بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 608

  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 50043 / تحميل: 7671
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا .١ و لو كانوا عملوا لعمرت دنياهم و آخرتهم ، و لو انّهم أقاموا التوراة و الإنجيل و ما انزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم .٢ .

و يشكو النبيّ صلّى اللّه عليه و آله من عدم عملهم في القيامة : و قال الرسول يا ربّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا٣ و قد وصّي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله به أيضا مثله عليه السلام فقال للناس : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، و عترتي أهل بيتي ، و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، و إنّهما حبلان ممدودان بينكم و بين اللّه ، و إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبدا » و لو كان حيّا لقاتل مسلمي اليوم كما قاتل الكفّار في حياته ، لعدم عملهم بكتاب اللّه ، قال تعالى : يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللّه و ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اللّه و رسوله .٤ .

روى الواحدي عن ابن عباس : أنّ اللّه تعالى لمّا أظهر رسوله على مكّة أتى بنو عمرو بن عمير من ثقيف و بنو المغيرة من مخزوم و كانوا يربون لثقيف إلى عتاب بن اسيد عامل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على مكة ، فقال بنو المغيرة : وضع على النّاس غيرنا و قال بنو عمرو : صولحنا على أنّ لنا ربانا فكتب عتّاب إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فنزلت الآية . .

و لمّا فتح مكّة قال : ألا إنّ كلّ ربا من ربا الجاهلية موضوع ، و أول ربا أضعه ربا عمّي العباس .

ــــــــــــ

 ( ١ ) الجمعة : ٥ .

 ( ٢ ) المائدة : ٦٦ .

 ( ٣ ) الفرقان : ٣٠ .

 ( ٤ ) البقرة : ٢٧٨ ٢٧٩ .

٨١

و في ( ذيل الطبري )١ : قال زياد بن لبيد : ذكر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله شيئا و قال : ذاك عند أوان ذهاب العلم فقلنا : و كيف يذهب العلم و نحن نقرأ القرآن ، و نقرئه أبناءنا و أبناءهم إلى يوم القيامة ؟ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثكلتك امّك زياد ان كنت لأراك أفضل رجل بالمدينة ، أو ليس هذه اليهود و النصارى يقرؤون التوراة و الإنجيل و لا يعملون بشي‏ء ممّا فيها ؟ و روى ( سنن أبي داود ) عن ديلم الحميريّ : قلت للنبي صلّى اللّه عليه و آله : إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا ، و إنّا نتّخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا و برد بلادنا فقال : هل يسكر ؟ قلت : نعم قال : فاجتنبوه قلت : إنّ النّاس غير تاركيه قال : فإن لم يتركوه فقاتلوهم .

و في ( تاريخ بغداد )٢ : قال محمّد بن عليّ المادراني وزير خمارويه بن أحمد ابن طولون : كنت اجتاز بتربة أبيه ابن طولون فأرى شيخا عنده يقرأ ملازما للقبر ، ثم لم أره مدّة ثم رأيته فقلت : ألست الذي كنت أراك عند قبر أحمد بن طولون تقرأ ؟ فقال : بلى ، كان وليّنا في هذا البلد ، و كان له علينا بعض العدل إن لم يكن الكلّ فأحببت أن أصله بالقرآن فقلت : فلم انقطعت عنه ؟ فقال :

رأيته في النوم و هو يقول : احبّ أن لا تقرأ عندي ، ما تمرّ بي آية ممّا تقرأ إلاّ قرعت بها ، و يقال لي : أما سمعت هذه الآية ؟

« و اللّه اللّه في الصلاة فإنّها عمود دينكم » قال تعالى حكاية عن عيسى :

و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حّا٣ ، و قال لنبيه صلّى اللّه عليه و آله : و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها .٤ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ١١ : ٥٧٥ .

 ( ٢ ) تاريخ بغداد ٣ : ٨١ .

 ( ٣ ) مريم : ٣١ .

 ( ٤ ) طه : ١٣٢ .

٨٢

و في الخبر : أحبّ الاعمال إلى اللّه الصلاة ، و هي آخر وصايا الأنبياء :

أيضا : لا تضيّعوا صلاتكم ، فإنّ من ضيّع صلاته حشر مع قارون و هامان ، و يدخل النار مع المنافقين .

أيضا : لا تنال شفاعتنا مستخفا بالصلاة .

« و اللّه اللّه في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن ترك لم تناظروا » في ( تنبيه المسعودي )١ : بطل الحج سنة ( ٣١٧ ) أيّام المقتدر ، فلم يحج أحد لدخول أبي طاهر القرمطي صاحب البحرين مكة ، و لم يبطل الحج منذ كان الإسلام غير تلك السنة .

في ( التهذيب )٢ عن ابراهيم بن ميمون قال : كنت عند أبي حنيفة جالسا فسأله رجل فقال : ما ترى في رجل قد حجّ حجّة الإسلام ، الحج أفضل أو العتق ؟ قال أبو حنيفة : العتق فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : كذب و اللّه و أثم ، الحجة أفضل من عتق رقبة و رقبة حتى عدّ عشر رقبات ثم قال : ويحه أي عتق رقبة فيه طواف بالبيت و سعي بين الصفا و المروة و وقوف بعرفة و حلق الرأس و رمي الجمار ، فلو كان كما قال لعطل النّاس الحجّ ، و لو فعلوا لكان ينبغي للإمام أن يجبرهم على الحجّ ، إن شاؤا و إن أبوا ، فإنّ هذا البيت إنّما وضع للحجّ .

و في ( الكافي )٣ عن الصادق عليه السلام : من خرج من مكة و هو لا يريد العود إليها فقد اقترب أجله و دنا عذابه .

و عنه٤ عليه السلام : لا يزال الدين قائما ما دامت الكعبة .

ــــــــــــ

 ( ١ ) التنبيه للمسعودي ٤ : ٣١٢ ، ضمن الجزء الرابع من المروج .

 ( ٢ ) التهذيب ٥ : ٢٢ ح ٦٦ ، ١٢ ب ٣ .

 ( ٣ ) الكافي ٤ : ٢٧٠ ح ٢ .

 ( ٤ ) الكافي ٤ : ٢٧١ ح ٤ .

٨٣

و عن١ إسحاق بن عمار : أنّ رجلا استشارني في الحجّ ، و كان ضعيف الحال فأشرت عليه ألاّ يحجّ ، فحكى ذلك لأبي عبد اللّه عليه السلام فقال لي : ما أخلقك أن تمرض سنة فمرضت سنة .

« و اللّه اللّه في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل اللّه » عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : من ترك الجهاد ألبسه اللّه عز و جل ذلاّ و فقرا في معيشته ، و محقا في دينه .

و عنه عليه السلام ما صلحت دنيا و لا دين إلاّ بالجهاد .

و في الخبر : جهاد النفس الجهاد الأكبر ، و إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال لقوم رجعوا من جهاد العدو : مرحبا بقوم قضوا الأصغر و بقي عليهم الأكبر .

« و عليكم بالتواصل و التباذل ، و إيّاكم و التدابر و التقاطع » عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لا يزال امتي بخير ما لم يتخاذلوا و أدوا الأمانة و آتوا الزكاة ، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين .

و في الخبر : إذا تهاجر اثنان ثلاثة أيّام برئ الإمام منهما ، و يغفر ليلة القدر لجميع النّاس إلاّ لأصناف منهم ، من كان مهاجرا لأخيه .

و في الخبر : ليس شي‏ء انكأ لابليس و جنوده من زيارة الإخوان في اللّه بعضهم لبعض ، و إنّ المؤمنين يلتقيان فيذكران اللّه تعالى ، ثم فضلنا أهل البيت ، فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلاّ تحدرت ، حتى إنّ روحه لتستغيث من شدّة ما تجد من الألم .

أيضا : لا يزال ابليس فرحا ما تهاجر المسلمان ، فإذا التقيا اصطكت ركبتاه و تخلعت أوصاله و نادى : يا ويله ما لقي من الثبور .

و روى ( سنن أبي داود ) : أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله دخل المسجد و هم حلق ، فقال :

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكافي ٤ : ٢٧١ ح ١ .

٨٤

مالي أراكم عزين ؟ قال الأعمش : كأنّه يحبّ الجماعة .

« لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، فيولّى عليكم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم » في ( تاريخ اليعقوبي )١ قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، لتأمرنّ بالمعروف و لتنهين عن المنكر ، أو لأولينّ عليكم شراركم و لأجعلنّ أموالكم في أيدي بخلائكم و لأمنعنكم قطر السماء ، ثم ليدعوني خياركم فلا استجيب لهم ، و يسترحموني فلا أرحمهم ، و يستسقوني فلا أسقيهم .

و في ( الأغاني )٢ عن حماد الرواية : ادخلت على أبي مسلم فاستنشدني فانشدته قول الأفوه :

تهدي الامور بأهل الرشد ما صلحت

و ان تولت فبالاشرار تنقاد

قال : أنا ذلك الذي تنقاد به النّاس و قالوا : إنّه قتل ستمائة ألف صبرا سوى ما في حروبه .

و عن الصادق عليه السلام : ما قرب المنكر بين أظهر قوم لا يغيّرونه إلاّ أوشك اللّه أن يعمّهم بعقاب من عنده .

و عنه عليه السلام : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه ، فمن نصرهما نصره اللّه و من خذلهما خذله اللّه ، و إذا ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليؤذن بوقاع من اللّه تعالى .

و في الخبر : أنّ اللّه تعالى ليعذّب الجعل في جحرها بحبس المطر من الأرض ، لخطايا من بحضرته و قد جعل اللّه له السبيل و المسلك إلى محل أهل الطاعة .

و في ( بيان الجاحظ ) عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : أنّ قوما ركبوا سفينة في البحر

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٠٨ .

 ( ٢ ) الأغاني ٧ : ٥٧ .

٨٥

فاقتسموا فصار لكلّ رجل منهم موضع ، فنقر رجل منهم موضعه بفأس ،

فقالوا له : ما تصنع ؟ فقال : هو مكاني أصنع فيه ما شئت فإن أخذوا على يديه نجا و نجوا ، و ان تركوه هلك و هلكوا .

و في ( تفسير القمي )١ عن الصادق عليه السلام : لمّا عملت بنو إسرائيل المعاصي و عتوا عن أمر ربهم ، أراد أن يسلّط عليهم من يذلّهم ، فأوحى إلى إرميا : ما بلد انتخبته من بين البلدان و غرست فيه من كرائم الشجر ، فأخلف فأنبت خرنوبا ؟ فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا : راجع ربّك ليخبرنا ما معنى هذا المثل ؟ فصام إرميا سبعا فأوحى تعالى إليه : أمّا البلد فبيت المقدس ،

و أمّا ما أنبت فيها فبنو إسرائيل الذين أسكنتهم فيها ، فعملوا بالمعاصي و غيّروا ديني و بدّلوا نعمتي كفرا ، فبي حلفت لا بتلينّهم بفتنة يظلّ الحكيم فيها حيرانا ، و لاسلّطن عليهم شر عبادي ولادة و طعاما ، يسلّط عليهم بالحيرة ،

فيقتل مقاتليهم و يسبي حريمهم و يخرّب بيتهم الذي يغترون به ، و يلقي حجرهم الذي يفتخرون به على النّاس في المزابل مائة سنة فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له : راجع ربّك ، إنّه ما ذنب المساكين و الضعفاء ؟

فصام إرميا ثم أكل أكلة فلم يوح إليه ، ثم صام سبعا فأوحى إليه : لتكفّن عن هذا أو لأردّن وجهك في قفاك ثم أوحى إليه : قل لهم : لأنّكم رأيتم المنكر فلم تنكروه فقال إرميا : ربّ أعلمني متى هو ؟ حتى آتيه و آخذ لنفسي و أهل بيتي أمانا منه قال : إيت موضع كذا و كذا فانظر إلى غلام : أشدّهم زمانة و أخبثهم ولادة و شرّهم غذاء ، فهو ذاك فأتى إرميا ذلك البلد فاذا هو بغلام زمن في خان ، على مزبلة وسط الخان ، و إذا له امّ تربي بالكسر و تفتها في القصعة و تحلب عليه خنزيرة لها ، ثم تدنيه من ذلك الغلام فيأكله ، فقال إرميا : إن كان

ــــــــــــ

 ( ١ ) تفسير القمي ١ : ٨٦ .

٨٦

في الدنيا الذي وصفه اللّه تعالى فهو هذا فدنا منه فقال له : ما اسمك ؟ قال : بخت النصر فعرفه أنّه فعالجه حتى برئ ثم قال له : تعرفني ؟ قال : لا ، إلاّ أنّك رجل صالح قال : أنا إرميا نبيّ بني إسرائيل ، أخبرني اللّه أنّه سيسلّطك على بني إسرائيل ، فتقتل رجالهم و تفعل بهم ما تفعل فتاه في نفسه في ذلك الوقت ، ثم قال له إرميا : اكتب لنا كتابا بأمان منك فكتب له كتابا ، و كان يخرج في الجبل و يحتطب و يبيعه في البلد ، فدعا إلى حرب بني إسرائيل فأجابوه و كان مسكنهم في بيت المقدس و اجتمع إليه بشر كثير ، فلمّا بلغ إرميا اقباله نحو بيت المقدس ، استقبله على حمار له و معه الأمان الذي كتبه له ، فلم يصل إليه من كثرة جنوده و أصحابه ، فصيّر الأمان على قصبة و رفعها ، فقال : من أنت ؟

فقال : إرميا النبيّ الذي بشّرتك بأنّك سيسلّطك اللّه على بني إسرائيل ، و هذا أمانك لي قال : أمّا أنت فقد آمنتك ، و أمّا أهل بيتك فأنا أرمي من هاهنا بيت المقدس ، فإن وصلت رميتي إليه فلا أمان لهم عندي ، و إن لم تصل فهم آمنون .

و انتزع قوسه و رمى نحو بيت المقدس ، فحملت الريح النشابة حتى علقها في بيت المقدس ، فقال : لا أمان لهم عندي فلمّا وافى نظر إلى جبل من تراب وسط المدينة ، فإذا دم يغلي وسطه ، كلّما القي عليه التراب خرج يغلي ، فقال : ما هذا ؟

قالوا : هذا نبيّ كان للّه فقتله ملوك بني إسرائيل ، و دمه يغلي ، و كلّما ألقينا عليه التراب خرج يغلي فقال : لأقتلنّ بني إسرائيل أبدا حتى يسكن هذا الدم و كان دم يحيى ، كان في زمانه ملك جبّار يزني بنساء بني إسرائيل ، و كان يمرّ بيحيى فقال له يحيى : اتّق اللّه أيها الملك ، لا يحلّ لك هذا ، فقالت له مرأة ممّن يزني بهن حين سكرا : اقتله فأمر أن يؤتى برأسه فأتوه به في طشت ، فكلّمه الرأس و قال له : يا هذا ، اتّق اللّه ، لا يحلّ لك هذا ثم غلى الدم في الطشت حتى فاض إلى الأرض ، فخرج يغلي و لا يسكن ، و كان بين قتل يحيى و خروج بخت

٨٧

النصر مائة سنة ، و لم يزل يقتلهم ، و كان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال و النساء و الصبيان و كلّ حيوان ، و الدم يغلي حتى أفناهم فقال : بقي أحد من هذه البلاد ؟ فقالوا : عجوز في موضع كذا و كذا فبعث إليها فضرب عنقها على ذلك الدم فسكن ، و كانت آخر من بقي .

« ثم قال : يا بني عبد المطلب لا ألفينكم » أي : لا أجدنّكم .

« تخوضون دماء المسلمين خوضا » فلو قتل جميع النّاس رجلا بغير حق لأكبّهم اللّه جميعا في النار .

« تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين » فأهل الدنيا إذا قتل أحد كبرائهم يقتلون به عدّة القاتل ، و غير القاتل و المحقق ، و غير المحقق كان سويد بن ربيعة التميميّ قتل أخا لعمرو بن هند ملك الحيرة و هرب ، فقتل عمرو سبعة من ولده و حلف ليقتلنّ مائة من قومه ، فقتل ثمانية و تسعين منهم إحراقا بالنار ، فرأى رجلا من براجم تميم الدخان يرتفع فقال : إنّ الملك يطعم النّاس فقصده فلمّا دنا قال له : من أنت ؟ قال : من البراجم قال : الشقيّ وافد البراجم و أمر به فالقي في النار ، ثم أتى بالحمراء بنت ضمرة فأحرقها ، و تحلّل من يمينه .

و لمّا قتل أبو لؤلؤة عمر ، اتّهم عبيد اللّه الهرمزان ملك تستر بشركته فقتله ، فطلب أمير المؤمنين عليه السلام من عثمان أن يقوده فأبى : فلمّا بويع عليه السلام هرب عبيد اللّه إلى معاوية حتى قتل في صفّين ، و اتّهم أيضا نصرانيا من أهل الحيرة فقتله مع ابنيه قال البلاذري : قال عبيد اللّه للهرمزان : مرّ بنا إلى فرس لي فمضى و عبيد اللّه خلفه فضربه بالسيف و هو غافل فقتله و قال الواقدي :

و كان جفينة العبادي من أهل الحيرة نصرانيا ظئرا لسعد بن أبي وقاص ،

فاتهمه عبيد اللّه بمشايعة أبي لؤلؤة ، فقتله و قتل ابنيه .

٨٨

و في ( الطبري )١ كان عبيد اللّه يقول :

و اللّه لأقتلنّ رجالا ممّن شرك في دم أبي يعرّض بالمهاجرين و الأنصار و نزع سعد السيف من يده ، بعد قتل جفينة ظئره و الهرمزان و ابنة أبي لؤلؤة .

و لمّا قتل مصعب أخا عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان ، نذر عبيد اللّه ليقتلنّ به مائة من قريش ، فقتل ثمانين ثم قتل مصعبا و جاء برأسه حتى وضعه بين يدي عبد الملك ، فسجد عبد الملك ، فهمّ أن يفتك به أيضا فارتدع و قال :

هممت و لم أفعل وكدت وليتني

فعلت و وليت البكاء حلائله

و قال :

قتلت من حي فهر بن مالك

ثمانين منهم ناشئون و شيّب

و كفى بهم رهن بعشرين أو يرى

على من الاصباح نوح مسلّب

و في ( الطبري )٢ : في حرب تميم و عبد اللّه بن خازم بخراسان في سنة ( ٦٥ ) و كان الأشعث بن ذؤيب العدوي أخو زهير قتل في تلك الحرب ، فقال زهير لأخيه و به رمق : من قتلك ؟ قال : لا أدري ، طعنني رجل على بر ذون أصفر .

فكان زهير لا يرى أحدا على بر ذون أصفر إلاّ حمل عليه ، فمنهم من يقتله و منهم من يهرب ، فتحامى أهل العسكر البراذين الصفر ، فكانت مخلاة في العسكر لا يركبها أحد .

« ألا لا يقتلن بي إلاّ قاتلي » روى ( اسد الغابة )٣ عن عبد اللّه بن سبع قال :

خطبنا عليّ فقال : و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة ، لتخضبن هذه من هذه فقال

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٣ : ٢٣٩ .

 ( ٢ ) تاريخ الطبري ٥ : ٦٢٦ .

 ( ٣ ) اسد الغابة ٤ : ٣٤ .

٨٩

رجل : لا يفعل ذلك أحد إلاّ أبرنا عترته فقال : اذكر اللّه و أنشد ألاّ يقتل بي إلاّ قاتلي .

و في ( الطبري )١ قالت قطام لابن ملجم : إنّي أطلب لك من يشدّ ظهرك و يساعدك على أمرك فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب ، يقال له :

وردان ، فكلّمته فأجابها ، و أتى ابن ملجم رجلا من أشجع ، يقال له : شبيب بن بجرة ، فقال له : هل لك في شرف الدنيا و الآخرة ؟ قال : ما ذاك ؟ قال : قتل عليّ .

قال : ثكلتك امّك لقد جئت شيئا إدّا ، كيف تقدر عليه ؟ قال : أكمن له في المسجد ، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه ، فإن نجونا شفينا أنفسنا و أدركنا ثأرنا ، و إن قتلنا فما عند اللّه خير قال : ويحك لو كان غير عليّ لكان أهون عليّ ،

قد عرفت بلاءه في الإسلام و سابقته مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و ما أجدني أنشرح لقتله .

قال : أما تعلم أنّه قتل أهل النهروان العباد الصالحين ؟ قال : بلى قال : فنقتله بمن قتل من إخواننا فأجابه ، فجاؤا قطام و هي في المسجد الأعظم معتكفة فقالوا لها : قد اجمع رأينا على قتل عليّ قالت : فإذا أردتم ذلك فأتوني ثم عاد إليها ابن ملجم في الليلة التي قتل في صبيحتها فقال : هذه الليلة التي و اعدت فيها صاحبيّ فدعت لهم بحرير فعصبتهم به ، و أخذوا أسيافهم و جلسوا مقابل السدّة التي يخرج منها عليّ ، فلمّا خرج ضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطاق ، و ضربه ابن ملجم في قرنه بالسيف ، و هرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه و هو ينزع الحرير عن صدره ،

فقال : ما هذا الحرير و السيف ؟ فأخبره بما كان ، فجاء بسيفه فعلا به وردان حتى قتله ، و خرج شبيب نحو أبواب كندة في الغلس ، و صاح النّاس فلحقه رجل من حضر موت ، يقال له : عويمر ، و في يد شبيب السيف فأخذه و جثم

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٤ .

٩٠

عليه الحضرمي : فلمّا رأى النّاس قد أقبلوا في طلبه و سيف شبيب في يده خشي على نفسه ، فتركه و نجا شبيب في غمار النّاس ، فشدّوا على ابن ملجم فأخذوه ، إلاّ أنّ رجلا من همدان يكنّى أبا ادماء أخذ سيفه فضرب رجله فصرعه ، و تأخر عليّ عليه السلام فرفع في ظهره جعدة بن هبيرة بن أبي وهب ،

فصلّى بالناس الغداة ، ثم قال عليّ عليه السلام : عليّ بالرجل فادخل عليه عليه السلام قال : أي عدوّ اللّه ، ألم أحسن إليك ؟ قال : بلى قال : فما حملك على هذا ؟ قال : شحذته أربعين صباحا ، و سألت اللّه أن يقتل به شرّ خلقه فقال عليه السلام : لا أراك إلاّ مقتولا به ، و لا أراك إلاّ من شرّ خلقه .

و رواية الطبري هذه دالة على قتل وردان مع ابن ملجم وفلت شبيب ،

و روى ( إرشاد المفيد )١ العكس ، فقال : و مضى شبيب هاربا حتى دخل منزله و دخل عليه ابن عم له ، فرآه يحل الحرير عند صدره ، فقال له : ما هذا ؟ لعلّك قتلت أمير المؤمنين ؟ فأراد أن يقول : لا ، قال : نعم فمضى و اشتمل على سيفه ،

ثم دخل عليه فضربه به حتى قتله إلى أن قال و أفلت الثالث و انسل بين النّاس .

و مثله أبو الفرج٢ ، و كذا المسعودي في ( المروج )٣ إن لم يكن في النسخة تصحيف ، و الصواب رواية الطبري من عدم قتل شبيب ، ففي ( كامل الجزري ) : لمّا أتى معاوية الكوفة أتاه شبيب كالمتقرّب إليه و قال له : أنا و ابن ملجم قتلنا عليّا فوثب معاوية من مجلسه مذعورا حتى دخل منزله ، و بعث إلى أشجع بأنّي رأيت شبيبا أو بلغني أنّه ببابي ، لأهلكنكم ، أخرجوه عن بلدكم .

ــــــــــــ

 ( ١ ) إرشاد المفيد ١ : ٢٠ .

 ( ٢ ) المقاتل لأبي الفرج : ٢١ ٢٢ .

 ( ٣ ) المروج للمسعودي ٢ : ٤٢٤ ٤٢٥ .

٩١

و كان شبيب إذا جنّ عليه الليل خرج فلم يلق أحدا إلاّ قتله ، فلمّا ولي المغيرة الكوفة خرج عليه بالطف قريب الكوفة ، فبعث إليه المغيرة خيلا عليها خالد بن عرفط و قيل : معقل بن قيس فاقتتلوا ، فقتل شبيب و قتل أصحابه .

و قريب منه في ( تاريخ اليعقوبي )١ ، و روى ( الكامل للمبرد )٢ أيضا :

قلت : شبيب ، و كذا ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) نقلا مقتله عليه السلام عن محمّد بن إسحاق و هشام بن محمّد و السدي و غيرهم ، و كذا ( كشف الغمّة )٣ نقلا عن ( مناقب الخوارزمي ) مرفوعا إلى إسماعيل بن راشد .

و رواية الطبري أيضا تضمّنت أنّ النّاس أخذوا ابن ملجم ، فأخذ أبو ادماء الهمداني سيفه فضرب رجله فصرعه .

و في ( المقاتل )٤ قال أبو مخنف : ذكرت همدان أنّ أبا ادماء منهم أخذه .

و قال يزيد بن أبي زياد : أخذه المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب و طرح عليه قطيفة ، ثم صرعه و أخذ السيف من يده و جاء به .

و المسعودي جمع بينهما فقال : قال عليّ عليه السلام : لا يفوتنّكم الرجل فشدّ النّاس على ابن ملجم يرمونه بالحصباء و يتناولونه و يصيحون ، فضرب ساقه رجل من همدان برجله ، و ضرب المغيرة بن نوفل بن الحرث وجهه فصرعه ، و أقبل به إلى الحسن عليه السلام .

و روى ( قرب الاسناد )٥ : أنّه عليه السلام لمّا ضرب وقع على ركبتيه و أخذه فالتزمه ، حتى أخذه النّاس .

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢١٢ .

 ( ٢ ) الكامل للمبرد ٢ : ١٦٧ .

 ( ٣ ) كشف الغمة ٢ : ٥٤ .

 ( ٤ ) المقاتل : ٢١ .

 ( ٥ ) قرب الاسناد : ٦٧ عن الصادق ٧ .

٩٢

و رواية الطبري و أبي الفرج تضمّنت أنّ اللعين ضربه عليه السلام لمّا ورد المسجد .

و روى ( أمالي الشيخ )١ : أنّه عليه السلام ضرب و هو ساجد ، و كذا ذكر ( تاريخ أعثم الكوفي ) و فيه : أنّ ابن ملجم فرّ فأخذه رجل من عبد القيس ، و كذا في ( مطالب سؤول ابن طلحة الشافعي ) ، و كذا روى ( فضائل شهر رمضان )٢ كما في أوّل الفصل .

ثمّ ما في ( البحار )٣ عن بعض الكتب : أنّهم قتلوا قطام أيضا ، لم يذكره غيره ، بل روى ( أغاني أبو الفرج )٤ في عمرو بن بانه : أنّ كثيّرا الشاعر كان غاليا في التشيّع و اخبر عن قطام صاحبة ابن ملجم في قدمة قدمها الكوفة ،

فأراد الدخول عليها ليوبخها . .

هذا و في ( أخبار الدينوري )٥ : خطب ابن ملجم إلى قطام ابنتها الرباب ،

و كان عليّ عليه السلام قتل أباها و أخاها و عمّها يوم النهر ، فقالت : لا ازوجك إلاّ على ثلاثة آلاف درهم و عبد وقينة و قتل عليّ عليه السلام فأعطاها ذلك و أملكها .

« انظروا » من الإنظار أي : امهلوا .

« إذا أنا متّ من ضربته هذه » و قد وصف اللعين ضربته كما في ( كامل المبرد ) فقال : اشتريت سيفي بألف درهم ، و ما زلت أعرضه فما يعيبه أحد إلاّ أصلحت ذلك العيب ، و لقد أسقيته السمّ حتى لفظه ، و لقد ضربته ضربة لو قسّمت على من بالمشرق و المغرب لأتت عليهم و قال اللعين : لقد ابتعته بألف

ــــــــــــ

 ( ١ ) الأمالي للشيخ ١ : ٣٧٥ .

 ( ٢ ) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ٢٣١ ح ٥٣ ب ٢٨ .

 ( ٣ ) البحار ٤٢ : ٢٩٨ .

 ( ٤ ) الأغاني لأبي الفرج ١٥ : ٢٨٣ .

 ( ٥ ) الأخبار للدينوري : ٢١٣ .

٩٣

و سممته بألف ، فإن خانني فأبعده اللّه و قال لامّ كلثوم لمّا قالت : ارجو ألاّ يكون عليه بأس : لقد ضربته ضربة لو قسّمت بين أهل الأرض لأهلكتهم .

« فاضربوه ضربة بضربة » و لابد أنّه عليه السلام قال بسيفه لمّا مرّ من خبر الطبري أن اللعين قال له عليه السلام : شحذته أربعين صباحا و سألت اللّه أن يقتل به شرّ خلقه ، فقال عليه السلام له : لا أراك إلاّ مقتولا به و أنت من شرّ خلقه .

و في ( كامل المبرد )١ : أنّ الحسن عليه السلام دعا بعد أبيه باللعين ، فقال له عليه السلام : إنّ لك عندي سرّا فقال الحسن عليه السلام : أتدرون ما يريد ؟ يريد أن يقرب من وجهي فيعض اذني فيقطعها .

و روى الكليني عن عليّ بن إبراهيم العقيليّ : أنّه عليه السلام قال للحسن عليه السلام :

إذا أنا متّ فاقتل ابن ملجم و احفر له في الكناسة ثم ارم به ، فإنّه واد من أودية جهنّم .

و في ( الطبري )٢ : أخذه النّاس بعد قتله فأدرجوه في بواري ، ثم أحرقوه بالنار و في ( المقاتل )٣ : استوهبت امّ الهيثم النخعية جيفته من الحسن عليه السلام فوهبها لها فأحرقتها .

و في ( المروج )٤ : و لمّا أرادوا قتله قال عبد اللّه بن جعفر : دعوني حتى اشفي نفسي منه فقطع يديه و رجليه ، و أحمى له مسمارا حتى إذا صار جمرة كحّله به ، فقال : إنّك لتكحل عمّك بملمول بصاص ثم إنّ النّاس أدرجوه في بواري ثم طلوها بالنفط ، و أشعلوا فيها النار فاحترق .

« و لا يمثّل بالرجل فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : إيّاكم و المثلة و لو

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكامل للمبرد ٢ : ١٦٧ .

 ( ٢ ) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٩ .

 ( ٣ ) المقاتل لأبي الفرج : ٢٦ .

 ( ٤ ) المروج ٢ : ٤٢٦ .

٩٤

بالكلب العقور » في ( الطبري )١ : أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حين رأى بحمزة أنّ بطنه بقر عن كبده و جدع أنفه و اذناه قال : لئن أظهرني اللّه على قريش في موطن من المواطن ، لامثّلنّ بثلاثين رجلا منهم فلمّا رأى أصحابه غيظه صلّى اللّه عليه و آله على ما فعل بعمّه قالوا : لئن ظهرنا عليهم يوما من الدهر ، لنمثّلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط فأنزل تعالى في قوله صلّى اللّه عليه و آله و قول أصحابه : و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين٢ فعفا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و نهى عن المثلة .

هذا ، و روى ( أمالي الشيخ )٣ عن الحسن بن عمران بن حصين قال : ما خطبنا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله خطبة أبدا إلاّ أمرنا فيها بالصدقة و نهانا عن المثلة قال : إلاّ و إنّ من المثلة أن ينذر الرجل أن يخرم أنفه ، و من المثلة أن ينذر الرجل أن يحجّ ماشيا ، فمن نذر ذلك فليركب و ليهد بدنة .

و عنهم عليهم السلام : حلق اللحية من المثلة ، و من مثّل فعليه لعنة اللّه .

هذا ، و روي ( مقاتل أبي الفرج )٤ بأسانيد : أنّ الحسن عليه السلام خطب بعد أبيه فقال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون بعمل ، و لا يدركه الآخرون بعمل ، و لقد كان يجاهد مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فيقيه بنفسه ، و لقد كان يوجّهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، و لقد توفي في هذه الليلة التي عرج فيها بعيسى عليه السلام و توفي فيها يوشع وصي موسى عليه السلام ، و ما خلّف صفراء و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم بقيت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم خنقته العبرة فبكى و بكى النّاس معه ،

ــــــــــــ

 ( ١ ) تاريخ الطبري ٢ : ٥٢٨ .

 ( ٢ ) النحل : ١٢٦ .

 ( ٣ ) الأمالي للشيخ ١ : ٣٦٩ .

 ( ٤ ) المقاتل لأبي الفرج : ٣٢ .

٩٥

ثم قال : أيّها النّاس ، من عرفني فقد عرفني ، و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن الداعي إلى اللّه باذنه ، أنا ابن السّراج المنير ،

أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا ، و الذين افترض مودّتهم في كتابه إذ يقول : . و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا .١ ، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت .

و رواه المسعودي٢ إلى قوله : « يشتري بها خادما لأهله » .

و أقول : في قوله عليه السلام « و لقد يجاهد مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فيقيه بنفسه » وقاه صلّى اللّه عليه و آله في مواضع و منها في احد حتى تعجب جبرئيل كما في الطبري٣ من عمله عليه السلام فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : إنّ هذه لهي المواساة فقال صلّى اللّه عليه و آله : و ما يمنعه من مواساتي ؟ فإنّه منّي و أنا منه فقال جبرئيل : و أنا منكما فسمعوا صوتا :

لا سيف إلاّ ذو الفقار

و لا فتى إلاّ عليّ

و في قوله : « أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا » أنّ أئمتهم صاروا سببا لتقديم الشّجرة الملعونة في القرآن معاوية و باقي بني اميّة على ذاك البيت المقدّس .

و في قوله عليه السلام : « و الذين افترض مودّتهم في كتابه ، أنّ الثلاثة صاروا سببا لتقديم من فرض لعنه حسبما لعنهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في المواطن و البراءة منهم على من افترض مودتهم و الصلوات عليهم ، و قد اعترف بذلك معاوية في كتابه إلى الحسن عليه السلام ، كما رواه ( مقاتل أبي الفرج )٤ .

هذا ، و في ( تاريخ أعثم الكوفي ) عن الحسن عليه السلام قال : كنت جالسا على

ــــــــــــ

 ( ١ ) الشورى : ٢٣ .

 ( ٢ ) المسعودي ٢ : ٤٢٦ .

 ( ٣ ) تاريخ الطبري ٤ : ١٢٠ ١٢١ .

 ( ٤ ) المقاتل لأبي الفرج : ٣٦ ٣٧ .

٩٦

باب الدار ساعة وفاة أبي عليه السلام فسمعت هاتفا يقول لآخر : أفمن يلقى في النار خير أمّن يأتي آمنا يوم القيامة فأجابه الآخر : بل من يأتي آمنا يوم القيامة١ ، فسمعت هاتفا آخر يقول : حان وفاة وصيّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و خرب ركن الإسلام فدخلت إلى أبي فاذا هو قد قضى .

و في ( أخبار الدينوري )٢ : و دفن عليّ عليه السلام ليلا ، و صلّى عليه الحسن عليه السلام و كبّر خمسا ، فلم يعلم أحد أين دفن ؟

هذا و قال عليه السلام : لا يمثّل بالرجل لأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال كذا و لكن لعن اللّه عبيد اللّه بن زياد كتب إلى عمر بن سعد في جواب كتابه إليه : هذا حسين قد أعطاني عهدا أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى : إنّي لم أبعثك إلى حسين لتكفّ عنه و لا لتطاوله ، و لا لتمنّيه السلامة و البقاء ، و لا لتقعد له عندي شافعا ،

انظر فإن نزل حسين و أصحابه على الحكم و استسلموا ، فابعث إليّ بهم سلما ،

و ان أبو فازحف إليهم حتى تقتلهم و تمثّل بهم ، فإنّهم لذلك مستحقون ، فإذا قتلته فأوطئ الخيل صدره و ظهره ، فإنّه عاق مشتاق قاطع ظلوم ، و ليس دهري في هذا أن يضرّ بعد الموت شيئا ، و لكن عليّ قول لو قد قتلته فعلت هذا به .

٨

الكتاب ( ٢٤ ) و من وصيّة له عليه السلام بما يعمل في أمواله ، كتبها بعد منصرفه من صفّين :

هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اَللَّهِ ؟ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ فِي مَالِهِ اِبْتِغَاءَ وَجْهِ اَللَّهِ لِيُولِجَهُ بِهِ اَلْجَنَّةَ وَ يُعْطِيَهُ اَلْأَمَنَةَ .

ــــــــــــ

 ( ١ ) فصلت : ٤٠ .

 ( ٢ ) الأخبار للدينوري : ٢١٦ .

٩٧

مِنْهَا فَإِنَّهُ يَقُومُ بِذَلِكَ ؟ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ؟ يَأْكُلُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ يُنْفِقُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ حَدَثَ ؟ بِحَسَنٍ ؟ حَدَثٌ وَ ؟ حُسَيْنٌ ؟ حَيٌّ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ وَ أَصْدَرَهُ مَصْدَرَهُ وَ إِنَّ لِبَنِى ؟ فَاطِمَةَ ؟ مِنْ صَدَقَةِ ؟ عَلِيٍّ ؟ مِثْلَ اَلَّذِي لِبَنِي ؟ عَلِيٍّ ؟ وَ إِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ اَلْقِيَامَ بِذَلِكَ إِلَى اِبْنَيْ ؟ فَاطِمَةَ ؟ اِبْتِغَاءَ وَجْهِ اَللَّهِ وَ قُرْبَةً إِلَى ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ؟ وَ تَكْرِيماً لِحُرْمَتِهِ وَ تَشْرِيفاً لِوُصْلَتِهِ وَ يَشْتَرِطُ عَلَى اَلَّذِي يَجْعَلُهُ إِلَيْهِ أَنْ يَتْرُكَ اَلْمَالَ عَلَى أُصُولِهِ وَ يُنْفِقَ مِنْ ثَمَرِهِ حَيْثُ أُمِرَ بِهِ وَ هُدِيَ لَهُ وَ أَلاَّ يَبِيعَ مِنْ أَوْلاَدِ نَخِيلِ هَذِهِ اَلْقُرَى وَدِيَّةً حَتَّى تُشْكِلَ أَرْضُهَا غِرَاساً وَ مَنْ كَانَ مِنْ إِمَائِي اَللاَّتِي أَطُوفُ عَلَيْهِنَّ لَهَا وَلَدٌ أَوْ هِيَ حَامِلٌ فَتُمْسَكُ عَلَى وَلَدِهَا وَ هِيَ مِنْ حَظِّهِ فَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا وَ هِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتِيقَةٌ قَدْ أَفْرَجَ عَنْهَا اَلرِّقُّ وَ حَرَّرَهَا اَلْعِتْقُ قال الرّضى :

قوله عليه السلام في هذه الوصيّة : « أن لاّ يبيع من نخيلها وديّة » الوديّة :

الفسيلة ، و جمعها ودىّ .

و قوله عليه السلام « حتى تشكل أرضها غراسا » هو من أفصح الكلام ،

و المراد به أنّ الأرض يكثر فيها غراس النّخل ، حتّى يراها النّاظر على غير تلك الصّفة الّتي عرفها بها ، فيشكل عليه أمرها ، و يحسبها غيرها أقول : الأصل فيها و في ما اسقط منها كما يشهد له قوله : « منها » ما

٩٨

رواه كتاب ( وصيايا الكافي )١ باب صدقاتهم عليهم السلام عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : بعث إليّ أبو الحسن عليه السلام بوصية أمير المؤمنين عليه السلام و هي :

بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به في ماله عبد اللّه على ابتغاء وجه اللّه ، ليدخلني به الجنّة و يصرفني به عن النار ، و يصرف النار عني يوم تبيض وجوه و تسود وجوه إنّه ما كان لي من مال بينبع يعرف لي فيها و ما حولها صدقة و رقيقها ، غير أنّ رباحا و أبا نيزر و جبيرا عتقاء ليس لأحد عليهم سبيل ، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج ، و فيه نفقتهم و رزقهم و أرزاق أهاليهم مع ذلك ، و ما كان لي بوادي القرى كلّه من مال لبني فاطمة و رقيقها صدقة ، و ما كان لي بديمة و أهلها صدقة ، غير أنّ زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه و ما كان بآدينه و أهلها صدقة و الفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل اللّه ، و إنّ الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة حيّا أنا أو ميتا ، ينفق في كلّ نفقة يبتغي بها وجه اللّه في سبيل اللّه و وجهه ، و ذوي الرحم من بني هاشم و بني المطلب و القريب و البعيد ، و إنّه يقوم على ذلك الحسن بن عليّ ، يأكل منه بالمعروف و ينفقه حيث يراه اللّه عز و جل ، في حل محلل لا حرج عليه فيه فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين ،

فليفعل ان شاء و لا حرج عليه فيه ، و إن شاء جعله سرى الملك ، و إنّ ولد عليّ و مواليهم و أموالهم إلى الحسن بن عليّ ، و إن كانت دار الحسن بن عليّ غير دار الصدقة فبدا له أن يبعيها ، فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه ، و إن باع فإنّه يقسم ثلاثة أثلاث ، فيجعل ثلثها في سبيل اللّه ، و يجعل ثلثا في بني هاشم و بني المطلب ، و يجعل الثلث في آل أبي طالب ، و إنّه يضعه فيهم حيث يراه اللّه ، و ان حدث بحسن حدث و حسين حّ فإنّه إلى حسين بن عليّ ، و إنّ حسينا يفعل فيه

ــــــــــــ

 ( ١ ) الكافي ٧ : ٤٩ ح ٧ .

٩٩

مثل الذي أمرت به حسنا ، مثل الذي كتبت للحسن ، و عليه مثل الذي على الحسن ، و إنّ لبني ابني فاطمة من صدقة على مثل الذي لبني عليّ ، و إنّي إنّما جعلت الذي لبني فاطمة ابتغاء وجه اللّه عز و جل و تكريم حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تعظيمها و تشريفها و رضاها ، و إن حدث بحسن و حسين فإنّ الآخر منهما ينظر في بني عليّ ، فان وجد فيهم من يرضى بهداه و اسلامه و امانته ، فإنّه يجعله إليه إن شاء ، و ان لم يرفيهم بعض الذي يريده ، فإنّه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به ، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم و ذوو رأيهم ،

فإنّه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم .

و إنّه يشرط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على اصوله ، و ينفق ثمره حيث أمرته به ، من سبيل اللّه و وجهه و ذوي الرحم من بني هاشم و بني المطلب و القريب و البعيد ، لا يباع منه شي‏ء و لا يوهب و لا يورث ، و إنّ مال محمّد بن علي إلى ناحية و هو إلى بني فاطمة و إنّ رقيقي الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء .

هذا ما قضى به عليّ بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن ابتغاء وجه اللّه و الدار الآخرة ، و اللّه المستعان على كلّ حال ، و لا يحلّ لامرئ مسلم يؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يقول في شي‏ء قضيته من مالي ، و لا يخالف فيه أمري من قريب و لا بعيد أما بعد ، فإنّ ولائدي اللاتي أطوف عليهن السبعة عشر منهن امهات أولاد معهن أولادهن ، و منهن حبالى و منهن من لا ولد لها ، فقضائي فيهن إن حدث بي حدث : أنّه من كان منهن ليس لها ولد و ليست بحبلى ، فهي عتيق لوجه اللّه عز و جل ليس لأحد عليهن سبيل ، و من كان منهن لها ولد أو حبلى ، فتمسك على ولدها و هي من حظّه ، فإن مات ولدها و هي حيّة فهي عتيق ليس لأحد عليها سبيل هذا ما قضى به عليّ في ماله الغد

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

محمّد بن أحمد الاشعري، عن محمّد بن السندي، عن علي بن الحكم، مثله.

٣٧٨١ / ١٣ - أبوعلي بن الشيخ في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الحسين بن علي التمار، عن احمد بن محمّد، عن العنزي، عن علي بن الصباح، عن ابي المنذر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « المساجد سوق من اسواق الآخرة، قراها المغفرة، وتحفتها الجنّة ».

٣٧٨٢ / ١٤ - البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن القداح، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين عليهم‌السلام، قال: « قال موسى بن عمران عليه‌السلام: يا رب من اهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلّك؟ قال فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والتربة ايديهم، الذين يذكرون جلالى إذا ذكروا ربّهم، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبي الصغير باللبن، الذين يأوون إلى مساجدي، كما تأوي النسور إلى اوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت، مثل النمر إذا حرد ».

٣٧٨٣ / ١٥ - الديلمي في ارشاد القلوب: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انّه قال: « قال الله تعالى له ليلة المعراج: يا أحمد ليس كلّ من قال احبّ الله احبّني، حتى

____________________________

١٣ - امالي الطوسي ج ١ ص ١٣٨.

١٤ - المحاسن ص ٢٩٣ ح ٤٥٤ باختلاف يسير.

١٥ - إرشاد القلوب ص ٢٠٥.

٣٦١

يأخذ قوتا، ويلبس دونا، وينام سجودا، ويطيل قياما، ويلزم صمتا، ويتوكل عليّ، ويبكي كثيرا، ويقل ضحكا، ويخالف هواه، ويتخذ المسجد بيتا »، الخبر.

٣٧٨٤ / ١٦ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظم عليه‌السلام، قال: « قال المسيح عليه‌السلام للحواريين: يا عبيد السوء اتخذوا مساجد ربّكم سجونا لاجسادكم وجباهكم، واجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى »، الخبر.

٣٧٨٥ / ١٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « خير الناس اوّلهم دخولا في المسجد، وآخرهم خروجا ».

٣٧٨٦ / ١٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « المساجد بيوت المتقين، ومن كانت المساجد بيته، ضمن الله له بالروح والراحة، والجواز على الصراط ».

وقيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ائذن لنا في الترهب، قال: « ترهب امتي، الجلوس في المساجد ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد، فاشهدوا له بالايمان، لان الله يقول: « انما يعمر مساجد الله من آمن بالله ».

وسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جبرئيل، عن احبّ البقاع إلى الله، وابغضها إليه، فقال: احبّ البقاع إلى الله المساجد، وابغضها

____________________________

١٦ - تحف العقول ص ٢٩٣.

١٧ - الغايات ص ٨٩.

١٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣٦٢

إليه الاسواق.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « المساجد مجالس الأنبياء ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ما من يوم الّا وملك ينادي في المقابر: من تغبطون؟ فيقولون: « أهل المساجد، يصلّون ولا نقدر، ويصومون ولا نقدر ».

٣٧٨٧ / ١٩ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي: عن فخر الإسلام، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « يقول الله تعالى: [ ألا إنّ ] (١) بيوتي في الأرض المساجد، تضئ لأهل السماء كما تضئ النجوم لأهل الأرض، الا طوبى لمن كانت المساجد بيوته. الا طوبى لمن توضأ في بيته ثم زارني في بيتي، الا انّ على المزور كرامة الزائر، الا بشّر المشائين في الظلمات إلى المساجد، بالنور الساطع يوم القيامة ».

٣٧٨٨ / ٢٠ - وفي درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ما جلس قوم في مجلس (١) من مساجد الله، تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، الّا تنزّلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه ».

٣٧٨٩ / ٢١ - وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول وقد سأله رجل فقال: اي العمل افضل؟ قال: « ذكر الله » فاعادها عليه ثلاثا، ثم قال: « ما جلس قوم في

____________________________

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٥١ ح ٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٠ و ٢١ - درر اللآلي: ج ١ ص ٨.

(١) في المصدر: مسجد.

٣٦٣

بيت من بيوت الله، يدرسون كتاب الله، ويتعاطونه بينهم، الّا كانوا اضياف الله تعالى، واظلّت عليهم الملائكة باجنحتها، ما داموا فيه، حتى يخوضوا في حديث غيره »، الخبر.

٤ - ( باب استحباب المشي إلى المساجد )

٣٧٩٠ / ١ - زيد النرسي في اصله: عن عبدالله بن سنان، عن محمّد بن المنكدر، قال: رأيت أبا جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام في ليلة ظلماء شديدة الظلمة، وهو يمشي إلى المسجد، وانّي أسرعت فدفعت إليه، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام، ثم قال لي: « يا محمّد بن المنكدر، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بشّر المشائين إلى المساجد (١) في ظلم الليل، بنور ساطع يوم القيامة ».

٣٧٩١ / ٢ - القطب الراوندي في دعواته قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « خصال ستّ ما من مسلم يموت في واحدة منهن، الّا كان ضامنا على الله عزّوجلّ ان يدخله الجنّة، منها: رجل توضأ فاحسن الوضوء، ثم خرج إلى مسجد الصلاة فان مات في وجهه، كان ضامنا على الله ».

٣٧٩٢ / ٣ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « تحت

____________________________

الباب - ٤

١ - كتاب زيد النرسي ص ٤٥.

(١) في المصدر: المسجد.

٢ - دعوات الراوندي ص ١٠٤، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٧٢ ح ٣٦.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٤.

٣٦٤

ظل العرش يوم لا ظل الا ظله، رجل خرج من بيته فاسبغ الطهر، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، فهلك فيما بينه وبين ذلك، ورجل قام في جوف الليل بعد ما هدأت العيون، فاسبغ الطهر، ثم قام إلى بيت من بيوت الله، فهلك فيما بينه وبين ذلك ».

٣٧٩٣ / ٤ - جامع الاخبار: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « اجابة المؤذن كفّارة الذنوب، والمشي إلى المسجد طاعة الله وطاعة رسوله، ومن اطاع الله ورسوله، ادخله الجنّة مع الصديقين والشهداء، وكان في الجنّة رفيق داود عليه‌السلام، وله مثل ثواب داود عليه‌السلام ».

٥ - ( باب استحباب الصلاة في المسجد الذي لا يصلّى فيه، وكراهة تعطيله )

٣٧٩٤ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « ان المسجد يشكو الخراب إلى ربّه، وانّه ليتبشبش (١) من عماره إذا غاب عنه ثم قدم، كما يتبشبش احدكم بغائبه إذا قدم عليه ».

٣٧٩٥ / ٢ - جامع الأخبار: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « ثلاثة

____________________________

٤ - جامع الأخبار ص ٧٩.

الباب - ٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

(١) في هامش المخطوط، منه قدّه: « البش: فرخ الصديق بالصديق ». وفي المصدر: ليتبشش بالرجل.

٢ - جامعة الأخبار ص ٨٣.

٣٦٥

يشكون إلى الله عزّوجلّ، منها مسجد خراب لا يصلى فيه (١) ».

٦ - ( باب استحباب بناء المساجد، ولو كانت صغيرة واقلّه نصب احجار، وتسوية الارض للصلاة، ولو في الصحراء واستحباب عمارتها )

٣٧٩٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « من ابتنى (١) مسجدا ولو مثل مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنّة ».

٣٧٩٧ / ٢ - ابن الشيخ الطوسي في مجالسه: عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن الحسين الخلال، عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن زافر بن سليمان، عن اشرس الخراساني، عن ايوب السجستاني، عن ابي قلابة، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من بنى مسجدا ولو مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة ».

٣٧٩٨ / ٣ - الصدوق في مجالسه، عن احمد بن هارون الفامي، عن محمّد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ان الله تبارك وتعالى إذا رأى

____________________________

(١) في المصدر: لا يصلّي فيه أهله.

الباب - ٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٠.

(١) في المصدر زيادة: لله.

٢ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٨٥.

٣ - أمالي الصدوق ص ١٦٦ ح ٨.

٣٦٦

أهل قرية اسرفوا في المعاصي، وفيها ثلاثة نفر من المسلمين (١)، ناداهم جلّ جلاله وتقدست اسماؤه: يا أهل معصيتي، لو لا من فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي، العامرين بصلاتهم ارضي ومساجدي، والمستغفرين بالاسحار خوفا منّي، لانزلت بكم عذابي ثم لا ابالي ».

٣٧٩٩ / ٤ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرني محمّد بن محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: « يقول الله عزّوجلّ وتبارك وتعالى: إذا اردت ان اصيب اهل الأرض بعذاب، لو لا رجال يتحابون حلالي، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالاسحار، لولا هم لأنزلت عذابي ».

٣٨٠٠ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من بنى لله مسجدا، ولو مثل مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنّة ».

قلت: قوله عليه‌السلام في رواية الصدوق « العامرين بصلاتهم ارضي ومساجدي » صريح في انّ المراد من العمارة فيه، وفيما يقربه من الاخبار، عمارة المساجد بالصلاة، والدعاء، والذكر، وقراءة القرآن وغيرها، لابناؤها، وعمارة سقفها، وجدرانها، فلا ربط لهذه الاخبار بهذا الباب، وانّما اخرجناها تبعا للشيخ في

____________________________

(١) في المصدر: المؤمنين.

٤ - الجعفريات ص ٢٢٩.

(١) في المصدر: خلالي.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣٦٧

الأصل (١)، و (الجلال) في بعض النسخ وبعض الروايات، بالجيم، اي لعظمتي، وفي بعضها بالحاء المهملة، اي بالمال الحلال.

٧ - ( باب جواز هدم المسجد بقصد اصلاحه والزيادة فيه، واستحباب كونه مكشوفا، وكراهة تعليته وتظليله بالسقف لا بالعريش، وكيفية بنائه )

٣٨٠١ / ١ - الشيخ الطوسي في الغيبة: عن الفضل بن شاذان، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن علي بن أبي حمزة، عن ابي بصير - في حديث له اختصرناه - قال: إذا قام القائم عليه‌السلام، دخل الكوفة، وامر بهدم المساجد الأربعة، حتى يبلغ اساسها، ويصيرها عريشا كعريش موسى عليه‌السلام، وتكون المساجد كلّها جمّاء لا شرف لها، كما كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، الخبر.

٣٨٠٢ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام، في حديث قال: فسألته هل كان لمسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ السقف؟ فقال: « لا، وقد قال بعض اصحابه: ألا نسقّف مسجدنا يا رسول الله؟ قال: عريش كعريش موسى عليه‌السلام ».

____________________________

(١) وسائل الشيعة ج ٣ ص ٤٨٥.

الباب - ٧

١ - الغيبة للطوسي ص ٢٨٣.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٢ ح ١٣٦.

٣٦٨

٣٨٠٣ / ٣ - محمّد بن ابراهيم النعماني (ره) في كتاب الغيبة: عن أحمد بن محمّد بن عقدة، عن علي بن الحسن عن الحسن، ومحمّد ابني [ علي بن ] (١) يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني، عن الحارث بن الحصيرة، عن حبّة العرني، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « كأنّي انظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، وقد ضربوا الفساطيط، يعلّمون الناس القرآن كما انزل، أما ان قائمنا إذا قام كسّره وسوّى قبلته ».

٣٨٠٤ / ٤ - عوالي اللآلي: في الحديث: انّ مسجده كان بغير سقف، فانّه لما عمل المسجد سئل عن كيفينه، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « عريش كعريش اخي موسى عليه‌السلام ».

٨ - ( باب جواز التصرف في المسجد المملوك، غير الموقوف، وتحويله من مكانه، بل جعله كنيفا )

٣٨٠٥ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه سئل عن المسجد يتخذ في الدار، ان بدا لأهله (١) في تحويله عن مكانه، أو التوسع بطائفة منه؟ قال: « لا بأس بذلك ».

____________________________

٣ - الغيبة للنعماني ص ٣١٧ ح ٣.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصحيح « راجع معجم رجال الحديث ج ٥ ص ٦٢ وج ١١ ص ٣٣٩ وجامع الرواة ج ١ ص ٣٥٧ ».

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢١٦ ح ٧.

الباب - ٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٠.

(١) في المصدر: لأهلها.

٣٦٩

٩ - ( باب جواز اتخاذ البيع، والكنائس مساجد، واستعمال نقضها في المساجد، وجعل بعضها مسجدا )

٣٨٠٦ / ١ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال لاصحابه: « انكم تفتحون رومية، فإذا فتحتم كنيستها الشرقية، فاجعلوها مسجدا، وعدوا سبع بلاطات، ثم ارفعوا البلاطة الثامنة، فانكم تجدون تحتها عصا موسى عليه‌السلام وكسوة ايليا ».

١٠ - ( باب جواز تعليق السلاح في المسجد، وكراهة تعليقه في المسجد الاعظم )

٣٨٠٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ان تقام الحدود في المساجد - إلى أن قال - أو يعلق في القبلة منها سلاح ».

١١ - ( باب كراهة انشاد الشعر في المسجد، والتحدث باحاديث الدنيا فيه،

دون قراءة القرآن )

٣٨٠٨ / ١ - جامع الأخبار: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (١)، قال:

____________________________

الباب - ٩

١ - المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ١٠٩.

الباب - ١٠

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٩.

الباب - ١١

١ - جامع الأخبار ص ٨٣ باختلاف يسير في لفظه.

(١) في المصدر: عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٣٧٠

« يأتي في آخر الزمان قوم يأتون المساجد، فيقعدون حلقا ذكرهم للدنيا وحبّ الدنيا، لا تجالسوهم، فليس لله فيهم حاجة ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٢): « لحديث البغي في المسجد، يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش ».

٣٨٠٩ / ٢ - الشيخ الطوسي (ره) في مجالسه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب ابن عبدالله، عبدأبي الحرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن ابي ذر قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا أبا ذر كلّ جلوس في المسجد لغو، الّا ثلاثة: قراءة مصلّ، أو ذاكرا لله تعالى، أو سائل عن علم ».

١٢ - ( باب كراهة نقش المساجد بالصور، وتشريفها، بل تبنى جُمّاً * ، وجواز كتابة القرآن في قبلتها، وكذا ذكر الله )

٣٨١٠ / ١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب قال: قال النبيّ

____________________________

(٢) في المصدر: عليه‌السلام، أي تعود للإمام الباقر عليه‌السلام.

٢ - النسخة المطبوعة من الأمالي خالية من هذه القطعة، والظاهر أن للشيخ المصنّف « قده » نسخة اُخرى من المصدر، راجع الأمالي ج ٢ ص ١٣٨، ورواه ابن أبي فراس « ره » في تنبيه الخواطر ج ٢ ص ٦٢، والطبرسي « ره » في مكارم الأخلاق ص ٤٦٧ وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٨٦.

الباب - ١٢

(*) جُمّ: جمع أجُمّ، وهو البناء الذي لا شرف له (النهاية ج ١ ص ٣٠٠).

١ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا تزخرفوا مساجدكم، كما زخرفت اليهود والنصارى بيعهم (١) ».

وتقدم (٢) عن غيبة الشيخ قوله عليه‌السلام: « إذا قام القائم عليه‌السلام دخل الكوفة - إلى ان قال -: ويكون المساجد كلّها جماً لا شرف لها، كما كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

١٣ - ( باب كراهة سلّ السيف في المسجد، وعمل الصنائع فيه، حتى بري النبل )

٣٨١١ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ان تقام الحدود في المساجد - إلى أن قال - و [ أن ] (١) يسلّ فيها السيف، أو يرمى فيها بالنبل أو يبرى فيها نبل ».

____________________________

(١) البِيَع: جمع بيعة، وهي معبد النصارى (مجمع البحرين ج ٣ ص ٣٠٤).

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

الباب - ١٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٧٢

١٤ - ( باب جواز النوم في المساجد حتى المسجد الحرام، ومسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، على كراهية في الجميع، وتتأكّد في الاصلي منها دون الزيادة، وعدم تحريم خروج الريح في المسجد، والاكل فيه )

٣٨١٢ / ١ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن جابر بن عبدالله: كنّا ننام في المسجد ومعنا علي عليه‌السلام، فدخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال: « قوموا فلا تناموا في المسجد - فقمنا لنخرج فقال - أما انت يا علي فنم فقد اذن لك ».

٣٨١٣ / ٢ - جامع الاخبار: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من نام في المسجد بغير عذر، ابتلاه الله بداء لا زوال له ».

٣٨١٤ / ٣ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا نعس أحدكم في المسجد (١) فليتحوّل عن مجلسه ذلك إلى غيره ».

٣٨١٥ / ٤ - الصدوق في العلل: عن علي بن احمد، عن أبي العباس احمد بن محمّد بن يحيى، عن عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبيد، قالا: اتى رجل أبا عبدالله عليه‌السلام، وذكر خبرا طويلا وفيه انّه عليه‌السلام قال: « فجاء علي عليه‌السلام، فدخل حجرته فلم

____________________________

الباب - ١٤

١ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٩٤.

٢ - جامع الأخبار ص ٨٣ فصل ٣٢ عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٣ - عوالي اللالي ج ١ ص ١٥٨ ح ١٣٩.

(١) في المصدر زيادة: يوم الجمعة.

٤ - علل الشرائع ص ١٨٥ ح ٢.

٣٧٣

ير فاطمة عليها‌السلام - إلى ان قال -: فخرج إلى المسجد فصلّى فيه ما شاء الله، ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكى عليه - إلى أن قال -: فحمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الحسن، وحملت فاطمة الحسين عليهم‌السلام، واخذت بيد امّ كلثوم، فانتهى إلى علي عليه‌السلام وهو نائم، فوضع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، رجله على رجل علي عليه‌السلام فغمزه وقال: قم يا أبا تراب »، الخبر.

٣٨١٦ / ٥ - وفي الأمالي: عن محمّد بن عمر البغدادي الحافظ، عن الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه، عن ابراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني عريسته بنت موسى بن يونس بن أبي اسحاق، وكانت عمّتي، قال (١): حدثتني صفيّة بنت يونس بن أبي اسحاق الهمدانيّة وكانت عمّتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحرث (٢) بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أبيه عليهم‌السلام، في حديث، عن الحسين عليه‌السلام قال: « فلمّا كانت الليلة الثانية راح ليودّع القبر، فقام يصلّي فطال (٣) فنعس وهو ساجد، فجاءه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو في منامه »، الخبر.

____________________________

٥ - أمالي الصدوق ص ١٢٩ ح ١، وعنه في البحار ج ٤٤ ص ٣١٠ ح ١.

(١) في المصدر: قالت.

(٢) وفيه: الحارث.

(٣) وفيه: فأطال.

٣٧٤

٣٨١٧ / ٦ - البحار: عن المناقب لمحمّد بن ابي طالب الموسوي، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ما يقرب منه، وفيه: « حتى إذا كان قريباً من الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى »، الخبر.

١٥ - ( باب كراهة النخامة والتنخع * في المسجد، واستحباب ردّها في الجوف، ودفنها ان اخرجها )

٣٨١٨ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من وقّر المسجد من نخامة، لقي الله تعالى يوم القيامة ضاحكا، قد اعطي كتابه بيمينه ».

٣٨١٩ / ٢ - أخبرنا الشريف أبوالحسن علي بن عبدالصمد بن عبيد الله الهاشمي، اخبرنا الابهري، حدثنا احمد بن عمير بن يوسف قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا الوليد، عن رجل من آل شبرمة - وهو عبدالملك بن عبدالله بن شبرمة - عن أبيه، عن أبي زرعة، انّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، رأى نخامة في قبلة المسجد، فامر بها فحكّت، وقال فيه قولا شديدا.

____________________________

٦ - البحار ج ٤٤ ص ٣٢٨.

الباب - ١٥

(*) النخامة: البصاق الذي يخرج من أقصى الحلق، والتنخع: إخراج النخامة من مكانها (مجمع البحرين - نخع - ج ٣ ص ٣٩٥).

١ - الجعفريات ص ٣٨.

٢ - المصدر السابق ص ٢٥١.

٣٧٥

٣٨٢٠ / ٣ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام قال: « من وقّر المسجد من نخامة (١)، لقي الله يوم القيامة ضاحكا، قد اعطي كتابه بيمينه، وان المسجد ليلتوي عند (٢) النخامة، كالتواء (٣) احدكم بالخيزران، إذا وقع به ».

٣٨٢١ / ٤ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه نهى عن النخامة في القبلة، وانه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رأى نخامة في قبلة المسجد، فلعن صاحبها وكان غائبا، فبلغ ذلك امرأته، فاتت فحكت النخامة، وجعلت مكانها خلوقاً (١)، فاثنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ عليها (٢) لما حفظت من أمر زوجها.

٣٨٢٢ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ان المسجد لينزوي من النخامة، كما تنزوي الجلدة في النار ».

٣٨٢٣ / ٦ - عوالي اللآلي: انه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رأى بصاقا في جدار القبلة فحكّه، ثم أقبل على الناس فقال: « إذا كان احدكم يصلّي، فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى ».

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٩.

(١) في المصدر: نخامته.

(٢) في المصدر: من.

(٣) وفيه: كما يلتوي.

٤ - المصدر السابق ج ١ ص ١٧٣.

(١) في المصدر زيادة: فرأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال ما هذا فاخبر بما كان من المرأة.

(٢) في المصدر زيادة: خيراً.

٥ - لب اللباب: مخطوط.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٣٧ ح ٤٢.

٣٧٦

١٦ - ( باب عدم كراهة الصلاة في مساجد العامة، اداء ولا قضاء، فرضا ولا نفلا )

٣٨٢٤ / ١ - عبدالله بن يحيى الكاهلي في كتابه قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « صلوا في مساجدهم »، الخبر.

وبهذا المضمون اخبار كثيرة، تأتي في ابواب العشرة، والامر بالمعروف، ان شاء الله تعالى.

١٧ - ( باب كراهة دخول المساجد، وفي فيه رائحة ثوم، أو بصل، أو كراث، أو غيرها من المؤذيات )

٣٨٢٥ / ١ - دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه نهى عن اكل الثوم، ان يؤذي برائحته اهل المسجد، وقال: « من أكل من هذه البقلة، فلا يقربن مسجدنا ».

٣٨٢٦ / ٢ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه سئل عن أكل الثوم، والبصل، والكراث، نيّا ومطبوخا، قال: « لا بأس بذلك، ولكن من أكله نيّا، فلا يدخل المسجد، فيؤذي برائحته ».

٣٨٢٧ / ٣ - عوالي اللآلي: روى جابر بن عبدالله الانصاري قال: نهى

____________________________

الباب - ١٦

١ - كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلي ص ١١٤.

الباب - ١٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٩.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١١٢.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٠١ ح ٢٦.

٣٧٧

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، عن أكل الكراث فلم ينتهوا، ولم يجدوا من ذلك بدّا، فوجد ريحها، فقال: « ألم انهكم عن اكل هذه البقلة الخبيثة، من اكلها فلا يغشانا في مسجدنا، فان الملائكة تتأذّى بما يتأذّى منه (١) الانسان ».

٣٨٢٨ / ٤ - وعنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من أكل البصل، أو الثوم، أو الكراث، فلا يقربنا، ولا يقرب مسجدنا ».

٣٨٢٩ / ٥ - القطب الراوندي في دعواته عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من أكل هذه البقلة المنتنة (١) فلا يغشانا في مجالسنا، وانّ الملائكة لتتأذّى (٢) بما يتأذّى به المسلم ».

٣٨٣٠ / ٦ - أبوالعباس المستغفري في طب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من اكل الثوم، والبصل، والكراث، فلا يقربنا، ولا يقرب المسجد ».

١٨ - ( باب استحباب تعهدّ النعلين عند باب المسجد، وتحريم ادخال النجاسة المتعدية إليه )

٣٨٣١ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد: حدثني موسى، حدثنا أبي، عن

____________________________

(١) في المصدر: به.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٠٣ ح ٣١.

٥ - دعوات الراوندي ص ٦٩ ح ٤٣٤، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٢٥١ ح ١٥.

(١) في البحار والمصدر زيادة: الثوم والبصل.

(٢) في البحار والمصدر تتأذى.

٦ - طب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ص ٧ وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٣٠٠.

الباب - ١٨

١ – الجعفريات ص ٥١.

٣٧٨

أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن [ جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن ] (١) علي عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لتمنعنّ من مساجدكم يهودكم ونصاراكم وصبيانكم، أو ليمسخنكم الله قردة أو خنازير ركّعا أو سجّدا ».

ورواه السيد الراوندي في نوادره وفيه: « ليمنعن احدكم مساجدكم » (٢) الخ.

ورواه في دعائم الإسلام عن علي عليه‌السلام انه قال: « ليمنعن مساجدكم » وذكر مثله (٣).

١٩ - ( باب كراهة طول المنارة، واستحباب كونها مع سطح المسجد،

وكون المطهرة على بابه )

٣٨٣٢ / ١ -علي بن عيسى في كشف الغمة: نقلا من دلائل الحميري، عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند ابي محمّد عليه‌السلام فقال: « إذا خرج القائم عليه‌السلام، امر بهدم المنارة والمقاصير التي في المسجد (١)، فقلت في نفسي: لأي معنى هذا، فاقبل علي

____________________________

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من الطبعة الحجرية.

(٢) نوادر الراوندي: ورواه عنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٤٩ ح ٢.

(٣) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٩ باختلاف في اللفظ.

الباب - ١٩

١ - كشف الغمّة ج ٢ ص ٤١٨، والغيبة للطوسي ص ١٢٣، ويأتي في الباب ٢٣ ح ١.

(١) في المصدر: المساجد.

٣٧٩

وقال: معنى هذا انّها محدثة مبتدعة، لم يبنها نبيّ ولا حجّة ».

ورواه علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصيّة، عن سعد بن عبدالله، عن ابي هاشم، مثله (٢).

٣٨٣٣ / ٢ – البحار: عن اصل، من اصول اصحابنا عن محمّد بن عبدالله، عن احمد بن محمّد بن سعيد، عن الحسن بن عبيد الكندي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ضعوا المطاهر على ابواب المساجد ».

٣٨٣٤ / ٣ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: جنّبوا مساجدكم مجانينكم - إلى أن قال -: وضعوا المطاهر على ابوابها ».

٢٠ - ( باب كراهة البيع والشراء في المسجد، وتمكين الصبيان والمجانين منه، وانفاذ الاحكام، واقامة الحدود ورفع الصوت فيه، واللغو والخوض في الباطل )

٣٨٣٥ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن

____________________________

(٢) اثبات الوصيّة ص ٢١٥ وفيه: أمر بهدم المنابر.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ٣٨٣ ح ٥٤.

٣ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٤٩ ح ٢.

الباب - ٢٠

١ - الجعفريات ص ٥١.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608