الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات0%

الشفاء الإلهيّات مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: مكتبة الفلسفة والعرفان
الصفحات: 489

الشفاء الإلهيّات

مؤلف: ابن سينا
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف:

الصفحات: 489
المشاهدات: 93445
تحميل: 8005

توضيحات:

الشفاء الإلهيّات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 489 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93445 / تحميل: 8005
الحجم الحجم الحجم
الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

وإن كان سببا لوجود ، الذي كان بعد عدم من حيث وجوده. فحق أن وجوده جائز أن يكون وأن لا يكون (١) بعد العدم الحاصل ، وليس بحق أن يكون وجوده بعد العدم من حيث هو وجود (٢) بعد العدم جائز أن يكون وجودا بعد العدم (٣) وأن لا يكون بعد العدم ، اللهم إلا أن لا يكون وجودا أصلا فيكون الاعتبار للوجود.

وربما ظن ظان أن الفاعل والعلة إنما يحتاج إليه ليكون للشيء وجود بعد ما لم يكن ، وإذا (٤) وجد الشيء ، فلو فقدت العلة ، لوجد الشيء مستغنيا بنفسه ، فظن من ظن (٥) (٦) أن الشيء إنما يحتاج إلى العلة في حدوثه ، فإذا حدث ووجد فقد استغنى عن العلة ، فتكون عنده العلل علل الحدوث فقط وهي متقدمة لا معا ، وهو (٧) ظن باطل (٨) لأن (٩) الوجود بعد الحدوث لا يخلو إما أن يكون وجودا واجبا أو وجودا غير واجب ، فإن كان وجودا واجبا ، فإما أن يكون وجوبه (١٠) لتلك الماهية (١١) لذات تلك الماهية حتى تقتضي تلك الماهية وجوب الوجود فيستحيل حينئذ أن تكون حادثة ، وإما أن يجب لها بشرط ، وذلك الشرط إما الحدوث ، وإما صفة من صفات تلك الماهية ، وإما شيء مباين ، ولا يجوز أن يكون وجوب وجوده بالحدوث ، فإن (١٢) الحدوث نفسه ليس وجوده واجبا بذاته ، فكيف يجب به وجود غيره. والحدوث قد بطل فكيف يكون عند عدمه علة (١٣) لوجوب غيره ، إلا أن يقال إن العلة (١٤) ليست (١٥) هي الحدوث ، بل كون (١٦) الشيء قد حصل له الحدوث ، فيكون هذا من الصفات التي للشيء الحادث فيدخل في الجملة الثانية من القسمين.

فنقول : إن هذه الصفات لا تخلو إما أن تكون للماهية بما هي (١٧) ماهية ، لا بما هي قد (١٨) وجدت ، فيجب أن يكون ما قد يلزمها يلزم الماهية ، فتكون الماهية يلزمها وجوب الوجود ، أو تكون هذه الصفات حادثة مع الوجود ، فيكون الكلام في وجوب وجودها

__________________

(١) يكون : ساقطة من ب. (٢) وجود : + إلى د

(٣) بعد العدم : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٤) وإذا : فإذا ب ، ح ، د ، ص ، م

(٥) من ظن : ساقطة ب ، ص ، ط ، م. (٦) ظن : خلق ح

(٧) وهو : فهو ح ، د. (٨) باطل : + لما علمت ب ، ح ، د ، ص ، ط

(٩) لأن : ولأن د. (١٠) وجوبه : وجوده د. (١١) الماهية : للماهية ح. (١٢) فإن : لأن ح

(١٣) علة : ساقطة من ب. (١٤) يقال إن العلة : يقال العلة ط. (١٥) ليست : ليس ب. (١٦) كون : يكون د .. (١٧) هى : ساقطة من ح ، د ، ص ، م .. (١٨) قد : ساقطة من ب ، ص ، ط ، م.

٢٦١

كالكلام في الأول ، فإما أن يكون هناك صفات بلا نهاية كلها بهذه الصفة ، فتكون كلها ممكنة الوجود ، غير واجبة بذاتها ، وإما أن تنتهي إلى صفة تجب بشيء (١) خارج. والقسم الأول يجعل الصفات كلها ممكنة الوجود في أنفسها ، وقد بان أن الممكن الوجود في نفسه ، موجود (٢) بغيره (٣) ، فتكون جميع الصفات تجب بغير خارج عنها. والقسم الثاني يوجب أن الوجود (٤) الحادث إنما يبقى وجودا بسبب من (٥) خارج وهو العلة.

على أنك قد علمت أن الحدوث ليس معناه إلا وجودا بعد ما لم يكن ، فهناك وجود (٦) ، وهناك كون (٧) بعد ما لم يكن ، وليس للعلة المحدثة تأثير وغناء (٨) في أنه لم يكن ، بل إنما تأثيرها (٩) وغناؤها (١٠) في أن منه الوجود. ثم عرض أن كان (١١) ذلك ، في ذلك الوقت ، بعد ما لم يكن ، والعارض الذي عرض بالاتفاق لا دخول له في تقوم الشيء ، فلا دخول للعدم المتقدم في أن يكون للوجود الحادث علة ، بل ذلك النوع من الوجود بما هو لذلك (١٢) النوع من الماهيات مستحق لأن يكون له علة وإن استمر وبقي. ولهذا لا يمكنك أن (١٣) تقول : إن شيئا جعل وجود الشيء بحيث يكون بعد أن لم يكن ، فهذا غير مقدور عليه ، بل بعض ما هو موجود واجب ضرورة أن لا يكون بعد عدم ، وبعضه (١٤) واجب ضرورة أن (١٥) يكون (١٦) بعد عدم.

فأما الوجود ، من حيث هو (١٧) وجود هذه الماهية ، فيجوز أن يكون (١٨) عن علة ، وأما صفة هذا الوجود ، وهي أنه بعد ما لم يكن ، فلا يجوز أن تكون عن علة ، فالشيء من حيث (١٩) وجوده حادث ، أي من حيث إن الوجود الذي له موصوف بأنه بعد العدم

__________________

(١) بشيء : لشىء ب

(٢) موجود : وجوده ب ، ص ، ط ،

(٣) بغيره : لغيره ح

(٤) الوجود : الموجود ط. (٥) من : ساقطة من ح ، د ، م

(٦) فهناك وجود : ساقطة من م. (٧) كون : كونه ب ، ح ، ص ، م

(٨) وغناء : وغنى ب ، ح ، د ، ص ، ط. (٩) تأثيرها : تأثيره ب ، ح ، د ، م

(١٠) وغناؤها : وغناه ب ، ح ؛ وغناه د ؛ وغناؤه م. (١١) أن كان : ساقطة من د

(١٢) لذلك : بذلك ح ، ط ، ه. (١٣) أن : ساقطة من د

(١٤) وبعضه : وبعها ح. (١٦) أن يكون : أن يكون ضرورة د

(١٥) أن : ساقطة من ط. (١٧) هو : + هو ح ، د

(١٨) أن يكون : ساقطة من ص. (١٩) حيث ( الأولى ) : + هو ص.

٢٦٢

لا علة له بالحقيقة ، بل العلة له من حيث (١) للماهية (٢) وجود ، فالأمر بعكس ما (٣) يظنون بل العلة للوجود فقط ، فإن اتفق أن سبقه عدم كان حادثا ، وإن لم يتفق كان غير حادث.

والفاعل (٤) ، الذي تسميه العامة فاعلا ، فليس هو بالحقيقة علة من حيث يجعلونه فاعلا ، فإنهم (٥) يجعلونه (٦) فاعلا من حيث يجب أن يعتبر فيه أنه لم يكن فاعلا ، فلا يكون فاعلا (٧) من حيث هو علة ، بل من حيث هو علة وأمر (٨) لازم معه ، فإنه يكون فاعلا من حيث اعتبار ما له (٩) فيه أثر مقرونا باعتبار ما ليس له فيه أثر ، كأنه إذا اعتبرت (١٠) العلة من حيث ما يستفاد (١١) منها مقارنا لما لا يستفاد منها سمي فاعلا. فلذلك (١٢) كل شيء يسمونه فاعلا يكون من شرطه أن يكون بالضرورة قد كان مرة غير فاعل ، ثم أراد أو قسر ، أو عرض حال (١٣) من الأحوال لم يكن ، فلما قارنه ذلك المقارن كان ذاته مع ذلك المقارن علة بالفعل ، وقد كان خلا عن ذلك ، فيكون فاعلا عندهم من حيث هو علة بالفعل بعد كونه علة بالقوة ، لا من حيث هو علة بالفعل فقط.

فيكون كل ما يسمونه فاعلا يلزم أن يكون أيضا ما يسمونه منفعلا ، فإنهم لا يخلونه عن مقارنة ما يقارنه من حال حادثة لأجلها ما صدر عنه وجوده (١٤) بعد ما لم يكن. فإذا (١٥) ظهر أن وجود الماهية يتعلق بالغير من حيث هو وجود لتلك الماهية لا من حيث هو بعد ما لم يكن ، فذلك الوجود من هذه الجهة معلول ما دام (١٦) موجودا. كذلك كان معلولا متعلقا بالغير ، فقد بان أن المعلول يحتاج إلى مفيده الوجود لنفس الوجود بالذات ، لكن الحدوث وما سوى ذلك أمور تعرض له ، وأن المعلول يحتاج إلى مفيده الوجود دائما سرمدا ما دام موجودا.

__________________

(١) حيث : + أن د

(٢) للماهية : الماهية م : لماهيته ب ، ح ، ط

(٣) بعكس ما : بالعكس مما ط : بعكس مما ص. (٤) والفاعل : وفاعل ب ، ح ، هـ : فالفاعل د

(٥) فإنهم : فلأنهم ح. (٦) يجعلونه : يجعلون ح. (٧) فلا يكون فاعلا : ساقط من ب ، ح ، ص

(٨) أمر : ساقط من د. (٩) له : ساقطة من ص

(١٠) اعتبرت : اعتبر ب ، ح ، د ، ص ، م

(١١) يستفاد : استفاد ح. (١٢) فلذلك : فكذلك د

(١٣) أو عرض حال : أو عارض أو حال ب. (١٤) وجوده : وجود ب ، ح ، د ، ط ، م

(١٥) فإذا : فأن د ، م : فإذ ب ، ح : فإذن ص

(١٦) ما دام : وما دام ب.

٢٦٣

[ الفصل الثاني ]

( ب ) فصل (١) في حل ما يتشكك به (٢) على ما يذهب إليه (٣) أهل الحق من (٤) أن كل علة هي (٥) مع معلولها ، وتحقيق الكلام في العلة الفاعلية

والذي يظن من أن الابن يبقى بعد الأب ، والبناء (٦) يبقى بعد البناء ، والسخونة تبقى بعد النار ، فالسبب فيه تخليط واقع من جهة (٧) جهل العلة بالحقيقة ، فإن البناء والأب والنار ليست عللا بالحقيقة لقوام هذه المعلولات ، فإن (٨) الباني العامل له المذكور ، ليس علة لقوام البناء المذكور (٩) ، ولا أيضا لوجوده.

أما (١٠) البناء فحركته علة لحركة ما ، ثم سكونه وتركه الحركة أو عدم حركته ونقله (١١) بعد ذلك (١٢) النقل (١٣) علة لانتهاء (١٤) تلك (١٥) الحركة ، وذلك النقل بعينه وانتهاء تلك الحركة علة لاجتماع ما ، وذلك الاجتماع علة لتشكل ما ، وكل واحد مما هو علة فهو ومعلوله معا.

وأما الأب فهو علة لحركة المني ، وحركة المني (١٦) إذا انتهت على الجهة المذكورة علة لحصول المني في القرار ، ثم حصوله في القرار علة لأمر (١٧) ، وأما تصويره حيوانا وبقاؤه حيوانا (١٨) فله علة أخرى ، فإذا كان كذلك كان كل علة مع معلولها.

وكذلك النار علة لتسخين عنصر الماء (١٩) ، والتسخين علة لإبطال استعداد الماء بالفعل لقبول صورة المائية أو حفظها (٢٠) ، وذلك أن شيئا (٢١) آخر علة لإحداث الاستعداد التام في مثل هذه الحال لقبول ضدها وهي الصورة النارية (٢٢) ، وعلة الصورة (٢٣) النارية هي العلل التي تكسو العناصر صورها وهي مفارقة.

__________________

(١) فصل : الفصل الثاني ط ؛ ساقط من د. (٢) فى حل ما يتشكك به : فى حد ما يتشكك ط. (٣) إليه : به ح. (٤) من : فى م. (٥) هى : فهى ب ، ح ، د ، ص ، ط. (٦) البنّاء : البانى ب ، د ، م. (٧) جهة : حيث د. (٨) هذه المعلولات فإن : ساقطة من م. (٩) ليس علة لقوام البناء المذكور : ساقطة من م. (١٠) أما : وأما ح. (١١) ونقله : ونقلته ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٢) ذلك : تلك ب ، ه. (١٣) النقل : النقلة د ، ص ، ط ، م. (١٤) علة لانتهاء ... وانتهاء تلك الحركة : ساقطة من م. (١٥) تلك ( الأولى ) : ساقطة من ط. (١٦) وحركة المنى : ساقطة من ب ، د. (١٧) لأمر : الأمور د. (١٨) وبقاؤه حيوانا : ساقطة من ح. (١٩) الماء : النار م. (٢٠) أو حفظها : وحفظها ط .. (٢١) أن شيئا : أو شيء ب ، ح ، ص ، م : إذ شيء.

(٢٢) الصورة النارية : صورة النارية ب ، ح ، د ، ص ، م

(٢٣) الصورة : صورة ح ، ط.

٢٦٤

فتكون العلل الحقيقية موجودة مع المعلول ، وأما المتقدمات فهي علل ، إما بالعرض وإما معينات. فلهذا يجب أن يعتقد أن علة شكل البناء هو الاجتماع ، وعلة ذلك طبائع المجتمعات وثباتها على ما ألفت ، وعلة ذلك السبب المفارق الفاعل للطبائع. وعلة الولد اجتماع صورته مع مادته بالسبب المفيد للصور. وعلة النار السبب المفيد للصور (١) وزوال الاستعداد التام لضد تلك الصور (٢) معا. فنجد إذن (٣) أن (٤) العلل مع المعلولات.

وإذا (٥) قضينا (٦) فيما يتصل به كلامنا بأن (٧) العلل متناهية ، فإنما نشير إلى هذه العلل ولا نمنع أن تكون عللا معينة ومعدة بلا نهاية ، بعضها قبل بعض ، بل ذلك واجب ضرورة ، لأن كل حادث فقد وجب بعد ما لم يجب لوجوب علته حينئذ كما بينا ، وعلته ما كان أيضا وجب. فوجب (٨) في الأمور الجزئية ، أن تكون الأمور المتقدمة التي بها تجب في العلل الموجودة بالفعل ، أن تصير عللا لها بالفعل أمورا بلا نهاية ، ولذلك (٩) لا يقف فيها سؤال (١٠) لم البتة.

ولكن الإشكال هاهنا في شيء ، وهو أن هذه التي بلا نهاية لا يخلو إما أن يوجد كل واحد منها (١١) آنا فتتوالى آنات متشافعة ليس بينها زمان وهذا محال ، وإما أن يبقى زمانا فيجب أن يكون إيجابها في كل ذلك الزمان لا في طرف منه ، ويكون المعنى (١٢) الموجب لإيجابها (١٣) أيضا معها في ذلك الزمان (١٤) ، ويكون الكلام في إيجاب إيجابها كالكلام فيه ، وتحصل علل بلا نهاية معا.

وهذا هو الذي نحن (١٥) في منعه فنقول : إنه لو لا الحركة لوجب هذا الإشكال ، إلا أن الحركة تبقي الشيء الواحد لا على حالة (١٦) واحدة فلا (١٧) يكون ما يتجدد من حالة بعد حالة في آن بعد آن يشافعه ويماسه ، بل كذلك على الاتصال ، فتكون (١٨) ذات العلة غير موجبة

__________________

(١) للصور ( الثانية ) : للصورة د. (٢) الصور : الصورة ب ، د ، ح ، ط ، م

(٣) إذن : ساقطة من ح. (٤) أن : ساقطة من ب ، د ، ص ، م

(٥) وإذا : فإذا د. (٦) قضينا : فصلنا ح

(٧) بأن : فأن م. (٨) فوجب : + فيجب م

(٩) ولذلك : وكذلك ب. (١٠) سؤال : سؤالها ح. (١١) منها : ساقطة من م. (١٢) المعنى : معنى د

(١٣) لإيجابها : إيجابها ب ، د. (١٤) لا فى طرف منه ... الزمان ساقط من م.

(١٥) نحن : ساقطة من م. (١٦) حالة : حال د ، م

(١٧) فلا : ولا ب ، ج ، د ، م. (١٨) فتكون : + كون ح ، د ، ص ، ط.

٢٦٥

لوجود (١) المعلول بل لكونها (٢) على نسبة ما ، وتلك النسبة تكون علتها الحركة أو شريكة علتها أو التي (٣) (٤) بها العلة علة بالفعل الحركة ، فتكون حينئذ العلة (٥) لا ثابتة (٦) الوجود على حالة (٧) واحدة ولا باطلة الوجود حادثة في آن واحد ، فباضطرار إذن (٨) تكون العلة الحافظة أو المشاركة لنظام هذه العلل التي بسببها تنحل الإشكالات هو الحركة ، وسنوضح ذلك (٩) في موضعه إيضاحا أشفى من هذا. فقد بان ووضح (١٠) أن العلل الذاتية للشيء التي بها وجود ذات الشيء بالفعل يجب أن تكون معه لا متقدمة (١١) في الوجود تقدما (١٢) يكون زواله مع حدوث المعلول ، وأن هذا إنما يجوز في علل غير ذاتية (١٣) أو غير قريبة (١٤) ، والعلل غير الذاتية (١٥) أو الغير القريبة لا يمنع ذهابها إلى غير النهاية بل يوجبه.

وإذ قد (١٦) تقرر هذا ، فإذا كان شيء من الأشياء لذاته سببا لوجود شيء آخر دائما كان سببا له دائما ما دامت ذاته موجودة. فإن كان دائم الوجود كان معلوله دائم الوجود ، فيكون مثل هذا من العلل أولى بالعلية لأنه يمنع مطلق العدم للشيء فهو الذي يعطي الوجود التام للشيء. فهذا هو المعنى الذي يسمى إبداعا عند الحكماء وهو تأييس (١٧) الشيء بعد ليس مطلق ، فإن للمعلول (١٨) في نفسه أن يكون « ليس » ويكون له عن علته أن يكون « أيس ». والذي يكون للشيء في نفسه أقدم عند الذهن بالذات لا في الزمان ، من (١٩) الذي يكون عن غيره ، فيكون كل معلول « أيسا » بعد « ليس » (٢٠) بعدية بالذات.

فإن أطلق اسم المحدث (٢١) على كل ما له « أيس » بعد « ليس » وإن لم تكن بعدية بالزمان (٢٢) كان كل معلول محدثا ، وإن لم يطلق ، بل كان شرط المحدث أن يوجد زمان ووقت كان قبله

__________________

(١) لوجود : الوجود ح ، ط ، ه. (٢) لكونها : تكون د. (٣) أو التي : والتي ط. (٤) التي : + هى ط.

(٥) العلة ( الثانية ) : ساقطة من ب ، د ، د ، ص ، ط. (٦) لا ثابتة : لا باقية ب ، ح ، ص. (٧) حالة : حال د ، م. (٨) إذن : + إن ، ب ، ح ، ص ، م. (٩) ذلك : هذا ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٠) ووضح : وصح ح ، د ، م. (١١) لا متقدمة : لا تتقدمه ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٢) تقدما : مقدما ب ، ح. (١٣) غير ذاتية : غير الذاتية ب ، ح. (١٤) غير قريبة : غير القريبة ب ، ح. (١٥) غير الذاتية : الغير الذاتية ب ، د ، ص ، ط ، م. (١٦) قد : ساقطة من ب. (١٧) تأييس : تليس ب. (١٨) للمعلول : المعلول ب ، د ، ه. (١٩) من : عن ح ، د ، ص ، م. (٢٠) ليس : + ليس ط

(٢١) المحدث : الحدث ب ، ح ، م : ط ، وث هـ لحد. (٢٢) بالزمان : فى الزمان ب ، ح ، د ، ص ، م.

٢٦٦

فبطل لمجيئه (١) بعده ، فتكون (٢) بعديته بعدية (٣) لا تكون مع القبلية موجودة ، بل تكون ممايزة لها (٤) في الوجود ، لأنها زمانية. فلا يكون كل معلول محدثا ، بل المعلول الذي سبق (٥) وجوده زمان سبق (٦) وجوده لا محالة حركة وتغير كما علمت ، ونحن لا نناقش في الأسماء.

ثم المحدث بالمعنى الذي لا يستوجب الزمان لا يخلو إما أن يكون وجوده بعد « ليس » مطلق ، أو يكون وجوده بعد « ليس » غير مطلق بل بعد عدم مقابل خاص في مادة موجودة على ما عرفته. فإن كان وجوده بعد « ليس » مطلق كان صدوره عن العلة ، ذلك الصدور إبداعا ، ويكون أفضل أنحاء إعطاء الوجود ، لأن العدم يكون قد منع البتة ، وسلط عليه الوجود ، ولو مكن العدم تمكينا فسبق (٧) الوجود كان تكوينه ممتنعا إلا عن مادة ، وكان سلطان الإيجاد ، أعني وجود الشيء من الشيء ضعيفا قصيرا مستأنفا.

ومن الناس من لا يجعل كل ما هذا (٨) صفته مبدعا ، بل يقول ، إذا توهمنا شيئا وجد عن علة أولى بتوسط (٩) علة وسطى فاعلية ، وإن لم يكن عن مادة ، ولا كان لعدمه سلطان ، ولكن كان وجوده عن العلة الأولى الحقيقية (١٠) بعد وجود آخر انساق إليه ، فليس تأييسه عن « ليس » مطلقا ، بل عن « أيس » وإن لم يكن ماديا (١١). ومن الناس من يجعل الإبداع لكل وجود صوري كيف كان ، وأما المادي (١٢) ، وإن (١٣) لم تكن المادة سبقت فيخص نسبته إلى العلة باسم التكوين.

ونحن لا نناقش في هذه الأسماء البتة بعد أن تحصل المعاني متميزة (١٤) ، فنجد بعضها له وجود (١٥) عن علة دوما (١٦) بلا مادة ، وبعضها بمادة (١٧) ، وبعضها بواسطة ، وبعضها بغير واسطة ، ويحسن أن يسمى كل ما لم يوجد عن مادة سابقة غير متكون بل مبدعا ، وأن نجعل (١٨) أفضل ما يسمى مبدعا ما لم (١٩) يكن بواسطة (٢٠) عن علته الأولى مادية كانت أو فاعلية أو غير ذلك.

__________________

(١) لمجيئه : بمجيئه ط. (٢) فتكون : إذ يكون ب ، ح ، ص ، ط : وإذ يكون م. (٣) بعدية : ساقطة من ص ، ط ، م. (٤) لها : ساقطة من ط. (٥) سبق : يسبق ط. (٦) سبق : يسبق د ، ط. (٧) فسبق : يسبق ح ، د ،. ص ، ط ، م. (٨) هذا : هذه ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٩) بتوسط : بتوسطه د

(١٠) الحقيقية : + الحقيقة د. (١١) ماديا : مادته ب

(١٢) وأما المادى : وأما مادى ط. (١٣) وإن : فإن د

(١٤) متميزة : ساقطة من م. (١٥) وجود : الوجود د. (١٦) دوما : دواما د. (١٧) وبعضها بمادة : ساقطة من د. (١٨) نجعل : نجعله د. (١٩) ما لم : لم ح ، ص ، ط. (٢٠) بواسطة : بواسطته ب.

٢٦٧

ونرجع إلى ما كنا فيه فنقول : أما (١) الفاعل الذي يعرض له أن يكون فاعلا فلا بد له (٢) من مادة يفعل فيها ، لأن كل حادث ، كما علمت ، يحتاج إلى مادة فربما فعل دفعة ، وربما فعل (٣) بالتحريك فيكون مبدأ الحركة ، وإذا قال الطبيعيون للفاعل ، مبدأ الحركة ، عنوا به الحركات الأربع ، وتساهلوا في هذا الموضع فجعلوا الكون والفساد حركة. وقد يكون الفاعل بذاته فاعلا ، وقد يكون بقوة ، فالذي (٤) بذاته ، فمثل الحرارة لو كانت موجودة مجردة تفعل ، فكان (٥) يصدر عنها ما يصدر لأنها حرارة فقط ، وأما الفاعل بقوة ، فمثل النار بحرارتها وقد عددنا في موضع آخر (٦) أصناف القوى.

[ الفصل الثالث ]

( ج ) فصل

(٧) في مناسبة (٨) ما بين العلل الفاعلية ومعلولاتها

نقول إنه (٩) ليس الفاعل كل ما أفاد وجودا أفاده مثل نفسه ، فربما أفاد وجودا مثل نفسه وربما أفاد وجودا ، لا مثل (١٠) نفسه ، كالنار تسود ، أو كالحرارة (١١) تسخن ، والفاعل الذي يفعل وجودا مثل نفسه ، فإن المشهور أنه أولى وأقوى في الطبيعة التي يفيدها من غيره ، وليس هذا المشهور ببين ولا بحق (١٢) من كل وجه ، إلا أن يكون ما يفيده هو نفس الوجود والحقيقة ، فحينئذ يكون المفيد أولى بما يفيده من المستفيد.

ولنعد من رأس فنقول : إن العلل لا تخلو إما أن تكون عللا للمعلولات في نحو وجود أنفسها ، وإما أن تكون عللا للمعلولات في وجود آخر ، مثال الأول : تسخين النار (١٣) ، ومثال الثاني : تسخين الحركة ، وحدوث التخلخل من الحرارة ، وأشياء كثيرة مشابهة لذلك.

__________________

(١) أما : وأما ب ، ح ، د ، ص

(٢) فلا بد له : فلا بد ج ، ص ، م

(٣) فعل : كان فعله ب. (٤) فالذى : والذي ب ، ط ، م

(٥) فكان : وكان ح ، ط : كما ب. (٦) فى موضع آخر : فى مواضع أخر ح ، ص

(٧) فصل : الفصل الثالث ط ؛ ساقطة من د. (٨) مناسبة : المناسبة م

(٩) إنه : ساقطة من ح ، ص. (١٠) لا مثل : كله ب. (١١) أو كالحرارة : أو كالحركة ط ، م : وكالحركة ب ، ح. (١٢) بحق : حق م

(١٣) النار : ساقطة من ب.

٢٦٨

ولنتكلم على العلل والمعلولات التي تناسب الوجه الأول. ولنورد الأقسام التي قد يظن في الظاهر أنها أقسامه ، فنقول : قد (١) يظن في الوجه (٢) الأول أنه قد يكون المعلول في كثير منه أنقص وجودا من العلة في ذلك المعنى ، إن كان ذلك المعنى (٣) يقبل الأشد والأنقص مثل (٤) الماء إذا تسخن عن النار ، وقد يكون (٥) في ظاهر النظر مثله أيضا ، قبل ذلك أو لم يقبل ، مثل النار فإنها يعتقد فيها ، في (٦) الظاهر ، أنها (٧) تحيل غيرها مثل نفسها نارا في الظاهر فيكون مساويا (٨) لها في صورة (٩) النارية ، لأن تلك الصورة لا تقبل الأزيد والأقل (١٠) ، ومساويا له في العرض اللازم من السخونة المحسوسة إذ (١١) كان صدور ذلك الفعل عن الصورة المساوية لصورته (١٢) وعنه أيضا ، والمادة مساوية في التهيؤ.

وأما كون المعلول أزيد في المعنى الذي هو (١٣) من العلة ، فهو الذي يرى أنه لا يمكن البتة ولا يوجد في الأشياء المظنونة عللا ومعلولات ، لأن تلك الزيادة لا يجوز أن يكون حدوثها بذاتها ، ولا يجوز أن يكون حدوثها لزيادة (١٤) استعداد (١٥) المادة ، حتى يكون قد أوجب (١٦) ذلك خروج الشيء (١٧) إلى الفعل بذاته ، فإن الاستعداد ليس سببا للإيجاد ، فإن جعل سببها العلة والأثر الذي وجد عن العلة معا ، فتلك الزيادة تكون معلولة (١٨) أمرين لا معلولة أمر واحد ، وهما مجموعين يكونان أكثر وأزيد من المعلول الذي هو (١٩) الزيادة.

فإن (٢٠) سلمنا (٢١) هذه (٢٢) الظنون إلى أن نستبين (٢٣) حالها (٢٤) ، ساغ لنا أن نقول : إنه إذا كان المعنى في المعلول والعلة متساويا في الشدة والضعف (٢٥) فإنه يكون للعلة ، بما هي علة ، التقدم الذاتي لا محالة في ذلك المعنى. والتقدم الذاتي ، الذي له في ذلك المعنى معنى من حال ذلك

__________________

(١) ( الأولى ) قد : ساقطة من ب. (٢) الوجه : وجه د. (٣) إن كان ذلك المعنى : ساقطة من ط. (٤) مثل : + ذلك ط. (٥) وقد يكون : فإنه قد يكون ص ، ط : وأنه قد يكون : ب ، د. (٦) فى ( الأولى ) : من ط

(٧) أنها : أنه ح. (٨) مساويا : مساوية ب ، ص. (٩) فى صورة : فى الصورة ح ، ص ، ط. (١٠) والأقل : ولا الأقل ح : والأنقص ط. (١١) إذ : إذا د. (١٢) لصورته : لصورتها ب. (١٣) هو : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٤) لزيادة : بزيادة ح ، د ، ط. (١٥) استعداد : واستعداد د. (١٦) أوجب : أوجبت د. (١٧) الشىء : شىء د ، م. (١٨) معلولة : معلول ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٩) الذي هو : التي هى ب. (٢٠) فإن : وإن ط. (٢١) سلمنا : أسلمنا ، د ، م. (٢٢) هذه : فهذه ب. (٢٣) نستبين نستبرأ ب ، ح ، ص ، ط ، م

(٢٤) حالها : أحالتها د. (٢٥) والضعف : والنقص ب.

٢٦٩

المعنى (١) ، غير موجود للثاني ، فيكون ذلك المعنى مساويا للأول (٢) إذا أخذ (٣) بحسب وجوده وأحواله التي له من جهة (٤) وجوده أقدم منه للآخر (٥). فيزول إذن مطلق المساواة (٦) ، لأن المساواة تبقى في الحد ، وهما من جهة ما لهما ذلك الحد متساويان ، وليس أحدهما علة ولا معلولا. فأما من جهة ما أحدهما علة والآخر معلول فواضح أن اعتبار وجود (٧) ذلك الحد لأحدهما أولى ، إذ (٨) كان له أولا لا من الثاني ولم يكن الثاني (٩) إلا منه. فظاهر من هذا (١٠) أن هذا المعنى إذا كان نفس الوجود لم يمكن (١١) أن يتساويا فيه البتة إذ (١٢) كان (١٣) إنما يمكن أن يساويه باعتبار الحد ويفضل عليه باعتبار استحقاق الوجود (١٤). والآن فإن استحقاق (١٥) الوجود هو من جنس استحقاق الحد بعينه ، إذ قد أخذ هذا المعنى نفس الوجود ، فبين (١٦) أنه لا يمكن أن يساويه إذا كان المعنى نفس الوجود (١٧) فمفيد (١٨) وجود الشيء من حيث هو وجود أولى بالوجود (١٩) من الشيء.

ولكن (٢٠) هاهنا تفصيل آخر بنوع (٢١) من (٢٢) التحقيق يجب (٢٣) أن لا نغفله ، وهو أن العلل والمعلومات تنقسم في أول النظر عند التفكر (٢٤) (٢٥) إلى قسمين :

قسم تكون طباع المعلول فيه ونوعيته وماهيته الذاتية توجب أن يكون معلولا في وجوده لطبيعة أو لطبائع ، فتكون العلل مخالفة لنوعيته ، لا محالة ، إذ كانت عللا له في نوعه لا في شخصه. وإذا كان كذلك لم يكن النوعان واحدا ، إذ (٢٦) المطلوب علة ذلك النوع ، بل تكون المعلولات تجب عن نوع غير نوعها ، والعلل يجب عنها نوع غير نوعها ، تكون (٢٧) عللا للشيء المعلول ذاتية بالقياس إلى نوع المعلول مطلقا.

__________________

(١) المعنى : ساقطة من ب ، د ، م. (٢) مساويا للأول : للأول ب ، ح ، م : الأول د ، ط. (٣) أخذ : أخذت د. (٤) من جهة : فى جهة ط. (٥) منه للآخر : من الآخر ط. (٦) المساواة : المساوى م. (٧) وجود : + وجود م ؛ وجوده ب. (٨) إذ : إذا د. (٩) ولم يكن الثاني : ولم يكن للثانى ح ، د ، ص ، م. (١٠) من هذا : منه ، م ، ه. (١١) لم يمكن : لم يكن د. (١٢) إذ : إذا د. (١٣) أولا ، لا من الثاني ... البتة إذ كان : ساقطة من ط. (١٤) الوجود : الثاني ب. (١٥) استحقاق : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٦) فبين : فمن ب. (١٧) فبين أنه لا يمكن ... الوجود : ساقطة من م. (١٨) فمفيد : فيفيد مر. (١٩) بالوجود : فى الوجود د ، م. (٢٠) لكن : ساقطة من ب. (٢١) بنوع : ونوع ب ، ح ، ص ، ط. (٢٢) بتوع من : من وقوع م. (٢٣) يجب : ويجب د. (٢٤) عند التفكر : ساقطة من ح. (٢٥) التفكر : الفكر ب ، د ، ص ، م. (٢٦) إذ : إذا د ، ح. (٢٧) تكون : وتكون ب ، د ، ص ، م.

٢٧٠

وقسم منه (١) يكون المعلول ليس معلول العلة ، والعلة علة المعلول في نوعه بل في شخصه. ولنأخذ هذا على ظاهر ما يقتضيه الفكر من التقسيم ، وظاهر ما يوجد له من الأمثلة وعلى سبيل التوسع ، إلى أن نبين (٢) حقيقة الحال الواجبة فيه من نظرنا في السبب المعطي لصورة (٣) كل ذي صورة من الأجسام. فمثال (٤) الأول كون النفس علة للحركة الاختيارية ، ومثال الثاني كون هذه النار علة لتلك النار. والفرق بين الأمرين معلوم ، فإن هذه النار ليست علة لتلك النار على أنها علة نوعية النار بل على أنها علة نار ما ، فإذا اعتبر من جهة النوعية كانت هذه العلة للنوعية (٥) بالعرض ، وكذلك الأب للابن لا من جهة ما هو أب وذلك ابن ، ما من جهة وجود الإنسانية. وهذا القسم يتوهم (٦) على وجهين :

أحدهما أن تكون العلة والمعلول مشتركين في استعداد المادة كالنار (٧) والنار.

والآخر أن لا يكونا فيه مشتركين كضوء الشمس الذي في جوهره (٨) الفاعل للضوء هاهنا أو في (٩) القمر ، وإذ (١٠) ليس استعداد المادتين فيهما متساويا ولا المادتان من نوع واحد ، فبالحري (١١) أن لا يتساوى الشخصان في ذلك ، أعني هذا الضوء الذي في الشمس وهذا الضوء الحادث عنه ، فيكاد لذلك أن لا يكون الضوءان (١٢) من نوع واحد عند من يشترط في تساوي نوعية الكيفيات أن لا يكون أحدهما أنقص والآخر أزيد ، على ما علمت في موضعه من صفته ، ويكونان (١٣) نوعا واحدا عند من يرى المخالفة بالنقص (١٤) والاشتداد مخالفة بالعوارض والتشخصات.

وأما القسم الأول وهو أن يكون الأمران مشتركين في استعداد المادة ، فهو أيضا على قسمين ، لأن ذلك الاستعداد إما أن يكون استعدادا في المنفعل تاما ، أو يكون (١٥) استعدادا ناقصا. والاستعداد التام أن لا يكون في طباع الشيء معاوق ومضاد لما هو

__________________

(١) منه : ساقطة من م. (٢) نبين : يتبين ح ، ص ، ط

(٣) لصووة : الصورة ب ، د. (٤) فمثال : مثال د. (٥) العلة للنوعية : النوعية للعلل د

(٦) يتوهم : متوهم ب. (٧) المادة كالنار : ما كالنار د ، م. (٨) فى جوهره : فى جوهر م

(٩) فى : + آخر ط. (١٠) وإذ : إذ ب ، ح ، د ، ص ، ط. (١١) فبالحرى : + من ذلك ح ، ص

(١٢) الضوءان : ضوءان ح. (١٣) ويكونان : ويكون م. (١٤) بالنقص : التنقص ب ، ح ، ص ، ط ، م

(١٥) استعدادا ...... يكون : ساقطة من ب.

٢٧١

بالقوة فيه ، كاستعداد الماء المسخن للتبرد لأن فيه نفسه قوة طبيعية ـ كما علمناه (١) في الطبيعيات ـ تعاوق (٢) القوة الخارجة في التبريد أو لا تعاوقه (٣) ، وأما الاستعداد الناقص فهو كاستعداد الماء للتسخن ، لأن فيه قوة (٤) تعاوق التسخن (٥) الذي يحدث فيه (٦) من خارج ، وتوجد مع التسخن باقية فيه ولا تبطل. والقسم الأول على أقسام ثلاثة :

فإنه إما أن يكون في المستعد قوة معاونة ، تبقى وتعين كما في الماء إذا برد عن سخونة.

وإما أن يكون في المستعد قوة مضادة للأمر ، إلا أنها تبطل مع وجود الأمر كما في الشعر إذا شاب (٧) عن سواد.

وإما أن لا يكون في المستعد ولا واحد من الأمرين لا ضد (٨) ولا معين ، ولكن عدم الأمر والاستعداد (٩) له فقط ، مثل حال التفه (١٠) في قبول الطعم ، وعديم (١١) الرائحة في قبول الرائحة. فإن سئلنا عن استعداد الماء لأن يصير نارا أنه من أي الأقسام (١٢) الخمسة هو ، لم يشكل علينا أنه من قسم المشاركة في استعداد (١٣) تام للمادة ولكن به (١٤) في المادة ضده.

ولقائل أن يقول : إنكم قد تركتم اعتبار قسم واحد ، وهو أن لا يكون هناك مشاركة في المادة أصلا إذ لا يكون لها مادة ، فالجواب عن هذا أن هناك لا يمكن أن يكون اتفاق في النوع البتة ، فإنه قد استبان أن الأشياء المتفقة (١٥) في النوع البريئة عن المادة أصلا يكون وجودها عينا واحدا ، ولا يجوز أن يقال معنى الواحد منها على كثيرين.

فإذ قد دللنا على هذه الأقسام التي حاصلها خمسة ، فإنا نورد الحكم في قسم قسم منها فنقول :

أما القسم من هذا الباب الذي لا مشاركة فيه في استعداد (١٦) المادة لا القريبة ولا البعيدة ، فليس يجب فيه أن يكون ما يحدثه الفاعل من الآثار القابلة للزيادة والنقصان

__________________

(١) علمناه : علمناك ح ، د ، ص ، م : علمناكها ، ط. (٢) تعاوق : تعاون ب ، ص ، ط : معاون ح

(٣) تعاوقه : تعاون ط. (٤) تعاوق القوة الخارجة ... فيه قوة : ساقطة من م. (٥) التسخن : للتسخن ح

(٦) يحدث فيه : يحدث فيها ح. (٧) شاب : شابه ح. (٨) لا ضد : لا صدق م : لا بضد د. (٩) والاستعداد : فى الاستعداد د. (١٠) التفه [ من الطعام الذي ليس له طعم حلاوة أو حموضة أو مرارة ] ( اللسان )

(١١) وعديم : وعدم د. (١٢) الأقسام : + وله د

(١٣) استعداد : الاستعداد د. (١٤) به : ساقطة من ب ، د ، ص ، ط ، م

(١٥) المتفقة : متفقة ط. (١٦) استعداد : الاستعداد د.

٢٧٢

مساويا لنفسه ، لأنه يمكن أن يكون بما (١) افترقا فيه من جوهر المادة افترقا في الاستعداد لقبول الأمر فلم يقبلاه بالسوية ، وليس أيضا يجب أن لا يتساويا (٢) فيه (٣) ، بل قد (٤) يجوز أن يكون الحال في ذلك مثل الحال في اتباع سطح فلك الأثير (٥) لسطح فلك القمر في الحركة التي (٦) بالعرض ، وذلك حيث يمكن أن لا يكون في هذا مانع من قبول التأثير مساويا لما يؤثره الفاعل وهو (٧) في (٨) مثل (٩) هذا الموضع إحداث مثل نفسه.

وأما القسم من هذا الباب الذي هناك استعداد تام كيف كان ، فالأمر ظاهر في أن المنفعل قد يجوز أن يتشبه بالفاعل تشبها (١٠) تاما ، وذلك مثل النار تحيل الماء نارا والملح يحيل العسل ملحا ، وما أشبه ذلك. وقد يجوز أن يزيد فيه المنفعل على الفاعل في الظاهر غير المتحقق (١١) ، مثل الماء الذي يجمده الهواء ولا يكون برد ذلك الهواء (١٢) برد ذلك الجمد ، إلا أنك إذا تحققت لم يكن الفاعل وجده هو البرد الذي في الهواء ، بل والقوة (١٣) المبردة الصورية التي في جوهر الماء ـ الذي دللنا عليه في الطبيعيات ـ إذا عاونها ولم يعاوقها برد الهواء.

وأما القسم من هذا الباب الذي يكون استعداد المنفعل فيه ناقصا ، فليس يمكن (١٤) البتة (١٥) أن يتشبه فيه المنفعل بالفاعل التام القوة ويساويه ، فإنه (١٦) لا يمكن أن يكون الشيء الحاصل من (١٧) قوة في (١٨) الشيء (١٩) لا مضاد لها والحاصل (٢٠) من (٢١) قوة أخرى ، وهناك مضاد ممانع ، متساويين البتة ، أو يبطل (٢٢) الممانع. ولهذا لا يمكن أن يكون شيء غير النار (٢٣) يتسخن من النار وتكون سخونته مثل سخونة تلك النار ، أو شيء غير الماء يبرد (٢٤) عن الماء وتكون برودته أكثر من برودة (٢٥) ذلك

__________________

(١) بما : ساقطة من د. (٢) أن لا يتساويا : أن يتساويا م. (٣) فيه : ساقطة من ب. (٤) قد : ساقطة من ب

(٥) سطح فلك الأثير : سطح الأثير : ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٦) التي : الذي ح. (٧) وهو : وهى د

(٨) فى : ساقطة من د. (٩) مثل : ساقطة من ب ، ح ، ص ، م. (١٠) تشبها : شبها ح : تشبيها ط. (١١) غير المتحقق : الغير المحقق ب ، ح ، ص ، ط : غير المحقق م. (١٢) برد ذلك الهواء : برد الهواء ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٣) والقوة : فى القوة ح ، د. (١٤) يمكن : يمكنه ط. (١٥) البتة : + بين د. (١٦) فإنه : ساقطة من د. (١٧) من : فى ح ، ط ، د ، ص ، م

(١٨) فى : ساقطة من ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٩) الشيء : بشيء ط

(٢٠) والحاصل : والحاصلة د ، م. (٢١) من ( الثّانية ) : فى ح ، د ، ص ، ط ، م

(٢٢) أو يبطل : إذ يبطل د. (٢٣) النار ( الأولى ) : النارية ح ، ص ، ط

(٢٤) ببرد : برد د

(٢٥) برودته أكثر من برودة : ساقطة من د.

٢٧٣

الماء ، لأن استعداد النار للتسخن (١) والماء للتبرد (٢) حال غير مضاد في جوهره ، والقوة الفاعلة داخلة في جوهره (٣) غير غريبة منه ، فأما ما ينفعل منهما ففيه مانع عنه مضاد. والفاعل الأول للانفعال خارج عن جوهره ويفعل فيه بمماسته (٤) وبتوسط أمر ، كالسخونة المحسوسة في النار المسخنة ، والبرودة المحسوسة في الماء المبرد (٥) ، فليس يمكن أن يساويه.

فإن قال قائل : إن النار قد تذيب الجواهر (٦) فتجعلها أسخن منها ، لأنا ندخل أيدينا في النار ونمرها فيها بعجلة فلا تحترق (٧) احتراقها في المسبوكات (٨) لو فعل (٩) بها ذلك بعينه ، فيعلم (١٠) من ذلك يقينا أن المسبوكات أسخن من النار ومع ذلك فإنما (١١) سخنت من النار. فإنا نجيب ونقول (١٢) : إن ذلك ليس بسبب أن المسبوكات (١٣) أسخن ، ولكن لمعان ثلاثة ، منها ما هو (١٤) أقرب إلى الظهور : أحدها (١٥) في المسبوك. والآخر في النار ، والثالث في اللامس ، وكلها متعاونة متقاربة (١٦). أما الذي في المسبوك ، فلأنه غليظ فيه تشبث ما ولزوجة وبطء انفصال ، فإذا لمس ذهب (١٧) مع اللامس ولم يمكن (١٨) أن يفارق إلا في زمان ذي قدر في نفسه بالقياس إلى زمان مفارقة اللامس النار (١٩) ، وإن كان الحس لا يضبط ذلك الاختلاف ، لكن العقل والذهن يوجبه. ومن شأن الفاعل الطبيعي أن يفعل في المنفعل في مدة (٢٠) أطول فعلا آكد (٢١) وأحكم ، وأن يفعل الضعيف في مدة (٢٢) أطول ما لا يفعله القوى في مدة قصيرة. وأما الذي في النار ، فلأن النار المحسوسة إنما هي أجزاء من النار الحقيقية مع أجزاء من الأرض متصعدة متحركة ، واجتماعها (٢٣) على سبيل التجاور لا على سبيل الاتصال ، بل هي في أنفسها متفرقة ، ويتخللها الهواء تخللا على سبيل التجدد ، فيكسر ما بداخله فيها (٢٤) من صرافة حره ، لأنه أبرد منها (٢٥) ، ولأنه ليس ينفعل (٢٦) في (٢٧) تلك العجلة انفعالا يصير به نارا محضا ،

__________________

(١) للتسخن : المتسخن د ، ب. (٢) للتبرد : المتبرد د. (٣) والقوة ... جوهره : ساقطة من د. (٤) بمماسته : بمماسة ، د ، ص ، م. (٥) المبرد : المبردة ب. (٦) الجواهر : الجوهر ح. (٧) فلا تحترق : تحرق ط. (٨) المسبوكات : + والفعل ط. (٩) لو فعل : أو فعل ب : فلو فعل د : ساقطة من ط(١٠) فيعلم : فعلم ح. (١١) فإنما : إنما ح : فإذا د. (١٢) ونقول : فنقول ص ، ط. (١٣) المسبوكات : المسبوك ب ، د ، ص ، ط ، م. (١٤) ما هو : ساقطة من ب ، ح ، م. (١٥) أحدها : أحدهما ب. (١٦) متقاربة : ومتقاربه ح. (١٧) ذهب : ذهبت د. (١٨) ولم يمكن : ولم يكن د. (١٩) النار : للنار ب ، ص ، ط ، م. (٢٠) مدة : ساقطة من د. (٢١) آكد : وآكد ب. (٢٢) فى مدة : + أفعل م. (٢٣) واجتماعها : وإجماعها م. (٢٤) فيها : منها ح ، د ، ص ، ط ، م. (٢٥) منها : منه م. (٢٦) ينفعل : + منه م. (٢٧) فى : من ص.

٢٧٤

ومع ذلك فإنها (١) سريعة الحركة في نفسها لا يكاد يبقى جزء منها مماسا لجزء (٢) من اليد زمانا يؤثر فيه تأثيرا محسوسا بل يتجدد ، فما (٣) لم (٤) تجتمع تأثيرات غير محسوسة كثيرة لا يؤدي إلى قدر محسوس وذلك في مدة لها قدر. وأما المسبوك ، فإن جوهره مجتمع متحد ثابت قائم بالاتصال ، وإذا (٥) كان كذلك كان ما يلاقي (٦) سطح اليد من المسبوك سطحا واحدا مطابقا بالكلية (٧) ، وما يلاقيه من النار المحسوسة سطوح صغار مخالطة لما هو بالقياس إليها برد (٨) ، فيختلف بذلك التأثير ، إلا أن يبقى مدة تتوالى فيها المماسات فيكثر ويفعل (٩) كل سطح فيما يماسه (١٠) فعلا ، ثم يتسلط الفعل على ما هو (١١) عليه الأمر في الاستحالات الطبيعية (١٢). وأما النار المحقونة في مثل الكيران للحدادين فإنها أعظم تأثيرا فيما يماسه من المسبوكات وغيرها ، وأسرع مدة لاجتماعها وصرافتها. وأما الحال التي في اليد ، فلأن اليد قادرة على (١٣) قطع الهواء والنار والأجسام (١٤) اللطيفة بأسرع (١٥) حركة ، وليست قادرة على قطع المسبوك الكثيف بأسرع حركة (١٦) ، لأن المقاومة للدفع والخرق في اللطيف قليل ، وفي الكثيف كثير ، ويكاد أن يكون (١٧) هذا (١٨) يسمى كثيفا وذلك لطيفا بسبب اختلافهما (١٩) في هذا المعنى ، فلو كان المسبوك ليس ألزج وأكثر تشبثا لما يلامسه ، وليس أيضا أشد اجتماعا واتحادا ، ثم كان قطعة في مدة أطول لمقاومته ، وكان ثابتا لازما غير هارب عن المماسة ، لكفاه ذلك في جواز أن يؤثر تأثيرا أشد من تأثير اللطيف بحسب نسب (٢٠) الأزمنة إذ كان (٢١) ذا أثر (٢٢) في مثل زمان ملاقاة اللطيف أثرا ما ، فإذا ضوعف الزمان أمكن أن يساويه في بعض الأضعاف (٢٣) ، وإذا زيد في الأضعاف أمكن أن يزيد عليه ، وربما لم يكن (٢٤) زمانه المضاعف (٢٥) مع عظم (٢٦) نسبته محسوس القدر لما تعرفه. ومن حق هذا الموضع أن يبسط بسطا أكثر مما بسطناه ، لكنه (٢٧)

__________________

(١) فإنها : فإنه : د ، م. (٢) لجزء : بجزء ح ، ص ، ط. (٣) فما : فيما ط. (٤) لم : ساقطة من د. (٥) وإذا : فإذا ب ، د ، ص ، ط ، م. (٦) ما يلاقى : + فى ب. (٧) بالكلية : بكليته ح : لكليته ب ، د ، ص ، م. (٨) برد : مبرد ح ، ص ، ط. (٩) ويفعل : أو يفعل ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٠) يماسه : يتماسه د. (١١) هو : ساقطة من ب. (١٢) الطبيعية : + فيبرد ط. (١٣) على : ساقطة من ح ، د م. (١٤) والأجسام : فى الأجسام د : وفى الأجسام ب ، م. (١٥) بأسرع : أسرع ط. (١٦) وليست ... حركة : ساقطة من د .. (١٧) أن يكون : يكون د ، م. (١٨) هذا : ساقطة من د. (١٩) بسبب اختلافهما : بسببه اختلاف د. (٢٠) نسب : نسبة د. (٢١) إذ كان : إذا كان د : إذ كانا ح ، ص ، ط. (٢٢) ذا أثر : إذا أثر ب ، ص ، م : ساقطة من د

(٢٣) الأضعاف : ساقطة من د. (٢٤) لم يكن : لم يمكن ص. (٢٥) المضاعف : المضاف د.

(٢٦) عظم : ساقطة من د (٢٧) لكنه : ولكنه ب ، د.

٢٧٥

أولى بالصناعة الطبيعية وإنما (١) يجب أن نذكر هاهنا قدر ما تنحل (٢) به الشبهة (٣) ويظهر وجهها ، ثم إن شاء مستقص أن يستقصي ذلك استقصاه من الأقوال المستقصاة في علم (٤) الطبيعة وخصوصا ما عسى يجده من جهتنا (٥). فقد ظهر من جملة هذه التفصيلات الموضع الذي نظن فيه أنه (٦) يجوز أن يتساوى الفاعل والمنفعل فيه ، والموضع الذي يظن فيه أنه (٧) يجوز (٨) أن يزيد عليه ، والموضع الذي لا يجوز إلا أن يقصر عنه (٩). وظهر (١٠) في خلال ذلك أنه وإن كان كذلك فوجود المعنى (١١) من جهة نفس الوجود لا يتساوى فيه الفاعل والمنفعل إذا لم يكن فاعلا للمعنى بما هو وجود المعنى بالعرض كما بيناه.

ثم الفاعل والمبدأ الذي ليس منفعله مشاركا له في النوع ولا في المادة (١٢) ، وإنما يشاركه بوجه ما في معنى الوجود ، وليس (١٣) يمكن أن يعتبر فيه حال المعنى الذي له الوجود لأنهما ليسا يشتركان فيه ، فبقي (١٤) فيه حال اعتبار الوجود نفسه ، وقد كان في سائر ذلك (١٥) ما كان من المتساوية (١٦) والزائدة على المبدإ الفاعل (١٧) إذا رجع إلى حال اعتبار الوجود كان المبدأ الفاعلي غير مساو له لأن وجوده بنفسه ، ووجود المنفعل من حيث ذلك الانفعال مستفاد منه.

ثم الوجود بما هو وجود لا يختلف في الشدة والضعف ، ولا يقبل الأقل والأنقص وإنما يختلف في عدة (١٨) أحكام وهي : التقدم ، والتأخر ، والاستغناء والحاجة ، والوجوب والإمكان. أما في التقدم (١٩) والتأخر ، فإن (٢٠) الوجود ، كما علمت ، للعلة أولا ، وللمعلول ثانيا. وأما الاستغناء (٢١) والحاجة (٢٢) ، فقد علمت أن العلة لا تفتقر في الوجود إلى المعلول ، بل يكون موجودا بذاته أو بعلة أخرى ، وهذا المعنى قريب من الأول وإن خالفه في الاعتبار.

__________________

(١) وإنما : فإنما ح. (٢) تنحل : تتحلل م. (٣) الشبهة : شبهة ح ، الشبه د. (٤) علم : العلم د. (٥) جهتنا : جهتها ح ، ص. (٦) نظن فيه أنه : نظن أنه ب ، ح ، د ، ط ، م. (٨) أن يتساوى الفاعل ... أنه يجوز : ساقطة من ب ، د. (٧) يظن فيه أنه : يظن أنه ح ، م. (٩) لا يجوز إلا أن يقصر عنه : لا يقصر يجوز أن يقصر عنه م. (١٠) وظهر : فظهر ح

(١١) فوجود المعنى : فموجود للمعنى د. (١٢) ولا فى المادة : لا فى المادة د. (١٣) وليس : ليس ب ، ح ، ص ، ط ، م

(١٤) فبقى : فيبقى ح ، ص ، ط. (١٥) ذلك : تلك ح. (١٦) المتساوية : المساوية ط. (١٧) الفاعل : الفاعلى ط : بالفاعل د. (١٨) عدة : ثلاثة ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٩) أما فى التقدم : فإن اعتبرت التقدم د ، ص ، ط ؛ فإن اعتبرت فى التقدم ح. (٢٠) فإن : كان ح ، د ، ص ، ط. (٢١) وأما الاستغناء : فأما الاستغناء د ، ط

(٢٢) والوجوب والإمكان ... وأما الاستغناء والحاجة : ساقط من م.

٢٧٦

وأما الوجوب والإمكان ، فإنا نعلم (١) أنه إن كانت (٢) علة هي علة (٣) لكل ما هو معلول فهي واجبة (٤) الوجود بالقياس إلى الكل من كل (٥) المعلولات وعلى الإطلاق ، وإن كان (٦) علة لمعلول ما فهي واجبة (٧) الوجود بالقياس إلى ذلك المعلول ، وذلك المعلول كيف كان فهو ممكن الوجود في نفسه.

وتلخيص هذا : هو أن المعلول هو في ذاته (٨) بحيث لا يجب له وجود ، وإلا لوجب من دون (٩) علته إذا (١٠) فرض واجبا لذاته وبحيث لا يمتنع له وجود ، وإلا لما وجد بالعلة فذاته بذاته بلا شرط كون علة له أو لا كون علة له ممكنة (١١) الوجود ، وإنما يجب لا محالة بالعلة.

ثم العلة كما قد تبين لا يجوز أن يجب بها (١٢) ، بل يكون إما (١٣) واجبا بذاته وإما واجبا من شيء غيره ، فإذا (١٤) حصل له الوجوب به فحينئذ يصح (١٥) أن يكون عنه وجوب غيره ، فيكون المعلول باعتبار ذاته ممكنا وأما العلة فباعتبار ذاتها (١٦) إما واجبا وإما ممكنا ، فإن كان واجبا فوجوده أحق من وجود الممكن وإن كان ممكنا وليس يجب بالمعلول ، والمعلول يجب به وبعد وجوبه ، فتكون (١٧) العلة إذا صار ذاتها واجبة لم يكن بالقياس إلى المعلول ، والمعلول لا يصير ذاته واجبة (١٨) إلا بالقياس إليها (١٩) ، فيكون إلى ذات العلة نظر (٢٠) قد وجب (٢١) به لا يتناول ذات المعلول بل يكون به (٢٢) هو واجبا ، والمعلول غير ملحوظ بعد ، وذات المعلول لا تكون إلا ممكنة (٢٣) ، ولا يجب إلا أن تلحظ مقيسة بالعلة ، فيكون للعلة اختصاص بوجوب ، ولا يكون (٢٤) للمعلول إلا الإمكان فقط عند ذلك الاختصاص ، ويكون إذا كان للمعلول (٢٥) وجوب كان للعلة أولا وإلا لكانت (٢٦) العلة بعد ممكنة لم يجب وجودها ووجب وجود المعلول ، فيكون وجب لا عن ذات العلة وهذا محال ، فيكون للعلة وجوب باعتبار ذاته ومن حيث

__________________

(١) فإنا نعلم : فإنك تعلم د ، ص ، ط. (٢) كانت : كان د. (٣) هى علة : ساقطة من م. (٤) واجبة : واجب ح

(٥) من كل : مع ح ، ص ، ط. (٦) وإن كان : فإن كانت ، ح ، د ، ص ، ط ؛ وإن كانت م. (٧) واجبة : واجب ح. (٨) هو فى ذاته : فى ذاته ط. (٩) من دون : مع دون ح ، ص ، ط. (١٠) إذا : إذ ب ، ح ، ط ، م. (١١) ممكنة : ممكن ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٢) بها : به ص. (١٣) إما : ساقطة من ح ، ص ، ط. (١٤) فإذا : فإن ط .. (١٥) فحينئذ يصح : حينئذ فصح م. (١٦) ذاتها : ذاته ب ، ح ، د ، ط ، م. (١٧) فتكون : وتكون ب. (١٨) واجبة : واجبا ب ، ح ، د ، م. (١٩) إليها : إليه ب ، ح ، د ، ص ، م. (٢٠) نظر : نظن ح ، ط. (٢١) وجب : وجبت ص : توجب ط. (٢٢) به : ساقطة ب ، ح ، ص ، م. (٢٣) ممكنة : ممكنا ب ، ج ، د ، م. (٢٤) ولا يكون : فلا يكون ب. (٢٥) إلا الإمكان ... للمعلول : ساقطة من ب. (٢٦) لكانت : كانت د ، م.

٢٧٧

لم تضف إلى المعلول ، والمعلول بعد ثابت على مقتضى إمكانه إذ (١) كانت العلة لا تجب عنه (٢) بل بذاته أو بإضافة إلى غيره لا إليه ، ومن حيث العلة غير مضافة إلى المعلول (٣) بعد. فالمعلول (٤) ليس يجب وجوده ، بل إنما يجب وجوده من حيث العلة مضافة إليه ، فتصير العلة ، لهذه المعاني الثلاثة ، أولى بالوجود من المعلول ، فالعلة أحق من المعلول ، ولأن الوجود المطلق إذا جعل وجود شيء صار حقيقيا (٥). فبين أن المبدأ المعطي (٦) للحقيقة (٧) المشارك فيها أولى بالحقية (٨) ، فإذا صح أن هاهنا مبدأ أولا هو المعطي لغيره الحقيقة (٩) (١٠) ، صح أنه الحق بذاته ، وصح أن العلم به هو العلم بالحق (١١) مطلقا ، وإذا (١٢) حصل العلم به كان العلم الحق (١٣) مطلقا بالنحو الذي يقال للعلم حق ، وهو الذي بالقياس إلى المعلوم (١٤).

الفصل الرابع

( د ) فصل

(١٥) في العلل الأخرى (١٦) العنصرية والصورية والغائية

فهذا ما نقوله في المبدإ (١٧) الفاعلي ، ولنشرح (١٨) الآن القول في المبادي (١٩) الأخر. فأما العنصر فهو الذي فيه قوة وجود الشيء (٢٠) ، فنقول : إن الشيء تكون له هذه الحالة مع شيء آخر (٢١) على وجوه :

فتارة يكون كما للوح (٢٢) إلى الكتابة ، وهو أنه مستعد لقبول شيء يعرض له من غير تغير (٢٣) فيه ولا زوال أمر كان له عنه.

__________________

(١) إذ : إذا ح. (٢) لا تجب عنه : تجب لا عنه ب ، ح ، د ، ط ، م. (٣) المعلول : معلول ح

(٤) فالمعلول : والمعلول ح ، م. (٥) حقيقيا : حقيا ب ، ح : حقيقته ص ، ط. (٦) المعطى : للمعطى ح

(٧) للحقيقة : للحقية ب ، ح ، ص. (٨) بالحقية : بالحقيقة ح ، د ، ص ، ط ، م. (٩) الحقيقة : الحقية ب ، ح ، ص

(١٠) الحقية : طا. (١١) بالحق : + حقيقة در(١٢) وإذا : فإذا ب ، ح ، ص ، ط. (١٣) الحق : بالحق ب ، د ، ط

(١٤) بالقياس إلى المعلوم : بقياس المعلوم : ب ، ح ، د ، م ؛ بقياس المعلول ص

(١٥) فصل : الفصل الرابع ط ؛ ساقطة من د

(١٦) الأخرى : الأخر ح ، ط

(١٧) المبدأ : مبدأ د. (١٨) ولنشرح : فلنشرح ح ، د ، ص ، ط ، م

(١٩) المبادئ : مبادئ د. (٢٠) الشيء : شيء ح ، د ، ص ، ط ، م

(٢١) آخر : ساقطة من ب. (٢٢) كما للوح : كاللوح د

(٢٣) تغير : تغيير ص.

٢٧٨

وتارة يكون كما للشمعة إلى الصنم ، وللصبي (١) إلى الرجل ، وهو أنه مستعد لقبول شيء يعرض له من غير أن يتغير (٢) من (٣) أحواله شيء ، إلا حركة في « أين » أو « كم » أو غير ذلك.

وتارة يكون كما (٤) للخشبة إلى السرير ، فإنه ينقصه بالنحت شيئا من جوهره.

وتارة يكون مثل ما للأسود إلى الأبيض ، فإنه يستحيل ويفقد (٥) كيفيته (٦) من غير فساد جوهره.

وتارة يكون كما (٧) للماء (٨) إلى (٩) الهواء ، فإنه إنما يكون الهواء عنه بأن يفسد.

وتارة يكون كما للمني إلى الحيوان ، فإنه يحتاج أن ينسلخ عن صور (١٠) له (١١) انسلاخات حتى يستعد لقبول صورة (١٢) الحيوان. وكذلك (١٣) الحصرم للخمر (١٤).

وتارة يكون كما للمادة الأولى إلى الصورة ، فإنها مستعدة لقبولها متقومة بها بالفعل.

وتارة يكون مثل الهليلجة (١٥) إلى المعجون ، فإنه ليس عنه (١٦) وحده يكون المعجون (١٧) ، بل عنه وعن غيره فيكون قبل ذلك جزءا من أجزائه بالقوة.

وتارة يكون كما للخشب والحجارة إلى البيت ، فإنه كالأول ، إلا أن الأول إنما يكون عنه المعجون بضرب من الاستحالة ، وهذا ليس فيه إلا التركيب. ومن هذا الجنس أيضا الآحاد للعدد ، وقد يجعل قوم المقدمات (١٨) كذلك للنتيجة ، وذلك غلط. بل المقدمات كذلك لشكل القياس ، وأما (١٩) النتيجة فليست (٢٠) صورة في المقدمات ، بل شيئا يلزم عنها ، كأن المقدمات تفعلها في النفس.

__________________

(١) وللصبى : والصبى ح ، د ، ص ، م

(٢) يتغير : يغير ب ، د. (٣) من : ساقطة من م

(٤) كما : مثل ما ب. (٥) ويفقد : ساقطة من ب ، د ، ط

(٦) كيفيته : كيفية له ب ، د ، م ؛ كيفيته له ح ، ط

(٧) كما : ساقطة من د. (٨) كما للماء : كالماء ب

(٩) إلى : ساقطة من ب. (١٠) صور : صورة ح ، ص ، ط

(١١) له : ساقطة من د. (١٢) لقبول صورة : لصورة ب ، ح ، د ، ص ، م

(١٣) وكذلك : كذلك د. (١٤) للخمر : للخمور د. (١٥) الهليلجة : إهليلج وقد تحذف الهمزة عقار من الأدوية ( تاج العروس ). (١٦) عنه : منه ب ، ح ، د ، ص ، م

(١٧) المعجون : المعجونة د. (١٨) المقدمات : المتقدمات د

(١٩) وأما : وأن د. (٢٠) فليست : فليس ب.

٢٧٩

فعلى هذه الأنحاء نجد الأشياء الحاملة للقوة ، فإنها إما أن تكون حاملة للقوة بوحدانيتها أو بشركة غيرها.

فإن كانت بوحدانيتها فإما أن لا يحتاج (١) فيما يكون منها إلا إلى الخروج بالفعل لذلك فقط ، وهذا هو الذي بالحري أن يسمى موضوعا بالقياس إلى ما هو فيه ، ويجب أن يكون لمثل (٢) هذا بنفسه بالفعل قوام ، فإنه إن لم يكن له قوام لم يجز أن يكون متهيئا (٣) لقبول (٤) الحاصل فيه ، بل يجب أن يكون قائما بالفعل ، فإن كان إنما يصير قائما بما يحله فقد كان فيه شيء (٥) يحله قبل ما حله ثانيا به يقوم (٦) ، وإما (٧) أن يكون الثاني ليس مما يقومه بل مضافا إليه أو يكون (٨) وروده يبطل ما كان يقيمه قبله فيكون قد استحال ، وقد فرضناه (٩) لم يستحل. فهذا قسم. وأما إن كان (١٠) يحتاج إلى زيادة شيء ، فإما أن يكون إلى حركة فقط ، إما (١١) مكانية وإما حركة كيفية أو حركة كمية أو وضعية أو جوهرية ، وإما إلى فوات أمر (١٢) آخر من (١٣) جوهره (١٤) من كم أو كيف (١٥) أو غير ذلك (١٦).

وأما الذي يكون بمشاركة غيره فيكون لا محالة فيه اجتماع وتركيب ، فإما أن يكون تركيب من اجتماع فقط ، وإما أن يكون مع ذلك استحالة في الكيف. وكل ما فيه تغير (١٧) فإما أن ينتهي إلى الغاية بتغير واحد ، أو بتغيرات كثيرة. وقد جرت العادة بأن يسمى الذي يكون الكون منه (١٨) بالتركيب وهو في الشيء أسطقسا ، وهو الذي ينحل إليه أخيرا (١٩) ، فإن كان جسمانيا فهو أصغر (٢٠) ما ينتهي إليه القاسم في القسمة إلى المختلفات الصور (٢١) الموجودة فيه وقد حد بأنه الذي منه ومن غيره تركب (٢٢) الشيء وهو فيه بالذات ولا ينقسم بالصورة.

__________________

(١) ألا يحتاج : أن يكون يحتاج د. (٢) لمثل : بمثل ح. (٣) متهيئا : مهيأ ب ، ح ، د ، ص ، م

(٤) لقبول : لحصول ب ، ح ، م : + وحصول ص

(٥) شي : + بقربه د. (٦) يقوم : يتقوم د ، ص ، ط

(٧) وإما : فإما د ، ص ، ط ، م. (٨) أو يكون : ويكون د

(٩) وقد فرضناه : وفرضناه ب ، د ، م. (١٠) إن كان : كان ح ، ص ، ط

(١١) إما : ساقطة ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٢) أمر : ساقطة من م

(١٣) آخر من ، آخر عرض ب ، ص : آخر عن ح ، ط. (١٤) آخر من جوهره : آخر عرض بمرة م.

(١٥) أو كيف : ساقطة من ب ، د ، م. (١٦) ذلك : + عرض مرة من كم أو غير ذلك د

(١٧) تغير : تغيير د. (١٨) منه : + يتغير ط

(١٩) أخيرا : أجزاء د. (٢٠) أصغر : أصغرها د. (٢١) الصورة : الصورة ح ، د ، ص ، ط ، م

(٢٢) تركب : ركب د : تركيب ح ، ص ، ط.

٢٨٠