محمود ، قال قلت للرضا عليه السلام : الامام يعلم متى يموت ؟ قال : نعم قلت : أبوك حيثما بعث إليه يحيى بن خالد برطب و ريحان مسمومين علم به ؟ قال : نعم .
قلت : فأكله و هو يعلم فيكون معينا على نفسه فقال : يعلم قبل ذلك ليتقدّم في ما يحتاج إليه ، فاذا جاء الوقت ألقى اللّه على قلبه النسيان ليقضي فيه الحكم .
و رواه في خبر آخر و فيه : أنساه لينفذ فيه الحكم .
و روى الكشي
في عبد اللّه بن طاووس عنه عن الرضا عليه السلام في خبر ،
قال : قلت له : إنّ يحيى بن خالد سمّ أباك قال : نعم ، سمّه في ثلاثين رطبة قلت :
فما كان يعلم أنّها مسمومة ؟ قال : غاب عنه المحدّث قلت : و من المحدّث ؟ قال :
ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع النبيّ و هو مع الأئمة ، و ليس كلّما طلب وجد .
و قال المفيد في ( المسائل العكبرية ) : القول بأن أمير المؤمنين عليه السلام يعلم قاتله و الوقت الذي كان يقتل فيه ، فقد جاء الخبر متظاهرا أنّه كان يعلم في الجملة أنّه مقتول ، و جاء أيضا بأنّه يعلم قاتله على التفصيل ، فأمّا علمه بوقت قتله فلم يأت أثر على التحصيل ، و لو جاء به أثر لم يلزم فيه ما يظنّه المعترضون ، إذ كان لا يمتنع أن يتعبّده اللّه تعالى بالصبر على الشهادة و الاستسلام للقتل ، ليبلغه بذلك علوّ الدرجات ما لا يبلغه إلاّ به ، بأنّه يطيعه في ذلك طاعة لو كلّفها سواه لم يردها ، و لا يكون عليه السلام بذلك ملقيا بيده إلى التهلكة ،
و لا معينا على نفسه معونة تستقبح في العقول .
و قال الجزري في ( اسده )
بعد ذكر رواية أنّه عليه السلام كان ليلة عند الحسن عليه السلام و ليلة عند الحسين و ليلة عند عبد اللّه بن جعفر لإفطاره ، و لا يزيد