مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 270689 / تحميل: 5945
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

المدينة الشرقي.

وحرّة واقم هذه هي التي حصلت فيها وقعة الحرّة سنة 62 هـ، بين أهل المدينة المنورة وكلهم من الصحابة وأبنائهم، وبين جيش الحاكم الفاجر يزيد بن معاوية.

4 - ثبت في الصحيح عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان يخرج مراراً إلىٰ البقيع لزيارة قبور المؤمنين المدفونين هناك، أخرج مسلم من حديث عائشة، أنّها قالت: كلما كان ليلتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخرج من آخر الليل إلىٰ البقيع، فيقول: « السلام عليكم دار قوم مؤمنين.. » الحديث (1) .

5 - أخرج ابن أبي شيبة: أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يأتي قبور الشهداء بأُحد علىٰ رأس كل حول، فيقول: « السلام عليكم بما صبرتم، فَنِعْمَ عقبىٰ الدار » (2) .

6 - وفاطمة في حياة أبيها: ثبت في الصحيح عن فاطمة الزهراء البتول عليها‌السلام انّها كانت في حياة أبيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تخرج في كل جمعة لزيارة قبر عمها حمزة بن عبد المطلب، فتصلّي وتبكي عنده.

أخرجه البيهقي، والحاكم (3) ، وقال الحاكم معقباً علىٰ الحديث: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وقد استقصيت في الحث علىٰ زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنّة مسنونة، وصلىٰ الله علىٰ محمد وآله أجمعين (4) .

_________________________________

(1) صحيح مسلم 2: 363 / 102 - كتاب الجنائز -، وسنن ابن ماجة 1: 485 / 1546.

(2) أخرجه الأميني في الغدير 5: 258 عن ابن عابدين في ردّ المختار علىٰ الدر المختار 1: 604 - 605.

(3) السنن الكبرىٰ للبيهقي 4: 78، المستدرك علىٰ الصحيحين 1: 533 / 1396.

(4) المستدرك علىٰ الصحيحين 1: 533 / 1396.

٢١

أهداف الزيارة:

ماذا يجد الزائر في سريرته وهو يزور القبور، أو يتوجه لزيارتها؟! ما هي الدوافع التي تحركه صوب هذا الفعل؟ وعلىٰ نحوٍ أكثر تحديداً، هل عرّف التشريع شيئاً من الأهداف التي يرجىٰ تحققها من خلال زيارة القبور، أو زيارة قبر بعينه؟

هذا بدوره إن وجد سيكشف عن فضائل الزيارة وما يرتجىٰ منها من ثمرات في دنيا المرء وأُخراه.

إنّ كل الأهداف المتعلقة بالزيارة هي مستفادة بشكل مباشر من السنّة النبوية المطهرة، ومن ذلك يمكن أن نجمل هذه الاهداف بما يلي:

1 - الخشوع وتذكّر الموت والآخرة، وهذه أهداف لا غنىٰ لمؤمن عنها، ومهما كان عليه أن يستحضرها في كثير من أوقاته، غير أنّ أشياء بعينها ذات أثر مباشر في استحضار هذه المعاني، ستكون لها أهميتها الكبيرة بحسب مقدار ما تحققه من ذلك.. ولا شك في أن الوقوف بين القبور بتأمّل، أو عند قبر خاص، له أكبر الأثر في إحياء تلك المعاني في القلوب، وعلىٰ نحو ربّما لا يضاهيه فيه فعل آخر، إلّا تشييع جنازة ميت والوقوف عنده ساعة دفنه.

وفي تحقق هذه المعاني من وراء الزيارة جاء حديث نبوي كثير، منه:

- قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء أن يزور قبراً فليزره، فإنّه يُرقُّ القلب، ويُدمع العين، ويذكّر الآخرة.. ولا تقولوا هُجراً » .

أخرجه أحمد والبيهقي، وصححه الحاكم والذهبي (1) .

_________________________________

(1) مسند أحمد 4: 119 / 13075، 140 / 13203، السنن الكبرىٰ 4: 77،

٢٢

- قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فزوروا القبور فإنّها تذكّر - أو تذكركم - الموت » .

أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجة وأبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم (1) .

- وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « زُر القبور تذكر بها الآخرة » .

صححه الحاكم في المستدرك (2) .

- وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإن فيها عبرة » .

أخرجه أحمد والبيهقي، وصحَّحه الحاكم والذهبي (3) .

- قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّها تزهّد في الدنيا، وتذكّر الآخرة » .

أخرجه ابن ماجة (4) .

2 - الدعاء للميت: هذا السلوك الأخلاقي الرفيع، الذي يحفظ كرامة المسلم في مجتمعه حتىٰ بعد موته، ويربّي في المسلمين روح الاخاء والحب والمودة وأداء حقوق الآخرين التي لا تنقطع برحيلهم من الدنيا، لهو واحد من الجوانب التربوية والاجتماعية الراقية التي تميز بها نظام الأخلاق في الإسلام.

ويشغل الدعاء للموتىٰ عند زيارتهم المساحة الأكبر في أدب الزيارة،

_________________________________

المستدرك 1: 532 / 1393.

(1) صحيح مسلم 2: 365 / 106 - كتاب الجنائز -، مسند أحمد 3: 186 / 9395، سنن ابن ماجة 1: 501 / 1572، سنن أبي داود 3: 218 / 3234، سنن النسائي 1: 654 / 2161، المستدرك 1: 531 / 1388.

(2) المستدرك 1: 533 / 1395.

(3) مسند أحمد 3: 427 / 10936، السنن الكبرىٰ 4: 77، المستدرك 1: 530 / 1368.

(4) سنن ابن ماجة 1: 492 / 1571.

٢٣

كما هو ملاحظ في النصوص المأثورة في زيارة القبور.

- فكثيراً ما كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقف عند قبور المسلمين فيقول: « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون » ويأمر أصحابه بذلك متىٰ مرّوا بالقبور أو قصدوها بالزيارة (1) .

- وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مؤكداً هذا المعنىٰ: « نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم واستغفاراً لهم » (2) .

- وكثيراً ما جمع صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الهدفين: السلام علىٰ الميت، والعبرة، ومنه قوله المشهور والوجيز المذكور أولاً في هذه الفقرة: « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون » .

- ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم، فإنّ فيها عبرة » (3) .

- وفي المأثور عن أمير المؤمنين عليه‌السلام الجمع بين الغرضين، فقد كان عليه‌السلام إذا دخل المقبرة قال: « السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة، والمحالّ المقفرة، من المؤمنين والمؤمنات.. اللّهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنّا وعنهم.. الحمد لله الذي جعل لنا الأرض كفاتاً، أحياءً وأمواتاً، والحمد لله الذي منها خلقنا.. وإليها معادنا، وعليها يحشرنا.. طوبىٰ لمن ذكر المعاد، وعمل

_________________________________

(1) انظر: صحيح مسلم / 102 و 103 - كتاب الجنائز -، مسند أحمد / 8661، سنن الترمذي 3: 370 / 1053، سنن البيهقي 4: 79.

(2) المعجم الكبير / الطبراني 2: 94 / 1419، مجمع الزوائد 3: 58.

(3) مجمع الزوائد 3: 58.

٢٤

الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عزّوجلّ » (1) .

3 - أداء حقوق الموتىٰ: وهذا ما نلحظه بوضوح في فحوىٰ الخطاب في الحديث النبوي الشريف الآنف الذكر: « ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم » ففيه إشارة في غاية الوضوح إلىٰ أن لاخواننا الموتىٰ حقوقاً علينا، ينبغي علينا أداؤها بزيارتهم والتسليم عليهم، ولمزيد من الترغيب في ذلك يذكّرنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن ذلك سيعود علينا أيضاً بالنفع الكبير: « فإنّ فيها عبرة » .

ولاشك في أنّ لبعض الموتىٰ حقوقاً خاصةً علىٰ البعض، تتأكد معها الزيارة، وكلّما تعاظمت الحقوق أصبح لهذه الزيارة شأن أكبر ومرتبة أرفع.. ولاشك في أنّ للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ أبناء أمّته أثبت الحقوق وأعظمها، الأمر الذي يجعل قصد أحدهم زيارته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من القربات المهمّة في حياته.

وهذا ما أكّده حديث أهل البيت عليهم‌السلام في هذا الشأن:

فعن الإمام الرضا عليه‌السلام : « إنّ لكلِّ إمام عهداً في عنق أوليائهم وشيعتهم، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء، زيارة قبورهم.. » الحديث (2) .

4 - قصد القربىٰ والثواب: القربىٰ والثواب، المترتبان قطعاً، مع خلوص النية وصحة الفعل، علىٰ الزيارة التي يؤدّيها المسلم تحت أي واحد من العناوين المتقدمة، قد يكون هو الآخر بنفسه غرضاً للزيارة وعنواناً لها، فيقصد المسلم التقرب إلىٰ الله تعالىٰ ونيل الثواب بزيارة قبور المؤمنين، أو قبر واحد بعينه. وذلك لما انطوت عليه الزيارة من فضائل ومستحبات لا تنفصل عنها.

_________________________________

(1) العقد الفريد 3: 11، الغدير 5: 249.

(2) تهذيب الأحكام 6: 78 - 79 / 3.

٢٥

فالزيارة وإن كانت بقصد القربىٰ فإنّ مقاصدها الرئيسية الثلاثة متحققة فيها علىٰ أي حال؛ من العبرة، والدعاء للميت، وأداء حقّه.

أمّا زيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين فهي من القربات الأكيدة، كما ستأتي في ذلك الأحاديث الشريفة وكلمات الأعلام من علماء المسلمين.

وفي ( شفاء السقام ) جعل الزيارة من حيث مقاصد الزائرين أربعة أقسام، فذكر الثلاثة الأولىٰ التي استفدناها نحن من الحديث الشريف مباشرةً، ثمَّ جعل الرابع: التبرك بأهلها إذا كانوا من أهل الصلاح والخير.. وقال: مقصودنا أنّ زيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغيره من الأنبياء والمرسلين للتبرك بهم مشروعة، وقد صرّح به (1) .

فضل الزيارة وعوائدها علىٰ الزائر والمَزور:

هكذا تعود الزيارة بفضائل جمّة علىٰ الفرد الزائر، وعلىٰ المجتمع الذي تسود فيه هذه القربة، من خلال تحقيق فرصة لا غنىٰ عنها في احياء القلوب بذكر الله تعالىٰ، وبذكر الموت والآخرة، وعلىٰ مستوىٰ قد لا يحققه شيء آخر إلّا نادراً.. وفي هذا المعنىٰ جاء حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما رأيت منظراً إلّا والقبر أفظع منه » (2) .

وتحقق، من ناحية أخرىٰ، روح احترام حقوق المؤمنين، بعضهم لبعض،

_________________________________

(1) شفاء السقام 86 - 87.

(2) المستدرك علىٰ الصحيحين 1: 526 / 1373.

٢٦

أحياءً وأمواتاً، وأدائها. ولهذا ما لا يخفىٰ من الآثار الايجابية علىٰ الفرد والمجتمع.

ومن ناحية ثالثة فإنّ زيارة الأنبياء والأئمة والصالحين تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بهم، وتجدد في النفوس روح الاقتداء بهم، وإحياء آثارهم الجليلة علىٰ الانسانية، وأعمالهم الصالحة، ومكارم أخلاقهم.. وقد لا ينهض أي عمل آخر بما تنهض به الزيارة من تقوية شعور الزائر بقربه من المزور، وما يوفره ذلك من مقدمات الاقتداء التام، وإحياء الذكر علىٰ الدوام.

ومن ناحية رابعة فإنّ تعهد أضرحة الانبياء والصالحين بالزيارة سيضمن الاعتناء بهذه الأضرحة وعمارتها، وبالإضافة إلىٰ ما يحققه ذلك من ذكرىٰ في القلوب، فإنّه يعد علامة واضحة علىٰ حياة الأمّة وعمق اتصالها بقادتها الذين بذلوا حياتهم في صناعة مجدها وماضيها، وهذه من المعالم الحضارية المهمة التي تعنىٰ بها سائر الأمم.

هذا غير الثواب الجزيل الذي يعود علىٰ الزائر من زيارته التي يرعىٰ فيها السنن والآداب التي وضعها الإسلام لهذه القربة:

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: « مَنْ مرَّ علىٰ المقابر فقرأ قل هو الله أحد إحدىٰ عشر مرّة، ثمَّ وهب أجرها للأموات، أُعطي من الأجر بعدد الأموات » (1) .

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مَنْ زار قبر أبويه أو أحدهما كلَّ جمعةٍ غُفِر له » (2) .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن البصري أنّه قال: من دخل المقابر، فقال: « اللهم ربّ هذه الأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك

_________________________________

(1) كنز العمال / 42596 رواه الدارقطني، إتحاف السادة المتقين 10: 371.

(2) مجمع الزوائد 3: 59، كنز العمال / 45486، 45487.

٢٧

مؤمنة، أدخل بها رَوحاً من عندك وسلاماً منّي » استغفر له كل مؤمن مات منذ خلق الله آدم.

وعن ابن أبي الدنيا أنّه من قال ذلك كُتب له بعدد من مات من ولد آدم إلىٰ أن تقوم الساعة حسنات (1) .

هذه بإيجاز صورة عن فضائل الزيارة وعوائدها علىٰ الزائر، وسيأتي لاحقاً حديث كثير في فضل زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة الأطهار، والتي من أبرزها نيل شفاعتهم يوم القيامة.. وأكبِر بها من عائدة.

أمّا عوائد الزيارة علىٰ الأموات فهي من أهم ما أوصت به الشريعة أداءً لحقّهم، لما ينالهم منها من فضل وبركات. وقد تقدم حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يأمر أصحابه بزيارة قبور إخوانهم وأن يجعلوا زيارتهم دعاءً للأموات واستغفاراً لهم، وقد كان هو صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفعل ذلك.

وفي حديث أنس بن مالك: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفّف الله عنهم يومئذٍ العذاب، ورفعه » .

وعن أنس أيضاً أنّه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله إنّا نتصدّق عن موتانا، ونحجّ عنهم، وندعو لهم، فهل يصل ذلك إليهم؟ فقال: « نعم، لَيَصِل ذلك إليهم، ويفرحون به كما يفرح أحدكم بالطبق إذا أهدي إليه » (2) .

ومن حديث عثمان بن عفان: مرَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بجنازة عند قبر وصاحبه يدفن، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت، فإنّه الآن يُسأل »

_________________________________

(1) الغدير 5: 257.

(2) أخرجها الأميني في الغدير 5: 257 عن مراقي الفلاح: 121.

٢٨

صحّحه الحاكم والذهبي (1) .

والحديث في هذا الشأن كثير وكثير، وهو يعطف بنا علىٰ موضوع مهم، موضوع ليس فيه خلاف بين أهل الأديان قاطبة، ألا وهو موضوع الحياة بعد الموت، وما اصطلح عليه بالبرزخ.

والذي عليه اتفاق كلمة المسلمين أنّ الروح في البرزخ تعيش نصيبها من الآخرة، إمّا في نعيم، وإمّا في شقاء، وذلك منذ المساءلة بعد الموت، وحتىٰ يوم البعث والنشور.

وقد تحدّث القرآن الكريم عن حقيقة حياة الشهداء بعد موتهم، فقال: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (2) .

وقال تعالىٰ: ( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ) (3) .

والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: « ما من أحد منكم يُسلّم عليَّ إلّا ردَّ الله عليَّ روحي حتىٰ أردَّ عليه‌السلام » (4) .

وليس الأمر خاصّاً بالأنبياء والشهداء، فالأرواح من حيث هي أرواح سواء في ما تتعرض له من أسباب البقاء، والأخبار متواترة في تعرضها للنعيم أو الشقاء

_________________________________

(1) المستدرك علىٰ الصحيحين 1: 526 / 1372.

(2) سورة آل عمران: 3 / 169 - 170.

(3) سورة البقرة: 2 / 154.

(4) مسند أحمد 2: 527، السنن الكبرىٰ للبيهقي 5: 245.

٢٩

بعد الموت، تأنس إذا ذكرت بخير، ويعود عليها ما يهدىٰ إليها من الأعمال الصالحة بالنفع والبركة - والحديث في هذا كثير وكثير - نذكر غير ما تقدّم:

- قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما مِنْ رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلّا استأنس به » (1) .

- وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما مِنْ أحد يمرُّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليها إلّا عرفه وردّ عليه‌السلام » (2) .

- وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد جاءه رجل فسأله: إنّ أبي مات وعليه حجة الإسلام، أفأحجُّ عنه؟

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أرأيت لو أنّ أباك ترك دَيناً عليه، أقضيته عنه؟ » قال: نعم. قال: « فاحجج عن أبيك » (3) .

هكذا ينتفع موتانا بدعائنا واستغفارنا لهم، وما نهديه إليهم من ثواب الأعمال الصالحة، ويستأنسون بالتسليم عليهم، وبقراءة القرآن عندهم، فما أحرىٰ أن نذكرهم بذلك كله، ونحن المحتاجون إلىٰ مثله في غد، ولا ندري لعله منّا قريب، ومهما بعُد عنّا فإنّنا سائرون إليه وإنّه لبالغنا، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

_________________________________

(1) إتحاف السادة المتقين 10: 365، كنز العمال / 42601.

(2) إتحاف السادة المتقين 10: 365، الحاوي للفتاوي / السيوطي 2: 302.

(3) سنن الدارقطني 2: 260، السنن الكبرىٰ / البيهقي 4: 256.

٣٠

الفصل الثاني

زيارة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل البيتعليهم‌السلام في الحديث الشريف

زيارة قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

إذا كان في زيارة الميِّت من تجديد العهد معه والإحساس بالقرب منه ما لا يخفىٰ من الأثر، وإذا كان في زيارة العظماء إحياءً لروح التأسِّي والاقتداء.. فإنّ ذلك كلُّه أولىٰ أن يكون مع سيِّد البشر وخاتم الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة الهداة من أهل بيته الذين أمر بحبِّهم والاقتداء بهم..

وإذا كان في زيارة القبور عائدة ثوابٍ علىٰ الزائر، فإنّها في زيارة النبي وآله أكبر وأكبر.

وفي كلِّ هذه الأبعاد جاء عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعنهم عليهم‌السلام حديث كثير، يعلِّمون الأمّة فيه شيئاً من آداب الإسلام ومن مفاتح أبواب الخير.

وربَّما وقع الكلام في أسانيد بعض هذه الأحاديث، ممّا اضطرنا إلىٰ الإطالة

٣١

نسبياً في مناقشة أسانيد وطرق ما اعتمدناه هنا، حتىٰ إذا حقَّقنا القدر الكافي من الدلالة علىٰ صحّة الاحتجاج بهذه الأحاديث، مِلنا إلىٰ الاختصار والتركيز.

ونبدأ هنا بما ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زيارة قبره الشريف:

الحديث الأول:

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زار قبري وجبت له شفاعتي » (1) .

والكلام أولاً في سند الحديث:

قال الدارقطني: حدّثنا القاضي المحاملي، ثنا عبيد بن محمد الوراق، ثنا موسىٰ بن هلال العبدي، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحديث..

وهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات، بلا خلاف، وإنّما وقع الكلام في عبيدالله بن عمر، وهو ثقة أيضاً، غير أنّ بعضهم رواه عن عبدالله، أخي عبيدالله، وهو دون أخيه (2) ، وبهذا تمسّك من ذهب إلىٰ تضعيف الحديث.

غير أنّ الثابت في جميع نسخ سنن الدارقطني « عبيدالله » مصغّراً، وهكذا رواه الدارقطني في غير السنن أيضاً، وكذلك أورده أبو اليمن زيد ابن الحسن في كتابه ( إتحاف الزائر وإطراف المقيم المسافر في زيارة سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ). وهكذا

_________________________________

(1) سنن الدارقطني 2: 278 / 194، السنن الكبرىٰ / البيهقي 5: 245، شعب الإيمان / البيهقي 3: 49، الأحكام السلطانية / الماوردي: 109، نيل الأوطار / الشوكاني 5: 108.

(2) هو عبد الله بن عمر بن حفص، بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العمري، خرج مع محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن المثنىٰ في ثورته علىٰ المنصور، فحبسه المنصور أخرجه عنه، توفي سنة 171 وقبل 173هـ. ويأتي الكلام في أقوال أهل الجرح والتعديل فيه لاحقاً.. تهذيب التهذيب 5: 285 - 286.

٣٢

رواه أيضاً الحافظ أبو الحسين القرشي في كتابه ( الدلائل المبينة في فضائل المدينة ). وهكذا أيضاً رواه الخلعيّ عن الدارقطني، وأورده ابن عساكر عن الخلعيّ، كلهم يذكرون « عبيدالله » مصغّراً. فاتفقت الرواية بهذا الاسناد عن « عبيدالله » (1) .

وهكذا في رواية البيهقي بإسناده الذي يلتقي مع إسناد الدارقطني في عبيد بن محمد الوراق، وفيه « عبيدالله » المصغّر (2) .

وعبيدالله هو عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، من صغار التابعين، ولد بعد سنة 70 هـ، سمع الحديث من سالم بن عبدالله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ونافع مولى عمر، وكان ملازماً له، وقد سئل أحمد ابن حنبل عن مالك بن أنس، وأيوب السختياني، وعبيدالله بن عمر، أيّهم أثبت في نافع؟ قال: عبيدالله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية (3) .

وقد ورد الحديث بنحو هذا اللفظ عن عبدالله بن عمر بن الخطاب من طريق آخر، أخرجه البزار في مسنده، قال: حدَّثنا قتيبة، ثنا عبدالله بن إبراهيم الغفاري، ثنا عبدالرحمن بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زار قبري حلّت له شفاعتي » .

قال الهيثمي: وفيه عبدالله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف (4) .

والغريب من الحافظ ابن كثير وهو يتصدىٰ لجمع المسانيد والسنن أنه لا

_________________________________

(1) انظر: شفاء السقام / السبكي: 2 - الطبعة الثانية / حيدر آباد الدكن - 1402 / 1982.

(2) شعب الإيمان / البيهقي 3: 490.

(3) سير أعلام النبلاء 6: 304 - 305.

(4) مجمع الزوائد 4: 2.

٣٣

يروي هذا الحديث في مسند ابن عمر إلّا من هذا الطريق، طريق عبدالله بن إبراهيم الغفاري، ويترك الطريق الذي اعتمده الدارقطني، والآخر الذي اعتمده البيهقي (1) ، أما محقق كتاب ابن كثير، هذا، فلم يزد علىٰ أن أورد تعليقة الهيثمي في تضعيف الغفاري، دون أن يذكر طريقاً آخر للحديث (2) .

وأما صاحب ( موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ) فقد أخرج الحديث بلفظه عن سنن الدارقطني، و ( الكنىٰ والاسماء ) للدولابي، و ( مجمع الزوائد ) للهيثمي، و ( تلخيص الحبير ) لابن حجر، و ( الدر المنثور ) للسيوطي، و ( إتحاف السادة المتقين ) للزبيدي، و ( كنز العمال ) للمتقي الهندي، و ( تذكرة الموضوعات ) للفتني، و ( الدرر المُنتثرة في الأحاديث المشتهرة ) للسيوطي، و ( الكامل في الضعفاء ) لابن عدي (3) . ولم يشر إلىٰ رواية البيهقي في ( السنن الكبرىٰ ) ولا في ( شعب الإيمان ) المؤيدة لرواية الدارقطني، وهما من مصادر كتابه (4) .

الحديث بلفظ آخر

وقد جاء بإسناد آخر، وبلفظ مقارب جداً للأول، وفيه « عبيدالله » المصغر أيضاً:

قال السبكي: ورواه عن موسىٰ بن هلال جماعة، منهم: جعفر بن محمد البزوري:

قال العقيلي في كتابه: ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا جعفر بن محمد

_________________________________

(1) انظر: جامع المسانيد والسنن 28: 130 / 244.

(2) جامع المسانيد والسنن 28: 130.

(3) موسوعة أطراف الحديث 8: 286.

(4) انظر: المصدر نفسه 1: 21 رقم 145 و 146.

٣٤

البزوري، ثنا موسىٰ بن هلال البصري، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي » قال السبكي: هكذا رأيته في نسخة « عبيدالله » (1) .

غير أنّ الطبعة المحقَّقة من كتاب العقيلي ( الضعفاء الكبير ) قد جاء فيها « عبدالله » مكبّراً، دون أن يشار إلىٰ النسخة التي فيها « عبيدالله » (2) .

وقد روىٰ بعضهم هذا النصّ عن « عبدالله »، وفيها: « محمد بن إسماعيل بن سَمُرة الأحمسي، ثنا موسىٰ بن هلال العبدي، عن عبدالله ابن عمر » بالتكبير، فردّه جماعة، منهم الحافظ يحيىٰ بن علي القرشي، وذكر أن الصواب « عبيدالله ». ومنهم: الحافظ ابن عساكر، قال: المحفوظ عن ابن سَمُرة « عبيدالله » (3) .

ويشهد لذلك كله رواية مسلمة الجهني عن عبيدالله العمري « المصغّر »:

أخرج الطبراني عن مسلمة بن سالم الجهني: حدّثني عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، قال، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من جاءني زائراً، لا تُعمله حاجة إلّا زيارتي، كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة » (4) .

وذكره آخرون بهذا الإسناد، منهم: يحيىٰ بن علي القرشي، عن الخلعيّ. وصححه سعيد بن السكن (5) . وحديث مسلمة الجهني أخرجه ابن كثير وذكر فيه « عبدالله » بدل عبيدالله (6) .

_________________________________

(1) شفاء السقام: 6.

(2) الضعفاء الكبير 4: 170 ترجمة موسىٰ بن هلال، وشفاء السقام - الطبعة الرابعة ( محققة ): 70.

(3) شفاء السقام: 8.

(4) المعجم الكبير / الطبراني 12: 255 / 13149.

(5) انظر: شفاء السقام: 16 - 20 الحديث الثالث.

(6) جامع المسانيد والسنن 28: 259 / 513.

٣٥

وأخرجه الهيثمي أيضاً، واكتفى في التعليق عليه بالقول: فيه مسلمة بن سالم وهو ضعيف. ومنه يظهر أنّ الذي عند الهيثمي « عبيدالله » الثقة، ولذا اكتفىٰ بتضعيف مسلمة ولم يذكر عبدالله، ولو كان قد وقع في إسناده لما ترك ذكره، ولما اكتفىٰ في تضعيف الحديث بتضعيف أحد رواته دون الآخر.

وضعف مسلمة لا يقدح في كونه قد رواه عن عبيدالله، فلم يكن مسلمة مدلساً، ولا وضّاعاً، غاية ما في الأمر أنه لم يتقن الحفظ، أو نحو ذلك من أسباب التضعيف.

من كل هذا تصبح الرواية عن « عبيدالله » هي الراجحة، وبعد هذا فإنّ الجمع بين الروايتين ممكن جداً، فلا مانع من أن يكون بعضهم قد روىٰ الحديث عن عبدالله مرّة، وعن عبيدالله مرّة أخرىٰ، فهما أخوان عاشا في طبقة واحدة، وكلاهما حدّث عن نافع، غاية ما في الأمر أن عبيدالله أرفع درجة وأثبت في الحديث من أخيه.

ومع هذا فلم يكن « عبدالله » عندهم ساقط الحديث أو متروكاً، بل فيهم من مدحه وأثنىٰ عليه:

فقد قال فيه أحمد بن حنبل: صالح. وقال أبو حاتم: رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه.

وقال ابن عدي: لا بأس به، صدوق. وقال يحيىٰ بن معين: ليس به بأس، يكتب حديثه، وقال: إنه في نافع صالح.

وفي القول الاَخير تزكية خاصة لأحاديثه عن نافع، وهذا الحديث منها.

وقال ابن عمّار الموصلي: لم يزكِّه أحد إلّا يحيىٰ بن سعيد.. وقال أحمد بن يونس: لو رأيت هيأته لعرفت أنّه ثقة.. وقال الخليلي: ثقة، غير أنّ الحفّاظ لم يرضوا

٣٦

حفظه، وقول ابن معين فيه إنّه صُويلح، إنّما حكاه عن إسحاق الكوسج، وأمّا عثمان الدارمي فقال عن ابن معين: صالح ثقة.

وقال ابن حبان: كان ممن غلب عليه الصلاح حتىٰ غلب علىٰ ضبط الأخبار والحفظ للآثار، تقع المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه استحق الترك (1) .

وهذا غاية ما قيل فيه من التضعيف، غير أنه معارض بما سبق أولاً، وبالخصوص في أحاديثه عن نافع، ومرودود ثانياً بإخراج مسلم له مقروناً بغيره، في المتابعات (2) ، كما أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة. وقد أورد له ابن أبي شيبة في مسنده حديثاً، فقال: هذا حديث حسن الإسناد (3) .

وعلىٰ هذا فالحديث في درجة الصحيح، وإذا انحصرت روايته في « عبدالله » وحده فهو حديث حسن، لا ينزل عن هذه الدرجة، والعمل بالحديث الحسن مما لا خلاف فيه.

ويشهد لذلك أيضاً ما نقله السبكي عن عبدالحق (4) ، قال: رواه عبدالحق رحمه الله في « الأحكام الوسطىٰ والصغرىٰ » وسكت عنه، وقد قال في خطبة « الأحكام الصغرىٰ » إنه تخيرها صحيحة الإسناد، معروفة عند النقاد، قد نقلها الأثبات، وتداولها الثقات.

وقال في خطبة « الوسطىٰ » وهي المشهورة اليوم بـ « الكبرىٰ »: إن سكوته عن

_________________________________

(1) تهذيب التهذيب، 5: 285 / 564.

(2) شفاء السقام: 9.

(3) تهذيب التهذيب 5: 285 / 564.

(4) وهو عبدالحق بن عبدالرحمن الأندلسي الإشبيلي، ابن الخرّاط. وصفه الذهبي بالإمام الحافظ البارع المجوّد العلّامة، كان فقيهاً حافظاً، عالماً بالحديث وعِلله، عارفاً بالرجال. له مصنّفات متقنة في الأحكام والحديث وغيرها. توفي سنة 580هـ ( سير أعلام النبلاء 21: 189 - 199 ).

٣٧

الحديث دليل علىٰ صحته (1) .

تلخّص لدينا من هذا البحث أربعة أحاديث يقوّي بعضها بعضاً، وهي:

1 - « من زار قبري وجبت له شفاعتي » وهو حديث صحيح، أو حسن.

2 - « من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي » .

3 - « من جاءني زائراً، لا تُعمله حاجة إلّا زيارتي، كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة » .

والأحاديث الثلاثة مروية عن « عبيدالله » المصغّر بطرق عديدة، ومثلها عن « عبدالله ».

4 - قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زار قبري حلّت له شفاعتي » وهو المحفوظ من رواية عبدالله بن إبراهيم الغفاري.

وفي الباب حديث خامس عن ابن عمر أيضاً، رواه الدارقطني في سننه وفي « العلل »، وأحمد في مسنده:

5 - عن جعفر بن محمد الواسطي، ثنا موسىٰ بن هارون، ثنا محمد بن حسن الختلي، ثنا عبدالرحمن بن المبارك، ثنا عون بن موسىٰ، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زارني إلىٰ المدينة كنت له شفيعاً وشهيداً » (2) .

وقال موسىٰ بن هارون، وهو الرجل الثاني في سند الحديث: ورواه إبراهيم

_________________________________

(1) شفاء السقام: 10 - 11.

(2) مسند أحمد 2: 74، سنن الدارقطني 3: 287 / 194، وشفاء السقام: 29 عن « العلل » للدارقطني.

٣٨

ابن الحجاج، عن وهب، عن أيوب، عن نافع مرسلاً (1) .

هذا من حيث إسناد الحديث وتوابعه وشواهده.

والكلام ثانياً في دلالة الحديث:

ولا غموض في دلالة هذا الحديث وشواهده، ولا غبار عليها، فقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وجبت » أو « حلّت » معناه ثبتت وحقّت ولزمت، وأنه لابدّ منها.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « وجبت له شفاعتي » أو ما جاء في نحو هذا اللفظ يعني أن الزائرين سيدخلون لزوماً في من تناله شفاعته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة، وهذا المعنىٰ يتضمن البشرىٰ بأنّ زائر قبر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كان صادقاً في قصده لن يموت إلّا علىٰ الإسلام. ونعمت البشرىٰ...

أو أن يراد به الزائر لقبره قربة واحتساباً تناله شفاعة خاصة، غير تلك الشفاعة العامة التي تنال عموم المسلمين، بسبب الزيارة وبفضلها.

وفي كلا الدلالتين من الفوز والفضل الكبير ما هو جدير في احتلال مكانة مهمة في اهتمامات المؤمن، وهو يتحرىٰ القربة عند الله والزلفىٰ لديه، انّه لفوز حقيق أن يتنافس فيه المتنافسون.

الحديث الثاني:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زارني بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليّ بالسلام، فإنه يبلغني » .

_________________________________

(1) شفاء السقام: 29.

٣٩

من حديث الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، رواه الإمام جعفر الصادق عن آبائه، عن علي عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال الشيخ الطوسي: محمد ابن أحمد بن داود (1) عن أبي أحمد إسماعيل بن عيسى بن محمد المؤدب (2) ، قال: حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عبدالله القرشي (3) ، قال: حدَّثنا محمد بن محمد بن الأشعث بن هيثم بمصر (4) ، قال: حدَّثنا أبو الحسن موسىٰ (5) بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام قال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي عليه‌السلام ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا، فابعثوا إليّ بالسلام فإنه يبلغني » (6) .

وهذا حديث إسناده جيد، فهو حديث حسن إن لم يكن صحيحاً، لعدم التصريح بوثاقة إسماعيل المؤدّب وإبراهيم القرشي، فهو حديث قائم بنفسه صالح للاحتجاج علىٰ ما تضمنه من استحباب زيارة قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وله شواهد

الأول: شاهد قوي من حديث حاطب بن أبي بلتعة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال:

_________________________________

(1) شيخ القميين في وقته، ولم يُرَ أحد أحفظ ولا أفقه ولا أعرف بالحديث منه. رجال النجاشي: 384 رقم 1045.

(2) لم يذكر بتضعيف ولا توثيق. معجم رجال الحديث 3: 164.

(3) لم يذكر بتضعيف ولا توثيق. معجم رجال الحديث 1: 285 رقم 269.

(4) ثقة سكن مصر. رجال النجاشي: 379 رقم 1013.

(5) من أصحاب التصانيف، له كتاب ( جامع التفاسير ) وكتاب ( الوضوء ). رجال النجاشي 410 / 1019.

(6) تهذيب الأحكام / الشيخ الطوسي 6: 3 / 1.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٢٧ - ( باب عدم جواز صلاة الرجل معقوص الشعر، ووجوب الإعادة بذلك )

٣٤٢٢ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « نهاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ عن اربع: عن تقليب الحصى في الصلاة، وان اصلّي وانا عاقص (١) رأسي من خلفي، وان احتجم وانا صائم، وان اخصّ يوم الجمعة بالصوم ».

٢٨ - ( باب استحباب الصلاة في النعل الطاهرة الذكية )

٣٤٢٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه‌السلام: انه قال: « صلّ في خفيّك، وفي (١) نعليك، ان شئت ».

٣٤٢٤ / ٢ - عوالي اللآلي: روي في الخبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انّه قال في النعلين يصلهما (١) الاذى: « فليمسحهما، وليصل فيهما ».

____________________________

الباب - ٢٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٤.

(١) عقص الشعر: جمعه وجعله في وسط الرأس وشده (مجمع البحرين - عقص - ج ٣ ص ١٧٥).

الباب - ٢٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٧.

(١) في المصدر: أو.

٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٦٠ ح ١٧٧، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢٧٥ ح ٤.

(١) في المصدر: يصيبهما.

٢٢١

٣٤٢٥ / ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس بان تصلي، وعليك نعل.

٢٩ - ( باب جواز كون يدي المصلي تحت ثيابه، في السجود وغيره )

٣٤٢٦ / ١ - احمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام، إذ دخل عليه عبدالملك القمي، فقال: اصلحك الله اشرب وانا قائم؟ فقال: « ان شئت » قال: فاشرب بنفس واحد حتى اروى؟ قال: « ان شئت » قال: فاسجد ويدي في ثوبي؟ قال: « ان شئت »، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « انّي والله ما من هذا وشبهه اخاف عليكم ».

٣٠ - ( باب جواز الصلاة في القرمز، إذا لم يكن حريراً محضاً، وإلّا لم يجز )

٣٤٢٧ / ١ - الصدوق في المقنع: ولا بأس بالصلاة في القرمز (١).

____________________________

٣ - المقنع ص ٢٥.

الباب - ٢٩

١ - المحاسن ص ٥٨١ ح ٥٥.

الباب - ٣٠

١ - المقنع ص ٢٥.

(١) القرمز: في الحديث « لا تلبس القرمز لأنّه أردية إبليس »، القرمز بكسر القاف والميم: صبغ أرمني يكون من عصارة دود يكون في اجامهم (مجمع البحرين - قرمز - ج ٤ ص ٣١).

٢٢٢

٣١ - ( باب كراهة الصلاة في التماثيل والصور وعليها، واستصحابها واستقبالها، إلى أن تغير، أو تغطّى، أو يضطر إليها، أو تكون تحت الرجل )

٣٤٢٨ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر محمّد بن علي (١) عليهما‌السلام، أنّه رئي جالساً على بساط فيها تماثيل، قيمته ألف أو ألفان، فقيل له في ذلك فقال: « السنّة أن تطأ عليه ».

وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انّه كره التصاوير في القبلة.

وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انّه قال: « لا يصلّي بخاتم فيه (٢) تماثيل ».

٣٤٢٩ / ٢ - الصدوق في المقنع: ولا تصل في ثوب يكون في عمله مثال طير، أو غير ذلك، ولا تصلّ وقدامك تماثيل، ولا في بيت فيه تماثيل.

٣٢ - ( باب جواز الصلاة في ثوب حشوه قز )

٣٤٣٠ / ١ - الصدوق في المقنع: وان جعلت في جبّتك بدل القطن قزّا، فلا بأس بالصلاة فيه.

____________________________

الباب - ٣١

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦٢ ح ٥٧٩.

(١) في المصدر: عن جعفر بن محمّد.

(٢) وفيه: نقشه.

٢ - المقنع ص ٢٥.

الباب - ٣٢

١ - المقنع ص ٢٥.

٢٢٣

٣٣ - ( باب وجوب ستر العورة في الصلاة، ولو بالحشيش ونحوه، فإن لم يجد ساتراً صلّى عرياناً مومياً قائماً مع عدم الناظر، وجالساً مع وجوده، واضعاً يده على عورته )

٣٤٣١ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال في الغريق وخائض الماء: « يصلّيان ايماء، وكذلك العريان، إذا لم يجد ثوبا يصلّي فيه جالسا ايماء ».

٣٤٣٢ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثنى موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، ان عليا عليه‌السلام سئل عن صلاة العريان فقال: « إذا رآه الناس صلّى قاعدا، وإذا كان لا يراه الناس صلّى قائما »، الخبر.

٣٤٣٣ / ٣ - الصدوق في المقنع: اعلم انّ العريان يصلّي قاعدا، ويضع يده على فرجه، وان كانت امرأة وضعت يديها على فرجها، ثم يوميان ايماء، يكون سجودهما اخفض من ركوعهما، ولا يسجدان ولا يركعان، فيبدو ما خلفهما، ولكن ايماء برؤوسهما، وإذا كانوا جماعة صلّوا وحدانا.

____________________________

الباب - ٣٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٩٧ باختلاف يسير في اللفظ

٢ - الجعفريات ص ٤٨.

٣ - المقنع ص ٣٦.

٢٢٤

٣٤ - ( باب استحباب تأخير العريان الصلاة إلى آخر الوقت، مع رجاء حصول ساتر )

٣٤٣٤ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد عليهم‌السلام قال: « كان أبي يقول: من غرقت ثيابه أو ضاعت وكان عريانا، فلا يصلي حتى يخاف ذهاب الوقت، فليصلّ جالسا يومي ايماء، يجعل سجوده اخفض من ركوعه ».

٣٥ - ( باب كراهة الإمامة بغير رداء، واستحبابه للإمام، ولمن يصلّي في ثوب واحد، واقلّه تكّة أو سيف، وعدم وجوبه )

٣٤٣٥ / ١ -دعائم الإسلام: عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام انّهما قالا: « لا بأس [ بالصلاة ] (١) في الازار أو في السراويل، إذا رمى المصلى على كتفه شيئا، ولو مثل جناحى الخطّاف ».

٣٤٣٦ / ٢ - أبوالفتح محمّد بن عثمان الكراجكي في روضة العابدين: روي انه كان يستحب للمرأة ايضاً الرداء.

____________________________

الباب - ٣٤

١ - الجعفريات ص ٤٨.

الباب - ٣٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٦ باختلاف في اللفظ.

(١) اثبتناه من المصدر.

٢ - روضة العابين: مخطوط.

٢٢٥

٣٦ - ( باب استحباب لبس اخشن الثياب واغلظها، في الصلاة في الخلوة، وأجودها وأجملها بين الناس، وكراهة اتقاء المصلى على ثوبه )

٣٤٣٧ / ١ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن محمّد بن الحسين بن كثير، قال: رأيت على أبي عبدالله عليه‌السلام جبّة صوف، بين قميصين غليظين، فقلت له في ذلك، فقال: « رأيت أبي يلبسها، وانّا إذا اردنا ان نصلّي لبسنا اخشن ثيابنا ».

٣٤٣٨ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن خثيمة بن أبي خثيمة، قال: كان الحسن بن علي عليهما‌السلام إذا قام إلى الصلاة، لبس اجود ثيابه، فقيل له: يابن رسول الله لم تلبس اجود ثيابك؟ فقال: « ان الله تعالى جميل يحبّ الجمال، فاتجمل لربي، وهو يقول: ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) فاحبّ ان البس اجود ثيابي ».

٣٤٣٩ / ٣ - وعن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام، في قول الله تعالى: ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هي الثياب ».

____________________________

الباب - ٣٦

١ - مكارم الاخلاق ص ١١٤.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤ ح ٢٩

(١) الاعراف ٧: ٣١.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢١.

(١) الاعراف ٧: ٣١.

٢٢٦

عوالي اللآلي مرسلا مثله (٢).

٣٤٤٠ / ٤ - دعائم الإسلام: انه كان لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام، ثوبان خشنان يصلّي فيهما في بيته، وإذا اراد ان يسأل الله الحاجة لبسهما.

٣٤٤١ / ٥ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليه‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من اتقى على ثوبه في صلاته، فليس لله اكتساه ».

٣٤٤٢ / ٦ - دعائم الإسلام: روينا عن علي عليه‌السلام انه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من اتقى على ثوبه ان يلبسه في صلاته، فليس لله اكتساه (١) ».

٣٧ - ( باب جواز الصلاة فيما يشترى من سوق المسلمين من الثياب، والجلود، ما لم يعلم أنه ميتة أو نجس، وعدم وجوب السؤال عنه )

٣٤٤٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه

____________________________

(٢) عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٣ ح ٢١.

٤ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٩ ح ٥٦٥.

٥ - الجعفريات ص ٣٩.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٦.

(١) في المصدر: اكتساؤه.

الباب - ٣٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٦.

٢٢٧

سئل عن جلود الغنم، يختلط الذكي منها بالميتة، وتعمل منها الفراء، قال: « ان لبستها فلا تصلّ فيها، وان علمت انّها ميتة فلا تشترها ولا تبعها، وان لم تعلم فاشتر وبع ».

٣٤٤٤ / ٢ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبدالله بن سنان، عنه - يعني أباعبدالله عليه‌السلام - قال: « ما جاءك من دباغ اليمن، فصلّ فيه ولا تسأل عنه ».

٣٨ - ( باب الصلاة فيما لا تحلّه الحياة من الميتة المأكولة اللحم، كالصوف، والشعر، والوبر، إذا أخذ جزّاً، أو غسل موضع الاتصال )

٣٤٤٥ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وان كان الصوف والوبر، والشعر، والريش من الميتة، وغير الميتة، بعد ان يكون ممّا حلّل الله اكله، فلا بأس به ».

٣٤٤٦ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه كره شعر الانسان وقال: « كلّ شئ سقط من (حي فهي) (١) ميتة، وكذا كلّ شئ سقط من اعضاء الحيوان وهي احياء فهو ميتة لا يؤكل، ورخّص فيما جزّ عنها من اصوافها وأوبارها واشعارها، إذا غسل، ان يلبس ويصلّي فيه وعليه، إذا كان طاهرا، خلاف شعور الناس ».

____________________________

٢ - مكارم الاخلاق ص ١١٨.

الباب - ٣٨

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤١.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٦.

(١) في المصدر: من انسان فهو.

٢٢٨

٣٩ - ( باب جواز الصلاة في السيف، والقوس، والكيمخت، وكراهة السيف للإمام إلّا لضرورة، واستقبال المصلّي له )

٣٤٤٧ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه « انّ عليا عليهم‌السلام، كان يصلّي في سيفه وعليه الكيمخت (١) ».

٣٤٤٨ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه سئل عن الصلاة في السيف، فقال: « السيف في الصلاة كالرداء ».

٤٠ - ( باب كراهة صلاة المراة بغير حليّ )

٣٤٤٩ / ١ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، أن (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال (٢): « لا تصلين امرأة الّا عليها من الحلي ادناه، خرص (٣) فما

____________________________

الباب - ٣٩

١ - الجعفريات ص ٥٢.

(١) الكَيْمَخت: جلد الميتة المملوح (مجمع البحرين - كمخ - ج ٢ ص ٤٤١).

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٧.

الباب - ٤٠

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦٢ ح ٥٨٠.

(١) في المصدر: عن.

(٢) في المصدر: انه قال.

(٣) الخرص، بضم الخاء وكسرها: حلقة صغيرة من حلي الاذن (لسان =

٢٢٩

فوقه، الا ان لا تجده ».

وروينا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٤)، انه كره للمرأة ان تصلي بلا حلي.

وروينا عن علي عليه‌السلام (٤)، انه قال: « قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: مر نساءك لا يصلين معطّلات، فان لم يجدن فليعقدن في اعناقهن ولو السير، ومرهن فليغيّرن اكفّهن بالحناء ولا يدعنها، (لكيلا تتشبّهن بالرجال) (٦) ».

٣٤٥٠ / ٢ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ولا تصلّي الّا وهي مختضبة، فان لم تكن مختضبة، فلتمس مواضع الحنّاء بخلوق ».

٤١ - ( باب كراهة الصلاة في الثوب الأحمر، والمزعفر، والمعصفر، والمشبع المفدم )

٣٤٥١ / ١ - الصدوق في المقنع: ويكره الصلاة في الثوب المشبع بالعصفر، المضرج بالزعفران.

____________________________

= العرب - خرص - ج ٧ ص ٢٢).

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٧.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٨.

(٦) في المصدر: مثل اكفّ الرجال.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٧.

الباب - ٤١

١ - المقنع ص ٢٥.

٢٣٠

٤٢ - ( باب كراهة الصلاة في الجلد، الذي يشتري من مسلم يستحلّ الميتة بالدباغ )

٣٤٥٢ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « كان لعلي بن الحسين (صلوات الله عليهما)، جبّة من فراء العراق، يلبسها فإذا حضرت الصلاة نزعها ».

٤٣ - ( باب استحباب الإكثار من الثياب في الصلاة )

٣٤٥٣ / ١ - محمّد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: سئل امير المؤمنين عليه‌السلام، عن علّة ما يصلى فيه من الثياب، فقال: « ان الإنسان إذا كان في الصلاة، فإن جسده، وثيابه، وكل شئ حوله يسبّح ».

٤٤ - ( باب استحباب العمامة، والسراويل، في حال الصلاة )

٣٤٥٤ / ١ - جامع الاخبار: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من صلى

____________________________

الباب - ٤٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٦.

الباب - ٤٣

١ - مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٣٧٧، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢٠٠ ح ٤.

الباب - ٤٤

١ - جامع الاخبار ص ٩١.

٢٣١

ركعتين بعمامة، فله من الفضل على من لم يتعمّم، كفضلي على امتي، ومن صلّى متعمّما، فله من الفضل على من صلّى بغير عمامة، كمن جاهد في البحر، على من جاهد في البر، في سبيل الله تعالى، ولو انّ رجلا متعمما صلّى بجميع امتي بغير عمامة، يقبل الله تعالى صلاتهم جميعا من كرامته عليه، ومن صلّى متعمما، وكّل به سبعمائة ألف ملك يكتبون له الحسنات، ويمحون عنه السيئات، ويرفعون له الدرجات ».

٤٥ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب لباس المصلي )

٣٤٥٥ / ١ - دعائم الإسلام: روينا عن علي بن الحسين عليهما‌السلام، انه كان يصلّي بالبرنس.

وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « البرنس كالرداء ».

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه نهى عن الصلاة في ثياب اليهود، والنصارى، والمجوس، يعني التي لبسوها.

٣٤٥٦ / ٢ - العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: عشرون خصلة في المؤمن، من لم يكن فيه لم يكمل ايمانه، انّ من اخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون للصلاة - إلى ان قال - والمتزرون على أوساطهم ».

____________________________

الباب - ٤٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٦.

٢ - كنز الفوائد ص ٢٩.

٢٣٢

٣٤٥٧ / ٣ - وعن أبي الرجاء محمّد بن طالب، عن ابي المفضل محمّد بن عبدالله الشيباني، عن عبدالله بن جعفر الازدي، عن خالد بن يزيد، بن محمّد عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن محمّد بن علي (١)، عن أبيه، عن جده عليهم‌السلام، قال: « قال علي عليه‌السلام لنوف البكالي: هل تدري من شيعتي؟ قال: لا والله، قال: شيعتي الذبل الشفاه - إلى ان قال -: الذين إذا جنّهم الليل، اتزّروا على اوساطهم، وارتدوا على اطرافهم »، الخبر.

٣٤٥٨ / ٤ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه كان له بردان معزولان للصلاة، لا يلبسهما الّا فيها.

٣٤٥٩ / ٥ - طبقات محمّد بن سعد: حدثنا محمّد، قال: حدثنا الفضل ابن دكين، قال: حدثنا شريك، عن جابر، عن مولىً لجعفر يقال له هرمز - والصواب جعفي - قال: رأيت عليا عليه‌السلام، عليه عمامة سوداء، قد ارخاها من بين يديه، ومن خلفه.

٣٤٦٠ / ٦ - حدثنا محمّد قال: أخبرنا وكيع، عن أبي العنبس عمرو بن مروان، عن أبيه، قال: رأيت على عليّ عليه‌السلام عمامة سوداء، قد ارخاها من خلفه.

____________________________

٣ - كنز الفوائد ص ٣٠.

(١) في المصدر: محمّد بن علي بن طالب.

٤ - المصدر السابق ص ٢٨٥.

٥ - طبقات محمّد بن سعد ج ٣ ص ٢٩.

(١) بين الفاصلتين ليس في المصدر.

٦ - المصدر السابق ج ٣ ص ٢٩.

٢٣٣

٣٤٦١ / ٧ - حدثنا محمّد، قال: اخبرنا وكيع، عن الاعمش، عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري، قال: رأيت على عليّ عليه‌السلام عمامة سوداء، يوم قتل عثمان.

٣٤٦٢ / ٨ - حدثنا محمّد قال: اخبرنا مالك بن اسماعيل النهدي، قال: حدثنا جعفر بن زياد، عن الاعمش، عن أبي ظبيان قال: خرج علينا عليّ عليه‌السلام، في ازار اصفر، وخميصة (١) سوداء.

٣٤٦٣ / ٩ - الصدوق في المقنع: ولا تصلّ على بواري اليهود والنصارى.

____________________________

٧ - طبقات محمّد بن سعد ج ٣ ص ٢٩.

٨ - المصدر السابق ج ٣ ص ٣١.

(١) الخميصة: وهي ثوبُ خَزٍّ أو صوفٍ مُعلَمْ (لسان العرب - خمص - ج ٧ ص ٣٠).

٩- المقنع ص ٢٥.

٢٣٤

أبواب أحكام الملابس ولو في غير الصلاة

١ - ( باب استحباب التجمل، وكراهة التباؤس )

٣٤٦٤ / ١ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد، قال: اخبرنا محمّد بن محمّد الاشعث، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بئس العبد القاذورة ».

دعائم الإسلام عنه عليه‌السلام مثله (١).

٣٤٦٥ / ٢ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه نظر إلى رجل من اصحابه، عليه جبّة خزّ - إلى ان قال -: ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام للرجل: « البس [ و ] (١) تجمّل، فان الله عزّوجلّ يحبّ الجمال ما كان من حلال »

٣٤٦٦ / ٣ - وعن علي عليه‌السلام في خبر يأتي: « فان الله جميل يحبّ الجمال، وان يرى اثر نعمته على عبده ».

____________________________

الباب - ١

١ - الجعفريات ص ١٥٧.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٢٣.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٤ ح ٥٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - يأتي في الحديث ١ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

٢٣٥

٣٤٦٧ / ٤ - فقه الرضا عليه‌السلام: « واروي ان الله تبارك وتعالى يحبّ الجمال والتجمّل، ويبغض البؤس والتباؤس، وان الله عزّوجلّ يبغض من الرجال القاذورة، وانّه إذا انعم على عبده نعمة، احبّ ان يرى اثر تلك النعمة ».

٣٤٦٨ / ٥ - العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: وكان (صلى الله عليه) وآله يحثّ امّته على النظافة، ويأمرهم بها، وانّ من المحفوظ عنه في ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « انّ الله يبغض الرجل القاذورة فقيل: وما القاذورة يا رسول الله؟ قال: الذي يتوقف (١) به جليسه ».

٢ - ( باب استظهار النعمة، وكون الإنسان في احسن زىّ قومه، وكراهة كتم النعمة )

٣٤٦٩ / ١ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، ان عليا عليهم‌السلام كان يقول: « يستحب (١) للرجل إذا انعم الله عليه بنعمة، ان يرى اثرها عليه في ملبسه، ما لم يكن شهرة ».

٣٤٧٠ / ٢ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال في حديث:

____________________________

٤ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٨.

٥ - كنز الفوائد ص ٢٨٥.

(١) كذا في المصدر والأصل المخطوط والطبعة الحجرية، والظاهر أنها تصحيف: « يتأفّف »، والتأفف هو الاستقذار لما يشمّ، وتأفّف به: استقذاره، راجع لسان العرب - افف - ج ٩ ص ٧.

الباب - ٢

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٣ ح ٥٤٣.

(١) في المصدر: ينبغي.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٥٠

٢٣٦

« وان الله عزّوجلّ قد وسع علينا، ويستحب لمن وسع الله له، ان يرى اثر ذلك عليه ».

٣٤٧١ / ٣ - الشيخ المفيد في الاختصاص: حدثنا عبيد الله (رحمه الله)، عن احمد بن علي بن الحسن بن شاذان، عن محمّد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفى، عن الحسين بن محمّد بن الفرزدق، عن محمّد بن علي بن مردويه، عن الحسن بن موسى، عن علي بن اسباط، عن غير واحد من اصحاب ابن دأب، عنه، قال: استعدى زياد بن شداد الحارثي - صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - على أخيه عبدالله بن شداد، فقال: يا أميرالمؤمنين ذهب اخي في العبادة، وامتنع ان يساكنني في داري، ولبس ادنى ما يكون من اللباس، قال: يا أميرالمؤمنين تزينت بزينتك، ولبست لباسك، قال: « ليس لك ذلك ان امام المسلمين إذا ولي امورهم، لبس لباس ادنى فقيرهم، لئلا يتبيغ (١) بالفقير فقره فيقتله، فلا علمن ما لبست الّا من احسن زى قومك، وامّا بنعمة ربّك فحدث، فالعمل بالنعمة، احبّ اليّ من الحديث بها ».

٣٤٧٢ / ٤ - نهج البلاغة: في كتابه عليه‌السلام للحارث الهمداني: « واستصلح كلّ نعمة انعمها الله عليك، ولا تضيّعن نعمة من نعم الله عندك، ولير عليك اثر ما انعم الله به عليك ».

٣٤٧٣ / ٥ - عوالي اللئالي: عن أبي الاحوص، قال: أتيت النبي

____________________________

٣ - الاختصاص ص ١٥٢، والكافي ج ١ ص ٣٣٩ ح ٣.

(١) التبيغ: الهيجان والغلبة، واحتمل في اللسان انقلابه عن البغي (مجموع البحرين - بيغ - ج ٥ ص ٨ ولسان العرب ج ٨ ص ٤٢٢).

٤- نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٦ ر ٦٩.

٥- عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٣ ح ٢٨.

٢٣٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وانا اشعث اغبر، فقال: « هل لك من المال؟ » فقلت: من كلّ المال فقد اتاني الله عزّوجلّ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « انّ الله عزّوجلّ إذا انعم على عبد، احبّ أن يرى عليه آثار نعمته ».

٣ - ( باب استحباب لبس الثوب النقي النظيف )

٣٤٧٤ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « نقاء الثوب يكبت العدو، وغسل الثياب يذهب الهمّ والحزن (١)، وتشميرها طهورها ».

٣٤٧٥ / ٢ - وعن أبي جعفر عليه‌السلام: ومنه قول الله عزّوجلّ: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) (١) يعنى فشمّر.

٣٤٧٦ / ٣ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال في حديث: « ومن اتخذ ثوبا فلينظّفه ».

ورواه في الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (١).

____________________________

الباب - ٣

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٦١.

(١) في المصدر: والغم.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٧ ح ٥٥٧.

(١) المدثر ٧٤: ٤.

٣ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٦٠.

(١) الجعفريات ص ١٥٧.

٢٣٨

٤ - ( باب عدم كراهة لبس الثياب الفاخرة الثمينة، إذا لم تؤدّ إلى الشهرة، بل استحبابه، وكراهة الشهرة مطلقاً، ولو بلبس الخلقان والخشن ونحوه )

٣٤٧٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « انّ امير المؤمنين عليا عليه‌السلام، لما بعث ابن عباس إلى الخوارج، لبس افضل ثيابه، وتطيّب بافضل طيبه، وركب افضل مراكبه، ثم خرج إليهم فوافاهم، فقالوا: يابن عباس بينا انت خير الناس، إذ اتينا في لباس (١) الجبارين ومراكبهم! فتلا عليهم: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٢) ».

٣٤٧٨ / ٢ - وعنه عليه‌السلام: انه خرج يوما على اصحابه وعليه جبّة خزّ صفراء، وعمامة خزّ صفراء، ومطرف خزّ اصفر، فذكر اللباس، فقال: « كان يوسف بن يعقوب يلبس اقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس على السرير يقضي بين الناس، وانّما احتاج الناس إلى قسطه وعدله ».

٣٤٧٩ / ٣ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: ان رجلا قال له: جعلت فداك ما احبّ اليّ [ من ] (١) الناس من يأكل الخشن (٢)،

____________________________

الباب - ٤

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٣ ح ٥٤٤.

(١) في المصدر: زيّ.

(٢) الاعراف ٧: ٣٢.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٤ ح ٥٤٥.

٣ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٤ ح ٥٤٨.

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: الجشب.

٢٣٩

ويلبس الخشن، فيتخشّع (٣) فيرى عليه اثر الخشوع، فقال: « ويحك انّما الخشوع في القلب، أو ما علمت ان نبيّا ابن نبي ابن نبي ابن نبي، كان يلبس اقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس مجلس آل فرعون يحكم بين الناس، فما احتاجوا (٤) إلى لباسه، وانّما احتاجوا إلى قسطه وعدله، وكذلك فانمّا يحتاج الناس من الامام، إلى ان [ يقضى بالعدل، و ] (٥) إذا قال صدق، وإذا وعد انجز، وإذا حكم عدل، ان الله جلّ جلاله لم يحرم لباسا احلّه، ولا طعاما، ولا شرابا من حلال، وانمّا حرّم الحرام قل أو كثر، وقد قال الله عزّوجلّ: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٦) ».

٣٤٨٠ / ٤ - وعنه عليه‌السلام: ان سفيان الثوري دخل عليه فرأى عليه ثيابا رفيعة، فقال: يا بن رسول الله، انت تحدثنا عن علي عليه‌السلام، انه كان يلبس الخشن من الثياب والكرابيس، وانت تلبس القوهى والمروى، فقال: « ويحك يا سفيان ان عليا عليه‌السلام كان في زمن ضيق، وان الله عزّوجلّ قد وسّع علينا، ويستحب لمن وسّع الله له (١)، ان يرى اثر ذلك عليه ».

٣٤٨١ / ٥ - وعنه عليه‌السلام: انه حجّ فبينا هو في الطواف وعليه ثوبان رقيقان، إذ جذب رجل بطرف ثوبه، فالتفت إليه فإذا هو عباد

____________________________

(٣) في المصدر: ويتخشع.

(٤) في المصدر: يحتاج الناس.

(٥) اثبتناه من المصدر.

(٦) الاعراف ٧: ٣٢.

٤ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٥٠.

(١) في المصدر: عليه.

٥ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٦ ح ٥٥٤.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491