بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 608

  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 50046 / تحميل: 7671
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

أحسن من أكله ساير الأيام و يحثّ ندمائه و يضع بين أيديهم ، و يعجبون منه ،

لا يرون للحزن أثرا ، فلمّا فرغ قالوا : يابن رسول اللّه لقد رأينا عجبا ، أصبت بمثل هذا الابن و أنت كما نرى قال : و مالي لا أكون كما ترون و قد جاءني خبر أصدق الصادقين : إنّي ميت و إيّاكم ، إنّ قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم ، لم ينكروا ما يخطفه الموت منهم ، و سلّموا لأمر خالقهم عز و جل .

« و ما كنت إلاّ كقارب » قال الخليل كما في ( الصحاح ) : القارب : طالب الماء ليلا ، و لا يقال ذلك لطالب الماء نهارا قال الجوهري : و قد أقرب القوم : إذا كانت إبلهم قوارب ، فهم قابون ، و لا يقال : مقربون قال أبو عبيد : و هذا الحرف شاذ .

« ورد » الماء .

« و طالب وجد » مطلوبه ، قال الصادق عليه السلام كما في ( العيون )١ : الموت للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس لطيبه ، و ينقطع التعب و الألم كلّه عنه .

« . و ما عند اللّه خير للأبرار٢ » روى الصدوق في ( أماليه )٣ عن حبيب بن عمرو قال : دخلت على عليّ عليه السلام فقلت له : ما جرحك هذا بشي‏ء و ما بك من بأس فقال لي : يا حبيب أنا و اللّه مفارقكم الساعة فبكيت عند ذلك و بكت امّ كلثوم و كانت قاعدة عنده ، قال لها : ما يبكيك يا بنية ؟ فقالت : ذكرت يا أبه أنّك تفارقنا الساعة فبكيت عند ذلك فقال : يا بنية لا تبكي فو اللّه لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت قال حبيب فقلت : و ما ترى يا أمير المؤمنين ؟ قال : يا حبيب أرى ملائكة السماوات و النبييّن بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني ، و هذا أخي محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جالس عندي يقول : أقدم فإنّ أمامك خير لك ممّا

ــــــــــــ

 ( ١ ) عيون أخبار الرضا ١٧ : ٢١٣ .

 ( ٢ ) آل عمران : ١٩٨ .

 ( ٣ ) الأمالي للصدوق : ٢٦٢ ح ٢ .

٦١

أنت فيه قال حبيب : فما خرجت من عنده حتى توفي ، فلمّا كان من الغد و أصبح الحسن عليه السلام قام خطيبا على المنبر ، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال : أيّها النّاس في هذه الليلة نزل القرآن ، و في هذه الليلة رفع عيسى ، و في هذه الليلة قتل يوشع ،

و في هذه الليلة مات أمير المؤمنين عليه السلام و اللّه لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء و لا من يكون بعده ، و إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان ليبعثه في السريّة فيقاتل جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ، و ما ترك صفراء و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله .

و رواه ( اسد الغابة )١ إلى قوله : فإنّ أمامك خير ممّا أنت فيه عن عمرو ذي مرقال ، و الأصل واحد ، و أحدهما تحريف .

و روى الشيخان في ( أماليهما )٢ عن الأصبغ قال : لمّا ضربه عليه السلام ابن ملجم غدونا عليه ، انا و الحرث بن سويد و سويد بن غفلة و جماعة معنا ، فقعدنا على الباب فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن عليه السلام فقال : يقول لكم أمير المؤمنين : انصرفوا إلى منازلكم فانصرف القوم غيري و اشتد البكاء من منزله ، فبكيت فخرج الحسن عليه السلام فقال : ألم أقل لكم انصرفوا ؟ فقلت : لا و اللّه يابن رسول اللّه ، ما تتابعني نفسي و لا تحملني رجلي أن أنصرف ، حتى أرى أمير المؤمنين عليه السلام فلبثت فدخل و لم يلبث أن خرج فقال لي : ادخل فدخلت فإذا هو عليه السلام مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف و اصفر وجهه ،

ما أدري وجهه أصفر أم العمامة ؟ فأكببت عليه فقبلته و بكيت ، فقال لي : لا تبك يا أصبغ فها و اللّه الجنّة فقلت له : جعلت فداك إنّي أعلم و اللّه أنّك تصير إلى الجنة ، و إنّما أبكي لفقداني إيّاك . .

ــــــــــــ

 ( ١ ) اسد الغابة ٤ : ٣٨ .

 ( ٢ ) الأمالي للطوسي ١ : ١٢٣ ، و الأمالي للمفيد : ٣٥١ ح ٣ المجلس ٤٢ .

٦٢

و روى١ الثاني في خبر : أنّ ابن ملجم ضربه و هو ساجد على الضربة التي كانت من عمرو ، و احتمل عليه السلام فادخل داره ، فقعدت لبابة عند رأسه و جلست امّ كلثوم عند رجليه ، ففتح عينيه فنظر إليهما فقال : الرفيق الأعلى خير مستقرا ، ضربة بضربة أو العفو إن كان ذلك ، ثم عرق ثم أفاق فقال : رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يأمرني بالرواح إليه عشاء ثلاث مرات .

و روى الفرحة عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام فقال : دفن مع أبيه نوح في قبره قلت : من تولّى دفنه ؟ فقال :

النبيّ صلّى اللّه عليه و آله مع كرام الكاتبين ، بالروح و الريحان .

و في ( مطالب سؤول ابن طلحة الشافعي ) : و دخل ابن ملجم المسجد و رمى بنفسه بين النيام ، و أذّن عليّ عليه السلام و دخل المسجد فجعل ينبه من بالمسجد من النيام ، ثم صار إلى محرابه فوقف فيه و استفتح و قرأ ، فلمّا ركع و سجد سجدة ضربه على رأسه ضربة وقعت على ضربة عمرو بن عبدود . .

و في ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) نقلا مقتله عليه السلام عن جمع من أهل السير منهم محمّد بن إسحاق و هشام بن محمّد و السدي : فلمّا حصل في المحراب هجموا عليه فضربه ابن ملجم و هو يقول و من النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه٢ و هرب وردان و شبيب . .

و في ( أمالي الشيخ ، الصفحة ٢٣٢ ) و بهذا الاسناد عن السجّاد عليه السلام : لمّا ضرب عليه السلام كان مع ابن ملجم آخر وقعت ضربته على الحايط ، و أمّا ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة و هو ساجد على رأسه ، على الضربة التي كانت ،

ــــــــــــ

 ( ١ ) أمالي الطوسي ١ : ١٢٣ .

 ( ٢ ) البقرة : ٢٠٧ .

٦٣

فخرج الحسن و الحسين عليهما السلام و أخذا ابن ملجم و أوثقاه ، و احتمل عليه السلام فادخل داره فقعدت لبابة عند رأسه و امّ كلثوم عند رجليه ، ففتح عينيه فنظر إليهما فقال : الرفيق الأعلى خير مستقر و أحسن مقيلا . .

و يأتي في الآتي زيادة أعثم الكوفي ، و في ( الاستيعاب )١ : فخرج عليه السلام لصلاة الصبح فبدره شبيب إلى أن قال و اختلفوا هل ضربه في الصلاة أو قبل الدخول فيها ؟ و هل استخلف من أتمّ بهم الصلاة أو هو أتمّها ؟ و الأكثر أنّه استخلف جعدة ابن هبيرة فصلّى بهم تلك الصلاة .

و مرّ في العنوان الأول من الفصل خبر فضائل شهر رمضان٢ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : « كأنّي بك و أنت تصلّي لربّك و قد انبعث أشقى الأولين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة فخضب منها لحيتك » و هو الصحيح ،

يشهد له العقل ، فكان ابن ملجم يصف ضربته بأنّه ضرب ضربة لو ضربها أهل المشرق و المغرب لهلكوا ، و كان شحذ سيفه شهرا و سقاه السمّ شهرا ،

فلا بد أنّه احتاط لتمكنّه من ضربة كاملة ، و لو كان في الطريق كيف أمكنه ذلك ؟

قول المصنف : « قال الرضي : أقول » هكذا في ( المصرية ) و كلّه زائد لعدم وجوده في ( ابن ميثم٣ و الخطية ) و إنّما اقتصر ابن أبي الحديد على : « قال الرضي » إن شاء من نفسه .

« و قد مضى بعض هذا الكلام » من قوله « وصيتي لكم إلى قوله و غدا مفارقكم » .

« في ما تقدم من الخطب » في ( ١٤٥ ) .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الاستيعاب ٣ : ٥٩ .

 ( ٢ ) عيون أخبار الرضا ٧ ، فضائل شهر رمضان ١ : ٢٣١ ح ٥٣ ب ٢٨ .

 ( ٣ ) شرح ابن ميثم ٤ : ٤٠٣ .

٦٤

« إلاّ أنّ فيه ها هنا زيادة أوجبت تكريره » من قوله : « ان ابق . » .

٧

الكتاب ( ٤٧ ) و من وصيّة له عليه السلام للحسن و الحسين عليهما السلام لمّا ضربه ابن ملجم لعنه اللّه :

أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اَللَّهِ وَ أَلاَّ تَبْغِيَا اَلدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا وَ لاَ تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا وَ قُولاَ بِالْحَقِّ وَ اِعْمَلاَ لِلْأَجْرِ وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اَللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلاَحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ص يَقُولُ صَلاَحُ ذَاتِ اَلْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ اَلصَّلاَةِ وَ اَلصِّيَامِ اَللَّهَ اَللَّهَ فِي اَلْأَيْتَامِ فَلاَ تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لاَ يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ وَ اَللَّهَ اَللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ وَ اَللَّهَ اَللَّهَ فِي ؟ اَلْقُرْآنِ ؟ لاَ يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ وَ اَللَّهَ اَللَّهَ فِي اَلصَّلاَةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ وَ اَللَّهَ اَللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لاَ تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا وَ اَللَّهَ اَللَّهَ فِي اَلْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ اَلتَّبَاذُلِ وَ إِيَّاكُمْ وَ اَلتَّدَابُرَ وَ اَلتَّقَاطُعَ لاَ تَتْرُكُوا اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ثُمَّ قَالَ

٦٥

يَا ؟ بَنِي عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ ؟ لاَ أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ اَلْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ ؟ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ قُتِلَ ؟ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ أَلاَ لاَ يُقْتَلُنَّ بِي إِلاَّ قَاتِلِي اُنْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَ لاَ يُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ ؟ رَسُولَ اَللَّهِ ص ؟ يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ اَلْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ اَلْعَقُورِ أقول : رواه الطبري١ و الاصبهاني و الكليني و الصدوق٢ .

قال الأوّل : دعا عليه السلام حسنا و حسينا عليهما السلام فقال : اوصيكما بتقوى اللّه ،

و ألاّ تبغيا الدنيا و أن بغتكما ، و لا تبكيا على شي‏ء زوى عنكما ، و قولا الحق ،

و ارحما اليتيم ، و أغيثا الملهوف ، و اصنعا للآخرة ، و كونا للظالم خصما و للمظلوم ناصرا ، و اعملا بما في الكتاب و لا تأخذكما في اللّه لومة لائم ثم نظر إلى محمّد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم قال :

فإنّي اوصيك بمثله ، و اوصيك بتوقير أخويك العظيم حقّهما عليك ، فاتبع أمرهما و لا تقطع أمرا دونهما ثم قال : اوصيكما به فإنّه شقيقكما و ابن أبيكما ،

و قد علمتما أنّ أباكما كان يحبّه إلى أن قال فلمّا حضرته الوفاة أوصى إلى أن قال قال : ثم اوصيك يا حسن و جميع ولدي و أهلي بتقوى اللّه ربكم و لا تموتن إلاّ و أنتم مسلمون و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرقوا٣ فإنّي سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه و آله يقول : إنّ صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم ، يهوّن اللّه عليكم الحساب ، اللّه اللّه في الأيتام فلا تعنوا أفواههم و لا يضيعن بحضرتكم ، و اللّه اللّه في جيرانكم

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٧ .

 ( ٢ ) الفقيه ٤ : ١٣٨ ١٤١ ح ٨٦٢ .

 ( ٣ ) آل عمران : ١٠٢ ١٠٣ .

٦٦

فانّهم وصيّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله مازال يوصي بهم حتى ظننا انّه سيورثهم ، و اللّه اللّه في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم ، و اللّه اللّه في الصلاة فانّها عمود دينكم ، و اللّه اللّه في بيت ربّكم فلا تخلّوه ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا ، و اللّه اللّه في الجهاد في سبيل اللّه بأموالكم و أنفسكم ، و اللّه اللّه في الزكاة فإنّها تطفئ غضب الرب ، و اللّه اللّه في ذريّة نبيّكم فلا يظلمنّ بين أظهركم ، و اللّه اللّه في أصحاب نبيّكم فإنّ رسول اللّه أوصى بهم ، و اللّه اللّه في الفقراء و المساكين فاشركوهم في معايشكم ، و اللّه اللّه في ما ملكت ايمانكم ثم قال : الصلاة الصلاة ، لا تخافن في اللّه لومة لائم يكفيكم من أرادكم و بغى عليكم ، و قولوا للناس كما أمركم اللّه ، و لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولّى الأمر شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، و عليكم بالتواصل و التباذل ،

و إيّاكم و التدابر و التقاطع و التفرّق و تعاونوا على البرّ و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا اللّه ان اللّه شديد العقاب١ حفظكم من أهل بيت و حفظ فيكم نبيّكم ، استودعكم اللّه و اقرأ عليكم السلام و رحمة اللّه ثم لم ينطق إلاّ بلا إله إلاّ اللّه حتى قبض ، و ذلك في شهر رمضان سنة ( ٤٠ ) إلى أن قال و قال عليه السلام يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون :

قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلنّ إلاّ قاتلي ، انظر يا حسن إذا أنا متّ من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، و لا تمثّل بالرجل فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : إياكم و المثلة و لو أنّها بالكلب العقور .

و روى الثاني عن أبي مخنف عن عطية بن الحرث عن عمر بن تميم و عمرو بن أبي بكار : انّه عليه السلام لمّا ضرب جمع له أطباء الكوفة إلى أن قال في وصيته عليه السلام :

ــــــــــــ

 ( ١ ) المائدة : ٢ .

٦٧

اوصيك يا حسن و جميع ولدي و أهل بيتي و من بلغه كتابي هذا بتقوى اللّه ربّنا و لا تموتن إلاّ و أنتم مسلمون و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرقوا١ ، فإنّي سمعت رسول اللّه يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة و الصيام و إنّ المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البيت ، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن اللّه عليكم الحساب ، اللّه اللّه في الايتام فلا تغيّرن أفواههم و لا يضيعوا بحضرتكم ، و اللّه اللّه في جيرانكم فإنّها وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مازال يوصينا بهم حتى ظننا أنّه سيورثهم ، و اللّه اللّه في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم ، و اللّه اللّه في الصلاة فإنّها عماد دينكم و اللّه اللّه في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا ، و اللّه اللّه في صيام شهر رمضان فانّه جنّة من النار ، و اللّه اللّه في الجهاد في سبيل اللّه بأموالكم و أنفسكم ، و اللّه اللّه في زكاة أموالكم فإنها تطفئ غضب ربكم ، و اللّه اللّه في ذرية نبيّكم فلا يظلمن بين أظهركم ، و اللّه اللّه في أصحاب نبيّكم فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أوصى بهم ، و اللّه اللّه في الفقراء و المساكين فاشركوهم في معايشكم ، و اللّه اللّه في ما ملكت ايمانكم ثم قال :

الصلاة الصلاة ، لا تخافوا في اللّه لومة لائم فانّه يكفيكم من بغى عليكم و أرادكم بسوء قولوا للناس حسنا٢ كما أمركم اللّه ، و لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولّى الأمر غيركم و تدعون فلا يستجاب لكم ،

عليكم بالتواصل و التباذل و التبار ، و إيّاكم و التقاطع و التفرّق و التدابر و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان٣ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) آل عمران : ١٠٢ ١٠٣ .

 ( ٢ ) البقرة : ٨٣ .

 ( ٣ ) المائدة : ٢ .

٦٨

و مثله الكليني إلاّ أنّه زاد بعد قوله « و لا يضيعوا بحضرتكم » : فقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : من عال يتيما حتى يستغني أوجب اللّه عز و جل له بذلك الجنّة ، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار .

و زاد بعد قوله « لم تناظروا » : و أدنى ما يرجع به من اللّه أن يغفر له ما قد سلف .

و زاد بعد قوله « بأموالكم و أنفسكم » : و ألسنتكم فإنّما يجاهد رجلان :

إمام هدى ، أو مطيع له مقتد بهداه .

و فيه : اللّه اللّه في ذريّة نبيّكم ، فلا يظلمنّ بحضرتكم و بين ظهرانيكم ،

و أنتم تقتدرون على الدفع عنهم .

و زاد بعد قوله « في أصحاب نبيّكم » : الذين لم يحدثوا حدثا و لم يؤوا محدثا .

و زاد بعد قوله « أوصى بهم » : و لعن المحدث منهم و من غيرهم ،

و المؤوي للمحدث .

و فيه : اللّه اللّه في النساء و ما ملكت أيمانكم فإنّ آخر ما تكلّم به نبيّكم أن قال : اوصيكم بالضعيفين : النساء و ما ملكت ايمانكم .

و فيه : فيولّى الأمر شراركم .

و في آخره : حتى قبض في ثلاث ليال من العشر الأواخر ، ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان ، ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة ، و كان ضرب ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان .

و قال الرابع١ في رسم وصية فقيهة : روى عن سليم بن قيس الهلالي قال : شهدت وصيّة عليّ عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام ، و أشهد على

ــــــــــــ

 ( ١ ) الفقيه ٤ : ١٣٩ ١٤١ ح ٢ ب ٨٦ .

٦٩

وصيته الحسين و محمّدا و جميع ولده و رؤساء أهل بيته و شيعته ، ثم دفع إليه الكتاب و السلاح ثم قال : يا بني أمرني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أن أوصي إليك ، و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إليّ و دفع إليّ كتبه و سلاحه ، و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين ثم أقبل على ابنه الحسين عليه السلام فقال : و أمرك النبيّ أن تدفع إلى ابنك عليّ بن الحسين ثم أقبل على ابنه عليّ بن الحسين عليه السلام فقال : و أمرك النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أن تدفع وصيّتك إلى ابنك محمّد بن عليّ ، فأقرئه من رسول اللّه و منّي السلام ثم أقبل على ابنه الحسن فقال : يا بني أنت ولي الأمر و ولي الدم ، فإن عفوت فلك و إن قتلت فضربة مكان ضربة إلى أن قال ثم إنّي اوصيك يا حسن و جميع ولدي و أهل بيتي و من بلغه كتابي من المؤمنين بتقوى اللّه ربّكم و لا تموتن إلاّ و أنتم مسلمون و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرقوا و إذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم١ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول :

« صلاح ذات البيت أفضل من عامة الصلاة و الصيام » إلى أن قال ثم لم يزل يقول : « لا إله إلاّ اللّه » حتى قبض عليه السلام في أول ليلة من العشر الأواخر ، آخر ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان ، ليلة الجمعة لأربعين سنة مضت من الهجرة .

و رواه ( تحف العقول )٢ إلاّ أنّه قال : « كتابه إلى ابنه الحسن عليه السلام » و عن ( كشف الغمة )٣ و عن ( أمالي الزجاج ) أيضا روايته .

و روى ( المروج )٤ صدره و رواه كتاب ( المعمرون ) لأبي حاتم

ــــــــــــ

 ( ١ ) آل عمران ١٠٢ ١٠٣ .

 ( ٢ ) تحف العقول : ١٩٧ .

 ( ٣ ) كشف الغمة ٢ : ٥٧ .

 ( ٤ ) المروج ٢ : ٤٢٥ .

٧٠

السجستاني باسناده عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه ، و بآخر صدره هكذا :

اوصيكما بتقوى اللّه ، و لا تبغيا الدنيا و لا تبكيا على شي‏ء منها زوي عنكما ،

قولا الحق و ارحما اليتيم و أعينا الضايع و أضيفا الجائع ، و كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا ، و لا تأخذكم في اللّه لومة لائم .

و روى بعده باسناده عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام هكذا : و إنّي اوصيك يا حسن و جميع ولدي و من بلغه كتابي هذا بتقوى اللّه ربكم و لا تموتن إلاّ و أنتم مسلمون و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرّقوا فإنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : صلاح ذات البين أفضل من عام الصيام و الصلاة انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن اللّه عليكم الحساب ، و اللّه اللّه في الأيتام فلا تغيرن أفواههم بحضرتكم ، و اللّه اللّه في الضعيفين فإنّ آخر ما تكلّم به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن قال : اوصيكم بالضعيفين خيرا ، و اللّه اللّه في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم ، و اللّه اللّه في الصلاة فإنّها عمود دينكم ، و اللّه اللّه في الزكاة فإنّها تطفئ غضب ربّكم عنكم ، و اللّه اللّه في صيام رمضان فإنّ صيامه جنّة لكم من النار ، و اللّه اللّه في الحج فإنّ بيت اللّه إذا خلا لم تناظروا ،

و اللّه اللّه في الفقراء و المساكين فشاركوهم في معايشكم و أموالكم ، عليكم يا بني بالبرّ و التواصل و التبارّ ، و إيّاكم و التقاطع و التدابر و التفرّق ، و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان١ حفظكم اللّه من أهل بيت .

و روى ذيله هكذا : و أخبرونا أنّ الحسن عليه السلام قال لابن ملجم لمّا أراد قتله : إنّ أبي قال : يا بني إيّاكم أن تخوضوا في دماء المسلمين و أن تقولوا : قتل أمير المؤمنين ، ألا لا يقتلنّ فيّ إلاّ قاتلي ، و ضربة بضربة ، فإيّاك يا حسن

ــــــــــــ

 ( ١ ) المائدة : ٢ .

٧١

و المثلة ، فإنّ رسول اللّه نهى عنها و لو بالكلب العقور .

قال : قال : ابن ملجم و اللّه أن كان أبوك ما علمنا لعدلا في الرضاء و الغضب إلاّ ما كان من يوم صفّين حين حكّم في دين اللّه ، أفشكّ أبوك في دينه ؟ قال : فضربه ضربة تلقاه بخنصره فقطعها ، ثم ضربه اخرى في الموضع الذي ضرب أباه فقتله .

قول المصنف : « لمّا ضربه ابن ملجم » في ( الإرشاد )١ قال أبوبكر بن أبي عياش : لقد ضرب عليّ عليه السلام ضربة ما كان في الإسلام أعزّ منها يعني :

ضربته عمرو بن عبدود يوم الخندق و لقد ضرب عليه السلام ضربة ما ضرب في الإسلام أشأم منها يعني : ضربة ابن ملجم له عليه السلام و لو كان المصنف قال :

« بعد ضربه عند احتضاره » كان أولى ، فقد عرفت من الطبري أنّه لم ينطق بعد الوصيه إلاّ بالهيللة حتى قبض ، و كذلك من رواية ( الفقيه )٢ .

قوله عليه السلام اوصيكما بتقوى اللّه » . و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا .

و يرزقه من حيث لا يحتسب .٣ و لو أنّ أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض .٤ ، . انّما يتقبّل اللّه من المتّقين٥ ، تلك الجنّة التي نورث من عبادنا من كان تقيّا٦ ،

و إن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتّقوا

ــــــــــــ

 ( ١ ) الإرشاد ١ : ١٠٥ .

 ( ٢ ) الفقيه ٤ : ١٣٩ ١٤١ ح ٢ ب رسم الوصية ٨٦ .

 ( ٣ ) الطلاق : ٢ ٣ .

 ( ٤ ) الأعراف : ٩٦ .

 ( ٥ ) المائدة : ٢٧ .

 ( ٦ ) مريم : ٦٣ .

٧٢

و نذر الظالمين فيها جثيّا١ .

« و أن لا تبغيا » أي : تطلبا .

« الدنيا و ان بغتكما » . و ما الحياة الدّنيا إلاّ متاع الغرور٢ ، . مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح .٣ أفرأيت ان متّعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون٤ .

و في الخبر : تمثّلت الدنيا للمسيح عليه السلام في زيّ امرأة زرقاء ، فقال لها : كم تزوجت ؟ قالت : لا احصي قال : اطلّقوك ؟ قالت : لا ، بل كلاّ قتلت قال : ويح أزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين ؟

و لنعم ما قيل بالفارسية :

چه طفل با همه با زيد بى وفايى كرد

عجبتر آنكه نگشتند ديگران استاد

أيضا :

مجو درستى عهد از جهان سست نهاد

كه اين عجوزه عروس هزار داماد است

أيضا :

بعشوه كه سپهرت دهد ز ره مرو

ترا كه گفت كه اين زال ترك دستان گفت

أيضا :

ــــــــــــ

 ( ١ ) مريم : ٧١ ٧٢ .

 ( ٢ ) الحديد : ٢٠ .

 ( ٣ ) الكهف : ٤٥ .

 ( ٤ ) الشعراء : ٢٠٥ ٢٠٧

٧٣

برو از خانه گردون به در و نان مطلب

كين سيه كاسه در آخر بكشد مهمانرا

و حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة .

« و لا تأسفا على شي‏ء منها زوي عنكما » لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم .١ « ودع عنك من همومها لمّا أيقنت به من فراقها » .

« و قولا للحق » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : ( بالحق ) كما في ( ابن أبي الحديد٣ و ابن ميثم٤ و الخطية ) .

كنوا قوامين بالقسط شهداء للّه و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين .٥ .

و في ( الاستيعاب )٦ : قدم قيس بن خرشة القيسي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قال له : ابايعك على ما جاءك من اللّه و على أن أقول بالحق فقال له : يا قيس عسى أن يمرّ بك الدهر أن يليك ولاة لا تستطيع ان تقول لهم الحق قال : لا و اللّه إلاّ وفيت .

فقال صلّى اللّه عليه و آله إذن لا يضرّك بشر قال : فكان قيس يعيب زيادا و ابنه عبيد اللّه بعده ،

فبلغ ذلك عبيد اللّه فأرسل إليه ، فقال : أنت الذي تفتري على اللّه و على رسوله ؟

فقال : لا و اللّه و لكن ان شئت أخبرتك بمن يفتري على اللّه و رسوله قال و من هو ؟ قال : من ترك العمل بكتاب اللّه و سنّة نبيه قال : و من ذلك ؟ قال : أنت و أبوك و من أمّركما قال : و أنت الذي تزعم أنّه لا يضرّك بشر ؟ قال : نعم ، قال : لتعلمنّ

ــــــــــــ

 ( ١ ) الحديد : ٢٣ .

 ( ٢ ) الطبعة المصرية ٣ : ٨٥ .

 ( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٧ : ٥ .

 ( ٤ ) شرح ابن ميثم ٥ : ١١٩ .

 ( ٥ ) النساء : ١٣٥ .

 ( ٦ ) الاستيعاب ٣ : ٢٤٣ .

٧٤

اليوم أنّك كاذب ، إيتوني بصاحب العذاب فمال قيس عند ذلك فمات .

و قال الصادق عليه السلام : ثلاث من المنجيات : القصد في الغنى و الفقر ،

و الخوف من اللّه في السرّ و العلن ، و القول بالحق في الرضا و السخط .

أيضا : ثلاثة هم أقرب الخلائق إلى اللّه عز و جل يوم القيامة ، حتى يفرغ النّاس من الحساب : رجل لم يدعه غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده ،

و رجل مشى بين اثنين فلم يمل من أحدهما على الآخر بشعيرة ، و رجل قال الحق في ماله و عليه .

« و اعملا للأجر » هكذا في ( المصرية١ و ابن أبي الحديد٢ و ابن ميثم )٣ و لكن في الخطية : « للآخرة » .

و المراد واحد ، فإنّ المراد بالأجر ثواب الآخرة : قال تعالى : . و إنّ الدار الآخرة لهي الحيوان .٤ ، و إنّ الآخرة هي دار القرار٥ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين٦ .

و في الخبر : إذا دعيت إلى وليمة و جنازة فأجب الجنازة ، لأنّها تذكرك الآخرة ، و لا تجب الوليمة لأنّها تذكرك الدنيا .

من أصلح أمر آخرته أصلح اللّه أمر دنياه .

أيضا : ليس ذئبان ضاريان أفسد لقطيعة غنم من حبّ مال الدنيا

ــــــــــــ

 ( ١ ) الطبعة المصرية ٣ : ٨٥ .

 ( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٧ : ٥ .

 ( ٣ ) ابن ميثم ٥ : ١١٩ .

 ( ٤ ) العنكبوت : ٦٤ .

 ( ٥ ) غافر : ٣٩ .

 ( ٦ ) القصص : ٨٣ .

٧٥

و جاهها لدين امرئ مسلم .

« و كونا للظالم خصما » . فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر اللّه .١ ، و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار .٢ .

و في الخبر : أنّ قوما من بني إسرائيل ممّن آمن بموسى جاؤا إلى فرعون لينتفعوا من دنياه إلى أن يفرّج اللّه لموسى عليه السلام و أصحابه ، فبقوا عنده حتى أذن اللّه تعالى في هلاكهه و غرقه ، فركبوا خيولهم ليلحقوا بموسى فبعث اللّه تعالى ملكا ضرب وجوه خيولهم ، و ردّهم إلى فرعون حتى غرقوا معه .

و في الخبر : أنّ الصادق عليه السلام قال لعذافر : نبئت أنّك تعامل أبا أيوب و الربيع ، فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة ؟ فوجم . فقال عليه السلام له :

خوّفتك بما خوّفني اللّه به٣ .

أيضا : من عذر ظالما سلّطه اللّه عليه ، و يكون شريكه في الوزر و يشهد له قوله تعالى : فعقروها٤ ، و قوله . فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين٥ .

« و للمظلوم عونا » في الخبر : ما من مؤمن يخذل أخاه و هو يقدر على نصرته إلاّ خذله اللّه في الدنيا و الآخرة .

أيضا : إغاثة المظلوم من الفرائض ، فمن لم يقدر على إغاثته فلا يحضر مشهد ظلمه .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الحجرات : ٩ .

 ( ٢ ) هود : ١١٣ .

 ( ٣ ) الكافي ٥ : ١٠٥ بتصرّف .

 ( ٤ ) هود : ٦٥ ، و الشعراء : ١٥٧ ، و الشمس : ١٤ .

 ( ٥ ) آل عمران : ١٨٣ .

٧٦

و في ( الكشي )١ : عن الرضا عليه السلام : أنّ حذيفة لمّا حضرته الوفاة و كان آخر الليل قال لابنته : أيّة ساعة هذه ؟ قالت : آخر الليل قال : الحمد للّه الذي بلّغني هذا المبلغ و لم اوال ظالما على صاحب حق ، و لم اعاد صاحب حقّ .

« اوصيكما و جميع ولدي و أهلي و من بلغه كتابي بتقوى اللّه » كرّر عليه السلام الأمر بالتقوى لأهميّتها ، و كان عليه السلام قلّما يستقر به المنبر إلاّ أمر بها و في الخبر :

التقى رئيس الأخلاق و يكفي في أهميّتها قوله تعالى : . كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون٢ ، و قال تعالى : . إنّ الأرض يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتّقين٣ .

« و نظم أمركم » و عنهم عليهم السلام : من أصبح لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس منّا .

« و صلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله » هكذا في ( المصرية٤ و ابن أبي الحديد )٥ و لكن في ( ابن ميثم٦ و الخطية ) : « جدّكما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله » و زاد ( المصرية ) : « و سلم » و ليس في غيرها .

« يقول صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام » و كان عليه السلام يقول :

« لئن أصلح بين اثنين أحبّ إليّ من أن أتصدّق بدينارين » و يكفي في أهميّته قولهم عليهم السلام : « المصلح ليس بكاذب » مع تسمية الكذب فسوقا .

و كان الصادق عليه السلام يقول للمفضّل : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكشي : ٣٦ ح ٧٢ .

 ( ٢ ) البقرة : ١٨٣ .

 ( ٣ ) الأعراف : ١٢٨ .

 ( ٤ ) الطبعة المصرية ٣ : ٨٥ .

 ( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٧ : ٥ .

 ( ٦ ) شرح ابن ميثم ٥ : ١٢٠ .

٧٧

و عن أبي حنيفة سائق الحاج : مرّ بنا المفضّل و أنا و ختني نتشاجر في ميراث ، فقال : تعالوا معي إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم ،

و قال : إنّها ليست من مالي و لكن أمرني أبو عبد اللّه عليه السلام إذا نازع رجلان منّا أن أصلح بينهما من ماله .

و مرّ أنّ رواية أبي الفرج و الكليني زاد : و ان المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين .

« اللّه اللّه في الأيتام » في ( مجالس ثعلب ) : قيل : أصل اليتم : الغفلة ، و منه سميّ اليتيم لأنّه يغفل عنه .

« فلا تغبوا » قال الجوهري : فلان لا يغبنا عطاؤه ، أي : لا يأتينا يوما دون يوم ، بل يأتينا كلّ يوم .

« أفواههم » و قد عرفت أنّ في رواية أبي الفرج و الكليني : فلا تغيرن أفواههم قيل : أي لا تغيرن أفواهم بالجوع أو تكرار السؤال ، لأنّ السائل ينضب ريقه و تنشف لهواته ، فيتغيّر ريح فمه .

قلت : و الظاهر أنّ المراد بغب الأفواه : ما يعبّر عنه بالفارسية بقولهم :

« دهن آب كندن » فإنّهم إذا رأوا الأغنياء يأكلون الأطعمة اللذيذة و لا يطعمونهم ، أو يذهبون بالفواكه المتنوّعة إلى بيوتهم و لا يعطونهم منها ،

يحصل لهم تلك الحالة .

« و لا يضيعوا بحضرتكم » و في الخبر : اتي إليه عليه السلام عسل و تين من همدان و حلوا ، فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامى ، فأمكنهم من رؤوس الازقاق يلعقونها و هو يقسمها للناس قدحا قدحا ، فقيل له : ما لهم يلعقونها ؟ فقال عليه السلام : إنّ الامام أبو اليتامى ، و إنّما ألعقتهم هذا برعاية الآباء .

٧٨

و قد عرفت أنّ في رواية أبي الفرج و الكليني١ : قال عليه السلام : قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله :

من عال يتيما حتى يستغني أوجب اللّه تعالى له بذلك الجنّة ، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار .

« و اللّه اللّه في جيرانكم ، فإنّها وصية نبيّكم ، مازال يوصي بهم حتى ظننا أنّه سيورّثهم » .

قال ابن أبي الحديد في خبر جابر : الجيران ثلاثة : جار له حق ، و جار له حقّان ، و جار له ثلاثة حقوق ، فصاحب الحق الواحد جار مشرك لا رحم له ،

فحقّه حق الجوار ، و صاحب الحقّين جار مسلم ليس بذي رحم ، و ذو الثلاثة جار مسلم ذو رحم ، و أدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتا قدرك أي :

شمّه إلاّ أن تقتدح له منها .

قلت : و عن الكاظم عليه السلام : كان في بني إسرائيل رجل مؤمن ، و كان له جار كافر ، فكان يرفق بالمؤمن و يوليه المعروف ، فلمّا أن مات الكافر بنى اللّه له بيتا في النار من طين ، و قيل له : هذا بما كنت تفعل في الدنيا بجارك فلان بن فلان من الرفق و توليه المعروف .

و في ( اعطاء أمان جهاد الكافي )٢ عن الصادق عن أبيه عليه السلام : قرأت في كتاب لعليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كتب كتابا بين المهاجرين و الأنصار و من لحق بهم من أهل يثرب إلى أن قال إنّ الجار كالنفس غير مضار و لا آثم ، و حرمة الجار على الجار كحرمة امّه و أبيه . .

هذا ، و في ( تاريخ بغداد )٣ : لمّا رجع عبد اللّه بن طاهر ذو اليمينين من

ــــــــــــ

 ( ١ ) فقط الكليني : ٣٦٠ .

 ( ٢ ) الكافي ٥ : ٣١ ح ٥ .

 ( ٣ ) تاريخ بغداد ٩ : ٤٨٦ .

٧٩

الشام بغداد نظر إلى دخان مرتفع في جواره فقال : ما هذا الدخان ؟ قيل :

يخبزون فقال : و يحتاج جيراننا أن يتكلّفوا ذلك ؟ ثم دعا حاجبه فقال : امض و معك كاتب و احص جيراننا ممّن لا يقطعهم عنّا شارع فمضى فأحصاهم فبلغ عدد صغيرهم و كبيرهم أربعة آلاف نفس ، فأمر لكلّ واحد منهم في كلّ يوم بمنوين خبزا و منّا لحم و من التوابل في كلّ شهر عشرة دراهم ، و الكسوة في الشتاء مائة و خمسين درهما و في الصيف مائة درهم ، و كان ذلك دأبه مدّة مقامه ببغداد ، فلمّا خرج انقطعت الوظائف إلاّ الكسوة ما عاش .

و في ( فتوح البلاذري ) : أراد رجل من بني دارم بيع داره فقال : أبيعها بعشرة آلاف درهم ثمنها ، و خمسة آلاف لجوار فيروز حصين فبلغ ذلك فيروز فقال له : امسك عليك دارك و أعطاه عشرة آلاف .

و في ( عيون القتيبي )١ : بلغ ابن المقفع أنّ جارا له يبيع دارا له لدين ركبه ، و كان يجلس في ظلّ داره ، فقال : ما قمت إذن بحرمة ظلّ داره إن باعها .

فحمل إليه ثمن الدار و قال له : لا تبعها .

و في ( كنايات الجرجاني ) : الأصل في قولهم : « جار أبي داود » أنّ كعب بن مامة الايادي كان إذا جاوره رجل فمات و أراه ، و إن هلك له شاة أو بعير أخلف عليه ، فجاوره أبو داود الايادي الشاعر فصار يفعل به ذلك ، فصارت العرب حمدت جارا حسن جواره قالوا : جار أبي داود ، قال قيس بن زهير العبسي حين جاور قرط بن أبي ربيعة الكلابي :

اطوّف ما اطوّف ثم آوي

إلى جار كاجار أبي داود

« و اللّه اللّه في القرآن لا يسبقنّكم بالعمل به غيركم » و لو لا العمل لكان مثلهم

ــــــــــــ

 ( ١ ) العيون للقتيبي ١ : ٣٣٩ .

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم ونكتب آثاركم فقال والله لكأنما مادت بهم الأرض حياء مما قال حتى إني لأنظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا ما يرفع عينيه من الأرض فلما رأى ذلك منهم قال رحمكم الله فما أردت إلا خيرا إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم قال فو الله لكأنما نشطوا من عقال.

٢٩٠ ـ وبهذا الإسناد ، عن محمد بن سليمان ، عن إبراهيم بن عبد الله الصوفي قال حدثني موسى بن بكر الواسطي قال قال لي أبو الحسن عليه‌السلام لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما

الشاقة.

قوله : « لنبلو أخباركم » أي ما يخبر به عن أعمالكم وأيمانكم ، أو ما تخبرون أنتم عن إيمانكم.

قوله عليه‌السلام: « آثاركم » أي أعمالكم.

قوله عليه‌السلام: « مادت » أي مالت وتحركت كناية عن اضطرابهم وشدة حالهم كان الأرض تتقلب عليهم أو كأنها تزلزل بهم.

قوله عليه‌السلام: « يرفض » قال الفيروزآبادي(١) : أرفض عرقا أي سال وجرى عرقه.

قوله عليه‌السلام: « كأنما أنشطوا من عقال » أي حلت عقالهم.

الحديث التسعون والمائتان : ضعيف.

وفي بعض النسخ عن محمد بن سليمان ، وفي بعضها عن محمد بن مسلم ، ولعله أظهر بالنظر إلى ما مر ، وقد عرفت أن الظاهر محمد بن سالم ، وعلى الأول الظاهر أنه مكان محمد بن مسلم في المرتبة.

قوله عليه‌السلام: « إلا واصفة » أي أهل القول الذين يصفون هذا الدين ، ويظهرون

__________________

(١) لم نعثر عليه في القاموس لا في مادّة « رفض » ولا « عرق » نعم ذكره الجزري في النهاية ج ٢ ص ٢٤٣. ولعلّه من سهو قلم المصنّف (ره) أو النسّاخ.

١٦١

خلص من الألف واحد ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي إنهم طال ما اتكوا على الأرائك فقالوا نحن شيعة علي إنما شيعة علي من صدق قوله فعله.

٢٩١ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله يقول تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم عليها‌السلام فيقال أنت أحسن أو هذه قد حسناها فلم تفتتن ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت فيجاء بيوسف عليه‌السلام فيقال أنت أحسن أو هذا قد حسناه فلم يفتتن ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول يا رب شددت علي

التدين به من غير أن يعملوا بشرائعه ، ويطيعوا إمامهم حق إطاعته.

قوله عليه‌السلام: « تمحصتهم » كذا في أكثر النسخ ، والظاهر « محصتهم » والمحص التصفية والتخليص من الغش والكدورات ، والتمحيص الاختبار والابتلاء.

قوله عليه‌السلام: « إلا ما كان لي » أي من أهل البيت أو مع خواص الأصحاب.

قوله عليه‌السلام: « على الأرائك » هي جمع أريكه وهي سرير في حجلة ، أو كل ما يتكأ عليه ، والغرض بيان غفلتهم وفراغتهم وعدم خوفهم واعتنائهم بالأعمال ويحتمل أن يكون الاتكاء على الأرائك كناية عن الاتكال على الأماني.

قوله عليه‌السلام: « من صدق قوله » بالنصب« فعله » بالرفع ، ويحتمل العكس أيضا على سبيل المبالغة ، أي كان فعله أصلا وقوله فرع ذلك.

الحديث الحادي والتسعون والمائتان : مجهول ويمكن أن يعد في الحسان أو الموثقات.

قوله عليه‌السلام: « قد افتتنت في حسنها » أي وقعت في الزنا ، ومباديها بسبب حسنها ويمكن أن تكون حالا أي تؤتى بها كائنة على حسنها التي كانت لها في الدنيا ، و

١٦٢

البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب عليه‌السلام فيقال أبليتك أشد أو بلية هذا فقد ابتلي فلم يفتتن.

٢٩٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل البصري قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول تقعدون في المكان فتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرءون ممن شئتم وتولون من شئتم قلت نعم قال وهل العيش إلا هكذا.

٢٩٣ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا.

كذا يجري الاحتمالان في سائر الفقرات.

الحديث الثاني والتسعون والمائتان : موثق ، إذ الظاهر أنه إسماعيل بن الفضل الثقة.

الحديث الثالث والتسعون والمائتان : موثق.

قوله عليه‌السلام: « لو يروون » هذا على مذهب من لا يجزم بلو ، وإن دخلت على المضارع ، لغلبة دخولها على الماضي ، أي لو لم يغيروا كلامنا ، ولم يزيدوا فيها لكانوا بذلك أعز عند الناس ، أما لأنهم كانوا يؤدون الكلام على وجه لا يترتب عليه فساد ، أو لأن كلامهم لبلاغته يوجب حب الناس لهم ، وعلم الناس بفضلهم إذا لم يغير فيكونقوله : « وما استطاع » بيان فائدة أخرى لعدم التغيير ، يرجع إلى المعنى الأول ، وعلى الأول يكون تفسيرا للسابق.

قوله عليه‌السلام: « فيحط إليها » أي ينزل عليها ويضم بعضها معها عشرا من عند نفسه فيفسد كلامنا ويصير ذلك سببا لإضرار الناس لهم ، وفي بعض النسخ [ لها عشرا ] وعلى هذا يحتمل معنى آخر بأن يكون الضمير فيقوله : « أحدهم » راجعا إلى الناس ، أي العامة ، أي يسمع أحدهم الكلمة الرديئة مما أضافه الراوي إلى كلامنا

١٦٣

٢٩٤ ـ وهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عز وجل : «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ »(١) قال هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن يقبل منهم

فيصير سببا لأن يحط ويطرح عشرا من كلامنا بسببها ، ولا يقبلها لانضمام تلك الكلمة إليها.

الحديث الرابع والتسعون والمائتان : موثق.

قوله عليه‌السلام: « هي شفاعتهم » لعل المراد دعاؤهم وتضرعهم ، كأنهم شفعوا لأنفسهم أو طلب الشفاعة من غيرهم فيقدر فيه مضاف ، ويحتمل أن يكون المراد بالشفاعة مضاعفة أعمالهم ، قال الفيروزآبادي : الشفع خلاف الوتر ، وهو الزوج وقد شفعه كمنعه وقوله تعالى : «مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً » أي من يزد عملا إلى عمل(٢) والظاهر أنه كان شفقتهم أي خوفهم فصحف ، وقد روي عنه عليه‌السلام أن المراد أنه خائف راج.

ومضى في الثامن والتسعين برواية جعفر بن غياث عنه عليه‌السلام « وهم مع ذلك خائفون وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله تعالى حيث يقول : » «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » « ما الذي آتوا به أتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية. وهم في ذلك خائفون أن لا تقبل منهم ، وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا ».

قوله عليه‌السلام: « أن لم يطيعوا » بالفتح أي لأن ، ويحتمل الكسر.

__________________

(١) سورة المؤمنون : ٦٠.

(٢) القاموس : ج ٣ ص ٤٧.

١٦٤

٢٩٥ ـ وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام ما من عبد يدعو إلى ضلالة إلا وجد من يتابعه.

٢٩٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الصلت ، عن رجل من أهل بلخ قال كنت مع الرضا عليه‌السلام في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقلت جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال مه إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.

٢٩٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول طبائع الجسم على أربعة فمنها الهواء الذي لا تحيا النفس إلا به وبنسيمه ويخرج ما في الجسم من داء وعفونة والأرض التي قد تولد اليبس والحرارة

الحديث الخامس والتسعون والمائتان : موثق.

الحديث السادس والتسعون والمائتان : مجهول.

ويدل على استحباب الأكل مع الخدم والموالي والعبيد ، والجلوس معهم على المائدة ، وإن الشرف بالتقوى لا بالأنساب.

الحديث السابع والتسعون والمائتان : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « طبائع الجسم على أربعة » أي مبنى طبائع جسد الإنسان وصلاحها على أربعة أشياء ، ويحتمل أن يكون المراد بالطبائع ما له مدخل في قوام البدن ، وإن كان خارجا عنه ، فالمراد أنها على أربعة أقسام.

قوله عليه‌السلام: « ويخرج ما في الجسم » يدل على أن لتحرك النفس مدخلا في دفع الأدواء عن الجسد ودفع العفونات كما هو الظاهر.

قوله عليه‌السلام: « والأرض » أي الثاني منها الأرض وهي تولد اليبس بطبعها ، والحرارة بانعكاس أشعة الشمس عنها فلها مدخل في تولد المرة الصفراء والسوداء.

قوله عليه‌السلام: « والطعام » هذا هو الثالثة منها ، وإنما نسب الدم فقط إليها

١٦٥

والطعام ومنه يتولد الدم ألا ترى أنه يصير إلى المعدة فتغذيه حتى يلين ثم يصفو فتأخذ الطبيعة صفوه دما ثم ينحدر الثفل والماء وهو يولد البلغم.

٢٩٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ـ عن قول الرجل للرجل جزاك الله خيرا ما يعني به فقال أبو عبد الله عليه‌السلام إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل الأوصياء وشيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى سمي بذلك النهر وذلك قوله تعالى : «فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ »(١) فإذا قال الرجل لصاحبه جزاك الله خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدها الله عز وجل لصفوته وخيرته من خلقه

لأنها أدخل في قوام البدن من سائر الأخلاط مع عدم مدخلية الأشياء الخارجة كثيرا فيها.

قوله عليه‌السلام« والماء » هذا هو الرابعة مدخليتها في تولد البلغم ظاهر.

الحديث الثامن والتسعون والمائتان : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « إن خيرا نهر في الجنة » يحتمل أن يكون أصل استعمال هذه الكلمة كان ممن عرف هذا المعنى وإرادة من لا يعرف غيره لا ينافيه ، على أنه يحتمل أن يكون المراد أن الجزاء الخير هو هذا وينصرف واقعا إليه وإن لم يعرف ذلك من يتكلم بهذه الكلمة.

قوله عليه‌السلام: « سمي » كذا في أكثر النسخ والظاهر سمين ، ويمكن أن يقرأ على البناء للمعلوم أي سماهن الله بها في قوله خيرات ، ويحتمل أن يكون المشار إليه النابت أي سمي النهر باسم ذلك النابت أي الجواري ، لأن الله سماهن خيرات.

__________________

(١) سورة الرحمن : ٧٠.

١٦٦

٢٩٩ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن في الجنة نهرا حافتاه حور نابتات فإذا مر المؤمن بإحديهن فأعجبته اقتلعها فأنبت الله عز وجل مكانها.

( حديث القباب )

٣٠٠ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء قال يا أبا حمزة هذه قبة أبينا آدم عليه‌السلام وإن لله عز وجل سواها تسعا وثلاثين قبة فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين.

٣٠١ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن عجلان أبي صالح قال دخل رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له جعلت فداك هذه قبة آدم عليه‌السلام قال نعم ولله قباب كثيرة ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربا أرضا بيضاء مملوة

الحديث التاسع والتسعون والمائتان : صحيح.

حديث القباب

الحديث الثلاثمائة : صحيح.

قوله عليه‌السلام: « تسعة وثلاثين قبة » يحتمل أن تكون تلك القباب محيطة بعضها ببعض بأن يكون المراد بها السماوات وما فوقها ، ومن الحجب ويكون المراد بسكانها الملائكة لكن الظاهر عدم الإحاطة ، والاحتمال الأول في الخبر الثاني ضعيف.

الحديث الحادي والثلاثمائة : صحيح والظاهر أبي صالح.

قوله عليه‌السلام: « أرضا بيضاء » أول بالبقاع والآفاق ، ولا يخفى بعده مع عدم الحاجة إليه.

١٦٧

خلقا يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عز وجل طرفة عين ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق يبرءون من فلان وفلان.

٣٠٢ ـ علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من خصف نعله ورقع ثوبه وحمل سلعته فقد برئ من الكبر.

٣٠٣ ـ عنه ، عن صالح ، عن محمد بن أورمة ، عن ابن سنان ، عن المفضل بن عمر قال كنت أنا والقاسم شريكي ونجم بن حطيم وصالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في الربوبية قال فقال بعضنا لبعض ما تصنعون بهذا نحن بالقرب منه وليس منا في تقية قوموا بنا إليه قال فقمنا فو الله ما بلغنا الباب إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء قد قام كل شعرة من رأسه منه وهو يقول لا لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم لا لا «بَلْ

قوله عليه‌السلام: « بنوره » أي بنور الشمس والقمر بل بنور آخر خلق الله بينهم فإطلاق المغرب يكون على سبيل مجاز المشاكلة ، أو المراد أنهم لا يستضيئون بنور تلك الكواكب ، بل بكواكب أخرى على أنه يحتمل أن يكون المراد الاستضاءة بالأنوار المعنوية والاهتداء بالأئمة عليهم‌السلام.

قوله عليه‌السلام: « من فلان وفلان » أي من أبي بكر وعمر.

الحديث الثاني والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « وحمل سلعته » أي متاعه وما يشتريه لأهله.

الحديث الثالث والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « في الربوبية » أي ربوبية الصادق عليه‌السلام أو جميع الأئمة عليهم‌السلام ولعله كان غرضهم ما نسب إليهم من أنه تعالى لما خلق أنوار الأئمة عليهم‌السلام فوض إليهم خلق العالم ، فهم خلقوا جميع العالم ، وقد نفوا عليهم‌السلام ذلك وتبرءوا منه ، ولعنوا من قال به ، وقد وضع الغلاة إخبارا في ذلك ويحتمل أن يكونوا توهموا

١٦٨

عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ».

٣٠٤ ـ عنه ، عن صالح ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن لإبليس عونا يقال له تمريح إذا جاء الليل ملأ ما بين الخافقين.

٣٠٥ ـ عنه ، عن صالح ، عن الوشاء ، عن كرام ، عن عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الوزغ فقال رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل فقال

حلولا أو اتحادا كالنصارى في عيسى عليه‌السلام وكأكثر الصوفية في جميع الأشياء ، تعالى الله عن جميع ذلك علوا كبيرا.

الحديث الرابع والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « ملأ ما بين الخافقين » لا ضلال الناس وإضرارهم ، أو للوساوس في المنام كما رواه الصدوق في أماليه عن أبيه بإسناده عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان وعن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان بن عثمان وعن محمد بن الحسين ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

سمعته يقول : « إن لإبليس شيطانا يقال له هزع يملأ المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام »(١) ولعله هذا الخبر فسقط عنه بعض الكلمات في المتن والسند ووقع فيه بعض التصحيف.

الحديث الخامس والثلاثمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « فإذا قتلته » فاغتسل المشهور بين الأصحاب استحباب ذلك الغسل واستندوا في ذلك بما ذكره الصدوق في الفقيه حيث قال : روي أن من قتل وزغا فعليه الغسل ، وقال بعض مشايخنا : أن العلة في ذلك أنه يخرج عن ذنوبه ، فيغتسل منها.(٢)

__________________

(١) الأمالي ص ١٢٥ ط بيروت.

(٢) الفقيه ج ١ ص ٤٤.

١٦٩

إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أتدري ما يقول هذا الوزغ قال لا علم لي بما يقول قال فإنه يقول والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا حتى يقوم من هاهنا قال وقال أبي ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا قال وقال إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد ثم لفوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده.

٣٠٦ ـ عنه ، عن صالح ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، عن عبد الملك بن بشير ، عن عثيم بن سليمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن الله بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة ويبعث القائم نقمة.

وقال المحقق في المعتبر : وعندي أن ما ذكره ابن بابويه ليس بحجة ، وما ذكره للعلل ليس طائلا أقول : لعلهم غفلوا عن هذا الخبر إذ لم يذكروه في مقام الاحتجاج.

قوله عليه‌السلام: « يولول » (١) أي يصوتقوله : « بشتيمة » هي الاسم من الشتم.

قوله عليه‌السلام: « إلا مسخ وزغا » إما بمسخه قبل موته أو يتعلق روحه بجسد مثالي على صورة الوزغ ، أو بتغيير جسده الأصلي إلى تلك الصورة كما هو ظاهر آخر الخبر ، لكن يشكل تعلق الروح به قبل الرجعة والبعث ، ويمكن أن يكون قد ذهب بجسده إلى الجحيم أو أحرق وتصور لهم جسده المثالي والله يعلم.

قوله عليه‌السلام: « درع حديد » لعلهم إنما فعلوا ذلك ليصير ثقيلا ، أو لأنه إن مسه أحد فوق الكفن لا يحس بأنه خشب.

الحديث السادس والثلاثمائة : ضعيف.

__________________

(١) النهاية ج ١ ص ٢٢٦.

١٧٠

٣٠٧ ـ عنه ، عن صالح ، عن محمد بن عبد الله ، عن عبد الملك بن بشير ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال كان الحسن عليه‌السلام أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرته وإن الحسين عليه‌السلام أشبه الناس ـ بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه.

٣٠٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام كم كان طول آدم عليه‌السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حواء قال وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن الله عز وجل لما أهبط آدم وزوجته حواء عليها‌السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء

الحديث السابع والثلاثمائة : ضعيف.

الحديث الثامن والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « بثنية الصفا » قال في النهاية : الثنية في الجبل كالعقبة فيه وقيل : هو الطريق العالي فيه وقيل : أعلى الميل في رأسه(١) .

قوله عليه‌السلام: « دون أفق السماء » أي عنده أو قريبا منه ، والآفاق النواحي.

اعلم إن هذا الخبر من المعضلات التي حيرت أفهام الناظرين والعويصات التي رجعت عنها بالخيبة أحلام الكاملين والقاصرين.

والإشكال فيه من وجهين.

أحدهما : أن قصر القامة كيف يصير سببا لرفع التأذي بحر الشمس.

والثاني : أن كونه عليه‌السلام سبعين ذراعا بذراعه ، يستلزم عدم استواء خلقته عليه‌السلام وأن يعسر عليه كثير من الاستعمالات الضرورية ، وهذا مما لا يناسب رتبة النبوة ، وما من الله به عليه من إتمام النعمة.

فأما الجواب عن الإشكال الأول فمن وجهين.

الأول : إنه يمكن أن يكون للشمس حرارة من غير جهة الانعكاس أيضا ، ويكون قامته عليه‌السلام طويلة جدا بحيث يتجاوز طبقة الزمهرير ، ويتأذى من تلك

__________________

(١) النهاية ج ١ ص ٢٢٦.

١٧١

وأنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه‌السلام أن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فاغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه واغمز حواء غمزة فيصير طولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها

الحرارة ويؤيده ما روي في بعض الأخبار العامية في قصة عوج بن عناق أنه كان يرفع السمك إلى عين الشمس ليشويه بحرارتها.

والثاني : أنه لطول قامته كان لا يمكنه الاستظلال ببناء ولا جبل ولا شجر فكان يتأذى من حرارة الشمس لذلك ، وبعد قصر قامته ارتفع ذلك وكان يمكنه الاستظلال بالأبنية وغيرها.

وأما الثاني فقد أجيب عنه بوجوه شتى.

الأول : ما ذكره بعض الأفاضل من مشايخنا أن استواء الخلقة ليس منحصرا فيما هو معهود الآن فإن الله تعالى قادر على خلق الإنسان على هيئات آخر كل منها فيه استواء الخلقة ، ومن المعلوم أن أعضاءنا الآن ليست بقدر أعضاء آدم عليه‌السلام وقامتنا ليست كقامته عليه‌السلام ، فالقادر على خلقنا دونه في القدر على تقصير طوله عن الأول ، قادر على أن يجعل بعض أعضائه مناسبا للبعض بغير المعهود ، وذراع آدم عليه‌السلام يمكن أن يكون قصيرا مع طول العضد ، وجعله ذا مفاصل ، أو لينا بحيث يحصل الارتفاق به ، والحركة كيف شاء كما يمكن بهذا الذراع والعضد.

والثاني : ما ذكره الفاضل المذكور أيضا وهو أن يكون المراد بالسبعين سبعين قدما أو شبرا ، وترك ذكر القدم أو الشبر لما هو متعارف شائع من كون الإنسان غالبا سبعة أقدام أو أن بقرينة المقام كان يعلم ذلك كما إذا قيل طول الإنسان سبعة تبادر منه الأقدام ، فيكون المراد به ، أنه صار سبعين قدما ، أو شبرا بالأقدام المعهودة في ذلك الزمان ، كما إذا قيل غلام خماسي ، فإنه يتبادر منه كونه خمسة أشبار ،

١٧٢

لتداول مثله واشتهاره ، وعلى هذا يكونقوله : « ذراعا » بدلا من السبعين ، بمعنى أن طوله الآن وهو السبعون بقدر ذراعه قبل ذلك ، وفائدة قوله حينئذ ذراعا بذراعه معرفة طوله أولا فإن من كون الذراع سبعين قدما مع كونه قدمين والقدمان سبعا القامة ، يعلم منه طوله الأول ، فذكره لهذه الفائدة ، على أن السؤال الواقع بقول السائل : كم كان طول آدم عليه‌السلام حين هبط إلى الأرض؟ يقتضي جوابا يطابقه وكذا قوله كم كان طول حواء فلو لا قوله ذراعا بذراعه وذراعا بذراعها لم يكن الجواب مطابقا ، لأن قوله دون أفق السماء مجمل ، فأفاد عليه‌السلام الجواب عن السؤال مع إفادة ما ذكره معه من كونه صار هذا القدر.

وأما ما ورد في حواء عليها‌السلام فالمعنى أنه جعل طول حواء خمسة وثلاثين قدما بالأقدام المعهودة الآن ، وهي ذراع بذراعها الأول فبالذراع يظهر أنها كانت على النصف من آدم ، ولا بعد في ذلك ، فإنه ورد في الحديث ما معناه أن يختار الرجل امرأة دونه في الحسب والمال والقامة ، لئلا تفتخر المرأة على الزوج بذلك وتعلو عليه ، فلا بعد في كونه أطول منها.

الثالث : ما ذكره الفاضل المذكور أيضا بأن يكون سبعين ـ بضم السين ـ تثنية سبع ، والمعنى أنه صير طوله بحيث صار سبعي الطول الأول ، والسبعان ذراع من حيث اعتبار الإنسان سبعة أقدام كل قدمين ذراع ، فيكون الذراع بدلا أو مفعولا بتقدير ـ أعني ـ وفي ذكر ذراعا بذراعه حينئذ الفائدة المتقدمة لمعرفة طوله أولا في الجملة ، فإن سؤال السائل عن الطول الأول فقط ، وأما حواء فالمعنى أنه جعل طولها خمسه ـ بضم الخاء ـ أي خمس ذلك الطول وثلثين تثنية ثلث أي ثلثي الخمس فصارت خمسا وثلثي خمس ، وحينئذ التفاوت بينهما قليل ، لأن السبعين في آدم عليه‌السلام أربعة من أربعة عشر والخمس وثلثا خمس من حواء خمسة من خمسة

١٧٣

عشر ، فيكون التفاوت بينهما يسيرا إن كان الطولان الأولان متساويين ، وإلا فقد لا يحصل تفاوت.

والفائدة في قوله ـ ذراعا بذراعها ـ كما تقدم ، فإن السؤال وقع بقوله وكم كان طول حواء ، ويحتمل بعيدا عود ضمير خمسه وثلثيه إلى آدم ، والمعنى أنها صارت خمس آدم الأول ، وثلثيه فتكون أطول منه أو خمسه وثلثيه بعد القصر ، فتكون أقصر ، والأول أربط وأنسب بما قبله مع مناسبة تقديم الخمس ، ومناسبة الثلاثين له ، ويقرب الثاني قلة التفاوت الفاحش على أحد الاحتمالين.

فإن قلت : ما ذكرت من السبعين من الأذرع والأقدام ينافي ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : « إن أباكم كان طوالا كالنخلة السحوق ستين ذراعا »(١) .

قلت : يمكن الجواب بأن ستين ذراعا راجع إلى النخلة لا إلى آدم عليه‌السلام ، فإنه أقرب لفظا ومعنى من حيث أن السحوق هي الطويلة ، ونهاية طولها لا يتجاوز الستين غالبا ، فقد شبه طوله عليه‌السلام بالنخلة التي هي في نهاية الطول ، ولا ينافي هذا كونه أطول منها ، فإن من التشبيه أن يشبه شيء بشيء بحيث يكون الشبه به مشهودا متعارفا في جهة من الجهات فيقال : فلان مثل النخلة ، ويراد به مجرد الطول والاستقامة ، مع أنه أقصر منها ، وقد يعكس ويحتمل كون المراد أن آدم صار ستين ذراعا ، وهذا التفاوت قد يحصل في الأذرع ، وهو ما بين الستين والسبعين أو لأن الذراع كما يطلق على المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى ، قد يطلق على الساعد ولو مجازا ، وعلى تقدير تثنية سبع يستقيم ، سواء رجع إلى آدم عليه‌السلام أم إلى النخلة ،

__________________

(١) البحار ج ١١ ص ١١٥.

١٧٤

أقول : يرد على الثالث أن الخمس وثلثي الخمس يرجع إلى الثلث ، ونسبة التعبير عن الثلث بهذه العبارة إلى أفصح الفصحاء بعيد عن العلماء.

الرابع : ما يروي عن شيخنا البهائي قدس‌سره من أن في الكلام استخداما بأن يكون المراد بآدم حين إرجاع الضمير إليه آدم ذلك الزمان من أولاده عليه‌السلام ، ولا يخفى بعده عن استعمالات العرب ، ومحاوراتهم مع أنه لا يجري ذلك في حواء إلا بتكلف ركيك ، نعم يمكن إرجاعهما إلى الرجل والمرأة ، بقرينة المقام لكنه بعيد أيضا غاية العبد.

الخامس : ما خطر بالبال بأن يكون إضافة الذراع إليهما على التوسعة والمجاز بأن نسب ذراع جنس آدم عليه‌السلام إليه وجنس حواء إليها ، وهو قريب مما سبق.

السادس : ما حل ببالي أيضا وهو أن يكون المراد بذراعه الذراع الذي قرره عليه‌السلام لمساحة الأشياء ، وهذا يحتمل وجهين.

أحدهما : أن يكون الذراع الذي عمله آدم عليه‌السلام مخالفا للذراع الذي عملته حواء عليها‌السلام.

وثانيهما : أن يكون الذراع المعمول في هذا الزمان واحدا ، لكن نسب في بيان طول كل منهما إليه لقرب المرجع.

السابع : ما سمحت به قريحتي وإن أتت ببعيد عن الأفهام ، وهو أن يكون المراد تعيين حد للغمز لجبرئيل عليه‌السلام بأن يكون المعنى اجعل طول قامته بحيث يكون بعد تناسب الأعضاء طوله الأول سبعين ذراعا بالذراع الذي حصل له بعد القصر والغمز ، فيكون المراد بطوله طوله الأول ، ونسبة التصيير إليه باعتبار أن كونه سبعين ذراعا ، إنما يكون بعد خلق ذلك الذراع ، فيكون في الكلام شبه قلب ، أي اجعل ذراعيه بحيث يكون جزء من سبعين جزء من طول قامته قبل الغمز ، و

١٧٥

مثل هذا الكلام قد يكون في المحاورات ، وليس تكلفه أكثر من بعض الوجوه التي ذكرها الأفاضل الكرام ، وبه يتضح النسبة بين القامتين ، إذ طول قامة مستوي الخلقة ثلاثة أذرع ونصف تقريبا ، فإذا كان طول قامة الأولى سبعين بذلك الذراع تكون نسبة القامة الثانية إلى الأولى نسبة واحد إلى عشرين أي نصف عشر ، وينطبق الجواب على السؤال ، إذ الظاهر منه أن غرض السائل استعلام طول قامته الأولى فلعله كان يعرف طول قامة الثانية لاشتهاره بين أهل الكتاب أو المحدثين من العامة بما رووا عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من ستين ذراعا ، فمع صحة تلك الرواية يعلم بانضمام ما أوردنا في حل خبر الكتاب أنه عليه‌السلام كان طول قامته أو لا ألفا ومائتي ذراع بذراع من كان في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو بذراع من كان في زمن آدم عليه‌السلام من أولاده.

الثامن : ما خطر ببالي أيضا لكن وجدته بعد ذلك منسوبا إلى بعض الأفاضل من مشايخنا (ره) ، وهو أن الباء في قوله بذراعه للملابسة يعني صير طول آدم سبعين ذراعا بملابسة ذراعه ، أي كما قصر من طوله قصر من ذراعه لتناسب أعضائه وإنما خص بذراعه لأن جميع الأعضاء داخلة في الطول ، بخلاف الذراع والمراد حينئذ بالذراع في قوله : « سبعين ذراعا » إما ذراع من كان في زمن آدم ، أو من كان في زمان من صدر عنه الخبر ، وهذا وجه قريب.

التاسع : أن يكون الضمير في قوله : « بذراعه » راجعا إلى جبرئيل عليه‌السلام أي بذراعه عند تصوره بصورة رجل ليغمزه.

ولا يخفى بعده من وجهين :

أحدهما : عدم انطباقه على ما ذكر في هذا الكتاب ، إذ الظاهر أن ـ صير ـ هنا بصيغة الأمر ، فكأن الظاهر على هذا الحل أن يكون بذراعك ، ويمكن توجيهه إذا قرئ بصيغة الماضي ، بتكلف تام.

١٧٦

٣٠٩ ـ عنه ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن الحارث بن المغيرة قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل أصاب أباه سبي في الجاهلية فلم يعلم أنه كان أصاب أباه سبي في الجاهلية إلا بعد ما توالدته العبيد في الإسلام وأعتق قال فقال فلينسب إلى آبائه العبيد في الإسلام ثم هو يعد من القبيلة التي كان أبوه سبي فيها إن كان [ أبوه ] معروفا فيهم ويرثهم ويرثونه.

٣١٠ ـ ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي جعفر

وثانيهما : عدم جريانه في أمر حواء لتأنيث الضمير إلا أن يتكلف بإرجاع الضمير إلى اليد ، ولا يخفى ركاكته وتعسفه.

العاشر : أن يكون الضمير راجعا إلى الصادق أي أشار عليه‌السلام إلى ذراعه ، فقال : ـ صيره سبعين ذراعا ـ بهذا الذراع أو إلى علي عليه‌السلام لما سبق أنه كان في كتابه ، وهذا إنما يستقيم علي ما في بعض النسخ ، فإن فيها في الثاني أيضا بذراعه ، وعلى تقديره يندفع الإشكال الأخير في الحل السابق أيضا ، لكن البعد عن العبارة باق ، ثم اعلم أن الغمز يمكن أن يكون باندماج الأجزاء وتكاثفها أو بالزيادة في العرض أو بتحليل بعض الأجزاء بأمره تعالى أو بالجميع والله يعلم.

الحديث التاسع والثلاثمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « أصاب أباه سبي » أي سبى جده أهل قبيلة في الجاهلية ثم ولد منه عبد ، وهكذا ثم أسلموا أو ولد عبيد في الإسلام أيضا ، وولد هذا العبد الأخير في الإسلام وأعتق ، فقال عليه‌السلام لا ينتسب إلى آبائه العبيد في الكفر لأنه لا يصلح الانتساب إلى الكفار ، ولعله على سبيل الفضل والأولوية.

قوله عليه‌السلام: « ثم هو يعد من القبيلة التي كان أبوه سبي فيها » أي قبيلته الأصلية التي سبي منها أي لا يقطع هذا السبي نسبته ، بل يرثهم ويرثونه إن كان معروف النسب فيهم.

الحديث العاشر والثلاثمائة : حسن.

١٧٧

عليه‌السلام قال إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال العز في الدنيا والآخرة والفلج في الدنيا والآخرة والمهابة في صدور الظالمين.

٣١١ ـ ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ثلاث هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة الصلاة في آخر الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولايته الإمام من آل محمد عليهم‌السلام قال وثلاثة هم شرار الخلق ابتلي بهم خيار الخلق ـ أبو سفيان أحدهم قاتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعاداه ومعاوية قاتل عليا عليه‌السلام وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن علي عليه‌السلام وعاداه حتى قتله.

٣١٢ ـ ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل إلا بالنية ولا عبادة إلا بالتفقه ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.

٣١٣ ـ ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن بريد بن معاوية قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج فبعث إلى رجل من

قوله عليه‌السلام: « والفلج » أي الظفر والفوز.

الحديث الحادي عشر والثلاثمائة : حسن.

الحديث الثاني عشر والثلاثمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « ولا عمل إلا بالنية » أي لا يكون العمل مقبولا إلا مع الإخلاص في النية ، وترك شوائب الرياء والأغراض الفاسدة وقد مر تحقيقه في شرح كتاب الإيمان والكفر(١) وكذا سائر الفقرات.

الحديث الثالث عشر والثلاثمائة : حسن.

قوله عليه‌السلام: « دخل المدينة وهو يريد الحج » هذا غريب إذا لمعروف بين أهل السير إن هذا الملعون بعد الخلافة لم يأت المدينة بل لم يخرج من الشام ، حتى

__________________

(١) ج ٨ ص ٨٨.

١٧٨

قريش فأتاه فقال له يزيد أتقر لي أنك عبد لي إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك فقال له الرجل والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني فكيف أقر لك بما سألت فقال له يزيد إن لم تقر لي والله قتلتك فقال له الرجل ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي عليه‌السلام ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر به فقتل.

( حديث علي بن الحسين عليه‌السلام مع يزيد لعنه الله )

ثم أرسل إلى علي بن الحسين عليه‌السلام فقال له مثل مقالته للقرشي فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس فقال له يزيد لعنه الله بلى فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع فقال له يزيد لعنه الله أولى لك حقنت دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك.

٣١٤ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن علي بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة ، عن محمد بن سعيد بن غزوان قال حدثني عبد الله بن المغيرة قال

مات ودخل النار ، ولعل هذا كان من مسلم بن عقبة ، وإلى هذا الملعون حيث بعثه لقتل أهل المدينة فجرى منه في قتل الحرة ما جرى ، وقد نقل أنه أجرى بينه وبين علي بن الحسين عليهما‌السلام قريب من ذلك ، فاشتبه على بعض الرواة.

قوله لعنه الله : « أولى لك » قال الجوهري : قولهم أولى لك تهدد ووعيد ، وقال الأصمعي : معناه قاربه ما يهلكه ، أي نزل به(١) انتهى ، وهذا لا يناسب المقام وإن احتمل أن يكون الملعون بعد في مقام التهديد ، ولم يرض بذلك عنه عليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون مراده أن هذا أولى لك وأحرى مما صنع القرشي.

الحديث الرابع عشر والثلاثمائة : ضعيف.

__________________

(١) الصحاح ج ٦ ص ٢٥٣٠.

١٧٩

قلت لأبي الحسن عليه‌السلام إن لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر فقال هما سيان من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين قال ثم قال إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا.

٣١٥ ـ محمد بن سعيد قال حدثني القاسم بن عروة ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصاف فلم يفعل ألبسه الله عز وجل الذل في الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا.

٣١٦ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن إبراهيم ابن أخي أبي شبل ، عن أبي شبل قال قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام ابتداء منه أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ووصلتمونا وجفانا الناس فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا ـ أما والله ما بين الرجل وبين أن يقر الله عينه إلا أن تبلغ

وفي أكثر النسخعلي بن محمد بن سعيد ، والظاهر إما سعد أو علي بن محمد بن أبي سعيد كما ذكرنا في ٢٨٩(١) .

قوله : « إن هذا نصب لك » لعل مراد الراوي بالناصب المخالف كما هو المصطلح في الأخبار ، وأنهم لا يبغضون أهل البيت ولكنهم يبغضون من قال بإمامتهم بخلاف الزيدية ، فإنهم كانوا يعاندون أهل البيت ، ويحكمون بفسقهم لعدم خروجهم بالسيف.

الحديث الخامس عشر والثلاثمائة : ضعيف.

قوله عليه‌السلام: « على الانتصاف » أي الانتقام.

الحديث السادس عشر والثلاثمائة : مجهول.

قوله عليه‌السلام: « فجعل الله تعالى محياكم محيانا » أي كمحيانا في التوفيق و

__________________

(١) أي في شرح الحديث المتقدّم برقم ٢٨٩.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608