الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات0%

الشفاء الإلهيّات مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: مكتبة الفلسفة والعرفان
الصفحات: 489

الشفاء الإلهيّات

مؤلف: ابن سينا
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف:

الصفحات: 489
المشاهدات: 93449
تحميل: 8005

توضيحات:

الشفاء الإلهيّات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 489 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93449 / تحميل: 8005
الحجم الحجم الحجم
الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

المقالة السابعة (١)

وفيها ثلاثة فصول (٢)

__________________

(١) المقالة السابعة : + من الجملة الرابعة من الكتاب م.

(٢) ثلاثة فصول : ساقطة من ب ، ح ، ص.

٣٠١
٣٠٢

[ الفصل الأول ]

( ا ) فصل (١)

في لواحق الواحدة (٢) من الهوية (٣) وأقسامها (٤) ولواحق الكثرة

من الغيرية (٥) والخلاف وأصناف التقابل المعروفة

يشبه أن يكون قد استوفينا الكلام بحسب غرضنا هذا في الأمور التي تختص بالهوية من حيث هي (٦) هوية أو تلحقها (٧) ، ثم الواحد والموجود قد يتساويان في الحمل على الأشياء حتى إن كل ما يقال إنه موجود باعتبار يصح أن يقال (٨) له إنه واحد باعتبار ، وكل شيء فله وجود واحد ولذلك (٩) ربما ظن أن المفهوم منهما واحد وليس كذلك ، بل هما واحد بالموضوع ، أي كل ما يوصف بهذا يوصف بذاك (١٠) ، ولو كان المفهوم من (١١) الواحد من كل جهة مفهوم الموجود (١٢) لما كان الكثير من حيث هو كثير موجودا ، كما ليس واحدا ، وإن كان يعرض له الواحد أيضا ، فيقال للكثرة (١٣) إنها كثرة واحدة ولكن لا من حيث هي كثرة (١٤).

فحري بنا (١٥) أن نتكلم أيضا (١٦) في الأمور التي تختص بالوحدة (١٧) ومقابلاتها (١٨) أي الكثرة مثل الهوية (١٩) والمجانسة والموافقة والمساواة والمشابهة ومقابلاتها ، بل الكلام في الجانب المقابل لها أكثر (٢٠) ، فإن الوحدة متشابهة وما يضادها متفنن متغير (٢١) متشعب ، فالهوهوية (٢٢) هو أن يحصل (٢٣) للكثرة (٢٤) وجه وحدة من وجه آخر ، فمن ذلك ما بالعرض (٢٥) وهو على قياس الواحد

__________________

(١) فصل ساقطة من د. (٢) الوحدة : الواحد م. (٣) الهوية : الهو هوية ب ، د ، ص ، ط ، م. (٤) وأقسامها : ساقطة من ح ، ص ، ط. (٥) من الغيرية : من الغير ب ، ح ، د ، ص ، م. (٦) هى : هو ط. (٧) أو تلحقها : وتلحقها ب ، ح ، د ، ص. (٨) أن يقال : أن نقول ب ، م. (٩) ولذلك : وكذلك م. (١٠) بذاك : بذلك ب ، ح ، د ، ط ، م. (١١) المفهوم من : مفهوم ب ، م. (١٢) الموجود : الوجود د. (١٣) للكثرة : للكثير د. (١٤) كثرة : كثير د. (١٥) بنا : بناء ط. (١٦) أيضا : ساقطة من د. (١٧) بالوحدة : بالوجود د. (١٨) ومقابلاتها : وبمقابلها ب ، ح ؛ وبمقابلاتها ص ؛ وبمقابلتها م : ولمقابلتها د. (١٩) الهوية : الهو هوية ب ، ح ، ص ، ط ، م ؛ + هوية د. (٢٠) أكثر : فى الأكثر د : فى الكثرة ح. (٢١) متغير : ساقطة من ب ، د ، ص ، ط ، م. (٢٢) فالهو هوية : فالهو هو ب ، م. (٢٣) يحصل : يجعل ط ، م. (٢٤) للكثرة : للكثير ب ، د ، م ؛ + من ط ، م. (٢٥) ما بالعرض : بالعرض ب ، ح ، د ، ص ، م.

٣٠٣

بالعرض فكما (١) يقال هناك واحد يقال هاهنا هو هو ، وما كان هو هو في الكيف فهو شبيه ، وما كان هو هو في الكم فهو مساو ، وما كان هو هو في الإضافة يقال له مناسب ، وأما الذي بالذات فيكون في الأمور التي (٢) تقوم الذات (٣) ، فما كان هو هو (٤) في الجنس قيل مجانس ، وما كان (٥) هو هو في النوع قيل مماثل. وأيضا ما كان هو هو في الخواص يقال له مشاكل. ومقابلات هذه معروفة من المعرفة (٦) بهذه.

ومقابل الهو هو (٧) على (٨) الإطلاق الغير. والغير منه غير في الجنس ومنه غير في النوع ، وهو (٩) بعينه الغير بالفصل ومنه غير بالعرض ، ويجوز أن يكون الغير بالعرض شيئا واحدا وهو غير لنفسه من وجهين. وأما (١٠) الآخر فاسم خاص في الاصطلاح (١١) للمخالف بالعدد ، والغير يفارق المخالف بأن (١٢) المخالف مخالف بشيء (١٣) ، والغير قد يغاير بالذات ، والمخالف أخص من الغير وكذلك الآخر. والأشياء المتغايرة بالجنس الأعلى إذا كانت مما يحل المواد فنفس تغايرها بالجنس الأعلى لا يوجب أن لا يجتمع في مادة واحدة.

وأما المتغايرات (١٤) التي تختلف بالأنواع تحت (١٥) الأجناس القريبة التي (١٦) دون الأعلى (١٧) ، فيستحيل البتة أن تجتمع في موضوع واحد ، وكل الأشياء التي لا تجتمع في موضوع واحد من جهة واحدة في زمان واحد فإنها تسمى متقابلات (١٨) وقد علمت في المنطق عددها وخاصياتها (١٩) والقنية (٢٠) ، والعدم منها ، تدخل بوجه (٢١) تحت التناقض (٢٢) ، والأضداد تدخل بوجه تحت العدم والقنية (٢٣). ووجه دخول العدم تحت السالبة ، غير وجه دخول الضد تحت العدم.

ولكن يجب أن تعلم أن العدم يقال على وجوه : فيقال لما من (٢٤) شأنه أن يكون لموجود ما وليس له ، لأنه ليس من شأنه أن يكون له ، وإن كان من شأنه أن يوجد لأمر ما (٢٥)

__________________

(١) فكما : كما ح. (٢) التي : + تقدم د. (٣) الذات : بالذات ح ، ص. (٤) هو ( الثانية ) : ساقطة من د. (٥) ما كان : فإن كان ط. (٦) المعرفة : المعروفة م. (٧) الهو هو : هو هو د. (٨) على : لا على ح. (٩) وهو : هو ب ، د ، ص ، ط ، م. (١٠) وأما : فأما د ، ص ، م. (١١) فى الاصطلاح للمخالف : فى إصلاح ما للمخالف ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٢) بأن : فإن ح ، د ، ص. (١٣) مخالف بشيء : يخالف لشىء ح : يخالف بشيء م. (١٤) المتغايرات : المتغايران م. (١٥) تحت : بحسب د. (١٦) التي : ساقطة من ح ، ص ، ط. (١٧) الأعلى : العلى ب. (١٨) متقابلات : مقابلات ب ، د ، ط. (١٩) وخاصياتها : وخاصيتها م : وخاصاتها ط. (٢٠) والقنية : فالقنية ط

(٢١) بوجه : ساقطة من ح. (٢٢) التناقض : + بوجه ح

(٢٣) والقينة : والوجود ح. (٢٤) من : ساقطة من م

(٢٥) لموجود ما ... أن يوجد لأمر ما : له وإن كان من شأنه أن يوجد لأمر ما وليس له من شأنه ط : له وإن كان من شأنه أن يوجد لأمر ما ح ، ص.

٣٠٤

كالبصر (١) فإنه (٢) من شأنه أن يكون لشيء ما (٣) ، لكن (٤) الحائط ليس من شأنه أن يكون البصر له (٥). ويقال لما من شأنه أن يكون لجنس (٦) الشيء وليس للشيء ولا من شأنه أن يكون (٧) له (٨) جنسا قريبا أو (٩) بعيدا (١٠).

ويقال لما من شأنه أن يكون لنوع الشيء وليس (١١) من شأنه أن يكون لشخصه كالأنوثة. ويقال لما من شأنه أن يكون للشيء وليس له مطلقا أو في وقته أو لأن وقته لم يجيء كالمرد أو لأن (١٢) وقته قد فات كالدرد (١٣) ، والضرب الأول يطابق السالبة (١٤) مطابقة شديدة وأما الوجوه الأخرى فيخالفها (١٥) ، ويقال عدم لكل فقد بالقسر ، ويقال عدم لما يكون قد فقد (١٦) الشيء لا بتمامه (١٧) ، فإن الأعور لا يقال له أعمى ولا هو (١٨) أيضا بصير مطلق (١٩) لكن هذا إنما يكون بالقياس إلى الموضوع البعيد أعني الإنسان لا العين.

ثم إن العدم يحمل عليه السلب ، ولا ينعكس. وأما العدم فلا يحمل على الضد (٢٠) لأنه : ليس المرارة (٢١) عدم الحلاوة ، بل هي (٢٢) شيء آخر مع عدم الحلاوة ، فإن العدم (٢٣) وحده قد يكون في المادة وقد يكون مصاحبا لذات توجب في المادة عدم ذات أخرى أو لا (٢٤) يكون إلا مع العدم. وهذه هي الأضداد ، وليس السبب في تقابلها تغاير الأجناس وقد (٢٥) بينا ذلك ، بل السبب في ذلك أن ذواتها في حد أنفسها وحد فصولها تتمانع عن الاجتماع (٢٦) وتتفاسد (٢٧) ،

__________________

(١) كالبصر : كان كبصر د

(٢) فإنه : فإن كان د

(٣) ما : ساقطة من ب ، د ، ص ، ط

(٤) لكن : ولكن ب ، د ، ص ، ط

(٥) كالبصر فانه ... البصر له : ساقطة من م

(٦) لجنس : ساقطة من ح ، د ، ط

(٧) لجنس الشيء .... أن يكون : ساقطة من د

(٨) له : + كان ب ، د ، م

(٩) أو : + جنسا ط

(١٠) ويقال لما من شأنه ... جنسا قريبا أو بعيدا : ويقال لما من شأنه أن لم شأنه أن يكون له كان جنسا بعيد أو قريبا ص. (١١) وليس : فليس ح. (١٢) لأن : ساقطة من م. (١٣) كالدرد : كالدر ط. (١٤) السالبة : بالسالبة ط. (١٥) فيخالفها : فيخالفه ط. (١٦) فقد : فقده ب ، ح ، ص ؛ فقدته د ، م. (١٧) لا بتمامه : بتمامه ح ، د ، ط ، م

(١٨) هو : ساقطة من ح ، ص. (١٩) مطلق : ساقطة من ح ، ص ، ط

(٢٠) على الضد : عليه الضد ح ، ص ، ط. (٢١) المرارة : المرة ط

(٢٢) هى : هو ب ، ط. (٢٣) فإن العدم : فالعدم ب ، م. (٢٤) أولا : ولا ب

(٢٥) وقد : فقد ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٢٦) الاجتماع : الإجماع م(٢٧) وتتفاسد : ويفاسد ط.

٣٠٥

وإذ ليس شيء من الأجناس العالية بمتضادة (١) فيجب أن تكون الأضداد الحقيقية واقعة تحت جنس (٢) ، وأن يكون جنسا (٣) واحدا ، فيجب أن يكون الأضداد تتخالف بالفصول ، وتكون (٤) الأضداد من جملة الغير (٥) في الصورة (٦) مثل السواد والبياض تحت اللون ، والحلاوة والمرارة تحت الذوق.

وأما الخير والشر فليسا بالحقيقة أجناسا عالية ولا الخير يدل على معنى متواطئ (٧) ولا الشر ، ومع ذلك فالشر يدل في كل شيء بوجه ما على عدم الكمال الذي له ، والخير على وجوده ، فبينهما مخالفة العدم والوجود ، وأما الراحة والألم وأمثال ذلك فإنها تشترك في غير (٨) جنس الخير والشر ، وإنها (٩) تشترك في (١٠) المحسوس أو في المتخيل وغير ذلك ، فليست أنواعا للخير والشر ويشبه أن يكون أهل الظاهر من النظر (١١) عمدوا إلى الأشياء التي هي متضادة ولها أجناس قريبة تدخل فيها (١٢) ، وطبقة منها موافقة للحاسة (١٣) أو العقل وطبقة مخالفة وطبقة منها موافقة للإيجاب (١٤) ، والأخرى (١٥) للفصل (١٦) ، وطبقة مخالفة لأيهما (١٧) (١٨) كان ، فالتقطوا منها المعنى الموافق والمعنى المخالف فجعلوا (١٩) أحدهما (٢٠) جنسا لطبقة ، والآخر (٢١) لطبقة أخرى (٢٢) ، وليس الواجب (٢٣) كذلك ، بل دلالة الموافقة والمخالفة دلالة اللوازم لأنها ليست (٢٤) للأشياء في أنفسها بل بالإضافة (٢٥).

ثم إن الأمور الموافقة والمخالفة إذا جعلا (٢٦) كطبيعتين (٢٧) وجد لهما أشياء (٢٨) يصلح أن تجعل بحسب (٢٩) الاعتبارات المختلفة كالأجناس لها (٣٠) فإنها (٣١) تدخل في جملة الأفعال والانفعالات من جهة ، وفي الكيفيات من جهة أخرى ، وفي المضافات باعتبارات (٣٢) أخرى (٣٣) ، فإنها من حيث

__________________

(١) بمتضادة : لمتضادة د : بمتضاد م. (٢) واقعة تحت جنس : واقعة فى الجنس ط ؛ واقعة فى جنس ب

(٣) جنسا : جنسها ب ، ح ، د ، ط ، م. (٤) وتكون : فتكون ب ، ح ، ص ، ط ، م

(٥) الغير : + فى الجملة ط. (٦) فى الصورة : صورة ط. (٧) متواطئ : المتواطئ ط : متواطأ د ، م ؛ + فيه ح ، م

(٨) غير : ساقطة من د. (٩) وإنها : فانها ح ، ص ، ط. (١٠) فى : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط. (١١) النظر : النظرى ط. (١٢) فيها : فيهما ط. (١٣) للحاسة أو العقل : ساقطة من د. (١٤) للايجاب : الإيجاب د. (١٥) والأخرى : أخرى ح ، د ، ص. (١٦) للفصل : الفصل د. (١٧) لأيهما : لأيها د. (١٨) وطبقة مخالفة ... وطبقة مخالفة لأيهما : وطبقة مخالفة لأيهما ط ، م .. (١٩) فجعلوا : فجعل د. (٢٠) أحدهما : إحداهما ح ، د ، ص ، ط ، م. (٢١) والآخر : والأخرى ب ، د ، ص ، ط ، م. (٢٢) لطبقة أخرى : للطبقة الأخرى ب ، د ، ص ، ط ، م. (٢٣) الواجب : مشطوبة من م. (٢٤) ليست : ليس ب. (٢٥) بالإضافة : الإضافة م. (٢٦) جعلا : جعلوا ص. (٢٧) كطبيعتين : كطبقتين د. (٢٨) أشياء : الأشياء د. (٢٩) بحسب : تحت ط. (٣٠) لها : لهما ، د. (٣١) فإنها : فإنهما د ؛ + قد ج ، ص ، ط. (٣٢) باعتبارات : باعتبار ح ، د ، ص. (٣٣) أخرى : أخر ح ، د ، ص ، م.

٣٠٦

هي صادرة من أشياء هي أفعال ، ومن حيث هي حاصلة عن أشياء في أشياء هي انفعالات (١) ، ومن حيث يتقرر عنها (٢) هيئات قارة (٣) في حواملها فهي من الكيفيات ، ومن حيث إن الموافق موافق (٤) لموافقة فهي من المضاف ، فإذا (٥) كان اسم (٦) الموافقة والمخالفة مصروفا إلى أحد هذه المعاني بعينه دخل في الجنس الخاص له ، ليست (٧) أقول إن شيئا واحدا يدخل في أجناس مختلفة فهذا (٨) مما نحرمه ، بل كل اعتبار هو شيء (٩) آخر ، وهو الداخل في جنس آخر (١٠) ولا هذه بالحقيقة (١١) أجناس بل كأجناس ، لأنها أمور مركبة من معنى ومن فعل أو انفعال أو إضافة (١٢) أو غير ذلك ، ويشبه أن تكون في ذواتها كيفيات وتكون سائر الاعتبارات تلزمها ، ثم مع (١٣) الاجتهاد كله في أن تجعل الموافقة والمخالفة مما (١٤) يسندها (١٥) إلى الأجناس العالية فإن لتلك الطبائع (١٦) الأضداد (١٧) التي جعلت طبيعتين (١٨) أجناسا حقيقية غير الموافقة والمخالفة هي تدخل فيها (١٩) وقد علمت هذا في موضعه (٢٠).

وأما القول بوجود الضدين في جنسين متضادين مثل الشجاعة والتهور فهو (٢١) أيضا قول متوسع فيه ، فإن الشجاعة في نفسها كيفية ، وباعتبار (٢٢) ما تكون فضيلة ، وكذلك التهور في نفسه (٢٣) كيفية ، وباعتبار ما يكون رذيلة ، فالفضيلة والرذيلة ليستا (٢٤) من الأجناس لهذه الكيفيات ، كما أن الطيب وغير الطيب (٢٥) ليسا (٢٦) جنسين للروائح والمذوقات (٢٧) بل لوازم لها بحسب اعتبارات تلحقها.

فالشجاعة في ذاتها لا تضاد التهور ولا الجبن وإنما المتضادان هما (٢٨) التهور والجبن الداخلان في باب الملكة من الكيف ، وأما الشجاعة فتقابل اللاشجاعة كما قلنا في المساوي (٢٩)

__________________

(١) انفعالات : الانفعالات ط. (٢) عنها : منها ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٣) قارة : قادرة د

(٤) موافق : ما وافق د. (٥) فإذا : وإذا ، ص. (٦) اسم : + الشىء ح ، د ، ص ، ط ، م

(٧) لست : ليست م. (٨) فهذا : وهذا ح ، ص ، م. (٩) هو شىء : وهو شىء م

(١٠) فى جنس آخر : فى الجنس الآخر ط. (١١) بالحقيقة : وبالحقيقة د

(١٢) أو إضافة : وإضافة ح. (١٣) مع : + وضع ط

(١٤) مما : فما د. (١٥) يسندها : يسندهما ح ، ص ، ط. (١٦) الطبائع : لطبائع د

(١٧) الأضداد : للأضداد ب. (١٨) طبيعتين : طبقتين ص

(١٩) فيها : فيهما ط. (٢٠) فى موضعه : فى موضع ب ، د ، م ؛ فى مواضع أخر ط. (٢١) فهو : وهو ، م

(٢٢) وباعتبار : وهى باعتبار ب ، ح ، ط ، م ، ه. (٢٣) فى نفسه : فى نفسها ح ، د ، ص ، ط ، م

(٢٤) ليستا : ليسا ح ، ص ، ط. (٢٥) وغير الطيب : ساقطة من د

(٢٦) ليسا : + من ص. (٢٧) والمذوقات : والمذاقات ب ، د ، م

(٢٨) هما : هو ح. (٢٩) المساوى : المبادئ د ؛ + فى آخر الفصل السادس من المقالة الثالثة د.

٣٠٧

وما يقابله ، ثم اللاشجاعة كالجنس للتهور والجبن ، فإذا (١) ضادت (٢) الشجاعة التهور فتضاده لا لطبيعة ذاتها (٣) بل إنما تضاده لعارض فيها (٤) هو (٥) أن هذه محمودة وفضيلة ونافعة (٦). وذلك مذموم ورذيلة وضار ، فالأضداد بالحقيقة هي التي تتفق في الجنس وتتفق في الموضوع الواحد ، فمنها (٧) ما يكون الموضوع الواحد يقبل الضدين جميعا من غير استحالة في غيرهما ، ومنها ما يكون الموضوع يستحيل أولا في غيرهما حتى يعرض له أحدهما فإن مزاجا ما يحلو به الشيء ، وإذا (٨) أمر احتاج إلى مزاج آخر وليس (٩) كذلك الحال في استحالة الحار (١٠) إلى البارد (١١).

ولما كان الضدان (١٢) يكونان (١٣) في الجنس فلا يخلو إما (١٤) أن يكون عدم كل واحد منهما في طبيعة الجنس يلزمه الآخر فقط فيكون لا واسطة بينهما ، وإما أن يكون ليس كذلك. فلا يخلو : إما (١٥) أن يكون مخالفة تلك الكثرة للواحد منهما (١٦) مخالفة (١٧) واحدة ليس مخالفة بعضها (١٨) أقل أو أكثر (١٩) أو يكون ذلك مختلفا ، فإن كان مختلفا في ذلك فيكون بعضها أقرب إلى مشابهته (٢٠) والأقرب إلى مشابهته فيه شيء من صورته وبعضها في غاية الخلاف له فيكون الضد ذلك ، ويكون التضاد غاية الخلاف للمتقابلات المتفقة في الجنس (٢١) والمادة ، وذلك لأنه يصدق أن يقول غاية الخلاف من (٢٢) حيث كان متوسطا وحيث لم يكن ، لأنه (٢٣) إن كان (٢٤) اثنان كل (٢٥) واحد منهما (٢٦) في غاية البعد عن الآخر فالتضاد خلاف تام ، ولذلك (٢٧) فإن ضد الشيء واحد.

وأما إن جعل جاعل غاية الخلاف والبعد قد يقع بين الواحد وبين آخرين (٢٨) اثنين متخالفين (٢٩) فذلك محال ، لأن التخالف (٣٠) بين الواحد وبينهما إما أن يكون في معنى واحد من

__________________

(١) فاذا : فإن ح ، د ، ص ، ط م. (٢) ضادت : ضاد ، ب ، ح ، ط ، م

(٣) ذاتها : ذاته ب. (٤) فيها : فيه ب. (٥) هو : وهو ب ، د ، ص ، ط ، م. (٦) ونافعة : ونافع ح ، ص ، ط

(٧) فى الموضوع الواحد فمنها : فى الموضوع فمنها ب ، م. (٨) وإذا : فإذا ط : وإذ د. (٩) وليس : فليس ص. (١٠) فى استحالة الحار : ساقطة من ص. (١١) البارد : البرد ح ، ص ، ط ، م. (١٢) الضدان : الضد ب ، م. (١٣) يكونان : يكون ب ، د ، م. (١٤) إما : أو م. (١٥) فلا يخلو إما : فإما م. (١٦) منهما : منها ب ، ح ، د ، ص ، م

(١٧) مخالفة : بمخالفة م. (١٨) بعضها : + لبعض ب ، ح ، ط ، ه

(١٩) أو أكثر : وأكثر ب ، ح ، د. (٢٠) مشابهته : مشابهة د ، ط : المشابهة ط

(٢١) فى الجنس : الجنس ب ، ط ، م : بالجنس ح

(٢٢) من : ساقطة من د ، ص ، ط. (٢٣) بين لفظ « لأنه » ولفظ « إن » بياض فى ب ، د ، ط

(٢٤) كان : كانت د. (٢٥) كل : فكل ب ، ح ، ط

(٢٦) منهما : ساقطة من ب. (٢٧) ولذلك : وكذلك د ، ط

(٢٨) آخرين : الآخرين ح. (٢٩) متخالفين : مخالفين د ، ط. (٣٠) التخالف : المخالفة ب ، ح ، د ، ط.

٣٠٨

جهة واحدة فتكون المخالفات للواحد من جهة واحدة متفقة في صورة الخلاف ، ويكون نوعا واحدا لا أنواعا كثيرة ، وإما أن يكون من جهات (١) فيكون ذلك وجوها من التضاد لا وجها واحدا ، فلا يكون ذلك بسبب الفصل الذي إذا لحق (٢) الجنس فعل ذلك النوع من غير انتظار شيء ، وخصوصا في البسائط ، وقد علمت هذا ، بل يكون من جهة لواحق وأحوال تلزم النوع. وكلامنا في نمط واحد من التضاد وفي التضاد (٣) الذي بالذات ليس نعني بقوله بالذات الجوهر والموضوع (٤) ، بل نعني به ما يقع به التضاد (٥) ولو كان كيفية (٦) أيضا (٧) (٨) ، فقد بان أن ضد الواحد واحد.

والمتوسط (٩) في الحقيقة (١٠) هو الذي مع أنه يخالف (١١) يشابه (١٢) ، فحينئذ يجب أن يكون الانتقال إليه أولا في التغير إلى الضد ، فإن الأسود لذلك يغبر أو يخضر أو يحمر (١٣) أولا ثم (١٤) يبيض ، وقد يعرض للأضداد (١٥) متوسطات بسلب الطرفين ، فربما كان ذلك لعدم الاسم ، والمتوسط (١٦) متوسط ، ونعني به متوسطا (١٧) حقيقيا مثل اللاحار واللابارد ، وإذا (١٨) لم يكن للفاتر اسم فمثل هذا أيضا يكون في الجنس ، وإذا (١٩) أخرج (٢٠) عن الجنس كقوله لا خفيف ولا ثقيل فذلك (٢١) ليس بالمتوسط الحقيقي إنما ذلك متوسط باللفظ ، وأما الملكة والعدم فلا يكون لهما في الموضوع متوسط لأنهما هما (٢٢) الموجبة والسالبة (٢٣) بعينهما (٢٤) مخصصة بجنس أو موضوع ، وأيضا في وقت وحال ، فتكون نسبة الملكة (٢٥) والعدم إلى ذلك الشيء والحال نسبة النقيضين إلى الوجود كله ، وإذ (٢٦) لا واسطة بين النقيضين فكذلك لا واسطة بين العدم والملكة.

__________________

(١) من جهات : فى جهات ب ، ح ، د ، ط ، م

(٢) لحق : تحقق م. (٣) وفى التضاد : والتضاد ط

(٤) والموضوع : أو الموضوع د ، ص ، ط. (٥) التضاد : + وفى التضاد الذي بالذات ليس إلى ح

(٦) كيفية : كيفية ص ، ط. (٧) أيضا : + إلى د

(٨) ليس نعنى بقوله ..... كيفية أيضا : ساقطة من ب ، م. (٩) والمتوسط : والمتوسطة د

(١٠) فى الحقيقة : بالحقيقة ص. (١١) يخالف : مخالف ح

(١٢) يشابه : + به ط. (١٣) أو يخضر أو يحمر : ويخضر ويحمر ح ، ط

(١٤) ثم : لم د. (١٥) للأضداد : الأضداد م

(١٦) والمتوسط : والتوسط د. (١٧) ونعنى به متوسطا : ساقطة من د ، م.

(١٨) وإذا : إذا م

(١٩) وإذا : إذا ط. (٢٠) أخرج : خرج م

(٢١) فذلك : فلذلك د. (٢٢) هما : ساقطة من ط

(٢٣) الموجبة والسالبة : موجبة وسالبة ط

(٢٤) بعينهما : بعينها ب ، ح ، د ، ص ، م

(٢٥) الملكة : المكة ب. (٢٦) وإذ : إذ ب ، د ، ح.

٣٠٩

[ الفصل الثاني ]

( ب ) فصل

(١) في اقتصاص مذاهب الحكماء (٢) الأقدمين في المثل ومبادئ (٣) التعليميات (٤) والسبب

الداعي إلى ذلك وبيان أصل الجهل (٥) الذي وقع لهم حتى (٦) زاغوا لأجله

قد حان (٧) لنا أن نتجرد لمناقضة آراء قيلت في الصور (٨) والتعليميات (٩) والمبادي المفارقة والكليات مخالفة لأصولنا (١٠) التي قد (١١) قررناها ، وإن كان (١٢) في صحة ما قلناه وإعطائنا القوانين التي (١٣) أعطيناها تنبيه للمستبصر على حل جميع شبههم وإفسادها ومناقضات مذاهبهم ، لكنا مستظهرون بتكلف ذلك بأنفسنا (١٤) لما نرجو أن يجري في ذلك من فوائد نذكرها (١٥) في خلال (١٦) مقاوماتنا إياهم يكون قد ذهب (١٧) علينا فيما قدمناه وشرحناه.

ونقول : إن كل صناعة فإن لها (١٨) نشأة تكون فيها نيئة فجة غير أنها تنضج بعد حين ثم إنها (١٩) تزداد وتكمل بعد حين (٢٠) آخر ، ولذلك (٢١) كانت الفلسفة في قديم (٢٢) ما اشتغل (٢٣) بها (٢٤) اليونانيون خطبية ، ثم خالطها غلط وجدل ، وكان السابق إلى الجمهور من أقسامها هو القسم الطبيعي ، ثم أخذوا ينتبهون للتعليمي ، ثم للإلهي (٢٥) ، وكانت لهم انتقالات من بعضها (٢٦) إلى بعض غير سديدة ، وأول ما انتقلوا عن المحسوس إلى المعقول تشوشوا (٢٧) فظن قوم أن القسمة توجب وجود (٢٨) شيئين في كل

__________________

(١) فصل : الفصل ط : ساقطة من د. (٢) الحكماء : القدماء ب ، ح ، ص ، م

(٣) ومبادئ : المبائ ح ؛ ساقطة من ب ، م. (٤) التعليميات : التعليمات ب ، د ، م

(٥) الجهل : الجهة د. (٦) حتى : حين م. (٧) حان : جاز د. (٨) فى الصور : فى الصورة د

(٩) والتعليميات : لتعليمات د ؛ والتعليمات ب ، م. (١٠) لأصولنا : أصولنا م. (١١) قد : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٢) كان : كانت ح ، ط. (١٣) التي : ساقطة من د

(١٤) بأنفسنا : لأنفسنا ط. (١٥) نذكرها : نذكر ، م

(١٦) فى خلال : بما خلال م. (١٧) ذهب : ذهبت م ؛ أذهب د

(١٨) لها : + ابتداء ح ، د ، ص ، ط ، م

(١٩) إنها : إنما ؛ د. (٢٠) ثم إنها تزداد وتكمل بعد حين : ساقطة من ح ، ص ، ط.

(٢١) ولذلك : وكذلك ب ، ح

(٢٢) فى قديم : فى القديم ط

(٢٣) اشتغل : استعمل د. (٢٤) بها : به ب ، ح ، ص ، ط

(٢٥) للالهى : للاهى ط ؛ الإلهى ب. (٢٦) من بعضها : ساقطة من ب : من بعضهم د

(٢٧) تشوشوا : لشوشوا ب ، د. (٢٨) وجود : + وجود ح.

٣١٠

شيء ، كإنسانين في معنى الإنسانية : إنسان فاسد محسوس ، وإنسان معقول مفارق أبدي لا يتغير ، وجعلوا لكل واحد منهما وجودا ، فسموا الوجود (١) المفارق وجودا (٢) مثاليا ، وجعلوا لكل واحد (٣) من الأمور الطبيعية صورة مفارقة هي المعقولة ، وإياها يتلقى العقل (٤) ، إذ (٥) كان المعقول أمرا لا يفسد ، وكل محسوس من هذه فهو فاسد ، وجعلوا العلوم والبراهين تنحو نحو هذه وإياها تتناول.

وكان المعروف بأفلاطون (٦) ومعلمه سقراط يفرطان في هذا الرأي ويقولان (٧) إن للإنسانية (٨) معنى واحدا موجودا يشترك فيه (٩) الأشخاص ويبقى مع بطلانها ، وليس هو المعنى المحسوس المتكثر الفاسد فهو إذن المعنى (١٠) المعقول المفارق. وقوم آخرون لم يروا لهذه الصورة مفارقة (١١) بل لمبادئها ، وجعلوا الأمور التعليمية التي تفارق بالحدود مستحقة للمفارقة بالوجود ، وجعلوا ما لا يفارق بالحد من الصور الطبيعية لا يفارق بالذات ، وجعلوا الصور الطبيعية إنما تتولد بمقارنة تلك الصور (١٢) التعليمية للمادة ، كالتقعير فإنه معنى تعليمي ، فإذا قارن المادة صار فطوسة (١٣) ، وصار معنى طبيعيا ، وكان (١٤) للتقعير من حيث (١٥) هو تعليمي أن يفارق (١٦) وإن لم (١٧) يكن (١٨) له (١٩) من حيث هو (٢٠) طبيعي أن يفارق (٢١).

وأما أفلاطون (٢٢) فأكثر ميله إلى أن الصور هي المفارقة (٢٣) ، فأما (٢٤) التعليميات فإنها عنده معان بين الصور (٢٥) والماديات (٢٦) ، فإنها وإن فارقت في الحد فليس يجوز عنده أن يكون بعد قائم لا في مادة ، لأنه إما أن يكون متناهيا ، أو غير متناه (٢٧) ، فإن كان غير متناه (٢٨) ، وذلك (٢٩)

__________________

(١) الوجود : الموجود د ، ط. (٢) وجودا : موجودا د ، ط. (٣) منهما وجودا ... لكل واحد : ساقطة من د

(٤) العقل : العقول ط. (٥) إذ : إذا ح ، د. (٦) بأفلاطون : بأفلاطن ح ، ص ، ط : بفلاطن م. (٧) ويقولان : ويقولون د. (٨) للانسانية : الإنسانية د. (٩) فيه : فيها د. (١٠) المعنى : ساقطة من د ، م. (١١) مفارقة+ ما لوجود ح

(١٢) الصور : الصورة د. (١٣) فطوسة : فطوسطة ط. (١٤) وكان : فكان ب ؛ ولأن د ، م. (١٥) حيث : ساقطة من ح ، ص ، ط. (١٦) يفارق : يقارن م. (١٧) وإن لم : ب ، د ، ط ، م. (١٨) وإن لم يكن : ليس ب. (١٩) له : ساقطة من م. (٢٠) هو : ساقطة من د. (٢١) يفارق : يقارن م. (٢٢) أفلاطون : أفلاطن م. (٢٣) المفارقة : المتفارقة د. (٢٤) فأما : وأما ب ، د ، ص ، ط ، م. (٢٥) الصور : + وبين م. (٢٦) والماديات : والماديين ب ، ح ، د ، ص. (٢٧) لأنه إما أن يكون متناهيا أو غير متناه : لأنه يكون إما متناهيا أو غير متناه ط ؛ لأنه إما أن يكون تناهيا أو غير متناه ح ؛ لأنه إما أن يكون متناهيا وإما غير متناه م. (٢٨) فإن كان غير متناه » : وإن كان غير متناه د ؛ ساقطة من ب. (٢٩) وذلك : فذلك ح.

٣١١

يلحقه لأنه مجرد طبيعة ، كان حينئذ كل بعد غير متناه ، وإن (١) لحقه لأنه مجرد (٢) عن المادة كانت المادة مفيدة للحصر (٣) والصورة (٤) ، وكلا الوجهين محال ، بل وجود بعد غير متناه محال ، وإن كان متناهيا فانحصاره في حد محدود وشكل مقدر ليس إلا لانفعال عرض له من خارج ، لا لنفس طبيعته (٥) ، ولن تنفعل الصورة إلا لمادتها ، فتكون مفارقة وغير مفارقة ، وهذا محال فيجب أن تكون متوسطة.

وأما الآخرون فإنهم جعلوا مبادئ الأمور الطبيعية أمورا تعليمية ، وجعلوها (٦) المعقولات بالحقيقة ، وجعلوها المفارقات بالحقيقة (٧) ، وذكروا أنهم إذا جردوا الأحوال الجسمانية عن المادة لم يبق إلا أقطار وأشكال وأعداد (٨) ، وذلك لأن المقولات التسع (٩) فإن الكيفيات (١٠) الانفعالية والانفعالات منها (١١) والملكات والقوة واللاقوة أمور تكون لذوات الانفعالات والملكات والقوى ، وأما الإضافة فمما (١٢) يتعلق بأمثال هذه فهي أيضا مادية ، فيبقى الأين وهو كمي ، ومتى وهو كمي ، والوضع وهو كمي ، وأما الفعل والانفعال فهو مادي ، فيحصل من هذا أن جميع ما ليس بكمي فهو متعلق بالمادة ، والمتعلق بالمادة مبدؤه (١٣) ما ليس متعلقا (١٤) بالمادة ، فتكون التعليميات (١٥) هي (١٦) المبادي ، وتكون هي المعقولات بالحقيقة (١٧) ، وسائر ذلك غير معقول (١٨) ، ولذلك (١٩) فليس (٢٠) واحد يحد اللون والطعم وغير ذلك حدا يعبأ به (٢١) ، إنما (٢٢) هو نسبة (٢٣) إلى قوة مدركة فلا (٢٤) يعقلها عندهم العقل إنما يتخيلها (٢٥) الخيال تبعا للحس.

قالوا وأما الأعداد والمقادير وأحوالها فهي معقولة لذاتها ، فهي إذن المفارقة. وقوم جعلوها مبادئ ولم يجعلوها مفارقة (٢٦) ، وهم أصحاب فيثاغورث ، وركبوا كل شيء من الوحدة والثنائية ، وجعلوا (٢٧) الوحدة (٢٨) في حيز الخير (٢٩) والحصر (٣٠) ، وجعلوا الثنائية في حيز الشر وغير الحصر.

__________________

(١) وإن : فإن د ، ط ، م. (٢) مجرد : + حينئذ ، د. (٣) للحصر : الحصر ب ، م. (٤) والصورة : للصور ط. (٥) طبيعته : طبيعة ح ، ط. (٦) وجعلوها : فجعلوها ب ، ح. (٧) وجعلوها المفارقات بالحقيقة : ساقطة من م. (٨) أقطار وأشكال وأعداد : أعظاما وأشكالا وأعدادا ب ، ح ، ط ، م ، ه. (٩) التسع : التسعة ح ، ص ، م. (١٠) الكيفيات : المكيفيات م. (١١) منها : ساقطة من د. (١٢) فما : فإنما ط. (١٣) مبدؤه : مبدئه ط : مبداه ، د ، ص ، م ؛ مبدءه ح ؛ مبدأوه ، ب. (١٤) متعلقا : يتعلق ب ، ط. (١٥) التعليميات : التعليمات م. (١٦) هى : ساقطة من م. (١٧) بالحقيقة : الحقيقة ب ، ص ، م. (١٨) معقول : + له ح. (١٩) ولذلك : يتصور ، م. (٢٠) فليس : وليس م. (٢١) به : ساقطة من ح. (٢٢) إنما : وإنما ط ؛ إما د. (٢٣) نسبة : يشبهه د. (٢٤) فلا : ولا ب ، ح ، د ، ص ، م

(٢٥) يتخيلها : يخيلها د. (٢٦) مفارقة : مفارقات ب. (٢٧) وجعلوا : واجعلوا م. (٢٨) الوحدة : الواحدة د. (٢٩) الخير : الحواطير ، د. (٣٠) والحصر : والحصورد.

٣١٢

وقوم جعلوا المبادي الزائد والناقص والمساوي ، وجعلوا المساوي مكان الهيولى ، إذ عنه الاستحالة إلى الطرفين.

وقوم جعلوه مكان الصورة ، لأنها المحصورة المحدودة ولا حد (١) للزائد والناقص.

ثم تشعبوا في أمر تركيب الكل من التعليميات (٢) ، فجعل بعضهم (٣) العدد مبدأ للمقدار ، فركب (٤) الخط من وحدتين ، والسطح من أربع وحدات. وبعضهم جعل لكل (٥) واحد منهما (٦) حيزا (٧) على حدة ، وأكثرهم على أن العدد هو المبدأ (٨) ، والوحدة هي المبدأ الأول ، وأن (٩) الوحدة والهوية متلازمتان (١٠) أو مترادفتان (١١) ، وقد رتبوا العدد وإنشاءه من الوحدة على وجوه ثلاثة :

أحدها على وجه العدد (١٢) العددي.

والثاني على وجه العدد التعليمي.

والثالث على (١٣) وجه التكرار.

أما (١٤) وجه العدد العددي فجعلوا الوحدة في أول الترتيب ، ثم الثنائية ، ثم الثلاثية.

وأما العدد التعليمي : فجعلوا الوحدة مبدأ ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، فرتبوا العدد على توالي وحدة وحدة.

وأما الثالث فجعلوا إنشاء العدد بتكرار وحدة بعينها لا بإضافة أخرى إليها.

والعجب من طائفة فيثاغورثية (١٥) ترى أن العدد يتألف من وحدة وجوهر ، إذ الوحدة لا تقوم وحدها ، فإنها وحدة شيء ، والمحل جوهر ، وحينئذ يكون التركيب ، فتكون الكثرة. ومن هؤلاء من يجعل لكل (١٦) رتبة تعليمية من العدد صورة (١٧) مطابقة لصورة

__________________

(١) ولا حد : ولا حدا ط

(٢) التعليميات : التعليمات م

(٣) بعضهم : + التعليمات ح

(٤) فركب : فتركب ب ، د ، ط

(٥) لكل : كل ح

(٦) منهما : منها ب ، ص

(٧) حيزا : جزءا ح ، ص ، ط

(٨) المبدأ الأول : للمبدإ الأول م

(٩) وإن : فإن ح. (١٠) متلازمتان : متلازمان د

(١١) مترادفتان : مترادفان د. (١٢) العدد : ساقطة من م

(١٣) على ساقطة من م. (١٤) أما : وأما د

(١٥) فيثاغورثية : فيثاغورث ب ، د ، ح ، ط ؛ فيثاغورية م

(١٦) لكل : الكل م. (١٧) صورة : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص ، م.

٣١٣

موجودة ، فيكون عند التجريد رتبة عدد وعند الخلط بالمادة صورة (١) إنسان أو فرس ، وذلك للمعنى (٢) الذي أشرنا إليه فيما سلف ، وقوم يرون أن بين (٣) هذه الصور (٤) العددية وبين المثل فرقا ، ومن هؤلاء من جعلها متوسطات (٥) على ما سلف قبل.

وأكثر (٦) الفيثاغوريين يرون أن العدد التعليمي هو المبدأ ولكنه (٧) غير مفارق ، ومنهم من يجوز تركيب الصور الهندسية من الآحاد فيمتنع (٨) تنصيف المقادير ، ومنهم من لا (٩) يرى بأسا بأن تكون التعليميات (١٠) مركبة من أعداد يعرض لها بعد التركيب أن تنقسم إلى غير نهاية (١١) ، ومنهم من يجعل الصور (١٢) العددية مباينة للصور الهندسية.

وأنت إذا فكرت وجدت أصول أسباب الغلط في جميع ما ضل فيه هؤلاء القوم خمسة :

أحدها ، ظنهم أن الشيء إذا جرد من حيث لم يقترن به اعتبار غيره كان مجردا في الوجود عنه ، كأنه إذا التفت إلى الشيء (١٣) وحده ومعه قرين التفاتا خلا عن الالتفات إلى قرينة فقد (١٤) جعل غير مجاور لقرينه ، وبالجملة إذا نظر إليه لا بشرط المقارنة فقد ظن أنه نظر إليه بشرط غير المقارنة ، حتى إنما صلح أن ينظر فيه ، لأنه (١٥) غير مقارن بل مفارق ، فظن (١٦) لهذا أن المعقولات الموجودة في العالم لما كان العقل ينالها من غير أن يتعرض لما يقارنها أن العقل ليس ينال إلا المفارقات منها وليس كذلك ، بل لكل شيء من حيث ذاته اعتبار ، ومن حيث إضافته إلى مقارن اعتبار آخر (١٧).

وإنا إذا (١٨) عقلنا صورة الإنسان مثلا من حيث هي صورة الإنسان وحده (١٩) فقد عقلنا موجودا وحده من حيث (٢٠) ذاته ، ولكن (٢١) حيث عقلناه (٢٢) فليس (٢٣) يجب أن يكون وحده مفارقا (٢٤) ،

__________________

(١) صورة : بصورة م. (٢) للمعنى : المعنى ح ، ص ، ط ؛ لمعنى د

(٣) بين : من ب. (٤) الصور : الصورة د ؛ ساقطة من ب

(٥) متوسطات : متوسطة ط. (٦) وأكثر : فأكثر د

(٧) ولكنه : ولكن ب. (٨) فيمتنع : فيمنع ب ، ح ، ص ، ط ، م

(٩) من لا : لا د. (١٠) التعليميات : التعليمات م

(١١) نهاية : النهاية ح ، ص ، ط. (١٢) الصور : الصورة م

(١٣) الشيء : شيء ح ، ص ، ط. (١٤) فقد : وقد م

(١٥) لأنه : لأن د. (١٦) فظن : وظن ط ، م. (١٧) آخر : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص ، م

(١٨) وإنا إذا : فإنما إذا د ؛ وإذا م ؛ فإنا إذا ح ، ص ، ط

(١٩) الإنسان وحده : إنسان وحده ب ، د ، م

(٢٠) من حيث : ومن حيث م. (٢١) ولكن : ساقطة من د ، م

(٢٢) عقلناه ب ، ح ، ص ، م. (٢٣) فليس : وليس ح ، د ، ص ، ط ، م

(٢٤) مفارقا : ومفارقا د ، م.

٣١٤

فإن المخالط من حيث هو هو غير مفارق (١) على جهة السلب لا على جهة العدول الذي يفهم منه المفارقة بالقوام وليس يعسر علينا أن نقصد بالإدراك أو بغير ذلك من الأحوال واحدا من (٢) الاثنين ليس من شأنه أن يفارق صاحبه قواما وإن فارقه حدا ومعنى وحقيقة ، إذ (٣) كانت حقيقته (٤) ليست (٥) مدخولة في (٦) حقيقة الآخر ، إذ المعية توجب المقارنة لا المداخلة في المعاني.

والسبب الثاني ، غلطهم في أمر الواحد ، فإنا إذا قلنا إن الإنسانية معنى واحد لم تذهب فيه إلى أنه معنى (٧) واحد وهو بعينه يوجد في كثيرين فيتكثر بالإضافة كأب واحد يكون (٨) لكثيرين (٩) ، بل هو كالآباء لأبناء (١٠) متفرقين ، وقد استقصينا القول (١١) في هذا في مواضع (١٢) أخر. فهؤلاء لم يعلموا أنا نقول لأشياء كثيرة إن معناها واحد ، ونعني بذلك أن أي واحد منها لو توهمناه سابقا إلى مادة هي بالحالة التي للآخر (١٣) ، كان يحصل منه (١٤) هذا الشخص الواحد ، وكذلك أي واحد منها سبق إلى الذهن منطبعا فيه كان يحصل منه هذا المعنى الواحد ، وإن كان إذا سبق واحد تعطل الآخر فلم (١٥) يعمل شيئا كالحرارة (١٦) التي لو طرأت على مادة فيها رطوبة أثرت معنى آخر أو تعرضت لذهن سبق إليه (١٧) معنى رطوبة ومعقولها لفعلت (١٨) معنى آخر ، ولو (١٩) أنهم فهموا معنى الواحد في هذا لكفاهم. ذلك ما أضلهم.

والثالث جهلهم بأن (٢٠) قولنا : إن كذا من حيث هو كذا شيء آخر مباين في الحد له ، قول متناقض ، كقول المسئول الغالط (٢١) إذا سئل هل الإنسان من حيث هو إنسان ، إنسان (٢٢) واحد أو كثير (٢٣)؟

__________________

(١) مفارق : مقارن م ؛ + ومنهم من فهم هكذا فإن ليس بمفارق لا بأن يقال إنه غير مفارق لأن العدول عبارة عن عدم صفة موجودة فعدمها فرع وجودها فالعدم يستلزم الوجود بخلاف السلب المطلق ح.

(٢) من : ساقطة من ص ، م. (٣) إذ : إذا ب ، د

(٤) حقيقته : حقيقة ط. (٥) ليست : غير ح ، د ، ص ، ط ، م

(٦) فى : ساقطة من ب ، م. (٧) أنه معنى : + عدده ب ، د ، م ؛ + عدديا ح ، ص

(٨) يكون : ساقطة من ب ، د. (٩) لكثيرين : لكثيرين د

(١٠) كالآباء لأبناء : كآباء لأبناء م : كآباء لأولاد ب ، ط

(١١) القول : الكلام ط. (١٢) مواضع : موضع ح ، د ، ص ، ط ، م

(١٣) للأخر : للأخرى ح ، د ، ط ، م

(١٤) منه : منها ب ، د ، ط ، م ؛ فيها ص

(١٥) فلم : ولم ح. (١٦) كالحرارة : لا كالحرارة ب ، ح ، ص ، ط ، م

(١٧) إليه : إليها ط. (١٨) لفعلت : إن فعلت ذ

(١٩) ولو : فلو ب ، ح ، ص ، ط ، م

(٢٠) بأن : أن ح. (٢١) الغالط : المغالط ط. (٢٢) إنسان ( الثانية ) : ساقطة من؟؟ ، ح ، ص ، ط ، م

(٢٣) أو كثير : أم كثيز د ، ط ، م.

٣١٥

فقال (١) : واحد أو كثير (٢) ، فإن الإنسان من حيث هو إنسان ، إنسان فقط (٣) ، وليس هو (٤) من حيث هو إنسان ، شيئا غير الإنسان. والوحدة والكثرة غير الإنسان ، وقد فرغنا أيضا من تفهيم (٥) هذا.

والرابع ، ظنهم أنا إذا قلنا : إن الإنسانية توجد دائما باقية ، أن هذا القول هو قولنا إنسانية واحدة أو كثيرة ، وإنما (٦) يكون هذا لو كان قولنا الإنسانية وإنسانية (٧) واحدة أو كثيرة معنى واحدا ، وكذلك (٨) لا يجب أن يحسبوا أنهم إذا سلموا لأنفسهم أن الإنسانية باقية فقد (٩) لزمهم أن الإنسانية الواحدة بعينها (١٠) باقية حتى يضعوا إنسانية أزلية.

والخامس ظنهم أن الأمور المادية (١١) إذا كانت معلولة يجب أن تكون عللها أي أمور يمكن أن تفارق ، فإنه ليس إذا كانت الأمور المادية معلولة وكانت التعليميات مفارقة يجب أن تكون عللها (١٢) التعليميات (١٣) لا محالة ، بل ربما كانت جواهر أخرى ليست من المقولات التسع ، ولم يتحققوا كنه التحقيق (١٤) أن الهندسيات من التعليميات (١٥) لا تستغني حدودها عن المواد مطلقا ، وإن استغنت عن نوع ما (١٦) من المواد ، وهذه أشياء يشبه أن يكفي في تحقيقها أصول سلفت لنا ، فلنتجرد للقائلين بالتعليميات (١٧).

__________________

(١) فقال : فيقال د. (٢) فقال واحد أو كثير : ساقطة من م

(٣) إنسان إنسان فقط : إنسان فقط م. (٤) وليس هو : وليس م

(٥) تفهيم : تفهم م؟ تفهيمهم ح ، ص ، ط

(٦) وإنما : فإنما ه. (٧) وإنسانية : وإنسانيته ط.

(٨) وكذلك : ولذلك ح ، ص ، ط ، م

(٩) فقد : ساقطة من ب. (١٠) بعينها : ساقطة من م

(١١) الأمور المادية : أمورا مادية ح ، د ، ص ، م

(١٢) أى أمور يمكن .... أن تكون عللها : ساقطة من م

(١٣) التعليميات : التعليمات م

(١٤) التحقيق : التحقق د ، م

(١٥) التعليميات : التعليمات م

(١٦) نوع ما : نوع ب ، م

(١٧) التعليميات : التعليمات م.

٣١٦

[ الفصل الثالث ]

( ج ) فصل

(١) في إبطال القول بالتعليميات (٢) والمثل

فنقول : إنه إن كان في التعليميات تعليمي مفارق للتعليمي المحسوس ، فإما أن لا يكون في المحسوس (٣) تعليمي (٤) البتة أو يكون (٥) ، فإن لم يكن في المحسوس تعليمي وجب أن لا يكون مربع ولا مدور ولا معدود محسوس ، وإذا لم يكن شيء من هذا محسوسا فكيف السبيل (٦) إلى إثبات وجودها بل إلى تخيلها (٧) ، فإن مبدأ تخيلها كذلك (٨) من الوجود (٩) المحسوس حتى لو توهمنا واحدا لم يحس (١٠) شيئا منها لحكمنا أنه لا يتخيل بل لا يعقل شيئا منها ، على أنا أثبتنا وجود كثير منها في المحسوس.

وإن كانت طبيعة التعليميات (١١) قد توجد أيضا في المحسوسات فيكون لتلك الطبيعة بذاتها (١٢) اعتبار ، فتكون ذاتها إما مطابقة بالحد والمعنى (١٣) للمفارق أو مباينة (١٤) له ، فإن كانت مفارقة له فتكون التعليميات (١٥) المعقولة أمورا غير التي نتخيلها ونعقلها ونحتاج في إثباتها إلى دليل مستأنف ، ثم نشتغل بالنظر في حال مفارقتها فلا (١٦) يكون ما عملوا عليه من الإخلاد إلى الاستغناء عن إثباتها والاشتغال بتقديم الشغل في بيان مفارقتها عملا يستنام إليه.

وإن كانت مطابقة مشاركة له في (١٧) الحد فلا يخلو : إما أن تكون هذه التي في المحسوسات أنما صارت (١٨) فيها لطبيعتها وحدها ، وكيف (١٩) يفارق ما له حدها؟ وإما أن يكون ذلك أمرا يعرض لها بسبب من الأسباب ، وتكون هي معرضة (٢٠) لذلك ، وحدودها غير مانعة عن لحوق ذلك إياها ، فيكون من شأن تلك المفارقات أن تصير مادية ومن شأن هذه المادية أن تفارق ، وهذا هو خلاف ما عقدوه (٢١) وبنوا عليه أصل رأيهم.

__________________

(١) فصل : الفصل ط ؛ ساقطة من د

(٢) التعليميات : التعليمات م. (٣) لا يكون فى المحسوس : يكون فى المحسوس ح ، ص ، م

(٤) المحسوس فاما .... فى المحسوس تعليمى : ساقطة من ط

(٥) أو يكون : أو لا يكون ح ، ص ، م. (٦) السبيل : السبل م. (٧) تخيلها : تخيلنا د.

(٨) كذلك : لذلك ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٩) الوجود : الموجود د

(١٠) يحس : يحسن م. (١١) التعليميات : التعليمات د ، م

(١٢) بذاتها : لذاتها ح ، ص ، ط. (١٣) والمعنى : وبالمعنى ط

(١٤) مباينة : مباينة ط. (١٥) التعليميات : التعليمات م

(١٦) فلا : ولا ص ، م. (١٧) فى : فيه د. (١٨) صارت : صار ب. (١٩) وكيف : فكيف ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٢٠) معرضة : معروضة ح ، ط. (٢١) عقدوه : عقلوه د ، ط.

٣١٧

وأيضا فإن هذه المادة التي مع العوارض إما أن تحتاج إلى المفارقات أو لا تحتاج إليها ، فإن كانت تحتاج إلى مفارقات (١) ، فإنما (٢) تحتاج إلى مفارقات غيرها لطبائعها ، فتحتاج المفارقات أيضا إلى أخرى (٣) ، وإن كانت هذه إنما تحتاج إلى المفارقات (٤) لما عرض لها حتى لو لا ذلك العارض (٥) لكانت لا تحتاج إلى المفارقات (٦) البتة ، ولا كان (٧) يجب أن يكون للمفارقات وجود البتة ، فيكون العارض للشيء يوجب وجود أمر أقدم منه وغني عنه ، ويجعل المفارقات محتاجة إليها حتى يجب لها وجود.

فإن لم يكن الأمر كذلك ، بل كان وجود المفارقات يوجب وجودها مع هذا العارض فلم يوجب العارض في غيرها (٨) ولا يوجب في أنفسها (٩) والطبيعة متفقة ، وإن كانت غير محتاجة إلى المفارقات فلا تكون المفارقات عللا لها بوجه من الوجوه ولا مبادئ أولى ويلزم أن تكون هذه المفارقات ناقصة ، فإن هذا المفارق (١٠) للمادة تلحقه من القوى والأفاعيل ما لا يوجد للمفارق ، وكم الفرق بين شكل إنساني ساذج وبين شكل إنساني حي (١١) كامل (١٢).

والعجب منهم إذ يجعلون الخط متجردا في قوامه عن السطح ، والنقطة عن الخط ، فما (١٣) الذي يجمعها في الجسم الطبيعي؟ أطبيعة (١٤) واحدة (١٥) منهما (١٦) توجب ذلك؟ فكذلك يجب (١٧) أن يجمعهما (١٨) لو كانت (١٩) مفارقة أو قوة أخرى نفس أو عقل أو بارئ ، ثم الخط كيف يتقدم الجسم التام تقدم العلل وليس هو صورته ، فليس الخط صورة الجسمية ولا هو فاعله ولا هو غايته ، بل إن كان ولا بد فالجسم التام الكامل في الأبعاد هو غاية (٢٠) الخط (٢١) وغيره ولا هو (٢٢) هيولاه ، بل هو شيء يلحقه من جهة ما يتناهى وينقطع ، وأيضا يلزم القائل

__________________

(١) مفارقات ( الأولى ) : المفارقات ح ، ص ، ط. (٢) فإنما : وإنما م ؛ + كانت م

(٣) أخرى : الأخرى د. (٤) المفارقات : + البتة ط

(٥) العارض : ساقطة من ط. (٦) المفارقات : المفارقين د

(٧) ولا كان : ولما كان ص ؛ وإن كان ح. (٨) فى غيرها : + فى م

(٩) فى أنفسها : فى نفسها ص. (١٠) المفارق : المقارن ب ، ح ، د ط ، م

(١١) حي : ساقطة من ط. (١٢) كامل : فاعل ح ، د ، ص ، ط ، م

(١٣) فما : فالذى ط ؛ فى الذي د. (١٤) أطبيعة : لطبيعة ب

(١٥) واحدة : واحد ب ، د ، م. (١٦) منهما : منها ب ، ح ، ص ، ط ، م

(١٧) فكذلك يجب : فيجب د. (١٨) يجمعهما : يجمعها ح ، م

(١٩) كانت : كان د. (٢٠) غاية : الغاية ح ، د ، ص ، ط ، م

(٢١) الخط : للخط ح ، د ، ص ، ط ، م. (٢٢) ولا هو : ولا ح ، ط.

٣١٨

بالأعداد أن يجعل التفاوت بين الأمور بزيادة كثرة (١) ونقصانها ، فيكون الخلاف بين الإنسان والفرس أن أحدهما أكثر والآخر أقل (٢) ، والأقل دائما موجود في الأكثر فيكون في أحدهما الآخر ، فيلزم من ذلك دخول بعض المتباينات تحت بعض وهو خلف فاسد (٣).

ومن هؤلاء من يجعل الوحدات متساوية فيكون ما خالف به الأكثر الأقل (٤) جزءا من الأقل ، لكن منهم من يجعل الوحدات أيضا غير متساوية ، فإن كانت تختلف بالحد فليست وحدات إلا باشتراك الاسم (٥) وإن كانت لا تختلف بالحد لكنها بعد اتفاق في الحد (٦) تزيد وتنقص ، فإما أن يكون زيادة الزائد (٧) منها بشيء (٨) فيها بالقوة كالمقادير ، فتكون الوحدة مقدرا لا مبدأ مقدار (٩) ، وإن كانت زيادة الزائد بشيء فيها بالفعل كالأعداد فتكون الوحدة كثرة.

ويلزم القائلين بالعدد العددي المركبين (١٠) منها (١١) صور الطبيعيات أن يعملوا أحد شيئين : إما أن يجعلوا للعدد المفارق الموجود نهاية ، فيكون تناهيه عند حد من الحدود دون غيره من الاختراع (١٢) الذي لا محصول له.

أو يجعلوه غير متناه فيجعلوا صور الطبيعيات غير متناهية ، وهؤلاء يجعلون الوحدة الأولى غير كل وحدة من الوحدتين اللتين في الثنائية ، ثم يجعلون الثنائية الأولى غير الثنائية التي في الثلاثية (١٣) وأقدم منها ، وكذلك فيما بعد الثلاثية ، وهذا محال ، فإنه ليس بين الثنائية الأولى ، والثنائية التي في الثلاثية فرق في الذات بل في عارض ، وهو مقارنة شيء له. ومقارنة الشيء للشيء لا يجوز أن تبطل ذاته ، ولو أبطل ذاته لم يكن (١٤) مقارنا ، لأن المقارن مقارن للموجود ، وأما المفسد فغير مقارن ، وكيف تكون الوحدة مفسدة للوحدتين

__________________

(١) كثرة : كثيرة د ، م

(٢) والآخر أقل : ساقطة من ب ، د ، ط ، م

(٣) فيلزم من ذلك ..... خلف فاسد : ساقطة من ب ، ص ، ط ، م

(٤) الأقل : الأول د. (٥) الاسم : اسم د

(٦) الحد : الحدين م. (٧) الزائد : الزائدات ط

(٨) بشيء : شيء د ، م. (٩) لا مبدأ مقدار : لا مبدأ مقدار يا ح ، م : لا مبدأ مقدارا ص

(١٠) المركبين : والمركبين د

(١١) منها : منه ح ، د ، ص ؛ منهما هامش ص

(١٢) الاختراع : الاجتماع د ، ط

(١٣) الثلاثية : الثالثة د

(١٤) لم يكن : لما كان ب ، د ، ح ، ط ، م.

٣١٩

إلا بإفسادها واحدا واحدا منهما (١) ، وكيف تكون الوحدة مفسدة للوحدة (٢)؟ ولو أفسدتها لم تكن ثنائية ، بل الثنائية بمقارنة الوحدة (٣) إياها لا تصير مباينة في الذات (٤) للثنائية (٥) بوجودها غير مقارنة للوحدة ، فإن الوحدة لا تتغير (٦) بالمقارنة حالا ، بل تجعل الكل أكثر وتذر (٧) الجزء على حاله.

وبالجملة إذا كانت الوحدات (٨) متشاكلة والتركيب (٩) واحدا كانت الطبيعتان (١٠) متفقتين ، إلا أن يعرض شيء يغير ويفسد ، ولا يجوز أن لا تكون الوحدات متشاكلة ، فإن العدد يحدث من وحدات متشاكلة لا غير.

على أن قوما منهم يقولون إن الثنائية يلحقها من حيث هي ثنائية وحدة غير وحدة الثلاثية ، فكذلك (١١) تكون وحدة الثنائية غير وحدة الثلاثية (١٢) ، فيلزم أن تكون العشارية مركبة لا من خماسيتين (١٣) على ما تكون به الخماسيتان ، لأن آحاد العشرة غير آحاد الخماسية ، فلا تتركب العشارية من خماسيتين (١٤) ، ويلزم أن تكون آحاد الخماسية إذا كانت جزء عشرة (١٥) مخالفة لآحادها إذا كانت (١٦) (١٧) جزء خمسة عشر ، لكنهم عساهم (١٨) يقولون : إن الخماسية (١٩) التي في خمسة عشر غير الخماسية التي في العشارية البسيطة ، لأنها خماسية عشارية هي جزء من خمسة عشر ، فيلزم أن تكون العشارية إذا أضيف إليها الخماسية لا تصير خمسة عشر أو تستحيل آحادها ، وذلك كله محال.

ثم إن لم تكن خماسية العشرة (٢٠) مساوية للخماسية المطلقة فلا تكون خماسية إلا باشتراك الاسم ، فبالحري (٢١) أن يتفهم معنى الخماسية فيها (٢٢) بعد المشاركة في اللفظ ، وإن كانت مساوية

__________________

(١) منهما : منها ط. (٢) الا بإفسادها ... مفسدة للوحدة : ساقطة من م.

(٣) الوحدة : وحدة ب ، م. (٤) فى الذات : للذات د. (٥) للثنائية : للثانية د

(٦) لا تتغير : لا تغير ب ، د ، ص ، م أكثر : ساقطة من د. (٧) وتذر : وتثبت ح ، د ، هامش ص

(٨) الوحدات : للوحدات وحدات د ؛ وحدات ص. (٩) والتركيب : والتراكيب ح

(١٠) الطبيعتان : الطبيعيات د ، ط ، م. (١١) فكذلك : لذلك ب ، ح ، ط

(١٢) فكذلك تكون وحدة الثانية غير وحدة الثلاثية : ساقطة من ب

(١٣) خماسيتين : خماستين م. (١٤) خماسيتين : خماسيين د

(١٥) جزء عشرة : جزءا من عشرة ط

(١٦) جزء عشرة مخالفة لآحادها اذا كانت : ساقطة من م

(١٧) كانت : كان د. (١٨) عساهم يقولون : عسوا أن يقولوا ح ، ص ، ط ، م : عسوهم أن يقولوا ، د

(١٩) التي فى خمسة عشر غير الخماسية : ساقطة من ح ، ص ، ط

(٢٠) العشرة : العشرية ط. (٢١) فبالحرى : وبالحرى ب ، د

(٢٢) فيها : منها د.

٣٢٠