الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ0%

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
ISBN: 978-600-5213-38-6
الصفحات: 108

  • البداية
  • السابق
  • 108 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16581 / تحميل: 5454
الحجم الحجم الحجم
الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
ISBN: 978-600-5213-38-6
العربية

يتقدّمه مطل ولا يتبعه منّ ،والاعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد». وقالعليه‌السلام :  « المزاح يأكل هيبة ،وقد أكثر من الهيبة الصّامت»(١) .

١٠ـالتشيّع مسؤولية : قال له رجل :أنا من شيعتكم ،فقالعليه‌السلام : « يا عبدالله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت ،وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد  في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها ،لا تقل لنا :أنا من شيعتكم ،ولكن  قل :أنا من مواليكم ومحبيكم ،ومعادي أعدائكم ،وأنت في خير وإلى خير»(٢) . وكانعليه‌السلام يصحح الأفكار والمفاهيم الصادرة من بعض الصحابة ليبيّن الرأي  الأكثر صواباً والأكثر انسجاماً مع ثوابت الايمان والاعتقاد. قيل لهعليه‌السلام :إنّ أباذر  كان يقول : « الفقر أحبّ إليّ من الغنى ،والسقم أحبّ إليّ من الصحة». فقالعليه‌السلام :  « رحم الله أباذر ،أمّا أنا فأقول :من إتكل على حسن اختيار الله لم يتمنّ أنّه في غير  الحالة التي اختارها الله له»(٣) .

١١ـالرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وفي هذا الصدد رويت عنهعليه‌السلام أحاديث  في أبواب مختلفة؛ في الفضائل ،وفي الأخلاق ،وفي الفقه ،كما هو مدوّن في كتب  الحديث ودعاعليه‌السلام بنيه وبني أخيه ،فقال : « يا بنيّ وبني أخي ،إنّكم صغار قوم  يوشك أن تكونوا كبار آخرين ،فتعلّموا العلم ،فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو  يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته»(٤) . ولم يتوقف عن إعداد المصلحين والمبلّغين  والدعاة إلى الإسلام وإلى منهج أهل البيتعليهم‌السلام حتى في أحرج الظروف  الصحية ،فقد كان يحث الآخرين على سؤاله والاستفسار منه وهو في فراش  الموت وفي أيامه الأخيرة عند ما سقي السقم. عن عمير بن إسحاق قال : « دخلت  أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده ، فقال : يا فلان سلني ، قال : لا والله لا نسألك

__________________

(١) بحار الأنوار ٧٥ :١١٣.

(٢) بحار الأنوار ٦٥ :١٥٦.

(٣) البداية والنهاية ٨:٣٩.

(٤) ترجمة الإمام الحسنعليه‌السلام من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى :٦٤ / ٩٨.

١٠١

حتى يعافيك الله ثم نسألك ،ثم دخل ثم خرج إلينا ،فقال :سلني قبل أن لا تسألني ، فقال :بل يعافيك الله ثم أسألك ،قال :لقد ألقيت طائفة من كبدي وأنّي سقيت السمّ  مراراً فلم أسق مثل هذه المرة ،ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه»(١) .

١٢ ـ الموعظة والنصيحة :

وفي هذا أحاديث كثيرة منها :دخل جنادة بن أبي أمية على الإمام  الحسنعليه‌السلام في مرضه الذي تُوفي فيه ،فقال : « عظني يابن رسول الله ،قال :نعم  استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجلك ،واعلم أنك تطلب الدنيا والموت  يطلبك ،ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه ،واعلم أنك لا  تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلاّ كنت فيه خازنا لغيرك ،واعلم أنّ الدنيا في  حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب ،فانزل الدنيا بمنزلة الميتة  خذ منها ما يكفيك فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيها ،وإن كان حراماً لم يكن في  وزر فأخذت منه كما أخذت من الميتة ،وإن كان العتاب فالعتاب يسير ،واعمل  لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ،وإذا أردت عزّاً بلا  عشيرة وهيبة بلاسلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عزّوجلّ ،وإذا  نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك وإذا خدمته صانك وإذا  أردت معونة أعانك وإن قلت صدق قولك وإن صلت شدّ صولك وإن مددت يدك  بفضل مدها وإن بدت منك ثلمة سدها وإن رأى منك حسنة عدها وإن سألته أعطاك  وإن سكت عنه ابتداك وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك من لا تأتيك منه البوائق  ولا تختلق عليك منه الطرائق ولا يخذلك عند الحقائق وإن تنازعتما منقسماً آثرك»(٢) .

١٣ـبيان حقيقة معاوية وخبثه : عن الأسود بن قيس العبدي قال : « لقي  الحسن بن علي يوماً حبيب بن مسلمة ، فقال له : يا حبيب ربّ مسير لك في غير

__________________

(١) حلية الأولياء ٢ :٣٨.

(٢) أعيان الشيعة / حسن الأمين ١ :٥٧٧.

١٠٢

طاعة الله ،فقال :أمّا مسيري إلى أبيك فليس من ذلك ،قال :بلى ،ولكنك أطعت  معاوية على دنيا قليلة زائلة ،فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ،ولو  كنت إذ فعلت شراً قلت خيراً كان ذاك كما قال الله تبارك وتعالى :( خَلَطُوا عَمَلًا  صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ) (١) ،ولكنّك كما قال جلّ ثناؤه :( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا  كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٢) ».

ومن خبث معاوية أنه قال يوماً في مجلسه : « إذا لم يكن الهاشمي سخياً لم يشبه  حسبه ،وإذا لم يكن الزبيري شجاعاً لم يشبه حسبه ،وإذا لم يكن المخزومي تائهاً لم يشبه  حسبه ،وإذا لم يكن الأموي حليماً لم يشبه حسبه». فبلغ ذلكـالإمامـالحسن بن  عليعليهما‌السلام فقال : « واللهما أراد الحقّ ،ولكنّه أراد أن يغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا  أموالهم ويحتاجوا إليه ،ويغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل ،ويغري بني  مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس ،ويغري بني أمية بالحلم فيحبهم الناس»(٣) .

غدر معاوية واغتيال الإمام الحسنعليه‌السلام :

أيقن معاوية أنّ بقاء الإمام الحسنعليه‌السلام حيّاً يشكّل تهديداً واضحاً لنظامه  القائم على أساس الخداع والتضليل وتزوير الحقائق وشراء الضمائر ،لأنهعليه‌السلام الخليفة الحق والأعلم والأتقى والقمة في جميع مقوّمات الشخصية الانسانية ، وزيادة على مؤهلاته الذاتية فإنّه يتمتع بفضائل ومقامات وردت في القرآن  الكريم وأحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،وفي مقابل ذلك يبقى معاوية باغياً طليقاً مبتزّاً  متسلطاً غاصباً للسلطة والحكومة لا يملك أي مؤهلات سوى الخداع والتضليل  وشراء الضمائر كمقوّمات لبقائه في السلطة ،وهو لا يستطيع الاستمرار في  التسلط وممارسة الانحرافات المخالفة للكتاب والسنة ، وتحويل الخلافة إلى ملكٍ

__________________

(١) سورة التوبة :٩ / ١٠٢.

(٢) ترجمة الإمام الحسنعليه‌السلام / من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى :٦٧ /
١٠٦. والآية من سورة المطففين :٨٣ / ١٤.

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٧ :٣٢.

١٠٣

عضوض وسلطان يتوارثه بنو أمية مادام الإمام الحسنعليه‌السلام حياً ؛ ولهذا فكّر في  التخلّص من الإمامعليه‌السلام فقتله بالسمّ. قال قتادة وأبوبكر بن حفص : « سُمَّ الحسن  ابن علي ،سمّته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي ،وقالت طائفة كان ذلك  منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك»(١) . ولما مات ورد البريد بموته  على معاوية ،فقال : « يا عجباً من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى  نحبه»(٢) . وفي رواية عن الإمام الحسنعليه‌السلام قال : « لقد رقي إليّ أنّه كتب إلى ملك  الروم يسأله أن يوجّه إليه من السمّ القتال بشربة ،فكتب إليه ملك الروم :أنّه لا  يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا. فكتب إليه :إنّ هذا ابن الرجل  الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه ،وأنا أريد أن أدّس إليه من  يسقيه ذلك ،فاريح العباد والبلاد منه ،ووجّه إليه بهدايا وألطاف ،فوجّه إليه ملك  الروم بهذه الشربة التي دسّ بها فسقيتها»(٣) . وعملية السم ليست  عملية حقد شخصي أو ناجمة عن خلافات عشائرية أو قبلية ،بل هي تآمر  سافر على مستقبل الرسالة الإسلامية ،فهي ليست قتل لشخص فحسب ،بل هي  قتل للمفاهيم والقيم التي أراد الإمامعليه‌السلام لها أن تكون الحاكمة على الدولة  والمجتمع الإسلامي. وكان الإمام الحسنعليه‌السلام يقول : « قد سقيت السمّ مراراً ،فلم  أسق مثل هذا»(٤) . وقال الشعبي : « إنّما دسّ إليها معاوية ،فقال :سمّي الحسن  وأزوّجك يزيد وأعطيك مائة ألف درهم ،فلمّا مات الحسن بعثت إلى معاوية  تطلب انجاز الوعد ،فبعث إليها بالمال ،وقال :إنّي أحبّ يزيد وأرجو حياته لولا  ذلك لزوجتك إيّاه»(٥) . واتفق المؤرخون على أنّ الإمامعليه‌السلام اُستشهد بالسمّ ،وإنّ  

__________________

(١) الاستيعاب ١ :٣٧٤.

(٢) الاستيعاب ١ :٣٧٥.

(٣) بحار الأنوار ٤٤ :١٤٧ / ١٤.

(٤) الاصابة ١ :٣٣٠.

(٥) تذكرة الخواص :١٩٢.

١٠٤

معاوية اللعين ابن اللعين هو الذي دسّ إليه السُّمَّ فقتله(١) .

وقد أوصى الإمام الحسن لأخيه الإمام الحسينعليهما‌السلام قائلاً : « هذا ما أوصى  به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين ،أوصى أنّه يشهد أنّ لا إله إلاّ الله وحده لا  شريك له ،وأنّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك ،ولا ولي له من الذل ،وأنّه  خلق كل شيء فقدره تقديراً ،وأنّه أولى من عُبِد ،وأحقّ من حُمِد ،من أطاعه رشد ، ومن عصاه غوى ،ومن ناب إليه اهتدى ،فإنّي أوصيك يا حسين بمن خلفت من  أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم ،وتقبل من محسنهم ،وتكون لهم  خلفاً ووالداً ،وأن تدفنني مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّي أحقّ به وببيته ،فإنّ أبوا عليك  فانشدك الله وبالقرابة التي قرب الله منك والرحم الماسة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا  يهراق من أمري محجمة دم حتى تلقى رسول الله فتخصمهم وتخبره بما كان من  أمر الناس إلينا»(٢) . « ثمّ وصى إليه بأهله وولده وتركاته ،وما كان وصى به إليه  أمير المؤمنينعليه‌السلام حين استخلفه وأهله بمقامه ودلّ شيعته على استخلافه ،ونصب  لهم علماً من بعده»(٣) .

ثم طلبعليه‌السلام أخاه محمّد بن الحنفية ليعلمه بإمامة الحسينعليه‌السلام قائلاً لقنبر :  « ادع لي محمد بن عليّ ،فلمّا دخل وسلّم قال له الإمامعليه‌السلام :اجلس فإنّه ليس مثلك  يغيب عن سماع كلام يحيى به الأموات ويموت به الاحياء ،كونوا اوعية العلم  ومصابيح الهدى؛ فإنّ ضوء النهار بعضه أضوء من بعض. أما علمت أنّ الله جعل  ولد إبراهيمعليه‌السلام أئمة ،وفضّل بعضهم على بعض وآتى داودعليه‌السلام زبوراً وقد علمت  بما استأثر به محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . يا محمد بن عليّ إنّي أخاف عليك الحسد ،وإنّما وصف الله به الكافرين ،فقال الله عزّوجلّ :( كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ  

__________________

(١) حياة الإمام الحسن بن عليعليهما‌السلام ٢ :٤٧٧.

(٢) الأمالي / الشيخ الطوسي :١٥٩ ـ ١٦٠ / ١٩ ،مجلس ٦.

(٣) الإرشاد :١٩٣.

١٠٥

لَهُمُ الْحَقُّ ) (١) ،ولم يجعل الله عز وجلّ للشيطان عليك سلطاناً. يا محمد ألا أخبرك  بما سمعت من أبيك فيك؟ سمعت أباكعليه‌السلام يقول يوم البصرة :من أحبّ أن يبرّني  في الدنيا والآخرة فليبرّ محمداً ولدي يا محمد بن عليّ أما علمت أنّ الحسين بن  علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي؛ إمام من بعدي وعند الله جلّ اسمه في  الكتاب ،وراثة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أضافها الله عزّوجلّ له في وراثة أبيه وأمّه ،فعلم الله  أنكم خيرة خلقه ،فاصطفى منكم محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله واختار محمد علياًعليه‌السلام واختارني  عليّعليه‌السلام بالامامة ،واخترت أنا الحسينعليه‌السلام ». فقال له محمد : « أنت إمام وأنت  وسيلتي إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلماً ،وأقربنا من  رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رحماً ،كان فقيهاً قبل أن يخلق ،وقرأ الوحي قبل أن ينطق ،ولو  علم الله في أحد خيراً ما اصطفى محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فلما اختار الله محمداً ،واختار محمد  علياً ،واختارك عليّ اماماً ،واخترت الحسين؛ سلّمنا ورضينا»(٢) .

ولما دنى أجلهعليه‌السلام ،قال لأخيه الإمام الحسينعليه‌السلام : « يا أخي إنّ هذه آخر  ثلاث مرار سقيت فيها السمّ ،ولم أسقه مثل مرّتي هذه ،وأنا ميت من يومي ،فإذا أنا  متّ فادفني مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فما أحد أولى بقربه منّي ،إلاّ أن تمنع من ذلك فلا  تسفك فيه محجمة دم».

ولما اُستشهدعليه‌السلام أخرج الإمام الحسينعليه‌السلام نعشه يُراد به قبر  رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فركب مروان بن الحكم ،وسعيد بن العاص ،فمنعا من ذلك ،حتى  كادت أن تقع فتنة ،وكانت عائشة قد ركبت في ذلك اليوم بغلة شهباء ،وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ،فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ،فقال لها :يا عمّة ما  غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ،أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟  فرجعت. واجتمع مع الحسين بن عليعليهما‌السلام جماعة وخلق من الناس ،فقالوا له :

__________________

(١) سورة البقرة :٢ / ١٠٩.

(٢) الكافي ١ :٣٠٠ / ٢ ،باب الاشارة والنصّ على الحسين بن عليعليهما‌السلام .

١٠٦

دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا كأكلة رأسٍ ، فقال : إنّ أخي أوصاني أن لا  أريق فيه محجمة دم ،فدفنعليه‌السلام في البقيع(١) . وكان عدد المشيعين كبيراً جداً ،فقد  روي عن ثعلبة بن مالك أنّه قال : « شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع ، فرأيت البقيع ولو طرحت فيه ابرة ما وقعت إلاّ على رأس انسان»(٢) . واختلف  في سنة شهادته ،فقيل سنة ٤٩ ه‍،وقيل سنة ٥٠ ه‍(٣) . وحينما وصل الخبر إلى  معاوية كبّر في جمع من أهل الشام ،وقال : « واللهما كبّرت شماتة ،ولكن استراح  قلبي وصفت لي الخلافة»(٤) . وبعد شهادته نقض معاوية بقية العهود والمواثيق ، وازداد البلاء فلم يبقَ أحد من اتباعه إلاّ وهو خائف على دمه ،أو طريد في  الأرض(٥) .

  وسلام على السبط الحسن الزكي المُمتحَن

يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث مع الشهداء حيّاً

وسيعلم الذين ظلموا آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حقهم أيَّ منقلبٍ ينقلبون

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ :٢٢٥.

(٢) الاصابة ١ :٣٣٠.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ :٢٢٥ ،والاستيعاب١ :٣٧٣ ،والإصابة١ :٣٣٠.

(٤) ربيع الأبرار / الزمخشري ٤ :٢٠٩.

(٥) شرح نهج البلاغة ١١ :٤٦.

١٠٧

الفهرست

المقدِّمة ٦

الفصل الأوّل. ٨

الإمام الحسن عليه‌السلام في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله       ٨

الفصل الثاني. ٣٠

الإمام الحسن عليه‌السلام في عهد الثلاثة ٣٠

الفصل الثالث.. ٤٤

الإمام الحسن عليه‌السلام في عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ٤٤

الفصل الرابع. ٥٦

من خصائص الإمام الحسن عليه‌السلام القيادية ٥٦

الفصل الخامس.. ٧٢

خلافة الإمام الحسن عليه‌السلام ٧٢

المبحث الأوّل / المبايعة للإمام الحسن عليه‌السلام بالخلافة : ٧٢

المبحث الثاني / نتائج الصلح وآثاره ٨٩

المبحث الثالث / الإمام الحسن عليه‌السلام من الصلح حتى الشهادة ٩٢

الفهرست.. ١٠٨

١٠٨