ـ على حد التعبير ابن العباس لعمر ـ
من أهل الحل والعقد إذا صحّ ان في الإسلام طبقة مستأثرة بالحل والعقد.
وقد جر وضع هذه الكلمة في قاموس الحياة الإسلامية إلى تهيئة الجو لارستقراطية هي أبعد ما تكون عن روح الإسلام وواقعه المصفى من الطبقية والعنعنات.
وهل كانت تلك الثروات الضخمة التي امتلأت بها أكياس عبد الرحمن بن عوف وطلحة واضرابهما إلا بسبب هذا اللقب المشؤوم على الإسلام الذي لقبوا به فرأوا انّهم من الطراز الرفيع الذي يستحق أن يملك الملايين ويتحكم في حقوق الناس كما يريد.
وقالوا : ان الاكثرية هي مقياس الحكومة الشرعية والمبدأ الذي لابد أن تقوم على اساسه الخلافة.
وقد استهان القرآن الكريم بالأكثرية ولم يجعل منها في حال من الأحوال دليلاً وميزانا صحيحاً إذا جاء فيه :
(
ان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله
)
.
(
وأكثرهم للحقّ كارهون
)
.
(
وما يتبع أكثرهم إلا ظنّاً
)
.
(
ولكن أكثرهم يجهلون
)
.
وقد روي عن رسول الله (ص) في صحاح السنة انّه قال : بينا أنا قائم ( يعني يوم القيامة على الحوض ) فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج
__________________