷ / ۲ - وبهذا الاسناد: عن علي عليه‌السلام، انه كان إذا حثا على الميت التراب قال: « اللهم ايمانا بك، وتصديقا بوعدك، ويقينا ببعثك، هذا ما وعدنا (۱) الله ورسوله، وصدق الله ورسوله ».

ثم يقول: « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، يقول: من حثا على الميت، ثم قال هذا الكلام، كتب له بكل حثية من التراب حسنة ».

۲۱۱۸ / ۳ - الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه‌السلام: « إذا خرجت من القبر فقل وانت تنفض يديك من التراب: انا لله وانا إليه راجعون، ثم احث التراب عليه بظهر كفيك ثلاث مرات، وقل: اللهم ايمانا بك، وتصديقا بكتابك، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، فانه من فعل ذلك وقال هذه الكلمات، كتب الله له بكل ذرة حسنة ».

فقه الرضا عليه‌السلام: مثله (۱).

______________

(۱) اي ثلاث غرف بيديه، واحدتها حثية (لسان العرب - حثا - ج ۱۴ ص ۱۶۴. ومجمع البحرين ج ۱ ص ۹۵).

۲ - الجعفريات ص ۲۰۲.

(۱) في المصدر: ما وعد.

۳ - الهداية ص ۲۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۸ ح ۴۶.

(۱) فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

٣٣٤

۲۱۱۹ / ۴ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان إذا حضر دفن جنازة، حثا في القبر ثلاث حثيات.

۲۱۲۰ / ۵ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله، انه كان إذا حثا في القبر قال: « ايمانا بك، وتصديقا لرسلك، وايقانا ببعثك، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله.

وقال: من فعل هذا، كان له بمثل (۱) كلّ ذرة من التراب حسنة ».

۲۹- ( باب استحباب تربيع القبر ورفعه أربع أصابع إلى شبر )

۲۱۲۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال العالم عليه‌السلام: « كتب ابي في وصيته، ان اكفنه في ثلاثة اثواب، إلى ان قال: وامرني ان اجعل ارتفاع قبره اربعة اصابع مفرجات ».

وقال عليه‌السلام في موضع آخر: « والسنة ان القبر يرفع اربع اصابع مفرجة من الأرض، وان كان اكثر فلا بأس ».

______________

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

۵ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

(۱) بمثل: ليس في المصدر.

الباب - ۲۹

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۲۰ ۱۹، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

٣٣٥

۲۱۲۲ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام، انه لما دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ربع قبره.

۲۱۲۳ / ۳ - السيد هاشم في مدينة المعاجز: - نقلا عن ابي جعفر محمّد بن جرير الطبري - قال: حدّثنا ابو المفضل محمّد بن عبدالله، قال: حدّثنا جعفر بن مالك الفزاري، قال: حدّثنا محمّد بن اسماعيل الحسني، عن ابي محمّد الحسن بن علي الثاني عليهما‌السلام- في حديث طويل، في وفاة موسى بن جعفر عليهما‌السلام- إلى ان قال عليه‌السلام: « قال عليه‌السلام: فإذا حملت نفسي إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش، فالحدوني بها، ولا تعلوا على قبري علوا واحدا » الخبر.

ورواه الحضيني في هدايته، باسناده عنه عليه‌السلام، مثله (۱).

۳۰- ( باب استحباب رشّ القبر بالماء مستقبلاً من عند الرأس دوراً، ثم على وسطه، وتكرار الرّش أربعين يوماً )

۲۱۲۴ / ۱ - الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه‌السلام: « والرش بالماء على القبر حسن » يعني: في كلّ وقت.

۲۱۲۵ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فإذا استوى قبره، فصب عليه

______________

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲ ح ۵.

۳ - مدينة المعاجز ص ۴۶۹.

(۱) الهداية ص ۵۵.

الباب - ۳۰

۱ - الهداية ص ۲۸، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۸ ح ۴۶.

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، وعنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

٣٣٦

ماء وتجعل القبر امامك وانت مستقبل القبلة، وتبدأ بصب الماء من عند رأسه وتدور به على القبر، ثم (من اربع) (۱) جوانب القبر حتّى ترجع، من غير ان تقطع الماء، فان فضل من الماء شئ فصبه على وسط القبر ».

۲۱۲۶ / ۳ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابى طالب عليهم‌السلام قال: « لما مات عثمان بن مظعون، قبّله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فلما دفنه رش على تراب القبر الماء »، الخبر.

۲۱۲۷ / ۴ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رش قبر عثمان بن مظعون بالماء، بعد ان سوى عليه التراب.

۲۱۲۸ / ۵ - البحار عن مصباح الانوار: عن ابي عبدالله، عن آبائه عليهم‌السلام، ان أميرالمؤمنين عليه‌السلام لما وضع فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال، في القبر إلى ان قال « فلما سوى عليها التراب، امر بقبرها فرش عليها الماء ».

______________

(۱) في المصدر: ارفع، والظاهر أنه تصحيف.

۳ - الجعفريات ص ۲۰۳.

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲ ح ۱۳.

۵ - البحار ج ۸۲ ص ۲۷ ح ۱۳ عن مصباح الانوار ص ۲۶۰.

٣٣٧

۳۱- ( باب استحباب وضع اليد على القبر بعد النّضح عند الرأس، مستقبل القبلة، وتفريج الأصابع وغمز الكفّ عليه، وتأكد الاستحباب لمن لم يصلّ على الميت )

۲۱۲۹ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادق عليه‌السلام، انه قال في حديث: « فلما ان دفنوه تضع كفك على قبره عند رأسه، وفرج اصابعك واغمز (۱) كفك عليه، بعد ما تنضح بالماء ».

قال: روي انه ينبغى ان تضع يدك على قبره عند رأسه، تفرج اصابعك عليه بعد ما تنضح على القبر وتقول: ختمت عليك من الشيطان ان يدخلك، ومن العذاب ان يمسك، ثم تنصرف وتستغفر له.

۲۱۳۰ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان فضل من الماء شئ فصبه على وسط القبر، ثم ضع يدك على القبر وانت مستقبل القبلة، فقل: » الدعاء ويأتي.

۲۱۳۱ / ۳ - البحار: عن العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم قال: ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، كان إذا مات رجل من اهل بيته، يرش قبره

______________

الباب - ۳۱

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۴ ح ۴۳.

(۱) الغمز: الكبس باليد (لسان العرب - غمز - ج ۵ ص ۳۸۹ ومجمع البحرين ج ۴ ص ۲۹).

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

۳ - البحار ج ۸۲ ص ۲۲ ح ۶.

٣٣٨

ويضع يده على قبره، ليعرف انه قبر العلوية وبني هاشم من آل محمّد عليهم‌السلام، فصارت بدعة في الناس كلهم، ولا يجوز ذلك

۲۱۳۲ / ۴ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، انه (۱) « لما مات ابراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، امرني (۲) فغسلته وكفنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، إلى ان قال: ثم سوى قبره، ووضع يده عند رأسه وغمزها (۳) حتّى بلغت الكوع (۴) وقال: بسم الله، ختمتك من الشيطان ان يدخلك ».

۳۲- ( باب استحباب القيام على القبر، والدّعاء للميت بالمأثور، وقراءة القدر سبعاً وقراءة آية الكرسي وإهداء ثوابها إلى الأموات )

۲۱۳۳ / ۱ - البحار عن مصباح الانوار، عن ابى عبدالله، عن آبائه عليهم‌السلام، ان فاطمة عليها‌السلام لما احتضرت، اوصت عليا عليه‌السلام فقالت: « إذا انا متّ فتول انت غسلي، وجهزني، وصلّ عليّ وانزلني قبري، والحدني وسو التراب عليّ، واجلس عند رأسي قبالة وجهي فاكثر من تلاوة القرآن والدعاء، فانها ساعة يحتاج الميت فيها إلى انس الاحياء ».

______________

۴ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۴.

(۱) في المصدر: قال.

(۲) وفيه أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(۳) وفيه: وغمرها.

(۴) الكوع: طرف الزند مما يلي اصل الابهام. وقيل: هو من اصل الابهام إلى الزند في الذراع (لسان العرب - كوع - ج ۸ ص ۳۱۶).

الباب - ۳۲

۱ - البحار ج ۸۲ ص ۲۷ ح ۱۳ عن مصباح الأنوار ص ۲۵۷.

٣٣٩

۲۱۳۴ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال: « كان علي بن الحسين عليهما‌السلام، إذا ادخل الميت القبر، قام على قبره، ثم قال: اللهم جاف الارض عن جنبيه، وصعد عمله، ولقه منك رضوانا ».

۲۱۳۵ / ۳ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن الحسن بن عبدالله، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن ابي المقدام، عن ابيه قال: مررت مع ابي جعفر عليه‌السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من اهل الكوفة من الشيعة، فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام: جعلت فداك، هذا قبر رجل من الشيعة. قال: فوقف عليه وقال: « اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته (۱)، واسكن إليه من رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك، والحقه بمن كان يتولاه ».

۲۱۳۶ / ۴ - وفيه: عن ابيه، عن سعد بن عبدالله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمّد بن اورمة، عن علي بن الحكم، عن ابن عجلان قال: قام أبوجعفر عليه‌السلام على قبر رجل فقال: « اللهم صل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمتك ورأفتك (۱) ما يستغني عن رحمة من سواك ».

۲۱۳۷ / ۵ - البحار: وجدت في بعض مؤلفات اصحابنا ناقلا عن المفيد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « إذا قرأ المؤمن آية

______________

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۲۰.

۳ - كامل الزيارات ص ۳۲۱ ح ۱۰.

(۱) في المصدر زيادة: امن روعته.

۴ - كامل الزيارات ص ۳۲۲ ح ۱۴.

(۱) « ورأفتك » ليس في المصدر.

۵ - البحار ج ۱۰۲ ص ۳۰۰ ح ۳۰.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614