الميزان في تفسير القرآن الجزء ١٨

الميزان في تفسير القرآن13%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 429

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 429 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 120113 / تحميل: 6173
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء ١٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

[ ٨٣٥٥ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وقد روى رخصة في قبلة الصائم، وأفضل من ذلك أن يتنزه عن مثل هذا، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما يستحي أحدكم أن لا يصبر يوماً إلى الليل؟ أنّه كان يقال: بدو القتال اللطام، ولو أن رجلاً لصق بأهله في شهر رمضان وادفق(١) ، كان عليه عتق رقبة ».

[ ٨٣٥٦ ] ٥ - كتاب المثني بن الوليد الحناط: عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أيقبّل الصائم المرأة؟ فقال: « أما أنا وانت فشيخان كبيران، ليس بها بأس، وأمّا الشاب فمكروهة له ».

٢٤ -( باب عدم بطلان الصوم بالاحتلام فيه نهارا، ويكره له النوم حتّى يغتسل، ولا يحرم)

[ ٨٣٥٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وكذلك إن احتلمت نهارا، لم يكن عليك قضاء ذلك اليوم ».

٢٥ -( باب جواز مضغ الصائم العلك، على كراهية)

[ ٨٣٥٨ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « الصائم يمضغ العلك ».

____________________________

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

(١) في المصدر: وأوفق.

٥ - كتاب المثنى بن الوليد الحنّاط ص ١٠٣.

الباب - ٢٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

الباب - ٢٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

٣٤١

٢٦ -( باب أنّه يجوز للصائم، أن يذوق الطعام والمرق، ويأخذ الماء بفيه، من غير أن يزدرد من ذلك شيئاً، ويكره مع عدم الحاجة، ويبصق إذا فعل ثلاثاً)

[ ٨٣٥٩ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا بأس للصائم أن يذوق القدر بطرف لسانه ».

وقال في موضع آخر(١) : « ولا بأس أن يذوق الطّباخ المرقة وهو صائم، بطرف لسانه، من غير أن يبتلعه ».

[ ٨٣٦٠ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « الصائم يمضغ العلك، ويذوق الخل والمرقة والطعام، ويمضغه للطفل، ولا شئ عليه (في ذلك، ما لم)(١) يصل شئ منه إلى حلقه ».

[ ٨٣٦١ ] ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن يذوق المرق إذا كان طبّاخا، ليعرف حلوه من حامضه، ويمضغ العلك، ويصب الدّواء في أُذنه.

٢٧ -( باب جواز مضغ الصائم الطعام للصبي، وزق الطائر والفرخ، من غير ابتلاع)

[ ٨٣٦٢ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن

____________________________

الباب - ٢٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

(١) نفس المصدر ص ٢٥.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

(١) في المصدر: في ذلك كله إلّا أن.

٣ - المقنع ص ٦٠.

الباب - ٢٧

١ - الجعفريات ص ٦٢.

٣٤٢

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيهعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يمضغ الطعام للحسن والحسين،عليها‌السلام ، يطعمهما، وهو صائم ».

[ ٨٣٦٣ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا بأس للصائم أن يذوق القدر بطرف لسانه، ويزق الفرخ، ويمضغ للطفل الصغير ».

[ ٨٣٦٤ ] ٣ - الصدوق في المقنع: ويزقّ الفرخ، ويمضغ الخبز للرضيع، من غير أن يبلع شيئا.

٢٨ -( باب عدم بطلان الصوم، بازدراد النّخامة، ودخول الذباب الحلق)

[ ٨٣٦٥ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال في الذّباب يبدر فيدخل حلق الصائم، فلا يقدر على قذفه: « لا شئ عليه ».

٢٩ -( باب وجوب إمساك الصائم عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، من طلوع الفجر الثاني المعترض، وأنه يجب الامساك عند تحققه، أو سماع أذان الثقة المعتاد للأذان بعده)

[ ٨٣٦٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فأول أوقات الصيام، وقت

____________________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٣ - المقنع ص ٦٠.

الباب - ٢٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

الباب - ٢٩

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

٣٤٣

الفجر ».

[ ٨٣٦٧ ] ٢ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « مطلق للرجل أن يأكل ويشرب، حتّى يستيقن طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر، حرم الأكل والشرب، ووجبت الصلاة ».

[ ٨٣٦٨ ] ٣ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « لمـّا انزل الله عزّوجلّ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) (١) جعل الناس يأخذون خيطين: ابيض وأسود، فينظرون اليهما، ولا يزال(٢) يأكلون ويشربون، حتّى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فبين الله(٣) ما أراد بذلك، فقال (من الفجر) ».

٣٠ -( باب جواز الأكل والشرب في شهر رمضان، ليلا قبل النوم وبعده، إلى ان يتبين الفجر، والجماع حتّى يبقى لطلوع الصبح مقدار ايقاعه والغسل)

[ ٨٣٦٩ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن سماعة، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن قول الله عزّوجلّ:( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ - إلى -وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (١) قال:

____________________________

٢ - الهداية ص ٤٨.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

(٢) في المصدر: لا يزالون.

(٣) في المصدر زيادة: لهم.

الباب - ٣٠

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٣ ح ١٩٧.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

٣٤٤

« نزلت في خوات بن جبير وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الخندق، وهو صائم، فأمسى على ذلك، وكانوا من قبل أن تنزل هذه الآية، إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام، فرجع خوات إلى أهله حين أمسى، فقال: عندكم طعام فقالوا: لا تنم، حتّى نصنع لك طعاما، فاتكأ فنام فقالوا: قد فعلت، قال: نعم، فبات على ذلك، فأصبح فغدا إلى الخندق، فجعل يغشى عليه، فمرّ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا رأى الّذي به، سأله فأخبره كيف كان أمره، فنزلت هذه الآية( أُحِلَّ لَكُمْ - [ إلى ](٢) -وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (٣) ».

[ ٨٣٧٠ ] ٢ - وعن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فقال: « بياض النهار من سواد الليل ».

[ ٨٣٧١ ] ٨ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « لمـّا أنزل الله عزّوجلّ قوله:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) (١) جعل الناس يأخذون خيطين: أبيض وأسود، فينظرون اليهما، ولا يزالون يأكلون ويشربون، حتّى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فبين الله ما أراد بذلك، فقال:( مِنَ الْفَجْرِ ) (٢) ».

[ ٨٣٧٢ ] ٤ - وعن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال:

____________________________

(٢) كان في الطبعة الحجرية: إن تأكلوا، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) البقرة ٢: ١٨٧.

٢ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٤ ح ٢٠٣.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

(١، ٢) البقرة ٢: ١٨٧.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

٣٤٥

« الفجر هو البياض المعترض ».

[ ٨٣٧٣ ] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « مطلق لك الطعام والشراب، إلى أن تستيقن طلوع الفجر » وقالعليه‌السلام : « ومن أراد أن يتسحّر، فله ذلك إلى أن يطلع الفجر ».

[ ٨٣٧٤ ] ٦ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي: عن الشهيد، أنّه قال: روي أن عمر أراد أن يواقع زوجته ليلا، فقالت: إنّي حضت، فظن أنها تعتل عليه، فلم يقبل، فواقعها ثمّ أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت الآية، وهي قوله تعالى:( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ ) (١) الخ.

[ ٨٣٧٥ ] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه رأى صرمة بن مالك، فقال: « ما لي أراك طليحا(١) ؟ » قال: كنت صائما بالأمس، فلمّا رجعت إلى أهلي بالمساء، قالوا: نم ساعة حتّى نهيئ لك طعاما، فغلبتني عيناي، فحرم عليّ الطعام، فنزل قوله تعالى:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (٢) .

____________________________

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٦ - عوالي اللآلي.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

٧ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) طلح: أعيا وكلّ (لسان العرب ج ٢ ص ٥٣٠).

(٢) البقرة ٢: ١٨٧.

٣٤٦

٣١ -( باب أنّ من تناول في شهر رمضان، بغير مراعاة الفجر مع القدره ثمّ علم أنّه كان طالعا، وجب عليه إتمام الصوم ثمّ قضاؤه، فإن تناول بعد المراعاة فاتفق بعد الفجر، لم يجب القضاء)

[ ٨٣٧٦ ] ١ - دعائم الإسلام: عن علي وأبي جعفر وأبي عبدالله (صلوات الله عليهم)، أنهم قالوا فيمن أكل أو شرب أو جامع، في شهر رمضان وقد طلع الفجر، وهو لا يعلم بطلوعه، فإن كان قد نظر قبل أن يأكل، إلى مطلع الفجر فلم يره طلع، فلمّا أكل نظر فرآه قد طلع، فليمض في صومه ولا شئ عليه، وإن كان أكل قبل أن ينظر، ثمّ علم أنّه قد أكل بعد طلوع الفجر، فليتم صومه، ويقضي يوماً مكانه.

٣٢ -( باب أن من ظن كذب المخبر بطلوع الفجر، فأكل ثمّ بان صدقه، وجب عليه إتمام الصوم وقضاؤه)

[ ٨٣٧٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولو أن قوما مجتمعين، سألوا أحدهم أن يخرج وينظر، هل طلع الفجر؟ ثمّ قال: قد طلع الفجر، وظنّ بعضهم أنّه يمزح فأكل وشرب، كان عليه قضاء ذلك اليوم ».

____________________________

الباب - ٣١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٤.

الباب - ٣٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٣٤٧

٣٣ -( باب أنّه إذا نظر اثنان إلى الفجر، فرآه أحدهما دون الآخر، وجب الإمساك على من رآه، دون صاحبه)

[ ٨٣٧٨ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام ، عن رجلين قاما في [ شهر ](١) رمضان، فقال أحدهما: هذا الفجر، وقال الآخر: ما أرى شيئا، قال: « ليأكل الّذي لم يستيقن الفجر، وقد حرم الأكل على الّذي زعم قد رأى، إنّ الله يقول:( كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (٢) ».

[ ٨٣٧٩ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال: « فإن قام رجلان، فقال أحدهما: هذا الفجر قد طلع، وقال الآخر: ما أرى شيئاً طلع بعيني، وهما معا من أهل العلم والمعرفة بطلوع الفجر(١) ، وصحة البصر، قالعليه‌السلام : « فللّذي لم يستبن(٢) الفجر أن يأكل ويشرب حتّى يتبينه، وعلى الّذي تبينه أن يمسك عن الطعام والشراب، لأن الله عزّوجلّ يقول:( كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (٣) فأما إن كان أحدهما أعلم أو أحدّ نظرا(٤) من الآخر، فعلى الّذي هو دونه في النظر

____________________________

الباب - ٣٣

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٣ ح ١٩٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقرة ٢: ١٨٧.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٤.

(١) في المصدر زيادة: والنظر.

(٢) في المصدر: يتبين.

(٣) البقرة ٢: ١٨٧.

(٤) وفي المصدر: بصراً.

٣٤٨

والعلم، أن يقتدي به ».

[ ٨٣٨٠ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولو أن رجلين نظرا، فقال أحدهما: هذا الفجر قد طلع، وقال الآخر: ما طلع الفجر بعد، فحلّ السّحر(١) للذي لم يره أنّه طلع، وحرم على الّذي يراه أنّه طلع ».

٣٤ -( باب وجوب القضاء على من أفطر للظلمة، التي يظن معها دخول الليل، ثمّ بان بقاء النهار)

[ ٨٣٨١ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن أبي بصير قال: سألت أباعبداللهعليه‌السلام ، عن أُناس صاموا في شهر رمضان، فغشيهم سحاب أسود عند مغرب الشمس، فظنّوا أنّه الليل فأفطروا، أو أفطر بعضهم، ثمّ أنّ السحاب فصل عن السماء، فإذا الشمس لم تغب، قال: « على الّذي أفطر قضاء ذلك اليوم، إنّ الله يقول:( أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (١) فمن أكل قبل أن يدخل الليل، فعليه قضاؤه، لأنه أكل متعمدا ».

٣٥ -( باب عدم وجوب القضاء، على من غلب على ظنّه دخول الليل، فأفطر)

[ ٨٣٨٢ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه

____________________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤.

(١) في المصدر: التسحر.

الباب - ٣٤

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٤ ح ٢٠٠.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

الباب - ٣٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

٣٤٩

قال: « من رأى أنّ الشمس قد غربت فأفطر، وذلك في شهر رمضان، ثمّ تبين له بعد ذلك انها لم تغب، فلا شئ عليه ».

٣٦ -( باب أن وقت الإفطار هو ذهاب الحمرة المشرقية، فلا يجوز قبله)

[ ٨٣٨٣ ] ١ - دعائم الإسلام: روينا عن أهل البيت (صلوات الله عليهم)، بإجماع فيما علمناه من الرواة عنهم، أن دخول الليل الّذي يحل (الفطر للصائم)(١) ، هو غياب الشمس في أُفق المغرب، بلا حائل دونها يسترها، من جبل، أو حائط، ولا غير(٢) ذلك، فإذا غاب القرص في الاُفق، فقد دخل الليل، وحل الفطر.

[ ٨٣٨٤ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأُحل لك الإفطار إذا بدت ثلاثة أنجم، وهي تطلع مع غروب الشمس » وقالعليه‌السلام في موضع آخر: « فأوّل وقت الصيام وقت الفجر، وآخره هو الليل، طلوع ثلاثة كواكب لا ترى مع الشمس، وذهاب (الحمرة من المشرق)(١) ، وفي وجود(٢) سواد المحاجن ».

[ ٨٣٨٥ ] ٣ - الصدوق في المقنع: اعلم أنّه(١) يحلّ لك الإفطار(٢) ، إذا

____________________________

الباب - ٣٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٠.

(١) في المصدر: فيه للصائم الفطر.

(٢) وفيه: ما أشبه.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣ و ٢٤.

(١) في نسخة: حمرة المشرق - الطبعة الحجرية -.

(٢) في المصدر: وجوه.

٣ - المقنع ص ٦٥.

(١) في المصدر زيادة: لا.

(٢) وفيه زيادة: إلّا.

٣٥٠

بدت لك ثلاثة أنجم، وهي تطلع مع غروب الشمس.

[ ٨٣٨٦ ] ٤ - وفي الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « إذا غابت الشمس، فقد وجبت الصلاة، وحلّ الإفطار ».

٣٧ -( باب عدم بطلان الصوم بخروج المذي، ولو كان عن ملامسة أو مكالمة، ولا يجب القضاء بذلك بل يستحب، وأنه يكره للصائم مباشرة المرأة، والنظر إليها)

[ ٨٣٨٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واجتنبوا المس والقبلة والنظر، فإنها سهم من سهام إبليس ».

٣٨ -( باب وجوب الكفّارة، بتعمّد تناول المفطر في شهر رمضان، وقضائه بعد الزوال، والنذر المعين)

[ ٨٣٨٨ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا قضيت صوم شهر رمضان أو النّذر، كنت بالخيار في الإفطار إلى زوال الشمس، فإن أفطرت بعد الزوال فعليك كفّارة، مثل من أفطر يوماً من شهر رمضان » الخ.

____________________________

٤ - الهداية ص ٤٦.

الباب - ٣٧

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

الباب - ٣٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

٣٥١

٣٥٢

أبواب آداب الصائم

١ -( باب استحباب القيلولة للصائم، والطيّب له، أول النهار)

[ ٨٣٨٩ ] ١ - الصدوق في كتاب فضائل الأشهر الثلاثة: عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العبّاس، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن صدقة، قال: قال أبو الحسنعليه‌السلام : « قيلوا، فإنّ الله عزّوجلّ، يطعم الصائم في منامه ويسقيه ».

[ ٨٣٩٠ ] ٢ - المفيد في الاختصاص: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الصائم في عبادة، وإن كان نائما ».

[ ٨٣٩١ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : عنه أنّه قال: « نوم الصائم عبادة ».

____________________________

أبواب آداب الصائم

الباب - ١

١ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١٢٠ ح ١٢١.

٢ - الاختصاص ص ٢٣٤.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٣٥٣

٢ -( باب استحباب تفطير الصائم عند الغروب بما تيسّر، وتأكده في شهر رمضان)

[ ٨٣٩٢ ] ١ - السيد محيي الدين أبو حامد محمّد بن عبدالله الحلبي الحسيني، ابن اخي السيد ابن زهرة، في أربعينه: أخبرني الشيخ ثقة الدين أبو الحسن محمّد بن أبي نصر الصوفي قال: أخبرني أبو الفرج أحمد بن المبارك قال: أخبرنا أبو سعيد بن كمّار قال: أخبرنا أبوإسحاق إبراهيم بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن عبدالله قال: حدّثنا أبو محمّد يوسف بن يعقوب قال: حدّثنا محمّد بن كثير العبدري قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء بن يزيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من جهّز حاجا أو جهز غازيا، أو خلفه في أهله، أو أفطر(١) صائما، فله مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ ».

[ ٨٣٩٣ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « من روح الله: إفطار الصائم، ولقاء الإخوان، والتهجّد بالليل ».

[ ٨٣٩٤ ] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه خطب الناس في آخر يوم من شعبان، فقال: « أيها الناس(١) قد أظلكم شهر عظيم -

____________________________

الباب - ٢

١ - الأربعين لابن زهرة: حديث ٢٤.

(١) في المصدر: فطّر.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٩.

(١) في المصدر زيادة: إنّه.

٣٥٤

إلى أن قالعليه‌السلام - من فطّر فيه صائما، كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ » فقال بعض القوم: يا رسول الله، ليس كلما يجد ما يفطر الصائم، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يعطي الله هذا الثواب، من فطّر صائما على مذقة(٢) لبن أو تمر أو شربة ماء، ومن أشبع صائما، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها ».

[ ٨٣٩٥ ] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « ثلاث راحات للمؤمن: لقاء الإخوان، وإفطار الصائم، والتهجد من آخر الليل ».

[ ٨٣٩٦ ] ٥ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أفطر عند قوم، قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الأخيار ».

٣ -( باب استحاب السّحور، لمن يريد الصوم، وتأكده في شهر رمضان، وعدم وجوبه)

[ ٨٣٩٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين،

____________________________

(٢) المذقة: الشربة من اللبن الممذوق، أي المخلوط بالماء (لسان العرب ج ١٠ ص ٣٤٠).

٤ - الجعفريات ص ٢٣١.

٥ - الجعفريات ص ٦٠.

الباب - ٣

١ - الجعفريات ص ٦٣.

٣٥٥

عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله وملائكته يصلون على المتسحّرين ».

[ ٨٣٩٨ ] ٢ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « السحور بركة ».

[ ٨٣٩٩ ] ٣ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناد عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

[ ٨٤٠٠ ] ٤ - دعائم الإسلام: روينا عن عليعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « تسحروا ولو (على شربة)(١) ماء، وأفطروا ولو على شقّ تمرة » وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « السحور بركة، ولله ملائكة يصلّون على المستغفرين بالأسحار، وعلى المتسحرين، وأكلة السحور فرق ما بيننا وبين أهل الملل ».

[ ٨٤٠١ ] ٥ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « تسحّروا ولو بشربة من ماء » وقالعليه‌السلام : « إنّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين، والمستغفرين بالأسحار ».

[ ٨٤٠٢ ] ٦ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة: عن القاسم بن علي

____________________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

٣ - نوادر الراوندي ص ٣٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

(١) في المصدر: بشربة.

٥ - الهداية ص ٤٨.

٦ - البحار ج ٩٦ ص ٣١٢ ح ٧ بل عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٧.

٣٥٦

العلوي، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السّكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : [ الطاعم ](١) الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المتسحر ».

[ ٨٤٠٣ ] ٧ - وعن أحمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : السحور بركة ».

[ ٨٤٠٤ ] ٨ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ويستحب ان يتسحر في شهر رمضان، ولو بشربة من ماء ».

[ ٨٤٠٥ ] ٩ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه كان يأكل الهريسة أكثر ما يأكل، ويتسحر بها.

[ ٨٤٠٦ ] ١٠ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « تسحروا، فإن الحسور بركة » وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تسحروا، خلاف أهل الكتاب ».

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - البحار ج ٩٦ ص ٣١٢ ح ٧، بل عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٣.

٨ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٩ - مكارم الأخلاق ص ٢٩.

١٠ - طبّ النبيّ ص ٢٢.

٣٥٧

٤ -( باب التسحر بالسويق والتمر والزبيب والماء)

[ ٨٤٠٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وافضل السحور، السويق والتمر ».

الصدوق في الهداية(١) : عن الصادقعليه‌السلام ، مثله.

[ ٨٤٠٨ ] ٢ - المستغفري في الطب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « نعم السحور للمؤمن التمر ».

[ ٨٤٠٩ ] ٣ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: عن كتاب الصيام لعلي بن فضّال، بإسناده إلى عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسحروا ولو بجرع الماء، ألا صلوات الله على المتسحرين ».

٥ -( باب استحباب دعاء الصائم عند الافطار، بالمأثور وغيره، وتلاوة القدر)

[ ٨٤١٠ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين،

____________________________

الباب - ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

(١) الهداية ص ٤٨.

٢ - طبّ النبيّ ص ٢٦.

٣ - إقبال الأعمال ص ٨٢.

الباب - ٥

١ - الجعفريات ص ٦٠.

٣٥٨

عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أفطر قال: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبّله منا، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وبقي الأجر إن شاء الله ».

[ ٨٤١١ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه إذا أفطر قال: « اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبّل منّا، ذهب الظمأ، وابتلت(١) العروق، وبقي الأجر إن شاء الله تعالى ».

[ ٨٤١٢ ] ٣ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « إذا أفطرت كلّ ليلة من شهر رمضان، فقل: الحمد الله الّذي أعاننا فصمنا، ورزقنا فأفطرنا، اللهم تقبله منّا، وأعنّا عليه، وسلّمنا فيه، (وسلِّمه لنا)(١) في يسر منك وعافية، الحمد لله الّذي قضى عنّا يوماً من شهر رمضان ».

[ ٨٤١٣ ] ٤ - وفي فضائل الأشهر الثلاثة: حدّثنا محمّد بن بكران النقاش قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، مولى بني هاشم قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: قال علي بن موسى الرضاعليهم‌السلام : « من قال عند إفطاره: اللهم لك صمنا بتوفيقك، وعلى رزقك أفطرنا بأمرك، فتقبله منا، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه ».

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨.

(١) في المصدر: وأمتلأت.

٣ - الهداية ص ٤٦.

(١) في المصدر: وسلّمه منّا.

٤ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١٠٦ ح ٩٨.

٣٥٩

[ ٨٤١٤ ] ٥ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: بإسناده إلى هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « كلما صمت يوماً من شهر رمضان، فقل عند الإفطار » وذكر مثل ما مرّ عن الهداية، وفيه: قضي عني.

[ ٨٤١٥ ] ٦ - وعن موسى بن جعفر الكاظم، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « إذا أمسيت صائما، فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت، وعلى رزقك افطرت، وعليك توكلت، يكتب لك أجر من صام ذلك اليوم ».

[ ٨٤١٦ ] ٧ - وبإسناده إلى المفضّل بن عمررضي‌الله‌عنه قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا الحسن، هذا شهر رمضان قد أقبل، فاجعل دعاءك قبل فطورك، فإن جبرئيل جاءني فقال: يا محمّد، من دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان قبل أن يفطر، استجاب الله تعالى دعاءه، وقبل صومه وصلاته، واستجاب له عشر دعوات، وغفر له ذنبه، وفرّج غمّه، ونفّس كربته، وقضى حوائجه، وانجح طلبته، ورفع عمله مع أعمال النبيين والصدّيقين، وجاء يوم القيامة ووجهه اضوء من القمر ليلة البدر، فقلت: ما هو يا جبرئيل؟ قال قل: اللهم ربّ النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب العرش العظيم، ورب البحر المسجور، ورب الشفع الكبير، والنور العزيز، ورب التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم، انت إله من في

____________________________

٥ - إقبال الأعمال ص ١١٦.

٦ - إقبال الأعمال ص ١١٧.

٧ - إقبال الأعمال ص ١١٣.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

أنّ المراد بهذا القرين الملك الموكّل به فإن كان هو السائق كان معنى قوله:( هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ ) هذا الإنسان الّذي هو عندي حاضر، و إن كان هو الشهيد كان المعنى هذا - و هو يشير إلى أعماله الّتي حمل الشهادة عليها - ما عندي من أعماله حاضر مهيّأ.

و قيل: المراد بالقرين الشيطان الّذي يصاحبه و يغويه، و معنى كلامه على هذا هذا الإنسان هو الّذي تولّيت أمره و ملكته حاضر مهيّأ لدخول جهنّم.

قوله تعالى: ( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ) الكفّار اسم مبالغة من الكفر، و العنيد المعاند للحقّ المستمرّ على عناده، و المعتدي المتجاوز عن الحدّ المتخطّئ للحقّ، و المريب الشاكّ أو المشكّك في أمر البعث.

و بين هذه الصفات المعدودة شبه الاستلزام فإنّ كثرة الكفر برد الإنسان كلّ حقّ يواجهه تنتج العناد مع الحقّ و الإصرار عليه، و الإصرار على العناد يوجب المنع عن أكثر الخيرات إذ لا خير إلّا في الحقّ و من ناحيته، و هو يستلزم الخروج عن حدّ الحقّ إلى الباطل و تجاوز الإنسان عن حدّ العبوديّة إلى الاستكبار و الطغيان و يستلزم تشكيك الناس في ما يرومونه من دين الحقّ.

و الخطاب في الآية منه تعالى، و ظاهر سياق الآيات أنّ المخاطب به هما الملكان الموكّلان السائق و الشهيد، و احتمل بعضهم أن يكون الخطاب إلى ملكين من ملائكة النار و خزنتها.

قوله تعالى: ( الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ ) العدول في ذكر صفة الشرك عن الإيجاز إلى الإطناب حيث لم يقل: مشرك و قال:( الَّذِي جَعَلَ ) إلخ، للإشارة إلى أنّ هذه الصفة أعظم المعاصي و اُمّ الجرائم الّتي أتى بها و الصفات الرذيلة الّتي عدّت له من الكفر و العناد و منع الخير و الاعتداء و الإرابة.

و قوله:( فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ ) تأكيد لما تقدّم من الأمر بقوله:( أَلْقِيا ) إلخ، و يلوّح إلى تشديد الأمر من جهة الشرك، و لذا عقّبه بقوله:( فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ ) .

قوله تعالى: ( قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ) المراد بهذا

٣٨١

القرين قرينه من الشياطين بلا شكّ، و قد تكرّر في كلامه تعالى ذكر القرين من الشيطان و هو الّذي يلازم الإنسان و يوحي إليه ما يوحي من الغواية و الضلال، قال تعالى:( وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) الزخرف: ٣٨.

فقوله:( قالَ قَرِينُهُ ) أي شيطانه الّذي يصاحبه و يغويه( رَبَّنا ) أضاف الربّ إلى نفسه و الإنسان الّذي هو قرينه لأنّهما في مقام الاختصام( ما أَطْغَيْتُهُ ) أي ما أجبرته على الطغيان( وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ) أي متهيّأ مستعدّاً لقبول ما ألقيته إليه تلقّاه باختياره فما أنا بمسؤل عن ذنبه في طغيانه.

و قد تقدّم في سورة الصافّات تفصيل اختصام الظالمين و أزواجهم في قوله:( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ ) الصافّات: ٢٢، إلى آخر الآيات.

قوله تعالى: ( قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) القائل هو الله سبحانه يخاطبهم و كأنّه خطاب واحد لعامّة المشركين الطاغين و قرنائهم ينحلّ إلى خطابات جزئيّة لكلّ إنسان و قرينه بمثل قولنا: لا تختصما لديّ، إلخ.

و قوله:( وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) حال من فاعل( لا تَخْتَصِمُوا ) و( بِالْوَعِيدِ ) مفعول( قَدَّمْتُ ) و الباء للوصلة.

و المعنى: لا تختصموا لديّ فلا نفع لكم فيه بعد ما أبلغتكم وعيدي لمن أشرك و ظلم، و الوعيد الّذي قدّمه إليهم مثل قوله تعالى لإبليس:( اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً ) إسراء: ٦٣، و قوله:( فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص: ٨٥. أو قوله:( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ ) السجدة: ١٣.

قوله تعالى: ( ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) الّذي يعطيه السياق أن تكون الآية استئنافاً بمنزلة الجواب عن سؤال مقدّر كأنّ قائلاً يقول: هب إنّك قد قدّمت فهلّا غيّرته و عفوت؟ فاُجيب بقوله:( ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ) و المراد بالقول

٣٨٢

مطلق القضاء المحتوم الّذي قضى به الله، و قد قضى لمن مات على الكفر بدخول جهنّم و ينطبق بحسب المورد على الوعيد الّذي أوعده الله لإبليس و من تبعه.

فقد بان أنّ الجملة مستأنفة، و المراد بتبديل القول تغيير القضاء المحتوم، و( لَدَيَّ ) متعلّق بالتبديل، هذا ما يعطيه السياق، و قد ذكر بعضهم في هذه الجملة و إعراب مفرداتها و معنى تبديل القول وجوهاً و احتمالات كثيرة بعيدة عن الفهم لا تزيد في الكلام إلّا تعقيداً فأغمضنا عن إيرادها.

و قوله:( وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) متمّم لمعنى الجملة السابقة أي لا يبدّل قولي فأنتم معذّبون لا محالة و لست أظلم عبيدي في عذابهم على طبق ما قدّمت إليهم بالوعيد لأنّهم مستحقّون لذلك بعد إتمام الحجّة.

و من وجه آخر: لا ظلم في مجازاتهم بالعذاب فإنّهم إنّما يجزون بأعمالهم الّتي قدّموها في أعمالهم ردّت إليهم كما هو ظاهر قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) التحريم: ٧.

و ما في قوله:( وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ ) من نفي الظلم الكثير لا يستوجب جواز الظلم اليسير فإنّه تعالى لو ظلم في شي‏ء من الجزاء كان ظلماً كثيراً لكثرة أمثاله فإنّ الخطاب لكلّ إنسان مشرك ظالم مع قرينه، و هم كثيرون فهو سبحانه لو ظلم في شي‏ء من الجزاء لكان ظلاماً.

قوله تعالى: ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) خطاب منه تعالى لجهنّم و جواب منها، و قد اختلف في حقيقة هذا التكليم و التكلّم فقيل: الخطاب و الجواب بلسان الحال و يردّه أنّه لو كان بلسان الحال لم يختصّ به تعالى بل كان لكلّ من يشاهدها على تلك الحال أن يسألها عن امتلائها فتجيبه بقولها: هل من مزيد؟ فليس لتخصيص الخطاب به تعالى نكتة ظاهرة.

و قيل: حقيقة الخطاب لخزنة جهنّم و الجواب منهم و إن كانا نسباً إلى جهنّم و فيه أنّه خلاف الظاهر لا يصار إليه إلّا بدليل.

و قيل: الخطاب و الجواب على ظاهره، و لا دليل يدلّ على عدم الجواز، و قد

٣٨٣

أخبر الله سبحانه عن تكليم الأيدي و الأرجل و الجلود و غيرها، و هو الوجه و قد تقدّم في تفسير سورة فصّلت أنّ العلم و الشعور سار في جميع الموجودات.

و قوله:( هَلِ امْتَلَأْتِ ) استفهام تقريريّ، و كذا قوله حكاية عنها:( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) و لعلّ إيراد هذا السؤال و الجواب للإشارة إلى أنّ قهره و عذابه لا يقصر عن الإحاطة بالمجرمين و إيفاء ما يستحقّونه من الجزاء قال تعالى:( وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) التوبة: ٤٩.

و استشكل بأنّه مناف لصريح قوله تعالى:( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ ) الآية و اُجيب بأنّ الامتلاء قد يراد به أنّه لا يخلو شي‏ء من طبقاتها من السكنة كما يقال: البلد ممتلئ بأهله. على أنّه يمكن أن يكون هذا القول منها قبل دخول جميع أهل النار فيها.

و قيل: الاستفهام في قوله:( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) للإنكار و المعنى: لا مزيد أي لا مكان فيّ يزيد على من اُلقي فيّ من المجرمين فقد امتلأت فيكون إشارة إلى ما قضى به في قوله:( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ ) السجدة: ١٣، و قوله:( هَلِ امْتَلَأْتِ ) في معنى أن يقال:( حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ ) ، و قوله:( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) تقرير و تصديق له.

و ربّما أيّد هذا الوجه قوله تعالى قبل:( ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ) على تقدير أن يراد بالقول قوله تعالى:( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ ) .

قوله تعالى: ( وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) شروع في وصف حال المتّقين يوم القيامة، و الإزلاف التقريب، و( غَيْرَ بَعِيدٍ ) على ما قيل صفة لظرف محذوف و التقدير في مكان غير بعيد.

و المعنى: و قرّبت الجنّة يومئذ للمتّقين حال كونها في مكان غير بعيد أي هي بين أيديهم لا تكلّف لهم في دخولها.

قوله تعالى: ( هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ) الإشارة إلى ما تقدّم من الثواب الموعود، و الأوّاب من الأوب بمعنى الرجوع، و المراد كثرة الرجوع إلى الله

٣٨٤

بالتوبة و الطاعة، و الحفيظ هو الّذي يدوم على حفظ ما عهد الله إليه من أن يترك فيضيع، و قوله:( لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ) خبر بعد خبر لهذا أو حال.

قوله تعالى: ( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ) بيان لكلّ أوّاب و الخشية بالغيب الخوف من عذاب الله حال كونه غائباً غير مرئيّ له، و الإنابة هو الرجوع، و المجي‏ء إلى ربّه بقلب منيب أن يتمّ عمره بالإنابة فيأتي ربّه بقلب متلبّس بالإنابة.

قوله تعالى: ( ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ) خطاب للمتّقين أي يقال لهم: ادخلوا بسلام أي بسلامة و أمن من كلّ مكروه و سوء، أو بسلام من الله و ملائكته عليكم، و قوله:( ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ) بشرى يبشّرون بها.

قوله تعالى: ( لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ ) يمكن أن يكون( فِيها ) متعلّقاً بيشاؤن أو بمحذوف هو حال من الموصول، و التقدير: حال كون ما يشاؤن فيها أو من الضمير المحذوف الراجع إلى الموصول، و التقدير: ما يشاؤنه حال كونه فيها، و الأوّل أوفق لسعة كرامتهم عندالله سبحانه.

و المحصّل: أنّ أهل الجنّة و هم في الجنّة يملكون كلّ ما تعلّقت به مشيّتهم و إرادتهم كائناً ما كان من غير تقييد و استثناء فلهم كلّما أمكن أن يتعلّق به الإرادة و المشيّة لو تعلّقت.

و قوله:( وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ ) أي و لهم عندنا ما يزيد على ذلك - على ما يفيده السياق - و إذ كان لهم كلّ ما أمكن أن تتعلّق به مشيّتهم ممّا يتعلّق به علمهم من المطالب و المقاصد فالمزيد على ذلك أمر أعظم ممّا تتعلّق به مشيّتهم لكونه فوق ما يتعلّق به علمهم من الكمال.

و قيل: المراد بالمزيد الزيادة على ما يشاؤن من جنس ما يشتهون فإذا شاؤا رزقاً اُعطوا منه أكثر ممّا شاؤا و أفضل و أعجب كما ورد عن بعضهم أنّه تمرّ بهم السحابة فتقول: ما ذا تريدون فاُمطره عليكم فلا يريدون شيئاً إلّا أمطرته عليهم.

و فيه أنّه تقييد لإطلاق الكلام من غير مقيّد فإنّ ظاهر قوله:( لَهُمْ ما يَشاؤُنَ

٣٨٥

فِيها ) أنّهم يملكون كلّ ما يمكنهم أن يشاؤا لا تملّكهم ما شاؤه بالفعل فالمزيد وراء ما يمكن أن تتعلّق به مشيّتهم.

و قيل: المراد أنّه يضاعف لهم الحسنة بعشر أمثالها و فيه ما في سابقه.

قوله تعالى: ( وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ) التنقيب السير، المحيص المحيد و المنجا.

و في الآية تذييل الاحتجاج بخلق الإنسان و العلم به و بيان سيره إلى الله بالتخويف و الإنذار نظير ما جرى عليه الكلام في صدر السورة من الاحتجاج على المعاد و تذييله بالتخويف و الإنذار في قوله:( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ أَصْحابُ الرَّسِّ وَ ثَمُودُ ) إلخ.

و المعنى: و كثيراً ما أهلكنا قبل هؤلاء المشركين من قرن هم أي أهل ذلك القرن أشدّ بطشاً منهم أي من هؤلاء المشركين فساروا ببطشهم في البلاد ففتحوها و تحكّموا عليها هل من محيد و منجا من إهلاك الله و عذابه؟.

قوله تعالى: ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ ) القلب ما يعقل به الإنسان فيميّز الحقّ من الباطل و الخير من الشرّ و النافع من الضارّ، فإذا لم يعقل و لم يميّز فوجوده بمنزلة عدمه إذ ما لا أثر له فوجوده و عدمه سواء، و إلقاء السمع هو الاستماع كأنّ السمع شي‏ء يلقى إلى المسموع فيناله و يدركه و الشهيد الحاضر المشاهد.

و المعنى: إنّ فيما أخبرنا به من الحقائق و أشرنا إليه من قصص الاُمم الهالكة لذكرى يتذكّر بها من كان يتعقّل فيدرك الحقّ و يختار ما فيه خيره و نفعه أو استمع إلى حقّ القول و لم يشتغل عنه بغيره و الحال أنّه شاهد حاضر يعي ما يسمعه.

و الترديد بين من كان له قلب و من استمع شهيداً لمكان أنّ المؤمن بالحقّ أحد رجلين إمّا رجل ذو عقل يمكنه أن يتناول الحقّ فيتفكّر فيه و يرى ما هو الحقّ فيذعن به، و إمّا رجل لا يقوى على التفكّر حتّى يميّز الحقّ و الخير و النافع فعليه أن يستمع القول فيتبعه، و أمّا من لا قلب له يعقل به و لا يسمع شهيداً على ما يقال له و يلقى إليه من الرسالة و الإنذار فجاهل متعنّت لا قلب له و لا سمع، قال تعالى:( وَ قالُوا

٣٨٦

لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ ) الملك: ١٠.

قوله تعالى: ( وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ ) اللغوب التعب و النصب، و المعنى ظاهر.

( بحث روائي‏)

في التوحيد، بإسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ:( أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) قال: يا جابر تأويل ذلك أنّ الله عزّوجلّ إذا أفنى هذا الخلق و هذا العالم و سكن أهل الجنّة الجنّة و أهل النار النار جدّد الله عالماً غير هذا العالم و جدّد خلقاً من غير فحولة و لا إناث يعبدونه و يوحّدونه و خلق لهم أرضاً غير هذه الأرض تحملهم، و سماء غير هذه السماء تظلّهم.

لعلّك ترى أنّ الله إنّما خلق هذا العالم الواحد أو ترى أنّ الله لم يخلق بشراً غيركم بلى و الله لقد خلق ألف ألف عالم و ألف ألف آدم أنت في آخر تلك العوالم و اُولئك الآدميّين.

أقول: و روي في الخصال، الشطر الأوّل من الحديث بإسناده عن محمّد بن مسلم عنهعليه‌السلام ، و لعلّ المراد بكون ما ذكر تأويل الآية أنّه ممّا ينطبق عليه.

و عن جوامع الجامع، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كاتب الحسنات على يمين الرجل و كاتب السيّئات على شماله، و صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال: فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشراً و إذا عمل سيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه سبع ساعات لعلّه يسبّح أو يستغفر.

أقول: و في معناها روايات اُخرى، و روي ستّ ساعات بدل سبع ساعات.

و في نهج البلاغة:( وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ ) سائق يسوقها إلى محشرها و شاهد يشهد عليها بعملها.

٣٨٧

و في المجمع، و روى أبوالقاسم الحسكانيّ بالإسناد عن الأعمش قال: حدّثنا أبو المتوكّل التاجر عن أبي السعيد الخدريّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا كان يوم القيامة يقول الله لي و لعليّ: ألقيا في النار من أبغضكما، و أدخلاً في الجنّة من أحبّكما و ذلك قوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) .

أقول: و رواه شيخ الطائفة في أماليه، بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت و ابن أبي حاتم و أبونعيم في الحلية، عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنّ ابن آدم لفي غفلة عمّا خلق له إنّ الله إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب رزقه. اكتب أثره. اكتب أجله شقيّاً أم سعيداً ثمّ يرتفع ذلك الملك و يبعث الله ملكاً فيحفظه حتّى يدرك ثمّ يرتفع ذلك الملك.

ثمّ يوكّل الله به ملكين يكتبان حسناته و سيّئاته فإذا حضره الموت ارتفع ذلك الملكان و جاء ملك الموت ليقبض روحه فإذا اُدخل قبره ردّ الروح في جسده و جاءه ملكاً القبر فامتحناه ثمّ يرتفعان.

فإذا قامت الساعة انحطّ عليه ملك الحسنات و ملك السيّئات فبسطا كتاباً معقوداً في عنقه ثمّ حضراً معه واحد سائق و آخر شهيد. ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ قدّامكم لأمراً عظيماً لا تقدّرونه فاستعينوا بالله العظيم.

و في تفسير القمّيّ: في قوله تعالى:( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) قال: هو استفهام لأنّ الله وعد النار أن يملأها فتمتلئ النار ثمّ يقول لها:( هَلِ امْتَلَأْتِ ) ؟ و تقول:( هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) ؟ على حدّ الاستفهام أي ليس فيّ مزيد.

أقول: بناؤه على كون الاستفهام إنكاريّاً.

و في الدرّ المنثور، أخرج أحمد و البخاريّ و مسلم و الترمذيّ و النسائيّ و ابن جرير و ابن مردويه و البيهقيّ في الأسماء و الصفات عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تزال جهنّم يلقى فيها و تقول: هل من مزيد؟ حتّى تضع ربّ العزّة فيها قدمه فينزوي

٣٨٨

بعضها إلى بعض و تقول: قط قط و عزّتك و كرمك.

و لا يزال في الجنّة فضل حتّى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنّة.

أقول: وضع القدم على النار و قولها: قط قط مرويّ في روايات كثيرة من طرق أهل السنّة.

و في تفسير القمّيّ: في قوله تعالى:( لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ ) قال: النظر إلى رحمة الله.

و في الدرّ المنثور، أخرج البزّاز و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه و اللالكائيّ في السنّة و البيهقيّ في البعث و النشور عن أنس في قوله تعالى:( وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ ) قال: يتجلّى لهم الربّ عزّوجلّ.

و في الكافي، بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : يا هشام إنّ الله يقول في كتابه:( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) يعني عقل.

و في الدرّ المنثور، أخرج الخطيب في تاريخه، عن العوّام بن حوشب قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الاُخرى فقال: لا بأس به إنّما كره ذلك اليهود زعموا أنّ الله خلق السماوات و الأرض في ستّة أيّام ثمّ استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فأنزل الله( وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ ) .

أقول: و روي هذا المعنى عن الضحّاك و قتادة، و روى هذا المعنى المفيد في روضة الواعظين، في رواية ضعيفة، و أصل تقسيم خلق الأشياء إلى ستّة من أيّام الاُسبوع واقع في التوراة، و القرآن و إن كرّر ذكر خلق الأشياء في ستّة أيّام لكنّه لم يذكر كون هذه الأيّام هي أيّام الاُسبوع و لا لوّح إليه.

و على هذه الروايات اعتمد من قال: إنّ الآية مدنيّة، و لا دلالة في ردّها قول اليهود أن تكون نازلة بالمدينة، و في الآيات المكّيّة ما تعرّض سبحانه فيه لشأن اليهود كما في سورة الأعراف و غيرها.

٣٨٩

( سورة ق الآيات ٣٩ - ٤٥)

فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ( ٣٩ ) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ( ٤٠ ) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ( ٤١ ) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ  ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ( ٤٢ ) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ( ٤٣ ) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا  ذَٰلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ( ٤٤ ) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ  وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ  فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ( ٤٥ )

( بيان‏)

خاتمة السورة يأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها أن يصبر على ما يقولون ممّا يرمونه بنحو السحر و الجنون و الشعر، و ما يتعنّتون به باستهزاء المعاد و الرجوع إلى الله تعالى فيأمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصبر و أن يعبد ربّه بتسبيحه و أن يتوقّع البعث بانتظار الصيحة، و أن يذكّر بالقرآن من يخاف الله بالغيب.

قوله تعالى: ( فَاصْبِرْ عَلى‏ ما يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ ) تفريع على جميع ما تقدّم من إنكار المشركين للبعث، و من تفصيل القول في البعث و الحجّة عليه، و من وعيد المنكرين له المكذّبين للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و تهديدهم بمثل ما جرى على المكذّبين من الاُمم الماضية.

و قوله:( وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) إلخ، أمر بتنزيهه تعالى عمّا يقولون مصاحباً للحمد و محصّله إثبات جميل الفعل له و نفي كلّ نقص و شين عنه تعالى، و التسبيح قبل طلوع

٣٩٠

الشمس يقبل الانطباق على صلاة الصبح، و التسبيح قبل الغروب يقبل الانطباق على صلاة العصر أو عليها و على صلاة الظهر.

قوله تعالى: ( وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ ) أي و من اللّيل فسبّحه فيه، و يقبل الانطباق على صلاتي المغرب و العشاء.

و قوله:( وَ أَدْبارَ السُّجُودِ ) الأدبار جمع دبر و هو ما ينتهي إليه الشي‏ء و بعده، و كأنّ المراد بأدبار السجود بعد الصلوات فإنّ السجود آخر الركعة من الصلاة فينطبق على التعقيب بعد الصلوات، و قيل: المراد به النوافل بعد الفرائض، و قيل: المراد به الركعتان أو الركعات بعد المغرب و قيل: ركعة الوتر في آخر الليل.

قوله تعالى: ( وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) فسّروا الاستماع بمعان مختلفة و الأقرب أن يكون مضمّناً معنى الانتظار و( يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ ) مفعوله و المعنى: و انتظر يوماً ينادي فيه المنادي ملقياً سمعك لاستماع ندائه، و المراد بنداء المنادي نفخ صاحب الصور في الصور على ما تفيده الآية التالية.

و كون النداء من مكان قريب لإحاطته بهم فيقع في سمعهم على نسبة سواء لا تختلف بالقرب و البعد فإنّما هو نداء البعث و كلمة الحياة.

قوله تعالى: ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) بيان ليوم ينادي المنادي، و كون الصيحة بالحقّ لأنّها مقضيّة قضاء محتوماً كما مرّ في قوله:( وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) الآية.

و قوله:( ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) أي يوم الخروج من القبور كما قال تعالى:( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً ) المعارج: ٤٣.

قوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ ) المراد بالإحياء إفاضة الحياة على الأجساد الميتة في الدنيا، و بالإماتة الإماتة في الدنيا و هي النقل إلى عالم القبر، و بقوله:( وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ ) الإحياء بالبعث في الآخرة على ما يفيده السياق.

قوله تعالى: ( يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ ) أصل( تَشَقَّقُ ) تتشقّق أي تتصدّع عنهم فيخرجون منها مسارعين إلى الداعي.

٣٩١

و قوله:( ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ ) أي ما ذكرنا من خروجهم من القبور المنشقّة عنهم سراعاً جمع لهم علينا يسير.

قوله تعالى: ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ ) في مقام التعليل لقوله:( فَاصْبِرْ عَلى‏ ما يَقُولُونَ ) الآية، و الجبّار المتسلّط الّذي يجبر الناس على ما يريد.

و المعنى: فاصبر على ما يقولون و سبّح بحمد ربّك و انتظر البعث فنحن أعلم بما يقولون سنجزيهم بما عملوا و لست أنت بمتسلّط جبّار عليهم حتّى تجبرهم على ما تدعوهم إليه من الإيمان بالله و اليوم الآخر و إذا كانت حالهم هذه الحال فذكّر بالقرآن من يخاف وعيدي.

( بحث روائي‏)

في الدرّ المنثور، أخرج الطبرانيّ في الأوسط، و ابن عساكر عن جرير بن عبدالله عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في قوله:( وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ- قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ ) قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، و قبل الغروب صلاة العصر.

و في المجمع، روي عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه سئل عن قوله:( وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ ) فقال: تقول حين تصبح و حين تمسي عشر مرّات: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كلّ شي‏ء قدير.

أقول: هو مأخوذ من إطلاق التسبيح في الآية و إن كان خصوص مورده صلاتي الصبح و العصر فلا منافاة.

و في الكافي، بإسناده عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت:( وَ أَدْبارَ السُّجُودِ ) قال: ركعات بعد المغرب.

أقول: و رواه القمّيّ في تفسيره، بإسناده عن ابن أبي نصر عن الرضاعليه‌السلام و لفظه قال: أربع ركعات بعد المغرب.

٣٩٢

و في الدرّ المنثور، أخرج مسدّد في مسنده، و ابن المنذر و ابن مردويه عن عليّ بن أبي طالب قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أدبار النجوم و السجود فقال: أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، و أدبار النجوم الركعتان قبل الغداة.

أقول: و روي مثله عن ابن عبّاس و عمر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و أسنده في مجمع البيان، إلى الحسن بن عليّعليه‌السلام أيضاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

و في تفسير القمّيّ: في قوله تعالى:( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ ) قال: ذكّر يا محمّد ما وعدناه من العذاب.

٣٩٣

( سورة الذاريات مكّيّة و هي ستّون آية)

( سورة الذاريات الآيات ١ - ١٩)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ( ١ ) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ( ٢ ) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ( ٣ ) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ( ٤ ) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ( ٥ ) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ( ٦ ) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ( ٧ ) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ( ٨ ) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ( ٩ ) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ( ١٠ ) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ( ١١ ) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ( ١٢ ) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ( ١٣ ) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ( ١٤ ) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( ١٥ ) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ  إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ ( ١٦ ) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ( ١٧ ) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( ١٨ ) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ( ١٩ )

( بيان‏)

كانت الدعوة النبويّة تدعو الوثنيّة إلى توحيد الربوبيّة و إنّ الله تعالى هو ربّهم و ربّ كلّ شي‏ء، و كانت الدعوة من طريق الإنذار و التبشير و خاصّة بالإنذار و كان الإنذار بعذاب الله في الدنيا للمكذّبين عذاب الاستئصال، و في الآخرة بالعذاب الخالد يوم القيامة و هو العمدة في نجاح الدعوة إذ لو لا الحساب و الجزاء يوم القيامة كان الإيمان بالوحدانيّة و النبوّة لغيً لا أثر له.

٣٩٤

و المشركون باتّخاذهم آلهة دون الله سبحانه شديدوا الإنكار لاُصول التوحيد و النبوّة و المعاد، و كانوا يتعنّتون بإنكار المعاد و الإصرار على نفيه و الاستهزاء به من أيّ طريق ممكن لما يرون أنّ في بطلانه بطلان الأصلين الآخرين.

و السورة تذكر المعاد و إنكارهم له فتبدأ به و تختم عليه لكن لا من حيث نفسه كما جرى عليه الكلام في مواضع من كلامه بل من حيث إنّه يوم الجزاء و أنّ الله الّذي وعدهم به هو ربّهم و هو الّذي وعدهم به و وعده صدق لا ريب فيه.

و لذلك لمّا انساق الكلام إلى الاحتجاج عليه احتجّت بأدلّة التوحيد من آيات الأرض و السماء و الأنفس و ما عاقب الله به الاُمم الماضين إثر دعوتهم إلى التوحيد و تكذيبهم لرسله، و ليس إلّا ليثبت بها التوحيد فيثبت به يوم الجزاء الّذي وعده الله و الله لا يخلف الميعاد و أخبرت به الدعوة النبويّة فيندفع بذلك إنكارهم للجزاء و قد توسّلوا بذلك إلى إبطال دين التوحيد و رسالة الرسول لصيرورة الإيمان به لغوا لا أثر له كما تقدّمت الإشارة إليه.

و السورة مكّيّة لشهادة سياق آياتها عليه و لم يختلف في ذلك أحد، و من غرر آياتها قوله تعالى:( وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) .

و الفصل الّذي أوردناه من الآيات مفتتح الكلام يذكر فيه أنّ الجزاء الّذي وعدوه صدق و إنكارهم له و تعنّتهم بذلك تخرّص ثمّ يصف يوم الجزاء و حال المتّقين و المنكرين فيه.

قوله تعالى: ( وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ) الذاريات جمع الذارية من قولهم: ذرت الريح التراب تذروه ذرواً إذا أطارته و الوقر بالكسر فالسكون ثقل الحمل في الظهر أو في البطن.

و في الآيات إقسام بعد إقسام يفيد التأكيد بعد التأكيد للمقسم عليه و هو الجزاء على الأعمال فقوله:( وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً ) إقسام بالرياح المثيرة للتراب، و قوله:( فَالْحامِلاتِ وِقْراً ) بالفاء المفيدة للتأخير و الترتيب معطوف على الذاريات و إقسام بالسحب الحاملة لثقل الماء، و قوله:( فَالْجارِياتِ يُسْراً ) عطف عليه و إقسام بالسفن

٣٩٥

الجارية في البحار بيسر و سهولة.

و قوله:( فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ) عطف على ما سبقه و إقسام بالملائكة الّذين يعملون بأمره فيقسّمونه باختلاف مقاماتهم فإنّ أمر ذي العرش بالخلق و التدبير واحد فإذا حمله طائفة من الملائكة على اختلاف أعمالهم انشعب الأمر و تقسّم بتقسّمهم ثمّ إذا حمله طائفة هي دون الطائفة الاُولى تقسّم ثانياً بتقسّمهم و هكذا حتّى ينتهي إلى الملائكة المباشرين للحوادث الكونيّة الجزئيّة فينقسم بانقسامها و يتكثّر بتكثّرها.

و الآيات الأربع - كما ترى - تشير إلى عامّة التدبير حيث ذكرت اُنموذجاً ممّا يدبّر به الأمر في البرّ و هو الذاريات ذرواً، و اُنموذجاً ممّا يدبّر به الأمر في البحر و هو الجاريات يسراً و اُنموذجاً ممّا يدبّر به الأمر في الجوّ و هو الحاملات وقراً، و تمّم الجميع بالملائكة الّذين هم وسائد التدبير و هم المقسّمات أمراً.

فالآيات في معنى أن يقال: اُقسم بعامّة الأسباب الّتي يتمّم بها أمر التدبير في العالم إنّ كذا كذا، و قد ورد من طرق الخاصّة و العامّة عن عليّ عليه أفضل السّلام تفسير الآيات الأربع بما تقدّم.

و عن الفخر الرازيّ في التفسير الكبير، أنّ الأقرب حمل الآيات الأربع جميعاً على الرياح فإنّها كما تذرو التراب ذرواً تحمل السحب الثقال و تجري في الجوّ بيسر و تقسّم السحب على الأقطار من الأرض.

و الحقّ أن ما استقربه بعيد، و ما تقدّم من المعنى أبلغ ممّا ذكره.

قوله تعالى: ( إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) ( ما ) موصولة، و الضمير العائد إليها محذوف أي الّذين توعدونه، أو مصدريّة، و( تُوعَدُونَ ) من الوعد كما يؤيّده قوله:( وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) الشامل لمطلق الجزاء، و قيل: من الإيعاد كما يؤيّده قوله:( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ ) ق: ٤٥.

وعدّ الوعد صادقاً من المجاز في النسبة كما في قوله:( فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) الحاقة: ٢١ أو الصادق بمعنى ذو صدق كما قيل بمثله في قوله:( فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) و الدين الجزاء.

و كيف كان فقوله:( إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ ) جواب القسم، و قوله:( وَ إِنَّ

٣٩٦

الدِّينَ لَواقِعٌ ) معطوف عليه بمنزلة التفسير، و المعنى اُقسم بكذا و كذا أنّ الّذي توعدونه - و هو الّذي يعدهم القرآن أو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما اُنزل إليه - من يوم البعث و أنّ الله سيجزيهم فيه بأعمالهم إن خيراً فخيراً و إن شرّاً فشرّاً لصادق، و إنّ الجزاء لواقع.

قوله تعالى: ( وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) الحبك بمعنى الحسن و الزينة، و بمعنى الخلق المستوي، و يأتي جمعاً لحبيكة أو حباك بمعنى الطريقة كالطرائق الّتي تظهر على الماء إذا تثنّى و تكسّر من مرور الرياح عليه.

و المعنى على الأوّل: اُقسم بالسماء ذات الحسن و الزينة نظير قوله تعالى:( إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ ) الصافّات: ٦، و على الثاني: اُقسم بالسماء ذات الخلق المستوي نظير قوله:( وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ) الآية: ٤٧ من السورة و على الثالث اُقسم بالسماء ذات الطرائق نظير قوله:( وَ لَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ ) المؤمنون: ١٧.

و لعلّ المعنى الثالث أظهر لمناسبته لجواب القسم الّذي هو اختلاف الناس و التشتّت طرائقهم كما أنّ الأقسام السابقة:( وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً ) إلخ كانت مشتركة في معنى الجري و السير مناسبة لجوابها:( إِنَّما تُوعَدُونَ ) إلخ المتضمّن لمعنى الرجوع إلى الله و السير إليه.

قوله تعالى: ( إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) القول المختلف ما يتناقض و يدفع بعضه بعضاً و حيث إنّ الكلام في إثبات صدق القرآن أو الدعوة أو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما وعدهم من أمر البعث و الجزاء فالمراد بالقول المختلف - على الأقرب - قولهم المختلف في أمر القرآن لغرض إنكار ما يثبته فتارة يقولون: إنّه سحر و الجائي به ساحر، و تارة يقولون: زجر و الجائي به مجنون، و تارة يقولون: إلقاء شياطين الجنّ و الجائي به كاهن، و تارة يقولون: شعر و الجائي به شاعر، و تارة إنّه افتراء، و تارة يقولون إنّما يعلّمه بشر، و تارة يقولون: أساطير الأوّلين اكتتبها.

و قوله:( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) الإفك الصرف، و ضمير( عَنْهُ ) إلى الكتاب من حيث اشتماله على وعد البعث و الجزاء، و المعنى: يصرف عن القرآن من صرف، و

٣٩٧

قيل: الضمير للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و المعنى: يُصرف عن الإيمان به من صرف، و قد عرفت أنّ المعنى السابق أوفق للسياق و إن كان مآل المعنيين واحداً.

و حكي عن بعضهم أنّ ضمير( عَنْهُ ) لما توعدون أو للدين أقسم تعالى أوّلاً بالذاريات و غيرها على أنّ البعث و الجزاء حقّ ثمّ أقسم بالسماء على أنّهم في قول مختلف في وقوعه فمنهم شاكّ و منهم جاحد ثمّ قال تعالى: يؤفك عن الإقرار بأمر البعث و الجزاء من هو مأفوك. و هذا الوجه قريب من الوجه السابق.

و عن بعضهم: أنّ الضمير لقول مختلف و( عن ) للتعليل كما في قوله تعالى:( وَ ما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ ) هود: ٥٣ فيكون الجملة صفة لقول و المعنى: إنّكم لفي قول مختلف يؤفك بسببه من اُفك، و هو وجه حسن.

و قيل: الضمير في( إِنَّكُمْ ) للمسلم و الكافر جميعاً فيكون المراد بالقول المختلف قول المسلمين بوقوع البعث و الجزاء و قول الكفّار بعدم الوقوع. و لعلّ السياق لا يلائمه و قيل: بعض وجوه اُخر رديئة لا جدوى في التعرّض له.

قوله تعالى: ( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) أصل الخرص القول بالظنّ و التخمين من غير علم، و لكون القول بغير علم في خطر من الكذب يسمّى الكذّاب خرّاصاً، و الأشبه أن يكون المراد بالخرّاصين في الآية القوّالين من غير علم و دليل و هم الخائضون في أمر البعث و الجزاء المنكرون له بغير علم.

و في قوله:( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ) دعاء عليهم بالقتل و هو كناية عن نوع من الطرد و الحرمان من الفلاح و إليه يؤل قول من فسّره باللعن.

و قوله:( الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ ) الغمرة - كما ذكر الراغب - معظم الماء الساتر لمقرّها، و جعل مثلاً للجهالة الّتي تغمر صاحبها، و المراد بالسهو - كما قيل - مطلق الغفلة.

و معنى الآية و هي تصف الخرّاصين: الّذين هم في جهالة أحاطت بهم غافلون عن حقّيّة ما اُخبروا به.

٣٩٨

و قوله:( يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ) ضمير الجمع للخرّاصين قول قالوه على طريق الاستعجال استهزاء كقولهم:( مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) يس: ٤٨.

و السؤال بأيّان - الموضوعة للسؤال عن زمان مدخولها - عن يوم الدين و هو ظاهر في الزمان إنّما هو بعناية أنّ يوم الدين لكونه موعوداً ملحق بالزمانيّات فيسأل عنه كما يسأل عن الزمانيّات بأيّان و متى كما يقال: متى يوم العيد لكونه ذا شأن ملحقاً لذلك بالزمانيات كذا قيل.

و يمكن أن يكون من التوسّع في معنى الظرفيّة بأن يعدّ أوصاف الظرف الخاصّة به ظرفاً توسّعاً فيكون السؤال عن زمان الزمان سؤالاً عن أنّه بعد أيّ زمان أو قبل أيّ زمان؟ كما يقال: متى يوم العيد؟ فيجاب بأنّه بعد عشرة أيّام مثلاً أو قبل يوم كذا، و هو توسّع جار في العرف غير مختصّ بكلام العرب، و في القرآن منه شي‏ء كثير.

قوله تعالى: ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) ضمير الجمع للخرّاصين، و الفتن في الأصل إدخال الذهب النار ليظهر جودته ثمّ استعمل في مطلق الإحراق و التعذيب، و الظرف متعلّق بفعل محذوف أو مبتدأ، و الآية جواب عن سؤالهم عدل فيه عن بيان وقت يوم الدين إلى بيان صفته و الإشارة إلى حالهم فيه لما أنّ وقته من الغيب الّذي لا يعلمه إلّا الله قال تعالى:( لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ) .

و تقدير الآية و معناها: يقع يوم الدين أو هو واقع يوم هم أي الخرّاصون في النار يعذّبون أو يحرقون.

قوله تعالى: ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) حكاية خطاب منه تعالى أو من الملائكة بأمره للخرّاصين و هم يفتنون على النار يومئذ.

و المعنى: يقال لهم ذوقوا العذاب الّذي يخصّكم. هذا العذاب هو الّذي كنتم تستعجلون به إذ تقولون استعجالاً و استهزاء: أيّان يوم الدين.

قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ ) بيان لحال المتّقين يوم الدين بعد وصف حال اُولئك الخرّاصين.

٣٩٩

و تنكير جنّات و عيون للإشارة إلى عظم قدرها كأنّها بحيث لا يقدر الواصفون على وصفها، و قد اُلحقت العيون بالجنّات في ظرفيّتها توسّعاً.

قوله تعالى: ( آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ ) أي قابلين ما أعطاهم ربّهم الرؤف بهم راضين عنه و بما أعطاهم كما يفيده خصوص التعبير بالأخذ و الإيتاء و نسبة الإيتاء إلى ربّهم.

و قوله:( إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ ) تعليل لما تقدّمه أي إنّ حالهم تلك الحال لأنّهم كانوا قبل ذلك أي في الدنيا ذوي إحسان في أعمالهم أي ذوي أعمال حسنة.

قوله تعالى: ( كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ) الآيات تفسير لإحسانهم، و الهجوع النوم في الليل و قيل: النوم القليل.

و يمكن أن تكون: ما زائدة و( يَهْجَعُونَ ) خبر كانوا، و( قَلِيلًا ) ظرفاً متعلّقاً به أي في زمان قليل أو صفة لمفعول مطلق محذوف أي هجوعاً قليلاً و( مِنَ اللَّيْلِ ) متعلّقاً بقليلاً و المعنى: كانوا ينامون في زمان قليل من الليل أو ينامون الليل نوماً قليلاً.

و أن تكون موصولة و الضمير العائد إليها محذوفاً و( قَلِيلًا ) خبر كانوا و الموصول فاعله و المعنى: كانوا قليلاً من الليل الّذي يهجعون فيه.

و أن تكون مصدريّة و المصدر المسبوك منها و من مدخولها فاعلاً لقوله:( قَلِيلًا ) و هو خبر( كانُوا ) .

و على أيّ حال فالقليل من الليل إمّا مأخوذ بالقياس إلى مجموع زمان كلّ ليلة فيفيد أنّهم يهجعون كلّ ليلة زماناً قليلاً منها و يصلّون أكثرها، و إمّا مأخوذ بالقياس إلى مجموع الليالي فيفيد أنّهم يهجعون في قليل من الليالي و يقومون للصلاة في أكثرها أي لا يفوتهم صلاة الليل إلّا في قليل من الليالي.

قوله تعالى: ( وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) أي يسألون الله المغفرة لذنوبهم، و قيل: المراد بالاستغفار الصلاة و هو كما ترى.

قوله تعالى: ( وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ ) الآيتان السابقتان تبيّنان خاصّة سيرتهم في جنب الله سبحانه و هي قيام اللّيل و الاستغفار بالأسحار و هذه الآية

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429