بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة6%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 608

  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 50133 / تحميل: 7684
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : لقد علموا١ .

« فاحذروا الدّنيا فانّها غدّارة غرّارة » هكذا في ( المصرية )٢ و ليست « غدّارة » في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم )٣ و الظاهر أنّها كانت في نسخة بدلا عن ( غرّارة ) فجمعت ( المصريّة ) بينهما .

« خدوع » لأهلها .

في ( الأغاني ) : عن علويه قال : كنت مع المأمون لمّا خرج إلى الشام ،

فدخلنا دمشق فطفنا فيها ، و جعل يطوف على قصور بني اميّة و يتّبّع آثارهم ،

فدخل صحنا من صحونهم ، فإذا هو مفروش بالرّخام الأخضر كلّه و فيه بركة ماء يدخلها و يخرج منها من عين تصبّ إليها ، و في البركة سمك ، و بين يديها بستان على أربع زواياه أربع سروات كأنّها قصّت بمقراض من أحسن ما رأيته من السّروات قدّا و قدرا ، فاستحسن ذلك ، و عزم على الصّبوح ، و قال :

هاتوا لي الساعة طعاما خفيفا ، فأتي به بين ماء و ورد فأكل ، و دعا بشراب ،

و أقبل عليّ و قال : غنّني و نشّطني ، فكأن اللّه تعالى أنساني الغناء كلّه إلا هذا الصّوت :

لو كان حولي بنو اميّة لم

تنطق رجال أراهم نطقوا

فنظر إليّ مغضبا و قال : عليك و على بني اميّة لعنة اللّه ألم يكن لك وقت تذكر فيه بني اميّة إلاّ هذا الوقت ؟ اعدل عن هذا قال : فأنساني اللّه كلّ شي‏ء أحسنه إلاّ هذا الصوت :

الحين ساق إلى دمشق و لم أكن

أرضى دمشق لأهلنا بلدا

ــــــــــــ

 ( ١ ) الطبري ٢ : ١٥٥ .

 ( ٢ ) الطبعة المصرية : ٥٠١ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ٦ ، و شرح ابن ميثم كالمصرية ٤ : ١٠١ .

٢٨١

فرماني بالقدح فأخطأني فانكسر ، و قال : قم عنّي إلى لعنة اللّه و قام فركب فكانت و اللّه تلك الحال آخر عهدي به حتّى مرض و مات١ .

و في ( وزراء الجهشياري ) : قال الربيع للمنصور : كنت عند أبي أيوب فطلب منه عبد اللّه بن مروان بن محمد حاجة ، فقضاها ، فقام عبد اللّه فقبّل رأسه ،

و كان المنصور متّكئا فاستوى جالسا و خرّ ساجدا فأطال ثم قال للربيع :

أتدري أي نعمة جدّد اللّه عندي في هذا الوقت ؟ قال : لا ، فكشف عن ساقه فاذا فيها أثر بيّن ، ثمّ قال : انّي كنت بدمشق في أيّام مروان ، إذ رأيت للناس حركة فقلت : ما هذا ؟ قالوا : ابن الخليفة يركب و ما ركب قبل ذلك و قد أمر الجند بالزّينة و انجفل الناس للنّظر ، فخرجت في من خرج فازدحم الناس على بعض الطرق و كانت دابّتي صعبة ، فسقطت عنها و انكسر ساقي و مكثت دهرا عليلا و ها هو اليوم يقبّل رأس كاتبي٢ .

« معطية منوع » عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي قال : دخلت على امّي يوم أضحى ، فرأيت عندها امرأة في أثواب دنسة فقالت امّي : أتعرف هذه ؟

قلت : لا قالت : هي امّ جعفر البرمكي ، فقلت لها : حدّثيني ببعض أمركم فقالت :

أذكر لك جملة فيها عبرة لمن اعتبر ، لقد هجم عليّ مثل هذا اليوم و على رأسي أربعمائة و صيفة ، و أنا أزعم أنّ ابني جعفر عاقّ لي ، و قد أتيتكم اليوم في جلدي شاتين شعار و دثار٣ .

و في ( وزراء الجهشياري ) : كان عبد الرحمن بن زياد على خراسان في أيّام يزيد بن عبد الملك ، فاستخلف على عمله و أقبل إلى يزيد و أنكر قدومه

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأغاني ١١ : ٣٥٥ ٣٥٦ .

 ( ٢ ) الكتّاب و الوزراء للجهشياري : ١١٣ .

 ( ٣ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٣٨٣ .

٢٨٢

و سأله عمّا حصل له فاعترف بعشرين ألف ألف درهم ، فسوّغه إيّاها و كان معه من العروض أكثر ، فقال يوما لكاتبه : إنّي لأعجب كيف يأتيني النّوم و هذا المال عندي ، إنّي قدّرت ما عندي لمائة سنة في كلّ يوم ألف درهم ، لا أحتاج منه إلى شراء رقيق و لا كراع و لا عرض من العروض ، فقال له : لا تعجب من نومك و هذا المال عندك ، و لكن اعجب من نومك إذا ذهب ، قال : فذهب كلّه ، أو دع بعضه فذهب ، و جحد بعضه ، و سرق بعضه١ .

« ملبسة نزوع » في ( لطائف الثعالبي ) : عن بعضهم : ما رأيت ميتة أضيع من ميتة الخلفاء قد شددت لحيي المأمون و المعتصم و الواثق بيدي فما تهيّأ لأحد منهم عند تلك الحال وجود خرقة أشدّ بها لحييه ، و انّما كان معوّلي على الدّراريع التي تكون عليّ أخرّق منها ، و لمّا توفي المكتفي عن ألف ألف دينار بقي يومه ، و تشاغل النّاس عنه بأمر أخيه المقتدر ، فاجتاز به صاحب خزانة الكسوة و على وجهه رداء قصب ، فأخذه و قال : هذا في ما أحصى عليّ و أخاف أن يذهب فأطالب به ، فاجتاز به بعض خدمه فلّما رآه مكشوفا بكى ، فأخذ منديلا كان على رأسه فنشره عليه ، و لمّا نقل إلى دار التغسيل و التكفين لم توجد مجمرة يبخّر فيها قطع ندّ أحضرها من تولّى أمره من منزله ، فأمر الجواري حتّى أخذن غضارة من غضاير الخزف الأحمر ، فبخّر الموضع بها .

و قد كان في ما خلّف الوف من مجامر الذّهب٢ .

و في ( المروج ) : لمّا احتزّ عامر بن إسماعيل رأس مروان بن محمد آخر الأموية ببوصير و احتوى على عسكره ، دخل الكنيسة التي كان فيها مروان فقعد على فراشه و أكل من طعامه ، فخرجت إليه ابنة مروان ، فقالت : يا عامر إنّ

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكتّاب و الوزراء للجهشياري : ٢٩ .

 ( ٢ ) لطائف المعارف للثعالبي : ١٤٦ .

٢٨٣

دهرا أنزل مروان عن فرشه حتى أقعدك عليها حتّى أكلت من طعامه و احتويت على أمره و حكمت في مملكته ، لقادر على أن يغيّر ما بك و بلغ السّفاح فعله و كلامها ، فاغتاظ من ذلك١ .

و للبهائي بالفارسية :

عهد جوانى گذشت در غم بود و نبود

نوبت پيرى رسيد صد غم ديگر فزود

كاركنان فلك بر سر دستان شدند

آنچه بدادند دير باز گرفتند زود٢

« لا يدوم رخاؤها » أي : لينتها .

« و لا ينقضي عناؤها » أي : تعبها .

« و لا يركد بلاؤها » أي : لا يزول و في ( وزراء الجهشياري ) : جاء رجل من أهل الأهواز إلى أبي أيّوب و هو وزير فقال له : إنّ ضيعتي بالأهواز ، و قد حمل عليّ فيها العمّال ، فإن رأى الوزير أن يعيرني اسمه أجعله عليها و أحمل إليه في كلّ سنة مائة ألف درهم ، فقال : قد وهبت لك اسمي فافعل ما بدا لك ، فحال الحول فأحضر الرّجل المال و دخل على أبي أيوب و هو لا يعرفه ، فجلس حتى خفّ الناس ثمّ دنا منه و قصّ عليه قصّته و أعلمه أنّه قد انتفع باسمه و أنّه قد حمل المال ، فأمر بإحضاره ، فادخل و وضع بين يديه ، و نهض الرجل شاكرا داعيا و اندفع أبو أيوب يبكي فقال له أهله و من حضر ما رأينا موضع سرور و فرح عقّب ببكاء و حزن غير هذا ، فقال لهم : و يحكم إنّ شخصا بلغ هذا من

ــــــــــــ

 ( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٥٦ .

 ( ٢ ) البهائي في ديوان أشعاره : ٦٨ .

٢٨٤

إقباله كيف يكون إدباره فما بعد بين الوقت و بين نكبته١ .

١٠

الخطبة ( ٢٣٢ ) و من خطبة له عليه السلام :

فَاعْمَلُوا وَ أَنْتُمْ فِي نَفَسِ اَلْبَقَاءِ وَ اَلصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ وَ اَلتَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ وَ اَلْمُدْبِرُ يُدْعَى وَ اَلْمُسِي‏ءُ يُرْجَى قَبْلَ أَنْ يَخْمُدَ اَلْعَمَلُ وَ يَنْقَطِعَ اَلْمَهَلُ وَ يَنْقَضِيَ اَلْأَجَلُ وَ يُسَدَّ بَابُ اَلتَّوْبَةِ وَ تَصْعَدَ اَلْمَلاَئِكَةُ فَأَخَذَ اِمْرُؤٌ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَ أَخَذَ مِنْ حَيٍّ لِمَيِّتٍ وَ مِنْ فَانٍ لِبَاقٍ وَ مِنْ ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ اِمْرُؤٌ خَافَ اَللَّهَ وَ هُوَ مُعَمَّرٌ إِلَى أَجَلِهِ وَ مَنْظُورٌ إِلَى عَمَلِهِ اِمْرُؤٌ لَجَّمَ نَفْسَهُ بِلِجَامِهَا وَ زَمَّهَا بِزِمَامِهَا فَأَمْسَكَهَا بِلِجَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اَللَّهِ وَ قَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ « فاعلموا » هكذا و هو محرّف ( فاعملوا ) كما هو واضح و يشهد أيضا ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم )٢ له .

« و أنتم في نفس البقاء » أي : سعته .

« و الصحف منشورة » للصحف نشرتان ، نشرة في الدّنيا يكتب الكرام الكاتبون فيها أعمال العباد ، حسناتهم و سيّئاتهم و تطوى بالموت لأنّه لا عمل بعده ، و هي المرادة في كلامه عليه السلام و نشرة في الآخرة لمشاهدة الإنسان أعماله في الدّنيا و هي المرادة في قوله تعالى : و إذا الصّحف نشرت٣ .

« و التوبة مبسوطة » إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السوء بجهالة ثم

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكتاب و الوزراء للجهشياري : ٦١٨ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ٣٠٧ ، شرح ابن ميثم ورد فيه لفظ « فأعلموا » ٤ : ٣٢٥ .

 ( ٣ ) التكوير : ١٠ .

٢٨٥

يتوبون من قريب فأولئك يتوب اللّه عليهم .١ ، كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم سوءا بجهالة ثمّ تاب من بعده و أصلح فانّه غفور رحيم٢ ، ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السوء بجهالة ثمّ تابوا من بعد ذلك و أصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفور رحيم٣ .

« و المدبر يدعى و المسي‏ء يرجى » في ( الكافي ) عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ الشمس لتطلع و معها أربعة أملاك : ملك ينادي : يا صاحب الخير أتمّ و أبشر ،

و ملك ينادي : يا صاحب الشّرّ انزع و اقصر ، و ملك ينادي : إعط منفقا خلفا و آت ممسكا تلفا ، و ملك ينضحها بالماء و لو لا ذلك اشتعلت الأرض٤ .

« قبل أن يخمد العمل » هكذا في ( المصرية )٥ و الصواب : ( يجمد ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم )٦ و لأنّ العمل إنّما يشبّه بالماء في جريانه ، فيجمد بالموت لا بالنار في التهابه فيخمد به ، قال تعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحا فيما تركت كلاّ إنّها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون٧ .

« و ينقطع المهل » قال تعالى : و ذرني و المكذّبين أولي النّعمة و مهّلهم قليلا إنّ لدينا أنكالا و جحيما و طعاما ذا غصّة و عذابا أليما٨ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) النساء : ١٧ .

 ( ٢ ) الأنعام : ٥٤ .

 ( ٣ ) النحل : ١١٩ .

 ( ٤ ) الكافي ٤ : ٤٢ ح ١ .

 ( ٥ ) الطبعة المصرية : ٥٠٦ .

 ( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ٣٠٧ ، و شرح ابن ميثم كالمصرية ٤ : ٣٢٦ .

 ( ٧ ) المؤمنون : ٩٩ ١٠٠ .

 ( ٨ ) المزمّل : ١١ ١٣ .

٢٨٦

« و ينقضي الأجل » هكذا في ( المصرية )١ و الصواب : ( و تنقضي المدّة ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية )٢ قال تعالى : . أو لم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر و جاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير٣ ، فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون٤ .

« و يسدّ باب التوبة » و ليست التوبة للّذين يعملون السيئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن .٥ .

« و تصعد الملائكة » لأنّهم لكتابة الأعمال ، و بالموت ينقطع العمل .

« فأخذ امرؤ من نفسه لنفسه » و ما تقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيرا و أعظم أجرا .٦ .

« و أخذ من حيّ لميّت » و في الخبر : ( اغتنم حياتك قبل موتك )٧ .

« و من فان لباق » ما عندكم ينفد و ما عند اللّه باق .٨ .

« و من ذاهب لدائم » إنّما هذه الحياة الدنيا متاع و أنّ الآخرة هي دار القرار٩ .

« امرؤ خاف اللّه » قل إنّي أخاف عن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم من

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصرية : ٥٠٦ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٣٠٧ ، و الخطية : ٢٢٨ كما ذكر ، و ابن ميثم كالمصرية ٤ : ٣٢٦ .

 ( ٣ ) فاطر : ٣٧ .

 ( ٤ ) النحل : ٦١ .

 ( ٥ ) النساء : ١٨ .

 ( ٦ ) المزمّل : ٢٠ .

 ( ٧ ) الأمالي للطوسي ٢ : ١٣٩ .

 ( ٨ ) النحل : ٩٦ .

 ( ٩ ) غافر : ٣٩ .

٢٨٧

يصرف عنه يومئذ فقد رحمه و ذلك الفوز المبين١ .

« و هو معمّر إلى أجله » و ما يعمّر من معمّر و لا ينقص من عمره إلاّ في كتاب .٢ .

« و منظور إلى عمله » لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت .٣ .

« امرؤ لجّم نفسه بلجامها » هكذا في ( المصريتين )٤ و الصواب : ( ألجم ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) و في اللغة لم يذكر غير ( ألجم ) ، و في ( المصباح ) : ألجمت الفرس : جعلت اللّجام في فيه٥ ، و باسم المفعول سمّى الرجل٦ .

« و زمّها بزمامها » في ( الصحاح ) : الزّمام : الخيط الذي يشدّ في البرة أو في الخشاش ثمّ يشدّ في طرفه المقود٧ .

« فأمسكها بلجامها عن معاصي اللّه ، و أمّا من خاف مقام ربّه و نهى النّفس عن الهوى فانّ الجنّة هي المأوى٨ .

و في ( الفقيه ) : من نظر امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمّض بصره ، لم يرتدّ إليه بصره حتى يزوّجه اللّه من الحور العين٩ ، و في خبر آخر : لم يرتد

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأنعام : ١٥ ١٦ .

 ( ٢ ) فاطر : ١١ .

 ( ٣ ) البقرة : ٢٨٦ .

 ( ٤ ) الطبعة المصرية بلفظ « ألجم » : ٥٠٧ .

 ( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٣٠٧ كما ذكر ، و ابن ميثم كالمصرية ٤ : ٣٢٦ .

 ( ٦ ) المصباح المنير للفيتوري : ٢٤١ ( لجم ) .

 ( ٧ ) الصحاح : ( زمم ) .

 ( ٨ ) النازعات : ٤٠ ٤١ .

 ( ٩ ) الفقيه ٣ : ٤٧٣ ح ٤٦٥٦ .

٢٨٨

إليه طرفه حتّى يعقبه اللّه ايمانا يجد طعمه١ .

« و قادها بزمامها إلى طاعة اللّه » تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا و طمعا و ممّا رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون٢ .

١١

الخطبة ( ٣ ) و من كتاب لهّ عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه :

رُوِيَ أَنَّ ؟ شُرَيْحَ بْنَ اَلْحَارِثِ ؟ قَاضِيَ ؟ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ ع ؟ اِشْتَرَى عَلَى عَهْدِهِ دَاراً بِثَمَانِينَ دِينَاراً فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَاسْتَدْعَاهُ وَ قَالَ لَهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ اِبْتَعْتَ دَاراً بِثَمَانِينَ دِينَاراً وَ كَتَبْتَ لَهَا كِتَاباً وَ أَشْهَدْتَ شُهُوداً فَقَالَ لَهُ ؟ شُرَيْحٌ ؟ قَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظَرَ اَلْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا ؟ شُرَيْحُ ؟ أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ مَنْ لاَ يَنْظُرُ فِي كِتَابِكَ وَ لاَ يَسْأَلُكَ عَنْ بَيِّنَتِكَ حَتَّى يُخْرِجَكَ مِنْهَا شَاخِصاً وَ يُسْلِمَكَ إِلَى قَبْرِكَ خَالِصاً فَانْظُرْ يَا ؟ شُرَيْحُ ؟

لاَ تَكُونُ اِبْتَعْتَ هَذِهِ اَلدَّارَ مِنْ غَيْرِ مَالِكَ أَوْ نَقَدْتَ اَلثَّمَنَ مِنْ غَيْرِ حَلاَلِكَ فَإِذَنْ أَنْتَ قَدْ خَسِرْتَ دَارَ اَلدُّنْيَا وَ دَارَ اَلْآخِرَةِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَتَيْتَنِي عِنْدَ شِرَائِكَ مَا اِشْتَرَيْتَ لَكَتَبْتُ لَكَ كِتَاباً عَلَى هَذِهِ اَلنُّسْخَةِ فَلَمْ تَرْغَبْ فِي شِرَاءِ هَذِهِ اَلدَّارِ بِدِرْهَمٍ فَمَا فَوْقُ وَ اَلنُّسْخَةُ هَذِهِ هَذَا مَا اِشْتَرَى عَبْدٌ ذَلِيلٌ مِنْ مَيِّتٍ قَدْ أُزْعِجَ لِلرَّحِيلِ اِشْتَرَى مِنْهُ دَاراً مِنْ دَارِ اَلْغُرُورِ مِنْ جَانِبِ اَلْفَانِينَ وَ خِطَّةِ اَلْهَالِكِينَ

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصدر نفسه ٣ : ٤٧٤ ح ٤٦٥٧ .

 ( ٢ ) السجدة : ١٦ ١٧ .

٢٨٩

وَ تَجْمَعُ هَذِهِ اَلدَّارَ حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ اَلْحَدُّ اَلْأَوَّلُ يَنْتَهِي إِلَى دَوَاعِي اَلْآفَاتِ وَ اَلْحَدُّ اَلثَّانِي يَنْتَهِي إِلَى دَوَاعِي اَلْمُصِيبَاتِ وَ اَلْحَدُّ اَلثَّالِثُ يَنْتَهِي إِلَى اَلْهَوَى اَلْمُرْدِي وَ اَلْحَدُّ اَلرَّابِعُ يَنْتَهِي إِلَى اَلشَّيْطَانِ اَلْمُغْوِي وَ فِيهِ يُشْرَعُ بَابُ هَذِهِ اَلدَّارِ اِشْتَرَى هَذَا اَلْمُغْتَرُّ بِالْأَمَلِ مِنْ هَذَا اَلْمُزْعَجِ بِالْأَجَلِ هَذِهِ اَلدَّارَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عِزِّ اَلْقَنَاعَةِ وَ اَلدُّخُولِ فِي اَلطَّلَبِ اَلذُّلِّ وَ اَلضَّرَاعَةِ فَمَا أَدْرَكَ هَذَا اَلْمُشْتَرِي فِيمَا اِشْتَرَى مِنْهُ مِنْ دَرَكٍ فَعَلَى مُبَلْبِلِ أَجْسَامِ اَلْمُلُوكِ وَ سَالِبِ نُفُوسِ اَلْجَبَابِرَةِ وَ مُزِيلِ مُلْكِ اَلْفَرَاعِنَةِ مِثْلِ ؟ كِسْرَى ؟ وَ ؟ قَيْصَرَ ؟ وَ ؟ تُبَّعٍ ؟ وَ ؟ حِمْيَرَ ؟ وَ مَنْ جَمَعَ اَلْمَالَ عَلَى اَلْمَالِ فَأَكْثَرَ وَ مَنْ بَنَى وَ شَيَّدَ وَ زَخْرَفَ وَ نَجَّدَ وَ اِدَّخَرَ وَ اِعْتَقَدَ وَ نَظَرَ بِزَعْمِهِ لِلْوَلَدِ إِشْخَاصُهُمْ جَمِيعاً إِلَى مَوْقِفِ اَلْعَرْضِ وَ اَلْحِسَابِ وَ مَوْضِعِ اَلثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ إِذَا وَقَعَ اَلْأَمْرُ بِفَصْلِ اَلْقَضَاءِ وَ خَسِرَ هُنالِكَ اَلْمُبْطِلُونَ ٣٣ ٣٦ ٤٠ : ٧٨١ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ اَلْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَسْرِ اَلْهَوَى وَ سَلِمَ مِنْ عَلاَئِقِ اَلدُّنْيَا أقول : رواه الصدوق في ( أماليه ) عن صالح بن عيسى العجلي عن عبد العظيم عن أبيه عن أبان مولى زيد بن علي عن عاصم بن بهدله قال : قال لي شريح القاضي : اشتريت دارا بثمانين دينارا و كتبت كتابا و أشهدت عدولا فبلغ ذلك عليّا عليه السلام فبعث إليّ مولاه قنبرا فأتيته فلمّا أن دخلت عليه قال :

اشتريت دارا ؟ قلت : نعم ، قال : اتق اللّه فانّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك و لا يسأل عن بيّنتك حتى يخرجك من دارك شاخصا و يسلّمك إلى قبرك خالصا فانظر ألاّ تكون اشتريت هذه الدار من غير مالكها أو وزنت مالا من غير حلّه فإذن أنت قد خسرت الدارين جميعا الدنيا و الآخرة : ثم قال : يا شريح فلو كنت عندما اشتريت هذه الدّار أتيتني ، فكتبت لك كتابا على هذه النسخة إذن لم

ــــــــــــ

 ( ١ ) غافر : ٧٨ .

٢٩٠

تشترها بدرهمين ، قلت : و ما كنت تكتب ؟ قال كنت أكتب لك هذا الكتاب :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا ما اشترى عبد ذليل من ميّت ازعج بالرّحيل اشترى منه دارا في دار الغرور من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين و تجمع هذه الدار حدود أربعة فالحدّ الأوّل منها ينتهي إلى دواعي الآفات ،

و الحدّ الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات ، و الحدّ الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات ، و الحدّ الرابع منها ينتهي إلى الهوى المرديّ و الشيطان المغويّ و فيه يشرع باب هذه الدار اشترى هذا المفتون بالأمل من هذا المزعج بالأجل جميع هذه الدّار بالخروج من عزّ القنوع و الدخول في ذلّ الطلب فما أدرك هذا المشتري في ما اشترى منه من درك فعلى مبلبل أجسام الملوك ،

و سالب نفوس الجبابرة مثل كسرى و قيصر و تبّع و حمير ، و من جمع المال إلى المال فأكثر ، و بنى فشيّد ، و زخرف فنجدّ ، و ادّخر بزعمه للولد إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض و الحساب لفصل القضاء و خسر هنالك المبطلون شهد على ذلك العقل إذ اخرج من أسر الهوى و نظر بعين الزوال إلى أهل الدنيا و سمع منادي أهل الزّهد ينادي في عرصاتها ما أبين الحقّ لذي عينين إنّ الرحيل أحد اليومين تزوّدوا من صالح الأعمال ، و قرّبوا الآمال بالآجال فقد دنا الرّحلة بالزّوال١ .

و رواه سبط ابن الجوزي في ( تذكرته ) فقال : حكى الشعبي أنّ شريحا اشترى دارا بثمانين دينارا فبلغ ذلك عليّا عليه السلام فاستدعاه فقال له يا ابن الحارث بلغني أنّك اشتريت دارا بكذا و كذا و أشهدت على نفسك شهودا . .

و فيه : ( و فيه يشرع بابها و تجتمع أسبابها ) و فيه : ( و سيقع الأمر بفصل القضاء و يقتصّ للجمّاء من القرناء ) و فيه : ( شهد على ذلك التّواني ابن الفاقة و الغرور

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأمالي للصدوق : ٢٥٦ ح ١٠ المجلس ٥١ .

٢٩١

ابن الأمل و الحرص ابن الرّغبة و اللهو ابن اللعب و من أخلد إلى محلّ الثوى و مال إلى الدّنيا و رغب عن الأخرى .

قلت : و لو صحّت روايته في قوله : « شهد على ذلك » إلى آخر ما مرّ كان فيه سقط و لابدّ أنّ الأصل كان : ( شهد على ما كتبت يا شريح التّواني ابن الفاقة . )١ و مقتضى الجمع بين الروايتين كون الأصل ( شهد على ما كتبت أنا العقل اذا خرج من أسر الهوى و شهد على ما كتبت أنت التواني ابن الفاقة . ) .

و من الغريب انّ فضيل بن عياض انتحله و أوهم أنّه منشئه ، ففي ( حليّة أبي نعيم ) في عنوان فضيل ذاك : ( قال الفيض بن إسحاق : اشتريت دارا و كتبت كتابا و اشهدت عدولا فبلغ ذلك الفضيل فأرسل إليّ يدعوني فمررت إليه فلمّا رآني قال : يا ابن يزيد بلغني أنّك اشتريت و كتبت كتابا و أشهدت عدولا ، قلت :

قد كان ذلك ، قال : فإنّه يأتيك من لا ينظر في كتابك و لا يسأل عن بيّنتك حتى يخرجك منها شاخصا و يسلّمك إلى قبرك خالصا إلى آخره بعينه٢ .

قول المصنّف : « و من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه » ، قال ابن أبي الحديد : هو شريح بن الحارث الكندي و قيل : انّه حليف لكندة من بني رائش و قال ابن الكلبي : ليس اسم أبيه الحارث و انّما هو شريح بن معاوية بن ثور٣ .

قلت : كلامه خلط و خبط فمن جعله حليف كندة لم يجعله من بني الرّائش فانّهم من كندة ، كما أنّ ابن الكلبي إنّما جعل أباه الحارث و جعل معاوية بن ثور جدّ جدّ جدّه لا أباه و إنّما هو أبو الرائش ، ففي ( استيعاب أبي

ــــــــــــ

 ( ١ ) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : ٨٨ .

 ( ٢ ) حلية الأولياء لأبي نعيم ٨ : ١٠١ .

 ( ٣ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٢٨ .

٢٩٢

عمر ) ، و اعتماد ( ابن أبي الحديد ) من الكتب الصحابيّة عليه ، ( قال ابن الكلبي : هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة )١ .

هذا ، و قال : قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه : إنّ رجلا أتى عليّا عليه السلام و عنده شريح في قضيّة فقال عليه السلام له : ما تقول أنت أيّها العبد الأبظر ،

قال أبو عبيد : ( قال له : العبد ) لأنّه وقع عليه سبي في الجاهليّة ، ( و الأبظر ) لأنّه الذي في شفته العليا طول و نتو في وسطها محاذي الأنف٢ .

قلت : و لابدّ إنّه كان كذلك .

قال : و روى الأعمش عن إبراهيم التيمي قال : قال عليّ عليه السلام لشريح و قد قضى قضيّة نقم عليه أمرها : و اللّه لأنفينّك إلى بانقيا شهرين تقضي بين اليهود ، ثمّ قتل عليّ عليه السلام و مضى عليه دهر فلمّا قام المختار قال الشريح : ما قال لك أمير المؤمنين عليه السلام يوم كذا ؟ قال : قال : كذا ، قال : و اللّه لا تقعد حتّى تخرج إلى بانقيا تقضي بين اليهود فسيّره إليها فقضى بين اليهود شهرين٣ .

قلت : و روى ( حلية أبي نعيم ) عن زيد التيمي قال : وجد عليّ عليه السلام درعا له عند يهودي ، التقطها فعرفها فقال : درعي سقطت عن جمل لي أورق ، فقال اليهودي : درعي و في يدي بيني و بينك قاضي المسلمين ، فأتيا شريحا فلمّا رأى عليّا عليه السلام تحرّف عن مجلسه ، و جلس عليّ عليه السلام فيه ، ثمّ قال عليّ عليه السلام : لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس إلى أن قال : فقال شريح لعليّ عليه السلام : صدقت ، و اللّه إنّها لدرعك ، و لكن لابدّ من شاهدين ، فدعا قنبرا مولاه

ــــــــــــ

 ( ١ ) الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ٢ : ٧٠١ .

 ( ٢ ) غريب الحديث لأبي عبيد ٣ : ٤٨٣ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٤ : ٩٨ .

٢٩٣

و ابنه الحسن عليه السلام فقال شريح : أمّا شهادة مولاك فقد أجزناها ، و امّا شهادة ابنك لك فلا نجيزها فقال عليّ عليه السلام : ثكلتك امّك أما سمعت عمر يقول : قال النبي صلّى اللّه عليه و آله الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، قال : اللّهم نعم ، قال : أفلا تجيز شهادة سيّد شباب أهل الجنّة ؟ و اللّه ، لأوجهنّك إلى بانقيا تقضي بين أهلها أربعين يوما ، ثم قال اليهودي : خذ الدرع ، فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين ، فقضى عليه و رضى ، صدقت و اللّه إنّها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها ، أشهد ألاّ إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله رسوله ،

فوهبها له عليّ عليه السلام و أجازه بتسعمائة ، و قتل معه بصفين١ .

و رواه بإسناد آخر و فيه قال اليهودي : وقع الدّرع منك في توجّهك إلى صفّين و قتل اليهودي معه عليه السلام بالنهروان .

و في ( الفقيه ) عن الباقر عليه السلام : انّ عليا كان في مسجد الكوفة فمرّ به عبد اللّه بن قفل التيمي ، و معه درع طلحة فقال عليّ عليه السلام : هذه درع طلحة أخذت غلولا ، فقال ابن قفل : اجعل بيني و بينك قاضيك الذي ارتضيته للمسلمين ،

فجعل بينه و بينه شريحا ، فقال عليّ عليه السلام : هذه درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال شريح : هات على ما تقول بيّنة فأتاه الحسن عليه السلام ، فشهد أنّها درع طلحة ، فقال : هذا شاهد ، و لا أقضي حتّى يكون معه آخر ، فأتى بقنبر فشهد ،

فقال : هذا مملوك و لا أقضي بشهادته ، فغضب عليّ عليه السلام و قال : خذوا الدّرع ، هذا قضى بجور ثلاث مرّات فتحوّل شريح عن مجلسه ، و قال : لا أقضي حتّى تخبرني من أين فقال عليه السلام : لمّا قلت : إنّها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة قلت : هات بيّنة ، و لقد قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : حيثما وجدت غلول اخذت بغير بيّنة ،

فقلت : رجل لم يسمع الحديث ، ثمّ أتيتك بالحسن فشهد ، فقلت : هذا واحد و لا

ــــــــــــ

 ( ١ ) حلية الأولياء لأبي نعيم ٤ : ١٣٩ .

٢٩٤

أقضي حتّى يكون معه آخر و قد قضى النبي صلّى اللّه عليه و آله بشاهد و يمين فهاتان اثنتان ، ثمّ أتيتك بقنبر فشهد ، فقلت : هذا مملوك ، و لا بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلا ، فهذه الثالثة يا شريح إنّ إمام المسلمين يؤتمن في امورهم على ما هو أعظم من هذا١ .

و في ( الطبري ) عن أبي مخنف : إنّ الناس قالوا للمختار اجعل شريحا قاضيا ، فسمع الشيعة يقولون : إنّه عثماني و انّه ممّن شهد على حجر و انّه لم يبلغ عن هاني ما أرسله به ، و أنّ عليّا عزله عن القضاء٢ .

و في ( أذكياء ابن الجوزي ) : سئل الشعبي عن مثل : ( شريح أدهى من الثعلب ) فقال : خرج شريح أيّام الطاعون إلى النجف ، و كان إذا قام يصلّي يجى‏ء ثعلب فيقف تجاهه يحاكيه فيشغله عن صلاته فلمّا طال ذلك عليه نزّع قميصه فجعله على قصبة و أخرج كميّه و جعل قلنسوته و عمامته عليه ، فأقبل الثعلب فوقف على عادته فأتى شريح من خلفه ، فأخذه بغتة٣ .

« روي أن شريح بن الحارث » إنّ ( الاستيعاب ) و ان نقل في اسم أبيه أقوالا إلاّ أنّ الصحيح كونه حارثا كما ذكر المصنّف٤ فلم يذكر ابن قتيبة غيره ، و قد عرفت من رواية سبط ابن الجوزي للعنوان أنّه عليه السلام قال له : ( يا ابن الحارث ) .

« قاضي أمير المؤمنين عليه السلام » ، في ( معارف ابن قتيبة ) : أوّل قاض قضى بالكوفة ، أبو قرّة الكندي اختطّ الناس بها و هو قاضيهم ، ثمّ استقضى عمر بعده شريحا فقضى خمسا و سبعين سنة ، لم يتعطّل فيها إلاّ ثلاث سنين في

ــــــــــــ

 ( ١ ) الفقيه ٣ : ١٠٩ ح ٣٤٢٨ .

 ( ٢ ) تاريخ الطبري ٤ : ١٥٥ .

 ( ٣ ) الأذكياء لابن الجوزي : ٦٣ .

 ( ٤ ) الاستيعاب لابن عبد البر ٢ : ٧٠١ .

٢٩٥

فتنة ابن الزبير ، فاستعفى الحجّاج فلم يقض حتّى مات سنة تسع و سبعين و يقال ثمانين و هو ابن مائة و عشرين سنة١ .

و في ( الفقيه ) في باب اتقاء الحكومة : و قال أمير المؤمنين عليه السلام لشريح :

قد جلست مجلسا ما جلسه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ أو شقيّ٢ .

و قال ابن أبي الحديد : أقرّ عليّ عليه السلام شريحا على القضاء مع مخالفته له في مسائل كثيرة من الفقه مذكورة في كتب الفقهاء و استأذنه شريح و غيره من قضاة عثمان في القضاء أوّل ما وقعت الفرقة ، فقال : اقضوا كما كنتم تقضون حتّى تكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي٣ .

قلت : مراده عليه السلام بأصحابه شيعته الذين ماتوا في التقية كسلمان ، و أبي ذرّ ، و المقداد ، و لم يقدر عليه السلام على تغيير شريح . لجعل عمر له قاضيا ، كما لم يقدر على تغيير بدعهم ، و كان عليه السلام يقول : لو استوت قدماي لغيّرت أشياء .

« اشترى على عهده » أي : عهده خلافته .

« دارا بثمانين دينارا فبلغه ذلك فاستدعاه » قد عرفت من رواية ( الأمالي ) أنّه عليه السلام استدعاه بواسطة قنبر مولاه .

« و قال له : بلغني انّك ابتعت » أي : اشتريت .

« دارا بثمانين دينارا و كتبت كتابا و اشهدت شهودا » قد عرفت أنّ في رواية ( الأمالي ) : و أشهدت عدولا و وزنت مالا .

« فقال شريح قد كان ذلك يا أمير المؤمنين » و في رواية ( الأمالي ) : قال :

قلت : نعم .

ــــــــــــ

 ( ١ ) المعارف لابن قتيبة : ٥٥٨ .

 ( ٢ ) الفقيه ٣ : ٥ ح ٣٢٢٣ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٤ : ٢٩ .

٢٩٦

« قال فنظر إليه نظر مغضب » و في ( ابن أبي الحديد ) : « المغضب »١ .

« ثمّ قال له : يا شريح أما إنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك و لا يسألك عن بيّنتك » أي : ملك الموت و تركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم .٢ ، و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنّهم كانوا في شكّ مريب .٣ .

« حتّى يخرجك منها شاخصا » في ( الصحاح ) : شخص بالفتح ارتفع ،

و ذهب٤ .

« و يسلّمك إلى قبرك خالصا » في ( تاريخ ابن الأثير ) : قتل أمير الجيوش أفضل بن بدر صاحب الأمر و الحكم بمصر سنة ( ٥١٥ ) و كان ركب إلى خزانة السلاح ليفرّقه على الأجناد على جاري العادة في الأعياد ، فسار معه عالم كثير من الرّجّالة و الخيّالة ، فتأذّى بالغبار فأمر بالبعد عنه و سار منفردا معه رجلان ، فصادفه رجلان بسوق الصّياقلة ، فضرباه بالسّكاكين فجرحاه ،

و جاءه ثالث من ورائه فضربه بسكين في خاصرته ، فسقط عن دابته و رجع أصحابه فقتلوا الثلاثة إلى أن قال فتوفّي و نقل الخليفة من أمواله ما لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى و بقي الخليفة في داره أربعين يوما ، و الكتّاب بين يديه و الدواب تحمل و تنقل ليلا و نهارا ، و وجد له من الأعلاق النفيسة و الأشياء الغريبة القليلة الوجود ما لا يوجود مثله لغيره و اعتقل أولاده٥ .

و عن صاحب ( الدول المتقطّعة ) : خلّف أمير الجيوش ستمائة ألف ألف

ــــــــــــ

 ( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٤ : ٣٢ .

 ( ٢ ) الأنعام : ٩٤ .

 ( ٣ ) سبأ : ٥٤ .

 ( ٤ ) الصحاح : ( شخص ) .

 ( ٥ ) الكامل لابن الأثير ١٠ : ٥٨٩ ٥٩٠ .

٢٩٧

دينار و ثلاثين راحلة من حقاق ذهب عراقي و صندوقين كبيرين فيهما ابر ذهب و دواة ذهب فيها جوهر قيمته اثنا عشر ألف دينار و مائة مسمار ذهب على كلّ مسمار منديل مشدود مذهّب و خمسمائة صندوق كسوة من رقّ تنّيس و دمياط ، و من الرّقيق و الخيل ، و المراكب و الطيب ، و التجمّل و الحليّ ما لا يعلم قدره إلاّ اللّه و من البقر و الجواميس و الغنم ما ضمان ألبانها ثلاثون ألف دينار١ .

« فانظر يا شريح لا تكون ابتعت هذه الدّار من غير مالك » الظاهر أنّ « مالك » اسم فاعل ( ملك ) لا مركّب من ( مال ) مضاف إلى كاف المخاطب و ان كان المترائي من قوله بعد « حلالك » ذلك لأنّ ( الأمالي ) نقله كما عرفت « من غير مالكها » فيتوافقان ، و لأنّه لولاه لكان بمعنى قوله بعد .

« أو نقدت الثمن من غير حلالك » مع أنّ ( أو ) يمنع من كونه تأكيدا .

« فإذن أنت قد خسرت دار الدنيا و دار الآخرة » خسر دار الدنيا بتركها وراءه ، و دار الآخرة بمؤاخذته في تحصيل دار دنياه من غير الحقّ .

و في الخبر : من أخذ أرضا بغير حقّ كلّف في القيامة أن يحمل ترابها ،

و من خان جاره شبرا جعله اللّه طوقا في عنقه من تخوم الأرض السابعة٢ .

في ( أدباء الحموي ) : مرّ خالد بن صفوان بأبي نخيلة الشاعر و قد بنى دارا فقال له أبو نخيلة : كيف ترى داري ؟ قال : رأيتك سألت فيها إلحافا ، و أنفقت ما جمعت لها إسرافا جعلت إحدى يديك سطحا و ملأت الاخرى سلحا فقلت :

من وضع في سطحي و إلاّ ملأته سلحي٣ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الدول المتقطعة ، كتاب مخطوط .

 ( ٢ ) التهذيب ٦ : ٢٩٤ ح ٢٦ .

 ( ٣ ) معجم الادباء للحموي ١١ : ٢٧ ترجمة ( خالد بن صفوان ) .

٢٩٨

« أما إنّك لو أتيتني عند شرائك ما اشتريت لكتبت لك كتابا على هذه النسخة فلم ترغب في شراء هذه الدار بدرهم فما فوق » هكذا في ( المصرية )١ و الصواب :

( فما فوقه ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية )٢ .

« و النسخة هذه » كلمة هذه ليست في ( ابن ميثم و الخطية ) و انما هي في ( ابن أبي الحديد )٣ و الظاهر زيادتها .

« هذا ما اشترى عبد ذليل من عبد قد أزعج بالرّحيل » لما كانوا يكتبون في كتب البيع المتبايعين بالاسم و الوصف ذكر عليه السلام البايع بوصف الإزعاج بالرّحلة من الدّنيا ، حيث باع داره ، و الإزعاج : الإقلاق ، و وصف المشتري بالذّلّة ،

فلا بدّ أن تحملها حتى تمكّن من اشترائها .

« اشترى منه دارا من دار الغرور » أي : من دور الدّنيا الغرّارة . و ما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور٤ و هو كذكر البلدة في قبالة البيع .

« من جانب الفانين و خطّة الهالكين » هو كذكر المحلّة في القبالة و ( الخطّة ) بالكسر أرض تخطّها لتبنيها دارا ، و لنعم ما قيل بالفارسيّة : عاقبت منزل ما وادى خاموشانست .

« و تجمع هذه الدّار حدود أربعة » ذكر عليه السلام حدودا معنويّة في قبال رسم كتب البيع حدودا ظاهرية ، كما أنّ الكاظم عليه السلام لما قال له الرشيد : حدّ لي فدك حتّى أردّها إليك ، و قال عليه السلام له : إن حددتها لم تردّها ، فقال : بلى أردّها حدّ الحدود لأصلها ، و هي المملكة الإسلامية و خلافتها التي جعلها اللّه تعالى حقّهم عليهم السّلام ، فقال : حدّها الأول : عدن ، و الثاني : سمرقند ، و الثالث : إفريقية ،

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصرية المصححة : ٥١٩ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٤ : ٣٠ ، و الخطية ٢٣٠ « كما ذكر » ، أما ابن ميثم فكالمصرية ٤ : ٣٤٢ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٤ : ٣٠ .

 ( ٤ ) آل عمران : ١٨٥ .

٢٩٩

و الرابع : سيف البحر ، فاربدّ وجه الرشيد ، فقال عليه السلام : أعلمتك إن حددتها لم تردّها١ .

« الحدّ الأول ينتهي إلى دواعي الآفات » الأصل في الآفة ( إيف ) قال الجوهري : ( إيف الزّرع ) أي : أصابته الآفة٢ و الثاني ، هكذا في ( المصرية ) و الصواب :٣ ( و الحدّ الثاني ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) و لأنّ٤ بعده ( و الحدّ الثالث ) ( و الحدّ الرابع ) في ( عيون ابن قتيبة ) : نظرت امرأة إلى اخرى و حولها عشرة من ولدها كأنّهم الصقور فقالت : لقد ولدت امّكم حزنا طويلا٥ .

« و الحدّ الثالث ينتهي إلى الهوى المردي » أي : المهلك أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه .٦ ، و لو اتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض .٧ .

« و الحدّ الرابع ينتهي إلى الشيطان المغويّ » أي : المضلّ الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء .٨ و زيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل٩ في النمل و العنكبوت .

« و فيه » أي : في الشيطان المغويّ .

« يشرع » أي : يفتح .

ــــــــــــ

 ( ١ ) بحار الأنوار للمجلسي ٤ : ١٤٤ ح ٢٠ .

 ( ٢ ) الصحاح : ( أوف ) .

 ( ٣ ) المصرية بلفظ الحد الثاني : ٥١٩ .

 ( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٤ : ٣٠ كما ذكر ، أما ابن ميثم فكالمصرية ٤ : ٣٤٣ .

 ( ٥ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٢ : ٣٧٠ ، كذلك البيان و التبيان ٣ : ١٤٥ .

 ( ٦ ) الجاثية : ٢٣ .

 ( ٧ ) المؤمنون : ٧١ .

 ( ٨ ) البقرة : ٢٦٨ .

 ( ٩ ) النمل : ٢٤ .

٣٠٠

« باب هذه الدار » و مرّ أنّ في رواية سبط ابن الجوزي : ( و فيه يشرع بابها و تجتمع أسبابها ) .

و في الخبر ما معناه : أنّ إبليس جاء إلى عيسى عليه السلام و قد اضطجع و وضع تحت رأسه لبنة ، فقال له ما تريد منّي ؟ و ليس لي شي‏ء من متاع الدّنيا ،

فقال له : ما دام لك علاقة بهذه اللّبنة يكون لي فيك مطمع ، فأخذ عيسى عليه السلام اللّبنة و رمى بها .

« اشترى هذا المغتر بالأمل من هذا المزعج بالأجل هذه الدار بالخروج من عزّ القناعة و الدخول في ذلّ الطلب و الضّراعة ، أي : الذّلة و المسكنة ، وصف عليه السلام المتبايعين و المبيع بأوصافها المتقدّمة ، و زاد هنا ذكر الثمن بقوله : « بالخروج من عزّ القناعة و الدّخول في ذلّ الطلب و الضّراعة » .

قالوا : باع رجل أرضا من رجل بدراهم و قال له : دفعتها إليك بطيئة الإجابة عظيمة المؤنة ، فقال له المشتري : دفعتها إليك بطيئة الاجتماع سريعة التفرّق .

« فما أدرك هذا المشتري في ما اشترى منه » هكذا في ( المصرية )١ و كلمة « منه » زائدة لعدم وجودها في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية )٢ .

« من درك » ، بفتحتين و الأصل فيه قطعة حبل تشدّ في طرف الرّشاء إلى عرقوة الدّلو ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الرّشاء ، ثم استعير لضمان إنسان للمشتري ما يلحقه في المبيع من العيب أو كونه مستحقا لغير البايع ،

و في المبايعات الرياسيّة كالمبايعات المعامليّة الدّرك أيضا غالب .

بايع هارون للأمين و المأمون و المؤتمن ، فأراد الأمين خلع المأمون

ــــــــــــ

 ( ١ ) الطبعة المصرية المصححة بلا لفظ « منه » : ٥٢٠ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٤ : ٢٨ و الخطية : ٢٣ كما ذكر ، اما ابن ميثم فكالمصرية ٤ : ٣٤٣ .

٣٠١

فتحاربا ، فقتله المأمون ، و خلع المأمون المؤتمن أيضا ، و بايع المتوكّل للمنتصر و المعتز و المؤيّد ثمّ أراد خلع المنتصر فقتله المنتصر غيلة ، و قتل المعتزّ المؤيّد أيضا .

« فعلى مبلبل أجسام الملوك » أي : من يتتبّعها فلا يدع منها شيئا من ( تبلبلت الإبل الكلاء ) ، في ( بيان الجاحظ ) : قال الحسن البصري : قدم علينا بشر بن مروان أخو الخليفة أي عبد الملك و أمير المصرين أي الكوفة و البصرة و أشبّ النّاس فأقام عندنا أربعين يوما ثمّ طعن في قدمه فمات فأخرجناه إلى قبره فلّما صرنا إلى الجبّانة فإذا نحن بأربعة سودان يحملون صاحبهم إلى قبره ، فوضعنا السّرير فصلّينا عليه و وضعوا صاحبهم فصلّوا ،

عليه ثمّ حملنا بشرا إلى قبره ، و حملوا صاحبهم إلى قبره ، و دفنّا بشرا و دفنوا صاحبهم ، ثم انصرفوا و انصرفنا ، ثمّ التفتّ فلم أعرف قبر بشر من قبر الحبشيّ فلم أر شيئا قطّ كان أعجب منه١ و بشر هذا هو الذي يقول فيه الشاعر :

بشر استوى على العراق

بغير سيف و دم مهراق

« و سالب نفوس الجبابرة » في ( الطبري ) : قال الأصمعي : أوّل من نعى المنصور بالبصرة خلف الأحمر ، كنّا في حلقة يونس فمرّ بنا خلف ، فقال : قد طرقت ببكرها أمّ طبق ، قال يونس : و ماذا ؟ قال :

تنتجوها خير أضخم العنق

موت الإمام فلقة من الفلق٢

« و مزيل ملك الفراعنة » في ( الصحاح ) : فرعون ، لقب الوليد بن مصعب ملك

ــــــــــــ

 ( ١ ) البيان و التبيان للجاحظ ٣ : ١٤٧ .

 ( ٢ ) تاريخ الامم للطبري ٦ : ٣٥١ .

٣٠٢

مصر ، و كلّ عات فرعون١ .

« مثل كسرى » لقب ملوك فارس في ( الصحاح ) : كسرى جمع بأكاسرة على غير قياس لأنّ قياسه كسرون ( بفتح الرّاء ) مثل عيسون و موسون ( بفتح السين )٢ .

« و قيصر » لقب ملوك الروم ، و في ( تنبيه المسعودي ) معنى قيصر شقّ عنه ، ذكروا أنّ امّه ماتت و هي مقرب به ، فشقّ عنه بطنها و استخرج ، و صار ذلك كالسّمة لكثير من ملوكهم فسمّتهم العرب بالقياصرة٣ .

« و تبّع » اسم لملوك اليمن .

و في ( تنبيه المسعودي ) : قال حسّان أو النّعمان بن بشير :

لنا من بني قحطان سبعون تبّعا

أقرّت لها بالخرج منها الأعاجم

قيل للملك منهم تبّع ، تشبيها بالظّلّ الذي يتفيأ به ، و التّبع في أصل اللّغة :

الظّل ، إذ كانت الملوك السعداء ظلالا لرعيّتهم ، و كهفا لهم ، و استشهادهم بقول ليلى أو سعدى الجهنيّة :

يرد المياه حضيرة و نفيضة

ورد القطاة إذا اسمأل التّبّع٤

يعني ارتفع الظلّ .

« و حمير » ( بالكسر فالسّكون فالفتح ) في ( الصحاح ) : هو حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، و منهم كانت الملوك في الدّهر الأول٥ .

« و من جمع المال على المال فأكثر » قال تعالى في قارون : و آتيناه من

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصحاح : ( فرعن ) .

 ( ٢ ) الصحاح : ( كسر ) .

 ( ٣ ) التنبيه و الاشراف للمسعودي : ٣٤٢ .

 ( ٤ ) التنبيه و الاشراف للمسعودي : ١٥٧ .

 ( ٥ ) الصحاح : ( حمر ) .

٣٠٣

الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح انّ اللّه لا يحبّ الفرحين و ابتغ فيما آتاك اللّه الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدّنيا و أحسن كما أحسن اللّه إليك و لا تبغ الفساد في الأرض انّ اللّه لا يحبّ المفسدين قال إنّما اوتيته على علم عندي أو لم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّة و أكثر جمعا و لا يسئل عن ذنوبهم المجرمون فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدّنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنّه لذو حظّ عظيم و قال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خير لمن آمن و عمل صالحا و لا يلقّاها إلاّ الصابرون فخسفنا به و بداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون اللّه و ما كان من المنتصرين و أصبح الذين تمنّوا مكانه بالأمس يقولون و يكأنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء و يقدر لو لا أن منّ اللّه علينا لخسف بنا و يكأنّه لا يفلح الكافرون تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين١ .

« و شيّد » أي : طوّل ، و قال الكسائي : المشيد للواحد ، من قوله تعالى :

و قصر مشيد٢ ، ( و المشيّد ) للجمع من قوله تعالى : في بروج مشيّدة .٣ .

قلت : و هو كما ترى ، فإنّ الجمعيّة في الثاني من قبل التاء لا التضعيف .

« و زخرف » في ( الصحاح ) : الزّخرف : الذهب ، ثمّ يشبّه به كلّ مموّه و مزوّر .

ــــــــــــ

 ( ١ ) القصص : ٧٦ ٨٣ .

 ( ٢ ) الصحاح : ( شيّد ) و الآية ٤٥ من سورة الحج .

 ( ٣ ) النساء : ٧٨ .

٣٠٤

« و نجد » أي : زيّن١ .

« و ادّخر » افتعال من ذخرت الشي‏ء .

« و اعتقد » يمكن أن يكون من ( اعتقد الضّيعة ) أي : اقتناها ، و يمكن أن يكون بمعنى : عقد المال الّذي ادّخره عقدا استحكاما ، قال تعالى : الذي جمع مالا و عدّده يحسب أنّ ماله أخلده٢ .

و في ( بيان الجاحظ ) : قال صالح المرّي : دخلت دار المورياني أبي أيوب بعد نكبة المنصور له ، فاستفتحت ثلاث آيات من كتاب اللّه تعالى في داره فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلاّ قليلا .٣ و لقد تركناها آية فهل من مدّكر٤ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا .٥ فخرج إليّ أسود من ناحية الدّار فقال : يا فلان ، هذا سخط المخلوق فكيف سخطة الخالق٦ .

« و نظر بزعمه للولد » لئلاّ يحتاج بعده .

في ( تاريخ بغداد ) : قال محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة : لمّا ولدت دخل أبي على امّي فقال لها : إنّ المنجّمين قد أخذوا مولد هذا الصبّيّ و حسبوه ،

فاذا هو يعيش كذا و كذا ، و قد حسبتها أيّاما و قد عزمت أن أعدّ له لكلّ يوم دينارا مدّة عمره ، فإنّ ذلك يكفي الرّجل المتوسّط له و لعياله ، فأعدي له حبّا فأعدّته و تركه في الأرض و ملأه بالدّنانير ، ثمّ قال لها اعدّي له حبّا آخر اجعل فيه مثل هذا يكون له استظهارا ، ففعلت و ملأه ثم استدعى حبّا آخر و ملأه بمثل

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصحاح ( زخرف ) .

 ( ٢ ) الهمزة : ٢ ٣ .

 ( ٣ ) القصص : ٥٨ .

 ( ٤ ) القمر : ١٥ .

 ( ٥ ) النمل : ٥٢ .

 ( ٦ ) البيان للجاحظ ٣ : ١٤٩ .

٣٠٥

ما ملأ كلّ واحد من الحبيّن و دفن الجميع ، قال ابن شيبة و ما نفعني ذلك مع حوادث الزّمان فقد احتجت إلى ما ترون قال ابن السقطي : رأيناه يجيئنا بلا إزار نقرأ عليه الحديث و نبرّه بالشي‏ء بعد الشي‏ء : توفي سنة ( ٣٣١ )١ .

و في السّير : قال المنصور لعمرو بن عبيد عظني ، قال : رأيت عمر بن عبد العزيز و قد مات ، فخلّف أحد عشر ابنا و بلغت تركته سبعة عشر دينارا كفّن منها بخمسة دنانير ، و اشترى موضع قبره بدينارين ، و أصاب كلّ واحد من ولده أقلّ من دينار ، و مات هشام و أصاب كلّ واحد من ولده ألف ألف دينار و رأيت رجلا من ولد عمر بن عبد العزيز قد حمل في يوم واحد على مائة فرس في سبيل اللّه و رأيت رجلا من ولد هشام يسأل الناس ليتصدّقوا عليه٢ .

« إشخاصهم » أي : إذهابهم .

« إلى موقف العرض و الحساب » قال تعالى لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله : إنّك ميّت و إنّهم ميّتون ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون٣ .

« و موضع الثّواب و العقاب » قال الجوهري : الثواب : جزاء الطاعة٤ و العقاب : العقوبة .

« إذا وقع الأمر بفصل القضاء » و مرّ في رواية ( التذكرة )٥ : « و سيقع الأمر بفصل القضاء و تقتص للجماء من القرناء و قضي بينهم بالقسط

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١ : ٣٧٤ ٣٧٥ .

 ( ٢ ) العقد الفريد لابن عبد ربه ٣ : ١٦٤ ١٦٥ .

 ( ٣ ) الزمر : ٣٠ ٣١ .

 ( ٤ ) الصحاح : ( ثوب ) .

 ( ٥ ) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : ٨٨ .

٣٠٦

و هم لا يظلمون١ .

« و خسر هنالك المبطلون » الأصل فيه و في ما قبله قوله تعالى : فإذا جاء أمر اللّه قضى بالحقّ و خسر هنالك المبطلون٢ .

« شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى و سلم من علائق الدّنيا » فما دام العقل أسير سلطان الهوى لا أثر لحكمه ، و لنعم ما قيل بالفارسيّة :

حديث عقل در ايّام پادشاهى عشق

چنان شده است كه فرمان حاكم معزول

و عن السري السّقطي : رأيت على حجر مكتوبا داؤك هواك فإن غلبت هواك فداؤك دواك و عن بعض الحكماء : المؤمن يخاف على عقله الآفات من الغضب ، و الهوى ، و الشهوة ، و الحرص ، و الكبر ، و الغفلة ، و ذلك أنّ العقل إذا كان هو الغالب ، القاهر ، ملك هذه الأخلاق الرديّة و إذا غلب على العقل واحدة من هذه الأخلاق أورثته المهالك و عدم من اللّه حسن المعرفة .

و من كلامه عليه السلام في هذا العنوان : أخذ جمع منهم سعدون الذي ذكره في ( عقلاء مجانين النيسابوري ) ففيه : قال سعدون للمتوكّل : كأنّي بك و قد أتاك فظّ غليظ فجذبك عن سرير بهائك ، و أخرجك عن مقاصير علائك ، فلم يستأذن عليك حاجبا و لا قهرمانا ، حتّى أخرجك إلى ضيق اللّحد و فراق الأهل و الولد٣ .

و فيه أيضا : أنّه قال للمتوكّل : في الجنّة مرج من ورق الآس ، في وسط المرج قصر من درر إلى أن قال : لها حدود أربعة ، الحدّ الأوّل : ينتهي إلى ناحية الوجلين ، و الحدّ الثاني : ينتهي إلى نعيم المشتاقين ، و الحدّ الثالث : ينتهي إلى

ــــــــــــ

 ( ١ ) يونس : ٥٤ .

 ( ٢ ) المؤمنون : ٧٨ .

 ( ٣ ) عقلاء المجانين للنيسابوري : ١٦ .

٣٠٧

طريق المريدين ، و الحدّ الرابع : ينتهي إلى غرف مملوّة بتحف و صنايع و وصائف و رفارف و إلى خيام و خدّام و إلى ميدان يطوف في ساحتها الولدان١ .

و منهم بهلول الذي ذكره فيه أيضا ، ففيه : قال عبّاس البهلول : نظر بهلول إليّ و أنا أبني دارا لبعض أبناء الدنيا فقال : لمن بنيت له : إسمع إلى صفة دار كوّنها العزيز ، أساسها المسك ، و بلاطها العنبر ، اشتراها عميد قد أزعج للرّحيل ، كتب على نفسه كتابا ، و أشهد على ضمائره شهودا : هذا ما اشترى العبد الجافي من الرّبّ الوافي ، اشترى منه هذه الدار بالخروج من ذلّ الطمع إلى عزّ الورع ، فما أدرك المستحقّ في ما اشتراه من درك ، فعلى المولى خلاص ذلك و تضمينه ، شهد على ذلك العقل ، و هو الأمين على الخواطر ، و ذلك في إدبار الدّنيا و إقبال الآخرة أحد حدودها ينتهي إلى ميادين الصفا ، و الحدّ الثاني : ينتهي إلى ترك الجفا ، و الحدّ الثالث : ينتهي إلى لزوم الوفا ، و الحدّ الرابع :

ينتهي إلى سكون الرّضا في جوار من على العرش استوى ، لها شارع ينتهي إلى دارا السلام ، و خيام قد ملئت بالخدّام٢ .

و كتابه عليه السلام كتاب بيع للمعاملة الدنيوية ، و في القرآن كتاب شراء للمعاملة الآخروية ، و هو قوله جلّ و علا : إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقّا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم٣ و لقد عامل هو و أهل بيته عليهم السلام مع

ــــــــــــ

 ( ١ ) المصدر نفسه : ٦٧ .

 ( ٢ ) نفس المصدر : ٧٢ .

 ( ٣ ) التوبة : ١١١ .

٣٠٨

اللّه تعالى هذه المعاملة بنحو الأتمّ و الأكمل ، ففازوا فوزا عظيما و لا سيّما ابنه الحسين عليه السلام .

١٢

الحكمة ( ١٩ ) و قال عليه السلام :

مَنْ جَرَى فِي عِنَان أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ العثرة : الزلّة يقال : ( عثر به فسقط ) شبّه عليه السلام من يستغرق في لذّاته بمن ركب فرسا و أغرق في جريه بتخلية عنانه ، فيعثر به ، فيسقطه و يهلكه .

و المصداق الكامل لكلامه عليه السلام ظاهرا و باطنا ، يزيد بن معاوية و في ( أنساب البلاذري ) : يزيد كان أوّل من أظهر شرب الشّراب ، و الاستهتار بالغناء و الصيد ، و اتّخاذ القيان و الغلمان ، و التفكّه بما يضحك منه المترفون ، من القرود و المعاقرة بالكلاب و الدّيكة ثمّ جرى على يده قتل الحسين عليه السلام و قتل أهل الحرّة و رمي البيت و إحراقه١ و فيه : كان ينادم على الشراب سرجون مولى معاوية٢ .

قلت : و هو الّذي أشار عليه بتولية عبيد اللّه بن زياد على الكوفة لقتل الحسين عليه السلام ، و ينادم على الشرب مسلم بن عمرو الباهلي أبا قتيبة أيضا و يغنيّه مسلم أيضا .

قلت : و هو الذي أرسله يزيد إلى عبيد اللّه بعهده على الكوفة و جاء معه من البصرة إلى الكوفة ، و قال لمسلم بن عقيل لمّا استسقى لا تسقى إلاّ من الحميم .

و فيه : كان ليزيد قرد يجعله بين يديه و يكنّيه ، و يقول : هذا شيخ من بني

ــــــــــــ

 ( ١ ) أنساب الأشراف للبلاذري ٤ : ١ مطبعة المثنى ، بغداد .

 ( ٢ ) المصدر نفسه ٤ : ٢ .

٣٠٩

إسرائيل أصاب خطيئة فمسخ .

قلت : استهزاء بالقرآن في حكمه بمسخ قوم من بني إسرائيل باعتدائهم .

قال : و كان يسقيه النبيذ و يضحك ممّا يصنع و كان يحمله على اتان وحشيّة و يرسلها مع الخيل فيسبقها ، فحمله عليه يوما و جعل يقول :

تمسّك أبا قيس بفضل عنانها

فليس عليها إن هلكت ضمان

فقد سبقت خيل الجماعة كلّها

و خيل أمير المؤمنين أتان

قال : و ذكر لي شيخ من أهل الشام أنّ سبب وفاة يزيد أنّه حمل قردة على الاتان و هو سكران ثم ركض خلفها فسقط ، فاندقّت عنقه أو انقطع في جوفه شي‏ء١ .

و روى عن ابن عياش قال : خرج يزيد يتصيّد بحوارين ، و هو سكران ،

فركب و بين يديه أتان وحشيّة قد حمل عليها قردا و جعل يركض الأتان و يقول :

أبا خلف احتل لنفسك حيلة

فليس عليها ان هلكت ضمان

فسقط فاندقّت عنقه٢ .

و فيه : قال ابن عرادة السعدي في موت يزيد :

طرقت منيّته و عند وساده

كوب و زقّ راعف مرثوم

و مرنّة تبكي على نشوانه

بالصّنج تقعد ساعة و تقوم٣

و فيه : كان يزيد همّ بإتيان اليمن فقال رجل من تنوخ :

يزيد صديق القرد ملّ جوارنا

فحنّ إلى أرض القرود يزيد

ــــــــــــ

 ( ١ ) أنساب الأشراف للبلاذري ٤ : ٢ .

 ( ٢ ) المصدر نفسه .

 ( ٣ ) أنساب الأشراف للبلاذري ٤ : ٦١ .

٣١٠

فتبّا لمن أمسى علينا خليفة

صحابته الأدنون منه قرود١

١٣

الحكمة ( ٧٤ ) و قال عليه السلام :

نَفَسُ اَلْمَرْءِ خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ أقول : الخطى : جمع خطوة ( بالضّمّ ) أي : مسافة ما بين القدمين في المشي .

قال ابن أبي الحديد بعد نقل العنوان : لا أدري الكلمة له عليه السلام أو لابن المعتزّ أخذها منه ، فإنّه قال : « النّاس وفد البلاء ، و سكان الثرى ، و أنفاس الحيّ خطاه إلى أجله ، و أمله خادع له عن عمله ، و الدّنيا أكذب واعديه ، و النفس أقرب أعاديه ، و الموت ناظر إليه ، و منتظر فيه أمرا يمضيه٢ .

قلت : قول ابن أبي الحديد له عليه السلام أو لابن المعتزّ أخذها منه عليه السلام ، بلا محصّل ، لأنّ الثاني في معنى الأوّل ، و إنّما كان له محصّل لو كان قال : هل أخذ الكلمة منه عليه السلام ابن المعتزّ أو قالها بتوارد الخواطر ؟

و كيف كان ، فأغلب كلمات من تأخّر عنه عليه السلام تلفيق من كلامه عليه السلام و قد اعترف بذلك عبد الحميد ، كاتب مروان بن محمّد آخر خلفاء بني اميّة ، ففي ( وزراء الجهشياري ) : قيل لعبد الحميد : ما الذي مكّنك من البلاغة و خرّجك فيها ؟ فقال : حفظ كلام الأصلع ، يعني أمير المؤمنين عليه السلام٣ .

و مرّ في أوّل الكتاب نسبة غير واحدة من خطبه عليه السلام إلى غيره من

ــــــــــــ

 ( ١ ) أنساب الأشراف للبلاذري ٤ : ٢ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢١ .

 ( ٣ ) الكتّاب و الوزراء للجهشياري : ٨٢ .

٣١١

الخلفاء و الخوارج ، لأنّهم خطبوا بها من غير نسبة إليه عليه السلام .

و مرّ في أوّل العنوان ( ١١ ) من هذا الفصل : أن فضيل بن عياض أتى بما أوهم انّ ذاك العنوان كلامه ، حتّى إنّ ( الحلية ) نسبه إليه١ .

و مرّ أيضا : انّ سعدون و بهلولا أخذا من جملة ذاك العنوان قدرا٢ .

و نعود إلى ذكر ما يناسب العنوان فنقول :

و في ( الكافي ) عنه عليه السلام : ما من يوم يمرّ على ابن آدم إلاّ قال : أنا يوم جديد ، و عليك شهيد ، فقل فيّ خيرا ، و اعمل فيّ خيرا أشهد لك به يوم القيامة ،

فإنّك لن تراني بعده أبدا٣ .

و قال بعضهم : ساكن الدّنيا راحل و أنفاسه رواحل و أيّامه مراحل٤ .

و قال أبو هلال :

في كلّ مجرى نفس تكرّره

تهدم من عمرك ما لا تعمّره

١٤

الحكمة ( ٢٩ ) و قال عليه السلام :

إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَارٍ وَ اَلْمَوْتُ فِي إِقْبَالٍ فَمَا أَسْرَعَ اَلْمُلْتَقَى في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب و الشّهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون٥ تعدّ السّنون ثمّ تعدّ الشهور ثم تعدّ الأيام ثم تعدّ الساعات ثمّ تعدّ

ــــــــــــ

 ( ١ ) حلية الأولياء لأبي نعيم ٨ : ١٠١ .

 ( ٢ ) عقلاء المجانين للنيسابوري : ٦٧ ، ٧٢ .

 ( ٣ ) الكافي ٢ : ٥٢٣ ح ٨ .

 ( ٤ ) الطرائف للثعالبي : ١٠ .

 ( ٥ ) الجمعة : ٨ .

٣١٢

النّفس فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون١ .

و مثال لما قاله عليه السلام السيّارات العصريّة إذا كانتا متواجهتين فقد يكون بعدهما بحيث لا ترى احداهما من الاخرى إلاّ شبحا فلا تمضي إلاّ انات يسيرة تلتقيان .

١٥

الحكمة ( ٢٠٣ ) و قال عليه السلام :

أَيُّهَا اَلنَّاسُ اِتَّقُوا اَللَّهَ اَلَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ وَ إِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ وَ بَادِرُوا اَلْمَوْتَ اَلَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَ إِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ أقول : رواه المبرد في ( كامله ) عنه عليه السلام٢ .

« أيّها الناس اتّقوا اللّه الذي إن قلتم سمع و إن أضمرتم علم » يستخفون من النّاس و لا يستخفون من اللّه و هو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول و كان اللّه بما يعملون محيطا٣ إلاّ إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون و ما يعلنون إنّه عليم بذات الصدور٤ .

و بادروا الموت الذي إن هربتم منه أدرككم ، قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون٥ و يكفي التدبّر في هذه الآية صدرها و ذيلها ، لمن أراد التذكّر .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأعراف : ٣٤ ، و الرواية نقلها الكليني في الكافي ٣ : ٢٦٢ ح ٤٤ .

 ( ٢ ) الكامل في الأدب للمبرّد ١ : ٢٢٣ .

 ( ٣ ) النساء : ١٠٨ .

 ( ٤ ) هود : ٥ .

 ( ٥ ) الجمعة : ٨ .

٣١٣

« و إن أقمتم أخذكم » أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيّدة .١ .

« و إن نسيتموه ذكركم » قل يتوفّاكم ملك الموت الذي و كلّ بكم ثمّ إلى ربّكم ترجعون٢ .

و روى ( نوادر جنائز الكافي ) عن أسباط بن سالم ، قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : يعلم ملك الموت نفس من يقبض ؟ قال إنّما هي صكاك تنزل من السماء ، اقبض نفس فلان بن فلان٣ .

و روى عنه عليه السلام قال : ما أهل بيت شعر و لا وبر إلاّ و ملك الموت يتصفّحهم كلّ يوم خمس مرّات٤ .

هذا و في ( حمقاء ابن الجوزي ) : مات لرجل قريبه و لم يخرج في جنازته ،

فقيل له في ذلك ، فقال : ويحكم أأكون منسيّا فأذكّر نفسي ؟ يعني إنّ ملك الموت نسيني فإذا خرجت في الجنازة يراني ، فيتذكّرني ، فيقبض روحي ، و لا أفعل هذا أبدا٥ .

١٦

الحكمة ( ٧٥ ) و قال عليه السلام :

كُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ وَ كُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ أقول : « كلّ معدود منقض » ، « منقض » منفعل من ( انقضى ) لا مفعل من

ــــــــــــ

 ( ١ ) النساء : ٧٨ .

 ( ٢ ) السجدة : ١١ .

 ( ٣ ) الكافي ٣ : ٢٥٥ ح ٢١ .

 ( ٤ ) المصدر نفسه ٣ : ٢٥٦ ح ٢٢ .

 ( ٥ ) أخبار الحمقى لابن الجوزي ، ذكر ما يشابهه : ١٩١ .

٣١٤

( أنقض ) فإنّه لا مناسبة له ، فيقال : انقض الحمل ظهره أي : أثقله حتّى صوّته .

قال ابن أبي الحديد : « كلامه عليه السلام يؤكّد مذهب جمهور المتكلّمين في أنّ العالم كلّه لابدّ أن ينقضي ، لكن قالوا : إنّما علمنا انّ العالم يفنى من طريق السّمع لا العقل فيجب أن يحمل كلامه عليه السلام على أنّ العدد ليس علّة في وجوب الإنقضاء ،

كما يشعر به ظاهر لفظه ، و هو الذي تسمّيه أصحاب أصول الفقه ايماء ، و إنّما مراده كلّ معدود فاعلموا ، أنّه فان و منقض فقد حكم على كلّ معدود بالإنقضاء حكما مجرّدا عن العلّية ، نحو لو قيل : زيد قائم ، ليس يعني أنّه قائم لأنّه يسمّى زيدا »١ .

قلت : ما طوّله نفخ في غير ضرام ، فإنّ مراده عليه السلام أنّ سني عيش الإنسان و شهوره ، و أيّامه ، و ساعاته ، و آناته و أنفاسه في الدنيا معدودة محصورة ،

فلا بدّ أن تنقضي ، فهو نظير قوله تعالى : إنّما نعدّ لهم عدّا٢ ، ورد في تفسيره أنّ الآباء و الامّهات يعدّون سنيّه و هو تعالى يعدّ أنفاسه ، و مرّ في العنوان السابق خبر تفسير قوله تعالى : قل إنّ الموت الذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم .٣ .

« و كلّ متوقّع آت » قال ابن أبي الحديد : « يماثل قوله عليه السلام قول العامّة في أمثالها ( لو انتظرت القيامة لقامت ) و القول في نفسه حقّ ، لأنّ العقلاء لا يتوقّعون ما يستحيل وقوعه ، و انّما ينتظرون ما يمكن وقوعه و ما لابدّ من وقوعه ، فقد صحّ أنّ كلّ منتظر فسيأتي »٤ .

قلت : تطويله هنا أيضا بلا طائل فإن المراد بالمتوقّع الموت ، و الموت

ــــــــــــ

 ( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٢ .

 ( ٢ ) مريم : ٨٤ .

 ( ٣ ) الجمعة : ٨ .

 ( ٤ ) ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٢ .

٣١٥

حتم آت و انما أتى عليه السلام بلفظة ( كلّ ) لأنّ المتوقع كلّ حتميّ لا يعلم ساعة وقوعه ، لا ما يمكن وقوعه ، فإنّه لا يجب وقوعه كالمطر في الشتاء و بالجملة :

كلامه عليه السلام استدلال بالعلّة و المعلول ، حتّى يلتزم بالقبول ، و هو جعله ككلام عامّي مرذول .

١٧

الحكمة ( ١٥ ) وَ قِيلَ لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ يَا ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ ع :

كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِهِ وَ يَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ وَ يُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ أقول : قوله عليه السلام : « كيف يكون حال من يفنى ببقائه » في ( صناعتي أبي هلال ) : قيل لبعض الأوائل : ما كان سبب موت أخيك ، قال : كونه فأحسن ما شاء١ و قال الشاعر :

ما حال من آفته بقاؤه

نغّص عيشي كلّه فناؤه٢

و قال ابن الرومي :

لعمرك ما الدّنيا بدار إقامة

إذا زال عن نفس البصير غطاؤها

و كيف بقاء العيش فيها و انّما

ينال بأسباب الفناء بقاؤها٣

و قال محمّد بن عليّ يعني الباقر عليه السلام « مالك من عيشك إلاّ لذّة تزدلف بك إلى حمامك ، و تقرّبك من يومك ، فأيّة أكلة ليس معها غصص ، و شربة ليس معها شرق ، فتأمّل أمرك فكأنّك قد صرت الحبيب المفقود أو الخيال المخترم٤ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الصناعتين لابن هلال العسكري : ٤٨ .

 ( ٢ ) ابن أبي الحديد ٣ : ٣٤٠ .

 ( ٣ ) الصناعتين للعسكري : ٤٩ .

 ( ٤ ) الأمالي للمفيد : ١٠ ، و البحار للمجلسي ٧٨ : ٤٥٠ ح ١٤ .

٣١٦

و قلت :

و المرء ينسى و المنايا تذكره

يميته بقاؤه فيقبره

« و يسقم بصحّته » قال المصنّف في ( مجازاته النبويّة ) في شرح قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : « كفى بالسّلامة داء » هذا القول مجاز ، لأنّ السلامة على الحقيقة ليست بداء في نفسها ، و إنّما المراد الهرم و عوادي السّقم ، فحسن من هذا الوجه أن تسمّى داء إذ كانت موقعة فيه ، و مؤدّية إليه ، و قد أكثرت الشّعراء نظم هذا المعنى في أشعارهم إلاّ أنّ كلمة النبي صلّى اللّه عليه و آله أبهى من جميع ما قالوه ، و أبعد منزعا ، و أوجز في تمام ، و أكثر مع قلّة كلام ، فممّا جاء في هذا المعنى قول حميد بن ثور :

أرى بصري قد رابني بعد صحّة

و حسبك داء أن تصحّ و تسلما١

و قول لبيد بن ربيعة :

و دعوت ربّي بالسّلامة جاهدا

ليصحّني فإذا السّلامة داء٢

و قول النمر بن تولب :

يودّ الفتى طول السّلامة و الغنى

فكيف يرى طول السّلامة يفعل٣

و أني لأستحسن كثيرا الأبيات التي من جملتها هذا البيت و هي :

تغيّر منّي كلّ شي‏ء و رابني

مع الدّهر ابدالي التي أتبدّل

فضول أراها في أديمي بعدما

يكون كفاف الجسم أو هو أجمل

كأنّ مخيطا في يدي حارثيّة

صناع علت منّي به الجلد منعل

يردّ الفتى بعد اعتدال و صحّة

ينوء إذا رام القيام و يحمل

ــــــــــــ

 ( ١ ) نهاية الأرب للنووي ٣ : ٦٥ .

 ( ٢ ) المصدر نفسه ٣ : ٧ .

 ( ٣ ) المصدر نفسه ٣ : ٦٧ .

٣١٧

تدارك ما قبل الشّباب و بعده

حوادث أيّام تمرّ و أغفل١

يود الفتى . .

و قال أبو العتاهية :

اسرع في نقص امرئ تمامه٢

« و يؤتى من مأمنه » أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيّدة .٣ .

١٨

الحكمة ( ١٢٢ ) و تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال عليه السلام :

كَأَنَّ اَلْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ وَ كَأَنَّ اَلْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ وَ كَأَنَّ اَلَّذِي نَرَى مِنَ اَلْأَمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ وَ نَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ وَ وَاعِظَةٍ وَ رُمِينَا بِكُلِّ جَائِحَةٍ أقول : رواه ( تفسير القمي ) مرفوعا عنه عليه السلام٤ « قول المصنّف » .

« و تبع عليه السلام جنازة فسمع رجلا يضحك » عن الصادق عليه السلام : ( كم ممّن كثر ضحكه لاغيا ، يكثر يوم القيامة بكاؤه ، و كم ممّن كثر بكاؤه على ذنبه خائفا ، يكثر يوم القيامة في الجنّة ضحكه و سروره )٥ .

« كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب ، و كأن الحقّ فيها على غيرنا وجب » في

ــــــــــــ

 ( ١ ) المجازات النبوية للرضي : ٤٣١ .

 ( ٢ ) المجازات النبوية للرضي : ٤٣١ .

 ( ٣ ) النساء : ٧٨ .

 ( ٤ ) تفسير القمي ١ : ٢٤٤ .

 ( ٥ ) وسائل الشيعة للعاملي ٨ : ٤٨ .

٣١٨

( الحموي ) : كان الحسن بن علي ، الملقّب بالقاضي المهذّب ، الذي اختصّ بالصّالح بن رزيك وزير المصريّين قرظه عنده القاضي عبد العزيز بن الحباب فلّما مات عبد العزيز شمت به الحسن ، و لبس في جنازته ثيابا مذهّبة فنقص بهذا السبب و استقبحوا فعله و لم يعش بعد الجليس إلاّ شهرا واحدا١ .

هذا ، و في ( الأغاني ) : انّ حمادة بنت عيسى بن علي توفيّت ، و حضر المنصور جنازتها ، فلمّا وقف على حفرتها ، قال لأبي دلامة : ما أعددت لهذه الحفرة ؟ قال : بنت عمّك حمادة بنت عيسى يجاء بها الساعة فتدفن فيها ،

فضحك المنصور حتّى غلب ، فستر وجهه ، و في ( عيون القتيبي ) : مات رجل من جند أهل الشام فحضر الحجّاج جنازته لكونه عظيم القدر و كان يلقّب سعنة فصلّى الحجاج عليه و قال لينزل قبره بعض اخوانه فنزل نفر منهم ،

فقال أحدهم و هو يسوّي عليه رحمّك اللّه أبا فلان إن كان ما علمتك لتجيد الغناء ، و تسرع ربّ الكأس ، و لقد وقعت موقع سوء لا تخرج منه إلى الدّكة ، فما تمالك الحجّاج أن ضحك فأكثر و كان لا يكثر الضّحك في جدّ و لا هزل ثمّ قال له : لا أمّ لك أهذا موضع هذا ؟ قال : أصلح اللّه الأمير فرسي حبيس لو سمعه يتغنّى : « يا لبينى أوقدي النارا » لا نتشر الأمير على سعنة و كان من أوحش خلق اللّه صورة فقال الحجّاج : إنّا للّه ، أخرجوه من القبر ثمّ قال : ما أبين حجّة أهل العراق في جهلكم يا أهل الشام و لم يبق أحد حضر القبر إلاّ استفرغ ضحكا .

و حدّثني بعض السّادة : أن امرأة من العرّيفين توفيّت ، فحضر العرّيفون تشييعها فقالوا لذاكر : من زوج هذه المرأة حتى نسلّيه بعد الفراغ من دفنها ، فقال : ما أعرف لها زوجا معيّنا ، فما تمالكوا أنفسهم من الضّحك حتّى

ــــــــــــ

 ( ١ ) معجم الادباء للحموي ٩ : ٤٨ .

٣١٩

اضطروا إلى الرجوع قبل الفراغ١ .

« و كأنّ الذي نرى من الأموات سفر » ( بالفتح فالسكون ) جمع سفر من ( سفر ) : خرج إلى السّفر .

« عمّا قليل إلينا راجعون » في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : عجب لقوم حبس أوّلهم عن آخرهم ثمّ نودي فيهم بالرّحيل و هم يلعبون٢ .

« نبوّؤهم أجداثهم » و في رواية القمّي : « ننزّلهم أجداثهم » و الأجداث : جمع الجدث ، و هو القبر٣ .

« و نأكل تراثهم » التراث : الميراث ، و أصله الوراث ، و زاد ( ابن أبي الحديد٤ و ابن ميثم٥ ) بعده « كأنّا مخلّدون بعدهم » و كذلك في المستند من خبر القمي فلا بدّ من سقوطه في ( المصرية٦ الأولى ) ، ثم هكذا في ( المصرية ) و الكلمة زائدة لعدم وجودها في ( ابن أبي الحديد )٧ و ( ابن ميثم )٨ و ( الخطية )٩ .

« قد نسينا كلّ واعظ و واعظة » هكذا في ( المصرية )١٠ و في نسخة ( ابن أبي الحديد )١١ و الظاهر الأصل في « واعظ » و « واعظة » أحدهما و الآخر كان نسخة

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأغاني ٢ : ٢٦٢ .

 ( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٥٨ ح ٢٩ .

 ( ٣ ) تفسير القمي ٢ : ٧٠ .

 ( ٤ ) ابن أبي الحديد ١٨ : ٣١١ .

 ( ٥ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٣٠٦ ( ١١٣ ) .

 ( ٦ ) المصرية المصححة : ٦٨٥ .

 ( ٧ ) ابن أبي الحديد ١٨ : ٣١١ .

 ( ٨ ) ابن ميثم ٥ : ٣٠٦ .

 ( ٩ ) النسخة الخطية : ٣١٩ .

 ( ١٠ ) المصرية المصححة : ٦٨٥ .

 ( ١١ ) ابن أبي الحديد ١٨ : ٣١١ .

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608