مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٤

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 508

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
تصنيف: الصفحات: 508
المشاهدات: 215065
تحميل: 4589


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 508 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 215065 / تحميل: 4589
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وفي اعلام الورى للطبرسي (١٤) نقلا عن كتاب ابان في سياق غزوة الفتح، ونزول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مر الظهران مع عشرة آلاف راجل، واربعمائة فارس، ومجئ ابي سفيان، ومبيته عند العباس، قال: فلما اصبح سمع بلالا يؤذن، قال: ما هذا المنادي يا أبا الفضل؟ قال: هذا مؤذّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قم فتوضّأ وصلّ، الخبر.

وفي مجمع البيان (١٥) قال السائب: كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مؤذن واحد بلال، الخبر.

وفي ما ورد من صفات المؤذن وآدابه، ككونه صيتا، بصيرا، عارفا، على مرتفع من الأرض، اشارة إلى ما ايّدناه.

ويؤيده انهم ذكروا بعد المنع من الاجرة عليه مطلقا أنه لا بأس بالارتزاق في أذان الاعلام من بيت مال المسلمين، المعدّ لمصالحهم، فلو كان مستحبّا عينيا كالنوافل، صالحا لقيام كلّ به في وقت واحد، لا يعد من المصالح، كغيره من السنن، وايّ مصلحة لهم في اذان واحد في بيته، من غير ان يسمعه أحد، كما هو لازم من اجازه، وتخصيصه ببعض ما مرّ، يوجب انقسام اذان الاعلام، ولا اظنّ احدا يلتزم به.

وفي التحرير (١٦): ولو احتيج في الاعلام إلى زيادة على اثنين استحب، ومنه يظهر أنّ الاعلام علّة لا حكمة، كما اشار إليه في الجواهر، بل قال (ره) فيه: لا بأس بتعدد المؤذنين للاعلام بالوقت،

____________________________

(١٤) اعلام الورى ص ١٠٨.

(١٥) مجمع البيان ج ٥ ص ٢٨٨.

(١٦) تحرير الاحكام ص ٣٥.

٨١

مجتمعين في محلّ واحد، أو محال متعددة، أو مرتبين مع بقاء الوقت، الذى هو سبب لمشروعيّة الأذان، لاطلاق الادلّة، والسيرة المستقيمة، ولما فيه من زيادة اقامة الشعار، وتكرير ذكر الله، وتنبيه الغافلين، وايقاظ النائمين، انتهى.

والاطلاق مقيّد بما مرّ، والسيرة منقطعة في عصر الأئمة عليهم‌السلام، لكون البلاد تحت سلطنة المخالفين، والامام، والقاضي، والمؤذّن، والوالي، وامثالهم كانوا على حسب تعيينهم، فلا عبرة بالتعدد والوحدة فيه، وامّا في عصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فالسيرة على خلاف ما ذكره، ولا يخفى ما في باقي الوجوه، مع أنه لو صعد كلّ مكلّف في أوّل الوقت، على سطح دار أو منارة، واذّنوا جميعا في وقت واحد، لا لصلاتهم، يعدّ من المنكرات، وقد خرجنا في هذا المقام عن وضع الكتاب.

٨٢

أبواب أفعال الصلاة

١ - ( باب كيفيّتها، وجملة من احكامها، وآدابها )

٤٢٠٣ / ١ - البحار عن العلل، لمحمّد بن علي بن ابراهيم بن هاشم: عن أبيه، عن جده، عن حماد بن عيسى، قال: قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام يوما: « تحسن ان تصلي يا حمّاد » قال فقلت: يا سيدي انا احفظ كتاب حريز في الصلاة، قال: فقال: « لا عليك قم صلّ » قال: فقمت بين يديه، متوجها إلى القبلة، فاستفتحت الصلاة، وركعت، وسجدت، فقال: « يا حماد لا تحسن ان تصلّي، ما أقبح بالرجل أن يأتي عليه ستون سنة، أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة » قال حمّاد: فأصابني في نفسي الذل فقلت: جعلت فداك فعلمني الصلاة.

فقام أبو عبدالله عليه‌السلام، مستقبل القبلة منتصبا، فأرسل يديه جميعا على فخذيه، قد ضم اصابعه، وقرّب بين قدميه، حتى كان بينهما قدر ثلاثة اصابع مفرّجات، واستقبل باصابع رجليه جميعا لم يحرفهما عن القبلة، بخشوع واستكانة وقال: الله أكبر، ثم قرأ الحمد بترتيل، وقل هو الله احد، ثم صبر هنيأة بقدر ما يتنفس وهو قائم،

____________________________

أبواب أفعال الصلاة

الباب - ١

١ - البحار ج ٨٤ ص ١٨٥ ح ١ عن أمالي الصدوق باختلاف، يسير وذكر في ذيله: عن العلل مثله.

٨٣

ثم قال: الله أكبر وهو قائم، ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه منفرجات، وردّ ركبتيه إلى خلف، حتى استوى ظهره، حتى لو صبّ عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره، ومدّ عنقه وغمّض عينيه، ثم سبّح ثلاثا بترتيل، فقال: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ثم استوى قائما، فلما استمكن من القيام، قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر وهو قائم، ورفع يديه حيال وجهه، ثم سجد ووضع كفيّه مضمومتي الاصابع بين ركبتيه، حيال وجهه، فقال: سبحان ربّي الاعلى وبحمده، ثلاث مرّات، ولم يضع شيئا من بدنه على شئ، وسجد على ثمانية اعظم: الجبهة، والكفين، وعيني الركبتين، وأنامل ابهامي الرجلين، فهذه السبعة فرض، ووضع الانف على الأرض سنّة، وهو الارغام، ثم رفع رأسه من السجود، فلما استوى جالسا، قال: الله اكبر، ثم قعد على جانبه الايسر، قد وضع ظاهر اليمنى على باطن قدمه الايسر، وقال: استغفر الله ربّي واتوب إليه، ثم كبر وهو جالس، وسجد السجدة الثانية، وقال كما قال في الاولى، ولم يستعن بشئ (١) من جسده على شئ في ركوع ولا سجود، مجنّحا، ولم يضع ذراعيه على الأرض، فصلّى ركعتين على هذا، ويداه مضمومتا الاصابع، وهو جالس في التشهد، فلمّا فرغ من التشهد سلّم، فقال: « يا حمّاد هكذا صلّ ولا تلتفت، ولا تعبث بيديك واصابعك، ولا تبزق عن يمينك، ولا عن يسارك، ولا بين يديك ».

٤٢٠٤ / ٢ - وبالاسناد عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة قال: سألت أباجعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة، فقال: « سبعة:

____________________________

(١) في نسخة: شئ، منه قدّه.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٣.

٨٤

الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الافتتاح، والركوع، والسجود، والدعاء، فهذه فروض (١) على كلّ مخلوق، وفرض على الأقوياء والعلماء الأذان، والاقامة، والقراءة، والتسبيح، والتشهّد، وليست فرضا في نفسها، ولكنّها سنّة، واقامتها فرض على العلماء والاقوياء، ووضع عن النساء، والمستضعفين، والبله، الأذان والاقامة، ولا بدّ من الركوع، والسجود، وما احسنوا من القراءة والتسبيح، والدعاء، وفي الصلاة فرض وتطوّع فامّا الفرض فمنه الركوع (٢) وامّا التطوع فما زاد في التسبيح، والقراءة، والقنوت، واجب، والاجهار بالقراءة واجب في صلاة المغرب والعشاء والفجر، والعلة في ذلك من اجل القنوت، حتى إذا قطع الامام القراءة، علم من خلفه انه قنت فيقنتون، وقد قال العالم عليه‌السلام: « ان للصلاة اربعة آلاف حد ».

قلت: الظاهر أنّ من قوله: وفي الصلاة، أو من قوله: والعلّة في ذلك، من كلام المؤلف كما لا يخفى على المتأمل.

٤٢٠٥ / ٣ - زيد النرسي في اصله: عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام، انه رآه يصلّي فكان إذا كبّر في الصلاة الزق أصابع يديه الابهام، والسبابة، والوسطى، والتى تليها، وفرج بينها وبين الخنصر، ثم رفع يديه بالتكبير قبالة وجهه، (ثم يرسل يديه، ويلزق بين الفخذين، ولا يفرّج بين اصابع يديه، فإذا ركع كبّر ورفع يديه بالتكبير قبالة وجهه) (١) ثم يلقم ركبتيه كفّيه، ويفرّج بين الاصابع،

____________________________

(١) في المصدر: فرض.

(٢) وفيه زيادة: وأما السنّة فثلاث تسبيحات في الركوع.

٣ - كتاب زيد النرسي ص ٥٣.

(١) مابين القوسين ليس في المصدر.

٨٥

فإذا اعتدل لم يرفع يديه، وضمّ الاصابع بعضها إلى بعض كما كانت، ويلزق يديه مع الفخذين، ثم يكبّر ويرفعهما قبالة وجهه كما هي، ملتزق الاصابع، فيسجد ويبادر بهما الأرض (٢) من قبل ركبتيه، ويضعهما مع الوجه بحذائه فيبسطهما على الأرض بسطا، ويفرّج بين الاصابع كلها، ويجنّح بيديه، ولا يجنّح في الركوع، فرأيته كذلك يفعل، ويرفع يديه عند كلّ تكبيرة فيلزق الاصابع، ولا يفرّج بين الاصابع الّا في الركوع والسجود، وإذا بسطهما على الأرض.

٤٢٠٦ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكّري، عن محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « ليس على النساء أذان - إلى أن قال -: فإذا قامت في صلاتها ضمّت رجليها، ووضعت يديها على صدرها، وتضع يديها في ركوعها على فخذيها، وتجلس إذا أرادت السجود سجدت لاطئة (١) بالأرض، وإذا رفعت رأسها من السجود جلست ثم نهضت إلى القيام وإذا قعدت للتشهد رفعت رجليها، وضمت فخذيها وإذا سبحت عقدت الأنامل، لأنّهن مسؤولات.

٤٢٠٧ / ٥ - البحار: وجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجبعي، نقلا من جامع البزنطي، بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا

____________________________

(٢) في المصدر: إلى الأرض.

٤ - الخصال ص ٥٨٥ ح ١٢.

(١) في الحديث « تسجد المرأة لاطئة بالأرض » اي لازقة بها « ولا تتخوى كالرجل فتبدو عجيزتها.. » (مجمع البحرين - لطا - ج ١ ص ٣٧٥).

٥ - البحار ج ٨٤ ص ٢٢٣ ح ٢، ومجموعة الشهيد (ره) ص ١٦٩ - أ.

٨٦

قمت في صلاتك فاخشع فيها، ولا تحدّث نفسك ان قدرت على ذلك، واخضع برقبتك، ولا تلتفت فيها، ولا يجز طرفك موضع سجودك، وصفّ قدميك واثبتهما، وارخ يديك، ولا تكفر، ولا تورّك ».

قال البزنطي رحمه الله: فانه بلغني عن أبي عبدالله عليه‌السلام ان قوما عذبوا لأنهم كانوا يتورّكون تضجّرا بالصلاة.

٤٢٠٨ / ٦ - وفيه: وجدت بخطّ بعض الافاضل، نقلا عن جامع البزنطي، عن الحلبي، قال: قال الصادق عليه‌السلام: « ان قوما عذّبوا بانّهم كانوا يتورّكون في الصلاة، يضع احدهم كفّيه على وركيه من ملالة الصلاة » فقلنا: الرجل يعيي في المشي فيضع يديه على وركه، قال: « لا بأس ».

مجموعة الشهيد (١): نقلا عن جامع البزنطي، مثل الخبرين.

٤٢٠٩ / ٧ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فإذا اردت ان تقوم إلى الصلاة، فلا تقم إليها متكاسلا، ولا متناعسا، ولا مستعجلا، ولا متلاهيا، ولكن تأتيها على السكون والوقار والتؤدة، وعليك الخشوع والخضوع، متواضعا لله عزّوجلّ، متخاشعا، عليك الخشية وسيماء الخوف، راجيا، خائفا، بالطمأنينة على الوجل والحذر، فقف بين يديه كالعبد الآبق المذنب بين يدي مولاه، فصفّ قدميك، وانصب نفسك، ولا تلتفت يمينا وشمالا، وتحسب كأنك تراه، فإن لم تكن تراه

____________________________

٦ - البحار ج ٨٤ ص ٢٢٣ ح ٧.

(١) مجموعة الشهيد ص ١٠٩ - أ.

٧ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٧ باختلاف يسير في الألفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٠٤ ح ٣.

٨٧

فإنه يراك، ولا تعبث بلحيتك، ولا بشئ من جوارحك، ولا تفرقع اصابعك، ولا تحك بدنك، ولا تولّع بانفك، ولا بثوبك، ولا تصلّ وانت متلثم، ولا يجوز للنساء الصلاة، وهن متنقبات، ويكون بصرك في موضع سجودك ما دمت قائما، واظهر عليك الجزع، والهلع، والخوف، وارغب مع ذلك إلى الله عزّوجلّ، ولا تتّك مرة على رجلك، ومرة على الاخرى، وتصلي صلاة مودّع، ترى أنك لا تصلي ابدا.

واعلم انك بين يدي الجبار، ولا تعبث بشئ من الاشياء، ولا تحدّث لنفسك وافرغ قلبك، وليكن شغلك في صلاتك، وارسل يديك الصقهما بفخذيك، فإذا افتتحت الصلاة فكبّر، وارفع يديك بحذاء اذنيك، ولا تجاوز بابهاميك حذاء اذنيك، ولا ترفع يديك بالدعاء في المكتوبة حتى تجاوز بهما رأسك، ولا بأس بذلك في النافلة، والوتر، فإذا ركعت فالقم ركبتيك راحتيك، وتفرّج بين اصابعك، واقبض عليهما، وإذا رفعت رأسك من الركوع، فانصب قائما حتى ترجع مفاصلك كلّها إلى المكان، ثم اسجد، وضع جبينك على الأرض، وارغم على راحتيك، واضمم اصابعك وضعهما مستقبل القبلة، وإذا جلست فلا تجلس على يمينك ولكن انصب يمينك، واقعد على اليتيك، ولا تضع يديك بعضها على بعض، لكن ارسلهما ارسالا، فإنّ ذلك تكفير أهل الكتاب، ولا تتمطّى في صلاتك، ولا تتجشأ، وامنعهما بجهدك وطاقتك، فإذا عطست فقل: الحمد لله ولا تطأ موضع سجودك، ولا تتقدم مرّة ولا تتأخّر اخرى، ولا تصل وبك شئ من الاخبثين، فان كنت في الصلاة فوجدت غمزا فانصرف، الا ان يكون شيئا تصبر عليه، من غير اضرار بالصلاة.

٨٨

وقال عليه‌السلام في موضع آخر (١): وتضم اصابع يديك في جميع الصلاة، تجاه القبلة عند السجود، وتفرّقها عند الركوع، والقم راحتيك بركبتيك، ولا تلصق احدى القدمين بالاخرى وانت قائم، ولا في وقت الركوع، وليكن بينهما اربع اصابع أو شبر (٢) وادنى ما يجزئ في الصلاة، فيما يكمل به الفرائض تكبير الافتتاح، وتمام الركوع والسجود، وادنى ما يجزئ من التشهد الشهادتان (٣)، فإذا كبّرت فاشخص ببصرك نحو سجودك، وارسل منكبيك، وضع يديك على فخذيك قبالة ركبتيك، فانه احرى أن تقيم بصلاتك، ولا تقدم رجلا على رجل، ولا تنفخ في موضع سجودك، ولا تعبث بالحصا، فإن اردت ذلك فليكن ذلك قبل دخولك في الصلاة.

إلى ان قال عليه‌السلام (٤): والمرأة إذا قامت إلى صلاتها ضمّت رجليها، ووضعت يديها على صدرها من مكان ثدييها، فإذا ركعت وضعت يديها على فخذيها، ولا تتطأطأ كثيراً لئلا ترفع عجيزتها، فإذا سجدت جلست ثم سجدت لاطئة بالأرض، فإذا ارادت النهوض تقوم من غير أن ترفع عجيزتها، فإذا قعدت للتشهد رفعت رجليها وضمّت فخذيها ».

وقال عليه‌السلام (٥): « اعلم أن الصلاة: ثلثها وضوء: وثلثها ركوع، وثلثها سجود، وانّ لها اربعة آلاف حدّ، وان فروضها عشرة: ثلاث منها كبار، وهي تكبيرة الافتتاح، والركوع، والسجود، وسبعة صغار، وهي القراءة، وتكبير الركوع، وتكبير

____________________________

(١) فقه الرضا عليه‌السلام ص ٨ باختلاف يسير في بعض الالفاظ.

(٢ و ٣ و ٤) فقه الرضا عليه‌السلام ص ٩.

(٥) فقه الرضا عليه‌السلام ص ٨.

٨٩

السجود، وتسبيح الركوع، وتسبيح السجود، والقنوت، والتشهّد، وبعض هذه افضل من بعض ».

٤٢١٠ / ٨ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زرارة: عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « لا تقم إلى الصلاة متكاسلا، ولا متناعسا، ولا متثاقلا، فإنّها من خلل النفاق، فإن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى، يعني من النوم ».

٤٢١١ / ٩ - عوالي اللآلي: حدث ابن عجلان، عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه عن عمّه وكان بدريا، قال: كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، إذ دخل المسجد رجل فقام (فصلّى) (١) ناحية، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يرمقه، ولا يشعر، ثم انصرف، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فسلّم عليه فردّ عليه‌السلام، وقال له: « ارجع وصلّ، فانّك لم تصلّ » حتى فعل ثلاثا، فقال الرجل: والذي انزل عليك الكتاب لقد جهدت، وحرصت فعلّمني، وآذنّي (٢) فقال: « إذا اردت الصلاة فأحسن الوضوء، ثم قم فاستقبل القبلة، ثم كبّر، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن قاعدا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، فإذا صنعت ذلك فقد قضيت صلاتك، وما نقصت من ذلك، فإنّما تنقصه من (٣)

____________________________

٨ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٢ ح ١٣٤ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٣١ ح ٤.

٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٦ ح ٣٨.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: وأرني.

(٣) في المصدر: عن.

٩٠

صلاتك ».

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « إنّما صلاتنا هذه، تكبير، وقراءة، وركوع، وسجود » (٤).

٢ - ( باب تأكّد استحباب الخشوع في الصلاة، واستحضار عظمة الله، واستشعار هيبته، وأن يصلّي صلاة مودّع )

٤٢١٢ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: ذكر الكراجكي في كنز الفوائد (١) قال: جاء في الحديث: ان ابا جعفر المنصور خرج في يوم الجمعة، متوكّئا على يدي الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، فقال رجل يقال له رزام مولى خالد (٢) بن عبدالله: من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أميرالمؤمنين على يده؟ فقيل له: هذا أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام، فقال: انّي والله ما علمت، لوددت أن خدّ أبي جعفر نعل لجعفر عليه‌السلام، ثم قام فوقف بين يدي المنصور، فقال له: اسأل يا أميرالمؤمنين؟ فقال له المنصور: سل هذا، فقال: إنّي اريدك بالسؤال، فقال له المنصور: سل هذا، فالتفت رزام إلى الإمام جعفر بن محمّد عليهما‌السلام فقال له: اخبرني عن الصلاة، وحدودها.

____________________________

(٤) عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢١ ح ٩٧.

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ٢٣، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٠ ح ٤٥.

(١) كنز الفوائد: النسخة المطبوعة خالية منه.

(٢) في المصدر: خادم وما في المتن هو الصحيح «راجع رجال الشيخ ص ١٩٥ ومجمع الرجال ج ٣ ص ١٢».

٩١

فقال له الصادق « صلوات الله عليه »: « للصلاة أربعة آلاف حدّ، لست تؤاخذ بها » فقال: أخبرني بما لا يحل تركه، ولا تتم الصلاة إلّا به، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام: « لا تتم الصلاة إلّا لذي طهر سابغ، وتمام بالغ، غير نارغ (٣) ولا زائغ عرف فوقف، وأخبث فثبت، فهو واقف بين اليأس والطمع، والصبر والجزع، كأن الوعد له صنع، والوعيد به وقع، بذل (٤) عرضه، ويمثّل غرضه (٥)، وبذل في الله المهجة، وتنكبّ إليه المحجّة، غير مرتغم بارتغام (٦)، يقطع علائق الاهتمام، بعين من له قصد، وإليه وفد، ومنه استرفد، فإذا أتى بذلك، كانت هي الصلاة التى بها أُمر، وعنها أُخبر، وانّها هي الصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر ».

فالتفت المنصور إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقال له: يا أبا عبدالله لا نزال من بحرك نغترف، وإليك نزدلف، تبصر من العمى، وتجلو بنورك الطخياء، فنحن نعوم في سبحات قدسك، وطامي بحرك.

٤٢١٣ / ٢ - وفيه: روى صاحب كتاب زهرة المهج وتواريخ الحجج: بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن عبدالعزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور، قال: قال مولانا الصادق عليه‌السلام: « كان علي بن الحسين

____________________________

(٣) في المصدر: نازع.

(٤) في نسخة: يذلّ (منه قدّس سرّه)، وفي المصدر بذل غرضه.

(٥) في المصدر: تمثّل عرضه.

(٦) في المصدر: مرتعم بارتعام.

٢ - فلاح السائل ص ١٠١.

٩٢

عليهما‌السلام، إذا حضرت الصلاة اقشعر جلده، واصفر لونه، وارتعد كالسعفة ».

٤٢١٤ / ٣ - وروينا بإسنادنا في كتاب الرسائل: عن محمّد بن يعقوب الكليني، باسناده إلى مولانا زين العابدين عليه‌السلام أنه قال: « فامّا حقوق الصلاة، فان تعلم انّها وفادة إلى الله، وانّك فيها قائم بين يدي الله، فإذا علمت ذلك، كنت خليقا ان تقوم فيها مقام العبد الذليل، الراغب الراهب، الخائف الراجي، المسكين المتضرع، المعظّم مقام من يقوم بين يديه، بالسكون والوقار، وخشوع الاطراف، ولين الجناح، وحسن المناجاة له في نفسه، والطلب إليه في فكاك رقبته، التي احاطت بها خطيئته، واستهلكتها ذنوبه، ولا قوّة إلّا بالله ».

٤٢١٥ / ٤ - وروى جعفر بن أحمد القمي، في كتاب زهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إذا قام إلى الصلاة، تربّد وجهه خوفا من الله تعالى، وكان لصدره (أو لجوفه) (١) ازيز كازيز المرجل.

٤٢١٦ / ٥ - وقال في رواية أُخرى: أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان إذا قام إلى الصلاة كأنّه ثوب ملقى.

وذكر مصنّف كتاب اللؤلؤيات، في باب الخشوع قال: كان

____________________________

٣ - فلاح السائل: لم نجده في النسخة المطبوعة، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٨.

٤ - فلاح السائل ص ١٦١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٨.

(١) ليس في المصدر.

٥ - فلاح السائل ص ١٦١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٨.

٩٣

علي بن أبي طالب عليه‌السلام، إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل، ويتلوّن، فيقال له: ما لك يا أميرالمؤمنين فيقول: « جاء وقت أمانة الله، التي عرضها على السموات والأرض، فأبين أن يحملنها واشفقن منها، وحملها الإنسان، فلا أدري أحسن أداء ما حملت، أم لا ».

٤٢١٧ / ٦ - ورويت بأسانيدي، من كتاب أصل جامع ما يحتاج إليه المؤمن في دينه في اليوم والليلة، عن أبي أيوب قال: كان أبو جعفر، وأبوعبدالله عليهما‌السلام، إذا قاما إلى الصلاة تغيّرت ألوانهما حمرة ومرّة صفرة، وكانا يناجيان شيئاً يريانه.

٤٢١٨ / ٧ - وعن الحسن بن محبوب، في كتاب المشيخة: عن العبد الصالح عبدالله بن أبي يعفور رضوان الله عليه، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « يا عبدالله، إذا صلّيت صلاة فريضة، فصلّها لوقتها، صلاة مودّع يخاف ان لا يعود إليها أبداً، ثم اضرب ببصرك إلى موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم انّك قدّام من يراك ولا تراه ».

٤٢١٩ / ٨ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصري، عن محمّد بن الحسن بن عتبة، عن محمّد بن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن وهبان الدبيلي، عن علي بن أحمد بن كثير العسكري، عن أبي سلمة أحمد بن المفضّل الاصبهاني، عن أبي علي راشد بن علي بن وابل (١) القرشي، عن عبدالله بن حفص

____________________________

٦ - فلاح السائل ص ١٦١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٨.

٧ - فلاح السائل ص ١٥٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٣٤.

٨ - بشارة المصطفى ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٢٩ ح ٢.

(١) في المصدر: وايل.

٩٤

المدني، عن محمّد بن اسحاق، عن سعيد بن زيد بن ارطاة، عن كميل بن زياد، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه قال: « يا كميل لا تغترّ باقوام يصلّون فيطيلون، ويصومون فيداومون، ويتصدّقون فيحسبون أنّهم موفّقون.

يا كميل أقسم بالله، لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقول: أن الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش، مثل الزنا، وشرب الخمر، والربا، وما أشبه ذلك من الخنا، والمآثم، حبّب إليهم العبادة الشديدة، والخشوع، والركوع، والخضوع، والسجود، ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون.

يا كميل، ليس الشأن أن تصلّي، وتصوم، وتتصدّق، [ إنّما ] (٢) الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب تقي (٣) وعمل عند الله مرضي، وخشوع سوي، وابقاء للجد فيها »، الوصية.

ورواها الحسن بن علي بن شعبة، في تحف العقول (٤).

وتوجد في بعض نسخ نهج البلاغة.

٤٢٢٠ / ٩ - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه‌السلام: « إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه، (واستفرغ قلبك من كلّ شاغل يشغلك عن الله) (١) وعاين بسرّك عظمة الله،

____________________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: نقي.

(٤) تحف العقول ص ١١٧.

٩ - مصباح الشريعة ص ٨٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٣٠.

(١) مابين القوسين ليس في المصدر.

٩٥

واذكر وقوفك بين يديه يوم تبلو كلّ نفس ما اسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحقّ (٢)، وقف على قدم الخوف والرجاء، فإذا كبّرت فاستصغر ما بين السموات العلى والثرى، دون كبريائه، فإنّ الله تعالى إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبّر، وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره، قال: يا كاذب اتخدعني، وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري، ولاحجبنك عن قربي، والمسارة بمناجاتي، واعلم أنه غير محتاج إلى خدمتك، وهو غني عن عبادتك ودعائك، وإنّما دعاك بفضله ليرحمك، ويبعدك من عقوبته، وينشر عليك من بركات حنانيّته، ويهديك إلى سبيل رضاه، ويفتح عليك باب مغفرته، فلو خلق الله عزّوجلّ على ضعف ما خلق من العوالم أضعافا مضاعفة على سرمد الأبد، لكان عنده سواء: كفروا بأجمعهم به، أو وحدوه، فليس له من عبادة الخلق إلّا اظهار الكرم والقدرة، فاجعل الحياء رداء، والعجز ازارا، وادخل تحت ستر (٣) سلطان الله تغنم فوائد ربوبيّته، مستعيناً به ومستغيثاً إليه ».

٤٢٢١ / ١٠ - ابن الشيخ الطوسي في مجالسه: عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي العاقولي، عن موسى بن عمر بن يزيد، عن معمّر بن خلاد، عن الرضا، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « جاء خالد بن زيد، إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال: يا رسول الله اوصني، وأقلل لعلّي أن أحفظ، قال: أوصيك بخمس - إلى أن قال -: وصلّ صلاة مودع » الخبر.

____________________________

(٢) اقتباس من آية ٣٠ يونس ١٠.

(٣) في المصدر: سرّ.

١٠ - أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ١٢٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٣٧.

٩٦

٤٢٢٢ / ١١ - محمّد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: من كتاب الانوار، في سياق أحوال السجاد عليه‌السلام أنه كان قائما يصلّي، حتى وقف ابنه محمّد عليه‌السلام وهو طفل، إلى بئر في داره بالمدينة، بعيدة القعر فسقط فيها، فنظرت إليه امّه فصرخت، واقبلت نحو البئر، تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث، وتقول يا ابن رسول الله، غرق ولدك محمّد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلمّا طال عليها ذلك قالت حزنا على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله، فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلّا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها، وجلس على أرجاء البئر، ومدّ يده إلى قعرها، وكانت لا تنال إلّا برشاء طويل، فأخرج ابنه محمّدا على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب، ولا جسد بالماء، فقال: « هاك يا ضعيفة اليقين بالله »، فضحكت لسلامة ولدها، وبكت لقوله: يا ضعيفة اليقين بالله، فقال: « لا تثريب عليك اليوم، لو علمت انّي كنت بين يدي جبار، لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عنّي، أفمن يرى راحماً (١) بعده ».

ورواه الحضيني في الهداية مرفوعا عن الصادق عليه‌السلام، مثله، باختلاف يسير، وفيه: « أما علمت أني كنت » (٢).

ورواه في البحار (٣): عن كتاب العدد القوية، لأخ العلّامة،

____________________________

١١ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٣٥، وعنه في البحار ج ٤٦ ص ٣٤ ح ٢٩.

(١) في المصدر: راحم.

(٢) الهداية للحضيني ص ٤٥.

(٣) البحار ج ٤٦ ص ٣٥ ح ٣٠، عن العدد القوية ص ١١.

٩٧

مثله، وفيه: « أفمن ترى أرحم لعبده منه ».

٤٢٢٣ / ١٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « سئل بعض العلماء من آل محمّد عليهم‌السلام، فقيل له: جعلت فداك ما معنى الصلاة في الحقيقة؟ قال: صلة الله للعبد بالرحمة، وطلب الوصال إلى الله من العبد، إذا كان يدخل بالنية، ويكبّر بالتعظيم والاجلال، ويقرأ بالترتيل، ويركع بالخشوع، ويرفع بالتواضع، ويسجد بالذلّ والخضوع، ويتشهّد بالاخلاص مع الأمل، ويسلّم بالرحمة والرغبة، وينصرف بالخوف والرجاء، فإذا فعل ذلك ادّاها بالحقيقة.

ثم قيل: ما آداب الصلاة؟ قال: حضور القلب، وإفراغ الجوارح، وذلّ المقام بين يدي الله تبارك وتعالى، ويجعل الجنّة عن يمينه، والنار يراها عن يساره، والصراط بين يديه، والله امامه، وقيل: ان الناس متفاوتون في أمر الصلاة، فعبد يرى قرب الله منه في الصلاة، وعبد يرى قيام الله عليه في الصلاة، وعبد يرى شهادة الله في الصلاة، وهذا كلّه على مقدار مراتب ايمانهم، وقيل: إنّ الصلاة أفضل العبادة لله، وهي أحسن صورة خلقها الله، فمن ادّاها بكمالها وتمامها فقد ادّى واجب حقّها، ومن تهاون بها ضرب بها وجهه ».

٤٢٢٤ / ١٣ - عوالي اللآلي: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إن الرجلين من امّتي يقومان في الصلاة، وركوعهما وسجودهما واحد، وإن ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض ».

____________________________

١٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦٣ (في القسم الاخير المعروف بنوادر أحمد بن عيسى)، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٦ ح ٣٧.

١٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢٢ ح ٥٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٩ ح ٤١.

٩٨

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (١): « من صلّى ركعتين، ولم يحدث نفسه فيهما بشئ من أُمور الدنيا، غفر الله له ذنوبه ».

وروى معاذ بن جبل عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٢)، أنه قال: من عرف من على يمينه وشماله متعمّدا في الصلاة فلا صلاة له ».

وقال (٣): « إنّ العبد ليصلّي الصلاة لا يكتب له سدسها، ولا عشرها، وإنّما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها ».

٤٢٢٥ / ١٤ - البحار، عن بيان التنزيل لابن شهر آشوب، عن تفسير القشيري: انّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام [ كان ] (١) إذا حضر وقت الصلاة تلوّن وتزلزل، فقيل له: ما لك؟ فقال: « جاء وقت امانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، واشفقن منها، وحملها الإنسان، وأنا في ضعفي، فلا أدري أحسن اداء ما حملت، أم لا ».

وعن ربيعة (٢)، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع ».

____________________________

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢٢ ح ٥٩.

(٢) عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢٤ ح ٦٤ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٩ ح ٤١.

(٣) عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢٥ ح ٦٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٩ ح ٤١.

١٤ - البحار ج ٨٤ ص ٢٥٦ ح ٥٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البحار ج ٨٤ ص ٢٥٧ ذيل الحديث ٥٤ عن دعوات الراوندي.

٩٩

٤٢٢٦ / ١٥ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدة الداعي: روي أن إبراهيم عليه‌السلام كان يسمع تأوّهه على حدّ ميل، حتى مدحه الله بقوله: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ) (١) وكان في صلاته يسمع له ازيز كازيز المرجل، وكذلك كان يسمع من صدر سيّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثل ذلك وكانت فاطمة عليها‌السلام تنهج (٢) في الصلاة من خيفة الله.

٤٢٢٧ / ١٦ - وروى المفضّل بن عمر، عن الصادق، عن أبيه، عن جده: ان الحسن بن علي عليهم‌السلام، كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عزّوجلّ، إذا ذكر الجنّة والنار، اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنّة، وتعوّذ بالله من النار.

٤٢٢٨ / ١٧ - وقالت عائشة: كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يحدّثنا، ونحدّثه فإذا حضرت الصلاة فكأنّه لم يعرفنا، ولم نعرفه.

٤٢٢٩ / ١٨ - ومن سنن إدريس عليه‌السلام: إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا إليها خواطركم وأفكاركم، وادعوا الله دعاء ظاهرا منفرجا، وأسألوه مصالحكم ومنافعكم، بخضوع وخشوع، وطاعة واستكانة.

____________________________

١٥ - عدّة الداعي ص ١٣٩ قطعة منه، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٨ ذيل الحديث ٥٥.

(١) هود ١١: ٧٥.

(٢) النهيج: تواتر النفس من شدة الحركة، ونهج: بكى (لسان العرب - نهج - ج ٢ ص ٣٨٣).

١٦ - عدّة الداعي ص ١٣٩، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٨ ح ٥٦.

١٧ - عدّة الداعي ص ١٣٩، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٨ ح ٥٦.

١٨ - عدّة الداعي ص ١٦٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٩ ح ٥٧.

١٠٠