هذا ، و رفع « قريب » لكونه خبرا لقوله : ( ما يطرح الحجاب ) بمعنى طرحه و يجوز نصب قريب بالمصدريّة بأن يكون الأصل ( و يطرح الحجاب قريبا ما ) .
« و لقد بصّرتم إن أبصرتم » و المراد : أنّه و ان كان ما توعدون به محجوبا عنهم بالعين إلاّ أنّهم قد انذروا به ، بما يرفع العذر و الإبصار قد يجيء بمعنى البصيرة كما في قوله تعالى : فلما جاءتهم آيتنا مبصرة
و قد يجيىء بمعنى الرّؤية بالبصر كما في هذا المورد .
« و اسمعتم إن سمعتم و هديتم إن اهتديتم » و أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و احذروا فإن تولّيتم فاعلموا أنّما على رسولنا البلاغ المبين
.
و في الأثر أنّ شابّا من الأنصار كان يأتي ابن عباس ، فيكرمه فقيل له :
إنّه شابّ سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي ، فقال : إذا كان ذلك فأعلموني ،
فخرج الشابّ في بعض الليالي يتخلّل القبور ، فأعلم ابن عباس ، فخرج لينظر ما يكون من أمره و وقف ناحية حيث لا يراه الشابّ ، فدخل قبرا قد حفر ، ثمّ اضطجع في لحده و نادى بأعلى صوته : يا ويلي إذا دخلت لحدي وحدي ،
و نطقت الأرض من تحتي و قالت : لا مرحبا بك و لا أهلا كنت أبغضتك و أنت على ظهري ، فكيف و قد صرت في بطني ، ويحي إذا نظرت الى الأنبياء وقوفا ،
و الملائكة صفوفا فمن عدلك غدا من يخلّصني ، و من المظلومين من يستنقذني ، و من عذاب النّار من يجيرني ؟ عصيت من ليس بأهل أن يعصى ،
عاهدت ربّي مرّة بعد اخرى ، فلم يجد عندي صدقا و لا وفاء ، قال : و جعل يردّد هذا الكلام و يبكي ، ثمّ خرج ، فلمّا خرج إلتزمه ابن عبّاس ، و عانقه ، ثم قال له : نعم