إلى مقامات ومفاهيم عالية.
فالصدّيقية مثلاً ترتبط بعصمتها ، وهي إشارة إلى أوّل حياتها الطاهرة حيث صدّقت بأبيها وبكل ما أتى به ، وصدّقت بارئها أكمل التصديق حتى أوقف سبحانه رضاه على رضاها وغضبه على غضبها.
ومثل ذلك لقب المحدّثة فهو إشارة إلى ما بعد حياة رسول اللهصلىاللهعليهوآله
حيث كان جبرائيل يكلمها ويسليها ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها.
وبعد لقب الصدّيقة ولقب المحدثة لقب الشهيدة فهو إشارة إلى مظلوميتها وختامِ حياتها المباركة مكللّة بالشهادة.
إذاً أسماء وألقاب السيدة فاطمة
الزهراء لم تكن أسماءً وألقاباً عابرة ، بل تحمل في جوانبها معاني قدسية ، حاول البعض أن يسرقها ويمنحها جُزافاً لآخرين.
وبما أن التسمية بفاطمة عللت في بعض روايات أهل البيت ، بكونهاعليهاالسلام
تفطم شيعتها من النار ، ومثل ذلك جاء في الإمام علي أنه يفرق بين الحقّ والباطل ، نرى القوم يطلقون لقب الصدّيقة على أُخريات ، كما يطلقون لقب الفاروق على آخرين اعتقاداً منهم بأنه يفصل بين الحق والباطل.
فما وجه الشبه والارتباط بين ما روي عن النبي أنّه قال في عمر : قد كان فيما مضى قبلكم من الأُمم محدثون وأنه لو كان في أُمتي هذه منهم فإنّه عمر بن الخطاب
، أو ما نسب إلى الإمام علي من قوله : كنّا نتحدث أن ملكا ينطق
_______________________________________