تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة

تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة15%

تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 249

تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة
  • البداية
  • السابق
  • 249 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 153020 / تحميل: 8015
الحجم الحجم الحجم
تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة

تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة

مؤلف:
العربية

١

٢

الاهداء :

الى الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين وملاذ المؤمنين.

إن حقوق إمامنا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه علينا كثيرة :

فهو العمود بين السماء والارض

وهو الشمس التي حجبتها غيوم ذنوبي الكثيرة.(١)

نأي حقٍّ منه لا أستطيع أن أقابله بالشكر والاحسان.

فكل شكر اليه ، هو بالحقيقة منه واليه.

ويقال إن النبي سليمان بن داود٧ قَبل هدية القنبرة.

وكانت تلك الهدية جراده.

فعلّ إمام زماني يقبل هديتي هذه المتواضعة فهي منه واليه.

وهديتي له عبارة عن بحث بتاريخي عن مقامه عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة الفيحاء.

ليفي لنا الكيل ويتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين.

إذ مسنا الضر وهو الرحمة للعالمين.

خادخه

احمد علي مجيد

 __________________

١ ـ اشارة الى الحديث المروي عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف : « واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالأنتفاع بالشمس اذا غيبتها السحاب عن الابصار » كشف الغمة ، ج ٣ ، ص ٣٤.

٣

٤

الدرة البيضاء :

هذه إضمامة عطرة تفضل بها سماحة العلامة الجليل السيد(١)

مور خابها عملنا المتواضع هذا قائلاً :

بِيَراع أحمدَ خُطَّ سَفْرُ فَوائِدٍ

هُوَ ( مَصْدَرٌ ) للباحِثْينَ و( مَوْرِدُ )

لـِ ( مَقامِ مَهْدي الهُدى ) سَطَعَتْ بِهِ

أنْوارُ قُدْسِ للضَلالِ تُبَدَّدُ

ذاكَ الّذِيْ في الحِلَّةِ الفَيْحاءِ قَدْ

باهى بِهِ تَأرِيْخُهُ المُتَجَدِّدُ

تمضِي القُرُوْنٌ ونَشْرُهُ مُتَأرِّجٌ

وَ الذِكْرُ مِنْهُ في الزَّمانِ مُخَلّدُ

هُوَ للمِلائِكِةِ ( المَطافُ ) فَرُكَّع

مِنْهُم بِذَيّاكَ ( المَقامِ ) وسُجَّدُ

وَ لِشِيْعَةِ الكَرّارِ فيهِ تَضُرُّعٌ

وَ تَوَسُّلٌ وتَبتُّلٌ وتَهَجُّد

قَدْ فازَ أحْمَدُ مُذْ تَتَبَّعَ جاهِدا

حَرَماً لِنِسْبَتهِ الدَّليلُ يُؤكَّد

أكْرمْ بِهِ إذْ أرَّخُوْا : مْنَ فائِزٍ

بالدُّرَّةِ البَيْضاءِ وافى أحْمَدُ

٩٠ + ٩٨ + ٢٤٢ + ٨٤٥ + ٩٧ + ٥٣ = سنة ١٤٢٥ هـ

و من غريب اتفاق هذا التاريخ ان لي أخا في الله اسمه فائز وهو أول ومن شجعني على كتابة هذا الكتاب ، دون علم السيد المؤرخ لهذا الكتاب ، فخرج تاريخ اتمام الكتاب ، باسم فائز والحمد ولله رب العالمين.

* * *

__________________

١ ـ والسيد هذا هو من نزلاء مدرسة الامام الاكبر الشيخ محمد حسين آل كشف الغطاء ، في النجف الأشرف ومن تواضعه ، طلب مني أن لا أذكر اسمه رغم شهرته.

٥

٦

٧

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمةالمركز:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين ولا سيما صاحب العصر وناموس الدهر بقية الله في أرضه وحجته على عباده سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وكنيه الحجة بن الحسن المهدي العسكري أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

و اللعنة الدائمة على أعداءهم أجمعين من الأولين والآخرين خاصة المنكرين للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والمشككين فيه.

من الأمور الثابتة عن أهل بيت العصمة والطهارة الندب الى احياء امرهم والتأكيد عليه حيث ورد عن الإمام الصادق٧ أنه قال : « احيوا أمرنا رحم الله من احيا امرنا » وورد عنه٧ انه قال لبعض اصحابه « تجلسون وتتحدثون قال نعم جعلت فداك قال : ان تلك المجالس أحبها » وهذه النصوص وغيرها تكتشف بما لا يشبه شك اهمية احياء أمرهم صلوات الله عليهم بين مختلف الطبقات الاجتماعية والعلمية والفكرية ، والتأكيد على مسألة التذكير بهم ويمناقيهم وخصوصياتهم بالدعوة المتكررة منهم٧ لحضور مواليهم في مقاماتهم وزيارتها وعمارتها وتوجيه اذهان الأمة الى اهميتها لما في تشييد المقامات المنسوبة لأهل الكمالات من دور مهم في شد الناس الى دينهم والى أئمتهم وهو منهج الهي أول من أمر به واسسة الله تبارك

٨

٩

وتعالى حيث جعل الكعبة البيت الحرام محلاً يؤمه الحجيج لا لحاجة منه اليهم بل لتوثيق ارتباطهم بربهم ولم يكن هذا المورد خاصاً بالبيت الحرام بل هناك مجال اخر دعى الله فيها بعض الأنبياء ان يجعلوا من بعض الأماكن محالاً تكون عنصرا لتوثيق الترابط بين العباد وربهم حيث قال تبارك وتعالى مخاطبا موسى وهارون٣ ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) وقال :( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلى ) .

وأثنى الله تبارك وتعالى على الذي بنى مسجداً على الكهف الذي لجأ اليه الصالحون بعد ان بعثهم من ليثهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ( لنتخذن عليهم مسجدا ).

وقد شاع بين المسلمين زيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ والاحتفاء به والتبرك بالمساجد التي صلى فيها او زيارة قبور الشهداء لما لها بالاضافة الى بعدها الديني والتاريخي من دور مهم في ربط العباد بربهم ودينهم وتأكيد عقيدتهم وحفظ سلامة مسيرتهم الفكرية والعلمية والعقائدية.

وقد اهتم الأئمة٧ تأسيا بالرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بالاهتمام بالمواضع ذات البعد الديني حيث اشتهر عنه ٩ انه كان يحتفظ بشيء من تراب الموضع الذي استشهد فيه الامام الحسين٧ بعد عشرات السنين ، ووقف أمير المؤمنين٧ وقد فاضت به الالام والحسرة عند مروره في كربلاء عند المواضع الذي سيضم شهداء العترة الطاهرة.

ومن المواضع التي كانت محل اهتمام أهل البيت: المواضع التي تخص ايام الظهور المبارك للمولى صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء فنجد في روايات متعددة الاشادة بمسجد السهلة ومسجد الكوفة لكون الأول محل سكناه والثاني موضع حكمه صلوات الله عليه.

١٠

بل هناك اهتمام خاص من الناحية المقدسة عجل الله تعالى فرجه الشريف في بعض المواضع والمحال والتي منها مسجد جمكران في مدينة العلم والفقاهة قم المشرفة حيث وردت الروايات عن الثقات والاجلة بان امربناء هذا المسجد الشريف كان صادراً عنه صلوات الله عليه.

و من هنا فان مسألة الاهتمام بالمواضع المنسوبة للامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يجب ان تنال الاهتمام اللائق بها لعدة أمور :

١ ـ ان الاهتمام بهذه الاماكن من شأنه ان يوثق ارتباط الناس بالإمام المهدي٧ وهو أمر مندوب شرعاً.

٢ ـ ان هذه المواضع لما لها من اهمية وقدسية يجب ان تكون مركزاً لنشر العقيدة وبناءها بناء صحيحاً.

٣ ـ الاهتمام بهذه المقامات بالاضافة الى دوره العلمي والفكري والعقائدي من شأنه ان يحفظ التراث الشيعي الذي غالبا ما يتعرض بسبب السياسات الهوجاء للنواصب للتدمير والتضيع.

٤ ـ ان هذه المقامات تكشف عن البعد الحضاري للشيعة وتكشف بالملازمة عقيدتهم بائمتهم خاصة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

٥ ـ ان هذه المواضع لم تأت من عدم بل هي محال لنزول الفيوضات واجابة الدعوات وحل المشكلات ومثل هذه المواضع لا يصح اهمالها وتركها لما لها من آثار مهمة.

و مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لما يشعر به من اهمية نشر العقيدة في الإمام المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء واهمية احياء كل ما له علاقة به صلوات الله عليه تبنى نشر ما خطه يراع الأخ الفاضل أحمد

١١

١٢

الحلي الذي قدم دراسة وافية حول تاريخ مقام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة وضم اليه جملة من الأبحاث الأخرى التي جعلت من الكتاب مفتاحا لمن يريد دراسة تاريخ الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والحلة الفيحاء المحروسة.

و في الختام نسأل الله تعالى أن يجعل اعمالنا موضع رضا سيدنا ومولانا صاحب العصر صلوات الله عليه وان يوفقنا ان نكون جنوداً في الذود عن ساحه قدسه وان يرزقنا في الدنيا رؤيته ونصرته ويمتعنا بالطافه ورعايته ، ويرزقنا في الآخرة شفاعته وشفاعة آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

مدير المركز

المسيد محمد القبانچي

 

١٣

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :

الحمد لله الذي جعل الكرامات لأصحاب المقامات وخصهم بالمآثر الخالدات والصلاة والسلام على فخر الكاثنات وعلة الموجودات سيد الانام المظلل من حر الهجير بالغمام محمد بن عبد الله المؤيد بالبراهين والمعجزات وعلى آله الطاهرين أئمة الخلق المعصومين من كل رجس وهنات وبعد :

فان العناية بآثار أولياء الله والاهتمام بتعظيمها من الامور الازمة لأن فيها إعلاءً لشعائر الله تعالى كما يستأنس بذلك بقوله تعالى( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) (١) وان من الآثار الخالدة والمقامات المقدسة هو مقام بقية الله في أرضه الخلف الصالح إمامنا المهدي عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه في الحلة الفيحاء هذا المقام الشريف الذي مرت عليه قرون متطاولة وهو قائم يطاول عوادي الزمن ويتحدى عبث الصروف وكنت منذ حقبة من الزمان مولعاً بتتبع آثاره وتنسم أخباره ، فلم أجد سفراً يضم بين دفتيه ما يتعلق به ويستوفي تاريخه ، بل ألفيت أخبارا متناثرة هنا وهناك لاتشبع نهم الباحث ولاتروي ظمأالمتتبع فحزّ في نفسي أن يظل تاريخ المقام الشريف في زاوية الظل لم تسلط عليه الاضواء الكاشفة فهزني باعث الولاء لعترة النبي النجباء الا أن أتتبع أخبار هذا المقام المبارك باحثاً في بطون الكتب القديمة والحديثة من مخطوط ومطبوع ولم أكتف بما وقفت عليه من مصادر في مكتبات

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٥.

١٤

١٥

العراق بل سافرت الى بلاد اخرى منقباً في مخطوطاتها ومطبوعاتها مستفيدا من بعض الاشارات في الوقوف على مظان الفائدة مما يتعلق بهذا الاثر الخالد ، وشفعت ذلك باستحفاء السؤال من الباحثين المحققين والشيوخ المعمرين من أهل الحلة في ما يتصل بموضوع هذا البحث ، ومن الجديد فيما قمت به في هذه الدراسة الرائدة اني وقفت على أقدم تاريخ يشار فيه الى مقام المهدي هذا ويعود الى ما قبل سنة ٦٣٦ هـ بالبحث الميداني مع الاحتفاظ بفضل العلامة الحجة السيد محمد صادق بحر العلوم باشارته الى هذا التاريخ نقلا عن السيد حسن الصدر عن مصادره المخطوطة ، ومن الجديد فيها أيضاً اني حاولت جاهداً جمع المخطوطات التي أشارت الى موضوع البحث ورتبتها ترتيباً زمنياً كما سيراه القاريء الكريم ولم تفتني الاستفادة من بعض الحكايات المروية في الكتب القديمة ، كما استطردت الى ذكر مساحة المقام وانها كانت واسعة جداً بحيث انها كانت تشتمل على مدرسة علمية معروفة تعرف بـ ( مدرسة صاحب الزمان ) وقد وثق هذا التحقيق ماذكر في جملة من المخطوطات انها كتبت في تلك المدرسة وألمحت في ضمن هذه الدراسة الى مايتعلق بالجامع المجاور للمقام الشريف ، وقد قسمّت بحوث الكتاب على اثني عشر باباً :

الباب الأوّل : ( الحلة مدينة النور الذي لا يطفئ ).

الباب الثاني : ( في معرفة تأريخ المقام من خلال المخطوطات ).

الباب الثالث : ( في ذكر تأريخ المقام من خلال الحكايات ).

الباب الرابع : ( في ذكر من زار مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلة ).

الباب الخامس : ( في ذكر عمارة مقام صاحب الزمان أرواحنا فداء في الحله ).

١٦

الباب السادس : ( في ذكر المساحة الاصلية للمقام وتأريخ الجامع الكبير المجاور له ).

الباب السابع : ( في ذكر مدرسة صاحب الزمان أروحنا فداه المجاورة للمقام ).

الباب الثامن : ( في ذكر سدنة وأوقاف مقام صاحب الزمان أروحنا فداه في الحلة ).

الباب التاسع : ( في موقع ووصف مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلة ).

الباب العاشر : ( في عدة أمور تتعلق بزيارة مولانا صاحب الزمان أروحنا فداه في هذا المقام ).

الباب الحادي عشر : ( في ذكر من شاهد الامام صاحب الزمان أروحنا فداه من أهل الحلة ) مع ذكر ملحق يتضمن ذكر المشاهد المشرفة في مدينة الحلة الفيحاء.

الباب الثاني عشر : ( في ذكر صور فوتغرافية وصور لمخطوطات تخص المقام ).

وقبل الختام التمس من اخواني المؤمنين ولا سيما أهل البحث والتحقيق أن ينبهوني على ما قد يجدونه من الخطأ غير المقصود مما طغى به القلم وزاغ عنه البصر فأن الانسان موضع الغلط والنسيان والكمال لله والعصمة لأهلها ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

المؤلف

أحمد علي مجيد

 

١٧

١٨

١٩

الباب الأول

الحلة مدينة النور الذي لا يطفئ

٢٠

٢١

الحلة لغوياً :

الحلة : بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام ، تقال على عدة أشياء :

١ ـ القوم النزول وفيهم كثرة.

٢ ـ شجر شائك أصغر من العوسج.

٣ ـ علم لعدة أماكن :

أ ـ حلة بني قيل بشارع ميسان بين واسط والبصرة.(١)

ب ـ حلة بني دبيس بن عفيف الاسدي ،(٢) قرب الحويزة بين واسط والبصرة والاهواز.

ج ـ الحلة ، قرية كبيرة قرب الموصل تسمى حلة بني الرزاق.(٣)

د ـ حلة بني مزيد ، وهي المقصودة بالبحث هنا وكانت تسمى الجامعين.

قال الحمـوي في كتاب ( معجم البلدان ) ماملخصه : إن الحلة مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمى الجامعين ، وكان أول من عمّرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد(٤) الاسدي وذلك في محرم سنة ٤٩٥ هـ وكانت أجمة تأوي اليها

__________________

١ ـ قد ذكرت بكتاب ( تقويم البلدان ) بحلة بني صلد ، راجع رياض العلماء ١/٣٧٠.

٢ ـ ورد في المصدر السابق ( الاشعري ) ، فلاحظ.

٣ ـ انظر : المصدر السابق.

٤ ـ ورد اسمه في المصدر السابق ( مؤيد ) والاصح ( مزيد ) ، فلا حظ.

٢٢

٢٣

السباع فنزل بها بأهله وعساكره وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة وتأتق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأ وقد قصدها التجار فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدة حياة سيف الدولة.(١)

أقول : نورد هنا عدة فوائد ،منها انها سميت ب ( الحلة السيفية ) ، نسبة الى ممصرها سيف الدولة صدقة ، وأول من سمّاها بالسيفية الامام أمير المؤمنين7 في حديث مدح الحلة الذي نذكره في الباب الثاث من كتابنا هذا ، ومنها انها سمّيت بـ ( المزيدية ) ، نسبة الي الجد الاعلى لموسسها لصدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد.

ومنها ان ( الجامعين ) ذكرت في كتاب ( التاريخ الكامل ) لأبن الاثير قبل سنة ٤٩٥ هـ(٢)

موقع الحلة : هي بين النجف وبغداد ، فهي تبعد عن بغداد نحو ١٠٠ كم ، وعن النجف نحو ٦٠ كم وعن بابل نحو ٧ كم.

الحلة بلدة النور : الحلة ، هي وريثة بابل ، وكانت بابل وسوراء وحواليهما معقل العلم قبيل الاملام وبعده ومركز الاصطكاك العقلي بين مفكري الامم من الهند وايران من الشرق والسريان والآراميين من الغرب ، ثم صارت معقل الشيعة ، ومنها كان الشيعة ببغداد يستلهمون المنعة والقوة ، وبعد الاضطهاد السلجوقي لهم وإحراق مكتباتهم والتجاء الشيخ الطوسي; منها الى النجف في سنة ٤٤٨ هـ ، تعاون المزيديون والاكراد الجاوانيون القاطنون بمطير آباد وأسد آباد والنيل

__________________

١ ـ انظر : تاريخ الحلة ج ١/ ص ١ ، كذلك سفينة البحار ط ، ح ، ج ٢/ ص ٢٩٩.

٢ ـ انظر : تاريخ الحلة ج ١/ ص ١.

٢٤

حوالي بابل ، مع السباسيري ببغداد فألغوا الخلافة العباسية في سنة ٤٥٠ هـ وخطبوا للمستنصر الفاطمي ، ثم بعد قتل السباسيري ورجوع الاتراك السلجوقيين والخلافة العباسية الى بغداد ، قام سيف الدولة صدقة بن دبيس المزيدي مع الجاوانيين ببناء الحلة ، فصارت مركز الشيعة وذلك في المحرم سنة ٤٩٥ هـ وبقيت كذلك حتى سقوط بغداد ٦٥٦ هـ(١)

فكانت في حقبة من الزمن حاضرة من الحواضر العلمية ومثابة لطلاب العلوم الدينية ودارسي فقه آل محمد9 وقد بلغت أوجها في هذا المضمار في القرن السابع الهجري ، وكان لامتيازها هذا بواعث وأسباب منها : كونها من معاقل الشيعة الامامية منذ تأسيسها حتى اليوم ومنها ، قربها من مدينة النجف الأشرف التي كانت عاصمة العلم وما زالت ، فان هذا القرب كان له الاثر الفاعل في إذكاء جذوة التفاعل بين الحاضرتين الشيعي تين ، ال نجف والحلة ، فان يأفل نور العلم فيها فتلك قبور العلماء فيها زيت النور ، وإن يخفت مرة أخرى فهاهم طلبة العلم من الحليين في النجف لأخذ العلم اليها ، كي لا يطفيء فيها نور العلم ، منذ تأسيسها وإلى الآن.

 * * *

__________________

١ ـ انظر : الانوار الساطعة ص ٨.

٢٥
٢٦
٢٧

الباب الثاني

في معرفة تاريخ المقام

من خلال المخطوطات

٢٨
٢٩

أهتمت الشريعة السماوية بطلب العلم اذ نطقت عن لسان رسولها9 :

« طلب العلم فريضة على كل مسلم » وما طلب العلم إلاّ سمة العلوّ ، وشتان بين المتعلم والجاهل وما أحلى أن يكون العالم مخلصاً وما إخلاصه إلاّ محض عبادة وتأدب وارتباط مع صاحب السماء ، فتعلّمَ العلماء كيف يدوّنون علمهم من وعاة العلم ودعاته وهم الانبياء والأوصياء عليهم الصلاة والسلام ، فهذا الإمام أمير المؤمنين7 في حديثه يقول :« ان كمال الدين طلب العلم والعمل به » وفي حديث آخر« إن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال » وقد دأب علماؤنا الاعلام على تدوين شتّى فنون العلم وتقييد مسائله وتصنيف موضوعاته وبذلوا في ذلك من الجهود العظيمة ما استفرغوا به الوسع وأمكنتهم الطاقة لتعود ثمرات جهودهم على أمتهم بالخير العميم والعطاء الجسم ، حتى أخذوا يرتقون باممهم الى حيث الرُّقى ، فنحن نشكر لهم ذلك أيّما شكر وذلك لحفظهم تراث الدين وعلم النبي9 وأوصيائه: وما أحلى أن يكون جمع هذا التراث والعلم في مكان هو مرآة لوجه الله تعالى(١) وفي بلد العلم وفي عصر العلم ، الحلة وما أدراك ما الحلة بلد الاربعمائة مجتهد في عصر واحد ، مدينة يبلغ

__________________

١ ـ ورد عنهم في دعاء الندبة ( أين وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء ) وفي مكان آخر ( اين وجه الله الذي منه يؤتى ).

٣٠

٣١

بها الرجل الاجتهاد قبل سن بلوغه(١) مدينة يوصّى فيها الوالد من قبل أبيه وعمره سبع سنين بالكتابة ، ففي كتاب ( كشف المحجة ) للسيد الأجل ابن طاووس الحلي وهو وصايا لولده ، قال لولده : يرفعه الى المفضل بن عمر قال ، قال أبو عبد الله7 « اكتب ويث علمك في إخوانك ، فإن مت فورّث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه الابكتبهم ». )

فما ذكر تاريخها إلى الآن الّا دلالة على محض الاخلاص والتقى :

إذا مابناء شاده العلم والتّقى

تهدمت الدنيا ولم يتهدّمِ

إذا مابناء شاده العلم والتّقى تهدمت الدنيا ولم يتهدّم فهي في علم التاريخ ، وهي في علم الفقه ، وهي في علم الاصول ، وهي في علم الادب ، وهي في علم الرجال وهي وهي وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك الاخلاص ، حفظ لنا مخطوطات خطت بيد الامانة والتقوى في هذا المقام الشريف وكان من محاسن الاقدار أن الله سبحانه وتعالى حرّك فينا الهمة وقوّى العزم وشد الأزر في أن يكون لنا شرف التتبع والبحث لجمع هاتيك المخطوطات والتنويه عنها ليتعرف العالم الاسلامي على قدم هذا المقام وقدسيته ، وهو مكان شاء الله أن يرفعه ويذكر فيه اسمه ويسبّح له بالغدو والآصال ، ولايظن المرء أن هذه المخطوطات الست التي نحن بصدد الحديث عنها هي الوحيدة التي كتبت في هذا المقام ، فالمئات المئات من المخطوطات

__________________

١ ـ اشارة الى العلامة الحلي : وهذا ليس ببعيد فقد ذكر السيد حسن الصدر; عن بلوغ درجة الاجتهاد لعدة من العلماء قبل باوغهم فمنهم السيد صدر الدين العاملي والفاضل الهندي.

٢ ـ انظر : الكافي ج ١ / ص ٥٢ / حديث ١١.

٣٢

الحلية التي وصلت حتى الى المتحف البريطاني عليها عبارة كتبت بالحلة المحروسة دون ذكر لعبارة ( كتبت داخل هذا المقام ) وذلك لشهرة المقام التي جعلت الناسخ لا يذكر تلك العبارة ، غير المخطوطات التي ضاعت عنّا من جراء الحروب والتلف والحرق وغيرها من الآفات الطبيعية الخ ،(١) فبعد هذا كله تعال معي أيها الباحث عن تاريخ المقام الشريف لنطلعك في هذا الباب عن كل ما يتعلق بتلك المخطوطات التي حصلنا على ذكرها أو صورة منها بالسفر والحضر :

المخطوطة الاولى : ( ٦٣٦ هـ / ١٢١٦ م )

مخطوطة الشيخ ابن هيكل

إن أهم ما يرشدنا في هذه المخطوطة الى تأريخ مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بالحلة هو وجود تاريخ لعمارة المقام سنة ٦٣٦ هـ فيظهر منها أن المقام كان قبل هذا التاريخ بسنوات عدة ، ولكن وللأسف الشديد لم اعثر أنا على تأريخ قبل هذا التأريخ أي بقي تأريخه غامضاً علينا نحو مئة وأربعين سنة من سنة ٤٩٥ هـ وهي سنة تمصير الحلة الى سنة ٦٣٦ هـ ، ولكن اعتناء العلماء بهذا المقام وزيارتهم إياه وعمارته

__________________

١ ـ ومن العجيب ان كتب السيد الاجل ابن طاووس تـ ٦٦٤ هـ ، المطبوعة التي تربو على العشرين لا يوجد فيها ذكر لهذا المقام ، وهذا لا يعني عدم الاثبات فكثير من كتبه; فقدت منا ، ولقد أحصى الشيخ المحقق ، فارس الحسون لهذا السيد خمسة وخمسين كتاباً عم لسان السيد نفسه وهي الآن ما بين مطبوع ومخطوطو مفقود ، وربما ذكر السيد هذا المقام في كتابه المفقود ( الكرمات ) الذي نوه عنه في كتابه الامان ص ١٢٧ ، فلاحظ.

٣٣

و الدرس فيه يدل على عنايتهم به وأي عناية ، فلابد من أثر وعلى قولهم ( الأثر يدل على المسير ) والآن نأتي على تفصيل ما ذكرناه :

قال المحقق الحجة السيد محمد صادق بحر العلوم ( ١٣١٥ ـ ١٣٩٩ هـ ) في تحقيقه لكتاب ( لؤلؤة البحرين ) للشيخ يوسف البحراني; ص ٢٧٢ ناقلاً عن آية الله العظمي السيد ابي محمد الحسن الصدرفي كتابه النفيس ( تكملة أمل الآمل ) : {رأيت بخط الشيخ الفقيه الفاضل علي بن فضل الله بن هيكل الحلي تلميذ ابي العباس ابن فهد الحلي ما صورته : حوادث سنة ٦٣٦ هـ ،ف يها عمّر الشيخ الفقيه العالم نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نمّا الحلي بيوت الدرس الى جانب المشهد المنسوب الى صاحب الزمان7 بالحلة السيفية ، وأسكنها جماعة من الفقهاء ».

أقول : إن من هذه الاسطر نستخرج عدة فوائد فمنها :

١ ـ وجود عمارة للمقام الشريف قبل سنة ٦٣٦ هـ

٢ ـ وجود مدرسة بجانب المقام قبل سنة ٦٣٦ هـ ( وهي المدرسة التي أتكلم عليها فيما بعد ).

٣ ـ إن ابن نما هذا لم يؤسس المدرسة هذه بل عمّرها من خراب أو صدع وقع فيها.

٤ ـ كان لا يمكن هذه المدرسة إلاّ الفقهاء ( بصريح قول ابن هيكل ).

و الآن نأتي على ذكر مصدر المخطوطة :

أقول : كتاب ( تكملة أمل الآمل في علماء جبل عامل ) للعلامة الشريف شيخ المحدثين آية الله في العالمين أبي محمد السيد حسن بن الهادي بن

٣٤

محمد علي من آل صدر الدين الموسوي العاملي ( ١٢٧٢ ـ ١٣٥٤ هـ ) صاحب التصانيف المنيفة على التسعين والتي لم يطبع منها الاّ نحو عشرين وفيها أسمى الفوائد وأجود العوائد ،(١) ويا خبذا لو يلتفت اليها ، طبع الجزء الاول من هذا الكتاب وهو ما يخص علماء جبل عامل في سنة ١٤٠٦ هـ في قم المقدسة باشراف مكتبة السيد المرعشي; وبتحقيق السيد أحمد الحسيني ( دامت بركاته ) وبقي منه جزءان في غير علماء جبل عامل لم يطبعا ، والأن ابن نما من غير علماء جبل عامل فمن المؤكد أن هذه العبارة موجودة في الاجزاء الباقية لهذا الكتاب.

و أما ابن هيكل : فهو الشيخ الجليل علي بن فضل الله بن هيكل الحلي تلميذ الشيخ أبي العباس أحمد بن فهد الحلي الذي توفي سنة ٨٤١ هـ له کتاب الادعية والاوراد والختوم.

أقول : انني من خلال كتاب ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ) استقصيت كتب ابن هيكل; والموجودة في مكبتة السيد حسن الصدر; في الكاظمية ، حتى يتسني لي معرفة مصدر قوله الذي نقله عنه ( أي قول ابن هيكل ) فظهر لي ان لأبن هيكل في هذه المكتبة عدة مخطوطات وجميعها بخط يده ، فبعضها له ( أي من تآليفه ) وبعضها لأستاذه ( أي ابن فهد ) وبعضها لعلماء الامامية ، وخدمة للتاريخ والمذهب فانا ذاكرها لعل الله يختار من يحيي تلك الآثار القيمة التي لم تر النور الى الان فالتي له وبخط يده :

__________________

١ ـ من أراد التفصيل عن ترجمته وكتبه ومكتبته فعليه بكتاب ( المسلسلات في الاجازات ) لجامعه الحجة السيد محمود المرعشي ج ٢/ ص ١٠٠ ـ ١٠٦.

٣٥

١ ـ كتاب الادعية والاوراد ـ راجع الذريعة ج ١ ص ٣٩٣.

٢ ـ مقالة في فضل صلاة الجماعة ـ راجع الذريعة ج ٢١ ص ٤٠٣ والتي لأستاذه الشيخ أحمد بن فهد الحلي; وبخط يده هي :

١ ـ المسائل الشامية في فقه الامامية ( الاولى ) راجع الذريعة ج ٥ ص ٢٢٣

٢ ـ المسائل الشامية في فقه الامامية ( الثانية ) راجع الذريعة ج ٥ ص ٢٢٤.

٣ ـ التواريخ الشرعية عن الائمة المهدية ـ راجع الذريعة ج ٤ ص ٤٧٥.

٤ ـ الخلل في الصلاة ـ راجع الذريعة ج ٧ ص ٢٤٧.

٥ ـ رسالة في كثير الشك ـ راجع الذريعة ج ١٧ ص ٢٨٢.

٦ ـ الادعية والختوم.

٧ ـ رسالة في فضل صلاة الجماعة.

و التي لغيره من العلماء4 وبخط يده :

١ ـ ( مسار الشيعة ) للشيخ المفيد; .

٢ ـ ( واجبات الصلاة الثمانية ) لفخر المحققين; .

٣ ـ الآداب الدينية للخزانة المعينية ) لأمين الاسلام ابي علي الطبرسي تـ ٥٤٨.(١)

أقول : وأما الشيخ محمد بن نما المذكور ، فهو الشيخ نجيب الدين أبو ابراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء الرئيس العفيف هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي الحلي الشهير بابن نما ، هو من

____________

١ ـ أنظر : الذريعة في اجزائها.

٣٦

مشايخ سديد الدين يوسف بن المطهر والمحقق الحلي ويروي عنه أيضا رضي الدين علي وابو الفضائل احمد ابنا موسى بن طاووس ، والشيخ نجيب الدين يحيى ( جامع الشرائع ) وولداه جعفر وأحمد ، ويروي عنه شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني باجازات آخرها جمادى الأولى سنة ٦٣٧ هـ ويروي هو عن والده جعفر بن علي في شوال سنة ٥٥٦ هـ الصحيفة السجادية فظهر ان بين سماع المترجم له للصحيفة سنة ٥٥٦ هـ وبين إجازته للقسيني ٦٣٧ هـ إحدى وثمانين سنة وهذا يستلزم عمراً طويلاً.(١)

المخطوطة الثانية : ( سنة ٦٧٧ هـ / ١٢٥٦ م )

نهج البلاغه

إن أهم ما يرشدنا الى باريخ المقام في هذه المخطوطة انها كتبت في داخل مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف سنة ٦٧٧ هـ كما صريح به جمع من العلماء ، وسوف نأتي على ذكر كلامهم ، ولتسليط الضوء على هذه النسخة ، نأتي على ذكر أصل الكتاب وجامعه وأحوال الناسخ ومواصفاب تلك النسخة ومكانها ، وهذا المطلب يتطلب ذكر عدة أمور فلنأت على ذكرها.

في أصل الكتاب وجامعه :

نهج البلاغة : كتاب عربي ، اشتهر في مملكة الادب الاُممي ، اشتهار الشمس في الظهيرة ، وهو صدف لآلئ من الحكم النفيسة ، ضم بين دفتيه ٢٤٢ خطبة وكلاماً و ٧٨ كتاباً ورسالة و ٤٩٨ كلمة من يواقيت

__________________

١ ـ انظر : الانوار الساطعة ص ١٥٤.

٣٧

الحكمة وجوامع الكلم لأمير المؤمنين7 ، ويعدّ الكتاب الوحيد الذي جُمع بأسلوب فريد روايات منتقاة من بليغ آثاره وبديع كلامه7 والذي وُصف بأنه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ، والذي حظي عبر القرون ، استنساخاً وشرحاً وتعليقاً من قبل أعلام البلاغة والأدب ، وحملة العلم والحديث جيلاً بعد جيل وتم شرحه شروح عديدة ، تربو على الستعين ، وألفت عنه مؤلفات كثيرة.

الجمامع لنهج البلاغة : السيد محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم ابن الامام موسى بن جعفر8 المشهور بالشريف الرضي; (٣٥٩ ـ ٤٠٦ هـ) الذي جمعه خلال ١٧ عاماً تقريبا.(١)

أحوال الناسخ : السيد نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري الآبدار آبادي ،(٢) من تلاميذ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الحلي تـ ٦٩٠ هـ كتب له اجازة على نسخة ( نهج البلاغة ) في ٦٧٧ هـ وصفه فيها : بالسيد الاجل الاوحد الفقيه العالم الفاضل المرتضى نجم الدين ابو عبد الله الحسين(٣) كما كتب نسخة من كتاب ( النهاية ) للشيخ الطوسي; واتمها في يوم الثلاثاء ١٥ شهر ربيع الاول سنة ٦٨١ هـ ، وقرأ الكتاب على العلامة الحلي فأجازه باجازتين في شهر ربيع الآخر وجمادى الآخرة من سنة ٦٨١ هـ

__________________

١ ـ انظر : مجلة تراثنا عدد ٦٥ ، كذلك طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ).

٢ ـ ضبطه الشيخ آغا بزرك في الانوار الساطعة ص ٢ ( آبدار اوادي ) وضبطه السيد أحمد الحسيني في تراجم الرجال ص ١٦٢ ( الأندراوذي ).

٣ ـ أنظر : الانوارالساطعة ص ٤٦.

٣٨

و قال في الاجازة الاولى ، قرأ علًي الشيخ العالم الفقيه الفاضل الكبير الزاهد المحقق العلامة نجم الملة والدين عز الاسلام والمسلمين قراءة مهذية تدل على فضله وتنبيء عن علمه.(١)

تاريخ النسخ : يوم السبت من أواخر شهر صفر سنة ٦٧٧ هـ

مكان النسخ : مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة السيفية.

مواصفات النسخة : النسخة مقروءة أكثر من مرة على غير واحد من أعلامنا وعليها إنهاءاتهم وإجازاتهم ورواياتهم للكتاب بأسانيدهم عن مؤلفه الشريف الرضي; .

ثم بعد ذلك هي مقابلة ومصححة بخطوط العلماء :

ففي نهاية المخطوط :

« تم الکتاب بعون الله وحسن توفيقه.يوم السبت من [ أ ] واخر صفر سنة سبع وسبعين وستمائة فرغ من نقله الحسين بن اردشير الطبري الاندراوذي بالحلة السيفية في مقام صاحب الزمان7 » ، والتاريخ يصلح ان يقرأ سبع وسبعين كما قرأه صاحب رياض العلماء ، حيث رأى هذه النسخة في أصفهان وترجم لكاتبها في رياض العلماء ٢/٣٦ ، كما قرأها الاستاذ دانش بزوه وتحدث عنها في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران ٠٤٢١.

ورآها شيخنا صاحب الذريعة; في مكتبة العلامة الاديب الشيخ محمد السماوي; وترجم لكاتبها في اعلام القرن السابع من طبقات اعلام ( سبع وستين ) ، النسخة وهذه المخطوطة قرأها كاتبها على

____________

١ ـ تراجم الرجال ج ١ / ص ١٦٧.

٣٩

الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي ( ٦٠١ ـ ٦٨٩ هـ ) ، فكتب له الانهاء في آخرها :

« أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة وشرحاً لمشكله وغريبه نفعه الله وإيانا به وبمحمد وآله ، وكتب يحيى بن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي بالحلة حماها الله في صفر سنة سبع وستين ( وسبعين ) وستمائة ».

وكتب له أيضاً بأول النسخة اجازة برواية الكتاب عن مؤلفه الشريف الرضي; ونصها : « قرأ عليّ السيد الأجل الاوحد ، الفقيه العالم الفاضل ، المرتضى نجم الدين ابو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري ـ أصلح الله أعماله وبلغه آماله بمحمد وآله ـ كل هذا الكتاب من أوله الى آخره ، فكمل له الكتاب كلّه ، وشرحت له في أثناء قراءته وبحثه مشكله ، وأبرزت له كثيراً من معانيه ، وأذنت له في روايته عني ، عن السيد الفقيه العالم المقريء المتكلم محي الدين ابي حالمد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلي رضي الله عنه ، عن الشيخ الفقيه رشيد الدين ابي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، عن السيد ابي الصمصام ذي الفقار بن [ محمد بن ](١) معد الحسني المروزي ، عن ابي عبد الله محمد بن علي الحلواني ، عن السيد الرضي ابي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي.

__________________

١ ـ زيادة عما في رياض العلماء وفيه معد الحسيني وليس الحسني والذي عليه الكثير أنه ذوالفقار بن معيد وذكر صاحب كتاب ( عمدة الطالب ) في أولاد موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن7 وهو المعروف لكن الشيخ منتجب الدين رفع نسبه في الفهرست الى إسماعيل ابن ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم7 ونقل كلامه المعلّق على ( العمدة ) في عقب اسماعيل.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249