مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل16%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 270808 / تحميل: 5955
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وفيه حديثان آخران بعد ذكر أحاديث.

٢٩١٢ / ٣ - وروى أبوجعفر محمّد بن علي بن بابويه في كتاب مدينة العلم: عن أبي عبدالله عليه‌السلام: « أنّ الصلاة الوسطى صلاة الظهر، وهي أول صلاة فرضها الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٢٩١٣ / ٤ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث أنّه قال: « قال الله عزّوجلّ: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) وهي صلاة الجمعة والظهر في سائر الايام، وهي أول صلاة صلاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وهي وسط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة، وصلاة العصر ».

٢٩١٤ / ٥ - العيّاشي في تفسيره: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: قلت له: الصلاة الوسطى فقال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين والوسطى هي الظهر وكذلك كان يقرؤها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٢٩١٥ / ٦ - وعن زرارة ومحمّد بن مسلم أنّهما سألا أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١)

____________________________

٣ - فلاح السائل ص ٩٥، وعنه في البحار ٨٢ ص ٢٩١ ذيل حديث ١٧.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٢، معاني الاخبار ص ٣٣٢ ح ٥، وعلم الشرائع ص ٣٥٤ ح ١، وعنها في البحار ج ٨٢ ص ٢٨٢ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ٢٣٨.

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٧ ح ٤١٥، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٣١ ح ٤ والبحار ج ٨٢ ص ٢٨٨ ح ١٢.

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٧ ح ٤١٧، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٣١ ح ٦ والبحار ج ٨٢ ص ٢٨٨ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ٢٣٨.

٢١

قال: « صلاة الظهر وفيها فرض الله الجمعة ».

٢٩١٦ / ٧ - وعن محمّد بن مسلم، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال: « صلاة الوسطى هي الوسطى من صلاة النهار، وهي صلاة (١) الظهر ».

٢٩١٧ / ٨. وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « الصلاة الوسطى صلاة الظهر، وهي اول صلاة صلاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهي وسط صلاتين بالنهار، صلاة الغداة وصلاة العصر ».

٢٩١٨ / ٩ - أحمد بن محمّد السيّاري في كتاب التنزيل والتحريف: عن صفوان، عن عليّ، عن محمّد بن مسلم قال: قلت: ما الصلاة الوسطى؟ إلى ان قال: ثم قال عليه‌السلام: « الوسطى: الظهر ».

٢٩١٩ / ١٠ - وعنه: عن محمّد بن جمهور، يرويه عنهم عليهم‌السلام: « ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) هي الظهر وهي وسط النهار ». الخبر.

____________________________

٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٨ ح ٤١٩ وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٨٩ ح ١٥.

(١) ليس في المصدر.

٨ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٧ ح ٤١٦، وعنه في البحار ج ٨٩ ص ١٩٤ ح ٣٧، ورواه الكليني « ره » في الكافي ج ٣ ص ٢٧١ ح ١ وعنه في تفسير البرهان ج ١ ص ٢٣٠ ح ١.

٩، ١٠ - التنزيل والتحريف ص ٨.

(١) البقرة ٢: ٢٣٨.

٢٢

٢٩٢٠ / ١١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يوم الخندق: « شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً » وكانوا شغلوه عن صلاة العصر.

ورواه في فقه القرآن (١) أيضاً، وزاد بعد قوله الوسطى: « صلاة العصر »، وبعد قوله ناراً: ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « انها الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود، حتى توارت بالحجاب ».

٢٩٢١ / ١٢ - وفيه: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، في قوله تعالى: ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) (١) انها الصلاة الوسطى.

قلت: هذه الاخبار لا تقاوم ما مر من وجوه، مع أنّا قد أخرجنا في كتابنا فصل الخطاب أخباراً معتبرة صريحة في أنّه كان في قراءة أهل البيت عليهم‌السلام، والصلاة الوسطى، وصلاة العصر، فلا بد من الحمل على التقية.

٦ - ( باب تحريم الاستخفاف بالصلاة والتهاون بها )

٢٩٢٢ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: أروي بحذف الإسناد عن سيدة النساء فاطمة، ابنة سيد الأنبياء صلوات الله عليها وعلى

____________________________

١١ - لب اللباب: مخطوط

(١) فقه القرآن ج ١ ص ١٦٤.

١٢ - فقه القرآن ج ١ ص ٨٢.

(١) الإسرا ٧٨:١٧.

الباب -٦

١ - فلاح السائل ص ٢٢، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢١ ح ٣٩

٢٣

أبيها، وبعلها وبنيها (١)، أنّها سألت أباها محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالت: « يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال، والنساء؟ قال: يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء، ابتلاه الله بخمسة عشر خصلة، ست منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره.

فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالاولى: يرفع الله البركة من عمره. ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّوجلّ سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.

وأما اللواتي تصيبه عند موته: فأولاهن (٢): أنه يموت ذليلاً، والثانية: يموت جائعاً، والثالثة: يموت عطشاناً، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه.

وأما اللواتي تصيبه في قبره: فأولاهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية: يضيق عليه قبره، والثالثة: تكون الظلمة في قبره.

وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره فأولاهن: أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه، والثانية: يحاسبه (٣) حساباً شديداً، والثالثة: لا ينظر الله إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم ».

____________________________

(١) في المصدر: وعلى بعلها وعلى أبنائها الأوصياء.

(٢) في المصدر: فأولهن، وكذا في بقية مواضع الحديث.

(٣) في المصدر: يحاسب.

٢٤

٢٩٢٣ / ٢ - كتاب مثنى بن الوليد الحنّاط: عن أبي بصير قال: دخلت على حميدة، اعزّيها بأبي عبدالله عليه‌السلام فبكت، ثم قالت: يا أبا محمّد لو شهدته حين حضره الموت وقد قبض إحدى عينيه، ثم قال (١): (ادعوا لي قرابتي ومن يطف بي) فلما اجتمعوا حوله قال: « ان شفاعتنا لن تنال مستخفاً بالصلاة ».

٢٩٢٤ / ٣ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن رجل، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « ان اول ما يحاسب [ عليه ] (١) العبد الصلاة، فإذا قبلت قبل سائر عمله، وإذا ردت عليه (٢)، رد عليه سائر عمله ».

٢٩٢٥ / ٤ - فقه الرضا عليه‌السلام: « أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة، فإن صحت له الصلاة صح له ما سواها، وإن ردت رد ما سواها، واياك أن تكسل عنها، أو تتوانى فيها، أو تتوانى (١) بحقّها، أو تضيّع حدها وحدودها، أو تنقرها نقر الديك، أو تستخف بها، أو تشتغل عنها بشئ من غرض الدنيا، أو تصلي بغير وقتها ».

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ليس مني من استخف

____________________________

٢ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٥ ح ٦٣.

(١) في المصدر: قال لي.

٣ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١١٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٦ ح ٦٤.

(١) اثبتناه في المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

٤ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢٠ ح ٣٧.

(١) في المصدر والبحار: تتهاون.

٢٥

بصلاته، لا يرد علي الحوض لا والله ».

٢٩٢٦ / ٥ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لكل شئ وجه، ووجه دينكم الصلاة، فلا يشينن أحدكم وجه دينه (١)، ولكل شئ أنف، وأنف الصلاة التكبير ».

٢٩٢٧ / ٦ - الشهيد الثاني في أسرار الصلاة: عن العيص بن القاسم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « والله [ انه ] ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة، فأي شئ أشد من هذا، والله انكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه، لاستخفافه بها، إنّ الله عزّوجلّ لا يقبل إلا الحسن، فكيف يقبل ما يستخف به ».

٢٩٢٨ / ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « من أحسن صلاته حتى تراها الناس، واساءها حين يخلو، فتلك استهانة ».

____________________________

٥ - الجعفريات ص ٣٩، وفي الكافي ج ٣ ص ٢٧٠ ح ١٦، والتهذيب ج ٢ ص ٢٣٧ ح ٩٤٠، والمجازات النبوية ص ٢٠٨ ح ١٦٧ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٣٧٣ ح ٢٥.

(١) في المخطوط والمصدر: دينكم، وما أثبتناه من الكافي والتهذيب.

٦ - أسرار الصلاة ص ١٠٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - اللباب: مخطوط، شهاب الأخبار ص ٢١٤ ح ٣٨٩.

٢٦

٧ - ( باب تحريم إضاعة الصلاة ووجوب المحافظة عليها )

٢٩٢٩ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يزال الشيطان هائباً ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه فألقاه في العظائم ».

ورواه في دعائم الإسلام (١)، عن عليّ عليه‌السلام، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله مع اختلاف يسير.

٢٩٣٠ / ٢ - الصدوق في الأمالي: عن الحسين بن أحمد بن ادريس، عن أبيه، عن محمّد بن احمد الاشعري، عن محمّد بن آدم، عن الحسن بن علي الخزاز، عن الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق عليه‌السلام، قال: « أحب العباد إلى الله عزّوجلّ رجل صدوق في حديثه، محافظ على صلاته، وما افترض الله عليه مع أداء الامانة ».

المفيد في الاختصاص (١): عن ابن أبى العلاء، مثله.

٢٩٣١ / ٣ -وفي مجالسه: عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن

____________________________

الباب - ٧

١ - الجعفريات ص ٣٩.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٣.

٢- امالي الصدوق ص ٢٤٣ ح ٨، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١١ ح ١٠.

(١) الاختصاص ص ٢٤٢.

٣ - أمالي المفيد ص ١٨٩ ح ١٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٢ ح ٤٥.

٢٧

على بن مهزيار، عن اسماعيل بن عباد، عن الحسن بن محمّد، عن سليمان بن سابق، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالله بن لهيعة، عن ابى الزبير، عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « أيها الناس - بعد كلام تكلم به -، عليكم بالصلاة، عليكم بالصلاة، فإنّها عمود دينكم، كابدوا بالليل بالصلاة، واذكروا الله كثيراً، يكفّر سيئاتكم »، الخبر

٢٩٣٢ / ٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام: عنه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « حافظوا على الصلوات الخمس، فإنّ الله عزّوجلّ إذا كان يوم القيامة يدعو العبد، فأوّل شئ يسأل عنه الصلاة، فان جاء بها تامة، وإلا زخ (١) به في النار ».

٢٩٣٣ / ٥ - وبالاسناد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لأصحابه (١): « لا تضيعوا صلاتكم، فإنّ من ضيّع صلاته حُشر مع قارون وهامان وفرعون، وكان حقّاً على الله ان يدخله النار مع المنافقين، والويل لمن لم يحافظ على صلاته وأداء سنّة نبيه ».

____________________________

٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٥٣ ح ٩٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٨ ذيل الحديث ١٥.

(١) زخ: كلّ دفع زخ، وفي الحديث: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار: أي دفع ورمي (لسان العرب - زخخ - ج ٣ ص ٢٠).

٥ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٥٣ ح ٩١، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٤ ذيل الحديث ٢٣

(١) لاصحابه: ليس في المصدر.

(٢) وفي نسخة: سننه، سنته، منه « قده ».

٢٨

٢٩٣٤ / ٦ ابراهيم بن محمّد الثقفى، في كتاب الغارات: عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن عبدالله بن الحسن، عن عباية، قال: كتب امير المؤمنين عليه‌السلام إلى محمّد بن أبي بكر: « انظر صلاة الظهر - إلى أن قال -، واعلم يا محمّد أنّ كلّ شئ تبع لصلاتك (١) واعلم أنّ من ضيّع الصلاة فهو لغيرها أضيع ».

٢٩٣٥ / ٧ -دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام قال: « اوصيكم بالصلاة التى هي عمود الدين، وقوام الإسلام، فلا تغفلوا عنها ».

٢٩٣٦ / ٨ - وعن أبي جعفر عليه‌السلام، إنّ رجلاً ذكر له رجلا فقال: انهتك [ ستره ] (١)، وارتكب المحارم، واستخفّ بالفرائض، حتى أنّه ترك الصلاة [ المكتوبة ] (٢)، وكان متكئاً، فاستوى جالساً، وقال: « سبحان الله ترك الصلاة المكتوبة، إنّ ترك الصلاة المكتوبة عند الله عظيم ».

٢٩٣٧ / ٩ -العياشي في تفسيره: عن ادريس القمّي قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الباقيات الصالحات، فقال: « هي الصلاة فحافظوا عليها ».

٢٩٣٨ / ١٠ -ابن الشيخ الطوسى في مجالسه: عن أبيه، عن جماعة، عن

____________________________

٦ - الغارات ج ١ ص ٢٤٧.

(١) في المصدر: كلّ شئ من عملك يتبع صلاتك.

٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٣، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٢ ح ٥٧

٨ - دعائم الإسلام ج ١ ض ٦٣.

(١)، (٢) أثبتناه من المصدر.

٩ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢٧ ح ٣١، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٢ ح ٤٤.

١٠ - امالي الطوسي ج ٢ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٩ ح ٢٠.

٢٩

أبى المفضل، عن الفضل بن محمّد الشعرانى، عن هارون بن عمرو المجاشعى، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه الصادق عليه‌السلام.

وعن المجاشعى، عن الرضا، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام قال: « اوصيكم بالصلاة وحفظها فإنّها خير العمل، وهى عمود دينكم »، الخبر.

٢٩٣٩ / ١١ - المحقّق في المعتبر: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يزال الشيطان ذعراً من أمر المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهنّ اجترأ عليه ».

٢٩٤٠ / ١٢ - الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول: فيما أوصى به أميرالمؤمنين عليه‌السلام عند وفاته: « الصلاة الصلاة الصلاة »، الخبر.

٨ - ( باب وجوب إتمام الصلاة وإقامتها ).

٢٩٤١ / ١ -الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: " تكتب الصلاة على أربعة أسهم - إلى أن قال -، فإذا هو أتم ركوعها وسجودها، وأتم سهامها، صعدت إلى

____________________________

١١- المعتبر ص ١٣٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٧.

١٢ - تحف العقول ص ١٣٦.

الباب - ٨.

١ - الجعفريات ص ٣٧.

٣٠

السماء، لها نور يتلألأ، وفتحت لها أبواب السماء، وتقول: حافظت عليّ حفظك الله، وتقول الملائكة: صلى الله على صاحب هذه الصلاة، وإذا لم يتم سهامها، صعدت ولها ظلمة، وغلق أبواب السماء دونها، وتقول: ضيعتني ضيعك الله، وضرب بها وجهه ».

وبهذا الاسناد (١) قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة ميزان اُمّتي، مَنْ وَفّى استوفى ».

٢٩٤٢ / ٢ -الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه‌السلام: « للمصلي ثلاث خصال: يتناثر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحف به الملائكة من قدميه إلى أعنان السماء، وملك ينادي (١): لو تعلم من تناجي ومن ينظر اليك ما انفلت (٢) ولا زلت من (٣) موضعك أبداً ».

٢٩٤٣ / ٣ - البرقي في المحاسن: عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « الصلاة عمود الدين، مثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود ثبتت الاوتاد والاطناب، وإذا مال العمود وانكسر، لم يثبت وتد ولا طنب ».

____________________________

(١) نفس المصدر ٣٢.

٢ - الهداية ص ٢٩، وثواب الاعمال ص ٥٧ ح ٣، وعنهما في البحار ج ٨٢ ص ٢١٥ ح ٣٠.

(١) في المصدر: يناديه: أيها المصلي.

(٢) في المصدر: التفت، وفي ثواب الاعمال: انفتلت.

(٣) في المصدر: عن.

٣ - المحاسن ص ٤٤ ح ٦٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢١٨ ح ٣٦.

٣١

٢٩٤٤ / ٤ - أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد: قال: قال لقمان عليه‌السلام لابنه: « يا بني أقم الصلاة، فانما مثلها في دين الله كمثل عمود [ الـ ] (١) فسطاط، فإنّ العمود إذا استقام نفعت الاطناب، والاوتاد، والظلال، وإن لم يستقم لم ينفع وتد، ولا طنب، ولا ظلال ».

٢٩٤٥ / ٥ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « أول ما ينظر في عمل العبد في (١) يوم القيامة في صلاته، فان قبلت نظر في غيرها (٢)، وان لم تقبل لم ينظر في عمله بشئ ».

٢٩٤٦ / ٦ -دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « إذا أحرم العبد المسلم في صلاته أقبل الله إليه (١) بوجهه، ووكل به ملكاً يلتقط القرآن من فيه التقاطاً، فإذا أعرض أعرض الله عنه، ووكله إلى الملك ».

٢٩٤٧ / ٧ - الشيخ الطوسي رحمه الله في مجالسه: عن جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن

____________________________

٤ - كنز الفوائد ص ٢١٤، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤٣٢ ح ٢٤، وج ٨٢ ص ٢٢٧ ح ٥١.

(١) اثبتناه من البحار.

٥ - عوالي اللالي ج ٣ ص ٦٥ ح ٥، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٧ ح ٥٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: من عمله.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٢ ح ٥٧.

(١) في المصدر: عليه.

٧ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٢، وفي البحار ج ٧٧ ص ٧٩ عن مكارم الاخلاق ص ٤٦١.

٣٢

محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله، عن أبي حرب بن أبي الاسود الدؤلي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا أبا ذر ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك، ينادى: يابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت وما التفت » الخبر.

٢٩٤٨ / ٨ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة، لعلي بن بابويه: عن الحسن بن حمزة العلوى، عن علي بن محمّد بن أبي القاسم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة ميزان، من وفى استوفى ».

٢٩٤٩ / ٩ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب، عن العبد الصالح عبدالله بن أبي يعفور، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها، صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبداً، ثم اضرب ببصرك إلى موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم أنك قدّام من يراك ولا تراه ».

٢٩٥٠ / ١٠ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال عليه‌السلام:

____________________________

٨ - البحار ج ٨٢ ص ٢٣٥ ح ٦٢، بل عن جامع الاحاديث للقمي ص ١٥.

٩ - فلاح السائل ص ١٥٧، أمالي الصدوق ص ٤٠٣ ح ١٠، ثواب الاعمال ص ٥٧ ح ٢، مشكاة الانوار ص ٧٣، عنها في البحار ج ٨٤ ص ٢٣٣ ح ٦.

١٠ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٣، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٣ ح. ٣١.

٣٣

« للمصلّي ثلاث خصال، يتناثر (١) عليه البر من اعنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحفّ (٢) به الملائكة من موضع قدميه إلى عنان السماء، وينادي مناد: لو يعلم المصلّي ما له في الصلاة من الفضل والكرامة ما انفتل (٣)، وإذا احرم العبد في صلاته أقبل الله عليه بوجهه، ووكل به ملكاً يلتقط القرآن من فيه التقاطاً، فان اعرض اعرض الله عنه ووكله إلى الملك، فان هو أقبل على صلاته بكليّته (٤) رفعت صلاته كاملة، وان سها فيها بحديث النفس نقص من صلاته بقدر ما سها وغفل، ورفع من صلاته ما أقبل عليه منها، ولا يعطي الله القلب الغافل شيئاً، وانما جعلت النافلة ليكمل (٥) بها الفريضة ».

وقال: « قيل إنّ الصلاة أفضل العبادة لله، وهي أحسن صورة خلقها الله، فمن أدّاها بكمالها وتمامها فقد أدّى واجب حقّها، ومن تهاون فيها ضرب بها وجهه ».

٢٩٥١ / ١١ - تفسير الامام عليه‌السلام: في قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) (١) « اي بإتمام وضوئها وتكبيرها وقيامها وقراءتها وركوعها وسجودها وحدودها » وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٢): « أيّما

____________________________

(١) في المصدر: تناثر.

(٢) وفيه: تخف.

(٣) وفيه: ما انفتل منها ولو يعلم المناجي لمن يناجي ما انفتل.

(٤) وفيه: بكله.

(٥) وفيه: لتكمل.

١١ - تفسير الامام العسكري عليه‌السلام ص ٢١٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٤ ح ٣٤.

(١) البقرة ٢: ٤٣.

(٢) تفسير الامام العسكري ص ٢١٧

٣٤

عبدٍ التفت في صلاته، قال الله: يا عبدي إلى من تقصد وتطلب؟ أربّاً غيرى تريد؟ ورقيباً سواي تطلب، أو جواداً خلاي تبغي؟ وأنا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأفضل المعطين، أثيبك ثواباً لا يحصى قدره، أقبل عليّ فاني عليك مقبل وملائكتي عليك مقبلون، فان أقبل زال عنه إثم ما كان منه، فان التفت ثانية أعاد الله له مقالته، فان أقبل على صلاته غفر الله له وتجاوز عنه ما كان منه، فإن التفت ثالثة أعاد الله له مقالته، فإن أقبل على صلاته غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فإن التفت رابعة أعرض الله عنه وأعرضت الملائكة عنه ويقول: وليتك عبدي إلى ما توليت ».

وقال عليه‌السلام (٣)، في قوله عزّوجلّ: ( وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) (٤)، ثم وصفهم بعد، فقال: « ويقيمون الصلاة يعنى بإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها وحدودها وصيانتها عما يفسدها أو ينقصها ».

٢٩٥٢ / ١٢ - دعائم الإسلام: عن عليّ عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اسرق السّراق من سرق من صلاته يعنى لا يتمها (١) ».

٢٩٥٣ / ١٣ - وعنه عليه‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من لم يتم وضوءه وركوعه وسجوده وخشوعه، فصلاته خداج

____________________________

(٣) تفسير الامام العسكري عليه‌السلام ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٨٤. ص ٢٣١ ح ٥.

(٤) البقرة ٢: ٣ والتوبة ٩: ٧١.

١٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

(١) في المصدر: لايتم فرائضها.

١٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

٣٥

يعنى ناقصة غير تام ».

٢٩٥٤ / ١٤ - وعنه عليه‌السلام قال: « مثل الذي لا يتم صلاته كمثل حبلى حملت حتى إذا دنا نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل ولا ذات ولد ».

٢٩٥٥ / ١٥ - وعنه عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في حديث قال: « فإذا هو أتم ركوعها وسجودها وأتم سهامها (١). صعدت إلى السماء لها نور يتلألأ وفتحت أبواب السماء لها، وتقول: حافظت عليّ حفظك الله، فتقول الملائكة: صلى الله على صاحب هذه الصلاة، وإذا لم يتم سهامها صعدت ولها ظلمة وغلقت أبواب السماء دونها، وتقول: ضيّعتني ضيّعك الله ويضرب بها وجهه ».

٢٩٥٦ / ١٦ - الشهيد الثاني رحمه الله في أسرار الصلاة: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من حبس نفسه في صلاة (١) فأتّم ركوعها وسجودها وخشوعها، ثم مجد الله عزّوجلّ وعظّمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة اُخرى لم يلغ بينهما، كتب الله له كأجر الحاجّ المعتمر وكان من أهل علّيّين ».

٢٩٥٧ / ١٧ - السيد الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا صلاة لمن لا يتم ركوعها وسجودها »

____________________________

١٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

١٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

(١) في المصدر: سهامها المذكورة.

١٦ - أسرار الصلاة ص ١٠٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٠ ح ٥٩.

(١) في البحار: صلاة الفريضة.

١٧ - نوادر الراوندي ص ٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٣ ح ٥١.

٣٦

٢٩٥٨ / ١٨ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « أسرق (١) السراق (٢) من سرق صلاته » قيل: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: « لا يتم ركوعها وسجودها ».

٩ - ( باب كراهة تخفيف الصلاة )

٢٩٥٩ / ١ - الكشي في رجاله: عن محمّد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال: قال أبوالحسن الرضا عليه‌السلام: « ان رجلاً من اصحاب علي عليه‌السلام يقال له: قيس كان يصلي فلما صلى ركعة اقبل اسود فصار في موضع السجود، فلما نحى جبينه عن موضعه تطوق الاسود في عنقه ثم انساب في قميصه واني اقبلت يوما من الفرع (١) فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلى ثمامة (٢)، فلما صليت ركعة اقبل أفعى نحوي، فاقبلت على صلاتي ولم اخففها ولم ينتقص منها شئ، فدنا مني ثم رجع إلى [ ال‍ ] ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم اخفف دعائي دعوت بعضهم (٣) فقلت: دونك الافعى تحت الثمامة فقتله (٤) ومن لم

____________________________

١٨ - الغايات ص ٨٦.

(١) في المصدر: إنّ أسرق.

(٢) وفيه وفي المخطوط: السارق وما أثبتناه من الطبعة الحجرّية.

الباب - ٩.

١ - رجال الكشي ج ١ ص ٣٠٩ ح ١٥١.

(١) الفرع، بضم الفاء وسكون الراء: وهو موضع بين مكة والمدينة (لسان العرب - فرع - ج ٨ ص ٣٥١).

(٢) الثمام، نبت معروف في البادية ولا تجهده النعم الا في الجدوبة، والثمام: شجر، واحدته ثمامة (لسان العرب - ثمم - ج ١٢ ص ٨٠)، وفي هامش المخطوط: ثمامة نبت صغير قصير لا يطول.

(٣) في نسخة: بعض، منه « قده » وفي المصدر: بعضهم معي.

(٤) فقتله: ليس في المصدر.

٣٧

يخف الا الله كفاه »

٢٩٦٠ / ٢ - الشيخ الطوسي في أماليه: باسناده عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « ان العبد إذا (١) عجل فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أني أنا اقضي الحوائج ».

٢٩٦١ / ٣ - ابن فهد في عدة الداعي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌. قال: « الّا ادلكم على اكسل الناس وابخل الناس [ وأسرق الناس ] (١) واجفى الناس واعجز الناس قالوا بلى يا رسول الله - إلى ان قال - واما اسرق الناس فالذي يسرق من صلاته، فصلاته (٢) تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه »، الخبر.

٢٩٦٢ / ٤ - البحار: عن اصل من اصول الأصحاب، عن احمد بن اسماعيل، عن احمد بن ادريس، عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله، عن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ليس السارق من يسرق الناس ولكنه الذى يسرق الصلاة »

____________________________

٢ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٣٤٩ ح ٤٢.

(١) إذا: ليس في المصدر.

٣- عدة الداعي ص ٣٤، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٣٥٧ ح ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) فصلاته: ليس في المصدر.

٤- البحار ج ٨٤ ص ٢٦٧ ح ٦٨.

٣٨

٢٩٦٣ / ٥ - عوالي اللآلي: عن ابى عبدالله الاشعري قال: صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ باصحابه ثم جلس في عصابة (١) فدخل رجل فقام يصلي فجعل لا يركع وينقر في سجوده والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ينظر إليه فقال: « ترون (٢) هذا لو مات على هذا لمات على غير ملة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نقر صلاته كما ينقر الغراب الدم مثل (٣) الذي يصلي ولا يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل الا تمرة أو تمرتين فما يغنيان (٤) عنه فاسبغوا الوضوء (٥) واتموا الركوع والسجود ».

١٠ - ( باب استحباب اختيار الصلاة على غيرها من العبادات المندوبة )

٢٩٦٤ / ١ - العياشي في تفسيره: عن الحسين بن أحمد، عن أبيه عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « ان طاعة الله عز وجل خدمته في الأرض فليس شئ من خدمته يعدل الصلاة فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب ».

٢٩٦٥ / ٢ - وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما عليهما‌السلام

____________________________

٥ - عوالي الآلي ج ١ ص ١١٧ ح ٣٩.

(١) في المصدر: طائفة منهم.

(٢) وفيه: أترون.

(٣) وفيه: أما مثل.

(٤) وفيه: فماذا تغنيان.

(٥) وفيه زيادة: ويل للأعقاب من النار.

الباب - ١٠.

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٣ ح ٤٦، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٨٣ ح ١٤. والبحار ج ٨٢ ص ٢١٩ ح ٣٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦١ ح ٧٤، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٢٣٩

٣٩

يقول: « ان علياً عليه‌السلام أقبل على الناس فقال: « أيّة آية في كتاب الله أرجى عندكم »؟ فقال بعضهم: ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) قال (٢): « حسنة وليست إيّاها »، وقال بعضهم: ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ) الآية، قال: « حسنة وليست إيّاها »، وقال بعضهم: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) (٤) قال: « حسنة وليست إيّاها » قال: ثم أحجم الناس، فقال: « ما لكم يا معشر (٥) المسلمين »؟! قالوا: لا والله ما عندنا شئ، قال: « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: أرجى آية في كتاب الله ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ) (٦) وقرأ الآية كلّها وقال: يا علي، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ احدكم ليقوم إلى وضوئه فيتساقط (٧) عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شئ كما ولدته اُمّه، فإن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك، حتى عدّ الخمسّ (٨) »، الخبر.

____________________________

= ح ١٤، والبحار ج ٨٢ ص ٢٢٠ ح ٤١.

(١) النساء ٤: ٤٨.

(٢) في نسخة: فقال، منه (قده).

(٣) النساء ٤: ١١٠ وفي المصدر: آية ٥٣ من سورة الزمر وهي ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ )، وفي البحار وردت الآيتان معاً.

(٤) آل عمران ٣: ١٣٥.

(٥) في نسخة: معاشر، منه « قدّه ».

(٦) هود ١١: ١١٤.

(٧) في المصدر: فتساقط.

(٨) وفيه: الصلوات الخمس.

٤٠

وأمّا فرض الصلاة على الأُمّة ، وإن كان بعد مضي فترة وجيزة عن البعثة النبوية الشريفة ، ولكن هذا لا ينافي تعبّد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام ، أو حتّى بعض آخر بهذه الصلاة ، أو بما يقاربها في الشكل والمضمون في زمان سبق هذا الفرض ، إذ الفرض حكم إلزامي ، ووظيفة مقرّرة لكلّ مسلم ، ولكن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والإمامعليه‌السلام قد أدّيا هذه العبادة بدون أن يرد عليهما إلزام أو إيجاب.

وهناك احتمال آخر وهو : أن تكون صلاتهما قبل إبلاغ الفرض بشكل خاصّ ، وقد جاء الوحي بإتيانها بالصورة الموجودة في قضية المعراج لمصالح اقتضت تبديل الشكل مع إبقاء المحتوى والمضمون.

( ـ ـ )

لا غلوّ في حبّه :

س : أُودّ أن افهم مدى الغلوّ في الإمام علي ، وكيف أنّ الإمام علي روح من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وكيف أنّ الإمام علي عليه‌السلام قال : « أنا عبد من عبيد الرسول ».

ج : نودّ إعلامك أنّ الغلوّ بمعنى تجاوز الشيء حدّه ، لذا نهي عن الغلوّ في قوله تعالى :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ) (١) لأنّ النصارى قالوا : إنّ المسيح ابن الله ، وهذا غلوّ في حقّ عيسى كونه ابن الله ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

ثمّ إذا كان قصدك من الغلوّ في الإمام عليعليه‌السلام هو الحبّ الذي يكنّه الشيعة له فهذا لا يعدّ غلوّاً ، فإنّ الشيعة قد تبعت بذلك الله تعالى ورسوله ، ولم تتجاوز ذلك أبداً ، ففي حديث الراية ، كما عن سلمة بن الأكوع قال : ( كان عليعليه‌السلام تخلّف عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في خيبر ، وكان به رمد فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لأعطين الراية ـ أو قال ـليأخذن الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله ـ أو قال ـ

__________________

١ ـ المائدة : ٧٧.

٤١

يحبّ الله ورسوله ، يفتح الله عليه » ، فإذا نحن بعليٍ ، وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ففتح الله عليه )(١) .

وروى الحاكم في المستدرك عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال : ( قال رجل لسلمان : ما أشدّ حبّك لعلي! قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من أحبّ علياً فقد أحبّني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني » )(٢) .

وهكذا ورد في علي بن أبي طالب كلّ خير ، وفي موالاته كلّ نجاة ، فهل حبّه الذي فرضه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله علينا يعدّ غلوّاً وتجاوزاً؟! أعيذك بالله أن تجعل ما فعله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غلوّاً وغير الحقّ ، وهكذا هو تعاملنا مع الإمام عليعليه‌السلام ، لا يتجاوز ما أمرنا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حبّه وولايته.

وفي قوله تعالى :( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٣) قال الحاكم الحسكاني : » عن مقاتل عن الضحاك ، عن ابن عباس :( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ ) يعني يحبّ الله ،( وَرَسُولَهُ ) يعني محمّداً ،( وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) يعني ويحبّ علي بن أبي طالب ،( فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) يعني شيعة الله ، وشيعة محمّد ، وشيعة علي هم الغالبون ، يعني العالون على جميع العباد ، الظاهرون على المخالفين لهم.

قال ابن عباس : فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ، ثمّ ثنّى بمحمّد ، ثمّ ثلّث بعلي ، ثمّ قال : فلمّا نزلت هذه الآية ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «رحم الله علياً ، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار ».

قال ابن مؤمن ( وهو الشيرازي من علماء أهل السنّة ) : لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي »(٤) .

__________________

١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ١٢.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٣٠.

٣ ـ المائدة : ٥٦.

٤ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٤٦.

٤٢

فإذا كان الأمر في عليعليه‌السلام هكذا ، فهل هذا غلوّ؟ وهل تقول الشيعة غير هذا في عليعليه‌السلام ؟ فهذه مرويّات أهل السنّة ، تؤكّد ما تذهب إليه الشيعة ، وما تعتقده في علي ، فهل هذا يعدّ غلوّاً فيه؟!

وما ذكرته منس : كيف أنّ الإمام علي روح من الرسول؟ فإنّا نؤكّد أنّ المقصود من الروح في سؤالك تعني قبل الخلقة ، وما بعد الخلقة.

أمّا قبل الخلقة ، فإنّ حديث النورانية يؤكّد أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن أبي طالب كانا نوراً واحداً ، فلمّا خلق الله آدم ، قسّم ذلك النور إلى جزئين ، فجزء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجزء علي بن أبي طالب ، وهذا الحديث نقله علماء أهل السنّة ، كما نقله الشيعة.

فقد روى ابن عساكر عن سلمان ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام »(١) .

هذا بعض ما رواه علماء أهل السنّة في أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي كانا نوراً واحداً ، ثمّ قسّم إلى نورين ، أحدهما النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والآخر عليعليه‌السلام ، ممّا يعني أنّهما روح واحدة في أصل خلقتهما ، وهي ما تعنيه أحاديث النور الواحد الآنفة الذكر.

أمّا بعد الخلقة فإنّ القرآن قد نصّ على ذلك في قوله تعالى :( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) (٢) .

فقد نقل السيوطيّ في تفسيره ، ما أخرجه ابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، عن جابر أنّه قال :( أَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي ،( أَبْنَاءنَا ) الحسن والحسين ،( وَنِسَاءنَا ) فاطمة(٣) .

__________________

١ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٦٧.

٢ ـ آل عمران : ٦١.

٣ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٣٩.

٤٣

والخطاب كان موجّهاً من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للنصارى بقوله : ندعو أبناءنا ـ وهما الحسن والحسين ـ وأبناءكم ، وندعو نساءنا ـ وهي فاطمة ـ ونساءكم ، وندعو أنفسنا ، يعني نفس النبيّ ، الذي هو عليعليه‌السلام ، لأنّ الضمير « نا » ، وهو ضمير المتكلّم يرجع إلى عليعليه‌السلام ، فعلي نفس النبيّ بمقتضى سياق الآية.

وقد ذكر ابن ماجة في سننه عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « علي منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي »(١) .

وروى الترمذيّ في سننه أيضاً نفس لفظ الحديث ، إلاّ أنّه زاد : « ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو علي »(٢) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي منّي وأنا منه » يعني : أنّ « من » التي تفيد التبعيض تؤكّد أنّ علياً من النبيّ ـ أي امتداد له ـ وهو نفسه ، وليس في ذلك دعوى تدعيها الشيعة دون ما تستند إلى نصوصٍ صريحة صحيحة.

على أنّ كلامنا هذا يؤكّده أبو بكر في حقّ عليعليه‌السلام ومنزلته ، فقد أورد القندوزيّ ما رواه ابن السمّاك : إنّ أبا بكر قال لعلي : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لا يجوز أحد على الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز »(٣) .

أمّا قولك : إنّ علياًعليه‌السلام قال : «أنا عبد من عبيد محمّد »(٤) ، فهذا لا ينافي عبودية عليعليه‌السلام لله تعالى ، فعلي عبد لله ، ورسول الله عبد لله ، ومعنى قوله : «أنا عبد من عبيد محمّد » ، يعني : أنا تابع من أتباعه ، ومطيع له ، وهو بمعنى قولك : إنّ زيد عبد لعمرو ، أي إنّ عمرو له حقّ الطاعة على زيد ، ولا يعني أن تريد يعبد عمرو ، فالعبد هنا تابع لسيّده ، ومطيع له ، وهذا منتهى إخلاص عليٍ للنبيّ ، فهو يقرّ له بالطاعة والاتباع ، وليس كما تتصوّر أنّ ذلك يعني

__________________

١ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤.

٢ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٠٠.

٣ ـ ينابيع المودّة ٢ / ٤٠٤.

٤ ـ الكافيّ ١ / ٩٠.

٤٤

العبودية المطلقة ، فالعبودية المطلقة لله تعالى وحده ، لا يشاركه فيها أحد ، ومن قال خلاف ذلك فهو كافر مشرك.

وبذلك فقد اتّضح ما أُشكل لديك.

( منعم جعفر ـ البحرين ـ )

لا يبغضك إلاّ من خبث أصله :

س : لا يبغضك يا علي إلاّ من خبث أصله ، هل هناك دليل عقليّ ونقليّ في الدين الإسلامي على ذلك؟

ج : هناك روايات كثيرة جدّاً ، ربما بلغت حدّ التواتر ، على أنّ علياًعليه‌السلام مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار ، وعلي مثال الكمال ، والحُسْن المتجسّد في رجل ، حتّى أحبّه كلّ إنسان منصف وحرّ ، وإن لم يكن مسلماً ، حيث إنّ المسيحيين يلهجون بالأشعار والقصائد والنظم والنثر في مدح عليعليه‌السلام .

ومن المعلوم أنّ الذي يبغض مثل هذه الشخصية المضحّية للإسلام ، بل المجسّدة لجميع قيم الدين الإسلاميّ لدليل واضح على عدم استوائه العقليّ والنفسيّ ، وهو دليل على خبث منبته وأصله.

وليس المقصود من خبث الأصل ابن الزنا ، والمتولّد من الحرام فقط ، بل الأمر أعمّ من ذلك ، فقد يكون من المنافقين أو ابن حيض.

مضافاً إلى أنّه ليس كلّ من كان ابن زنا يبغض علياًعليه‌السلام حتّى يقال بالجبر ، وأنّه ما ذنب هذا الإنسان؟ بل إنّ من يبغض علياً ـ والبغض والحبّ بالاختيار ـ كاشف عن سوء سريرته ، وخبث أصله ، وهو أعمّ من ابن الزنا ـ كما قلنا ـ.

ونقل هذا المعنى في كثير من كتب المسلمين ومنها :

ما رواه الشيخ الصدوق في الأمالي(١) وأورد القندوزيّ الحنفيّ في ينابيع

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٣٨٣.

٤٥

المودّة(١) : إن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأمير المؤمنين : « لا يحبّك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ».

وروى الشيخ الصدوق في علل الشرائع إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليعليه‌السلام : « لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمّه وهي طامث »(٢) .

وروى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن عبادة بن الصامت أنه قال : « كنّا نبوّر أولادنا بحبّ علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحداً لا يحبّ علي بن أبي طالب علمنا أنّه ليس منّا وأنّه لغير رشده »(٣) .

« مصطفى ـ البحرين ـ ٤٠ سنة ـ خرّيج جامعة »

لم يحارب الشيخين :

س : على الرغم من قوّة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، لماذا لم يحارب الشيخين عندما سلبوا منه الولاية وهجموا على داره ، وكسروا ضلع الزهراء عليها‌السلام ؟

ج : إنّ الإمامعليه‌السلام قدّر الظروف آنذاك أنّها لا تحتمل الحرب ، وأنّ الخوض في الحرب مع المخالفين يؤدّي إلى ضياع الإسلام وهلاك الفريقين ، أو فسح المجال لأعداء الدين ليقضوا على الإسلام ، لهذا غضّ الإمامعليه‌السلام عنهم طرفه لحفظ أصل الإسلام.

والمسألة لم تكن مسألة نزاع حقّ شخصيّ ، أو دفاع عن حقّ شخصيّ ، بقدر ما كانت مسألة موازنة ما هو الأصلح للإسلام والرسالة ، والإمام رأى الأصلح للرسالة هو أن يغضّ عنهم ولا يدخل الحرب ، والقوم كانوا يحاولون استدراج الإمام إلى الحرب ، ولكن الإمام ما أراد أن يعطيهم مبرّراً للحرب

__________________

١ ـ ينابيع المودّة١ / ٣١٧.

٢ ـ علل الشرائع ١ : ١٤٥.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٨٧.

٤٦

حتى لا يقال بأنّ علياً هو الذي بدأ بالحرب ، بل الأمر على العكس من ذلك حيث إنّ الإمام لزم الصمت والقعود آنذاك عن القتال من أجل حفظ بيضة الإسلام ، وهذا ما قد صرّح به بقولهعليه‌السلام : «والله لأسالمنّ ما سلمت أُمور المسلمين ، ولم يكن فيها جور ، إلاّ عليّ خاصّة »(١) .

هذا بالإضافة إلى الوصيّة التي كان ملزماً بها من قبل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

« أُمّ زينب ـ الإمارات »

رفع عمر بن عبد العزيز السبّ عنه :

س : كما نعلم أنّ سبّ الإمام علي عليه‌السلام في عهد بني أُمية دام ما يقارب سبعين سنة ، لذا اطلب من سيادتكم الإجابة عن هذا السؤال : ما هي الحادثة التي بسببها رفع عمر بن عبد العزيز السبّ عن الإمام علي عليه‌السلام ؟ ولكم فائق شكري وتقديري.

ج : إنّ عمر بن عبد العزيز ولأغراض سياسية رفع هذا السبّ ، حيث شاهد أنّ هذا السبّ صار سبباً لإيجاد أحقاد من قبل بني هاشم والشيعة ، والمنصفين من أهل السنّة ، وأنّه لو استمرّ فسيولد ثورات ضدّه ، لأنّ الاختناق قد بلغ ذروته ، فلأجل الحفاظ على منصبه ومن باب إيجاد محبوبية له والسيطرة على الاختناق الموجود قام بعدّة أعمال ، منها : رفع السبّ عن الإمام عليعليه‌السلام .

« أحمد ـ السعودية »

لم يقتل ابن ملجم مع أنّ الخضر قتل الغلام :

س : من المعروف أنّ الإمام علي عليه‌السلام كان يعلم أنّ ابن ملجم قاتله ، لكنّه لم يقتله ، لأنّه لا يجوز معاقبة المجرم قبل أداء جريمته ، لكن القرآن الكريم يحدّثنا بأنّ الخضر عليه‌السلام قد قام بقتل الغلام قبل أن يصدر الجرم منه ، أي من غير ذنب؟

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ١٦٦.

٤٧

ج : إنّ القصاص قبل وقوع الجريمة أمر مستنكر ومذموم ، على ضوء القوانين التشريعية ، ولكن في حوزة القوانين التكوينية ليس الأمر دائماً كذلك ، فقد تكون هناك في إزهاق روح شخص مصلحة إلهية ، لا تتفق مع الأحكام الشرعية المتعارفة ، فإنّ مقام التشريع مقام التزامات العباد ، ولا يجب على الله تعالى أن يتصرّف في الكون بنفس التكاليف الواجبة على الناس.

وفيما نحن فيه ، لا علم لنا بأنّ الخضرعليه‌السلام مكلّف بالأحكام التشريعية ، بل أغلب الظنّ أنّهعليه‌السلام من الأيادي والوسائط في عالم الخلق والتكوين ـ كالملائكة ـ فلا تشمله تلك الأحكام.

وبالجملة : فقتل الغلام مسألة تكوينية ، ولا تخضع للأوامر والنواهي التكليفية ، وهو يشبه الكوارث الطبيعية من الزلازل ، والسيول والأمراض.

ومنه يظهر عدم ورود النقض في المقام على عدم صحّة المعاقبة قبل وقوع الجريمة.

« ـ ـ »

لم يقم بالإصلاح :

س : لماذا لم يقم الإمام علي عليه‌السلام بالإصلاح في زمانه بينما قام بالإصلاح الإمام الحسين عليه‌السلام ؟

ج : لقد ذكر السائل عدم قيام الإمام عليعليه‌السلام بالإصلاح ، وطرح ذلك طرح المسلّمات ، وهذا ما لا نوافقه عليه ؛ فليس هناك أحد من أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام إلا وسعى للإصلاح بحسب ما تسمح به الظروف.

إن من الخطأ الفادح أن يتصور أنّ حركة الإصلاح لابدّ أن تكون بالسيف دائماً ، فقد تقتضي الظروف أن تكون حركة الإصلاح بأسلوب آخر ، فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي سعى للإصلاح وهداية الناس في مكّة بصورة سرية ، نفسه يجعل الدعوة علنية ولكن بشكل سلميّ ، ثم يهاجر إلى المدينة ويحارب المشركين في

٤٨

عدّة مواطن ، ونفسه صلوات الله وسلامه عليه يصالحهم في الحديبية. وكلّ حركة من هذه الحركات هي محاولة وسعي منه عليه الصلاة والسلام للإصلاح ولكن بحسب ما تقتضيه الظروف.

كذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام فهو الذي صبر على ما جرى بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكانت حركته في إصلاح الفساد بشكل سلميّ حتى قال قائلهم : « لولا علي لهلك عمر » هو نفسه يحارب الناكثين والقاسطين والمارقين. كذلك الإمام الحسنعليه‌السلام ، فهو البطل الضرغام تحت راية أمير المؤمنين في حروبه مع الظالمين إلا أنك تراه يصالحهم كما صالحهم رسول الله في الحديبية. وكذلك الإمام الحسينعليه‌السلام صاحب ذلك الموقف المؤيّد لأخيه الحسنعليه‌السلام في صلحه مع معاوية تراه ـ حينما حانت الظروف المناسبة بعد هلاك معاوية للقيام بثورة لها صداها إلى أبد الدهر ـ يقف ذلك الموقف الذي شهد له التاريخ.

إذاً حركة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام هي حركة واحد وهدفها واحد وهو الإصلاح وهداية الناس إلا أنّ الأساليب تختلف بحسب الظروف.

« ـ ـ »

ما شرب الخمر قبل تحريمها :

س : هذا نصّ ما نشر في مجلّة الهداية التي تصدرها وزارة العدل والشؤون الإسلامية بمملكة البحرين ، العدد الثامن والتسعون بعد المائتين ، وهو مقال تحت عنوان : الدين للحياة ، ألا لا يقربن الصلاة سكران ، إعداد سعيد نور الدين.

فيقول : روى الترمذيّ(١) بسنده عن علي بن أبي طالب قال : صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاماً فدعانا ، وسقانا من الخمر ، فأخذت الخمر منّا ،

__________________

١ ـ الجامع الكبير ٤ / ٣٠٥.

٤٩

وحضرت الصلاة ، فقدّموني ، فقرأت : ( قل يا أيّها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ، ونحن نعبد ما تعبدون ) ، فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ) (١) .

وبعد هذه الفقرة يتطرّق المعد إلى قضية تحريم الخمر ، حتّى يصل إلى هذه الفقرة ، طلب عمر بن الخطّاب الذي حين قرأت عليه آية البقرة تمنّى أن ينزل القرآن بتحريم الخمر ، فتوجّه إلى الله قائلاً : اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية من سورة النساء : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ) .

ما رأيكم فيما كتبه هذا المُعد؟

ج : في الجواب نذكر بعض النقاط :

١ ـ جاء في المستدرك : « عن أبي عبد الرحمن عن عليعليه‌السلام قال : دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر ، فحضرت صلاة المغرب ، فتقدّم رجل فقرأ :( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) فالتبس عليه ، فنزلت :( لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ) .

قال الحاكم النيسابوريّ : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وفي هذا الحديث فوائد كثيرة ، وهي : إنّ الخوارج تنسب هذا السكر وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره ، وقد برّأه الله منها ، فإنّه راوي هذا الحديث »(٢) .

٢ ـ الروايات المروية حول هذه الواقعة فيها العديد من التنافي والتناقض :

ففي بعضها : الذي صنع الطعام هو عبد الرحمن بن عوف ، وفي بعضها : علي!! وفي بعضها : رجل من الأنصار.

وفي بعضها : إنّ الذي صلّى بهم إماماً عبد الرحمن بن عوف ، وفي بعضها :

__________________

١ ـ النساء : ٤٣.

٢ ـ المستدرك ٢ / ٣٠٧.

٥٠

علي!! وفي بعضها : فلان.

وفي بعضها : إنّ الذي قرأ في الصلاة قرأ :( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) إلى آخرها ، ثمّ قال : ليس لي دين وليس لكم دين ، وفي بعضها : إنّه قرأ : قل يا أيّها الكافرون أعبد ما تعبدون ، وفي بعضها : قل يا أيّها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون ، وفي بعضها : ونحن عابدون ما عبدتم

وفي بعضها : إنّ الحاضرين كانوا ثلاثة أشخاص : علي وعبد الرحمن بن عوف ، ورجل من الأنصار ، وفي بعضها : كانوا خمسة أشخاص : أبو بكر وعمر ، وعلي ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد.

٣ ـ عند المحقّقين : إنّ الخمر قد حرّمت في مكّة قبل الهجرة ، وعن أبي هريرة قال : « حرّمت الخمر ثلاث مرّات »(١) ، والمقصود : إنّ كان أنّها قد حرّمت أوّلاً في مكّة في أوّل البعثة فلا تصحّ الرواية ، وإن كان المقصود أنّها قد حرّمت في سورة البقرة ، ثمّ في سورة النساء النازلتين في أوّل الهجرة فإنّ النحّاس يرى أن سورة النساء مكّية ، وقال بعض الناس : « إنّ قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) حيث وقع ، إنّما هو مكّي »(٢) .

٤ ـ روى القطّان في تفسيره عن الحسن البصري قال : « إنّ علياً لم يقبل أن يشرب معهم في دار أبي طلحة ، بل خرج من بينهم ساخطاً على ما يفعلون ، قال الحسن : والله الذي لا إله إلاّ هو ، ما شربها قبل تحريمها ، ولا ساعة قط »(٣) .

٥ ـ وأخيراً : فإنّ كلّ ما ذكرناه هو على مباني أهل السنّة ، وأمّا على مباني الشيعة ، فإنّه مرفوض عقلاً ونقلاً ، وذلك بالاستدلال بآية التطهير على العصمة ، وبآيات كثيرة ، وأحاديث متواترة على الإمامة الإلهيّة ، والأحاديث المروية من طرق أهل البيتعليهم‌السلام : بأنّ الإمام معصوم من اليوم الأوّل الذي يولد فيه وإلى أن

__________________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٣٥١.

٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ٥ / ١.

٣ ـ الصحيح من السيرة ٥ / ٣١٣.

٥١

يفارق الحياة ، وأنّ فطرة الإنسان وعقله يأبيان أن يقبلا إمامة إمام ، ويقلّداه أمر الدين والدنيا ، وهو في زمان ما كان قد شرب الخمر ، أو ارتكب من أمثال هذه المعاصي ، وكذلك تشمله الآية الكريمة :( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) .

فصلوات ربّي وسلامه على رسول الله ، وعلى الأئمّة النجباء الميامين المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، ولعنة الله على أعدائهم ، وغاصبي حقوقهم ، والمفترين عليهم ، الذين يُعَدّون من النواصب بلا شكّ ،( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (٢) .

« هادي محمّد ـ الكويت ـ »

حول خطبتي البيان والطتنجية :

س : هل لخطبة البيان والطتنجية سند؟ وإذا كان لها سند ، ألا تفيد الغلوّ؟ شكراً لمساعيكم.

ج : كثيراً ما يتساءل عن خطبة البيان والخطبة الطتنجية سنداً ودلالة ، بل كلّ ما هناك من ألفاظ وصفات إلهية نسبت للمعصومينعليهم‌السلام ممّا تفيد الغلوّ ، بل الشرك والكفر لو أُريد منها معانيها الظاهرية ، أمثال قولهمعليهم‌السلام : «نحن الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن . » وإلى غير ذلك.

فنقول : إنّ الأُمّة الإسلامية قد خصّت من دون الأُمم بفضيلة الإسناد ، وفُضّلت على سائر الشرائع بنعمة الاستناد والاتصال بالمعصومينعليهم‌السلام ، من خلال الرجال الثقات والممدوحين.

وعليه ، فكلّ خبر ما لم يكن مسنداً متّصلاً ـ ضمن شروط ذكرت في محلها ـ لا قيمة له ولا حجّية من أيّ أحد صدر ، ولأيّ شخص نسب ما لم

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ التوبة : ٣٢.

٥٢

يكن محاطاً بقرائن تورث الوثوق بالصدور ، وعليه :

أوّلاً : لم يذكر لأمثال هذه الخطب سنداً معتبراً ، بل قد نجده أرسل ـ بالمعنى الأعم ـ مع أنّا نجد غالب كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام وخطبه مسندة في مواطن ، وإن كانت مرسلة في النهج وغيره.

ثانياً : إنّ إعراض الأعلام ـ وخصوصاً مشايخنا العظام ـ موهن للخبر ، بل قد يسقطه عن الحجّية ، خصوصاً إذا كان في مرأى ومسمع منهم.

ثالثاً : وجود طائفة كبيرة من أخبار العرض ـ الأخبار العلاجية ـ ، مثل ما ورد عنهمعليهم‌السلام مستفيضاً من قولهم : «ما خالف كتاب الله فهو : زخرف » ، وفي بعض الروايات : «لم نقله » ، وفي بعضها الآخر : «وأضربه عرض الجدار » ، وهي أحاديث لا تحصى كثرةً ، كما لنا أحاديث جمّة في إسقاط كلّ حديث خالف العقول ، أو لزم منه الشرك والكفر ، إلاّ إذا أمكن تأويله ، أو حمله على محمل صحيح ، هذا بشكل عام ، وهي فائدة تنفع في موارد متعدّدة ، ومقامات أُخرى.

وأمّا ما يخصّ المقام ، فنقول :

أوّلاً : لقد نسب لبعض علمائنا ( قدّس أسرارهم ) في خصوص خطبة البيان كون ألفاظها ركيكة ، وأنّها ليست بعربية فصيحة ، وأنّها مخالفة للسان أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو كلام إنّما يتمّ عند أهل الفن خاصّة ، وفيه مجال للردّ والإبرام ، خصوصاً مع كون حديثنا صعب مستصعب ، وقولهمعليهم‌السلام : «ردّوه إلينا » ، كما ويخشى من تعميمه في مواطن أُخرى ، من غير من هو أهل لذلك.

ثانياً : وجود روايات صريحة صحيحة كثيرة مقابل هذه الأخبار الشاذّة النادرة ، وهذا كاف لإسقاطها عن الحجّية.

ثالثاً : إنّها مخالفة للعقل ، ولا يمكن القول بظاهرها من موحّد ، إلى غير ذلك من الوجوه الكثيرة ، التي لا غرض لنا هنا بإحصائها ، إذ لا نجد ثمّة ضرورة في ذلك.

٥٣

والحاصل : إنّ عمدة الإشكال هنا أنّه مع قوله تعالى :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ) (١) ، وقوله عزّ من قائل :( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (٢) ، وقوله عزّ اسمه :( إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ ) (٣) وغيرها ، مثلاً وما أكثرها ، فكيف يرد التعبير عنهمعليهم‌السلام أمثال هذه الألفاظ التي يستشم منها الغلوّ والكفر؟ والعياذ بالله.

ولبّ الجواب عليه ـ فضلاً عمّا سلف ـ هو : إنّه وردت في كتبنا روايات كثيرة عنهمعليهم‌السلام صحيحة ، عندما ذكروا هذه الألفاظ فيها فسّروها لنا ، وقالوا نقصد منها كذا ، فلو فسّرت بغير هذا من أيّ كان ، أو أخذ بظواهرها ، لكان ردّاً عليهمعليهم‌السلام ، ولابدّ من الأخذ بتأويلهم وبما فسّروه ، وإلاّ لكان باطلاً لم يقصدوه ولا يريدوه ، بل تقوّل عليهم وافتراء ، مثال ذلك :

أ ـ قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا الأوّل والآخر » ، ثمّ فسّره بقوله : «أوّل في النبوّة ، وآخر في البعثة »(٤) .

ب ـ ما جاء في مناقب آل أبي طالب ، حيث عدّ مجموعة من الصفات ثمّ فسّرهاعليه‌السلام .

وسئل أمير المؤمنينعليه‌السلام كيف أصبحت؟ فقال : «أصبحت وأنا الصدّيق الأوّل ، والفاروق الأعظم ، وأنا وصيّ خير البشر ، وأنا الأوّل ، وأنا الآخر ، وأنا الباطن ، وأنا الظاهر ، وأنا بكلّ شيء عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب الله ، وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبد الله ، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه ، وأنا أُحيي ، وأنا أُميت ، وأنا حيّ لا أموت ».

__________________

١ ـ النجم : ٤٣.

٢ ـ الحديد : ٣.

٣ ـ البقرة : ٢٥٨.

٤ ـ كشف الغمّة ١ / ١٣.

٥٤

فتعجّب الإعرابي من قوله فقالعليه‌السلام : «أنا الأوّل ؛ أوّل من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا الآخر ؛ آخر من نظر فيه لمّا كان في لحده ، وأنا الظاهر ؛ فظاهر الإسلام ، وأنا الباطن ؛ بطين من العلم ، وأنا بكلّ شيء عليم ؛ فإنّي عليم بكلّ شيء أخبر الله به نبيّه ، فأخبرني به ، فأمّا عين الله ؛ فأنا عينه على المؤمنين والكفرة ، وأمّا جنب الله ؛ فأن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ومن فرّط فيّ فقد فرّط في الله ، ولم يخبر لنبي نبوّة حتّى يأخذه خاتماً من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلذلك سمّي خاتم النبيّين سيّد النبيّين ، وأنا سيّد الوصيين ، وأمّا خزّان الله في أرضه ؛ فقد علمنا ما علمّنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقول صادق ، وأنا أُحيي ؛ أُحيي سنّة رسول الله ، وأنا أُميت ؛ أُميت البدعة ، وأنا حيّ لا أموت ، لقوله تعالى : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (١) »(٢) .

ج ـ ما جاء في الاختصاص : روي أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام كان قاعداً في المسجد ، وعنده جماعة ، فقالوا له : حدّثنا يا أمير المؤمنين ، فقال لهم : «ويحكم إنّ كلامي صعب مستصعب ، لا يعقله إلاّ العالمون ».

قالوا : لابدّ من أن تحدّثنا ، قال : «قوموا بنا » ، فدخل الدار ، فقال : «أنا الذي علوت فقهرت ، أنا الذي أُحيي وأُميت ، أنا الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن ».

فغضبوا وقالوا : كفر!! وقاموا ، فقال عليعليه‌السلام للباب : «يا باب استمسك عليهم »! فاستمسك عليهم الباب.

فقال : « ألم أقل لكم : إنّ كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلاّ العالمون؟! تعالوا أفسّر لكم ، أمّا قولي : أنا الذي علوت فقهرت ، فأنا الذي علوتكم بهذا السيف ، فقهرتكم حتّى أمنتم بالله ورسوله.

__________________

١ ـ آل عمران : ١٦٩.

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٠٥.

٥٥

وأمّا قولي : أنا أُحيي وأُميت ؛ فأنا أُحيي السنّة وأُميت البدعة.

أمّا قولي : أنا الأوّل ؛ فأنا أوّل من آمن بالله وأسلم.

وأمّا قولي : أنا الآخر ؛ فأنا آخر من سجّى على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبه ودفنه.

وأمّا قولي : أنا الظاهر والباطن ، فأنا عندي علم الظاهر والباطن ».

قالوا : فرّجت عنّا فرّج الله عنك(١) .

د ـ ما جاء في رجال الكشّي مسنداً عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا وجه الله ، وأنا جنب الله ، وأنا الأوّل ، وأنا الآخر ، وأنا الظاهر ، وأنا الباطن ، وأنا وارث الأرض ، وأنا سبيل الله ، وبه عزمت عليه ».

فقال معروف بن خربوذ : ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلوّ(٢) .

وعلّق عليه في بحار الأنوار قوله : «وبه عزمت عليه » ، أي بالله أقسمت على الله عند سؤال الحوائج عنه(٣) .

« علي الطريحيّ. هولندا ـ ٢١ سنة ـ طالب »

حقّه كحقّ الوالد على الولد :

س : نرجو التكرّم ببيان المصادر في كتب إخواننا السنّة للحديث النبويّ الشريف : « يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأُمّة ».

ج : روى هذا الحديث الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزيّ الحنفيّ ـ المتوفّى سنة ١٢٩٤هـ ـ في كتابه ينابيع المودّة لذوي القربى(٤) .

وورد هذا الحديث بعبارات أُخرى ، وهي : قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حقّ علي على المسلمين حقّ الوالد على ولده »(٥) .

__________________

١ ـ الاختصاص : ١٦٣.

٢ ـ اختيار معرفة الرجال ٢ / ٤٧١.

٣ ـ بحار الأنوار ٣٩ / ٣٤٩.

٤ ـ ينابيع المودّة ١ / ٣٧٠.

٥ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٨ ، جواهر المطالب ١ / ٩١.

٥٦

وقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي ، حقّك على المسلمين كحقّ الوالد على ولده »(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « حقّ علي على هذه الأُمّة كحقّ الوالد على ولده »(٢) .

« السيّد أحمد السيّد نزار ـ البحرين »

مع اليهوديّ عند القاضي شريح :

س : هناك قصّة نسمعها كثيراً ، ولكن لي بعض الملاحظات عليها ، وأرجو أن تجيبوني عليها ، إذا كانت القصّة صحيحة متناً وسنداً.

ومضمون القصّة كالتالي : في أحد الأيام والإمام عليعليه‌السلام يسير ، سقط درعه فلم ينتبه له ، وفي أحد الأيام رأى درعه مع يهوديّ ، فقال له : « هذا درعي ».

فقال اليهوديّ : لا هذا درعي أنا.

فقال له الإمام عليعليه‌السلام : « تعال نتقاضى عند القاضي » ، فذهبا إلى القاضي شريح ، فاحتكما عنده ، فقال شريح : يا أبا الحسن ، فقال له الإمام : « عاملني مثله ، واحكم بالعدل ».

فقال شريح لأمير المؤمنين : هل عندك شهود؟ فقال : « لا » ، فقال لليهوديّ : احلف أنّ الدرع لك ، فحلف اليهوديّ ، فقال شريح : إنّ الدرع لليهوديّ.

فقال له الإمام : « لقد حكمت بشرع » ، فلمّا رأى اليهوديّ الموقف ، قال : إنّ الدرع للإمام ، وأنّه فعلاً درعه ، وشهد الشهادتين وأسلم ، هذه خلاصة القصّة ، والملاحظات هي كالآتي :

١ ـ كيف يحكم شريح ضدّ أمير المؤمنين؟ ويطلب من الإمام شهوداً؟ أهناك أعظم من شهادة الله ورسوله؟ حيث قال الرسول في حقّ الإمام : « علي مع الحقّ

__________________

١ ـ مناقب الإمام علي : ٩٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٨ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٦٩.

٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٧٠ و ٢ / ٧٦ و ٢٣٨.

٥٧

والحقّ مع علي » (١) .

٢ ـ كيف يقول الإمام لشريح : لقد حكمت بالشرع ، هل الشرع يقول بخلاف العقيدة الاثني عشرية بعصمة الإمام؟

صحيح أنّ القصّة تحمل الكثير من الدروس والعبر في ذهاب الإمام إلى القاضي ، مع أنّه كان باستطاعته أن يأخذ الدرع رغماً على اليهوديّ ، وفي حكم القاضي ضدّ الإمام إلى صالح اليهوديّ الضعيف ، ولكن هذا لا يلغي الملاحظات الآنفة الذكر.

ج : إنّ هذه الرواية واردة بسند ضعيف لوجود عمرو بن شمر وعامر الشعبيّ ، ولو سلّمنا أنّها واردة بسند قويّ ، فطلب شريح القاضي من الإمامعليه‌السلام شهوداً من باب أنّ الطرف الآخر ـ وهو اليهوديّ ـ لا يلتزم بغير ذلك ، بمعنى لا يلتزم بإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام وعصمته ، نعم يلتزم بالقواعد القضائية التي منها : إحضار البيّنة.

فأراد أمير المؤمنينعليه‌السلام وقاضيه إظهار هذه الصورة العظيمة للإسلام ، والتي لم تكن تظهر بهذا الشكل بل على عكس ذلك لو استدل شريح أو غيره بعصمة الإمامعليه‌السلام لأجل الحكم له ، خصوصاً وأن أمير المؤمنين كان الخليفة السياسي حينها.

لذلك كان لهذا الموقف أثره البالغ في نفس ذلك النصرانيّ أو اليهوديّ حيث أسلم على إثره.

وتجدر الإشارة إلى عدم وجود عبارة « لقد حكمت بالشرع » في الرواية ، نعم نقلت بعض المصادر السنية عبارة : « أصاب شريح ». وهذا لا يتنافى مع ما ذكرنا من تفسير ، فتأمّل.

__________________

١ ـ تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٤٩ ، الإمامة والسياسة ١ / ٩٨ ، جواهر المطالب ١ / ٣٤٣ ، كشف الغمّة ١ / ١٤٤.

٥٨

( أبو علي ـ الكويت )

معنى الأنزع البطين :

س : هل صحيح أنّ أمير المؤمنين عليعليه‌السلام كان أصلعاً وبديناً ، كما يروى في الكتب؟ قرأت هذا في وصفه بعدّة كتب من كتبنا ، ولكن لم يدخل إلى عقليّ أيّ منها.

أرجو منكم الإفادة ، سائلاً المولى تعالى أن يوفّقكم لما فيه مصلحة دين الله الحقّ ، وهو مذهب أهل البيتعليهم‌السلام .

ج : من ألقاب الإمام عليعليه‌السلام المعروفة : الأنزع البطين.

فالبعض فسّر هذا اللقب على ظاهره اللغوي ، والبعض فسّره بأنّ الأنزع كناية عن امتناع الشرك فيه ، والبطين كناية عن كثرة العلم والإيمان واليقين ، لا ضخامة البطن ، والدليل على ذلك روايات كثيرة ، وردت في كتب الفريقين في هذا المجال.

منها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا علي ، إنّ الله قد غفر لك ولذرّيتك ، ولشيعتك والمحبّي شيعتك ، والمحبّي محبّي شيعتك ، فابشر فإنّك الأنزع البطين ، منزوع من الشرك ، مبطون من العلم »(١) .

ولو حملنا الأنزع البطين على معناه الظاهريّ فلا أجد في ذلك ما يتنافى مع العقل ، نعم العقل يحكم بأن يكون شكل النبيّ أو الإمام وظاهره مألوفاً بحيث لا تنفر منه النفوس ، وكم أنزع بطين تألفه النفوس وتنجذب إليه ، وكم من شخص لا يتصف بهذين الوصفين تبغضه النفوس ولا ترغب في رؤيته الأعين ، فتأمل.

وتجدر الإشارة إلى عدم التلازم بين كون الإنسان بطيناً وبين كثرة الأكل ، حيث أن ذلك تابع لطبيعة خلقة الشخص ، فتجد شخصاً نحيفاً ولا يؤثر كثرة

__________________

١ ـ عيون أخبار الرضا ١ / ٥٢ ، مسند زيد بن علي : ٤٥٦ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٥٢.

٥٩

الطعام على وضعه ، وتجد العكس ، فلا يتنافى هذا التفسير مع زهد الإمام وقد ورد عنهعليه‌السلام : «ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ـ ولعلّ بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشبع ـ أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى ، وأكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :

وحسبك عاراً أن تبيت ببطنة

وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ

أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش! فما خلقت ليشغلني أكل الطيّبات ، كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة ، شغلها تقممها ، تكترش من أعلافها ، وتلهو عما يراد بها ، أو أترك سدى »(١) .

« محمّد العجمي ـ عمان ـ »

زواجه لا يدلّ على مشروعية الخلفاء :

س : هل كانت حروب الردّة غير شرعية؟ إذا كانت شرعية فخلافة أبو بكر شرعية ، وإذا كانت غير شرعية ، فلماذا يتزوّج الإمام علي عليه‌السلام من سبيهم؟ فهو تزوّج خولة والدة محمّد بن الحنفية ، كما زوّج ابنه الحسين عليه‌السلام من سبي فارس ، في عهد الخليفة عمر ، أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.

ج : أنت تعلم أنّ شرعية الأمر متأتّية من شرعية القائمين به ، وعلى هذا يمكنك أن تجعل هذه القاعدة منطبقة على موردنا هذا ، فحروب الردّة تتبع في عدم شرعيتها إلى فقدان شرعية القائمين عليها ، وإذا كان الأمر كذلك ، فمن أين تأتي شرعية هذه الحروب؟ ولا يمكن القول بعد ذلك بشرعيتها ، لعدم توفّر شرعية الخليفة.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٨٧.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491