الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات0%

الشفاء الإلهيّات مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: مكتبة الفلسفة والعرفان
الصفحات: 489

الشفاء الإلهيّات

مؤلف: ابن سينا
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف:

الصفحات: 489
المشاهدات: 93444
تحميل: 8005

توضيحات:

الشفاء الإلهيّات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 489 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93444 / تحميل: 8005
الحجم الحجم الحجم
الشفاء الإلهيّات

الشفاء الإلهيّات

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

[ الفصل الثاني ]

( ب ) فصل (١)

في إثبات النبوة وكيفية دعوة (٢) النبي (٣) إلى الله تعالى ، والمعاد إليه (٤)

ونقول الآن : إنه من المعلوم أن الإنسان يفارق سائر الحيوانات بأنه (٥) لا يحسن معيشته (٦) لو انفرد وحده شخصا واحدا يتولى تدبير (٧) أمره من غير شريك يعاونه على ضروريات حاجاته (٨) ، وأنه لا بد من أن يكون الإنسان مكفيا بآخر من نوعه يكون ذلك الآخر (٩) أيضا مكفيا به وبنظيره (١٠) ، فيكون مثلا هذا (١١) يبقل لذلك (١٢) ، وذاك يخبز لهذا ، وهذا يخيط لآخر (١٣) ، والآخر يتخذ الإبرة لهذا ، حتى إذا اجتمعوا كان أمرهم مكفيا. ولهذا ما اضطروا إلى عقد المدن والاجتماعات فمن كان منهم غير محتاط في عقد مدينته (١٤) على شرائط المدينة وقد وقع منه ومن شركائه الاقتصار على اجتماع فقط فإنه يتحيل (١٥) على جنس بعيد الشبه من الناس وعادم لكمالات الناس ، ومع ذلك فلا بد لأمثاله من اجتماع ومن تشبه بالمدنيين. فإذا كان هذا ظاهرا فلا بد في وجود الإنسان وبقائه من مشاركته ، ولا تتم المشاركة إلا بمعاملة ، كما لا بد في ذلك من سائر الأسباب التي تكون له (١٦) ، ولا بد في المعاملة من سنة وعدل ، ولا بد للسنة والعدل من سان ومعدل ، ولا بد من (١٧) أن يكون هذا بحيث يجوز أن يخاطب الناس ويلزمهم السنة. ولا بد من أن يكون هذا إنسانا ، ولا يجوز أن يترك (١٨) الناس وآراءهم في ذلك فيختلفون ويرى كل منهم ما له عدلا ، وما عليه ظلما ، فالحاجة إلى هذا الإنسان (١٩) في أن يبقى نوع الإنسان ويتحصل وجوده أشد من الحاجة إلى إنبات الشعر على الأشفار وعلى الحاجبين (٢٠) ، وتقعير الأخمص (٢١) من القدمين (٢٢) ، وأشياء أخرى من المنافع (٢٣) التي لا ضرورة

__________________

(١) فصل : ساقطة من د. (٢) دعوة : دعوى د. (٣) النبي : + صلى‌الله‌عليه‌وسلم د. (٤) إليه : ساقطة من ب. (٥) بأنه : ساقطة من ب. (٦) معيشته : معيشة ب ، ح ، د ، ط. (٧) تدبير : تدبر د. (٨) حاجاته : حاجته ح ، ص ، ط. (٩) الآخر : الأمر ب ، ط. (١٠) وبنظيره : وبنظره د. (١١) مثلا هذا : هذا مثلا ح ، د ، ص ، ط. (١٢) لذلك : إلى ذاك ب ، د. (١٣) لآخر : للآخر ح ، د ، ص ، ط. (١٤) مدينته : مدينة ح ، د ، ص ، ط. (١٥) يتحيل : متحيل ح ؛ مخبل ط ؛ محبل د. (١٦) له : ساقطة من ب. (١٧) ولا بد من : ولا بد د. (١٨) يترك : ينزل ب. (١٩) الإنسان : الناس ح ، د ، ص ، ط. (٢٠) وعلى الحاجبين : على الحاجبين ح ، ص ، ط. (٢١) الأخمص : الأخص ط. (٢٢) القدمين : المقدمين ط. (٢٣) المنافع : المنافعة د.

٤٤١

فيها في (١) البقاء ، بل أكثر ما لها أنها تنفع في البقاء ، ووجود الإنسان الصالح لأن يسن ويعدل ممكن كما سلف منا ذكره. فلا يجوز أن تكون العناية الأولى تقتضي تلك المنافع ولا تقتضي هذه التي هي أسها ، ولا أن يكون المبدأ الأول والملائكة بعده يعلم ذلك ولا يعلم هذا ، ولا أن يكون ما يعلمه في نظام الخير (٢) الممكن وجوده الضروري حصوله لتمهيد نظام الخير لا يوجد ، بل كيف يجوز أن لا يوجد وما هو متعلق بوجوده مبني على وجوده موجود (٣)؟ فواجب إذن أن يوجد نبي ، وواجب أن يكون إنسانا ، وواجب أن تكون له خصوصية ليست لسائر الناس حتى يستشعر الناس فيه أمرا لا يوجد لهم ، فيتميز به منهم ، فتكون له المعجزات التي أخبرنا بها ، وهذا الإنسان إذا وجد يجب أن يسن للناس في أمورهم سننا بإذن الله تعالى (٤) وأمره ووحيه وإنزاله الروح المقدس عليه ، ويكون الأصل الأول فيما يسنه تعريفه إياهم أن لهم صانعا واحدا قادرا ، وأنه عالم بالسر والعلانية ، وأن من حقه أن يطاع أمره ، فإنه يجب أن يكون الأمر لمن له الخلق ، وأنه قد أعد لمن أطاعه المعاد المسعد (٥) ، ولمن عصاه المعاد المشقي ، حتى يتلقى الجمهور رسمه المنزل على لسانه من الإله والملائكة (٦) بالسمع والطاعة ، ولا ينبغي له (٧) أن يشغلهم بشيء (٨) من معرفة الله تعالى (٩) فوق معرفة (١٠) أنه واحد حق لا شبيه (١١) له. فأما (١٢) أن يعدي بهم (١٣) إلى أن يكلفهم أن يصدقوا بوجوده وهو غير مشار إليه في مكان ، ولا منقسم (١٤) بالقول ، ولا خارج العالم ولا داخله ، ولا شيئا من هذا الجنس ، فقد عظم عليهم الشغل وشوش فيما بين أيديهم الدين ، وأوقعهم فيما لا مخلص (١٥) عنه ، إلا لمن (١٦) كان المعان (١٧) الموفق الذي يشذ (١٨) وجوده ويندر كونه ، فإنه (١٩) لا يمكنهم (٢٠) أن يتصورا هذه الأحوال على وجهها إلا بكد (٢١) ، وإنما يمكن القليل منهم أن يتصوروا (٢٢) حقيقة هذا التوحيد والتنزيه ، فلا يلبثون أن يكذبوا بمثل (٢٣) هذا الوجود ، ويقعوا في تنازع وينصرفوا إلى المباحثات (٢٤) والمقايسات (٢٥) التي تصدهم عن أعمالهم المدنية. وربما (٢٦) أوقعهم

__________________

(١) فى : من د. (٢) الخير : الأمر ح ، د ، ص. (٣) موجود : + آخر ح. (٤) تعالى : محذوفة من ب ، د. (٥) المسعد : المستعد د. (٦) والملائكة : وملائكته ب. (٧) له : لهم ب. (٨) بشيء : ساقطة من د. (٩) تعالى : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط. (١٠) معرفة : معرفته د. (١١) لا شبيه : لا شبه د ؛ لا تشبيه ب. (١٢) فأما : وأما ح. (١٣) بهم : لهم د ، ص. (١٤) منقسم : مقسم ط ؛ ينقسم د. (١٥) مخلص : تخلص ط. (١٦) لمن : أن ب. (١٧) المعان : ساقطة من د. (١٨) يشذ : شد ح. (١٩) فإنه : فإنهم ب. (٢٠) لا يمكنهم : يمكنهم د. (٢١) بكد : بكدر ح ، ص ، ط. (٢٢) يتصوروا : يتصور ب ، د. (٢٣) بمثل : مثل د. (٢٤) المباحثات : الباحثات ط. (٢٥) والمقايسات : + بمثل ط. (٢٦) وربما : فربما ط.

٤٤٢

في آراء مخالفة لصلاح المدينة ، ومنافية لواجب الحق ، وكثرت (١) فيهم الشكوك والشبه ، وصعب الأمر على إنسان في ضبطهم ، فما كل بميسر (٢) له (٣) في الحكمة الإلهية ، ولا إنسان يصلح له أن يظهر (٤) أن عنده حقيقة يكتمها عن العامة ، بل يجب أن لا يرخص في تعرض شيء من ذلك ، بل يجب أن يعرفهم جلالة (٥) الله تعالى (٦) وعظمته برموز وأمثلة من الأشياء التي هي عندهم جليلة وعظيمة (٧) ، ويلقي إليهم مع هذا ، هذا القدر ، أعني أنه لا نظير له ولا شريك له (٨) ولا شبيه (٩) له (١٠) ، وكذلك يجب أن يقرر عندهم أمر المعاد على وجه يتصورون كيفيته ، وتسكن إليه نفوسهم ، ويضرب للسعادة والشقاوة أمثالا مما يفهمونه (١١) ويتصورونه. وأما الحق في ذلك فلا يلوح لهم منه إلا أمرا (١٢) مجملا ، وهو أن ذلك شيء لا عين رأته ولا أذن سمعته ، وأن هناك من اللذة ما هو ملك عظيم ومن الألم ما هو عذاب مقيم.

واعلم (١٣) أن الله تعالى (١٤) يعلم أن وجه (١٥) الخير في هذا ، فيجب أن يوجد (١٦) معلوم الله تعالى على وجهه على ما علمت ، ولا بأس أن يشتمل خطابه (١٧) على رموز (١٨) وإشارات تستدعي المستعدين بالجبلة للنظر (١٩) إلى البحث الحكمي.

[ الفصل الثالث ]

( ج ) فصل (٢٠)

في العبادات ومنفعتها في الدنيا والآخرة

ثم إن هذا الشخص الذي هو النبي ليس مما يتكرر وجود مثله في كل وقت ، فإن المادة التي تقبل كمال مثله تقع في قليل من الأمزجة ، فيجب لا محالة أن يكون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢١) قد دبر لبقاء ما يسنه ويشرعه (٢٢) في أمور المصالح الإنسانية تدبيرا (٢٣) عظيما (٢٤).

__________________

(١) وكثرت : فكثرت ص. (٢) بميسر : ميسر ب ؛ يبسر د. (٣) له : ساقطة من د. (٤) يظهر : ساقطة من د. (٥) جلالة : جلال ح ، د ، ط. (٦) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٧) وعظيمة : عظيمة ب. (٨) ولا شريك له : ولا شريك ب. (٩) شبيه : شبه ب ، ح ، د. (١٠) ولا شبيه له : ولا شبيه ب ، ح ، د ، ط. (١١) يفهمونه : يفهمون د. (١٢) أمرا : رمزا ح. (١٣) واعلم : + أنت د. (١٤) تعالى : ساقطة من ب ، ح ، د. (١٥) أن وجه : وجه د. (١٦) يوجد : + هذا د. (١٧) خطابه : خطاب د. (١٨) رموز : أمور ب. (١٩) للنظر : النظر د. (٢٠) فصل : ساقطة من د. (٢١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ساقطة من ب ، د. (٢٢) يسنه ويشرعه : سنه وشرعه د. (٢٣) تدبيرا : تدبرا د. (٢٤) عظيما : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص.

٤٤٣

ولا شك أن القاعدة في ذلك هي (١) استمرار الناس على معرفتهم بالصانع والمعاد ، وحسم سبب وقوع النسيان فيه مع انقراض القرن الذي يلي النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) ، فيجب أن يكون على الناس أفعال وأعمال يسن تكرارها عليهم في مدد متقاربة حتى يكون الذي ميقاته (٤) بطل (٥) مصاقبا للمنقضي (٦) منه ، فيعود به التذكر من رأس ، وقبل أن ينفسخ يلحق عاقبه. ويجب أن تكون هذه الأفعال مقرونة بما يذكر بالله والمعاد لا محالة ، وإلا فلا فائدة فيها ، والتذكير لا يكون (٧) إلا بألفاظ تقال ، أو نيات تنوى (٨) في الخيال ، وأن يقال لهم : إن هذه الأفعال تقرب إلى الله تعالى (٩) ، ويستوجب بها (١٠) الجزاء (١١) الكريم ، وأن تكون تلك الأفعال بالحقيقة على هذه الصفة ، وهذه (١٢) الأفعال مثل العبادات المفروضة على الناس ، وبالجملة يجب أن تكون منبهات ، والمنبهات إما حركات وإما أعدام حركات تفضي إلى حركات (١٣) ، فأما الحركات فمثل الصلاة (١٤) ، وأما أعدام الحركات فمثل الصوم ، فإنه وإن كان معنى عدميا فإنه يحرك من الطبيعة تحريكا شديدا ينبه صاحبه أنه على جملة من الأمر ليس (١٥) هزلا (١٦) ، فيتذكر سبب ما ينويه من ذلك أنه (١٧) القرب (١٨) إلى الله تعالى (١٩) ، ويجب إن أمكن أن تخلط (٢٠) بهذه (٢١) الأحوال مصالح أخرى في تقوية السنة وبسطها. والمنافع الدنيوية للناس أيضا أن يفعل (٢٢) ذلك (٢٣) ، وذلك مثل الجهاد والحج على أن يعين مواضع من البلاد بأنها أصلح المواضع لعبادة الله تعالى (٢٤) ، وأنها خاصة لله تعالى (٢٥) ، وتعين (٢٦) أفعال (٢٧) لا بد منها للناس وأنها (٢٨) في ذات الله تعالى (٢٩) مثل القرابين ، فإنها مما (٣٠) يعين في هذا الباب معونة شديدة. والموضع الذي منفعته في هذا الباب هذه المنفعة إذا كان فيه (٣١) مأوى (٣٢) الشارع ومسكنه فإنه يذكر به أيضا ، وذكراه في المنفعة المذكورة تالية لذكر الله تعالى (٣٣) والملائكة ، والمأوى (٣٤) الواحد ليس يجوز أن يكون نصب عين الأمة كافة. فبالحري

__________________

(١) هى : هو ب ، د. (٢) النبي : ساقطة من ط. (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ساقطة من ب ، د. (٤) ميقاته : متقاربة د ؛ مقاته ب. (٥) بطل : مطلا د ؛ مطل ح ، ص ، ط. (٦) للمنقضى : للمقتضى د. (٧) بالله والمعاد ... لا يكون : ساقطة من ط. (٨) تنوى : فينوى ح ؛ موى د. (٩) تعالى : ساقطة من ب ، د. (١٠) بها : به ب. (١١) الجراء : الخير ح ، د ، ص ، ط. (١٢) الصفة وهذه : ساقطة من د. (١٣) تفضى إلى حركات : ساقطة من د. (١٤) الصلاة : الصلوات ب ، د. (١٥) ليس : ليست د. (١٦) هزلا : هذرا ب ، ح ، ص ، ط. (١٧) أنه : وأنه ب ؛ فإنه ح ، ط. (١٨) القرب : التقرب ب ، ح ، ط. (١٩) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٠) يخلط : تختلط د. (٢١) بهذه : هذه ح ، ص ، ط. (٢٢) يفعل : يفعله ب ، ح ، ط. (٢٣) ذلك : ساقطة من ب ، ح. (٢٤) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٥) تعالى : ساقطة من ب. (٢٦) وتعين : وتعيين د ، ص. (٢٧) أفعال : أفعالا ح. (٢٨) وأنها : أنها ب. (٢٩) تعالى : ساقطة من ب. (٣٠) مما : ساقطة من د. (٣١) فيه : ساقطة من د. (٣٢) مأوى : ما ولى ح. (٣٣) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٣٤) والمأوى : ما لماواى د ؛ ساقطة من ح.

٤٤٤

أن يفرض إليه مهاجرة وسفرة ، ويجب أن يكون أشرف هذه (١) العبادات من وجه هو (٢) ما يفرض متوليه أنه (٣) مخاطب لله تعالى (٤) ومناج إياه وصائر إليه وماثل بين يديه ، وهذا (٥) هو الصلاة (٦). فيجب أن يسن للمصلي من الأحوال التي يستعد بها للصلاة ما جرت العادة بمؤاخذة (٧) الإنسان نفسه به عند لقاء الملك الإنساني من الطهارة والتنظيف (٨) ، وأن يسن في الطهارة والتنظيف (٩) سننا بالغة ، وأن يسن عليه فيها ما جرت العادة بمؤاخذة (١٠) نفسه به عند لقاء (١١) الملوك من الخشوع والسكون وغض (١٢) البصر وقبض الأطراف وترك الالتفات والاضطراب ، وكذلك (١٣) يسن له في كل وقت من أوقات العبادة آدابا ورسوما محمودة ، فهذه الأفعال (١٤) ينتفع بها العامة من (١٥) رسوخ ذكر الله تعالى (١٦) والمعاد في أنفسهم ، فيدوم لهم التثبت بالسنن والشرائع بسبب ذلك (١٧) ، فإن (١٨) لم يكن لهم (١٩) مثل هذه المذكرات تناسوا جميع ذلك مع انقراض قرن أو قرنين ، وينفعهم أيضا في المعاد منفعة عظيمة فيما تنزه به أنفسهم على ما عرفته.

وأما الخاصة فأكثر منفعة هذه الأشياء إياهم في المعاد ، وقد (٢٠) قررنا حال المعاد الحقيقي وأثبتنا أن السعادة في الآخرة مكتسبة بتنزيه النفس ، وتنزيه (٢١) النفس يبعدها (٢٢) عن اكتساب الهيئات البدنية المضادة لأسباب السعادة ، وهذا (٢٣) التنزيه يحصل بأخلاق (٢٤) وملكات ، والأخلاق والملكات تكتسب بأفعال من شأنها أن تصرف النفس عن البدن والحس وتديم (٢٥) تذكيرها (٢٦) للمعدن (٢٧) الذي لها ، فإذا كانت كثيرة الرجوع إلى ذاتها لم تنفعل من الأحوال البدنية ، ومما يذكرها ذلك ويعينها عليه أفعال متعبة خارجة (٢٨) عن عادة الفطرة بل هي إلى التكلف (٢٩) أقرب ، فإنها تتعب البدن والقوى الحيوانية وتهزم (٣٠) إرادتها من الاستراحة والكسل ورفض العناء وإخماد الحرارة العزيزية واجتناب الارتياض إلا في اكتساب أغراض

__________________

(١) هذه : ساقطة من ب. (٢) هو : ساقطة من ب. (٣) متوليه أنه : مقولها لأنه ب ، د. (٤) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٥) وهذا : وهذه ص. (٦) الصلاة : الصلوات د. (٧) بمؤاخذة : بمؤاخذات ح ، ص ، ط. (٨) والتنظيف : والتنظف ب. (٩) والتنظيف : والتنظف ب. (١٠) بمؤاخذة : بمواخذته ح ، ص ، ط. (١١) لقاء : لقائه ب ، د. (١٢) وغض : وغمض ب ، د. (١٣) وكذلك : وكذلك د. (١٤) الأفعال : الأحوال ب ، ح ، ص ، ط. (١٥) من : فى ب ، د. (١٦) تعالى : ساقطة من ب. (١٧) بسبب ذلك : بذلك د. (١٨) فإن : وإن ب ، ح ، ص ، ط. (١٩) لهم : ساقطة من ب ، د ، ط. (٢٠) وقد : فقد ب ، ح ، ص ، ط. (٢١) وتنزيه : وبراءة د. (٢٢) ببعدها : بتعبدها ب ، ح ، ص ، ط. (٢٣) وهذا : وهذه ح ، ص ، ط. (٢٤) بأخلاق : لأخلاق د. (٢٥) وتديم : وتدمم د. (٢٦) تذكيرها د : تذكرها ب ، د. (٢٧) للمعدن : المعدن ب ، د. (٢٨) خارجة : وخارجة ب ، د. (٢٩) التكلف : التكليف د. (٣٠) وتهزم : وتهدم ، ح ، د ، ص ، ط ؛ وتنهزم هامش ص.

٤٤٥

من اللذات البهيمية ، ويفرض (١) على النفس (٢) المحاولة لتلك الحركات وذكر (٣) الله تعالى (٤) والملائكة وعالم السعادة (٥) شاءت أم (٦) أبت ، فيتقرر (٧) لذلك فيها هيئة الانزعاج عن هذا البدن وتأثيراته ، وملكة التسلط على البدن ، فلا تنفعل عنه ، فإذا (٨) جرت عليها (٩) أفعال بدنية لم تؤثر فيها هيئة وملكة تأثيرها لو كانت مخلدة إليها (١٠) منقادة لها (١١) من كل وجه. ولذلك (١٢) قال (١٣) القائل الحق : « إن الحسنات يذهبن السيئات » فإن دام هذا الفعل من الإنسان استفاد ملكة التفات (١٤) إلى جهة الحق وإعراض عن الباطل ، وصار شديد الاستعداد للتخلص إلى السعادة بعد المفارقة البدنية. وهذه الأفعال لو فعلها فاعل ولم يعتقد أنها فريضة من عند الله ، وكان مع اعتقاده ذلك يلزم في كل فعل أن يتذكر الله ويعرض عن غيره ، لكان جديرا بأن يفوز من هذا الزكاء (١٥) بحظ (١٦) ، فكيف إذا (١٧) استعملها من يعلم أن النبي من عند الله تعالى (١٨) وبإرسال الله تعالى (١٩) ، وواجب في الحكمة الإلهية إرساله ، وأن جميع ما يسنه فإنما هو مما وجب من (٢٠) عند الله أن يسنه ، وأن جميع ما يسنه (٢١) (٢٢) عن عند الله تعالى (٢٣). فالنبي فرض عليه من عند الله أن يفرض عباداته ، وتكون الفائدة في العبادات للعابدين فيما يبقى به فيهم السنة والشريعة التي هي أسباب وجودهم ، وفيما (٢٤) يقربهم عند المعاد من الله زلفى بزكائهم (٢٥) ، ثم هذا الإنسان هو المليء بتدبير أحوال الناس على ما تنتظم به أسباب معايشهم (٢٦) ومصالح معادهم ، وهو إنسان متميز عن سائر الناس بتألهه.

__________________

(١) ويفرض : ويعرض ح ، ص. (٢) النفس : + عند المجادلة ح. (٣) وذكر : ذكر ، ب ، د ص ، ط. (٤) تعالى : ساقطة من ب. (٥) السعادة : السعادات د. (٦) أم : أو ب. (٧) فيتقرر : فيقرر ح ، د ، ط ، ص. (٨) فإذا : وإذا د. (٩) عليها : عليه أيضا ب. (١٠) إليها : إليه د. (١١) لها : له ب ، د. (١٢) ولذلك : لذلك ب. (١٣) قال : ما قال ب ، د ، ص. (١٤) التفات : الالتفات د. (١٥) الزكاء : الذكاء د. (١٦) بخط : ساقطة من د. (١٧) إذا : + كانت د. (١٨) تعالى : ساقطة من ب ، د. (١٩) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٠) من : ساقطة من د. (٢١) وأن جميع ما يسنه : ساقطة من د. (٢٢) جميع ما يسنه : السنه ب ، ح ؛ ما يسنه ص. (٢٣) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٤) وفيما : بما د ، ب. (٢٥) بزكائهم : بزكاتهم د. (٢٦) معايشهم : معيشتهم ب ، د.

٤٤٦

[ الفصل الرابع ]

( د ) فصل (١)

في عقد المدينة وعقد البيت ، وهو النكاح والسنن الكلية في ذلك

فيجب أن يكون القصد الأول للسان في وضع السنن وترتيب (٢) المدينة على أجزاء ثلاثة : المدبرون ، والصناع ، والحفظة ، وأن يرتب في كل جنس منهم رئيسا يترتب (٣) تحته رؤساء يلونه (٤) ، يترتب (٥) عنهم رؤساء يلونهم ، إلى أن ينتهي (٦) إلى إفناء الناس. فلا يكون في المدينة إنسان معطل ليس له مقام محدود ، بل يكون لكل واحد منهم منفعة في المدينة ، وأن تحرم البطالة والتعطل ، وأن لا يجعل لأحد سبيلا إلى أن يكون له من غيره الحظ الذي لا بد منه للإنسان (٧) ، وتكون (٨) جنبته معافاة ليس يلزمها كلفة ، فإن (٩) هؤلاء يجب أن يردعهم كل الردع ، فإن لم يرتدعوا (١٠) نفاهم (١١) من الأرض ، فإن (١٢) كان السبب في ذلك مرضا أو آفة أفرد لهم موضعا يكون فيه (١٣) أمثالهم ، ويكون عليهم قيم ، ويجب أن يكون في المدينة وجه مال مشترك ، بعضه من حقوق تفرض على الأرباح المكتسبة والطبيعية ، كالثمرات والنتاج ، وبعضه يفرض عقوبة ، وبعضه (١٤) يكون من أموال المعاندين (١٥) للسنة ، وهو الغنائم. ويكون ذلك عدة (١٦) لمصالح مشتركة ، وإزاحة لعلة الحفظة (١٧) الذين لا يشغلون (١٨) بصناعة ، ونفقة على (١٩) الذين حيل بينهم وبين الكسب بأمراض وزمانات ، ومن الناس من رأى قتل الميئوس من صلاحه (٢٠) منهم. وذلك قبيح ، فإن مئونتهم (٢١) لا تجحف بالمدينة ، فإن (٢٢) كان لأمثال هؤلاء من قرابته من يرجع (٢٣) إلى فضل استظهار من (٢٤) قوته فرض عليه كفايته.

__________________

(١) فصل : ساقطة من د. (٢) وترتيب : ترتيب ب ، د. (٣) يترتب : مترتب ط : ترتب ب ، د. (٤) يلونه : يلزمه د ؛ ساقطة من ح. (٥) يترتب : ويترتب ص ؛ مترتب د. (٦) ينتهى : + منه د. (٧) للإنسان : للإنسانية د. (٨) وتكون : + من م. (٩) فإن : وأن د. (١٠) يرتدعوا : يردعوا د. (١١) نفاهم : أنفاهم ح ، د ، ص ، ط. (١٢) فإن : وأن ص. (١٣) فيه : فى ط. (١٤) وبعضه : بعضه ب. (١٥) المعاندين : المنابذين ب ، ح ، ص ، ط. (١٦) عدة : ساقطة من د. (١٧) الحفظة : الحفظ ح ، ص ، ط. (١٨) يشغلون : يشتغلون ب ، د. (١٩) على : فى د. (٢٠) صلاحه : إصلاحه ص ؛ إقباله ب. (٢١) مئونتهم : قوتهم ب ، ح ، ص ، ط. (٢٢) فإن ( الثانية ) : وإن ب. (٢٣) يرجع : رجع د. (٢٤) من : عن ، ب ، ح ، د ، ص.

٤٤٧

والغرامات (١) كلها لا تسن (٢) على صاحب جناية ما (٣) ، بل يجب أن يسن بعضها على أوليائه وذويه الذين (٤) لا يزجرونه ولا يحرسونه ، ويكون ما يسن من ذلك عليهم مخففا (٥) فيه بالمهلة (٦) للمطالبة ، ويكون ذلك في جنايات تقع خطأ فلا (٧) يجوز إهمال أمرها مع وقوعها خطأ.

وكما أنه يجب أن تحرم البطالة كذلك يجب أن تحرم الصناعات التي يقع فيها انتقالات الأملاك أو المنافع (٨) من غير مصالح تكون بإزائها ، وذلك مثل القمار فإن المقامر يأخذ من غير أن يعطي منفعة البتة ، بل يجب أن يكون الآخذ آخذا من صناعة يعطي بها فائدة تكون عوضا ، إما عوضا (٩) هو جوهر ، أو عوضا (١٠) هو منفعة ، أو عوضا هو ذكر (١١) جميل ، أو غير ذلك مما هي (١٢) معدودة (١٣) في الخيرات البشرية ، وكذلك يجب أن تحرم الصناعات التي تدعو إلى أضداد المصالح أو المنافع (١٤) ، مثل تعلم السرقة واللصوصية والقيادة وغير ذلك (١٥).

وتحرم أيضا الحرف التي تغني (١٦) الناس عن تعلم الصناعات الداخلة في الشركة ، مثل المراباة ، فإنها طلب زيادة كسب من غير حرفة تحصله ، وإن كانت (١٧) بإزاء منفعة.

وتحرم أيضا الأفعال التي إن وقع فيها ترخيص أدى إلى ضد ما (١٨) عليه بناء أمر المدينة ، مثل الزنا واللواط (١٩) ، الذي يدعو (٢٠) إلى الاستغناء عن أفضل أركان المدينة وهو التزوج (٢١).

ثم أول ما يجب أن يشرع فيه هو أمر التزوج المؤدي إلى التناسل وأن يدعو إليه ويحرض عليه ، فإن به بقاء (٢٢) الأنواع التي بقاؤها دليل وجود الله تعالى (٢٣) ، وأن يدبر في أن يقع ذلك وقوعا ظاهرا لئلا يقع ريبة في النسب فيقع (٢٤) بسبب ذلك خلل في انتقال المواريث (٢٥) التي

__________________

(١) والغرامات : وبغرامات ب. (٢) كلها لا تسن : لا تسن كلها ب. (٣) ما : ساقطة من ح ، ص ، ط. (٤) الذين : والذين ح ، د ، ص ، ط. (٥) مخففا : متجففا د. (٦) بالمهلة : بالمهملة ط. (٧) فلا : ولا ب ، ح ، ط. (٨) أو المنافع : والمنافع د. (٩) إما عوضا : إما عوض ب ، ح ، ص. (١٠) أو عوضا : أو عوض ب ، ح ، د ، ص ، ط. (١١) أو عوضا هو ذكر : أو عوض هو ذكر ب ؛ ح ، ص ، ط. (١٢) هى : هو د ، ص. (١٣) معدودة : معدود د. (١٤) أو المنافع : والمنافع د. (١٥) ذلك : + بل ب. (١٦) تغنى : يقع ط. (١٧) كانت : كان ب ، ح ، ص ، ط. (١٨) ضد ما : ضدها ط. (١٩) واللواط : واللواطة ح ، د ، ص ، ط. (٢٠) الذي يدعو : التي تدعو ص. (٢١) التزوج : التزويج د. (٢٢) بقاء : لقاء د. (٢٣) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٤) فيقع : وتقغ د. (٢٥) المواريث : الموارث د.

٤٤٨

هي أصول الأموال ، لأن المال (١) لا بد منه في المعيشة ، والمال منه أصل ، ومنه فرع ، والأصل موروث ، أو ملقوط أو موهوب ، وأصح الأصول من هذه الثلاثة الموروث فإنه ليس عن بخت واتفاق ، بل على مذهب كالطبيعي.

وقد يقع في ذلك ـ أعني خفاء المناكحات ـ أيضا خلل في وجوه أخرى مثل وجه وجوب نفقة بعض على بعض ، ومعاونة (٢) بعض لبعض ، وغير ذلك مما إذا تأمله العاقل عرفه ، ويجب أن يؤكد الأمر أيضا في ثبوت هذه الوصلة ، حتى لا يقع مع كل نزق (٣) فرقة ، فيؤدي ذلك إلى تشتت الشمل الجامع للأولاد ووالديهم ، وإلى تجدد احتياج كل إنسان إلى المزاوجة ، وفي ذلك أنواع من الضرر كثيرة ، ولأن أكثر أسباب المصلحة المحبة ، والمحبة لا تنعقد إلا بالألفة ، والألفة لا تحصل إلا بالعادة (٤) ، والعادة لا تحصل إلا بطول المخالطة. وهذا التأكد (٥) يحصل من جهة المرأة ، بأن لا يكون في يديها إيقاع هذه الفرقة ، فإنها بالحقيقة واهية العقل (٦) ، مبادرة إلى طاعة الهوى والغضب ، ويجب أن يكون إلى الفرقة سبيل ما ، وأن لا (٧) يسد ذلك من كل وجه ، لأن حسم أسباب التوصل (٨) إلى الفرقة بالكلية (٩) يقتضي وجوها (١٠) من الضرر والخلل ، منها أن من الطبائع ما لا يؤالف (١١) بعض الطباع (١٢) ، فكلما (١٣) اجتهد في الجمع بينهما (١٤) زاد الشر والنبو ونغصت (١٥) المعايش.

ومنها أن من الناس من يمنى بزوج (١٦) غير كفؤ ، ولا حسن المذاهب في العشرة ، أو بغيض تعافة الطبيعة ، فيصير ذلك داعية إلى الرغبة في غيره ، إذ الشهوة طبيعية (١٧) ، وربما أدى ذلك إلى وجوه من الفساد ، وربما كان المتزاوجان لا يتعاونان على النسل ، فإذا بدلا زوجين (١٨) آخرين تعاونا ، فيجب أيضا أن يكون إلى المفارقة سبيل ، ولكن (١٩) يجب أن يكون مشددا فيه.

__________________

(١) المال : الأول د. (٢) ومعاونة : ومعاملة ب ؛ ومقابلة د. (٣) تزق : ساقطة من د. (٤) بالعادة : بالمعادة د. (٥) التأكد : التأكيد ب ، ح ، ص ، ط. (٦) العقل : العقد ب. (٧) وأن لا : ولا ص. (٨) التوصل : التواصل ح ، ص ، ط. (٩) بالكلية : الكلية ب. (١٠) وجوها : وجودها ح ، ص ، ط. (١١) ما لا يؤالف : ما لا يؤلف ح ، ط ؛ بألا يولف د. (١٢) الطباع : الطبائع ب ، ح ، ص ، ط. (١٣) فكلما : وكلما د. (١٤) بينهما : ساقطة من د. (١٥) ونغصت : وتنغصت ب ، ح ، ص ، ط. (١٦) بزوج : زوج د. (١٧) طبيعية : طبيعة د. (١٨) زوجين : بزوجين ح ، د ، ص ، ط. (١٩) ولكن : ولكنه ب ، ح ، د ، ط.

٤٤٩

فأما أنقص (١) الشخصين عقلا ، وأكثرهما (٢) اختلافا واختلاطا (٣) وتلونا ، فلا يجعل في يديه من ذلك شيء ، بل يجعل (٤) إلى الحكام ، حتى إذا عرفوا سوء صحبة (٥) تلحقها من الزوج الآخر فرقوا.

وأما من جهة الرجل (٦) فإنه (٧) يلزمه في ذلك غرامة لا يقدم عليه إلا بعد التثبت (٨) واستصابة (٩) ذلك لنفسه من كل وجه (١٠) ، ومع ذلك فالأحسن أن يترك للصلح وجه من غير أن يمعن في توجيهه (١١) ، فيصير سببا إلى طاعة الطيش ، بل يغلظ (١٢) الأمر في المعاودة أشد من التغليظ في الابتداء ، فنعم ما أمر به أفضل الشارعين أنها (١٣) لا تحل له بعد الثالثة إلا بعد أن يوطن (١٤) نفسه على تجرع مضض لا مضض (١٥) فوقه ، وهو تمكين رجل آخر من (١٦) حليلته أن (١٧) يتزوجها (١٨) بنكاح صحيح ، ويطأها بوطئ صريح ، فإنه إذا كان بين عينيه مثل هذا الخطب لم يقدم على الفرقة بالجزاف (١٩) إلا أن يصمم على الفرقة التامة ، أو يكون هناك وكالة (٢٠) فلا يرى بأسا بفضيحة تصحبها لذة ، وأمثال هؤلاء خارجون عن استحقاق طلب المصلحة لهم.

ولما كان (٢١) من حق المرأة أن تصان ، لأنها مشتركة في (٢٢) شهوتها ، وداعية جدا إلى نفسها (٢٣) ، وهي مع ذلك أشد انخداعا ، وأقل للعقل طاعة ، والاشتراك فيها يوقع (٢٤) أنفة وعارا عظيما ، وهي من المضار المشهورة (٢٥) ، والاشتراك في الرجل لا يوقع (٢٦) عارا بل حسدا ، والحسد غير ملتفت إليه ، فإنه طاعة للشيطان.

فبالحري أن يسن (٢٧) عليها (٢٨) في بابها التستر والتخدر ، فلذلك ينبغي (٢٩) أن لا تكون المرأة (٣٠) من أهل الكسب كالرجل (٣١) ، فلذلك يجب أن يسن لها أن تكفي من جهة الرجل ، فيلزم الرجل نفقتها ، لكن الرجل يجب أن يعوض من ذلك عوضا ، وهو أنه يملكها وهي لا تملكه ،

__________________

(١) أنقص : + فيه ح. (٢) وأكثرهما : أو أكثرهما د. (٣) اختلافا واختلاطا : اختلاطا واختلافا د. (٤) يجعل : يجعله ح ، ص ، ط. (٥) صحبة : صحبتها د. (٦) الرجل : الوحدة د. (٧) فإنه : فإن ب ، د. (٨) التثبت : الثبت د. (٩) واستصابة : وبعد استطابه ح ، ص ، ط ؛ وبعد استطهار د. (١٠) وجه : + آخر ط. (١١) توجيهه : توجهه د. (١٢) يغلظ : تغليظ د. (١٣) أنها : أنه د. (١٤) يوطن : يوطى د. (١٥) مضض : المضض د. (١٦) من : ساقطة من ط. (١٧) أن : بأن ب ، ح ، د ، ص. (١٨) يتزوجها : تزوجها د. (١٩) بالجزاف : بانحراف ب. (٢٠) وكالة : ركاكة ب ، ح ، ص ، ط. (٢١) كان : كانوا د. (٢٢) فى : ساقطة من د. (٢٣) نفسها : انفسها د. (٢٤) يوقع : لوقع د. (٢٥) المشهورة : الشهوة د. (٢٦) لا يوقع : ولا يوقع د. (٢٧) يسن : يسنن د. (٢٨) عليها : به ط ؛ ساقطة من ب ، د. (٢٩) ينبغى : لا ينبغى ط. (٣٠) المرأة : ساقطة من ب. (٣١) كالرجل : دون الرجل د ؛ كون الرجل ب ، ص ، ط.

٤٥٠

فلا يكون لها أن تنكح غيره. وأما الرجل فلا يحجر عليه في هذا الباب ، وإن حرم عليه تجاوز (١) عدد لا يفي بإرضاء ما وراءه ويعوله (٢) ، فيكون البضع المملوك (٣) من المرأة بإزاء ذلك. ولست أعني بالبضع المملوك الجماع ، فإن الانتفاع بالجماع مشترك بينهما ، وحظها أكثر من حظه. والاغتباط والاستمتاع بالولد كذلك ، بل أن لا يكون إلى استعمالها (٤) لغيره سبيل ، ويسن في الولد أن يتولاه (٥) كل واحد من الوالدين (٦) بالتربية ، أما الوالدة فبما يخصها (٧) ، وأما الوالد فالنفقة ، وكذلك الولد أيضا يسن عليه خدمتهما وطاعتهما وإكبارهما وإجلالهما ، فهما سبب (٨) وجوده ، ومع ذلك فقد احتملا (٩) مئونته التي لا حاجة إلى شرحها لظهورها.

[ الفصل الخامس ]

( هـ ) فصل (١٠)

في الخليفة والإمام ووجوب طاعتهما ، والإشارة إلى السياسات

والمعاملات (١١) والأخلاق (١٢)

ثم يجب أن يفرض السان (١٣) طاعة من يخلفه ، وأن لا يكون الاستخلاف إلا من جهته ، أو بإجماع من أهل (١٤) السابقة على من يصححون علانية عند الجمهور أنه مستقل بالسياسة (١٥) ، وأنه أصيل العقل حاصل عنده (١٦) الأخلاق الشريفة من الشجاعة والعفة وحسن التدبير ، وأنه عارف بالشريعة حتى لا أعرف منه ، تصحيحا يظهر ويستعلن (١٧) ويتفق عليه الجمهور عند الجميع ، ويسن عليهم أنهم (١٨) إذا افترقوا أو تنازعوا للهوى والميل (١٩) ، أو أجمعوا (٢٠) على

__________________

(١) تجاوز : مجاز ح. (٢) ويعوله : ويقوله ح ، د ؛ وعوله ب ، ص. (٣) المملوك : للملوك د. (٤) استعمالها : استعماله ب ، ح ، د ، ط. (٥) يتولاه : لا يتولاه د. (٦) الوالدين : الأبوين د. (٧) يخصها : تحضنه ب. (٨) سبب : سببا ح ، ط ، ه. (٩) فقد احتملا : فهما قد احتملا د ؛ فهما فقد احتملا ط. (١٠) فصل : ساقطة من د. (١١) والمعاملات : ساقطة من ب ، د. (١٢) والمعاملات والأخلاق : والأخلاق وفى المعاملات ح : والأخلاق والمعاملات ص. (١٣) السان : إنسان د. (١٤) أهل : ساقطة من د. (١٥) بالسياسة : والسياسة د. (١٦) عنده : عند ط. (١٧) ويستعلن : ويستعان د. (١٨) أنهم : أنه د. (١٩) للهوى والميل : للميل والهوى د. (٢٠) أو اجمعوا : واجمعو د.

٤٥١

غير من وجد الفضل (١) فيه والاستحقاق له فقد كفروا بالله. والاستخلاف بالنص أصوب فإن ذلك لا يؤدي إلى التشعب والتشاغب والاختلاف ، ثم يجب أن يحكم في سنته (٢) أن من خرج فادعى خلافته بفضل قوة (٣) أو مال ، فعلى الكافة من أهل المدينة قتاله وقتله (٤) ، فإن قدروا ولم يفعلوا فقد عصوا الله وكفروا به ، ويحل دم من قعد عن ذلك وهو متمكن بعد أن يصحح (٥) على رأس الملإ ذلك منه ، ويجب أن يسن أنه لا قربة عند الله تعالى (٦) بعد الإيمان بالنبي أعظم من إتلاف هذا المتغلب (٧) ، فإن صحح الخارجي أن المتولي للخلافة غير أهل لها ، وأنه (٨) ممنو بنقص ، وأن ذلك النقص غير موجود في الخارجي (٩) ، فالأولى أن يطابقه أهل المدينة. والمعول عليه (١٠) الأعظم العقل ، وحسن الإيالة ، فمن كان متوسطا في الباقي ومتقدما في هذين بعد أن لا يكون غريبا في البواقي وصائرا إلى أضدادها ، فهو أولى ممن يكون متقدما في البواقي ولا يكون بمنزلته في هذين. فيلزم أعلمهما أن يشارك أعقلهما ، ويعاضده ، ويلزم أعقلهما أن يعتضد (١١) به (١٢) ويرجع إليه ، مثل ما فعل عمر وعلى (١٣) ، ثم يجب أن يفرض في العبادات أمور لا تتم إلا بالخليقة تنويها به (١٤) وجذبا إلى تعظيمه (١٥) ، وتلك الأمور هي الأمور الجامعة ، مثل الأعياد. فإنه يجب أن يفرض اجتماعات مثل هذه ، فإن فيها دعاء للناس إلى التمسك بالجماعة ، وإلى استعمال عدد الشجاعة ، وإلى المنافسة (١٦) ، وبالمنافسة (١٧) تدرك الفضائل ، وفي الاجتماعات (١٨) استجابة الدعوات ، ونزول (١٩) البركات على الأحوال التي عرفت من (٢٠) أقاويلنا. وكذلك يجب أن يكون في المعاملات معاملات (٢١) يشترك (٢٢) فيها الإمام ، وهي المعاملات التي تؤدي إلى ابتناء أركان المدينة ، مثل المناكحات والمشاركات الكلية. ثم يجب أن يفرض أيضا في المعاملات المؤدية إلى الأخذ والإعطاء سننا تمنع وقوع الغدر (٢٣) والحيف ، وأن يحرم المعاملات التي فيها غرر (٢٤) ، والتي تتغير فيها الأعواض قبل الفراغ من الإيفاء والاستيفاء ، كالصرف ،

__________________

(١) الفضل : والفضل ح ، ص ، ط. (٢) سنته : سننه ب ، د. (٣) قوة : وقوة د. (٤) قتاله وقتله : قتله وقتاله د. (٥) يصحح : يصح ط. (٦) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٧) المتغلب : ساقطة من ح ، ص. (٨) وأنه : وأنها د. (٩) الخارجى : الخارج د. (١٠) عليه : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص. (١١) يعتضد : يعضد ب. (١٢) به : ساقطة من ط. (١٣) على : + عليه‌السلام ط. (١٤) به : ساقطة من ح. (١٥) تعظيمه : العظمة هامش ح. (١٦) المنافسة : المناقشة ص. (١٧) وبالمناقسة : وبالمناقشة ص. (١٨) الاجتماعات : الجماعات ط. (١٩) ونزول : بنزول ب. (٢٠) من : ساقطة من ب ، د. (٢١) معاملات : ساقطة من د. (٢٢) يشترك : يشترط ب ، د. (٢٣) الغدر : الغرر ب ، ص ، ط ؛ الغرور د. (٢٤) غرر : غدر ح ، ص ..

٤٥٢

والنسيئة ، وغير ذلك ، وأن يسن على الناس معاونة الناس (١) والذب عنهم ووقاية أموالهم وأنفسهم ، من غير أن يغرم متبرع فيما يلحق بتبرعه (٢). وأما الأعداء والمخالفون للسنة فيجب أن يسن مقاتلتهم وإفناءهم بعد أن يدعوا إلى الحق ، وأن تباح أموالهم وفروجهم ، فإن (٣) تلك الأموال والفروج إذا لم تكن مدبرة بتدبير المدينة الفاضلة لم تكن عائدة بالمصلحة التي يطلب المال والفروج (٤) لها (٥) ، بل معينة على الفساد والشر.

وإذ لا بد من ناس يخدمون الناس (٦) فيجب أن يكون أمثال هؤلاء (٧) يجبرون على خدمة أهل المدينة العادلة ، وكذلك من كان من الناس بعيدا عن تلقي (٨) الفضيلة فهم عبيد بالطبع ، مثل الترك والزنج ، وبالجملة (٩) الذين نشأوا في غير الأقاليم الشريفة التي أكثر أحوالها أن ينشأ فيها أمم حسنة الأمزجة صحيحة القرائح والعقول.

وإذا (١٠) كانت غير مدينة (١١) ولها (١٢) سنة حميدة لم يتعرض لها إلا (١٣) أن يكون الوقت يوجب التصريح بأن لا سنة غير السنة النازلة ، فإن الأمم والمدن إذا ضلت فسنت عليها سنة ، فإنه يجب أن يؤكد إلزامها ، وإذا (١٤) أوجب (١٥) إلزامها ، فربما أوجب توكيدها أن يحمل عليها العالم بأسره ، وإذا (١٦) كان أهل المدينة الحسنة السيرة تجد هذه السنة أيضا حسنة محمودة ، ويرى (١٧) في تجددها إعادة أحوال مدن فاسدة إلى الصلاح ، ثم صرحت بأن هذه السنة ليس من حقها أن تقبل ، وكذبت السان في دعواه أنها نازلة على المدن كلها ، كان في ذلك وهن عظيم يستولي (١٨) على السنة ، ويكون للمخالفين أن يحتجوا في ردها بامتناع أهل تلك (١٩) المدينة عنها ، فحينئذ يجب أن يؤدب هؤلاء أيضا ويجاهدوا ، ولكن (٢٠) مجاهدة دون مجاهدة أهل الضلال الصرف ، أو يلزموا غرامة على ما يؤثرونه ، ويصحح عليهم أنهم مبطلون ، وكيف لا يكونون (٢١) مبطلين وقد امتنعوا عن (٢٢) طاعة الشريعة التي أنزلها الله تعالى (٢٣) فإن أهلكوا فهم لها أهل ، فإن في هلاكهم فسادا لأشخاصهم ، وصلاحا باقيا ، وخصوصا إذا كانت السنة (٢٤) الجديدة أتم وأفضل.

__________________

(١) معاونة الناس : معاونة د. (٢) بتبرعه : تبرعه ح ، ص. (٣) فإن : وإن ب. (٤) والفروج : والفرج ب. (٥) لها : ساقطة من ح. (٦) من ناس يخدمون الناس : للناس من الخدم ص. (٧) هؤلاء : ساقطة من ط. (٨) تلقى : تلقن ب. (٩) وبالجملة : + فإن ط. (١٠) وإذا : فإذا ح ، د ، ص. (١١) مدينة : مدنية ح ؛ مدنيته ب ، ص ؛ + مدينة ب ، ح ، ص ، ط. (١٢) ولها : ولهما د. (١٣) إلا : ساقطة من د. (١٤) وإذا : فإذا د. (١٥) أوجب : وجب ب ، ح ، ص. (١٦) وإذا : فإذا ب ، ح ، د ، ص. (١٧) يرى : ساقطة من ب ، د. (١٨) يستولى : فيستولى د. (١٩) تلك : ساقطة من ط. (٢٠) ولكن : لكن د. (٢١) يكونون : يكون ط. (٢٢) عن : من د. (٢٣) تعالى : ساقطة من ب ، د. (٢٤) السنة : ساقطة من د.

٤٥٣

ويسن في بابهم أيضا (١) في (٢) أنهم إن أريدت مسامحتهم (٣) على فداء أو جزية (٤) فعل.

وبالجملة يجب أن لا يجريهم (٥) وهؤلاء (٦) الآخرين مجرى واحدا ، ويجب أن يفرض عقوبات وحدودا ومزاجر (٧) ليمنع بذلك عن معصية الشريعة ، فليس كل إنسان ينزجر لما يخشاه في الآخرة.

ويجب أن يكون أكثر ذلك في الأفعال المخالفة للسنة الداعية إلى فساد نظام المدينة ، مثل الزنا ، والسرقة (٨) ، وموطأة أعداء المدينة وغير ذلك. فأما ما يكون (٩) من (١٠) ذلك مما يضر الشخص في نفسه فيجب أن يكون (١١) فيه تأديب لا يبلغ به المفروضات ، ويجب أن تكون السنة في العبادات والمزاوجات (١٢) والمزاجر (١٣) معتدلة لا تشدد (١٤) فيها ولا تساهل (١٥) ، ويجب أن يفوض كثير من الأحوال خصوصا في المعاملات إلى الاجتهاد ، فإن للأوقات أحكاما لا يمكن أن تنضبط (١٦) ، وأما ضبط المدينة بعد ذلك بمعرفة ترتيب (١٧) الحفظة ومعرفة الدخل والخرج وإعداد أهب الأسلحة (١٨) والحقوق والثغور وغير ذلك فينبغي أن يكون ذلك إلى السائس من حيث هو خليفة ، ولا يفرض فيها أحكام جزئية ، فإن في (١٩) فرضها فسادا ، لأنها تتغير مع تغير الأوقات وفرض الكليات فيها مع تمام الاحتراز غير ممكن. فيجب أن يجعل ذلك إلى أهل (٢٠) المشورة ، ويجب أن يكون السان يسن أيضا في الأخلاق والعادات (٢١) سننا تدعو إلى العدالة التي هي (٢٢) الوساطة ، والوساطة تطلب في الأخلاق والعادات (٢٣) بجهتين (٢٤) :

فأما ما فيها من كسر غلبة القوى ، فلأجل زكاء النفس خاصة ، واستفادتها (٢٥) الهيئة الاستعلائية ، وأن يكون تخلصها من البدن تخلصا نقيا.

__________________

(١) فى بابهم أيضا : أيضا فى بابهم ب ، ح ، د ، ص. (٢) فى : ساقطة من ب ، د ، ص. (٣) أريدت مسامحتهم : روبت مسالمتهم ب ، ح ، ص ، ط. (٤) أو جزية : وجزية ب. (٥) يجريهم : يجرى د ؛ يجروهم ب. (٦) وهؤلاء : هؤلاء د. (٧) ومزاجر : ومزاجره د ؛ ساقطة من ب. (٨) الزنا والسرقة : السرقة والزنا د. (٩) ما يكون : أن يكون د. (١٠) من : ساقطة من ب ، د. (١١) أن يكون : ساقطة من ط. (١٢) والمزاوجات : ساقطة من ب ، ح ، د ، ص. (١٣) والمزاجر : والمزاجيز د. (١٤) تشدد : متشددا ، ب. (١٥) تساهل : متساهلا ب. (١٦) تتضبط : تضبط ب ، د ، ص ، ط. (١٧) ترتيب : وترتيب د. (١٨) الأسلحة : الأصلحة ط. (١٩) فى : ساقطة من ح ، ص ، ط. (٢٠) أهل : ساقطة من ب ، ح. (٢١) والعادات : والعبادات د ، ص. (٢٢) التي هى : وهى ب. (٢٣) والعادات : ساقطة من ب ، ص. (٢٤) بجهتين : لجهتين ب ، د ، ص. (٢٥) واستفادتها : واستفادته ب ، د ؛ وباستفادته ح ؛ ولتستفاد بها ص.

٤٥٤

وأما ما فيها من استعمال هذه القوى فلمصالح دنيوية ، وأما استعمال اللذات فلبقاء البدن والنسل ، وأما الشجاعة فلبقاء المدينة

والرذائل الإفراطية تجتنب لضررها في المصالح الإنسانية ، والتفريطية لضررها في المدينة. والحكمة الفضيلية (١) التي هي ثالثة العفة والشجاعة فليس يعنى بها الحكمة النظرية ، فإنها لا يكلف فيها التوسط البتة ، بل الحكمة العملية التي في الأفعال الدنيوية والتصرفات الدنيوية ، فإن الإمعان في تعريفها (٢) والحرص على التفنن (٣) في توجيه الفوائد من كل وجه (٤) منها ، واجتناب أسباب المضار من كل وجه ، حتى يتبع ذلك وصول أضداد ما يطلبه لنفسه إلى شركائه ، أو يشغله عن اكتساب الفضائل الأخرى ، فهو (٥) الجربزة ، وجعل اليد مغلولة إلى العنق هو إضاعة من الإنسان نفسه وعمره وآلة صلاحه وبقائه إلى وقت استكماله ، ولأن الدواعي شهوانية ، وغضبية ، وتدبيرية. فالفضائل ثلاثة : هيئة التوسط في الشهوانية (٦) مثل لذة المنكوح والمطعوم والملبوس والراحة وغير ذلك من اللذات الحسية والوهمية (٧) ، وهيئة التوسط في الغضبيات كلها مثل الخوف والغضب والغم والأنفة (٨) والحقد والحسد وغير ذلك ، وهيئة التوسط في التدبيرية. ورءوس هذه الفضائل عفة وحكمة (٩) وشجاعة ، ومجموعها العدالة ، وهي خارجة عن (١٠) الفضيلة النظرية ، ومن اجتمعت له معها الحكمة النظرية فقد سعد ، ومن فاز مع ذلك بالخواص النبوية كاد (١١) أن يصير ربا إنسانيا وكاد أن تحل (١٢) عبادته بعد (١٣) الله تعالى (١٤) ، وهو سلطان (١٥) العالم الأرضضي وخليفة الله فيه (١٦).

__________________

(١) الفضيلية : الفضيلة ح ، د ، ص ، ط. (٢) تعريفها : تعرفها ب ، ح ، ص ، ط. (٣) التفنن : التيقن ح ، ص. (٤) وجه : جهة ب. (٥) فهو : فهى ص. (٦) الشهوانية : الشهوانيات د. (٧) والوهمية : والوهية ط. (٨) والأنقة : والألفة ص. (٩) عفة وحكمة : حكمة وعفة ح ، ص. (١٠) عن : + الحكمة ح. (١١) كاد : يكاد ب. (١٢) وكاد أن تحل : فكاد أن تحل د ؛ أو كاد أن يحل ح ؛ وكاد د ، ط. (١٣) بعد : بعيد د. (١٤) تعالى : ساقطة من د ؛ + وكاد أن يفوض إليه أمور عباد الله ح. (١٥) سلطان : السلطان ص. (١٦) فيه : + قد تم الكتاب المسمى بالشفاء على يد الأقل عبد الكريم الشريف الشيرازى فى شهر محرم الحرام سنة ثلاث وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية ط ؛ + تم بحث الالهى من كتاب الشفاء والحمد لله رب العالمين كاتبه العبد الضعيف الجانى ابن شمس الدين عماد الدين محمود الكرمانى ، فى عام ٦٨٣ ح ؛ + تم بالخير. وقع الفراغ من مشقة كتابته يوم الأربعاء .. خامس عشر من شهر شوال سنة أربع وثمان وألف هجرية على يد الفقير الحقير صقر الكرمانى. اللهم اغفر ذنوبه بحق محمد وآله وأولاده أجمعين ص ؛ + والحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال ، والصلاة والسلام على محمد سيد أهل الكمال ، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل ، كتبه عبيد الله بن مر عبد الله د.

٤٥٥
٤٥٦

فهرس المصطلحات (١)

( ا )

أبدى ٣١١ ٢ Perpetuum

أبدى ١٨٤ ١ aeternum

أثر ١٤٤ ١ ، ٢٨١ ١٧ impressio

أثر ٤٣٢ ١٦ affectio

تأثير ٢٧٣ ٤ ، ٢٧٥ ٢ impressio

مؤثر ٤١١ ١٠ imprimens

مؤثر ٢١٠ ١٠ impressio

أخروى ١٧ ٩ Futurum

التأخر ٢٦ ١٣ posterius

أنظر التقدم

التأخر ١٦٣ ٧ Posterioritas

أرسطو أنظر : الفيلسوف المقدم ،

المعلم الأول

فى الأزل ١٨٣ ٧ ab aeterno

اسطقس ٢٨٠ ١٥ ، ٤٠٩ ١١ ،

٤١٠ ٣ elementum

أش ٤٤٢ ٣ Fundamentum

أصل ٤٢٤ ٣ ،٧ radix

أصلى ٤٤ ١٠ inhaerens

الأفلاطونية ( المثل ) ٢٠٤ ٥

Platonitas

تأليف ٤٩ ١٠ ordinatio

مؤلف ١٠ ٧ ، ٤٨ ١٣

compositum

الأمور العامة ٢٠٦ ٤ ، ٧

res communes

أمر ٣٠ ١٤ aliquid

الأمر الإلهى ٤٤٠ ٢

Mandatum divinum

__________________

(١) وضع هذا الفهرس مشكورا الأستاذ محمود الخضيرى عضو لجنة ابن سينا ، وعوّل فيه على الترجمة اللاتينية للإلهيات إلى جانب النص العربى ، تلك الترجمة التي طبعها المعهد الفرنسكى بمدينة نيويورك.

( Avicennse Metaphysica, Pro Manuscripto The Franciscan Institute St. Bonavontura N Y. ١٩٤٨)

وهى منقولة من طبعة البندقية سنة ١٥٢٠ واستفاد أحيانا من مخطوط الفاتيكان اللاتينى ، مجموعةUrb. Lat.

رقم ١٨٧

وتشير الأرقام الكبرى فى هذا الفهرس إلى صفحات النص العربى ، والأرقام الصغرى إلى الأسطر ، واكتفى بالإشارة إلى بعض المواطن فقط.

٤٥٧

الإمام ٤٥١ ١١ summus sacerdos

تأمل ٦ ٩ inspectio

إن ( برهان ) أنظر : برهان

الإنية ٣ ٧ ، ٧ ٤ Esse

الإنية ١٣ ١٢ Quia est

الإنية ٣٤٤ ١٠ ، ٣٤٦ ١٢

anitas

ms Vat. Urb. lat. ١٨٧ fol. ٧٢ v

وفى المطبوع ، وهو خطأ : Unitas

أنكساغورس ١٨٣ ٧ Anaxagoras

أوّلى ٨ ١٣ ، ٤٨ ١٣ Primum

الأوائل ٤٢٩ ١ Prineipia

أيس ٢٦٦ ١٤ ـ ١٦ Esse

تأييس ٣٤٢ ١٧ ، ٣٤٦ ١٢ Esse

تأييس ٢٦٦ ١٢ dare esse

الأيون ( جمع أين ) ٣٩٨ ٦ Loci

( ب )

البحث ٦ ١٤ inquisitio

ابتداء ٢٦ ١٣ inceptio

مبدأ ٢٦ ١٣ initiun.

مبدأ ٤ ١٦ ٢٥٨ ١٤ Principium

مبدأ فاعلى ٢٥٩ ٧

Principium activum

مبادئ الكل ( رسالة فى ) ٣٩٢ ١٧

Epistola de principiis omnium

بديا ١٠٥ ٣ prius

إبداع ٢٦٧ ٧ ، ٣٤٢ ١٧ creatio

مبتدع ٢٦٧ ١٠ ، ١٨ ، ٣٤٣ ١٥ ،

٤٠٣ ١٦ creatum

مبدع ٣٤٢ ١٠ Causatum

تبدّل ٣٨٤ ١ Permutatio

البرهان ٥ ٤ demonstratio

برهانى ٨ ١٥ ، ٥٤ ٥

demonstrativum

برهان إنّ ٢٠ ٩

demonstratio de an est

برهان اللّم ـ برهان لم ٢٠ ١٠

demonstratio de quare est

مبرهن عليه ١٥٨ probantur

البرهان ( كتاب ) ٥ ٣

Liber de Analecticis Posterioribus

البرهان ( كتاب ) ٤٨ ١٥ ـ ١٦

Liber demonstrationum

البر والإثم ( كتاب ) ٤٣٩ ٦ ـ ٧

Liber de peccatio et eius opposito

برئ عن المادة ٧ ١

Separatum a materia

متبرئ عن المادة ٦٠ ١٣

separatum a materia

انبساط ٧٤ ٦ infusio

بطلان ٩ ٩ ، ١٤٤ ١ destructio

باطل ٣٧٩ ١ inanis

بطليموس ٣٩٢ ١٢ Ptolemaeus

البعث ٤٢٣ ٥ resurrectio

انبعاث ٣٩١ ٥ ، ٧ Fluxus

٤٥٨

بعد ١١ ١٤ ، ٦١ ١٠ dimensio

بعد ١١٥ ١٤ spatiu

بعدية ٢١ ١٧ ، ٤٠ ١٥ ، ٢٦٦ ١٦

posteritas

بقاء الأنواع ٣٩٤ ٦specierum permanentia

البال ( إخطار ب ) ٢٩ ١٥

transitus per animum

البهاء ٣٦٢ ١٥ pulchritudo

بهاء ٣٦٨ ١٣ ،١٥ decor

بيّن ٨ ١٣ manifestum

بيّن بنفسه ٦ ١٠ ، ٢٠ ٥

manifestum per se

البيان ٨ ١٥ ، ٤٥ ١ manifestatio

بيان ١٩ ١٢ argumentatio

بيان ٣٠ ٤ probatio

بيان للشىء من نفسه ١٩ ١٣

manifestatio sui ipsis

بيان نفسه ( أخذ الشىء فى ) ٢٠ ١٨

aliquid idem accipiatur in probatione

suiipsius

مباين ٤٢ ٦ separabile

مباين ٣٧٧ ١ ، ٣٧٨ ١٤

discretum

مباينة ٤٣ ١٢ diversitas

( ت )

تابع ٢٧ ٥ consequens

ترتيب ٣٦٤ ٥ ، ١٢ ordo

تمام ١٧١ ١٧ perfectio

تام ١٠١ ١٣ ، ١٨٦ ٣ ، ٣٥٥ ٣

perfectum

تمامية ( علة ) ٢٩٠ ٥

Perfectiva ) causa (

فوق التام ٣٥٥ ٣

plus quam perfectum

ما فوق التمام ١٨٦ ٣plus quam perfectionem quod est ultra

فوق التمام ١٨٨ ١٤

ultra perfectionem

( ث )

ثابت ٣٢ ٩ habere esse

إثبات ٦ ١٦ stabilire

الثبوت ١٢٩ ٩ stabilitio

إثباتى ٣١ ٨ ، ٣٤٨ ١٤

affirmativum

الثبات ٣٨٨ ٨ Perseverantia

الثبات ٣٩٨ ٨ Permanentia

الثوابت ( كرة ) ٣٩٢ ١٢ ، ٤٠١ ١٣

sphaera fixarum

الثقل ١١٧ ١ Gravitas

( ج )

جبلة ٢٠٨ ١٨ mens

تجدّد ٣٨٤ ٢ ـ ٣ renovatio

تجدّد ١٣١ ٨ revolutio

٤٥٩

التجدد ( على سبيل ) ٣٨٠ ٧

secundum viam successionem

الجدل ١٦ ١٣ topica

الجدل ٣١٠ ١٢ dialectica

الجدلى ـ ( صاحب الجدل ) ١٦ ١٥

topicus

التجربة ٨ ١٠ experientia

التجربة ٤٤٠ ٥ experimentum

مجرّد ٤ ١١ purum

مجرّد ٢٣ ١٣ exspoliatum

مجرّد ٧٥ ١٧ expoliatum

تجريد ٣٦٤ ٨ expoliatio

أجزاء لا تتجزأ ١٤٥ ٨ atomi

جزئى ٧ ١٨ ، ٢٠٧ ٤ particulare

الجزئيات ٣٥٥ ٥ particularia

الجزئى المفرد ١٩٦ ٤ individuum

التجزؤ ١٢٩ ١ partitio

جزاف ١٨٠ ١٨ ، ٢٨٧ ٣

fortuitum

جزافا ١٨٠ ٥ fortuitu

جازم ١٧٤ ٥ promptum

الاجتماع ٩٩ ٦ aggregatio

الإجماع ٤٤١ ١٠ consortium

الاجتماعات ٤٤١ ٩ congregationes

اجتماع ٢٨٠ ١٢ conjunctio

جامع ١٠٩ ٥ collectivum

الإجماع ١٧٤ ٦concurrens omnibus

الإجماع ٢٨٤ ١١ concursus

الاجماع ٤٥١ ١٤ consensus

الجلالة ٢٧ ١٠ gloria

جلالة قدر ٢٨ ٣magnitudo gratiae

انجلاء ٣٦١ ١٨ ، ٣٦٢ ١

remotio

الجمال ٢٧ ١٣ ، ٢٦٨ ١٣ ـ ١٥

pulchritudo

جملة ٩ ٢ conjunctio

جملى ٩ ٢ conjunctum

جملة ٢٥ ٣ universitas

جنس ٢٦ ٦ ، ٣٤ ١٥ genus

مجانس ٢٧ ٥ Homogeneum

غير مجانس ٢٧ ٧non einsdem generis

المجانسة ٣٠٣ ١٤ homogenea

مجهول ١١ ١ incognitum

جوهر ١٠ ٧ ، ٥٤ ٩ substantia

الجوهر الصورى ٢٥ ١١

substantia formalis

الجواهر المفارقة ٤٢ ٨

Substantiae separatae

الجواهر الفلكية السماوية ٢٧ ١٧

substantiae circulares caelestes

الجواهر الملكية العقلية ٢٧ ١٦

substantiae angelicae intebligibiles

الجواهر الملكية النفسانية ٢٧ ١٧

substantiae angelicae animales

٤٦٠