مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 270821 / تحميل: 5955
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

ووصيّ خاتم النبيين، قال: « وعليك السلام يا حيدرة، ما تسبيحك؟ » قال: اقول: سبحان ربّي، سبحان الهي، سبحان من اوقع المهابة والمخافة في قلوب عباده منّي، سبحانه سبحانه، فمضى أميرالمؤمنين عليه‌السلام وانا معه، واستمرت بنا السبخة ووافت العصر، وأهوى [ من ] (١) فوقها، ثم قلت في نفسي مستخفيا: ويلك يا جويرية، أأنت أضنّ (٢) أم أحرص؟ أم (٣) أميرالمؤمنين عليه‌السلام؟ وقد رأيت من أمر الأسد ما رأيت؟ فمضى وأنا معه، حتى قطع السبخة، فثنى رجله ونزل عن دابّته، وتوجّه فأذّن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم همس بشفتيه وأشار بيده، فإذا الشمس قد طلعت في موضعها من وقت العصر، وإذا لها صرير عند مسيرها في السماء، فصلّى بنا العصر، الخبر.

١٦ - ( باب كراهة الصلاة، في بيت فيه خمر أو مسكر )

٣٧٣٧ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا تصلّ في بيت فيه خمر محصرة في آنية ».

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أظنّ.

(٣) في المصدر: من.

الباب - ١٦

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٣٨.

٣٤١

١٧ - ( باب كراهة الصلاة في البيداء، وهي ذات الجيش، وذات الصلاصل، وضجنان، الّا في الضرورة، فيتنحّى عن الجادّة )

٣٧٣٨ / ١ - البحار عن العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم قال: لا يصلى في ذات الجيش، ولا ذات الصلاصل (١)، ولا في وادي مجنّة (٢)، ولا في بطون الاودية، ولا في السبخة، ولا على القبور، ولا على جوادّ الطريق، ولا في أعطان الابل، ولا على بيت النمل، ولا في بيت فيه تصاوير ولا في بيت فيه نار أو سراج بين يديه (٣)، ولا في بيت فيه خمر، ولا في بيت فيه لحم خنزير، ولا في بيت فيه الصلبان، ولا في بيت فيه [ لحم ] (٤) ميتة، ولا في بيت فيه دم، ولا في بيت فيه ما ذبح لغير الله، ولا في بيت فيه المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، ولا في بيت فيه ما ذبح على النصب، ولا في بيت فيه ما أكل السبع الّا ما ذكّيتم، ولا على الثلج، ولا على الماء، ولا على الطين، ولا في الحمّام.

____________________________

الباب - ١٧

١ - البحار ج ٨٣ ص ٣٢٧ ح ٢٩.

(١) ذات الصلاصل: وهي موضع خسف، كما في الذكرى للشهيد الأول ص ١٥٢ المسألة ١٣، وعنه في مجمع البحرين - صلصل - ج ٥ ص ٤٠٨ كذلك.

(٢) وادي مجنّة: موضع على أميال من مكة، وعن ابن عباس رضوان الله عليه أنّه كان سوقاً في الجاهلية (لسان العرب - جنن - ج ١٣ ص ١٠٠).

(٣) في البحار: يديك.

(٤) أثبتناه من البحار.

٣٤٢

ثم قال: امّا قوله (لا يصلّى في ذات الجيش) فإنّها أرض خارجة من ذي الحليفة (٥)، على ميل وهي خمسة أميال، والعلّة فيها انه يكون فيها جيش السفياني فيخسف بهم، وذات الصلاصل موضع بين مكة والمدينة، نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ان يصلّى فيه ... إلى آخر ما قال.

٣٧٣٩ / ٢ - بعض نسخ الفقه الرضوي: « واعلم أن الصلاة تكره في ثلاثة مواضع من الطريق: في البيداء (١) وهي ذات الجيش، وذات الصلاصل (٢) وضجنان (٣) ».

١٨ - ( باب جواز الصلاة بين القبور على كراهية، الّا مع تباعد عشرة اذرع من كلّ جانب، وجملة من المواضع التي تكره الصلاة فيها )

٣٧٤٠ / ١ - الشيخ الطوسي (ره) في مجالسه: عن المفيد، عن إبراهيم بن

____________________________

(٥) ذو الحليفة: موضع على ستة أميال من المدينة، منه ميقات الحاج (مجمع البحرين - حلف - ج ٥ ص ٤٠).

٢ - فقه الرضا ص ٧٤ وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٩.

(١) البيداء: أرض مخصوصة بين مكة والمدينة على ميل من ذي الحليفة نحو مكة، وقيل إنّ البيداء هي ذات الجيش - كما في المتن - (مجمع البحرين - بيد - ج ٣ ص ١٨).

(٢) في المخطوط: ذات السلاسل، وما أثبتناه من الطبعة الحجرية.

(٣) ضَجْنانَ: جبل بناحية مكة، أو هو موضع أو جبل بين مكة والمدينة (لسان العرب - ضجن - ج ١٣ ص ٢٥٤).

الباب - ١٨

١ - أمالي الطوسي: النسخة المطبوعة في المصدر خالية من الحديث ومن هكذا =

٣٤٣

الحسن بن جمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي، عن ابن أبي الدنيا معمّر المغربي، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، قال: « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقول: لا تتخذوا قبري مسجدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلّوا عليّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني ».

ورواه العلامة الكراجكي في كنز الفوائد (١): عن اسد بن ابراهيم السلمي والحسين بن محمّد الصيرفي معا، عن أبى بكر المفيد، وزاد فيه (ولا تتخذوا قبوركم مساجد).

٣٧٤١ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « الأرض كلّها مسجد، الّا حمام، أو مقبرة، أو بئر غائط ».

ورواه بهذا الاسناد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بادنى تغيير،؟ كما ياتي (١).

____________________________

= سند، وأورده العلّامة المجلسي « ره » في البحار ج ٨٣ ص ٣٢٤ ح ٢٤ عن الأمالي ولعلّ نسخته كانت أتم.

(١) كنز الفوائد ص ٢٦٥، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٢٤ ذيل الحديث ٢٤.

٢ - الجعفريات ص ١٤.

(١) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

٣٤٤

١٩ - ( باب أنه يجوز لزائر الإمام عليه‌السلام أن يصلّي خلف قبره، أو إلى جانبه، ولا يستدبره، ولا يساويه، ولا تبنى المساجد عند القبور، أو بينها )

٣٧٤٢ / ١ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة، عن جماعة من مشايخه، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن على بن فضّال، قال: رأيت أباالحسن عليه‌السلام، وهو يريد أن يودّع للخروج إلى العمرة، فأتى القبر (١) من موضع قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بعد المغرب، فسلّم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ولزق بالقبر، ثم [ أتى ] (٢) المنبر، ثم انصرف، حتى أتى القبر، فقام إلى جانبه يصلّي، والزق منكبه الايسر بالقبر، قريبا من الاسطوانة التي دون الاسطوانة المخلّقة، التي عند رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فصلّى ستّ ركعات أو ثمان ركعات في نعليه.

قال: فكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلما فرغ سجد سجدة اطال فيها السجود، حتى بلّ عرقه الحصى.

قال: وذكر بعض اصحابنا، انه رآه الصق خدّه بارض المسجد.

وباقي اخبار الباب يأتي في كتاب المزار، ان شاء الله تعالى.

____________________________

الباب - ٩

١ - كامل الزيارات ص ٢٧ ح ٣ باختلاف يسير.

(١) في المصدر: رأس.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٤٥

٢٠ - ( باب كراهة الصلاة إلى مصحف مفتوح، دون الذي في غلاف،

وإلى كتاب وخاتم منقوش )

٣٧٤٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « ومن نظر في مصحف، أو كتاب، أو نقش خاتم، وهو في الصلاة، فقد انتقضت صلاته ».

٢١ - ( باب كراهة الصلاة على الثلج، إلّا لضرورة )

٣٧٤٤ / ١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « إنّ رجلا اتى أبا جعفر عليه‌السلام، فقال له: اصلحك الله انا [ أيّاماً ] (١) نتّجر إلى هذه الجبال، فناتي (٢) امكنة لا نستطيع أن نصلّي، الّا على الثلج، قال: ألا تكون مثل فلان، - يعني رجلا عنده - يرضى بالدون، ولا يطلب التجارة إلى (٣) ارض، لا يستطيع أن يصلّي الّا على الثلج ».

____________________________

الباب - ٢٠

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٣.

الباب - ٢١

١ - مشكاة الأنوار ص ١٣١.

(١) أثبتناه من الطبعة الحجرية للمستدرك.

(٢) في المصدر زيادة: منها على.

(٣) وفيه: في.

٣٤٦

٢٢ - ( باب كراهة الصلاة في بطون الأودية جماعة، وفي قرى النمل، ومجرى الماء )

٣٧٤٥ / ١ - العياشي: عن عبدالله بن عطاء، عن أبي جعفر عليه‌السلام: - في خبر تقدم (١) - قال عليه‌السلام: « ليس يصلّى هاهنا، هذه أودية النّمال ».

٢٣ - ( باب كراهة الصلاة في بيوت الغائط، واستقبال المصلّي للعذرة )

٣٧٤٦ / ١ - دعائم الإسلام: ونهوا (صلوات الله عليهم)، عن الصلاة في المقبرة، وبيت الحشّ (١)، وبيت الحمّام.

٣٧٤٧ / ٢ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الارض كلّها مسجد، الّا حمّام، أو مقبرة، أو حش ».

____________________________

الباب - ٢٢

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٦ ح ٤١.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

الباب - ٢٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١١٨.

(١) بيت الحش: بيت الخلاء، وهو موضع التغوّط (مجمع البحرين ج ٤ ص ١٣٣).

٢ - الجعفريات ص ١٤.

٣٤٧

٢٤ - ( باب كراهة استقبال المصلّي التماثيل والصور، الّا أن تغطّى، أو تغيّر، أو تكون بعين واحدة، وجواز كونها خلفه، أو إلى جانبه، أو تحت رجليه )

٣٧٤٨ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: انه كره التصاوير في القبلة.

٢٥ - ( باب كراهة الصلاة في بيت فيه كلب، أو تمثال أو اناء يبال فيه، وفي دار فيها كلب، الّا أن يكون كلب صيد، ويغلق دونه الباب )

٣٧٤٩ / ١ - الصدوق في المقنع: ولا تصلّ وقدامك تماثيل، ولا في بيت فيه تماثيل، ولا في بيت فيه بول مجموع، ولا في بيت فيه كلب.

٢٦ - ( باب حكم الصلاة في أرض بابل، وفي الكعبة، وعلى سطحها، وفي السفينة، وعلى الراحلة، وفي مكان نجس، وعلى ثوب نجس )

٣٧٥٠ / ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين، عن عمر بن سعد، عن أبي

____________________________

الباب - ٢٤

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٠.

الباب - ٢٥

١ - المقنع ص ٢٥.

الباب - ٢٦

١ - كتاب صفين ص ١٣٥.

٣٤٨

مخنف، عن عمه ابن مخنف، قال: انّي لأنظر إلى أبي - مخنف بن سليم - وهو يساير عليا عليه‌السلام ببابل، وهو يقول: إنّ ببابل ارضا قد خسف بها، فحرّك دابّتك لعلّنا ان نصلّي العصر خارجا منها، قال فحرّك دابته، وحرّك الناس دوابهم في أثره، فلمّا جاز جسر الصراط (١)، نزل فصلّى بالناس العصر.

٣٧٥١ / ٢ - وعن عمر، عن عبدالله بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن عبد خير، قال: كنت مع علي عليه‌السلام اسير في ارض بابل، قال: وحضرت الصلاة - صلاة العصر - قال: فجعلنا لا نأتي مكانا الّا رأيناه اقبح (١) من الأخر (٢)، حتى اتينا على مكان أحسن ما رأينا، وقد كادت الشمس أن تغيب (٣)، فنزل علي عليه‌السلام ونزلت معه، قال: فدعا الله، فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر، قال: فصلّينا العصر، ثم غابت الشمس.

٣٧٥٢ / ٣ - الشيخ شرف الدين النجفي - تلميذ المحقق الثاني - في تأويل الآيات: نقلا عن تفسير الثقة الجليل محمّد بن العباس الماهيار، عن أحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حسين بن

____________________________

(١) في المصدر: الصراة، وجاء في تعليقة المحقّق في الهامش « الصراة، بالفتح: نهر يأخذ من نهر عيسى من بلدة يقال لها المحول، بينها وبين بغداد فرسخ وهو من انهار الفرات، وفي الاصل (الصراط) تحريف وفي ح: الفرات ».

٢ - المصدر السابق ص ١٣٥.

(١) في المصدر: افيح، وجاء في تعليقة الحقق في الهامش: « افيخ: من الفيح وهو الخصب والسعة، وفي الأصل وح: اقبح »

(٢ و ٣) في المصدر زيادة: قال.

٣ - تأويل الآيات ص ٢٣٨ باختلاف يسير، وعنه في البحار ج ٤١ ص ١٦٨.

٣٤٩

سعيد، عن عبدالله بن يحيى، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير، عن اُمّ المقدام، عن جويرية بن مسهر، قال: أقبلنا مع أميرالمؤمنين عليه‌السلام بعد قتل الخوارج، حتى إذا صرنا في أرض بابل، حضرت صلاة العصر، فنزل أميرالمؤمنين عليه‌السلام فنزلت الناس، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « ايّها الناس، ان هذه ارض ملعونة، قدّ عذّبت من الدهر ثلاث مرات، وهي احدى المؤتفكات (١)، وهي اوّل أرض عبد عليها وثن، انّه لا يحل لنبي ولا وصيّ نبيّ ان يصلي بها، فأمر الناس فمالوا إلى جنب الطريق يصلّون، وركب بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فمضى عليها، فقلت: والله لاتبعن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، ولاقلّدنه صلاتي اليوم، فوالله ما جزنا جسر سوري حتى غابت الشمس »، الخبر.

٣٧٥٣ / ٤ - محمّد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمّد بن الحسين، عن عبدالله بن جبلة، عن أبي الجارود، قال: سمعت جويرية يقول: اسرى علي عليه‌السلام بنا من كربلا إلى الفرات، فلمّا صرنا ببابل، قال لي: « أي موضع يسمى هذا يا جويرية؟ » قلت: هذه بابل يا أميرالمؤمنين، قال: « أما انه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذّبت مرتين [ إلى أن قال ] (١) وهي تتوقع الثالثة، إذا طلع كوكب الذنب، وعقل (٢) جسر بابل » وذكر ما

____________________________

(١) قوله تعالى: ( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ ) النجم ٥٣: ٥٣، قيل هي القرى التى ائتفكت بأهلها، أي انقلبت (مجمع البحرين - افك - ح ٥ ص ٢٥٣).

٤ - بصائر الدرجات ص ٢٣٨ ح ٣.

(١) الحديث في المخطوط متصل، أما في المصدر زيادة مقدار سطرين.

(٢) في المصدر: وعقد.

٣٥٠

يقرب مما مرّ.

٣٧٥٤ / ٥ - السيد الرضي في الخصائص: روى محمّد بن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبدالله، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن عبدالواحد بن المختار الانصاري، عن أبي المقدام الثقفي، قال: قال لي (١): جويرية بن مسهر: قطعنا مع أميرالمؤمنين عليه‌السلام جسر الصراط، في وقت العصر، فقال: « إنّ هذه أرض معذبة، لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ (نبي) (٢) أن يصلّي فيها، فمن اراد (٣) أن يصلّي فليصلّ » قال: فتفرّق الناس يمنة ويسرة، وساق نحو ما مرّ.

٢٧ - ( باب جواز الصلاة على كدس الحنطة ونحوه، مع التمكن من افعال الصلاة على كراهية، وحكم علّو المسجد عن الموقف )

٣٧٥٥ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه سئل عن الصلاة على كدس الحنطة، فنهي عن ذلك، فقيل له: إذا افترش (وكان كالمسطّح) (١)؟ فقال: « لا يصلّى على شئ من الطعام، فانّما هو رزق الله لخلقه، ونعمته عليهم، فعظّموه (٢) ولا

____________________________

٥ - الخصائص ص ٢٤.

(١ و ٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: منكم.

الباب - ٢٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٩.

(١) في المصدر: فكان كالسطح.

(٢) في المصدر زيادة: ولا تطووه.

٣٥١

تتهاونوا (٣) به »، الخبر.

٣٧٥٦ / ٢ - البحار: عن جامع البزنطي، نقلا عن خطّ بعض الأفاضل، عن محمّد بن مضارب، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام، عن كدس حنطة مطين، أُصلّي فوقه؟ قال فقال: « لا تصلّ فوقه »، فقلت: « انه مثل السطح مستو »، قال: « لا تصلّ عليه ».

٣٧٥٧ / ٣ - مجموعة الشهيد: نقلا عن كتاب (الصلاة) للحسين بن سعيد، قال: حدثنا أبوعيينة، قال: قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: انّا نأتي صديقا لنا، فنصعد فوق بيته نصلي، وعلى البيت حنطة رطبة مبسوطة على البيت كلّه، فنصلّي فوق الحنطة ونقوم عليها، فقال: « لو لا انّي اعلم انه من شعيتنا للعنته، اما يستطيع ان يتخذ لنفسه مصلّى يصلّي فيه ».

٢٨ - ( باب استحباب تفريق الصلاة في اماكن متعددة )

٣٧٥٨ / ١ - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « ما من مؤمن يموت في غربة من الأرض، فيغيب عنه بواكيه، الّا بكته بقاع الأرض التي كان يعبدالله فيها (١) »، الخبر.

____________________________

(٣) وفيه: ولا تستهينوا.

٢ - البحار ج ٨٤ ص ١٠٠ ح ٢٠.

٣ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

الباب - ٢٨

١ - كتاب المؤمن ص ٨٦ ح ٨١.

(١) في المصدر: عليها.

٣٥٢

٣٧٥٩ / ٢ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن الباقر عليه‌السلام: « كان علي بن الحسين عليهما‌السلام، يصلّي في اليوم والليلة الف ركعة، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة، وكانت له خمسمائة نخلة، فكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين ».

٢٩ - ( باب جواز تقدم المصلّي عن مكانه مع الحاجة ورجوعه، وكراهة تأخره، ووجوب الكفّ عن القراءة، حال المشي مع الضرورة )

٣٧٦٠ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وان وجدت ضيقا في الصف الأول، فلا بأس أن تتأخّر إلى الصف الثاني، وإن وجدت في الصف الأول خللا، فلا بأس أن تمشي إليه فتتمه ».

٣٧٦١ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « اتمّوا الصفوف، ولا يضرّ احدكم ان يتأخر، إذا وجد ضيقا في الصف الأول، فيتم الصف الذي خلفه، وان رأى خللا امامه، فلا يضرّه ان يمشي منحرفا ان تحرف عنه حتى يسدّه ».

٣٧٦٢ / ٣ - (وعنه عليه‌السلام قال) (١): « قم في الصف ما استطعت، فإذا ضاق المكان، فتقدم أو تأخر، فلا بأس ».

____________________________

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ١٥٠.

الباب - ٢٩

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٤.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٥ باختلاف في اللفظ.

٣ - المصدر السابق ج ١ ص ١٥٦.

(١) في المصدر: وقال علي عليه‌السلام.

٣٥٣

٣٧٦٣ / ٤ - الصدوق في المقنع: وإذا كنت خلف الامام في الصف الثاني، ووجدت في الصف الأول خللا، فلا بأس بان تمشي إليه فتتمّه.

٣٠ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب مكان المصلي )

٣٧٦٤ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام، انه كان يكره الصلاة إلى البعير، ويقول: « ما من بعير، الّا وعلى ذروته شيطان ».

____________________________

٤ - المقنع ص ٣٦.

الباب - ٣٠

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٠.

٣٥٤

أبواب أحكام المساجد

١ - ( باب تأكّد استحباب الصلاة في المسجد، وإتيانه حتى مساجد العامة )

٣٧٦٥ / ١ - البحار: عن اعلام الدين للديلمي: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « كونوا في الدنيا اضيافا، واتخذوا المساجد بيوتاً، وعوّدوا قلوبكم الرقّة »، الخبر.

٣٧٦٦ / ٢ - القطب الراوندي في كتاب لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

وقال: « من أحبّ الله فليحبّني، ومن أحبّني فليحب عترتي، انّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، ومن احبّ عترتي فليحبّ القرآن. ومن احبّ القرآن فليحبّ المساجد، فانّها افنية الله ابنيته، أذن في رفعها، وبارك فيها، ميمونة ميمون، أهلها، مزيّنة مزيّن، أهلها، محفوظة محفوظ، أهلها، هم في صلاتهم، والله في حوائجهم، هم في مساجدهم والله من ورائهم ».

____________________________

الباب - ١

١ - البحار ج ٨٣ ص ٣٥١ ح ٣ من اعلام الدين ص ٤٥.

٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣٥٥

٢ - ( باب كراهة تأخّر جيران المسجد عنه، وصلاتهم الفرائض في غيره، لغير علّة كالمطر، واستحباب ترك مواكلة من لا يحضر المسجد، وترك مشاربته، ومشاورته، ومناكحته، ومجاورته )

٣٧٦٧ / ١ -دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (صلوات الله عليهم) انه قال: « لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد، الا ان يكون له عذر، أو به علّة، فقيل: ومن جار المسجد يا أميرالمؤمنين؟ فقال: من سمع النداء ».

٣٧٦٨ / ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: وفي الخبر: لا صلاة لجار المسجد الّا في المسجد.

٣ - ( باب استحباب الاختلاف إلى المسجد، وملازمته، وقصده على طهارة، والجلوس فيه، سيّما لانتظار الصلاة )

٣٧٦٩ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إذا نزلت العاهات والآفات، عوفي اهل المساجد ».

____________________________

الباب - ٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب - ٣

١ - الجعفريات ص ٣٩.

٣٥٦

٣٧٧٠ / ٢ - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من كان القرآن دربته، والمسجد بيته، بنى الله تعالى له بيتا في الجنّة، ودرجة دون الدرجة الوسطى ».

٣٧٧١ / ٣ - المفيد (ره) في مجالسه: عن الصدوق، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، قال: « المروّة مروّتان: مروّة الحضر، ومروّة السفر، فامّا مروّة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد »، الخبر.

٣٧٧٢ / ٤ - وعن الحسين بن عبيد الله، عن الصدوق، بالاسناد عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباته، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام انه كان يقول: « من اختلف إلى المسجد، اصاب احدى الثمان: اخا مستفادا في الله، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو كلمة تردّه عن ردى، أو يسمع كلمة تدله على هدى، أو يترك ذنبا خشية أو حياء ».

الشيخ الطوسي في نهايته عن ابن أبي عمير، مثله (١).

____________________________

٢ - الجعفريات ص ٣١.

٣ - أمالي المفيد ص ٤٤ ح ٣، ورواه الصدوق « ره » في معاني الأخبار ص ٢٥٨ ح ٨ وعنه في البحار ج ٧٦ ص ٣١٣ ح ٧ وج ٨٤ ص ١٢ ح ٨٨.

٤ - بل أمالي الطوسي ج ٢ ص ٤٦، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٥١ ح ٤، ورواه الصدوق « قده » في الفقيه ج ١ ص ١٥٣ ح ٣٦ والخصال ص ٤٠٩ ح ١٠ وثواب الاعمال ص ٤٦ ح ١، والطوسي في التهذيب ج ٣ ص ٢٤٨ ح ٦٨١، والبرقي في المحاسن ص ٤٨ ح ٦٦، وابن طاووس في فلاح السائل ص ٩٠.

(١) النهاية ص ١٠٨.

٣٥٧

٣٧٧٣ / ٥ - ابن فهد في عدّة الداعي، وعن اعلام الدين للديلمي: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال: « الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنّة فإن الجنّة، فيها رضى نفسي والجامع فيها رضى ربّي » (١).

٣٧٧٤ / ٦ - السيد الرضى في المجازات النبوية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ان للمساجد اوتادا (١)، الملائكة جلساؤهم، إذا غابوا افتقدوهم، وان مرضوا عادوهم، وان كانوا في حاجة أعانوهم ».

٣٧٧٥ / ٧ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة، وقال: من كان القرآن حديثه، والمسجد بيته، بنى الله له بيتا في الجنّة، ودرجة (١) دون الدرجة الوسطى ».

____________________________

٥ - عدّة الداعي ص ١٩٤، اعلان الدين: عنهما في البحار ٨٣ ص ٣٦٢ ح ١٦.

(١) ذكر المصنّف « قدّه » في الفائدة الثانية من الخاتمة ما نصّة: « وأاما ما نقلتة بتوسط بحار الأنوار فهو كتاب اعلام الدين في صفات المؤمنين » فتأمل.

٦ - المجازات النبويّة ص ٤١٢ ح ٣٣٠.

(١) جاء في هامش المخطوط، منه قدّه: « قال السيد رحمة الله: وهذه استعاره كأنهّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌شبّه المقيمين في المساجد بالأوتاد المضروبه فيها وذلك من التمثيلات العجيبة الواقعة موقعها، يقال: فلان وتد المسجد وحمامة المسجد إذا طالت ملازمة له وانقطاعة إليه وتشبّهة بلوتد أبلغ لأن الحمامة تنتقل وتزول والوتد يقيم ولا يريم ».

٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

(١) في المصدر: ورفع درجة.

٣٥٨

٣٧٧٦ /٨ - عن علي عليه‌السلام: انه قال: « الجلوس في المساجد، رهبانية العرب، والمؤمن مجلسه مسجده، وصومعته بيته ».

٣٧٧٧ / ٩ - سبط الطبرسي في مشكاة الانوار: نقلا من المحاسن قال: قال عثمان بن مظعون للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انّي هممت بالسياحة، فقال: « مهلا يا عثمان، فانّ السياحة في امتي لزوم المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ».

٣٧٧٨ / ١٠ - الصدوق في الخصال: عن ابراهيم بن محمّد بن حمزة، عن الحسين بن عبدالله، عن موسى بن مروان، عن مروان بن معاوية، عن سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون، قال: سمعت الحسن بن علي عليهما‌السلام يقول: « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: من ادمن الاختلاف إلى المساجد، اصاب (١) أخاً مستفاداً في الله عزّوجلّ، أو علما مستطرفا (٢)، أو كلمة تدلّه على هدى، أو أُخرى تصرفه عن الردى، أو رحمة منتظرة، أو ترك الذنب حياء أو خشية ».

٣٧٧٩ / ١١ - وفي ثواب الاعمال: عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن خالد، عن حماد بن سليمان، عن عبدالله بن جعفر، عن أبيه،

____________________________

٨ - المصدر السابق ج ١ ص ١٤٨.

٩ - مشكاة الأنوار ص ٢٩.

١٠ - الخصال ص ٤١٠ ح ١١.

(١) في المصدر زيادة: احدى الثمان.

(٢) وفيه: مستظرفاً.

١١ - ثواب الأعمال ص ٤٥ ح ١.

٣٥٩

قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « قال الله تبارك وتعالى: الا انّ بيوتي في الأرض المساجد تضئ لاهل السماء كما تضئ النجوم لأهل الأرض، الا طوبى لمن كانت المساجد بيوته، الا طوبى لعبد توضّأ في بيته ثم زارني في بيتي، الا ان على المزور كرامة الزائر، الا بشر المشائين في الظلمات إلى المسجد (١)، بالنور الساطع يوم القيامة ».

ورواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن، عن محمّد بن عيسى الأرمني، عن الحسين بن خالد، مثله (٢).

وفي الهداية عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مرسلا، مثله (٣).

٣٧٨٠ / ١٢ - وفي العلل: عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباته، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « ان الله عزّوجلّ ليهمّ بعذاب أهل الأرض جميعا، حتى لا يتحاشى منهم أحدا، إذا عملوا بالمعاصي، واجترحوا السيئات، فإذا نظر إلى الشيب ناقلي اقدامهم إلى الصلاة، والولدان يتعلمون القرآن، رحمهم الله، فاخّر ذلك عنهم ».

ورواه في ثواب الاعمال: (١) عن أبيه، عن احمد بن ادريس، عن

____________________________

(١) في المصدر: المساجد.

(٢) الحاسن ص ٤٧ ح ٦٥.

(٣) الهداية ص ٣١، وفي مكارم الأخلاق ص ٢٩٧.

١٢- على الشرائع ص ٥٢١ ح ٢ باختلاف يسير.

(١) ثواب الأعمال ص ٦١ ح ١.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

منها : الروايات الصحيحة الكثيرة الواردة على أنّهم خصوص أصحاب الكساء ، حيث جلّلهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله به حصراً.

ومنها : إنّ الأهل والآل تدلّ على النسب دون السبب.

ومنها : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جاء بأهل بيته للمباهلة ، وقد كانوا هؤلاء الخمسة حصراً.

ومنها : إنّ الآية تفيد الحصر لإرادة الله بإذهاب الرجس عن جماعة مخصوصين ، ولم يدّع أحد العصمة لغير هؤلاء.

ومنها : إنّ الأزواج لم يدعين دخولهن فيها ، بل صرّحن في روايات عديدة بعدم دخولهن.

ومنها : الردّ على وحدة السياق بعدّة وجوه كثيرة ، كدلالة تغيير الضمير ، وأنّ ما قبل الآية فيه تهديد ووعيد ، ولا يناسب ذلك إذهاب الرجس ، وإنّ اختلاف المخاطب لا يقدح بورود السياق ، وقد ورد كثيراً في القرآن ، وإنّ الالتزام بوحدة السياق اجتهاد مقابل النصّ الوارد في الروايات الصحيحة ، وعدم الالتزام بالسياق إذا جاءت قرينة على خلافه ، وعدم التسليم بالسياق والترتيب الموجود ، وأنّه هو المنزل ، بل إنّ الروايات تدلّ على أنّ الآية نزلت منفردة ، وغيرها.

٣ ـ المهمّ إنّ الذين اختاروا اختصاصها بالنساء احتجّوا بالسياق ، وقد عرفت الردّ عليه ، ولكن عندما جوبهوا باختلاف الضمير من المؤنث إلى المذكّر ، حاولوا التملّص بما ذكرت من قولهم بدخول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله معهن ، ولكنّك عرفت أنّ أصل القول مردود ضعيف شاذّ ، وهو الاختصاص بالنساء ، فما تفرّع عليه واشتقّ منه يكون أضعف ، إذ مع سقوط الأصل فلا مجال للفرع.

مع أنّ أكثر من حاول صرفها عن أهل البيتعليهم‌السلام خاصة وجعل الآية واردة في نساء النبيّ ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وذلك لنفس السبب ، وهو تذكير الضمير ، فراجع أقوالهم ، كابن كثير ، وابن روزبهان ،

٤٦١

بل وابن تيمية ، ولم يستفد أحد منهم أنّ تذكير الضمير كان بسبب دخول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مع النساء فقط.

وبعبارة أُخرى : إنّ سبب قولهم بأنّ تذكير الضمير كان لدخول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقط ، هو التزامهم السابق بأنّ الآية نزلت في نساء النبيّ فقط بمقتضى السياق ، وكان قولهم تخلّص وتملّص من ورود الإشكال عليهم ، إذ ليس لهم مخرج من الإشكال ، سوى هذا الادعاء ، ولم يستندوا فيه إلى حديث ، أو قول لغويّ ، أو دليل عقليّ ، فإذا لم نلتزم بالقول بأنّ الآية نازلة في نساء النبيّ فقط ، ورددناه فما هو الملزم والملجئ لنا لتعليل تذكير الضمير بدخول النبيّ وحده فقط معهن؟

ثمّ إنّهم لم يبيّنوا لنا لماذا أدخل الله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هنا في هذه الآية بالخصوص ، ولم يدخله في الآيات الأُخر ، التي جاء فيها الضمير مؤنّث ، فإنّ قالوا أدخله فقد كذبوا ، لما فيها من ظاهر الضمير ، وظاهر التهديد والوعيد ، المبرأ عنه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإذا قالوا لم يدخله في الآيات الأُخر وأدخله في هذه الآية فقط فلماذا؟ بعد أن حصرتم النزول في النساء فقط.

٤ ـ فإذا قالوا : أدخله في هذه الآية فقط ، لما فيها من ميزة من نفي الرجس وإثبات التطهير والمدح.

قلنا : إذاً أقررتم بأنّ هذه الآية لا تختصّ بالنساء فقط ، وإنّما دخل معهن غيرهن ، بمقتضى تذكير الضمير ، وأنّ الاعتماد على وحدة السياق كان غير تامّ.

فإذا كنّا نحن والآية فقط ، نضيف : أنّ تذكير الضمير لوحده لا يدلّ على تشخيص الداخل من هو؟ أو أنّه شخص واحد أو أكثر ، فما هو دليلكم على دخول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقط ، فلعلّ معه غيره.

وليس لكم نفي دخول غيره إلاّ القول باختصاص الآية بالنساء ، وهذا عود من البدء ، وهو دور صريح.

٤٦٢

فلا يبقى إلاّ الاعتماد على قرينة من داخل الآية ، وهو المعنى المراد من أهل البيتعليهم‌السلام ، وفي هذا عودة إلى الآراء المختلفة التي ذكرناها أوّلاً ، ومنها مدّعاكم ، وقد رددناه بما لا مزيد عليه ، بل إنّ القرينة في الآية تخرج النساء أصلاً ، لأنّ نفي الرجس واثبات التطهير ينافي ما خوطب به النساء من التهديد والوعيد ، واحتمال صدور المعصية منهن ، أو قرينة من خارج الآية من سنّة أو لغة ، وهي معنا كما عرفت سابقاً.

( محمّد علي معلى ـ سورية ـ ٣٨ سنة ـ طالب متوسطة )

قبولهم توبة الغالي :

س : ورد عن أحد الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام : أنّه بنا يلحق القالي وإلينا يرجع الغالي ، وتوجد تتمّة للحديث ، أنّه لا يقبل الله رجوع الغالي ولا لحوق القالي ، أفيدونا رحمكم الله.

ج : إنّ جميع الروايات التي وردت تنصّ على أنّهمعليهم‌السلام إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي بالتاء ، وليس هناك في تلك الروايات أية إشارة إلى عدم قبولهم رجوع الغالي ، أو لحوق التالي ، ما عدا رواية واحدة وردت في أمالي الشيخ الطوسيّ ( قدس سره ) ، تشير إلى عدم قبول رجوع الغالي فقط.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : «إلينا يرجع الغالي فلا نقبله ، وبنا يلحق المقصّر فنقبله » ، وقد علّل الإمامعليه‌السلام ذلك بقوله : «لأنّ الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة ، والصيام والحجّ ، فلا يقدر على ترك عادته ، وعلى الرجوع إلى طاعة الله عزّ وجلّ أبداً ، وأنّ المقصّر إذا عرف عمل وأطاع »(١) .

ومعنى كلام الإمامعليه‌السلام : إنّ الغالي إذا أراد أن يرجع ويتوب فإنّنا نقبل توبته ، لكن عليه أن يرجع إلى أداء الصلاة ، ودفع الزكاة ، والإتيان بالحجّ ، وصيام

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الطوسيّ : ٦٥٠.

٤٦٣

شهر رمضان ، وإذا لم يقدر على ذلك ـ لأنّه اعتاد على خلافها ـ فإنّا لا نقبله ، لأنّه لم يحقّق شروط التوبة ، فعدم قبولهمعليهم‌السلام لرجوع الغالي ، لأنّه لا يقدر على تحقيق شروط التوبة ، وهذا بخلاف المقصّر ، فإنّ تركه لبعض الأعمال لعدم معرفته بها ، وإذا عرف فإنّه يعمل ويطيع.

( هاشم. الكويت ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

اختصاص بعض الآيات بهم :

س : وفّقكم الله وأطال في عمركم في خدمة أهل البيتعليهم‌السلام .

هناك آيات قرآنية عديدة فسّرها الأئمّةعليهم‌السلام بهم ، كأن يقولوا مثلاً : فينا نزلت ، أو في أمير المؤمنين من هذه الآيات ، قوله تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، وقوله تعالى :( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) ، وقوله تعالى :( وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) .

فهل نستفيد من هذه الروايات اختصاص هذه الآيات وغيرها بهم؟ أم في كونهم مصداق أعلى لهذه الآيات ، ولكنّها تشمل غيرهم أيضاً؟ وما هو الدليل؟ وفّقكم الله بحقّ محمّد وآل محمّد.

ج : إذا أخذ قوله تعالى :( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ ) (١) نفسه مع قطع النظر عن المورد ، ومن شأن القرآن ذلك ـ ومن المعلوم أنّ المورد لا يخصصّ بنفسه ـ كان القول عامّاً ، من حيث السائل والمسؤول عنه ، والمسؤول منه ظاهراً ، فالسائل كلّ من يمكن أن يجهل شيئاً من المعارف الحقيقيّة والمسائل من المكلّفين ، والمسؤول عنه جميع المعارف والمسائل التي يمكن أن يجهله جاهل.

وأمّا المسؤول منه ، فإنّه وإن كان بحسب المفهوم عامّاً ، فهو بحسب المصداق خاصّ ، وهم أهل البيتعليهم‌السلام ، وذلك أنّ المراد بالذكر إن كان هو

__________________

١ ـ النحل : ٤٣.

٤٦٤

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كما في آية الطلاق فهم أهل الذكر ، وإن كان هو القرآن كما في آية الزخرف فهو ذكر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولقومه ، فأهل البيت خاصة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قارنهمصلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن ، وأمر الناس بالتمسّك بهم في حديث الثقلين المتواتر(١) .

وقد وردت من الأحاديث عنهمعليهم‌السلام توضّح أنّهم هم أهل الذكر ، وهم قومه ، وهم المسؤولون ، فعن الإمام الباقرعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ :( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْر ) ، قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الذكر أنا ، والأئمّة أهل الذكر »(٢) .

وقوله عزّ وجلّ :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (٣) ، قال الإمام الباقرعليه‌السلام : « نحن قومه ، ونحن المسؤولون »(٤) .

وأمّا قوله تعالى :( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) (٥) ، فالمراد بأُولي الأمر هم الأئمّة من آل محمّدعليهم‌السلام ، لأنّ الله أوجب طاعتهم بالإطلاق ، كما أوجب طاعته وطاعة رسوله ، ولا يجوز أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلاّ من ثبتت عصمته ، وعلم أنّ باطنه كظاهره ، وأمن من الغلط ، وليس ذلك بحاصل للأمراء والعلماء ، كما قيل : جلّ الله أن يأمر بطاعة من يعصيه ، أو بالانقياد للمختلفين في القول والعمل ، لأنّه محال أن يطاع المختلفون ، كما أنّه محال أن يجتمع ما اختلفوا فيه(٦) .

أمّا قوله تعالى :( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٧) ، فالآية تدلّ على أنّ الأرض لا تخلو من هاد يهدي الناس إلى الحقّ ، إمّا نبيّ منذر ، وإمّا غيره ، يهدي بأمر الله ،

__________________

١ ـ أُنظر : الميزان في تفسير القرآن ١٢ / ٢٨٤.

٢ ـ الكافي ١ / ٢١٠.

٣ ـ الزخرف : ٤٣.

٤ ـ الكافي ١ / ٢١٠.

٥ ـ النساء : ٥٩.

٦ ـ أُنظر : مجمع البيان ٣ / ١١٤.

٧ ـ الرعد : ٧.

٤٦٥

وقد وردت روايات تشير إلى أنّ المنذر هو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والهادي هو عليعليه‌السلام ، ومعنى ذلك أنّ مصداق المنذر هو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومصداق الهادي هو عليعليه‌السلام أو الإمام(١) .

وأمّا قوله تعالى :( وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢) ، فالمراد من مفهوم الصادقين كما وضّحه القرآن في سورة الحشر الآية الثامنة ، بأنّهم المؤمنون المحرومون ، الذين استقاموا وثبتوا رغم كلّ المشاكل ، وأخرجوا من ديارهم وأموالهم ، ولم يكن لهم هدف وغاية سوى رضى الله ، ونصرة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا المفهوم واسع.

إلاّ أنّ المستفاد من الروايات الكثيرة : أنّ المراد من هذا المفهوم هنا هم المعصومون فقط ، ففي رواية : أنّ سلمان سأل عن تلك الآية فقال : يا رسول الله عامّة هذه الآية أم خاصّة؟ فقال : «أمّا المأمورون فعامّة المؤمنين أُمروا بذلك ، وأمّا الصادقون فخاصّة لأخي علي والأوصياء من بعده إلى يوم القيامة »(٣) .

( تركي عبد الله سعيد ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٣ سنة ـ بكالوريوس )

لا تعارض في أفعالهم ومواقفهم :

س : سؤالي هو إلى العلماء المحترمين : علي اتّقى ظلم أبي بكر وعمر وعثمان على حسب كلامكم ، ولكنّه تقاتل مع معاوية ، والحسن رجع واتّقى معاوية ، والحسين لم يرض بحكم يزيد؟

أنا كمسلم عادي ، ومأمور باتباع أهل البيت ، وهم حجّة عليّ ، كيف أفهم مواقفهم بحيث لا يكون فيها تعارض ، لأنّ في ظاهرها تعارض كامل؟

ج : لا يوجد تعارض في أفعال أهل البيتعليهم‌السلام ، لما ثبت عندنا من عصمتهم

__________________

١ ـ أُنظر : الميزان في تفسير القرآن ١١ / ٣٢٧.

٢ ـ التوبة : ١١٩.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٨.

٤٦٦

وتكامل علمهم ، ولكن فهم مواقف أهل البيتعليهم‌السلام يحتاج إلى اطلاع شامل ، وموضوعيّ للمرحلة التي عاشها كلّ إمام منهم.

فالظرف الذي قاتل فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام معاوية يختلف عن الظرف الذي صالح فيه الإمام الحسنعليه‌السلام معاوية ، وكذلك محاربة الحسينعليه‌السلام ليزيد واتباعه ، فللظروف دخلها الكبير في هذه المواقف ، وهذا يحتاج إلى مراجعة كتب العلماء والمحقّقين الذين تناولوا تلك الفترات.

أمّا الموقف الشرعيّ لأهل البيتعليهم‌السلام تجاه هؤلاء الأشخاص الذين حاربوهم أو صالحوهم فهو واحد لا يتغيّر ، وقد نطق بمضمونه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديثه : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية »(١) .

وقد علمنا وقف هذا السياق أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قاتل المشركين ، ثمّ صالحهم ، ثمّ دخل عليهم شاهراً سيفه في فتحه لمكّة ، ولا يعني هذا أنّ هناك تناقضاً في أفعال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ حاشاه ـ إنّما لكلّ ظرف خصوصياته ودوافعه.

( نوفل ـ المغرب ـ ٢٦ سنة )

الكتب التاريخية المؤلّفة حولهم :

س : ما هو أوثق مرجع تاريخي لمدرسة أهل البيت؟ وشكراً جزيلاً.

ج : إنّ كان من حيث سيرة وتاريخ الأئمّةعليهم‌السلام ، فبالإمكان مراجعة كتاب « الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد » للشيخ المفيد ، و « إعلام الورى بأعلام الهدى » للشيخ الطبرسيّ.

أمّا إذا كان المراد من كتب التاريخ التي تعنى بالتاريخ العامّ ، فإنّها كما تعرف كانت تكتب تقرّباً إلى الملوك والسلاطين ، فتذهب بمذاهبهم ، وتورد ما يوافق أفكارهم وغاياتهم ، ولم يكن للشيعة يوماً حكومة إلاّ في فترات قصيرة

__________________

١ ـ ينابيع المودة ٣ / ٣٧٢.

٤٦٧

لم يتسنّ كتابة هكذا تاريخ فيها ، وإن كان هناك بعض الكتب فإنها ذهبت مع ما ذهب من كتب الشيعة نتيجة القمع والملاحقة ، تستطيع أن تعرفها لو راجعت كتب التراجم.

نعم كتب اليعقوبيّ والمسعوديّ اللذين يعتبران من الشيعة كتب في التاريخ العامّ للدول والملوك ، ولكن كتبوا في زمن تسلّط مخالفيهم ، فشابها الكثير من التقية وعدم التصريح ، والاكتفاء بالأحداث العامّة وتواريخ الوقائع.

( أبو جعفر ـ الكويت ـ )

معناه اللغويّ :

س : وفّقكم الله ، إخواني الكرام القائمين على هذا الموقع العظيم ، وجعله في ميزان أعمالكم ، ورزقنا الله وإيّاكم شفاعة محمّد وآل محمّد عليهم‌السلام .

أمّا بعد ، من منطلق التدبّر بآيات القرآن الكريم ، لاحظت أمراً يتعلّق بآية التطهير : أنّه هل يمكن أن نستفيد من نفس الآية حصراً بغضّ النظر عن الأدلّة الأُخرى ، وهو اختلاف المراد من( بيوتكن ) و( أهل البيت ) ، وبالتالي عدم دخول الزوجات في أهل البيتعليهم‌السلام ؟

ج : في مقام التعليق على ما ذكرت ، نقدّم أُموراً :

١ ـ يحدّد المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها ، فأهل القرى : سكّانها ، وأهل الكتاب : أتباعه ، وأهل الرجل : عشيرته وذوو قرباه(١) ، أخصّ الناس به(٢) ، من يجمعه وإيّاهم نسب أو دين(٣) .

وأهل بيت الرجل : ذو قرباه ومن يجمعه وإيّاهم نسب ، وأطلقت في الكتاب الكريم على أولاد إبراهيمعليه‌السلام وأولاد أولاده ، قال تعالى :( رَحْمَتُ اللهِ

__________________

١ ـ القاموس المحيط ٣ / ٤٥٣.

٢ ـ لسان العرب ١١ / ٢٩.

٣ ـ المفردات في غريب القرآن : ٢٩.

٤٦٨

وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ) (١) .

وهناك فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل ، فقد عُبّر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته ، قال الزبيدي : « ومن المجاز : الأهل للرجل زوجته »(٢) .

أمّا أهل بيت الرجل : فهم من يجمعه وإيّاهم نسب ، وتعورف في أسرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ من الواضح أنّ أهل البيت متكوّنة من لفظتين هي : « أهل » التي ذكروا أنّها ولفظة « آل » بمعنى واحد ، وذكروا لهما معان متعدّدة بين الضيق والسعة ، يرجع إليها في البحث المتعلّق بمعنى « الآل » ، وهل هم أقرباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو أتباعه أو غير ذلك؟

واللفظة الأُخرى فهي « البيت » ، فهل المراد منها المعنى الموضوع لها ـ وهو مكان السكن المتكوّن من الطين والخشب ، أي البيت المادّي ـ أو المراد منها هنا المعنى الاستعمالي ـ وهو بيت الذروة والشرف ومجمع السيادة ـ أي بيت النبوّة؟

مع أنّه قد عرفنا من تنصيص أهل اللغة ما هو المعنى المراد من استعمال أهل البيت إذا جاءا معاً عند العرب ، وبالتالي لا فرق بين تعيين أيّ من المعنيين ، ولكن المعنيين المذكورين أصبحا مورداً لظهور شبهة سوف تأتي الإشارة إليها في النقاط التالية.

٣ ـ من الواضح أنّ المقصود من البيوت في قوله تعالى :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) (٣) ، وقوله تعالى :( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ) (٤) هي البيوت

__________________

١ ـ هود : ٧٣.

٢ ـ تاج العروس ٧ / ٢١٧.

٣ ـ الأحزاب : ٣٣.

٤ ـ الأحزاب : ٣٤.

٤٦٩

المبنية من الطين والخشب ، وكذا في قوله تعالى :( بُيُوتَ النَّبِيِّ ) (١) ، وهو غير المعنى المراد من مجموع لفظتي « أهل البيت » ، كما عرفت من تنصيص أهل اللغة ، سواء قلنا إنّ المراد من لفظة بيت فيه الطين والخشب ، أو بيت الذروة والشرف ، وذلك واضح من الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢) .

أمّا إذا قلنا : إنّ المراد من « البيت » فيها هو بيت الطين والخشب ، فلأنّه قد أضاف جمع البيوت في( فِي بُيُوتِكُنَّ ) إلى النساء ، وفي( بُيُوتَ النَّبِيِّ ) إلى النبيّ ، وهنا عرّف البيت بالألف واللام العهدية لا الجنسية أو الاستغراقية كما هو واضح ، فإنّه لا يريد جنس البيوت ولا كلّ بيت بيت.

فتحصّل : أنّ هذا البيت المعهود ليس أحد تلك البيوت المنسوبة للنساء ، وإلاّ فما هو المرجّح بينها ، وإنّما هو بيت آخر غيرها معهوداً بين المتكلّم والمخاطبصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد يكون بيت عليعليه‌السلام ، كما ذكر ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عندما أشار إليه أبو بكر ، وقال : هل هذا البيت منها؟ أي من البيوت التي أذن الله أن ترفع كما جاء في الآية ، فأجابهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نعم من أفضلها »(٣) ، وبيت علي هو بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا إشكال.

وهذا فيما لو تنزّلنا وقلنا بأنّ المراد هو هذا المعنى ، أي المصنوع من الطين والخشب ، وهو مورد الشبهة التي جاءت عند العامّة ، الذين قالوا بأنّ أهله كلّ من دخل تحت سقفه ، فالأزواج من أهله ، وقد عرفت الجواب مع أنّا قد ذكرنا أنّ المعنى المستعمل في المركب من اللفظين : « أهل » و « البيت » هو غير المعنى المفرد لكلّ منهما ، كما عرفت من تنصيص أهل اللغة فلاحظ.

وأمّا إذا أُريد من البيت هو بيت الذروة والشرف وبيت النبوّة ، وأنّ المراد منه

__________________

١ ـ الأحزاب : ٥٣.

٢ ـ الأحزاب : ٣٣.

٣ ـ الصراط المستقيم ١ / ٢٩٣.

٤٧٠

كما يراد من مثل قولهم أهل القرآن وأهل الله ، فعند ذلك لا يصحّ الدخول فيه إلاّ لمن حصل له الأهلية والاستعداد الكامل ، الذي يكون السبب في التنصيص عليهم من قبل الله تعالى ، فلا يراد منه إلاّ المنتمون إلى النبوّة والوحي بوشائج روحية خاصّة ، ولا يشمل كلّ من يرتبط ببيت النبوّة من طريق السبب أو النسب فحسب ، ولذا سألت أُمّ سلمة عن دخولها فيه ، فجاءها الجواب بالنفي ، وهذا البيت هو المراد منه( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا ) (١) ، كما تقدّم سابقاً في جواب النبيّ لأبي بكر.

وورد أيضاً : أنّ قتادة لمّا جلس أمام الإمام الباقرعليه‌السلام قال : لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عباس ، فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك ، قال له أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : « ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي( بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ) فأنت ثمّ ونحن أولئك » ، فقال قتادة : صدقت والله جعلني الله فداك ، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين(٢) .

ولعلّ هذا المعنى الثاني للبيت مأخوذ من المعنى المستعمل فيه « أهل البيت » كما نقلنا عن أصحاب اللغة.

٤ ـ وبعد كلّ ما تقدّم ، فقد عرفت ما هو المراد من لفظتي « أهل البيت » فيما إذا وردتا معاً ، وقد عرفت أنّ النزاع قائم في أنّ معنى أهل البيت هل هو واسع يشمل الزوجات أو أنّه مقتصر على أشخاص معينين هم أصحاب الكساء؟ فافترق المسلمون إلى أقوال ، ونحن نستدلّ بحديث الكساء الصحيح على حصرهم بالخمسة أصحاب الكساء ، إضافة إلى ما تقدّم كلّه.

__________________

١ ـ النور : ٣٦.

٢ ـ خصائص الوحي المبيّن : ١٨.

٤٧١

فإذا تقرّر ذلك : نرجع إلى سؤالك فنقول : من الواضح أنّ المراد في( بُيُوتِكُنَّ ) هو بيت الطين والخشب ، وهو يجمع إذ لو كان لشخص معيّن عدّة زوجات ، وكلّ منها اسكنها في بيت ، فيقال : هذه بيوت هذا الرجل ، أو بيوت زوجاته ، وأنّ المراد من « أهل البيت » معنى آخر هو ذو قرباه ومن يجمعه وإيّاهم نسب ، ولا تجمع لفظة « البيت » فيه بهذا المعنى ، إذ لم يعرف من كلام العرب أن يقولوا « أهل بيوت النبيّ » ، ويراد به هذا المعنى المتقدّم ، فإذا كان للرجل عدد من الأولاد من زوجات مختلفة أسكنهم في بيوت مختلفة ، فإنّهم يقال لكلّ أولاده : أهل بيت الرجل ، نعم قد يستعمل أهل بيوت الرجل ، لكن بمعنى من كان تحت سقوف بيوته ، أي يمكن أن يجمع بذلك المعنى الأوّل.

فإذا نظرنا إلى الآية ، نجد أنّ البيوت جاءت مجموعة عندما أضيفت إلى النساء ، وأنّها جاءت مفرداً عندما عرّفت بالألف واللام ، وتعلّقت بالأهل ، فتعرف أنّ البيوت المرادة هناك غير البيت المراد هنا ، فيمكن أنّ تكون إشارة لطيفة بلاغية على الاختلاف ، نظراً لإبدال التعبير من الجمع إلى المفرد ، ثمّ إلى الجمع في نفس الآيات ، ولكن لا يمكن أن يكون دليلاً مستقلاً ، وذلك لأنّا قلنا : إنّ البحث حول دخول الزوجات أو عدم دخولهن مرتبط بتحديد معنى ومفهوم أهل البيت ، سواء من اللغة أو القرآن أو السنّة.

فاختلاف المعاني المرادة من البيت لا يعني بالضرورة عدم دخول النساء في أهل البيت ، ألا ترى أنّه لا تناقض في الآيات لو ثبت فرضاً من دليل خارج أنّ النساء داخلات في « أهل البيت ».

نعم ، نعود ونقول إنّه مؤيّد ، وإشارة لطيفة تتمّ إذا ادعى مدعٍ أنّ المراد من البيت في « أهل البيت » في الآية هو البيت المحسوس من الطين والخشب ، وتتأكّد هذه الإشارة التي نوهنا إليها هنا ، إذا لاحظنا العودة إلى جمع البيوت مرّة أُخرى في آية( واذكرن ) بعد آية التطهير ، فكأنّها تؤكّد أنّ هذه البيوت غير ذلك البيت ، وإلاّ لماذا عاد للتفريق بالجمع ، والإضافة إليهن بعد الإفراد والتعريف بالألف واللام العهدية.

٤٧٢

( أحمد ـ الإمارات ـ ١٩ سنة ـ طالب حوزة )

ما يتعلّق بخبائثهم :

س : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في المنتديات ، أرجو الردّ السريع.

ليس في بول الأئمّة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة ، بل هما كالمسك الأذفر ، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرّم الله عليه النار ، واستوجب دخول الجنّة ، « أنوار الولاية للآخوند ملاّ زين العابدين الكلبايكاني : ٤٤٠ ».

وروي عن أبي جعفر : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّراً مختوناً ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من إمامه ، ونجوه كريح المسك » ، الكافي ١ / ٣١٩ كتاب الحجّة ـ باب مواليد الأئمّة ».

أرجو المساعدة على الردّ على تلك الحثالة الوهّابية ، وشكراً.

ج : وردت رواية مرسلة في الكافي بهذا المعنى في بيان أنّ للإمام علامات عشر ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّراً ، مختوناً ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك ، والأرض موكلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت عليه وفقاً ، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً ، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيّامه »(١) .

قال المازندراني في شرح أُصول الكافي : « قوله : «ونجوه كرائحة المسك » هذه علامة سابعة ، وفيه حذف أي رائحة نجوه ، والنجو ما يخرج من ريح أو غائط ، وذلك لأنّ باطنه كظاهره طاهر مطهّر ، ممّا يوجب التأذّي والتنفّر منه.

__________________

١ ـ الكافي ١ / ٣٨٨.

٤٧٣

قوله : «والأرض موكّلة بستره وابتلاعه » هذه علامة ثامنة ، وذلك إمّا لتشرّفها به ، كما شرب الحجّام دمهصلى‌الله‌عليه‌وآله للتشرّف والتبرّك ، أو لأنّه وإن لم يكن له رائحة إلاّ أنّ صورته كصورة نجو غيره ، ومشاهدة ذلك يوجب التنفّر منه في الجملة ، فأمرت الأرض بابتلاعه إكراماً لهعليه‌السلام »(١) .

ونحن بغضّ النظر عن سند الرواية نقول : إنّ متن الرواية لا منافاة فيه ، لما دلّ الدليل عليه من الأدلّة العقليّة من وجوب اتصاف الإمام المنصوب من قبل الله سبحانه بأفضل الصفات وأعلاها ، وأن لا يكون فيه ما هو منفرّاً للناس ، سواء كان ذلك بالطباع أو بالتكوين ، لأنّه يعدّ نقضاً لغرض تنصيبه من قبل الله سبحانه.

وأيضاً قد دلّت الأدلّة المتضافرة في كتب الفريقين : أنّ الأئمّةعليهم‌السلام قد خُلقوا من طينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله النورانية ، وأنّ طباعهم طباعه ، وسنخهم سنخه.

روى الشيخ الصدوق ( قدس سره ) بسنده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خطبنا ذات يوم ، فقال : أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، ثمّ بكى.

فقلت : يا رسول الله ، ما يبكيك؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشهر ، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك ، وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك ، فخضبت منها لحيتك.

فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال : في سلامة من دينك.

ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك ، واصطفاني وإيّاك ، واختارني في النبوّة

__________________

١ ـ شرح أُصول الكافي ٦ / ٣٩٢.

٤٧٤

واختارك في الإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي »(١) .

عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمّة من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خُلقوا من طينتي ، رزقوا فهمي وعلمي ، ويل للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي »(٢) .

وإذا علمنا هذا ، أي أنّ الأئمّةعليهم‌السلام خُلقوا من طينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي طينة نورانية ذات سنخ ملكوتيّ خاصّ ، كما أثبتت ذلك الروايات المتقدّمة وغيرها.

وعلمنا من الحوادث أنّ هناك من شرب دم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تمسّك النار »(٣) .

وبعضهم شرب بول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قال لشاربه ـ وكانت امرأة تخدم أُمّ حبيبة جاءت معها من الحبشة ـ : « صحّة يا أُمّ يوسف »(٤) .

وأيضاً أخرج سعيد بن منصور من طريق عمر بن السائب : أنّه بلغه أنّ مالكاً والد أبي سعيد الخدريّ لمّا جرح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مصّ جرحه حتّى أنقاه ولاح أبيض ، فقيل له : مجّه ، فقال : لا والله لا أمجّه أبداً ، ثمّ أدبر فقاتل.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة ، فلينظر إلى هذا » ، فاستشهد(٥) .

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ١٥٥.

٢ ـ كنز العمّال ١٢ / ١٠٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٤٠ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٧٩ ، حلية الأولياء ١ / ١٢٨.

٣ ـ سنن الدارقطنيّ ١ / ٢٣٤ ، كنز العمّال ١٣ / ٤٦٩ و ٤٧٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٠ / ٢٣٣ و ٢٨ / ١٦٢ ، الإصابة ٤ / ٨١ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٦٨ و ٣٧٧ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٤٥٥.

٤ ـ نيل الأوطار ١ / ١٠٦ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٤٥٥ ، تلخيص الحبير ١ / ١٨٢.

٥ ـ تلخيص الحبير ١ / ١٨١.

٤٧٥

نقول : فأيّ ضير بمن يكون من طينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تكون له تلك المزايا والصفات في فضلات جسمه ، كما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن كانت الإمامة بالجعل الإلهيّ هي الامتداد الطبيعي للرسالة شكلاً ومضموناً من حيث صيانة التبليغ والحفاظ عليه ، كما يشير إليه الحديث الشريف الوارد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «في كلّ خلف من أُمّتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا وإن أئمّتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا من تفدون »(١) .

____________

١ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٤١.

٤٧٦

أهل السنّة :

( أبو يحيى درويش ـ اليمن ـ ٢٤ سنة. طالب كليّة الشريعة )

وجه تسميتهم بهذا الاسم :

س : هل من طريق إلى معرفة السرّ في تسمية أهل السنّة والجماعة بهذا الاسم؟ وما الدليل؟

ج : هي تسمية أطلقتها المذاهب الإسلامية الأُخرى على نفسها ، تمييزاً عن شيعة أهل البيتعليهم‌السلام ، فالحديث المروي والمتواتر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً » ، فيه دلالة صريحة على وجوب تبعية أهل البيتعليهم‌السلام ، فهم مع كونهم يروون الحديث متواتراً ، إلاّ أنّهم حرّفوه إلى سنّتي بدل عترتي ، وقالوا : نحن أتباع سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولسنا اتباع أحدٍ من عترته ، وبذلك عرفوا بأهل السنّة والجماعة ، تمييزاً عن أتباع العترة ـ وهم شيعة أهل البيت ومواليهم ـ وهكذا صار هذا المصطلح متعارفاً في أدب المذاهب الإسلامية الأُخرى.

( ـ ـ )

هم مسلمون :

س : لدي استفسارات مهمّة أرجو أن تجيبوا عليها إجابة واضحة شافية.

أوّلاً : أخبرنا الشريف عمر بن محمّد بن حمزة العلوي الزيدي ، وأبو غالب

٤٧٧

سعيد بن محمّد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قالا : أخبرنا أبو عبد الله محمّد ابن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي قال : أخبرنا زيد بن جعفر بن محمّد ابن حاجب قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن الحسين بن هارون قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الحسني قال : حدّثنا محمّد بن مروان الغزال قال : حدّثنا عامر بن كثير السراج ، عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له بمكّة ، أو بمنى : يا بن رسول الله ما أكثر الحاجّ ؟

قال : « ما أقلّ الحاجّ ، ما يغفر إلاّ لك ولأصحابك ، ولا يتقبّل إلاّ منك ومن أصحابك »(١) .

س : هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف؟

وهل ما جاء فيه ينطبق فقط على الزمن الذي كان فيه الإمام أبو جعفرعليه‌السلام ؟ أم أنّه كذلك لا يقبل الحجّ حتّى في زماننا هذا إلاّ من الشيعة الإمامية؟ وما قول العلماء المعاصرين في هذه المسألة؟

ثانياً : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري الحسيني قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجار الطبري الفقيه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الحميد قال : حدّثنا داهر بن محمّد بن يحيى الأحمري قال : حدّثنا المنذر بن الزبير ، عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تضادّوا بعلي أحداً فتكفروا ، ولا تفضّلوا عليه أحداً فترتدّوا » (٢) .

س : عن صحّة هذا الحديث أيضاً؟ وما المقصود بـ « لا تضادّوا »؟ وإذا كان صحيحاً ، هل يعني هذا أنّ العامّة من أهل السنّة حين يفضّلون الشيخين على علي أنّهم مرتدّون؟ وهل يعني الارتداد هنا عن الإسلام؟ أي أنّهم كفّار وغير مسلمين مهما فعلوا؟

أرجو أن يكون الجواب مدعماً كذلك بقول العلماء المعاصرين.

____________

١ ـ بشارة المصطفى : ١٢٣.

٢ ـ الأمالي للشيخ الطوسيّ : ١٥٣.

٤٧٨

ج : إنّ الحديث الأوّل ليس نقي السند بالشكل الذي يؤخذ به ، ففيه من المهملين والمجهولين ، أو غير الموثقين بحيث لا يمكن الاعتماد عليه ، والأمر فيه موكول إلى علم الرجال.

ثمّ مع غضّ النظر عن السند فالرواية في مجال بيان شرطية موضوع الولاية في قبول الأعمال ، وقد وردت أحاديث كثيرة تصرّح بأنّ الفاقد للولاية ومنكرها لا يقبل الله عزّ وجلّ منه أعماله يوم القيامة ، وإن صلّى وصام وحجّ و ، فالولاية شرط في صحّة العمل.

نعم ، ينبغي أن نتعامل مع غيرنا بالظواهر ، فنحكم بإسلام كلّ من اعتقد بأُصول الدين ، وعمل بالأركان ، حتّى وإن كان اعتقادنا بأنّ منكر الولاية سوف تذهب أعماله هباءً يوم القيامة.

والحديث الثاني يشتمل على رواة مجهولين أو مهملين وضعفاء ، فلا يمكن الركون إليه ، ولا تتمّ به الحجّة.

ثمّ على فرض حجّية السند لا أشكال في جانب دلالته ، إذ إنّ الكفر والارتداد المذكورين هنا بمعنى الانحراف ، والعدول عن الخطّ المستقيم الذي رسمه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للأُمّة.

وعليه ، فلا سبيل لتكفير الآخرين ، بمعنى الحكم عليهم بخروجهم عن الإسلام ، وإن كان المنكر لإمامة عليعليه‌السلام سيحاسب على عقيدته ـ إن لم يكن مستضعفاً ـ.

وهذا هو رأي علماء الشيعة ، حيث يفتون بإسلام أهل السنّة ، وإن كانوا يرونهم منحرفين عن خطّ الإمامة والولاية.

( عبد الله ـ ـ )

إطلاق مصطلح أهل السنّة والجماعة :

س : من الذي أطلق مصطلح أهل السنّة والجماعة؟

٤٧٩

ج : قال الدكتور التيجاني السماوي في كتابه : « لقد بحثت في التاريخ فلم أجد إلاّ أنّهم اتفقوا على تسمية العامّ الذي استولى فيه معاوية على الحكم بعام الجماعة ، وذلك أنّ الأُمّة انقسمت بعد مقتل عثمان إلى قسمين : شيعة علي ، وأتباع معاوية.

ولما استشهد الإمام عليعليه‌السلام ، واستولى معاوية على الحكم بعد الصلح ، الذي أبرمه مع الإمام الحسنعليه‌السلام ، وأصبح معاوية أمير المؤمنين ، سمّي ذلك العام بعامّ الجماعة.

إذاً ، فالتسمية بأهل السنّة والجماعة دالّة على اتباع سنّة معاوية ، والاجتماع عليه ، وليست تعني اتباع سنّة رسول الله ، فالأئمّة من ذرّيته وأهل بيته أدرى وأعلم بسنّة جدّهم من الطلقاء ، وأهل البيت أدرى بما فيه ، وأهل مكّة أدرى بشعابها ، ولكننا خالفنا الأئمّة الاثني عشر الذين نصّ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واتبعنا أعداءهم.

ورغم اعترافنا بالحديث الذي ذكر فيه رسول الله اثني عشر خليفة كلّهم من قريش ، إلاّ أنّنا نتوقّف دائماً عند الخلفاء الأربعة ، ولعلّ معاوية الذي سمّانا بأهل السنّة والجماعة ، كان يقصد الاجتماع على السنّة التي سنّها في سبّ علي ، وأهل البيت التي استمرت ستين عاماً ، ولم يقدر على إزالتها إلاّ عمر بن عبد العزيز ، وقد يحدّثنا بعض المؤرّخين : أنّ الأمويّين تآمروا على قتل عمر بن عبد العزيز ـ وهو منهم ـ لأنّه أمات السنّة ، وهي لعن علي بن أبي طالب »(١) .

( أبو الزين ـ الأردن ـ )

ليسوا أولاد بغايا :

س : ورد عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : إنّ بعض أصحابنا

____________

١ ـ ثمّ اهتديت : ٢٠٣.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491