الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات0%

الشفاء الإلهيّات مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: مكتبة الفلسفة والعرفان
الصفحات: 489

الشفاء الإلهيّات

مؤلف: ابن سينا
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف:

الصفحات: 489
المشاهدات: 93407
تحميل: 8005

توضيحات:

الشفاء الإلهيّات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 489 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93407 / تحميل: 8005
الحجم الحجم الحجم
الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

بالاشتراك. فهذا معنى قول القدماء إن للكل (١) محركا واحدا معشوقا وإن (٢) لكل كرة محركا يخصها (٣) ومعشوقا يخصها (٤). فيكون إذن لكل فلك نفس محركة تعقل الخير ، ولها بسبب الجسم تخيل (٥) ، أي (٦) تصور للجزئيات وإرادة للجزئيات ، ويكون ما تعقله من الأول وما يعقله (٧) من المبدإ (٨) الذي يخصه القريب (٩) منه مبدأ تشوقه إلى التحرك (١٠). ويكون (١١) لكل (١٢) فلك عقل مفارق نسبته إلى نفسه نسبة (١٣) العقل الفعال إلى أنفسنا (١٤) ، وإنه مثال كلي عقلي لنوع فعله فهو يتشبه به.

وبالجملة ، لا بد في (١٥) كل متحرك منها لغرض (١٦) عقلي من مبدإ عقلي (١٧) يعقل الخير (١٨) الأول ، وتكون ذاته مفارقة ، فقد علمت أن كل ما يعقل مفارق الذات ، ومن مبدإ للحركة جسماني (١٩) أي (٢٠) مواصل للجسم (٢١) ، فقد علمت أن الحركة السماوية نفسانية تصدر عن نفس مختارة (٢٢) متجددة الاختيارات (٢٣) على الاتصال جزئيتها ، فيكون عدد العقول المفارقة بعد المبدإ الأول بعدد الحركات. فإن كانت الأفلاك (٢٤) المتحيرة إنما المبدأ في حركة كرات كل كوكب فيها (٢٥) قوة تفيض من (٢٦) الكواكب (٢٧) ، لم يبعد أن تكون المفارقات بعدد الكواكب (٢٨) لا (٢٩) بعدد الكرات وكان (٣٠) عددها عشرة بعد (٣١) الأول : أولها العقل المحرك الذي لا يتحرك وتحريكه لكرة الجرم (٣٢) الأقصى ، ثم الذي هو مثله لكرة الثوابت (٣٣) ، ثم الذي هو مثله لكرة زحل ، وكذلك (٣٤) حتى ينتهي إلى العقل الفائض في أنفسنا ، وهو عقل العالم الأرضي ، ونحن نسميه (٣٥) العقل الفعال. وإن لم يكن كذلك ، بل كان كل كرة متحركة (٣٦) لها حكم في حركة نفسها ولكل كوكب ، كانت هذه المفارقات أكثر عددا ، وكان يلزم (٣٧) على مذهب المعلم الأول قريبا من خمسين فما فوقها (٣٨) ، وآخرها العقل الفعال ، وقد علمت من كلامنا في الرياضات مبلغ ما ظفرنا به من عددها.

__________________

(١) للكل : لكل ط. (٢) وأن : فأن د ؛ ساقطة من ب. (٣) محركا يخصها : محركا مخصوصا د. (٤) يخصها : ساقطة من ج ، ص. (٥) تخيل : تخيلى د. (٦) أى : أو ، م. (٧) الأول وما يعقله : الأول ما يعقله ح : ساقطة من د. (٨) المبدأ : + القريب ح ، د ، ص ، م. (٩) القريب : القرب ط. (١٠) التحرك : التحريك ح ، د ، ص. (١١) ويكون : فيكون د ، ط ؛ ساقطة من ب. (١٢) لكل : ولكل ب. (١٣) نسبة : + الكل م. (١٤) أنفسنا : نفوسنا ط. (١٥) وبالجملة لا بد فى : ساقطة من م. (١٦) لغرض : لغرض د. (١٧) مبدأ عقلى : + اعلى د. (١٨) الحيز : الجزء ح. (١٩) جسمانى : الجسمانى ط. (٢٠) أى : + هو د ، ط ؛ + من م. (٢١) مواصل للجسم : أصل للجسم د ، م. (٢٢) مختارة : مختار ح. (٢٣) الاختيارات : الاختيار م. (٢٤) الأفلاك : أفلاك ب ، م ؛ ساقطة من د. (٢٥) فببا : منها د ، ب ، ح ، م. (٢٦) من : عن ب ، د. (٢٧) الكواكب : الكوكب ب ، د ، م. (٢٨) الكواكب ( الثانية ) : + لها ب ، د ، س ، ط ، م. (٢٩) لا : ما م. (٣٠) وكان : فكان د. (٣١) بعد الأول : بالأول د ؛ أبعد الأول م. (٣٢) الجرم : الجسم د. (٣٣) هو مثله لكرة الثوابت : مثله لكرة الثوابت د ، ط. (٣٤) وكذلك : فكذلك د. (٣٥) ونحن نسميه : ونسميه نحن د ، م. (٣٦) متحركة : يتحرك ط. (٣٧) يلزم : ساقطة من ح ، ص ، م. (٣٨) فوقها : فوقه ب ، د ، ص ، م.

٤٠١

[ الفصل الرابع ]

( د ) فصل

(١) في ترتيب وجود (٢) العقل والنفوس السماوية والأجرام العلوية

عن المبدإ الأول (٣)

قد صح لنا فيما قدمناه من القول أن الواجب الوجود بذاته واحد ، وأنه ليس بجسم ولا في جسم ولا منقسم (٤) بوجه من الوجوه ، فإذن الموجودات كلها وجودها عنه (٥) ، ولا يجوز أن يكون له مبدأ بوجه من الوجوه ولا سبب (٦) لا الذي عنه (٧) ، ولا الذي فيه أو به يكون ، ولا الذي (٨) له ، حتى يكون لأجل شيء ، فلهذا لا يجوز أن يكون كون الكل عنه (٩) على سبيل قصد منه كقصدنا لتكوين الكل ولوجود الكل فيكون قاصدا لأجل شيء غيره وهذا الفصل قد فرغنا (١٠) من تقريره في غيره ، وذلك فيه أظهر (١١) ، ونخصه (١٢) من بيان امتناع أن يقصد وجود الكل عنه أن ذلك يؤدي إلى تكثره في ذاته (١٣) ، فإنه حينئذ يكون فيه (١٤) شيء بسببه (١٥) يقصد ، وهو معرفته وعلمه لوجوب (١٦) القصد أو استحبابه أو خيرية (١٧) فيه توجب ذلك ، ثم قصد ، ثم فائدة (١٨) يفيدها إياه القصد على ما أوضحنا قبل ، وهذا محال ، وليس كون الكل عنه على سبيل الطبع بأن يكون وجود الكل عنه لا بمعرفة (١٩) ، ولا لرضى (٢٠) منه ، وكيف يصح هذا وهو عقل محض يعقل (٢١) ذاته؟ فيجب أن يعقل أنه يلزمه وجود الكل عنه ، لأنه لا يعقل ذاته إلا عقلا محضا ومبدأ أولا ، وإنما يعقل وجود الكل عنه على أنه مبدؤه وليس في ذاته مانع أو كاره لصدور الكل عنه ، وذاته عالمة بأن كماله وعلوه بحيث يفيض

__________________

(١) فصل : ساقطة من د. (٢) وجود : ساقطة من ط. (٣) عن المبدأ الأول : من الأول ح ؛ عن الأول د ، ص ، م. (٤) منقسم : ينقسم ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٥) عنه : عنده د. (٦) سبب : بسبب ح. (٧) عنه : عليه د. (٨) لا الذي عنه ، ولا الذي فيه أو به يكون ولا الذي : لا الفاعل عنه ولا المادة في أو به يكون ولا الغاية ح. (٩) عنه : ساقطة من د. (١٠) فرغنا : عرفنا م. (١١) أظهر : + شيء ط. (١٢) ونخصه : وشيء نخصه م. (١٣) تكثره فى ذاته : تكثر ذاته ب ، د ، ص ، م ؛ تكثر ط. (١٤) حينئذ يكون فيه : يكون فيه حينئذ ح ، د ، ص ، ط. (١٥) بسببه : بسبب ح ، ص ، ط. (١٦) لوجوب : بوجوب ح ، ص ، ط : لوجود ، د. (١٧) خيرية : خيريته د ، م. (١٨) ثم فائدة : فائدة د. (١٩) لا بمعرفة : لا بمعرفته ط ؛ لمعرفة د. (٢٠) لرضى : رضى ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٢١) يعقل : ساقطة من د.

٤٠٢

عنه الخير ، وأن ذلك من لوازم جلالته المعشوقة له لذاتها ، وكل ذات يعلم ما يصدر (١) عنه ، ولا تخالطه معاوقة ما بل يكون على ما أوضحنا (٢) بيانه (٣) ، فإنه راض بما يكون عنه (٤) ، فالأول راض بفيضان الكل عنه (٥) ، ولكن الحق الأول إنما فعله الأول وبالذات أنه يعقل ذاته التي هي لذاتها (٦) مبدأ لنظام (٧) الخير في الوجود ، فهو عاقل لنظام الخير في الوجود ، وأنه (٨) (٩) كيف (١٠) ينبغي أن يكون ، لا عقلا خارجا عن القوة إلى الفعل ، ولا عقلا منتقلا من (١١) معقول إلى معقول ، فإن (١٢) ذاته بريئة عما بالقوة من كل وجه على ما أوضحناه (١٣) قبل ، بل عقلا واحدا (١٤) ، ويلزم ما يعقله من نظام الخير في الوجود أن (١٥) يعقل أنه كيف يمكن ، وكيف (١٦) يكون أفضل ما يكون أن يحصل وجود الكل على مقتضى معقوله ، فإن الحقيقة المعقولة عنده هي بعينها على (١٧) ما علمت ، علم وقدرة وإرادة. وأما نحن فنحتاج في تنفيذ ما نتصوره إلى قصد وحركة وإرادة (١٨) حتى توجد ، وهو لا يحسن فيه ذلك ولا يصح له (١٩) لبراءته عن الاثنينية (٢٠) ، وعلى ما أطنبنا في بيانه فتعقله علة للوجود على ما يعقله ووجود ما يوجد عنه على سبيل لزوم لوجوده وتبع (٢١) لوجوده ، لا أن (٢٢) وجوده لأجل وجود شيء آخر غيره ، وهو فاعل الكل بمعنى (٢٣) أنه الموجود الذي يفيض عنه كل وجود فيضانا مباينا لذاته ، ولأن كون ما يكون عن الأول أنما هو على سبيل اللزوم إذ صح أن واجب الوجود (٢٤) بذاته واجب الوجود من جميع جهاته ، وفرغنا من بيان هذا الغرض قبل. فلا يجوز أن يكون أول الموجودات عنه ـ وهي المبدعات ـ كثيرة لا بالعدد ولا بالانقسام إلى مادة وصورة ، لأنه يكون لزوم ما يلزم عنه هو لذاته (٢٥) ، لا لشيء آخر. والجهة والحكم الذي في ذاته الذي يلزم عنه (٢٦) هذا الشيء ليست الجهة والحكم الذي في ذاته الذي (٢٧) يلزم عنه ، لا هذا الشيء بل غيره ،

__________________

(١) يصدر : صدر ح. (٢) أوضحنا : أوصحناه ح ، ص. (٣) بيانه : ساقطة من ب ، ح ، ص ، م. (٤) ولا يخالطه ...... يكون عنه : ساقطة من ط. (٥) عنه : منه ط. (٦) هى لذاتها : لذاتها هى د. (٧) لنظام ( الأولى ) : النظام ط. (٨) الخير فى الوجود وأنه : ساقطة من د. (٩) وأنه : ساقطة من م. (١٠) كيف : وكيف ب ، ح ، ص. (١١) من : عن د. (١٢) فإن : فإنه د. (١٣) أوضحناه : أوضحنا ب ، م. (١٤) واحدا : + معاد ب ، ح ، ص ، ط. (١٥) أن : إذ م ؛ وأن ح ، د ، ص. (١٦) وكيف : ساقطة من د. (١٧) على : ساقطة من د. (١٨) وحركة وإرادة : وإرادة وحركة ح ، د ، ص ، م. (١٩) له : ساقطة ب ، د ، م. (٢٠) الاثنينية : اللاثنينية ط. (٢١) وتبع : ساقطة من ب. (٢٢) لوجوده لا أن : لا أن ب ، ط. (٢٣) بمعنى : يعنى د. (٢٤) واجب .. الواجب ح ، د ، ص ، م. (٢٥) لذاته : + الذي ح. (٢٦) يلزم عنه : عنه يلزم م. (٢٧) فى ذاته الذي : ساقطة من م.

٤٠٣

فإن لزم منه شيئان متباينان بالقوام ، أو شيئان (١) متباينان يكون منهما شيء واحد : مثل (٢) مادة وصورة ، لزوما معا ، فإنما يلزمان عن جهتين مختلفتين (٣) في ذاته ، وتانك الجهتان إن كانتا لا في ذاته بل لازمتين لذاته (٤) ، فالسؤال في لزومها له (٥) ثابت حتى تكونا من ذاته ، فتكون ذاته منقسمة (٦) بالمعنى ، وقد منعنا هذا قبل وبينا فساده ، فتبين (٧) أن أول الموجودات عن العلة الأولى واحد بالعدد ، وذاته وماهيته واحدة (٨) لا في مادة ، فليس شيء من الأجسام ولا من الصور (٩) التي هي كمالات للأجسام (١٠) معلولا قريبا له (١١) ، بل المعلول الأول عقل (١٢) محض ، لأنه صورة لا في مادة ، وهو أول العقول المفارقة التي عددناها ويشبه أن يكون هو (١٣) المبدأ المحرك (١٤) للجرم الأقصى على سبيل التشويق (١٥). ولكن لقائل أن يقول : إنه لا يمتنع (١٦) أن يكون الحادث عن المبدإ الأول صورة مادية ، لكنها يلزم عنها وجود مادتها فنقول : إن هذا يوجب أن تكون الأشياء التي بعد هذه الصورة وهذه (١٧) المادة (١٨) تالية في درجة المعلولات (١٩) ، وأن يكون وجودها بتوسط المادة ، فتكون المادة سببا لوجود صور الأجسام الكثيرة في العالم وقواها (٢٠) ، وهذا محال ، إذ المادة وجودها أنها قابلة فقط وليست سببا لوجود شيء من الأشياء على غير سبيل القبول. فإن كان شيء من المواد ليس هكذا فليس هو مادة إلا باشتراك الاسم فيكون إن كان الشيء المفروض ثابتا (٢١) ليس على صفة المادة إلا باشتراك الاسم ، فالمعلول الأول لا تكون نسبته (٢٢) إليه إلى أنه صورة في مادة (٢٣) إلا باشتراك الاسم (٢٤) ، فإن كان هذا الثاني (٢٥) من جهة توجد عنه هذه المادة ، ومن جهة أخرى توجد صورة شيء آخر ، حتى لا تكون الصورة الأخرى موجودة بتوسط المادة ، كانت الصورة المادية تفعل فعلا لا يحتاج فيه إلى المادة ، وكل (٢٦) شيء يفعل فعله من غير أن يحتاج إلى المادة فذاته أولا غنية عن المادة ، فتكون الصورة المادية غنية عن المادة.

__________________

(١) أو شيئان : وشيئان د. (٢) مثل : متصل د. (٣) مختلفتين : مختلفين ط. (٤) لذاته : له م. (٥) له : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص ، م. (٦) منقسمة : منقسما د ، م. (٧) فتبين : فبين ب ، ح ، د ، ط ، م. (٨) واحدة : وحده ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٩) الصور : الصورة د ، م. (١٠) للأجسام : الأجسام ب ، ط ، م. (١١) قريبا له : له قريبا ب. (١٢) عقل : عقلى د. (١٣) هو. ساقطة من د ؛ + هذا د ، ط. (١٤) المحرك : المتحرك د. (١٥) التشويق : التشوق ط. (١٦) لا يمتنع : لا يمنع ح ، م ، ص. (١٧) وهذه : وبعد هذه ط. (١٨) المادة : + تكون ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٩) المعلولات : المعلول م. (٢٠) وقواها : وقوامها د ، ص ، ط ؛ وقومها ح. (٢١) ثابتا : ثانيا ط ؛ ساقطة من ح ، ص. (٢٢) نسبته : نسبة ط. (٢٣) مادة : مادته م. (٢٤) فالمعلول .... الاسم : ساقطة من ب. (٢٥) الثاني : الأول ح. (٢٦) وكل : فكل ص.

٤٠٤

وبالجملة فإن الصورة المادية (١) وإن كانت علة للمادة في أن تخرجها إلى الفعل وتكملها فإن للمادة أيضا تأثيرا في وجودها وهو تخصيصها وتعيينها (٢) ، وإن كان (٣) مبدأ الوجود (٤) من غير المادة كما قد علمت ، فيكون لا محالة كل واحد منهما علة للأخرى في شيء (٥) ، وليسا (٦) من جهة واحدة ، ولو لا ذلك لاستحال أن يكون للصورة المادية (٧) تعلق بالمادة بوجه من الوجوه ، ولذلك قد سلف منا القول (٨) : أن المادة لا يكفي في وجودها الصورة فقط ، بل الصورة كجزء العلة ، وإذا كان كذلك فليس يمكن أن تجعل الصورة من كل وجه علة للمادة مستغنية بنفسها (٩) ، فبين أنه لا يجوز أن يكون المعلول الأول صورة (١٠) مادية أصلا (١١) ولا أن (١٢) يكون مادة أظهر ، فوجب (١٣) أن يكون المعلول الأول (١٤) صورة غير مادية أصلا بل عقلا (١٥) ، وأنت تعلم أن هاهنا عقولا ونفوسا مفارقة كثيرة ، فمحال أن يكون وجودها مستفادا بتوسط ما ليس له وجود (١٦) مفارق ، لكنك (١٧) تعلم أن في جملة الموجودات عن الأول أجساما ، إذ (١٨) علمت (١٩) أن كل جسم ممكن الوجود في حيز نفسه وأنه يجب بغيره ، وعلمت أنه (٢٠) لا سبيل إلى أن يكون عن الأول تعالى (٢١) بغير واسطة ، فهي كائنة (٢٢) عنه بواسطة وقد (٢٣) علمت أنه لا يجوز أن تكون (٢٤) الواسطة وحدة محضة لا اثنينية فيها (٢٥) ، فقد علمت أن الواحد من حيث هو واحد أنما يوجد عنه واحد ، فبالحري أن (٢٦) يكون عن المبدعات الأول (٢٧) بسبب اثنينيته يجب أن يكون فيها ضرورة أو كثرة كيف كانت ، ولا يمكن في العقول المفارقة شيء من الكثرة إلا على ما أقول : إن المعلول بذاته ممكن الوجود ، وبالأول (٢٨) واجب الوجود ، ووجوب وجوده بأنه عقل ، وهو يعقل ذاته (٢٩) ، ويعقل الأول ضرورة ، فيجب أن يكون

__________________

(١) المادية : المادة ط. (٢) وتعيينها : وتعينها د. (٣) كان : كانت د. (٤) الوجود : + وجودا ط. (٥) فى شيء : ساقطة من ب. (٦) وليسا : وليستا ح ، ص ، ط. (٧) المادية : المادة د. (٨) القول : قول ح ، ص ، ط. (٩) بنفسها : عن النفس ح ؛ بنفسها عنها ص. (١٠) صورة : + غير ط. (١١) أصلا : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٢) ولا أن : ولأن ب ، م ؛ ولئلا ح ، ص ، ط. (١٣) فوجب : فواجب ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٤) الأول : ساقطة من ط. (١٥) بل عقلا : وعقلا م. (١٦) وجود : + وهاهنا شكوك قد خلت ، بأنه لا يجب أن يتصور معنى الممكن على ما شرح أولا فى بعض تصورات متقدمة ، أن الممكن الذي تقرر به الوجود أوليا يجوز أن يكون سببا لوجود شيء آخر ح. (١٧) لكنك : ولكنك د ، ط. (١٨) إذ : إذا ط ؛ + قد ح. (١٩) علمت : علمته د. (٢٠) وأنه : فإنه د. (٢١) تعالى : ساقطة من ب ، د ، ص ، ط ، م. (٢٢) فهى كائنة : ساقطة د. (٢٣) قد : ساقطة من ب ، ح ، د ، ط ، م. (٢٤) تكون : ساقطة من ح. (٢٥) لا اثنينية فيها : ساقطة من د ، ب ، ح ، م. (٢٦) أن : ساقطة من د. (٢٧) الأول : الأولى ب ، ص. (٢٨) وبالأول : بالأول د. (٢٩) بأنه عقل وهو يعقل ذاته : يلزمه أنه عقل وهو يعقل ذاته ح ؛ يلزمه أن عقل ذاته ط.

٤٠٥

فيه من الكثرة معنى عقله لذاته ممكنة (١) الوجود في حيزها ، وعقله وجوب وجوده من الأول المعقول بذاته ، وعقله (٢) للأول ، وليست الكثرة له عن الأول ، فإن إمكان وجوده أمر له بذاته لا بسبب الأول ، بل له من الأول وجوب وجوده ، ثم كثرة أنه يعقل الأول ويعقل ذاته (٣) كثرة (٤) لازمة لوجوب وجوده (٥) عن الأول ، ونحن لا نمنع أن يكون عن (٦) شيء واحد ذات واحدة ، ثم يتبعها كثرة إضافية ليست في أول وجوده ولا داخلة (٧) في مبدإ قوامه ، بل يجوز أن يكون الواحد يلزم عنه واحد ، ثم ذلك الواحد يلزمه حكم وحال ، أو صفة ، أو معلول ، ويكون ذلك أيضا واحدا ، ثم يلزم عنه (٨) بمشاركة (٩) ذلك اللازم شيء ، فيتبع من (١٠) هناك كثرة كلها يلزم (١١) ذاته ، فيجب إذن أن تكون مثل هذه الكثرة هي العلة لإمكان وجود الكثرة فيها (١٢) عن المعلولات الأول (١٣) ، ولو لا هذه الكثرة لكان لا يمكن أن يوجد منها إلا واحدة (١٤) ، ولم يمكن أن يوجد عنها جسم ، ثم (١٥) لا إمكان للكثرة (١٦) هناك إلا على هذا (١٧) الوجه فقط ، وقد بان لنا (١٨) فيما سلف أن العقول المفارقة كثيرة العدد ، فليست إذن موجودة معا عن الأول بل يجب أن يكون أعلاها هو الموجود الأول عنه ثم يتلوه عقل وعقل (١٩) ، ولأن (٢٠) تحت كل عقل فلكا بمادته وصورته التي هي النفس وعقلا دونه ، فتحت كل عقل ثلاثة أشياء في الوجود ، فيجب أن يكون إمكان وجود هذه الثلاثة عن (٢١) العقل الأول في الإبداع لأجل التثليث (٢٢) المذكور (٢٣) ، والأفضل يتبع الأفضل من جهات كثيرة ، فيكون إذن العقل الأول يلزم عنه بما يعقل الأول وجود عقل (٢٤) تحته ، وبما يعقل ذاته وجود صورة الفلك الأقصى ، وكمالها وفي النفس ، وبطبيعة (٢٥) إمكان الوجود الحاصلة (٢٦) له (٢٧) المندرجة في (٢٨) تعقله لذاته وجود جرمية الفلك الأقصى المندرجة (٢٩) في جملة ذات الفلك الأقصى بنوعه ، وهو الأمر المشارك للقوة (٣٠) فيما يعقل الأول ،

__________________

(١) ممكنة : يمكن ص. (٢) وعقله ؛ عقله م : عقل ط. (٣) ذاته : أنه ط. (٤) كثرة : كثيرة د. (٥) وجوده : وحدته ب ، ص ، ح ، ط ، م. (٦) عن : ساقطة من م. (٧) ولا داخلة : وداخلة د ، ب ، ح ، م. (٨) عنه : + لذاته شيء وب ، م. (٩) بمشاركة : ولمشاركة د. (١٠) من : + ذلك ح. (١١) يلزم : ويلزم د. (١٢) فيها : منها ب ، د ؛ معا ط ؛ + ما ح. (١٣) الأول : الأولى ب ، ح ، م ، هـ ؛ ساقطة من د. (١٤) واحدة : وحدة ب ، د ، ص ، ط ، م. (١٥) ثم : ساقطة من م. (١٦) للكثرة : كثرة م. (١٧) هذا : هذه ب ، ح ، د ، ص ، ط. (١٨) لنا : ساقطة من ح ، د. (١٩) وعقل : وعقلى ب. (٢٠) ولأن : فلأن د. (٢١) عن : + ذلك ب ، ح ، د ، ص ، م. (٢٢) التثليث : الثلث ح ، ص ، ط. (٢٣) المذكور : + فيه ب ، ط ، م. (٢٤) عقل : عقلى د. (٢٥) وبطبيعة : فبطبيعة د. (٢٦) الحاصلة : الحاصل ط. (٢٧) له ساقطة من د. (٢٨) فى : فيها ح ، م. (٢٩) المندرجة : المدرجة ب. (٣٠) للقوة : للقوة م.

٤٠٦

يلزم عنه عقل (١) وبما يختص بذاته على جهة تلزم عنه (٢) الكثرة الأولى بجزءيها ، أعني المادة والصورة ، والمادة بتوسط الصورة أو بمشاركتها (٣) ، كما أن إمكان الوجود يخرج إلى الفعل بالفعل الذي يحاذي صورة الفلك ، وكذلك الحال في عقل عقل ، وفلك فلك ، حتى ينتهي إلى العقل الفعال الذي يدبر أنفسنا ، وليس يجب أن يذهب هذا المعنى إلى غير النهاية حتى يكون تحت كل مفارق مفارق ، فإنا نقول : إنه إن لزم (٤) وجود كثرة عن العقول (٥) فبسبب المعاني التي فيها من الكثرة. وقولنا هذا (٦) ليس ينعكس حتى يكون كل عقل فيه هذه الكثرة يلزم (٧) كثرته (٨) هذه المعلولات ، ولا هذه العقول (٩) متفقة الأنواع ، حتى يكون مقتضى معانيها متفقا.

ولنبتدئ لبيان هذا المعنى ابتداء آخر فنقول : إن الأفلاك كثيرة فوق العدد الذي في المعلول الأول من جهة كثرته المذكورة ، وخصوصا إذا فصل كل فلك إلى صورته ومادته ، فليس يجوز أن يكون مبدؤها واحدا هو المعلول الأول ، ولا أيضا يجوز أن يكون كل جرم (١٠) متقدم منها علة للمتأخر ، وذلك لأن الجرم بما هو جرم لا يجوز أن يكون مبدأ جرم ، وبما له قوة نفسانية لا يجوز أن يكون مبدأ جرم ذي نفس أخرى ، وذلك لأنا (١١) بينا أن كل نفس لكل فلك (١٢) فهي (١٣) كماله وصورته وليس (١٤) جوهرا مفارقا وإلا لكان عقلا لا نفسا (١٥) ، وكان لا يتحرك (١٦) البتة (١٧) على سبيل التشوق (١٨) وكان لا يحدث فيه من حركة الجرم تغير ، ومن مشاركة الجرم تخيل (١٩) وتوهم ، وقد ساقنا النظر إلى إثبات هذه الأحوال لأنفس الأفلاك كما علمت ، وإذا كان الأمر على هذا ، فلا يجوز أن تكون أنفس الأفلاك تصدر عنها أفعال في أجسام أخرى غير (٢٠) أجسامها إلا بوساطة (٢١) أجسامها ، فإن (٢٢) صور الأجسام وكمالاتها على صنفين :

إما صور قوامها بمواد الأجسام ، فكما أن (٢٣) قوامها بمواد تلك الأجسام ، فكذلك ما يصدر عن قوامها يصدر بواسطة مواد تلك (٢٤) الأجسام ، ولهذا السبب فإن النار لا تسخن

__________________

(١) عقل : ساقطة من ح. (٢) جهة تلزم عنه : جهتيه ط ، م ؛ جهة د ؛ جهته ب ، ح. (٣) بمشاركتها : مشاركتها د ، م. (٤) إن لزم : لزوم د. (٥) العقول : المعقول د. (٦) هذا : لهذا د. (٧) يلزم : فيلزم ح ، د ، ص ، م. (٨) كثرته : كثرة د. (٩) العقول : المعقول د. (١٠) جرم : جزء م. (١١) لأنا : + قد ص. (١٢) لكل فلك : لفلك د. (١٣) فهى : فهو م. (١٤) وليس : ليس ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٥) لا نفسا : نفسا ، م. (١٦) يتحرك : يحرك ب ، د ، ص ، ط ، م. (١٧) البتة : + ألا ب ، ح ، ص ، ط. (١٨) التشوق : التشويق ح ، ص ، ط ؛ شوق م. (١٩) تخيل : تغير ، ط. (٢٠) غير : عن م. (٢١) بوساطة : بواسطة م. (٢٢) أجسامها فإن : أجسام فأن د. (٢٣) فكما أن : فكان ح. (٢٤) تلك : ساقطة من ط.

٤٠٧

حرارتها أي شيء اتفق بل ما كان ملاقيا لجرمها ، أو من (١) جسمها بحال. والشمس لا تضيء كل شيء ، بل ما كان مقابلا (٢) لجرمها.

وإما صور قوامها بذاتها لا بمواد الأجسام ، كالأنفس ، ثم كل نفس فإنما جعلت خاصة لجسم بسبب أن فعلها بذلك الجسم (٣) وفيه. ولو كانت مفارقة الذات والفعل جميعا لذلك الجسم ، لكانت (٤) نفس كل شيء لا نفس ذلك الجسم فقط. فقد بان على الوجود كلها أن القوى السماوية المنطبعة بأجسامها ، لا تفعل إلا بواسطة جسمها. ومحال أن تفعل بواسطة (٥) الجسم نفسا ، لأن الجسم لا يكون متوسطا بين نفس ونفس ، فإن كانت تفعل نفسا (٦) بغير توسط (٧) الجسم فلها (٨) انفراد قوام من دون الجسم واختصاص بفعل مفارق لذاتها وذات (٩) الجسم. وهذا غير الأمر الذي نحن في ذكره ، وإن لم تفعل نفسا ، لم تفعل جرما (١٠) سماويا ، لأن النفس (١١) متقدمة (١٢) على الجسم (١٣) في المرتبة (١٤) والكمال ، فإن وضع لكل فلك شيء يصدر عنه في فلكه شيء وأثر من غير أن يستغرق ذاته (١٥) في شغل ذلك الجرم وبه ، ولكن ذاته مباينة في القوام وفي الفعل لذلك الجسم ، فنحن لا نمنع هذا ، وهذا هو الذي نسميه العقل المجرد ، ونجعل صدور ما بعده عنه ، ولكن هذا غير المنفعل عن الجسم وغير المشارك إياه ، والصائر صورة (١٦) خاصة (١٧) به ، والكائن عن (١٨) الجهة التي حدثنا عنها حين (١٩) أثبتنا هذه النفس.

فقد بان ووضح أن للأفلاك مبادئ غير جرمانية ، وغير صور (٢٠) الأجرام (٢١). وأن كل فلك (٢٢) يختص بمبدإ منها ، والجميع يشترك في مبدإ واحد. ومما لا شك (٢٣) فيه أن هاهنا عقولا بسيطة مفارقة ، تحدث مع حدوث أبدان الناس ، ولا تفسد بل تبقى. وقد تبين (٢٤) ذلك في العلوم الطبيعية ، وليست صادرة عن العلة (٢٥) الأولى ، لأنها كثيرة مع وحدة النوع ، ولأنها حادثة

__________________

(١) أو من : ومن م. (٢) مقابلا : ملاقيا ح. (٣) الجسم : ساقطة من د. (٤) لكانت : كانت م. (٥) بوساطة : بواسطة د ، ط. (٦) نفسا : ساقطة من د. (٧) توسط : توسطه م. (٨) فلها : فله د. (٩) وذات : ولذات ب ، ح ، ص ، ط. (١٠) جرما : جسما د. (١١) لأن النفس : لا النفس م. (١٢) متقدمة : مقدمة د ، م. (١٣) الجسم : الجرم د ، ط. (١٤) المرتبة : الرتبة ح. (١٥) ذاته : فى ذاته د. (١٦) صورة : وصورة د. (١٧) خاصة : خاصية ب ، ح ، ص ، م. (١٨) عن : على ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٩) حين : غير د. (٢٠) صور : صورة د. (٢١) الأجرام : للأجرام م. (٢٢) فلك : ذلك د. (٢٣) شك : نشك ب ، د ، ط ، م. (٢٤) تبين : بين ب ، د ، ح. (٢٥) العلة : ساقطة من د.

٤٠٨

فهي إذن معلولات (١) الأول (٢) بتوسط. ولا يجوز أن تكون العلل الفاعلية المتوسطة بين الأولى وبينها ، دونها في المرتبة (٣) ، فلا تكون عقولا بسيطة ومفارقة ، فإن العلل المعطية للوجود أكمل وجودا ، أما القابلة للوجود فقد تكون أخس وجودا ، فيجب إذن أن يكون المعلول الأول عقلا واحدا (٤) بالذات ، ولا يجوز أيضا أن تكون عنه كثرة متفقة النوع ، وذلك لأن المعاني المتكثرة التي فيه ، وبها يمكن وجود الكثرة فيه إن كانت مختلفة الحقائق ، كان ما يقتضيه كل واحد منها شيئا غير ما يقتضي الآخر (٥) في النوع. فلم (٦) يلزم كل واحد منها ما يلزم الآخر ، بل طبيعة أخرى وإن كانت متفقة الحقائق فبما ذا تخالفت وتكثرت ، ولا انقسام (٧) مادة هناك؟ فإذن المعلول الأول لا يجوز عنه وجود كثرة إلا مختلفة الأنواع (٨) ، فليست هذه الأنفس الأرضية أيضا كائنة عن المعلول الأول بلا توسط (٩) علة أخرى موجودة ، وكذلك عن كل معلول أول (١٠) عال حتى ينتهي إلى معلول أول كونه مع (١١) كون الأسطقسات القابلة للكون والفساد ، المتكثرة بالنوع والعدد (١٢) معا. فيكون تكثر القابل سببا لتكثر فعل مبدإ واحد بالذات (١٣). وهذا بعد استتمام وجود السماويات كلها ، فيلزم دائما عقل بعد عقل حتى تتكون كرة القمر ثم تتكون الأسطقسات ، وتتهيأ لقبول تأثير واحد بالنوع كثير بالعدد عن (١٤) العقل الأخير. فإنه إذا لم يكن السبب في الفاعل ، وجب في القابل ضرورة. فإذن يجب أن يحدث عن كل عقل عقل تحته ، ويقف حيث يمكن أن تحدث الجواهر العقلية منقسمة (١٥) متكثرة بالعدد ، لتكثر (١٦) الأسباب ، فهناك ينتهي.

وقد اتضح وبان (١٧) أن كل عقل هو أعلى في المرتبة ، فإنه لمعنى (١٨) فيه ، وهو أنه بما يعقل الأول يجب عنه وجود عقل آخر دونه ، وبما (١٩) يعقل ذاته يجب عنه (٢٠) فلك (٢١) بنفسه (٢٢) وجرمه (٢٣) وجرم الفلك كائن عنه ، ومستبقى بتوسط النفس الفلكية ، فإن كل صورة فهي علة لأن يكون مادتها بالفعل ، لأن المادة نفسها لا قوام لها.

__________________

(١) معلولات : + علة ط. (٢) الأول : الأولى ب ، ح ، د ، ط ، م. (٣) المرتبة : الرتبة د. (٤) واحدا : وواحد ح ، ص ، م. (٥) الآخر : فى الآخر ب ، ح ، د ، ص ؛ الأخرى ط. (٦) فلم : ساقطة من ب. (٧) ولا انتسام : ولا الأقسام ح. (٨) الأنواع : النوع د ، م. (٩) توسط : واسطة د. (١٠) أول : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١١) مع : معلول ط. (١٢) بالنوع والعدد : بالعدد والنوع ب ، د ، م ، ه. (١٣) بالذات : الذات ب ، د. (١٤) عن : من ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٥) منتسمة : بنفسه د. (١٦) لتكثر : تكثر م. (١٧) اتضح وبان : بان واتضح ح ، د ، ص ، م. (١٨) لمعنى : بمعنى ب ، د ، ص ، م. (١٩) وبما : ربما د. (٢٠) عنه : + وجود ص ، ط. (٢١) فلك : ذلك د. (٢٢) بنفسه : وبنفسه د. (٢٣) وجرمه : ساقطة من د.

٤٠٩

[ الفصل الخامس ]

( هـ ) فصل (١)

في حال تكون الأسطقسات عن العلل الأوائل

فإذا (٢) استوفت (٣) الكرات السماوية عددها ، لزم بعدها وجود (٤) أسطقسات (٥) ، وذلك لأن الأجسام الأسطقسية (٦) كائنة (٧) فاسدة (٨) ، فيجب (٩) أن تكون مبادؤها القريبة أشياء تقبل نوعا من التغير والحركة ، وأن لا يكون ما هو عقل محض وحده سببا لوجودها ، وهذا (١٠) يجب أن يتحقق من (١١) أصول ، أكثرنا التكرار فيها ، وفرغنا من تقريرها.

ولهذه الأسطقسات مادة يشترك فيها ، وصور يختلف بها ، فيجب أن يكون اختلاف صورها مما يعين فيه اختلاف في أحوال الأفلاك ، وأن يكون اتفاق مادتها مما يعين فيه اتفاق في أحوال الأفلاك (١٢). والأفلاك تتفق في طبيعة اقتضاء الحركة المستديرة ، فيجب أن يكون مقتضى تلك الطبيعة يعين في وجود (١٣) المادة ، ويكون ما (١٤) يختلف فيه مبدأ تهيؤ المادة للصور المختلفة ، لكن الأمور الكثيرة المشتركة في النوع والجنس لا تكون وحدها بلا مشاركة من واحد معين (١٥) علة لذات هي في نفسها متفقة واحدة ، وإنما يقيمها غيرها ، فلا يوجد إذن هذا الواحد عنها إلا بارتباط بواحد (١٦) يردها إلى أمر واحد ، فيجب أن تكون العقول (١٧) المفارقة بل آخرها الذي يلينا هو الذي يفيض عنه ـ بمشاركة (١٨) الحركات السماوية ـ شيء فيه رسم (١٩) صور العالم الأسفل على (٢٠) جهة الانفعال ، كما أن في ذلك العقل أو العقول (٢١) رسم الصور على جهة التفعيل ، ثم تفيض منه (٢٢) الصور فيها (٢٣) بالتخصيص لا بانفراد

__________________

(١) فصل : ساقطة من د. (٢) فإذا : واذا ، د ، م. (٣) استوفت : استوفيت د. (٤) بعدها وجود : بعد وجودها وجود ص. (٥) اسطقسات : الأسطقسات ح ، ص ، م. (٦) وذلك لأن الأجسام الأسطقسية : ساقطة من ب. (٧) كائنة : كانت د. (٨) فاسدة : ذو فاسدة د. (٩) فبجب : + إذن ح. (١٠) وهذا : وبهذا ط. (١١) من : عن د. (١٢) وأن يكون ... احوال الأفلاك : ساقطة من ح ، ص ، ط. (١٣) وجود : الوجود د. (١٤) ما : مما م. (١٥) معين : متعين د. (١٦) بواحد : واحد ح ، ص ، ط. (١٧) العقول : للعقول د. (١٨) بمشاركة : لمشاركة د. (١٩) رسم : يرسم د. (٢٠) على : من ب ، د ، ص ، م. (٢١) العقول : المعقول د. (٢٢) منه : عنه ح ، د. (٢٣) فيها : منها ح.

٤١٠

ذاته ، فإن الواحد يفعل في الواحد ـ كما علمت ـ واحدا ، بل بمشاركة الأجسام السماوية ، فيكون إذا خصص هذا الشيء تأثير من التأثيرات السماوية بلا واسطة جسم عنصري ، أو بواسطة (١) تجعله (٢) على استعداد خاص بعد العام الذي كان ذلك (٣) في جوهره فاض عن هذا المفارق صورة خاصة ، وارتسمت في تلك المادة.

وأنت (٤) تعلم أن الواحد لا يخصص الواحد من حيث كل واحد منهما واحد (٥) ، بأمر (٦) دون أمر يكون له ، بل يحتاج إلى أن تكون هناك مخصصات مختلفة ، ومخصصات (٧) المادة معداتها (٨) ، والمعد (٩) هو الذي يحدث عنه (١٠) في المستعد أمر ما ، تصير مناسبته (١١) لذلك الأمر لشيء (١٢) بعينه أولى من مناسبته لشيء آخر ، ويكون هذا (١٣) الأعداد مرجحا لوجود (١٤) ما هو أولى (١٥) فيه من الأوائل الواهبة للصور ، ولو كانت المادة على التهيؤ الأول لتشابهت نسبتها إلى الضدين فما (١٦) يرجح أحدهما ، اللهم إلا بحال تختلف به المؤثرات فيه ، وذلك الاختلاف أيضا منسوب إلى جميع المواد نسبة واحدة ، فلا يجب أن تختص بموجبه مادة دون مادة إلا لأمر أيضا يكون في تلك (١٧) المادة ، وليس إلا الاستعداد الكامل (١٨) ، وليس الاستعداد الكامل إلا مناسبة كاملة لشيء (١٩) بعينه هو المستعد له (٢٠) ، وهذا مثل (٢١) الماء (٢٢) إذا أفرط تسخينه فاجتمعت السخونة الغريبة ، والصورة المائية (٢٣) ، وهي بعيدة المناسبة للصورة المائية وشديدة (٢٤) المناسبة للصورة النارية. فإذا أفرط ذلك واشتدت المناسبة ، اشتد الاستعداد ، فصار من حق الصورة (٢٥) النارية أن تفيض ، ومن حق هذه أن تبطل ، ولأن المادة ليست تبقى بلا صورة (٢٦) ، فليس (٢٧) قوامها عما ينسب إليه من المبادي الأولى (٢٨) وحدها (٢٩) ، بل عنها (٣٠) وعن

__________________

(١) بواسطة : بواسطته م. (٢) تجعله : فتجعله د. (٣) ذلك : ساقطة من د. (٤) وأنت : فأنت د. (٥) منهما واحد : ساقطة من م. (٦) بأمر : من ب ، د. (٧) مختلفة ومخصصات : ساقطة من م. (٨) معداتها : معداته م ؛ معدات ب ؛ معداة د. (٩) والمعد : فالمعد ب ، ط. (١٠) عنه : منه د. (١١) مناسبته : مناسبة ط. (١٢) لشيء : بشيء ح ، ص ، ط. (١٣) هذا : لهذا ح. (١٤) لوجود : بوجود د. (١٥) أولى : الأولى ط. (١٦) فما : فيما ح ، ص ، ط. (١٧) فى تلك : لتلك ب. (١٨) الكامل : ساقطة ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٩) لشيء : بشيء ط. (٢٠) له : + وهذا المستعد له د. (٢١) مثل : + أن ب ، ح ، د ، ص ، م. (٢٢) الماء : المادة د. (٢٣) المائية : الماهية د. (٢٤) وشديدة : وشديد ب. (٢٥) الصورة : الصور م. (٢٦) صورة : + قوامها م. (٢٧) فليس : وليست د. (٢٨) الأولى : الأولى ح ، د ، ص ، م. (٢٩) وحدها : وحده م. (٣٠) عنها : عنه م : + عنه د.

٤١١

الصورة. ولأن الصورة التي تقيم هذه المادة الآن قد كانت المادة قائمة دونها ، فليس قوامها عن (١) الصورة وحدها بل بها ، وبالمبادئ (٢) الباقية بوساطتها (٣) أو واسطة أخرى مثلها. لو كانت (٤) من (٥) المبادي الأولى (٦) وحدها لاستغنت (٧) عن الصورة ، ولو كانت عن الصورة وحدها لما سبقت بالصورة (٨) ، بل كما أن المتفق فيه من الحركة المستديرة هناك يلزم طبيعة تقيمها الطبائع (٩) الخاصة (١٠) بفلك (١١) فلك (١٢). فكذلك (١٣) المادة هاهنا يقيمها مع الطبيعة المشتركة ما يكون عن (١٤) الطبائع الخاصة (١٥) وهي الصور (١٦).

وكما أن الحركة أخس الأحوال هناك (١٧) ، فكذلك المادة أخس الذوات هاهنا. وكما أن الحركة هناك تابعة لطبيعة ما بالقوة ، كذلك المادة هاهنا مرافقة (١٨) لما بالقوة. وكما أن الطبائع الخاصة والمشتركة هناك مبادئ أو معينات لطبيعة الخاصة ولمشتركة هاهنا (١٩) ، فكذلك ما يلزم الطبائع الخاصة والمشتركة (٢٠) هناك (٢١) (٢٢) من النسب المختلفة المتبدلة الواقعة (٢٣) فيها بسبب (٢٤) الحركة مبدأ لتغير الأحوال وتبدلها هاهنا ، وكذلك امتزاج نسبتها هناك سبب لامتزاج نسب هذه العناصر أو معين. ولأجسام (٢٥) السماويات تأثير في أجسام هذا العالم بالكيفيات التي تخصها ، ويسري منها إلى هذا العالم ، ولأنفسها تأثير أيضا (٢٦) في أنفس هذا العالم. وبهذه المعاني يعلم أن الطبيعة التي هي مدبرة لهذه الأجسام بالكمال (٢٧) والصورة (٢٨) ، حادثة عن النفس الفاشية (٢٩) في الفلك ، أو بمعونتها (٣٠).

__________________

(١) عن : من د. (٢) وبالمبادئ : وبمبادئ د. (٣) بواساطتها : بواسطتها ب ، ح ، ط ، م ، ه. (٤) فلو كانت : فإذن لو كانت ص ؛ فلو كان ط ؛ فإن كانت د. (٥) من : عن ب ، ح ، د ، ص ، م. (٦) الأولى : الأول ب ، د. (٧) لاستغنت : لاستغنيت ب. (٨) بالصورة : الصورة ب ، ص. (٩) الطبائع : الطابع د. (١٠) الخاصة : الخاصية ب ، م. (١١) بفلك : لفلك د. (١٢) فلك : وفلك م ؛ + فلك ص ، ط. (١٣) فكذلك : كذلك م. (١٤) عن : من ب. (١٥) الخاصة : الخاصية ب ، ص ، ط ، م. (١٦) الصور : الصورة ب ، د. (١٧) هناك : هنا م. (١٨) مرافقة : موافقة د ، ص ، ط. (١٩) الذوات هاهنا ... هاهنا : للطبيعة الخاصية والمشتركة هاهنا فكذلك ما يلزم الطبائع الخاصية المشتركة هناك ، والذوات هاهنا ، وكما أن الحركة هناك تابعة لطبيعة ما بالقوة ، كذلك المادة هاهنا موافقة لما بالقوة. وكما أن الطبائع الخاصة والمشتركة هناك مباد ، ومعينات للطبيعة الخاصية والمشتركة هاهنا ح. (٢٠) هناك ... والمشتركة : ساقطة من م. (٢١) مبادئ ... هناك : ساقطة من ص. (٢٢) هناك : هاهنا د. (٢٣) الواقعة : الواقع م. (٢٤) بسبب : لنسب د. (٢٥) ولأجسام : لأجسام م. (٢٦) تأثير أيضا : أيضا تأثير د ، ح ، ص ، م. (٢٧) بالكمال : كالكمال ب ، ح ، ص ، ط. (٢٨) والصورة : والصور ، ب ، م. (٢٩) الفاشية : الناسة د. (٣٠) بمعونتها : لمعونتها د.

٤١٢

وقال قوم من المنتسبين إلى هذا (١) العلم (٢) : إن الفلك لأنه مستدير فيجب أن يستدير على شيء ثابت في حشوه (٣) ، فيلزم محاكته (٤) له التسخن حتى يستحيل (٥) نارا ، وما يبعد عنه (٦) يبقى (٧) ساكنا ، فيصير إلى التبرد (٨) والتكثف حتى يصير أرضا ، وما يلي النار منه يكون حارا ، ولكنه أقل حرارة (٩) من النار ، وما يلي الأرض منه يكون كثيفا ، ولكنه (١٠) أقل تكثفا (١١) من الأرض. وقلة الحر (١٢) وقلة التكثف (١٣) يوجبان الترطيب ، فإن اليبوسة إما من الحر (١٤) ، وإما من البرد ، لكن (١٥) الرطب الذي يلي الأرض هو أبرد ، والذي يلي النار هو أشد حرارة (١٦) ، فهذا سبب كون العناصر ، فهذا هو ما (١٧) قد قالوا (١٨) وليس مما (١٩) يمكن أن يصحح بالكلام القياسي ، ولا هو بسديد عند التفتيش ، ويشبه أن يكون الأمر على قانون آخر ، وأن تكون هذه المادة التي تحدث بالشركة يفيض إليها من الأجرام السماوية ، إما عن أربعة أجرام ، وإما عن عدة منحصرة في أربع (٢٠) جمل ، عن كل واحد منها (٢١) ما يتهيأ (٢٢) لصورة جسم بسيط. فإذا استعد نال (٢٣) الصورة (٢٤) من واهب الصور ، أو يكون ذلك كله يفيض عن جرم واحد ، وأن يكون هناك سبب يوجب انقساما من الأسباب الخفية علينا ، فإنك إن أردت أن تعرف ضعف ما قالوه ، فتأمل أنهم يوجبون أن يكون الوجود أولا للجسم ، وليس له في نفسه إحدى الصور المقومة (٢٥) غير الصورة (٢٦) الجسمية ، وإنما (٢٧) يكتسب سائر الصور بالحركة والسكون ثانيا ، وبينا نحن قبل هذا (٢٨) استحالة هذا ، وبينا أن الجسم لا يستكمل له وجود بمجرد الصورة (٢٩) الجسمية ، ما لم تقترن بها (٣٠) صورة (٣١) أخرى ، وليست صورته (٣٢) المقيمة للهيولى الأبعاد فقط ، فإن الأبعاد تتبع في وجودها صورا أخرى تسبق الأبعاد. وإن شئت فتأمل حال التخلخل من الحرارة ، والتكاثف من البرودة ، بل الجسم لا يصير جسما (٣٣) حتى يصير بحيث يتبع غيره في الحركة ،

__________________

(١) هذا : اهل د ، م ؛ أهل هذا ، ب ؛ ساقطة من ح ، ص. (٢) العلم : ساقطة من ح ، ص. (٣) حشوه : جسده ب ، د. (٤) محاكته : فى محاكته ب ؛ محاكسه د. (٥) يستحيل : + بأقرب منه ب. (٦) عنه : عنها فوق ص. (٧) يبقى : فيبقى م. (٨) التبرد : البرد ب ؛ التبريد د ؛ منه ساقطة من ب ، م. (٩) حرارة : حر ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٠) ولكنه : ولكن ب ، ح ، د ، ط ، م. (١١) تكثفا : تكثيفا د ، ط. (١٢) الحر : الحركة د. (١٣) التكثف : التكثيف ط. (١٤) الحر : الحركة د. (١٥) لكن : ولكن د. (١٦) أشد حرارة : أحر د ، ص ، ط ، م. (١٧) ما : مما ب ، د. (١٨) قالوا : قالوه ب. (١٩) مما : ما م. (٢٠) أربع : أربعة د. (٢١) منها : ساقطة من ب. (٢٢) ما يتهيأ : ما تهيئوه ب ، ح ، م ؛ تهيئة د ؛ يصيؤه ص. (٢٣) استعد نال : استعدنا له ه .. (٢٤) الصورة : الصور د ، م. (٢٥) المقومة : المقدمة د. (٢٦) الصورة : صورة د ، م ؛ الصور ح ، ص ، ط. (٢٧) وإنما : وألا د. (٢٨) قبل هذا : ساقطة من م. (٢٩) الصورة : صورة ح ، م ؛ صورته ص. (٣٠) بها : به ح. (٣١) صورة : فى عدة د. (٣٢) صورته : صورة د ، ط .. (٣٣) جسما : حارا ( النسخة اللاتينية ).

٤١٣

حتى تسخنه متابعته تلك الحركات المتتابعة (١) التي بينا أنها ليست قسرية بل طبيعية ، إلا وقد تمت طبيعته. لكن يجوز أن يكون إذا تمت طبيعته يستحفظ بأصلح المواضع لاستحفاظها ، لأن (٢) الحار يستحفظ حيث الحركة ، والبارد يستحفظ حيث السكون ، ثم لا يفكرون (٣) أنه لم وجب لبعض تلك (٤) المادة أن يهبط (٥) إلى المركز ، فعرض (٦) له البرودة (٧) ، ولبعضه (٨) أن جاوز الفوق.

أما (٩) الآن (١٠) فإن (١١) السبب في ذلك معلوم. أما في الكليات فالخفة والثقل ، وأما في جزئي عنصر واحد ، فلأنه قد صح أن أجزاء العناصر كائنة ، وأنه إذا تكون جزء منه (١٢) في موضع ضرورة ، لزم (١٣) أن يكون سطح منه يلي الفوق إذا تحرك فوق ، كان ذلك السطح أولى بالفوقية من السطح الآخر. وأما في أول تكونه (١٤) ، فإنما يصير سطح منه إلى فوق ، وسطح (١٥) إلى أسفل ، لأنه لا محالة قد استحال (١٦) بحركة ما ، وأن الحركة أوجبت له (١٧) ضرورة وضعا ما. فالأشبه عندي ما قد ذهبنا إليه ، وأظن أن الذي قال ذلك في تكون الأسطقسات ، رام تقريبا للأمر عند بعض من كاتبه من العاميين ، فجزم عليه القول من (١٨) تأخر عنه على أن كاتب (١٩) ذلك الكلام شديد التذبذب والاضطراب.

[ الفصل السادس ]

( و ) فصل (٢٠)

في العناية وبيان (٢١) كيفية دخول الشر في القضاء الإلهي (٢٢)

وخليق (٢٣) بنا إذا (٢٤) بلغنا هذا المبلغ ، أن نحقق القول في العناية ، ولا شك (٢٥) أنه قد اتضح لك مما (٢٦) سلف منا بيانه أن العلل العالية لا يجوز أن تكون تعمل ما تعمل لأجلنا (٢٧) ، أو تكون

__________________

(١) الحركات المتتابة : الحركة المتابعة ب ، د ، ص ، ط ، م. (٢) لأن : فأن ح ، د ، ص ، م. (٣) يفكرون : ينكرون م. (٤) تلك : ساقطة من ب. (٥) تهبط : هبط د ، ص ، م. (٦) فعرض : يعرض د. (٧) البرودة : البرد ب ، م. (٨) ولبعضه : وبعضه م. (٩) أما : وأما ب ، د ؛ أمال م. (١٠) الآن : لأن م. (١١) فإن : ساقطة من د. (١٢) جزء منه : ساقطة من م. (١٣) لزم : + منه م. (١٤) تكونه : ساقطة من د. (١٥) وسطح : + منه د. (١٦) استحال : استحالة د. (١٧) له : ساقطة من ب. (١٨) القول من : العوام م. (١٩) كاتب : كان د. (٢٠) فصل : ساقطة من د. (٢١) وبيان : ساقطة من ط ، م. (٢٢) القضاء الإلهى : القضايا الإلهية د. (٢٣) وخليق : + بالآلهة وخليق د. (٢٤) إذا : إذ قد د ، م : إذ ، ب. (٢٥) شك : يشك ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٢٦) مما : فيما د. (٢٧) لأجلنا : + ما د.

٤١٤

بالجملة يهمها (١) شيء (٢) ، ويدعوها (٣) داع ويعرض لها (٤) إيثار. ولا لك سبيل إلى أن تنكر الآثار العجيبة في تكون العالم ، وأجزاء السماوات (٥) ، وأجزاء الحيوان والنبات (٦) ، مما لا يصدر ذلك اتفاقا ، بل يقتضي تدبيرا ما ، فيجب أن يعلم أن العناية هي كون الأول عالما لذاته بما عليه الوجود في نظام الخير ، وعلة لذاته للخير والكمال بحسب الإمكان ، وراضيا به على النحو المذكور ، فيعقل نظام الخير على الوجه (٧) الأبلغ في الإمكان ، فيفيض عنه ما يعقله نظاما وخيرا على الوجه الأبلغ الذي يعقله فيضانا على أتم تأدية إلى النظام ، بحسب الإمكان ، فهذا هو معنى العناية.

واعلم أن الشر يقال على وجوه (٨) : فيقال (٩) شر ، لمثل النقص الذي هو الجهل والضعف والتشويه في الخلقة (١٠) ، ويقال : شر (١١) ، لما هو مثل الألم والغم الذي يكون (١٢) إدراك ما بسبب (١٣) لا فقد سبب فقط. فإن السبب المنافي للخير المانع للخير ، والموجب لعدمه ، ربما كان مباينا لا يدركه المضرور ، كالسحاب إذا ظلل فمنع شروق الشمس عن المحتاج إلى (١٤) أن يستكمل بالشمس (١٥). فإن كان هذا المحتاج دراكا ، أدرك أنه (١٦) غير منتفع (١٧) ولم يدرك من حيث يدرك (١٨) ذلك أن السحاب قد حال ، بل من حيث هو مبصر وليس هو من حيث هو مبصر متأذيا بذلك ، متضررا أو منتقصا (١٩) بل من حيث هو شيء آخر ، وربما كان مواصلا يدركه مدرك عدم السلامة كمن (٢٠) يتألم (٢١) بفقدان (٢٢) اتصال عضو بحرارة ممزقة (٢٣) ، فإنه من حيث يدرك (٢٤) فقدان الاتصال بقوة في نفس ذلك العضو ، يدرك المؤذي الحار أيضا ، فيكون قد اجتمع هناك إدراكان : إدراك على نحو ما سلف من إدراكنا الأشياء العدمية ، وإدراك على ما نحو (٢٥) سلف من إدراكنا الأمور الوجودية وهذا المدرك الوجودي ليس شرا

__________________

(١) يهمها : تهيئ د ، ط. (٢) شيء : ساقطة من ب ؛ لشيء د. (٣) ويدعوها : + شيء ح. (٤) لها : عليها م ؛ + عليها ص. (٥) السماوات : السماويات ب ، ص ، ط ، م. (٦) الحيوان والنبات : النبات والحيوان د ، م. (٧) الوجه : + الأكمل د. (٨) يقال على وجوه : على وجوه يقال م. (٩) فيقال : ساقطة من م. (١٠) الخلقة : الحقة د. (١١) شر : ساقطة من ط. (١٢) يكون : + هناك ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٣) بسبب : لسبب ص. (١٤) إلى : فى د. (١٥) بالشمس : بالتسخين ص. (١٦) أنه : بأنه ح ، ط. (١٧) منتفع : + به ح ، د ، ص ، ط. (١٨) يدرك : يدركه ب ، ح ، ص ، ط. (١٩) أو منتقصا : ومنتقصا د ؛ ساقطة من ب. (٢٠) كمن : لمن ط. (٢١) يتألم : تألم د. (٢٢) بفقدان : لفقدان د. (٢٣) ممزقة : محرقة ح ، د. (٢٤) يدرك : + مثلا م. (٢٥) نحو : ساقطة من ب ، د ، ط.

٤١٥

في نفسه بل (١) بالقياس إلى هذا الشيء. وأما عدم كماله وسلامته فليس شرا بالقياس إليه فقط ، حتى يكون له (٢) وجود ليس هو به (٣) شرا ، بل وليس (٤) نفس وجوده إلا شرا فيه ، وعلى نحو كونه شرا ، فإن العمى لا يجوز إلا (٥) أن يكون (٦) في العين ، ومن حيث هو في العين لا يجوز أن يكون إلا (٧) شرا ، وليس له جهة أخرى حتى (٨) يكون بها غير شر. وأما الحرارة مثلا إذا صارت شرا (٩) بالقياس إلى المتألم بها ، فلها جهة أخرى تكون بها غير شر (١٠) ، فالشر بالذات هو العدم ولا كل عدم ، بل عدم مقتضى طباع الشيء من الكمالات الثابتة (١١) لنوعه (١٢) وطبيعته ، والشر بالعرض هو المعدوم (١٣) ، أو الحابس (١٤) للكمال عن مستحقه ، ولا خير عن عدم مطلق إلا عن لفظه ، فليس هو بشر حاصل ، ولو كان له حصول ما (١٥) لكان (١٦) الشر العام. فكل شيء وجوده على كماله (١٧) الأقصى ، وليس فيه ما بالقوة ، فلا يلحقه شر (١٨) ، وإنما الشر (١٩) يلحق (٢٠) ما (٢١) في طباعه ما بالقوة (٢٢) ، وذلك لأجل المادة. والشر يلحق المادة لأمر أول يعرض لها في نفسها (٢٣) ، ولأمر (٢٤) طارئ من بعد. فأما الأمر الذي في نفسها (٢٥) ، فأن (٢٦) يكون قد عرض (٢٧) لمادة ما في أول وجودها بعض أسباب الشر الخارجة ، فتمكن منها هيئة من الهيئات ، تلك الهيئة يمانع (٢٨) استعدادها الخاص الكمال الذي منيت (٢٩) بشر يوازيه (٣٠) ، مثل المادة التي يتكون منها إنسان أو فرس ، إذا عرض لها من الأسباب الطارئة ما جعلها أردأ مزاجا وأعصى (٣١) جوهرا ، فلم تقبل التخطيط والتشكيل والتقويم ، فتشوهت (٣٢) الخلقة ولم يوجد المحتاج إليه من كمال المزاج والبنية ، لا لأن الفاعل (٣٣) حرم ، بل لأن المنفعل لم يقبل. وأما الأمر الطارئ من خارج فأحد شيئين : إما مانع وحائل ومبعد للمكمل (٣٤) ، وإما مضاد وأصل ممحق (٣٥) للكمال.

__________________

(١) بل : + شر ب ، ح ؛ + شرا د ؛ ساقطة من ص ، ط. (٤) فقط .... وليس : شر بالقياس إلى هذا الشيء لا إلى فقط حتى يكون له وجود ليس هو به شرا إذ ليس ح. (٢) له : ساقطة من ط. (٣) هو به : ينو به د وعلى : على د. (٥) إلا : ساقطة من م. (٦) يكون : + ألا م. (٧) أن يكون إلا : إلا أن يكون د ، م. (٨) حتى : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط ، م. (٩) وأما الحرارة مثلا إذا صارت شرا : ساقطة من د. (١٠) بالقياس .... شر : ساقطة من د. (١١) الثابتة : الثانية ح ، ص. (١٢) لنوعه : لنوعيه د. (١٣) المعدوم : العدم ح ؛ المعدم ص. (١٤) الحابس : الجالس ح. (١٥) ما : ساقطة من د ؛ لم ح ، ص. (١٦) لكان : لما كان ب ، د. (١٧) على كماله : وأكماله ط. (١٨) شر : ساقطة من ح. (١٩) الشر : الشيء ح. (٢٠) الشر يلحق : يلحق الشر د ، م. (٢١) ما : ساقطة من ح. (٢٢) بالبقوة : فيما بالقوة ح. (٢٣) فى نفسها : فى نفسه ب ، د ، ص : ساقط من م. (٢٤) ولأمر : أو لأمر ح ؛ أو والأمر د. (٢٥) نفسها : نفسه م. (٢٦) فأن : أن ح. (٢٧) عرض : يعرض ح. (٢٨) يمانع : مانع م ؛ مانعه د ؛ لمانع ح. (٢٩) منيت : منعت ح. (٣٠) يوازيه : لوازمه د. (٣١) وأعصى : وعصيت د. (٣٢) فتشوهت : فتسوس د. (٣٣) الفاعل : للفاعل د. (٣٤) ومبعد للمكمل : ومعدا لكل د. (٣٥) ممحقق : محمق م.

٤١٦

مثال الأول وقوع سحب كثيرة وتراكمها ، وأظلال جبال شاهقة تمنع تأثير الشمس في الثمار على الكمال.

ومثال الثاني حبس (١) البرد للنبات المصيب لكماله في وقته ، حتى يفسد الاستعداد الخاص وما يتبعه (٢). وجميع سبب الشر أنما يوجد فيما تحت فلك (٣) القمر وجملة ما تحت فلك القمر طفيف (٤) بالقياس إلى سائر الوجود كما علمت.

ثم الشر أنما يصيب أشخاصا ، وفي أوقات. والأنواع محفوظة ، وليس الشر الحقيقي يعم أكثر الأشخاص ، إلا نوعا من الشر. واعلم أن الشر الذي هو (٥) بمعنى العدم ، إما أن يكون شرا بحسب أمر واجب أو نافع قريب من الواجب ، وإما أن لا يكون شرا بحسب ذلك ، بل شرا بحسب الأمر الذي هو ممكن في الأقل (٦). ولو وجد كان (٧) على سبيل ما هو فضل من الكمالات التي بعد الكمالات الثانية ، ولا مقتضى (٨) له من طباع الممكن هو فيه. وهذا القسم غير الذي (٩) نحن فيه ، وهو الذي استثنيناه ، هذا وليس هو شرا بحسب النوع ، بل بحسب اعتبار زائد على واجب النوع كالجهل بالفلسفة ، أو بالهندسة (١٠) أو غير ذلك ، فإن ذلك ليس (١١) شرا من جهة ما نحن ناس ، بل هو شر بحسب كمال الإصلاح (١٢) في أن يعم ، وستعرف (١٣) أنه (١٤) أنما (١٥) يكون بالحقيقة شرا إذا اقتضاه شخص إنسان ، أو شخص نفسه ، وإنما يقتضيه الشخص لا لأنه إنسان أو نفس ، بل لأنه قد ثبت عنده حسن (١٦) ذلك واشتاق إليه (١٧) ، واستعد (١٨) لذلك الاستعداد كما سنشرح لك (١٩) بعد. وأما قبل ذلك فليس مما ينبعث الشيء إليه (٢٠) في بقاء طبيعة النوع انبعاثه إلى الكمالات الثانية التي تتلو الكمال (٢١) الأول ، فإذا لم يكن ، كان عدما في أمر ما (٢٢) يقتضي (٢٣) في الطباع. فالشر في أشخاص الموجودات قليل ،

__________________

(١) حبس : حسن م. (٢) يتبعه : تبعه ص ، م. (٣) فلك : ساقطة من ب ، م. (٤) طفيف : ضفيف د ، ط. (٥) هو : ساقطة من ط. (٦) الأقل : الأول ط. (٧) كان : لكان د ، ص ، م. (٨) مقتضى : يقتضى ب. (٩) الذي : ما ط. (١٠) أو بالهدسة : أو الهدسة ح ، ص. (١١) ليس : ساقطة من ح. (١٢) الاصلاح : لإصلاح ب ، م. (١٣) وستعرف : ستعرفه م ؛ وستعرفه د. (١٤) أنه : ساقطة من ب ، د ، م. (١٥) إنما : وأنما ب ، د ، م. (١٦) حسن : وحسن ط. (١٧) إليه : ساقطة من د ، م. (١٨) واستعد : مستعد ب. (١٩) لك : ذلك ط. (٢٠) إليه : مقابله م. (٢١) الكمال : الكمالات ط. (٢٢) ما : ساقطة من ب ، ح ، د ، م ؛ + مقتضى كان ب ، ح ، د ، ص ، ط. (٢٣) يقتضى : مقتضى م ؛ ساقطة من ب ، د ، ص ، ط.

٤١٧

ومع ذلك فإن وجود (١) (٢) الشر في الأشياء ضرورة تابعة للحاجة إلى الخير ، فإن هذه العناصر لو لم تكن (٣) بحيث تتضاد وتنفعل عن الغالب (٤) ، لم يمكن أن تكون عنها هذه الأنواع الشريفة ، ولو لم تكن النار منها بحيث إذا تأدت بها المصادمات الواقعة في مجرى الكل على الضرورة إلى ملاقاة رداء رجل شريف ، وجب احتراقه (٥) ، لم تكن النار منتفعا بها النفع العام ، فوجب ضرورة عن يكون الخير الممكن في هذه الأشياء إنما يكون خيرا بعد أن يمكن وقوع مثل هذا الشر عنه ومعه ، فإفاضة (٦) الخير لا توجب أن يترك الخير الغالب لشر يندر ، فيكون تركه شرا من ذلك الشر ، لأن عدم ما يمكن في طباع المادة وجوده إذا كان عدمان (٧) شرا من عدم واحد ، ولهذا ما يؤثر العاقل الاحتراق (٨) بالنار بشرط أن يسلم منها حيا على الموت بلا ألم. فلو ترك هذا القبيل من الخير لكان يكون ذلك شرا فوق هذا الشر الكائن بإيجاده ، وكان (٩) في مقتضى العقل المحيط بكيفية وجوب (١٠) الترتيب في نظام الخير أن يعقل استحقاق مثل هذا النمط من الأشياء وجودا مجوزا ما يقع معه من الشر ضرورة ، فوجب أن يفيض وجوده ، فإن قال قائل : فقد كان جائزا أن يوجد المدبر الأول خيرا محضا مبرأ عن الشر ، فنقول (١١) : هذا لم يكن جائزا في مثل هذا النمط من الوجود ، وإن (١٢) كان جائزا في الوجود المطلق على أنه ضرب من الوجود المطلق مبرأ ، ليس (١٣) هذا الضرب ، وذلك مما قد فاض عن المدبر الأول ، ووجد في الأمور العقلية والنفسية والسماوية ، وبقي هذا النمط في الإمكان ولم يكن (١٤) ترك إيجاده لأجل ما قد (١٥) يخالطه (١٦) من الشر الذي إذا لم يكن مبدؤه موجودا أصلا ، وترك (١٧) لئلا (١٨) يكون هذا الشر كان ذلك شرا من أن يكون هو فكونه خير الشرين ، ولكان أيضا يجب أن لا توجد الأسباب الخيرية التي هي قبل هذه الأسباب التي تؤدي إلى الشر بالعرض ، فإن وجود تلك مستتبع لوجود هذه ، فكان فيه أعظم خلل في نظام الخير (١٩) الكلي (٢٠) ، بل وإن لم نلتفت إلى ذلك ، وقصرنا (٢١) التفاتنا

__________________

(١) ومع ذلك فإن وجود : بل ب. (٢) وجود : + الشر د ، م. (٤) الغالب : الغالبة د. (٣) تكن : يمكن م. (٥) احتراقه : أحراقه ، ب ، ح ، د ، ط ، م : (٦) فإفاضة : وإفاضة ب ، ح ، د ، ص ، م. (٧) عدمان : عدما ب ، د ، م. (٨) الاحتراق : الإحراق م. (٩) وكان : فكان ب ، د ، م. (١٠) وجوب : وجود ب. (١١) فنقول : فيقال د ، م. (١٢) وإن : فأن د. (١٣) ليس : + برا ، د. (١٤) يكن : يجز ص. (١٥) قد : ساقطة من ب ، ح ، ص. (١٦) يخالطه : يخالط ح ، ص ، ط. (١٧) وترك : وتركه د. (١٨) لئلا : أملا م. (١٩) الخير : الخلل ب. (٢٠) الكلى : الكامل ط ؛ الكل د. (٢١) وقصرنا : وصيرتنا م.

٤١٨

إلى ما ينقسم إليه الإمكان في الوجود من (١) أصناف الموجودات (٢) المختلفة في أحوالها ، فكان (٣) الوجود (٤) المبرأ من الشر قد حصل (٥) ، وبقي نمط من الوجود إنما يكون على هذه (٦) السبيل ، ولا كونه أعظم شرا من كونه ، فواجب أن يفيض وجوده من حيث يفيض عنه الوجود الذي هو أصوب ، وعلى النمط الذي قيل ، بل نقول من رأس (٧) : إن الشر يقال على وجوه ، فيقال (٨) شر للأفعال المذمومة ، ويقال (٩) شر لمبادئها من (١٠) الأخلاق (١١) ، ويقال شر للآلام والغموم وما يشبهها (١٢) ، ويقال شر النقصان كل شيء عن كماله وفقدانه ما من شأنه أن يكون له. فكان الآلام والغموم ، وإن كانت معانيا وجودية ليست أعداما (١٣) ، فإنها تتبع الأعدام والنقصان ، والشر الذي هو (١٤) في الأفعال هو أيضا أنما هو بالقياس إلى من (١٥) يفقد (١٦) كماله (١٧) بوصول ذلك إليه ، مثل الظلم أو بالقياس إلى ما يفقد من كمال (١٨) يجب في السياسة الدينية (١٩) كالزنا ، وكذلك الأخلاق إنما هي شرور بسبب (٢٠) صدور (٢١) هذه عنها وهي مقارنة لإعدام النفس كمالات يجب أن تكون لها ، ولا تجد شيئا مما يقال له شر من الأفعال إلا وهو كمال بالقياس إلى سببه (٢٢) الفاعل له ، وعسى أنما هو شر بالقياس إلى السبب القابل له ، أو بالقياس إلى فاعل آخر يمنع عن فعله في تلك المادة التي (٢٣) هو أولى بها من هذا الفعل ، فالظلم يصدر مثلا (٢٤) عن (٢٥) قوة طلابة (٢٦) للغلبة وهي الغضبية مثلا (٢٧) ، والغلبة (٢٨) هي كمالها ، ولذلك خلقت من حيث هي غضبية ، يعني (٢٩) أنها (٣٠) خلقت لتكون متوجهة إلى الغلبة ، تطلبها (٣١) وتفرح بها ، فهذا الفعل بالقياس إليها خير لها ، إن ضعفت عنه (٣٢) ، فهو بالقياس إليها شر لها ، وإنما (٣٣) هي شر للمظلوم ، أو للنفس (٣٤) النطقية التي كمالها كسر هذه القوة والاستيلاء عليها ، فإن عجزت عنه كان شرا لها ، وكذلك السبب

__________________

(١) من : إلى م. (٢) الموجودات : الوجودات ب. (٣) فكان : وكان د. (٤) الوجود : الموجود د ، م. (٥) حصل : + به د. (٦) هذه : هذا د ، ص. (٧) رأس : الرأس ب ، ح ، ط. (٨) فيقال : يقال ب ، ح ؛ ويقال م. (٩) يقال ( الأولى ) : من م. (١٠) من : فى م. (١١) الأخلاق : الاختلاف ح ، ص ، ط. (١٢) يشبهها : أشبههما ح. (١٣) إعداما : للأعدام د. (١٤) الذي هو : الذي ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٥) من ما ، ب. (١٦) يفقد : + من ب ، د. (١٧) كماله : كمال ب. (١٨) بوصول ... كمال : ساقطة من ب. (١٩) الدينية : المدنية ص ؛ أو المدنية ، ب ، ح ، د ، م. (٢٠) بسبب : بحسب د. (٢١) صدور : صدوره د. (٢٢) كمال بالقياس الى سببه : كما نسبة ح ؛ كمال لسببه ب : كمال ستنبط د ؛ كمال بسبب م. (٢٣) التي : الذي ب ، م. (٢٤) يصدر مثلا : مثلا يصدر ب ، د. (٢٥) عن : منه م. (٢٦) طلابة : طالبة د. (٢٧) مثلا : ساقطة من م. (٢٨) والغلبة : والغضبية ط. (٢٩) يعنى : أعنى ب ، م. (٣٠) أنها : ساقطة من م. (٣١) تطلبها : وتطلبها د ، ص ، ط. (٣٢) عنه : ساقطة من ص. (٣٣) وإنما : إنما ب ، م. (٣٤) للنفس : لنفس ح ، ص ، ط.

٤١٩

في (١) الفاعل (٢) للآلام والإحراق كالنار إذا أحرقت (٣) مثلا فإن الإحراق كمال للنار (٤) ، لكنه شر بالقياس إلى من سلب سلامته بذلك ، لفقدانه (٥) ما فقد. وأما الشر الذي سببه النقصان وقصور يقع في الجبلة ، وليس (٦) فاعلا فعله ، بل لأن الفاعل لم يفعله ، فليس ذلك بالحقيقة خيرا بالقياس إلى شيء ، وأما (٧) الشرور التي تتصل بأشياء هي خيرات ، فإنما هي من سببين : سبب من جهة (٨) المادة أنها قابلة للصورة والعدم ، وسبب من جهة الفاعل ، فإنه لما وجب أن يكون عنه الماديات ، وكان مستحيلا أن يكون للمادة (٩) وجود الوجود الذي يغني (١٠) غناء المادة ويفعل فعل المادة إلا أن يكون قابلا للصورة والعدم ، وكان مستحيلا أن لا يكون قابلا للمتقابلات ، وكان مستحيلا أن يكون للقوى الفعالة أفعال مضادة (١١) لأفعال أخرى ، قد حصل وجودها (١٢) وهي لا تفعل فعلها ، فإنه من المستحيل (١٣) أن يخلق ما يراد منه الغرض المقصود بالنار ، وهي لا تحرق ، ثم كان (١٤) الكل أنما (١٥) يتم بأن يكون فيه محترق (١٦) ومسخن (١٧) ، وأن يكون فيه محرق مسخن لم يكن بد من أن يكون الغرض النافع في وجود هذين يستتبع (١٨) آفات تعرض من الإحراق والاحتراق (١٩) ، كمثل إحراق (٢٠) النار عضو إنسان ناسك ، لكن الأمر الأكثري هو حصول الخير المقصود في الطبيعة ، والأمر الدائم أيضا. أما الأكثري فإن أكثر أشخاص (٢١) الأنواع في كنف السلامة من الاحتراق (٢٢) ، وأما الدائم فلأن أنواعا كثيرة لا تستحفظ على الدوام (٢٣) إلا بوجود (٢٤) مثل النار على أن تكون محرقة ، وفي الأقل ما يصدر عن النيران الآفات التي تصدر عنها ، وكذلك في سائر تلك الأسباب المشابهة لذلك ، فما كان يحسن أن تترك (٢٥) المنافع الأكثرية والدائمة لأغراض شرية أقلية ، فأريدت الخيرات الكائنة عن هذه الأشياء إرادة أولية (٢٦) على (٢٧) الوجه الذي يصلح (٢٨) أن يقال : إن الله تعالى (٢٩) يريد الأشياء ، وأريد (٣٠) الشر أيضا (٣١)

__________________

(١) فى : ساقطة من م. (٢) الفاعل : ساقطة من ح. (٣) أحرقت : أحرق د. (٤) للنار : النار م. (٥) لفقدانه : لقصد أنه د. (٦) وليس : + لأن ح ، ص ، ط. (٧) وأما : فأما ب. (٨) جهة : ساقطة من ، ب ، د ، م. (٩) للمادة : المادة ص. (١٠) يغنى : + عن ح. (١١) مضادة : متضادة ط. (١٢) وجودها : بوجودها ط. (١٣) من المستحيل : يستحيل د .. (١٤) ثم كان : فكان د. (١٥) إنما : + كان ط ، م. (١٦) محترق : ساقطة من ، ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٧) مسخن : متسخن ب ، ص ، ط ، م. (١٨) يستتبع : ليستتبع ط. (١٩) والاحتراق : ساقطة من د. (٢٠) احراق : احتراق ص. (٢١) أشخاص : الأشخاص د ، ص. (٢٢) الاحتراق : الأحراق ح ، ص ، ط ، م. (٢٣) الدوام : الدوم ب ، م. (٢٤) بوجود : بموجود د. (٢٥) تترك : ترك ح. (٢٦) أولية : أزلية ط. (٢٧) على : + على م. (٢٨) يصلح : يصح ص ، ط. (٢٩) تعالى : ساقطة من ب ، م. (٣٠) وأريد : ويزيد م. (٣١) أيضا : ساقطة من م.

٤٢٠