تاريخ القرآن
0%
مؤلف: الدكتور محمد حسين علي الصغير
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 197
مؤلف: الدكتور محمد حسين علي الصغير
تصنيف:
المشاهدات: 14096
تحميل: 6225
توضيحات:
مؤلف: الدكتور محمد حسين علي الصغير
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 197
مؤلف: الدكتور محمد حسين علي الصغير
تصنيف:
رقم السورة |
اسم السورة |
عدد آياتها |
مكان النزول |
تأريخ النزول |
||||
٣٦ |
يس |
٨٣ |
مكية |
نزلت بعد الجن(١) |
||||
٣٧ |
الصافات |
١٨٢ |
مكية |
نزلت بعد الانعام |
||||
٣٨ |
ص |
٨٨ |
مكية |
نزلت بعد القمر |
||||
٣٩ |
الزمر |
٧٥ |
مكية |
نزلت بعد سبأ(٢) |
||||
٤٠ |
المؤمن |
٨٥ |
مكية |
نزلت بعد الزمر(٣) |
||||
٤١ |
فصلت |
٥٤ |
مكية |
نزلت بعد غافر |
||||
٤٢ |
الشورى |
٥٣ |
مكية |
نزلت بعد فصلت(٤) |
||||
٤٣ |
الزخرف |
٨٩ |
مكية |
نزلت بعد الشورى(٥) |
||||
٤٤ |
الدخان |
٥٩ |
مكية |
نزلت بعد الزخرف |
||||
٤٥ |
الجاثية |
٣٧ |
مكية |
نزلت بعد الدخان(٦) |
||||
٤٦ |
الأحقاف |
٣٥ |
مكية |
نزلت بعد الجاثية(٧) |
||||
٤٧ |
محمد |
٣٨ |
مدنية |
نزلت بعد الحديد(٨) |
٤٨ |
الفتح |
٢٩ |
مدنية |
نزلت بعد الجمعة(٩) |
||||
٤٩ |
الحجرات |
١٨ |
مدنية |
نزلت بعد المجادلة |
||||
٥٠ |
ق |
٤٥ |
مكية |
نزلتبعدالمرسلات(١٠) |
||||
٥١ |
الذاريات |
٦٠ |
مكية |
نزلت بعد الأحقاف |
__________________
(١) ما عدا الآية : ٤٥ ، فإنها مدنية.
(٢) ما عدا الآيات : ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٤ ، فإنها مدنية.
(٣) ما عدا الآيتين : ٥٦ ، ٥٧ ، فمدنيتان ، والسورة تسمى ( غافر ) أيضاً.
(٤) ما عدا الآيات : ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٧ ، فإنها مدنية.
(٥) ما عدا الآية : ٥٤ ، فإنها مدنية.
(٦) ما عدا الآية : ١٤ ، فإنها مدنية.
(٧) ما عدا الآيات : ١٠ ، ١٥ ، ٣٥ ، فإنها مدنية.
(٨) ما عدا الآية : ١٣ ، فإنها نزلت في الطريق أثناء الهجرة.
(٩) نزلت هذه السورة في الطريق عند الانصراف من الحديبية.
(١٠) ما عدا الآية : ٣٨ ، فإنها مدنية.
رقم السورة |
اسم السورة |
عدد آياتها |
مكان النزول |
تأريخ النزول |
||||
٥٢ |
الطور |
٤٩ |
مكية |
نزلت بعد السجدة |
||||
٥٣ |
النجم |
٦٢ |
مكية |
نزلتبعدالإخلاص(١) |
||||
٥٤ |
القمر |
٥٥ |
مكية |
نزلت بعد الطارق(٢) |
||||
٥٥ |
الرحمن |
٧٨ |
مدنية |
نزلت بعد الرعد |
||||
٥٦ |
الواقعة |
٩٦ |
مكية |
نزلت بعد طه(٣) |
||||
٥٧ |
الحديد |
٢٩ |
مدنية |
نزلت بعد الزلزلة |
||||
٥٨ |
المجادلة |
٢٢ |
مدنية |
نزلت بعد المنافقون |
||||
٥٩ |
الحشر |
٢٤ |
مدنية |
نزلت بعد البينة |
||||
٦٠ |
الممتحنة |
١٣ |
مدنية |
نزلت بعد الأحزاب |
||||
٦١ |
الصف |
١٤ |
مدنية |
نزلت بعد التغابن |
||||
٦٢ |
الجمعة |
١١ |
مدنية |
نزلت بعد الصف |
||||
٦٣ |
المنافقون |
١١ |
مدنية |
نزلت بعد الحج |
||||
٦٤ |
التغابن |
١٨ |
مدنية |
نزلت بعد التحريم |
||||
٦٥ |
الطلاق |
١٢ |
مدنية |
نزلت بعد الإنسان |
||||
٦٦ |
التحريم |
١٢ |
مدنية |
نزلت بعد الحجرات |
||||
٦٧ |
الملك |
٣٠ |
مكية |
نزلت بعد الطور |
||||
٦٨ |
القلم |
٥٢ |
مكية |
نزلت بعد العلق(٤) |
٦٩ |
الحاقة |
٥٢ |
مكية |
نزلت بعد الملك |
||||
٧٠ |
المعارج |
٤٤ |
مكية |
نزلت بعد الحاقة |
||||
٧١ |
نوح |
٢٨ |
مكية |
نزلت بعد النحل |
||||
٧٢ |
الجن |
٢٨ |
مكية |
نزلت بعد الأعراف |
__________________
(١) ما عدا الآية : ٣٢ ، فإنها مدنية.
(٢) ما عدا الآيات : ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦ ، فمدنية.
(٣) ما عدا الآيتين : ٨١ ، ٨٢ ، فمدنيتان.
(٤) إلا من الآية : ١٧ إلى غاية الآية : ٣٣ ، ومن الآية : ٤٨ ، إلى غاية : ٥٠ فإنها مدنية.
رقم السورة |
اسم السورة |
عدد آياتها |
مكان النزول |
تأريخ النزول |
||||
٧٣ |
المزمل |
٢٠ |
مكية |
نزلت بعد القلم(١) |
||||
٧٤ |
المدثر |
٥٦ |
مكية |
نزلت بعد المزمل |
||||
٧٥ |
القيامة |
٤٠ |
مكية |
نزلت بعد القارعة |
||||
٧٦ |
الدهر |
٣١ |
مدنية |
نزلت بعد الرحمن |
||||
٧٧ |
المرسلات |
٥٠ |
مكية |
نزلت بعد الهمزة(٢) |
||||
٧٨ |
النبأ |
٤٠ |
مكية |
نزلت بعد المعارج |
||||
٧٩ |
النازعات |
٤٦ |
مكية |
نزلت بعد النبأ |
||||
٨٠ |
عبس |
٤٢ |
مكية |
نزلت بعد النجم |
||||
٨١ |
التكوير |
٢٩ |
مكية |
نزلت بعد المسد |
||||
٨٢ |
الانفطار |
١٩ |
مكية |
نزلت بعد النازعات |
||||
٨٣ |
المطففين |
٣٦ |
مكية |
نزلتبعدالعنكبوت(٣) |
||||
٨٤ |
الانشقاق |
٢٥ |
مكية |
نزلت بعد الانفطار |
||||
٨٥ |
البروج |
٢٢ |
مكية |
نزلت بعد الشمس |
||||
٨٦ |
الطارق |
١٧ |
مكية |
نزلت بعد البلد |
||||
٨٧ |
الاعلى |
١٩ |
مكية |
نزلت بعد التكوير |
||||
٨٨ |
الغاشية |
٢٦ |
مكية |
نزلت بعد الذاريات |
٨٩ |
الفجر |
٣٠ |
مكية |
نزلت بعد الليل |
||||
٩٠ |
البلد |
٢٠ |
مكية |
نزلت بعد ق |
||||
٩١ |
الشمس |
١٥ |
مكية |
نزلت بعد القدر |
||||
٩٢ |
الليل |
٢١ |
مكية |
نزلت بعد الأعلى |
||||
٩٣ |
الضحى |
١١ |
مكية |
نزلت بعد الفجر |
||||
٩٤ |
الانشراح |
٨ |
مكية |
نزلت بعد الضحى |
__________________
(١) إلا الآيات : ١٠ ، ١١ ، ٢٠ ، فإنها مدنية.
(٢) ما عدا الآية : ٤٨ ، فإنها مدنية.
(٣) هي آخر سورة نزلت بمكة.
رقم السورة |
اسم السورة |
عدد آياتها |
مكان النزول |
تأريخ النزول |
||||
٩٥ |
التين |
٨ |
مكية |
نزلت بعد البروج |
||||
٩٦ |
العلق |
١٩ |
مكية |
أول مانزلمنالقرآن |
||||
٩٧ |
القدر |
٥ |
مكية |
نزلت بعد عبس |
||||
٩٨ |
البينة |
٨ |
مدنية |
نزلت بعد الطلاق |
||||
٩٩ |
الزلزال |
٨ |
مدنية |
نزلت بعد النساء |
||||
١٠٠ |
العاديات |
١١ |
مكية |
نزلت بعد العصر |
||||
١٠١ |
القارعة |
١١ |
مكية |
نزلت بعد قريش |
||||
١٠٢ |
التكاثر |
٨ |
مكية |
نزلت بعد الكوثر |
||||
١٠٣ |
العصر |
٣ |
مكية |
نزلت بعد ألم نشرح |
||||
١٠٤ |
الهمزة |
٩ |
مكية |
نزلت بعد القيامة |
||||
١٠٥ |
الفيل |
٥ |
مكية |
نزلت بعد الكافرون |
||||
١٠٦ |
قريش |
٤ |
مكية |
نزلت بعد التين |
||||
١٠٧ |
الماعون |
٧ |
مكية |
نزلت بعد التكاثر(١) |
||||
١٠٨ |
الكوثر |
٣ |
مكية |
نزلت بعد العاديات |
||||
١٠٩ |
الكافرون |
٦ |
مكية |
نزلت بعد الماعون |
||||
١١٠ |
النصر |
٣ |
مدنية |
آخر ما نزل من سور القرآن(٢) |
١١١ |
المسد |
٥ |
مكية |
نزلت بعد الفاتحة |
||||
١١٢ |
الإخلاص |
٤ |
مكية |
نزلت بعد الناس |
||||
١١٣ |
الفلق |
٥ |
مكية |
نزلت بعد الفيل |
||||
١١٤ |
الناس |
٦ |
مكية |
نزلت بعد الفلق |
__________________
(١) الآيات الثلاث الأولى مكيات ، والبقية مدنية.
(٢) وقد نزلت بمنى في حجة الوداع.
الفصل الثالث
جمع القرآن
لجمع القرآن في الروايات تأريخ متناقض عجيب ، ألقى بتبعته على القرآن الكريم ، والقرآن أسمى من أن يقدح فيه تعارض الروايات ، وتداخل الأهواء ، فهو محفوظ كما نزل ، وسالم كما أوحي :
هذه الروايات بعد ضم بعضها إلى البعض الآخر تسفر عن هذه النتائج المتضاربة.
أ ـ مات النبي ٦ والقرآن كله على العسب واللخاف والرقاع والأكتاف ، ولكنه لم يجمع في مصحف ، وقد راع أبا بكر ( رض ) كثرة القتل في القراء بعد وقعة اليمامة في السنة الثانية عشرة للهجرة ، فاستشار عمر في الأمر ، فأقرا معا جمع القرآن من الصحف إلى المصحف ، أو من العسب واللخاف والأقتاب إلى الصحف ، وكلفا بالمهمة زيد بن ثابت.
ب ـ أن عمر بن الخطاب كان أول من جمع القرآن بعد النبي ٦ بعد أن سأل عن آية فلم يجب إليها ، ونهض بالمهمة زيد بن ثابت.
ج ـ أن أبا بكر مات ، وعمر قد قتل ، ولم يجمع القرآن بعد ، أي أن المسلمين في حالة فوضى من شرائع دينهم ، وكتاب ربهم.
د ـ أن عثمان كان أول من جمع المصحف تارة ، وأول من وحد المصحف تارة أخرى.
ه ـ أن القرآن كان مجموعاً في عهد النبي ٦ وأن جامعيه كانوا من الكثرة بحيث يعدون تارة ، ويخصصون تارة أخرى ، ولا يحاط بهم سواهما.
ولقد وقفت من هذه الروايات موقف المندهش تارة ، وموقف المتحير تارة أخرى ، وقررت في النهاية دراستها في موضوعية خالصة ، أخلص منها إلى نتائج سليمة ، قد تقارب الواقع وتتجه نحو الصواب بإذن الله.
وهذه الدراسة تعنى بالاستنباط القائم على أساس الاجتهاد الفكري ، والاجتهاد معرض للخطأ والصواب ، وهي لا تمس القرآن ولا الحديث ، وإنما تسير بينهما هامشياً ، فالقرآن هو القرآن أنى كانت طرقه ، وليس في جميع روايات الجمع ما هو مرفوع إلى رسول الله ٦.
من خلال ما تقدم نظفر بحصيلتين متعارضتين :
الأولى : إن النبي ٦ مات والقرآن بعد لم يجمع في مصحف.
الثانية : أن القرآن كان مجموعاً في عهد النبي ٦ في مصحف.
يدل على الحصيلة الأولى طائفة الروايات المتناثرة لإثبات الفقرات أ ، ب ، ج ، د.
ويدل على الحصيلة الثانية طائفة الروايات والدلائل والبراهين لإثبات الفقرة ه.
ولسنا نحاول تفنيد روايات الحصيلة الأولى بقدر ما يهمنا إثبات حقيقة الحصيلة الثانية. لقد تتبع السيد الخوئي ـ فكفانا مؤنة الخوض في ذلك ـ روايات الجمع بناء على الحصيلة الأولى في كل من صحيح البخاري ، ومسند أحمد ، وكنز العمال ، ومنتخب كنز العمال ، والاتقان للسيوطي ، وكان أهم هذه الروايات من خلال تعقيبه عليها ـ غثها وسمينها ـ إثنتان وعشرون رواية(١) .
وقد خلص إلى تناقضها في تعيين العهد الذي جمع فيه القرآن مترددا بين عهود أبي بكر ، عمر ، عثمان ، ومن هو المتصدي لذلك ؟ هل هو أبو بكر ، أو عمر ، أو زيد بن ثابت ؟ وهل بقي من الآيات ما لم يدون إلى زمن عثمان ؟ ومن الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن ؟ ومتى
__________________
(١) الخوئي ، البيان : ٢٤٠ ـ ٢٤٦.
ألحقت بعض الآيات في القرآن ، وبماذا ثبت ذلك ، وهل يكفي ذلك لتواتر القرآن(١) .
وقد عارض الخوئي هذه الروايات بروايات أخر تدل على جمع القرآن في عهد رسول الله ٦ مستندا فيها إلى منتخب كنز العمال ، وصحيح البخاري ، وإتقان السيوطي ، وقد اعتبر التمحل بأن المراد من الجمع في هذه الروايات هو الجمع في الصدور لا التدوين ، دعوى لا شاهد عليها ، لأن الحفاظ أكثر من أن يعدوا(٢) .
وقد ثبت لديه جمع القرآن بعهد رسول الله ٦ واعتبر ما سوى هذا معارضاً لكتاب الله ، ومخالفا لحكم العقل ، ومناهضة صريحة للإجماع الذي عليه المسلمون كافة بأن القرآن لا طريق لإثباته إلا التواتر ، فلا بد من طرح هذه الروايات لأنها تدل على ثبوت القرآن بغير التواتر ، وقد ثبت بطلان ذلك بإجماع المسلمين(٣) .
واعتبر القول بروايات الجمع على أساس الحصيلة الأولى يستلزم فتح القول بالتحريف ، باعتبار الجمع على تلك الطرق يكون قابلاً للزيادة والنقصان(٤) .
وقد أيد جمع عثمان للقرآن ، لا بمعنى أنه جمع الآيات والسور في مصحف ، بل بمعنى أنه جمع المسلمين على قراءة أمام واحد : « وهذا العمل من عثمان لم ينتقده عليه أحد من المسلمين ، وذلك لأن الاختلاف في القراءة كان يؤدي إلى الاختلاف بين المسلمين ، وتمزيق صفوفهم ، وتفريق وحدتهم ، بل كان يؤدي إلى تكفير بعضهم بعضاً ، وقد مر أن النبي ٦ منع عن الاختلاف في القرآن »(٥) .
والحق أن الخوئي قد تتبع هذه القضية بكل جزئياتها وتفصيلاتها ،
__________________
(١) المصدر نفسه : ٢٤٧ ـ ٢٤٩.
(٢) المصدر نفسه : ٢٤٩ ـ ٢٥١.
(٣) المصدر نفسه : ٢٥٢ ـ ٢٥٦.
(٤) المصدر نفسه : ٢٥٧.
(٥) المصدر نفسه : ٢٥٨.
وانقض عليها يفندها ويجرحها ، مثبتا أن القرآن قد دون في عهد رسول الله ٦ ، وهذا ما نذهب إليه من خلال اضطلاعنا بأدلة جمة تستقطب جملة من الروايات ، وطائفة من الأدلة الخارجية والداخلية حول الكتاب وضمن الكتاب وعلى هامش الكتاب ، تثبت دون ريب تكامل الجمع التدويني للقرآن في عهد النبي ٦. ولا نريد أن ندخل في متاهة من هذا الموضوع بقدر ما نريد إثبات الحقيقة والوصول إليها بكل الطرق المختصرة.
ففي جملة من الروايات المعتبرة نجد جزءاً لا يستهان به من هذه الحقيقة :
١ ـ في البخاري ، أن من جمعوا القرآن على عهد النبي ٦ أربعة ، فعن قتادة ، قال سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد رسول الله ٦ ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد(١) .
٢ ـ ما ت النبي ٦ ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ ابن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد(٢) .
٣ ـ أورد البيهقي عن ابن سيرين ، جمع القرآن على عهد رسول الله ٦ أربعة لا يختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبيّ بن كعب ، وزيد ، وأبو زيد. واختلفوا في رجلين من ثلاثة : أبو الدرداء ، وعثمان ، وقيل : عثمان وتميم الداري(٣) .
٤ ـ عن الشعبي ، جمع القرآن على عهد رسول الله ٦ ستة : أبي ، وزيد ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد ، ومجمع بن جارية وقد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة. قال : ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد غير عثمان(٤) .
٥ ـ وجمع على عهد النبي ٦ بعض من الصحابة القرآن كله ، وبعض منهم جمع القرآن ، ثم كمله بعد النبي ٦ ، وذكر محمد بن إسحاق في الفهرست : « إن الجمّاع للقرآن على عهد النبي ٦ هم : علي بي أبي طالب
__________________
(١) ، (٢) ، (٣) ، (٤) ظ : الزركشي ، البرهان : ١ / ٢٤١.
٧ ، وسعد بن عبيد بن النعمان ، وأبو الدرداء ، عويمر بن زيد ، ومعاذ بن جبل بن أوس ، وأبو زيد ثابت بن زيد ، وأبي بن كعب ، وعبيد ابن معاوية ، وزيد بن ثابت »(١) .
٦ ـ وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي ، أن الأعداد المتقدمة هم الذين عرضوه على النبي ٦ واتصلت بنا أسانيدهم ، وأما من جمعه منهم ، ولم يتصل بنا فكثير. وأما الذين عرضوا القرآن على النبي ٦ فسبعة : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وأبو الدرداء.
وقد أكد الحافظ الذهبي نفسه الجمع في عهد النبي ٦ فقال : وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة ، كمعاذ بن جبل ، وأبي زيد ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعبد الله بن عمر ، وعقبة بن عامر(٢) .
٧ ـ روى الخوارزمي في مناقبه عن علي بن رياح ، قال : جمع القرآن على عهد رسول الله ٦ علي بن أبي طالب ٧ ، وأبي بن كعب(٣) .
٨ ـ أخرج بن أبي داود عن محمد بن كعب القرظي ، قال : جمع القرآن على عهد رسول الله ٦ خمسة من الأنصار : معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وأبو الدرداء ، وأبو أيوب الأنصاري(٤) .
٩ ـ قال الحارث المحاسبي ، فيما أكده الزركشي : « وأما أبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل : فبغير شك جمعوا القرآن ، والدلائل عليه متظاهرة »(٥) .
١٠ ـ أخرج البيهقي ، وأبو داود ، عن الشعبي ، قال : جمع القرآن على عهد النبي ٦ ستة : أبي ، وزيد ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن
__________________
(١) ظ : الزنجاني ، تأريخ القرآن : ٤٦ وانظر مصدره.
(٢) الزركشي ، البرهان : ١ / ٢٤٢ وما بعدها.
(٣) الزنجاني ، تأريخ القرآن : ٤٧.
(٤) السيوطي ، الاتقان : ١ / ٢٠٢.
(٥) الزركشي ، البرهان : ١ / ٢٣٩.
عبيد ، وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلاّ سورتين أو ثلاثة(١) .
١١ ـ ذكر بن أبي داود فيمن جمع القرآن : قيس بن أبي صعصعة ، وهو خزرجي يكنّى : أبا زيد(٢) .
١٢ ـ قال أبو أحمد العسكري : لم يجمع القرآن من الأوس غير سعد بن عبيد. وقال ابن حبيب في المحبر : سعد بن عبيد أحد من جمع القرآن على عهد النبي ٦(٣) .
١٣ ـ قال السيوطي : ظفرت بامرأة من الصحابيات جمعت القرآن ، ولم يعدها أحد ممن تكلم في ذلك ، فأخرج ابن سعد في الطبقات : أنبأنا الفضل بن دكين ، قال حدثنا : الوليد بن عبد الله بن جميع ، قال : حدثتني جدتي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث ـ وكان رسول الله ٦ يزورها ، ويسميها الشهيدة ـ وكانت قد جمعت القرآن ثم ساق الحديث(٤) .
وهذه الجملة من الروايات بضم بعضها إلى البعض الآخر تبرز لنا طائفة كبيرة من أعلام المهاجرين والأنصار قد جمعت القرآن في عهد رسول الله ٦ ، وليس من المرجح أن يكون هؤلاء الرواة جميعاً مع اختلاف عصورهم قد تواطئوا على الكذب ، فأوردوا ذكر هذه الجمهرة من الصحابة ممن جمعوا القرآن ، ولا منازع لهم في ذلك ، بل ولا مناقش من الأعلام.
وأنت ترى أن هذه الروايات تدل دلالة قاطعة على الجمع المتعارف ، وهو التدوين في مجموع ما ، وقد يحلو للبعض أن يفسر الجمع بالحفظ في الصدور ، ولا دلالة لغوية عليه ، إذ أنه انتقال باللفظ عن الأصل إلى سواه دون قرينة تعرف عن المعنى الأول ، ولأنه معارض بجمهور الحفظة الذين لا يعدون في عهد النبي ٦ كثرة وتواترا وشيوعاً ، من النساء والرجال
__________________
(١) السيوطي ، الاتقان : ١ / ٢٠٢.
(٢) المصدر نفسه : ١ / ٢٠٢.
(٣) المصدر نفسه : ١ / ٢٠٣.
(٤) المصدر نفسه : ١ / ٢٠٣.
وفيهم الخلفاء الأربعة وأمهات المؤمنين وذرية رسول الله ٦ عدا آلاف المسلمين في طول البلاد وعرضها.
لقد عقب الماوردي على الرواية القائلة ، بأنه لم يجمع القرآن على عهد رسول الله ٦ إلا أربعة ، واستقل ذلك بل استنكره ، فقال :
« وكيف يمكن الإحاطة بأنه لم يكمله سوى أربعة ، والصحابة متفرقون في البلاد ؟ وإن لم يكمله سوى أربعة ، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون »(١) .
فالماوردي هنا يفرق بين الجمع والحفظ ، وهو من علماء القرن الخامس الهجري ، ممن يعرف فحوى الخطاب ، ومنطوق العبارة ، ودلالة الألفاظ.
والفرق بين الجمع والقراءة والحفظ جلي لا يحتاج معه إلى بيان ، قد ذكر أبو عبيد في كتاب القراءات : القراء من أصحاب النبي ٦ فعد الخلفاء الأربعة ، وطلحة ، وسعداً ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وسالما ، وأبا هريرة ، وعبد الله بن السائب ، والعبادلة(٢) ، وعائشة ، وحفصة ، وأم سلمة.
ومن الأنصار : عبادة بن الصامت ، ومعاذ الذي يكنى أبا حليمة ، ومجمع بن جارية ، وفضالة بن عبيد ، ومسلم بن مخلد(٣) .
وهذا العدد يقتضي أن يكون على سبيل النموذج والمثال ، لا على سبيل الحصر والاستقصاء ، أو أن هؤلاء ممن اشتهر بالحفظ والقراءة أكثر من غيرهم.
ومما يؤيد صدق الروايات المتقدمة في إرادة الجمع المتعارف هو تداول جمع القرآن على عهد رسول الله ٦ بما روي عن زيد بن ثابت فإنه يقول
__________________
(١) الزركشي ، البرهان : ١ / ٢٤٢.
(٢) العبادلة ؛ عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ظ : ابن منظور ، لسان العرب : ٤ / ٢٦٩.
(٣) السيوطي ، الاتقان : ١ / ٢٠٢.
« كنا حول رسول الله ٦ نؤلف القرآن من الرقاع »(١) . ودلالة التأليف ، تعني الجمع والتدوين ، وضم شيء إلى شيء ، ليصح أن يطلق عليه اسم التأليف.
ولا دليل على ادعاء الزركشي : بأن بعض القرآن جمع بحضرة النبي ٦(٢) . فلم لا يكون كل القرآن جمع في حضرة النبي ٦ علما بأنه قد سبقه من صرح بجمع القرآن كله لا بعضه في عهد النبي ٦ بما نصه : « أنه لم يكن يجمع القرآن كله إلا نفر يسير من أصحاب الرسول ٦ »(٣) .
ولا ريب ـ بعد هذا كله ـ أن هناك بعض المصاحف المتداولة عند بعض الصحابة في عهد رسول الله ٦ ، والأخبار مجمعة على صحة وجودها ، وعلى تعدد مصاحف الصحابة أيضا ، إذ لو لم يكن هناك جمع بالمعنى المتبادر إليه ، لما كانت تلك المصاحف أصلاً ، إن وجودها نفسه هو دليل الجمع ، إذ لم يصدر منع من النبي ٦ عن جمعه ، بل هناك رواية عنه ٦ تقول : « لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن ، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه »(٤) .
وجمع هؤلاء الصحابة للقرآن هو الجمع الذي نقول به ، لا الحفظ ، وإلا فما معنى تسميتها بالمصاحف ؟ وما معنى اختلاف هذه المصاحف فيما تدعي الروايات.
لقد أورد ابن أبي داود قائمة طويلة بأسماء مصاحف الصحابة ، وعقب عليها بما فيها من الاختلاف ، هذا الاختلاف الذي قد يعود في نظرنا إلى التأويل لا إلى التنزيل ، أو إلى عدم الضبط في أسوأ الاحتمالات ، وقد عقد لذلك بابا سماه « باب اختلاف مصاحف الصحابة »(٥) .
__________________
(١) أبو شامة ، المرشد الوجيز : ٤٤.
(٢) ظ : الزركشي ، البرهان : ١ / ٢٣٧.
(٣) مقدمتان في علوم القرآن : ٢٥.
(٤) الخطيب البغدادي ، تقييد العلم : ٢٩.
(٥) ابن أبي داود ، كتاب المصاحف : ٥٠ ـ ٨٨.
وقد عدد ابن أبي داود منها : مصحف عمر بن الخطاب ، مصحف علي بن أبي طالب ، مصحف أُبَيّ بن أبي كعب ، مصحف عبد الله بن مسعود ، مصحف عبد الله بن عباس ، مصحف عبد الله بن الزبير ، مصحف عبد الله بن عمرو بن العاص ، مصحف عائشة زوج النبي ٦ ، مصحف حفصة زوج النبي ٦ مصحف أم سلمة زوج النبي ٦(١) .
قال الآمدي ( ت : ٦١٧ ه ) في كتابه ( الأفكار الأبكار ) : « إن المصاحف المشهورة في زمن الصحابة كانت مقروءة عليه ومعروضة »(٢) .
فالآمدي يجيبنا على سؤال دقيق هو : متى كتبت هذه المصاحف ؟ ومتى جمعت ؟ وكيف أقرت ؟ والجواب أنها كتبت في عهد النبي ٦ ، وقرئت عليه ، بل هي معروضة عليه للضبط والدقة والاتقان.
وهناك دليل جوهري ، آخر وهو أن الروايات في قراءة القرآن كله ، وختمه ، في عهد رسول الله تنطق بوجود جمعي له ، إذ كيف يقرأ فيه من لم يحصل عليه.
١ ـ « عن عبد الله بن عمرو ، قال : قلت : يا رسول الله ، في كم أقرأ القرآن ؟ قال اختمه في شهر ، قلت إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في عشرين ، قلت إني اطيق أفضل من ذلك ، قال : إختمه في خمس عشرة ، قلت إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : إختمه في عشر. قلت إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : إختمه في خمس ، قلت إني أطيق أفضل من ذلك فما رخص لي »(٣) .
وقد روي في غير هذا الحديث ، أن النبي ٦ قال له أول مرة ، إقرأ القرآن في أربعين(٤) .
٢ ـ وروي عنه ٦ قوله : « لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث »(٥) . فأي قرآن يشير إليه النبي ٦ إن لم يكن مجموعاً ، ومتداولا بما تتيسر قراءته عند المسلمين.
__________________
(١) المصدر نفسه : والصفحات.
(٢) الزنجاني ، تأريخ القرآن : ٣٩.
(٣) ، (٤) ، (٥) مقدمتان في علوم القرآن : ٢٧ ـ ٢٨.
٣ ـ ومن المشهور الذي لا يجهل أن عمر بن الخطاب (رض) أقام من صلى التراويح بالناس في ليالي رمضان ، وأمره أن يقرأ في الركعة الواحدة نحوا من عشرين آية ، فكان يحيى القرآن في الشهر مرتين. ومعلوم أن ذلك لم يكن من المصحف الذي كتبه زيد ، لأن المصاحف لم تنسخ منه(١) .
وهذا تصريح بوجود المصاحف المغايرة لما استنسخه زيد ، وأن سيرة المسلمين عليها إذ لم يعمم مصحف زيد.
وصاحب الرأي السابق يذهب صراحة أن القرآن كان منظوماً ومجموعاً على عهد رسول الله ٦(٢) .
* * *
وقد يقال بأن الكتابة كانت محدودة في عصر الرسول الأعظم ٦ وقد يحول هذا دون تدوين القرآن ، فيقال إن عصر النبي ٦ وعصر أبي بكر واحد ، فما يقال هناك يقال هنا. على أن موضوع الكتابة لا يخلو من مبالغة ، فهي وإن كانت محدودة النطاق ، ومقتصرة على طبقة من الناس ، فإننا نشكك كثيراً في تحديد الأرقام التي أوردها المؤرخون ، ولنا عليها مؤاخذات ليس هذا موطن بحثها ، ويزداد شكنا حينما نلمح البلاذري يقول : « دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلاً يكتب »(٣) .
أو ما أورده ابن عبد ربه الأندلسي « لم يكن أحد يكتب بالعربية حين جاء الإسلام ، إلا بضعة عشر رجلاً »(٤) .
لا ريب أن العرب كانت أمة أمية ، إلا أن هذه الأرقام لا تتناسب مع ذكر القرآن للكتابة وأدواتها ومشتقاتها بهذه الكثرة. على أن للأمية دلالات أخرى لعل من أفضلها تعليلا ما رواه ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ٧ في تفسير قوله تعالى (هوَ الذي بعثَ
__________________
(١) ، (٢) المصدر نفسه : ٣١.
(٣) البلاذري ، فتوح البلدان : ٤٧٧.
(٤) ابن عبد ربه ، العقد الفريد : ٤ / ٢٤٢.