مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٥

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل9%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 434

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 201136 / تحميل: 6413
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن عيسى ، عن منصور ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة.

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه وماله وأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر الله له.

١٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن أبي نجران ، عن عمار بن حكيم ، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام مبتدئا :

والظلمات جمع ظلمة وهي خلاف النور ، وحملها على الظلم باعتبار تكثره معنى أو للمبالغة ، والمراد بالظلمة إما الحقيقة لما قيل : من أن الهيئات النفسانية التي هي ثمرات الأعمال الموجبة للسعادة أو الشقاوة أنوار وظلمات مصاحبة للنفس وهي تنكشف لها في القيامة التي هي محل بروز الأسرار وظهور الخفيات فتحيط بالظالم على قدر مراتب ظلمه ظلمات متراكمة حين يكون المؤمنون في نور يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ، أو المراد بها الشدائد والأهوال كما قيل في قوله تعالى : «قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ »(١) .

الحديث الحادي عشر : صحيح.

الحديث الثاني عشر : حسن كالصحيح.

وذكر النفس والمال على المثال لما مر وسيأتي من إضافة الولد وفيه إشعار بأن رد المظالم ليس جزءا من التوبة بل من شرائط صحته.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

ولما كان استبعاد السائل عن إمكان وقوع مثل هذا لا عن أنه ينافي العدل

__________________

(١) سورة الأنعام : ٦٣.

٣٠١

من ظلم سلط الله عليه من يظلمه [ أو على عقبه ] أو على عقب عقبه قلت هو يظلم فيسلط الله على عقبه أو على عقب عقبه فقال إن الله عز وجل يقول : «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً »(١) .

فأجابعليه‌السلام بوقوع مثله في قصة اليتامى أو أنه لما لم يكن له قابلية فهم ذلك وأنه لا ينافي العدل أجاب بما يؤكد الوقوع ، أو يقال رفععليه‌السلام الاستبعاد بالدليل الإني وترك الدليل اللمي والكل متقاربة.

وأما تفسير الآية فقال البيضاوي : أمر للأوصياء بأن يخشوا الله ويتقوه في أمر اليتامى فيفعلوا بهم ما يحبون أن يفعل بذراريهم الضعاف بعد وفاتهم ، أو للحاضرين المريض عند الإيصاء بأن يخشوا ربهم أو يخشوا على أولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهم على أولادهم ، فلا يتركونهم أن يضر بهم بصرف المال عنهم ، أو للورثة بالشفقة على من حضر القسمة من ضعفاء الأقارب واليتامى والمساكين متصورين أنهم لو كانوا أولادهم بقوا خلفهم ضعافا مثلهم هل يجوزون حرمانهم ، أو للموصين بأن ينظروا للورثة فلا يسرفوا في الوصية ، و « لو » بما في حيزه جعل صلة للذين على معنى : وليخش الذين حالهم وصفتهم أنهم لو شارفوا أن يخلفوا ذرية ضعافا خافوا عليهم الضياع ، وفي ترتيب الأمر عليه إشارة إلى المقصود منه والعلة فيه ، وبعث على الترحم وأن يحب لأولاد غيره ما يحب لأولاده ، وتهديد للمخالف بحال أولاده.

«فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً » أمرهم بالتقوى الذي هو نهاية الخشية بعد ما أمرهم بها مراعاة للمبتدإ والمنتهى ، إذ لا ينفع الأول دون الثاني ثم أمرهم أن يقولوا لليتامى مثل ما يقولون لأولادهم بالشفقة وحسن الأدب أو للمريض ما يصده عن الإسراف في الوصية ما يؤدي إلى مجاوزة الثلث وتغييره الورثة ، ويذكره

__________________

(١) سورة النساء : ٩.

٣٠٢

١٤ ـ عنه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين

التوبة وكلمة الشهادة ، أو لحاضري القسمة عذرا جميلا ووعدا حسنا ، أو أن يقولوا في الوصية ما لا يؤدي إلى مجاوزة الثلث وتضييع الورثة ، انتهى.

وقال الطبرسي (ره) في ذكر الوجوه في تفسير الآية : وثانيها : أن الأمر في الآية لولي مال اليتيم ، يأمره بأداء الأمانة فيه والقيام بحفظه ، كما لو خاف على مخلفه إذا كانوا ضعافا وأحب أن يفعل بهم عن ابن عباس ، وإلى هذا المعنى يؤول ما روي عن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال : إن الله تعالى أوعد في مال اليتيم عقوبتين ثنتين ، أما إحداهما فعقوبة الدنياقوله : «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا » الآية قال : يعني بذلك ليخش أن أخلفه في ذريته كما صنع بهؤلاء اليتامى.

وأقول : أما دفع توهم الظلم في ذلك فهو أنه يجوز أن يكون فعل الألم بالغير لطفا لآخرين ، مع تعويض أضعاف ذلك الألم بالنسبة إلى من وقع عليه الألم بحيث إذا شاهد ذلك العوض رضي بذلك الألم ، كأمراض الأطفال ، فيمكن أن يكون الله تعالى أجرى العادة بأن من ظلم أحدا أو أكل مال يتيم ظلما بأن يبتلي أولاده بمثل ذلك فهذا لطف بالنسبة إلى كل من شاهد ذلك أو سمع من مخبر علم صدقه ، فيرتدع عن الظلم على اليتيم وغيره ويعوض الله الأولاد بأضعاف ما وقع عليهم أو أخذ منهم في الآخرة ، مع أنه يمكن أن يكون ذلك لطفا بالنسبة إليهم أيضا فيصير سببا لصلاحهم وارتداعهم عن المعاصي فإنا نعلم أن أولاد الظلمة لو بقوا في نعمه آبائهم لطغوا وبغوا وهلكوا كما كان آباؤهم ، فصلاحهم أيضا في ذلك وليس في شيء من ذلك ظلم على أحد ، وقد تقدم بعض القول منا في ذلك سابقا.

الحديث الرابع عشر : موثق.

والظلامة بالضم ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك ، وفيه دلالة على

٣٠٣

أن ائت هذا الجبار فقل له إنني لم أستعملك على سفك الدماء واتخاذ الأموال وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين فإني لم أدع ظلامتهم وإن كانوا كفارا.

١٥ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من أكل مال أخيه ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة.

أن سلطنة الجبارين أيضا بتقديره تعالى ، حيث مكنهم منها وهيأ لهم أسبابها ، ولا ينافي ذلك كونهم معاقبين على أفعالهم لأنهم غير مجبورين عليها ، مع أنه يظهر من الأخبار أنه كان في الزمن السابق السلطنة الحقة لغير الأنبياء والأوصياء أيضا لكنهم كانوا مأمورين بأن يطيعوا الأنبياء فيما يأمرونهم به ، وقوله : فإني لن أدع ظلامتهم ، تهديد للجبار بزوال ملكه ، فإن الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم.

الحديث الخامس عشر : ضعيف على المشهور.

وفي القاموس :الجذوة مثلثة القبسة من النار والجمرة ، والمراد بالأخ إن كان المسلم فالتخصيص لأن أكل مال الكافر ليس بهذه المثابة وإن كان حراما ، وكذا إن كان المراد به المؤمن ، فإن مال المخالف أيضا ليس كذلك ، وإن كان المراد به من كان بينه وبينه أخوة ومصادقة فالتخصيص لكونه الفرد الخفي لأن الصداقة مما يوهم حل أكل ماله مطلقا لحل بعض الأموال في بعض الأحوال كما قال تعالى : «أَوْ صَدِيقِكُمْ »(١) فالمعنى فكيف من لم يكن كذلك ، وكان الأوسط أظهر.

وأكل الجذوة إما حقيقة بأن يلقى في حلقه النار أو كناية عن كونه سببا لدخول النار.

__________________

(١) سورة النور : ٦١.

٣٠٤

١٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.

١٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو

الحديث السادس عشر : ضعيف كالموثق.

« العامل بالظلم » الظاهر الظلم على الغير ، وربما يعم بما يشمل الظلم على النفس« والمعين له » أي في الظلم ، وقد يعم« والراضي به » أي غير المظلوم ، وقيل : يشمله ، ويؤيده قوله تعالى : «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ »(١) قال في الكشاف : النهي متناول للانحطاط في هواهم ، والانقطاع إليهم ، ومصاحبتهم ومجالستهم ، وزيارتهم ومداهنتهم ، والرضا بأعمالهم والتشبه بهم ، والتزيي بزيهم ، ومد العين إلى زهرتهم ، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم ، وفي خبر مناهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الفقيه وغيره أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من مدح سلطانا جائرا أو تخفف وتضعضع طمعا فيه كان قرينه في النار ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم.

الحديث السابع عشر : صحيح.

« فما يزال يدعو » أقول : يحتمل وجوها ، الأول : أنه يفرط في الدعاء على الظالم ، حتى يصير ظالما بسبب هذا الدعاء كان ظلمه بظلم يسير كشتم أو أخذ دراهم يسيرة ، فيدعو عليه بالموت والقتل والفناء ، أو العمى أو الزمن وأمثال ذلك ، أو يتجاوز في الدعاء إلى من لم يظلمه كانقطاع نسله أو موت أولاده وأحبائه أو استئصال عشيرته وأمثال ذلك ، فيصير في هذا الدعاء ظالما.

الثاني : أن يكون المعنى أنه يدعو كثيرا على العدو المؤمن ولا يكتفي بالدعاء لدفع ضرره بل يدعو بابتلائه ، وهذا مما لا يرضى الله به فيكون في ذلك ظالما على نفسه بل على أخيه أيضا إذ مقتضى الأخوة الإيمانية أن يدعو له بصلاحه ، وكف ضرره

__________________

(١) سورة هود : ١١٣.

٣٠٥

حتى يكون ظالما.

١٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي نهشل ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال من عذر ظالما بظلمه سلط الله

عنه كما ذكره سيد الساجدين في دعاء دفع العدو ، وما ورد من الدعاء بالقتل والموت والاستئصال فالظاهر أنه كان للدعاء على المخالفين وأعداء الدين بقرينة أن أعداءهم كانوا كفارا لا محالة كما يومئ إليه قوله تعالى : «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ »(١) وسيأتي عن علي بن الحسينعليه‌السلام أن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له : بئس الأخ أنت لأخيك كف أيها المستر على ذنوبه وعورته وأربع على نفسك ، واحمد الله الذي ستر عليك ، واعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده منك.

الثالث : ما قيل أنه يدعو كثيرا ولا يعلم الله صلاحه في إجابته فيؤخرها فييأس من روح الله فيصير ظالما على نفسه وهو بعيد.

الرابع : أن يكون المعنى أنه يلح في الدعاء حتى يستجاب له فيسلط على خصمه فيظلمه فينعكس الأمر وكانت حالته الأولى أحسن له من تلك الحالة.

الخامس : أن يكون المراد به لا تدعو كثيرا على الظلمة فإنه ربما صرتم ظلمة فيستجيب فيكم ما دعوتم على غيركم.

السادس ما قيل : كان المراد من يدعو لظالم يكون ظالما لأنه رضي بظلمه كما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه.

وأقول : هذا أبعد الوجوه.

الحديث الثامن عشر : مجهول.

« من عذر ظالما » يقال عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب : رفعت عنه اللوم

__________________

(١) سورة يونس : ١١.

٣٠٦

عليه من يظلمه فإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته.

١٩ ـ عنه ، عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم وذلك قوله عز وجل : «وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً »(١) .

فهو معذور ، أي غير ملوم والاسم العذر بضم الذال للاتباع وتسكن ، والجمع أعذار والمعذرة بمعنى العذر وأعذرته بالألف لغة« وإن دعا لم يستجب له » (٢) أي إن دعا الله تعالى أن يدفع عنه ظلم من يظلمه لم يستجب له لأنه بسبب عذره صار ظالما خرج عن استحقاق الإجابة ، أو لما عذر ظالم غيره يلزمه أن يعذر ظالم نفسه ولم يأجره اللهعلى ظلامته لذلك ، أو لأنها وقعت مجازاة ، وقيل : لا ينافي ذلك الانتقام من ظالمه كما دل عليه الخبر الأول.

الحديث التاسع عشر : ضعيف على المشهور.

والانتصار الانتقام «وَكَذلِكَ نُوَلِّي ».

أقول : قبله قوله تعالى : «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاَّ ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ » ثم قال سبحانه : «وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ».

وقال الطبرسي (ره) : الكاف للتشبيه أي كذلك المهل بتخلية بعضهم على بعض للامتحان الذي معه يصح الجزاء على الأعمال توليتنا بعض الظالمين بعضا بأن نجعل بعضهم يتولى أمر بعض للعقاب الذي يجري على الاستحقاق ، وقيل : معناه إنا كما وكلنا هؤلاء الظالمين من الجن والإنس بعضهم إلى بعض يوم القيامة وتبرأنا منهم فكذلك نكل الظالمين بعضهم إلى بعض يوم القيامة ونكل الأتباع إلى المتبوعين ونقول

__________________

(١) سورة الأنعام : ١٢٩.

(٢) وفي المتن « فان دعا ».

٣٠٧

٢٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له فإنه كفارة له.

٢١ ـ أحمد بن محمد الكوفي ، عن إبراهيم بن الحسين ، عن محمد بن خلف ، عن

للأتباع قولوا للمتبوعين حتى يخلصوكم من العذاب عن الجبائي ، وقال غيره : لما حكى الله سبحانه ما يجري بين الجن والإنس من الخصام والجدال في الآخرة قال «وَكَذلِكَ » أي وكما فعلنا بهؤلاء من الجمع بينهم في النار وتولية بعضهم بعضا نفعل مثله بالظالمين جزاء على أعمالهم ، وقال ابن عباس : إذا رضي الله عن قوم ولي أمرهم خيارهم وإذا سخط على قوم ولي أمرهم شرارهم.

«بِما كانُوا يَكْسِبُونَ » من المعاصي أي جزاء على أعمالهم القبيحة ، وذلك معنى قوله : «إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ »(١) ومثله ما رواه الكلبي عن مالك بن دينار قال : قرأت في بعض كتب الحكمة أن الله تعالى يقول : إني أنا الله مالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، ولكن توبوا إلى أعطفهم عليكم ، وقيل معنى : نولي بعضهم بعضا ، نخلي بينهم وبين ما يختارونه من غير نصرة لهم ، وقيل : معناه نتابع بعضهم بعضا في النار ، انتهى.

وأقول : ما ذكرهعليه‌السلام أوفق بكلام ابن عباس والكلبي ، ومطابق لظاهر الآية.

الحديث العشرون : ضعيف على المشهور« ففاته » أي لم يدركه ليطلب البراءة ويرضيه ، ولعله محمول على ما إذا لم يكن حقا ماليا كالغيبة وأمثالها ، وإلا فيجب أن يتصدق عنه إلا أن يقال : التصدق عنه أيضا طلب مغفرة له.

الحديث الحادي والعشرون : مجهول.

__________________

(١) سورة الرعد : ١١.

٣٠٨

موسى بن إبراهيم المروزي ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أصبح وهو لا يهم بظلم أحد غفر الله له ما اجترم.

٢٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال دخل رجلان على أبي عبد اللهعليه‌السلام في مداراة بينهما ومعاملة فلما أن سمع كلامهما قال أما إنه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم

الحديث الثاني والعشرون : ضعيف على المشهور.

وفي القاموس :تدارءوا تدافعوا في الخصومة ، ودارأته داريته ودافعته ولا ينته ضد« فلما أن سمع » أن زائدة لتأكيد الاتصال« ما ظفر أحد بخير » أقول : هذه العبارة تحتمل عندي وجوها : الأول : أن ظفر من باب علم والظفر الوصول إلى المطلوب والباء في قوله : بخير ، الآلية المجازية ، كقولك : قام زيد بقيام حسن ، وفيبظلم صلة للظفر ، ومن صلة لأفعل التفضيل ، والظلم مصدر مبني للفاعل أو للمفعول والحاصل أنه لم يظفر أحد بنعمة يكون خيرا من أن يظفر بظلم ظالم له أو بمظلومية من ظالم ، فإنه ظفر بالمثوبات الأخروية كما سنبينه.

الثاني : أن يكون كالسابق لكن يكون الباء في قوله بخير صلة للظفر وفي قوله بالظلم للآلية المجازية ، ومن للتعليل متعلقا بالظفر والظلم مصدر مبني للفاعل أي ما ظفر أحد بأمر خير بسبب ظفره بظلم أحد.

الثالث ما قيل : إن الخير مضاف إلى من بالمنع ولا يخفى ما فيه.

الرابع : أن يكون من اسم موصول وظفر فعلا ماضيا ويكون بدلا لقوله أحد كما في قوله تعالى : «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً » وهذا مما خطر أيضا بالبال لكن الأول أحسن الوجوه ، وعلى التقاديرقوله : أما إنه ، استئناف بياني لسابقه ، ويؤيده ما روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرته ونفعك.

٣٠٩

ثم قال من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به أما إنه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع وليس يحصد أحد من المر حلوا ولا من الحلو مرا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما.

٢٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من خاف القصاص كف عن ظلم الناس.

(باب )

(اتباع الهوى )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي محمد الوابشي قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم

« وليس يحصد أحد من المر حلوا » هذا تمثيل لبيان أن جزاء الشر لا يكون نفعا وخيرا ، وجزاء الخير وثمرته لا يكون شرا ووبالا في الدارين.

الحديث الثالث والعشرون : ضعيف على المشهور.

باب اتباع الهوى

الحديث الأول : مجهول.

« احذروا أهواءكم » الأهواء جمع الهوى وهو مصدر هويه كرضيه إذا أحبه واشتهاه ، ثم سمي به المهوي المشتهى ، محمودا كان أو مذموما ثم غلب على المذموم.

قال الجوهري : كل حال هواء ، وقوله تعالى : «وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ » يقال : إنه لا عقول فيها ، والهوى مقصورا هوى النفس ، والجمع الأهواء ، وهوى بالكسر يهوي هوى أي أحب ، الأصمعي : هوى بالفتح يهوي هويا أي سقط إلى أسفل.

وقال الراغب : الهوى ميل النفس إلى الشهوة ، ويقال ذلك للنفس المائلة إلى الشهوة ، وقيل : سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفي الآخرة

٣١٠

فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.

إلى الهاوية ، وقد عظم الله ذم اتباع الهوى فقال : «أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ »(١) وقال : «وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ »(٢) «وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً »(٣) وقوله : «وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ »(٤) فإنما قاله بلفظ الجمع تنبيها على أن لكل هوى غير هوى الآخر ، ثم هوى كل واحد لا يتناهى فإذا اتباع أهوائهم نهاية الضلال والحيرة ، وقال : «وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ »(٥) وقال : «كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ »(٦) «وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ »(٧) وقال : «قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً »(٨) «وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ »(٩) «وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ » و «مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ »(١٠) » انتهى.

وأقول : ينبغي أن يعلم أن ما تهواه النفس ليس كله مذموما وما لا تهواه النفس ليس كله ممدوحا ، بل المعيار ما مر في باب ذم الدنيا وهو أن كل ما يرتكبه الإنسان لمحض الشهوة النفسانية واللذة الجسمانية والمقاصد الفانية الدنيوية ولم يكن الله مقصودا له في ذلك فهو من الهوى المذموم ويتبع فيه النفس الأمارة بالسوء ، وإن كان مشتملا على زجر النفس عن بعض المشتهيات أيضا كمن يترك لذيذ المأكل والمطعم والملبس ويقاسي الجوع والصوم والسهر للاشتهار بالعبادة وجلب قلوب الجهال ، وما يرتكبه الإنسان لإطاعة أمره سبحانه وتحصيل رضاه وإن كان مما تشتهيه نفسه وتهواه ، فليس هو من الهوى المذموم كمن يأكل ويشرب لأمره تعالى بهما ، أو لتحصيل القوة على العبادة ، وكمن يجامع الحلال لكونه مأمورا به

__________________

(١) سورة الجاثية : ٣٣. (٢) سورة ص : ٢٦.

(٣) سورة الكهف : ٢٨. (٤) سورة البقرة : ١٢٠.

(٥) سورة الجاثية : ١٨. (٦) سورة الأنعام : ٧١.

(٧) سورة المائدة : ٧٧. (٨) سورة الأنعام : ٥٦.

(٩) سورة المائدة : ٤٩. (١٠) سورة القصص : ٥٠.

٣١١

أو لتحصيل الأولاد الصالحين ، أو لعدم ابتلائه بالحرام فهؤلاء وإن حصل لهم الالتذاذ بهذه الأمور لكن ليس مقصودهم محض اللذة ، بل لهم في ذلك أغراض صحيحة إن صدقتهم أنفسهم ، ولم تكن تلك من التسويلات النفسانية والتخييلات الشيطانية ، ولو لم يكن غرضهم من ارتكاب تلك اللذات هذه الأمور فليسوا بمعاقبين في ذلك إذا كان حلالا لكن إطاعة النفس في أكثر ما تشتهيه قد ينجر إلى ارتكاب الشبهات والمكروهات ثم إلى المحرمات ومن حام حول الحمى أو شك أن يقع فيه.

فظهر أن كل ما تهواه النفس ليس مما يلزم اجتنابه فإن كثيرا من العلماء قد يلتذون بعلمهم أكثر مما يلتذ الفساق بفسقهم ، وكثيرا من العباد يأنسون بالعبادة بحيث يحصل لهم الهم العظيم بتركها ، وليس كل ما لا تشتهيه النفس يحسن ارتكابه كأكل القاذورات والزنا بالجارية القبيحة ، ويطلق أيضا الهوى على اختيار ملة أو طريقة أو رأي لم يستند إلى برهان قطعي ، أو دليل من الكتاب والسنة ، كمذاهب المخالفين وآرائهم وبدعهم فإنها من شهوات أنفسهم ، ومن أوهامهم المعارضة للحق الصريح كما دلت عليه أكثر الآيات المتقدمة.

فذم الهوى مطلقا إما مبني على أن الغالب فيما تشتهيه الأنفس أنها مخالفة لما ترتضيه العقل ، أو على أن المراد بالنفس النفس المعتادة بالشر الداعية إلى السوء والفساد ، ويعبر عنها بالنفس الأمارة كما قال تعالى : «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي ».

أو صار الهوى حقيقة شرعية في المعاصي والأمور القبيحة التي تدعو النفس إليها ، والآراء والملل والمذاهب الباطلة التي تدعو إليها الشهوات الباطلة والأوهام الفاسدة ، لا البراهين الحقة فليس شيء أعدى للرجال لأن ضرر العدو على فرض وقوعه راجع إلى الدنيا الزائلة ومنافعها الفانية ، وضرر الهوى راجع إلى الآخرة الباقية.

٣١٢

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن القاسم ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني

« وحصائد ألسنتهم » قال في النهاية : فيه وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم أي ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه ، واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به ، وقال الطيبي : أي كلامهم القبيح كالكفر والقذف والغيبة ، وقال الجوهري : حصدت الزرع وغيره أحصده وأحصده حصدا والزرع محصود وحصيد وحصيدة ، وحصائد ألسنتهم الذي في الحديث هو ما قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم.

الحديث الثاني : ضعيف.

« وعزتي » أقسم سبحانه تأكيدا لتحقيق مضمون الخطاب وتثبيته في قلوب السامعين أولا بعزته وهي القوة والغلبة وخلاف الذلة وعدم المثل والنظير ، وثانيا بجلاله وهو التنزه من النقائص أو عن أن يصله إليه عقول الخلق أو القدرة التي تصغر لديها قدرة كل ذي قدرة ، وثالثا بعظمته وهي تنصرف إلى عظمة الشأن والقدر الذي يذل عندها شأن كل ذي شأن ، أو هو أعظم من أن يصل إلى كنه صفاته أحد ، ورابعا بكبريائه وهو كون جميع الخلائق مقهورا له منقادا لإرادته ، وخامسا بنوره وهو هدايته التي بها يهتدي أهل السماوات والأرضين إليه وإلى مصالحهم ومراشدهم كما يهتدى بالنور ، وسادسا بعلوه أي كونه أرفع من أن يصل إليه العقول والأفهام أو كونه فوق الممكنات بالعلية ، أو تعاليه عن الاتصاف بصفات المخلوقين ، وسابعا بارتفاع مكانه وهو كونه أرفع من أن يصل إليه وصف الواصفين أو يبلغه نعت الناعتين وكان بعضها تأكيد لبعض.

٣١٣

لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتت عليه أمره ولبست عليه دنياه وشغلت قلبه بها ولم أؤته منها إلا ما قدرت له وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي

« لا يؤثر » أي لا يختار« عبد هواه » أي ما يحبه ويهواه« على هواي » أي على ما أرضاه وأمرت به« إلا شتت عليه أمره » على بناء المجرد أو التفعيل ، في القاموس : شت يشت شتا وشتاتا وشتيتا فرق وافترق كانشت وتشتت ، وشتته الله وأشته.

وأقول : تشتت أمره إما كناية عن تحيره في أمر دينه فإن الذين يتبعون الأهواء الباطلة ، في سبل الضلالة يتيهون وفي طرق الغواية يهيمون ، أو كناية عن عدم انتظام أمور دنياهم فإن من اتبع الشهوات لا ينظر في العواقب فيختل عليه أمور معاشه ويسلب الله البركة عما في يده أو الأعم منهما ، وعلى الثاني الفقرة الثانية تأكيد وعلى الثالث تخصيص بعد التعميم.

« ولبست عليه دنياه » أي خلطتها أو أشكلتها وضيقت عليه المخرج منها ، قال في المصباح : لبست الأمر لبسا من باب ضرب خلطته ، وفي التنزيل «وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ »(١) والتشديد مبالغة ، وفي الأمر لبس بالضم ولبسة أيضا إشكال ، والتبس الأمر أشكل ، ولابسته بمعنى خالطته ، وقال الراغب : أصل اللبس ستر الشيء ، ويقال ذلك في المعاني ، يقال : لبست عليه أمره ، قال تعالى : «وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ » «وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ »(٢) «لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ »(٣) «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ »(٤) ويقال في الأمر لبسة أي التباس ولابست فلانا خالطته.

« وشغلت قلبه بها » أي هو دائما في ذكرها وفكرها غافلا عن الآخرة وتحصيلها

__________________

(١) سورة الأنعام : ٩.

(٢) سورة البقرة : ٤٢.

(٣) سورة آل عمران : ٧١.

(٤) سورة الأنعام : ٨٢.

٣١٤

وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي وكفلت السماوات والأرضين رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهي راغمة.

ولا يصل من الدنيا غاية مناه فيخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين« إلا استحفظته ملائكتي » أي أمرتهم بحفظه من الضياع والهلاك في الدين والدنيا.

« وكفلت السماوات والأرضين رزقه » وقد مر « وضمنت » أي جعلتهما ضامنين وكفيلين لرزقه ، كناية عن تسبب الأسباب السماوية والأرضية لوصول رزقه المقدر إليه.

« وكنت له من وراء تجارة كل تاجر » أقول : قد مر أنه يحتمل وجوها الأول : أن يكون المعنى كنت له من وراء تجارة التاجرين أي عقبها أسوقها إليه أي أسخر له قلوبهم له وألقي فيها أن يدفعوا قسطا من أرباح تجارتهم إليه.

الثاني : أني أتجر له عوضا عن تجارة كل تاجر له لو كانوا اتجروا له.

الثالث : أن المعنى أنا أي قربي وحبي له عوضا عن المنافع الزائلة الفانية التي تحصل للتجار في تجارتهم ، وبعبارة أخرى أنا مقصوده في تجارته المعنوية بدلا عما يقصده التجار من أرباحهم الدنيوية «فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ ».

الرابع : أن المعنى كنت له بعد أن أسوق إليه أرباح التاجرين فتجتمع له الدنيا والآخرة ، وهي التجارة الرابحة.

« وأتته الدنيا وهي راغمة » أي ذليلة منقادة كناية عن تيسر حصولها بلا مشقة ولا مذلة أو مع هوانها عليه ، وليست لها عنده منزلة لزهده فيها ، أو مع كرهها كناية عن بعد حصولها له بحسب الأسباب الظاهرة لعدم توسله بأسباب حصولها ، وهذا معنى لطيف وإن كان بعيدا ، وفي القاموس : الرغم الكره ويثلث كالمرغمة ، رغمه كعلمه ومنعه كرهه ، والتراب كالرغام ورغم أنفي لله مثلثة ذل عن كره ، وأرغمه الله أسخطه ، ورغمته فعلت شيئا على رغمه ، وفي النهاية أرغم الله أنفه ألصقه بالرغام وهو التراب ، هذا هو الأصل ، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره.

٣١٥

٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة ، عن يحيى بن عقيل قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إنما أخاف عليكم اثنتين ـ اتباع الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال لي أبو الحسنعليه‌السلام اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

« أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق » لأن حب الدنيا وشهواتها يعمى القلب عن رؤية الحق وتمنع النفس عن متابعته ، فإن الحق والباطل متقابلان والآخرة والدنيا ضرتان متنافرتان. والدنيا مع أهل الباطل فاتباع الهوى إما يصير سببا لاشتباه الحق بالباطل في نظره ، أو يصير باعثا على إنكار الحق مع العلم به ، والأول كعوام أهل الباطل والثاني كعلمائهم« وطول الأمل » أي ظن البقاء في الدنيا وتوقع حصول المشتهيات فيها بالأماني الكاذبة الشيطانيةينسى الموت والآخرة وأهوالها فلا يتوجه إلى تحصيل الآخرة وما ينفعه فيها ، ويخلصه من شدائدها وإنما ينسب الخوف منهما إلى نفسه القدسية لأنه هو مولى المؤمنين والمتولي لإصلاحهم والراعي لهم في معاشهم ، والداعي لهم إلى صلاح معادهم.

الحديث الرابع : ضعيف.

« اتق المرتقى السهل » إلخ ، المرقى والمرتقى والمرقاة موضع الرقي والصعود من رقيت السلم والسطح والجبل علوته ، والمنحدر الموضع الذي ينحدر منه أي ينزل ، من الانحدار وهو النزول ، والوعر ضد السهل ، قال الجوهري : جبل وعر بالتسكين ومطلب وعر ، قال الأصمعي : ولا تقل وعر.

أقول : ولعل المراد به النهي عن طلب الجاه والرئاسة وسائر شهوات الدنيا

٣١٦

قال وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام يقول لا تدع النفس وهواها فإن هواها في رداها وترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهوى دواها.

ومرتفعاتها فإنها وإن كانت مؤاتية على اليسر والخفض إلا أن عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة ، والحاصل أن متابعة النفس في أهوائها والترقي من بعضها إلى بعض وإن كانت كل واحدة منها في نظره حقيرة ، وتحصل له بسهولة ، لكن عند الموت يصعب عليه ترك جميعها ، والمحاسبة عليها ، فهو كمن صعد جبلا بحيل شتى فإذا انتهى إلى ذروته تحير في تدبير النزول عنها.

وأيضا تلك المنازل الدنية تحصل له في الدنيا بالتدريج ، وعند الموت لا بد من تركها دفعة ، ولذا تشق عليه سكرات الموت بقطع تلك العلائق ، فهو كمن صعد سلما درجة درجة ثم سقط في آخر درجة منه دفعة ، فكلما كانت الدرجات في الصعود أكثر كان السقوط منها أشد ضررا وأعظم خطرا فلا بد للعاقل أن يتفكر عند الصعود على درجات الدنيا في شدة النزول عنها فلا يرقى كثيرا ويكتفي بقدر الضرورة والحاجة ، فهذا التشبيه البليغ على كل من الوجهين من أبلغ الاستعارات وأحسن التشبيهات ، وفي بعض النسخ : أتقي بالياء وكأنه من تصحيف النساخ ، ولذا قرأ بعض الشارحين أتقى بصيغة التفضيل على البناء للمفعول وقرأ السهل مرفوعا ليكون خبرا للمبتدإ وهو أتقى ، أو يكون أتقي بتشديد التاء بصيغة المتكلم من باب الافتعال فالسهل منصوب صفة للمرتقى ، وكل منهما لا يخلو من بعد.

« لا تدع النفس وهواها » أي لا تتركها مع هواها وما تهواه وتحبه من الشهوات المردية« فإن هواها في رداها » أي هلاكها في الآخرة بالهلاك المعنوي ، في القاموس ردي في البئر سقط كتردى وأرداه غيره ورداه وروي كرضى ردي هلك ، وأرداه ، ورجل ردها لك.

قوله عليه‌السلام : أذاها ، الأذى ما يؤذي الإنسان من مرض أو مكروه ، والشيء القذر ، وفي بعض النسخ داؤها أي مرضها وهو أنسب بقوله : دواءها لفظا ومعنى ، في القاموس الدواء مثلثة ما داويت به ، وبالقصر المرض.

٣١٧

(باب )

(المكر والغدر والخديعة )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم رفعه قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لو لا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس.

باب المكر والغدر والخديعة

الحديث الأول : مرفوع كالحسن.

وفي القاموس :المكر الخديعة ، وقال : خدعه كمنعه خدعا ويكسر ختله ، وأراد به المكروه من حيث لا يعلم كاختدعه فانخدع ، والاسم الخديعة ، وقال الراغب : المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة ، وذلك ضربان مكر محمود وهو أن يتحرى بذلك فعل جميل ، وعلى ذلك قال الله عز وجل : «وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ »(١) ومذموم وهو أن يتحرى به فعل قبيح ، قال تعالى : «وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ »(٢) وقال في الأمرين : «وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ »(٣) وقال بعضهم من مكر الله تعالى إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدنيا ، ولذلك قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من وسع عليه دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن غفلة ، وقال : الخداع إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه ، انتهى.

وفي المصباح :خدعته خدعا فانخدع ، والخدع بالكسر اسم منه ، والخديعة مثله ، والفاعل خدوع مثل رسول وخداع أيضا وخادع ، والخدعة بالضم ما يخدع به الإنسان مثل اللعبة لما يلعب به ، انتهى.

__________________

(١) سورة آل عمران : ٥٤.

(٢) سورة فاطر : ٤٣.

(٣) سورة النمل : ٥٠.

٣١٨

وربما يفرق بينهما حيث اجتمعا بأن يراد بالمكر احتيال النفس واستعمال الرأي فيما يراد فعله مما لا ينبغي ، وإرادة إظهار غيره وصرف الفكر في كيفيته ، وبالخديعة إبراز ذلك في الوجود وإجراؤه على من يريد.

وكأنهعليه‌السلام إنما قال ذلك لأن الناس كانوا ينسبون معاوية لعنه الله إلى الدهاء والعقل ، وينسبونهعليه‌السلام إلى ضعف الرأي لما كانوا يرون من إصابة حيل معاوية المبنية على الكذب والغدر والمكر ، فبينعليه‌السلام أنه أعرف بتلك الحيل منه ، ولكنها لما كانت مخالفة لأمر الله ونهيه ، فلذا لم يستعملها ، كما روى السيدرضي‌الله‌عنه في نهج البلاغة عنه صلوات الله عليه أنه قال : ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ، ما لهم قاتلهم الله؟ قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونه مانع من أمر الله ونهيه ، فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها ، وينتهز فرصتها من لا حريجة في الدين ، والحريجة التقوى.

وقال بعض الشراح في تفسير هذا الكلام : وذلك لجهل الفريقين بثمرة الغدر وعدم تمييزهم بينه وبين الكيس ، فإنه لما كان الغدر هو التفطن بوجه الحيلة وإيقاعها على المغدور به وكان الكيس هو التفطن بوجه الحيلة والمصالح فيما ينبغي ، كانت بينهما مشاركة في التفطن بالحيلة واستخراجها بالآراء إلا أن تفطن الغادر بالحيلة التي هي غير موافقة للقوانين الشرعية والمصالح الدينية ، والكيس هو المتفطن بالحيلة الموافقة لهما ، ولدقة الفرق بينهما يلبس الغادر غدرة بالكيس وينسبه الجاهلون إلى حسن الحيلة كما نسب ذلك إلى معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأضرابهم ، ولم يعلموا أن حيلة الغادر تخرجه إلى رذيلة الفجور ، وأنه لا حسن لحيلة جرت إلى رذيلة ، بخلاف حيلة الكيس ومصلحته فإنها تجر

٣١٩

٢ ـ علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء كل غادر يوم القيامة بإمام مائل شدقه حتى

إلى العدل ، انتهى.

وقد صرحعليه‌السلام بذلك في مواضع يطول ذكرها ، وكونهعليه‌السلام أعرف بتلك الأمور وأقدر عليها ظاهر ، لأن مدار المكر على استعمال الفكر في درك الحيل ، ومعرفة طرق المكروهات وكيفية إيصالها إلى الغير على وجه لا يشعر به ، وهوعليه‌السلام لسعة علمه كان أعرف الناس بجميع الأمور ، والمراد بكونهما في النار كون المتصف بهما فيها والإسناد على المجاز.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

وفي القاموس : الغدر ضد الوفاء ، غدر هو به كنصر وضرب وسمع غدرا ، وأقول : يطلق الغدر غالبا على نقض العهد والبيعة وإرادة إيصال السوء إلى الغير بالحيلة بسبب خفي ، وقوله : بإمام متعلق بغادر ، والمراد بالإمام إمام الحق.

ويحتمل أن يكون الباء بمعنى مع ويكون متعلقا بالمجيء فالمراد بالإمام إمام الضلالة كما قال بعض الأفاضل« يجيء كل غادر » يعني من أصناف الغادرين على اختلافهم في أنواع الغدر « بإمام » يعني مع إمام يكون تحت لوائه كما قال الله سبحانه : «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ »(١) وإمام كل صنف من القادرين على اختلافهم من كان كاملا في ذلك الصنف من القدر أو باديا به ، ويحتمل أن يكون المراد بالغادر بإمام من غدر ببيعة إمام في الحديث الآتي خاصة ، وأما هذا الحديث فلا ، لاقتضائه التكرار وللفصل فيه بيوم القيامة ، والأول أظهر لأنهما في الحقيقة حديث واحد يبين أحدهما الآخر ، فينبغي أن يكون معناهما واحدا ، انتهى.

وفي المصباح :الشدق بالفتح والكسر جانب الفم قاله الأزهري ، وجمع المفتوح

__________________

(١) سورة الإسراء : ٧١.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

تغدو علينا(٦) ونظل بها نهاراً، ونبيت فيها ليلاً(٧) ، فنصبح فيها برحمته مسلمين، ونمسي فيها بمنه مؤمنين، من البلوى معافين، الحمد لله المنعم المفضل المحسن المجمل، ذي الجلال والاكرام، ذي الفواضل والنعم، الحمد(٨) لله الذى لم يخذلنا عند شدة، ولم يفضحنا عند سريرة، ولم يسلمنا بجريرة(٩) ». قال: وكان من محامده: « الحمد لله على علمه، والحمد لله على فضله، علينا وعلى جميع خلقه، وكان به كرم الفضل في ذلك فإن الله به عليم » وعن علي بن جعفر، عن أخيهعليهما‌السلام قال: كان يقولعليه‌السلام كثيراً: « الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ».

٦١٨٣ / ٧ - الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده عن الصدوق، بإسناده عن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن سنان، عن محمد بن مروان، عن الباقرعليه‌السلام قال: « إن نبياً من الأنبياءعليهم‌السلام ، حمد الله بهذه المحامد، فأوحى الله جلت عظمته: لقد شغلت الكاتبين، قال: اللهم لك الحمد كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك ».

٦١٨٤ / ٨ - البحار: رايت بخط الشهيد: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________________

(٦) في المصدر زيادة: وتروح.

(٧) في المصدر: ليلنا.

(٨)

 في المصدر: والحمد.

(٩) الجريرة: هي الجناية والذنب، سُمّيت بذلك لأنّها تجرّ العقوبة إلى الجاني (مجمع البحرين - جرر - ج ٣ ص ٢٤٤).

٧ - قصص الانبياء ص ٢٨٧.

٨ - البحار ج ٩٣ ص ٢٧٥ ح ٤.

٤٠١

قال: « ما على الأرض أحد يقول: لا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر ».

٦١٨٥ / ٩ - الصدوق في الخصال: عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحد بن يحيى، عن اليساري رفعه إلى الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: قلت: قولك مجدوا الله في خمس كلمات، ما هي؟ قال: « إذا قلت: سبحان الله وبحمده، رفعت الله تبارك وتعالى عما يقول العادلون(١) به، فإذا قلت: لا اله الا الله وحده لا شريك له، فهي كلمة الإخلاص، التي لا يقولها عبد إلا أعتقه الله من النار، إلا المستكبرين والجبارين، ومن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فوض الأمر إلى الله عزّوجلّ، ومن قال: أستغفر الله وأتوب إليه، فليس بمستكبر ولا جبار، إن المستكبر منيصر على الذنب الذي قد غلبه هواه، وآثر دنياه على آخرته، ومن قال: الحمد لله، فقد أدى شكر كل نعمة لله عزّوجلّ عليه ».

٦١٨٦ / ١٠ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن الحسين بن سعيد المكفوف، كتب إليهعليه‌السلام في كتاب له، جعلت فداك ما حد الإستغفار الذي وعد عليه نوحعليه‌السلام ، والإستغفار الذي لا يعذب قائله؟ فكتب إليه (صلوات الله عليه): « الإستغفار ألف ».

٦١٨٧ / ١١ - البحار: عن بيان التنزيل لابن شهر آشوب، عن سليمان بن خالد الاقطع، قال: قلت للصادقعليه‌السلام : أيجوز أن يصلى على المؤمنين؟ قال: « اي والله يصلى عليهم، فقد صلى الله

____________________________

٩ - الخصال ص ٢٩٩ ح ٧٢.

(١) العادلون: المشركون (مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٢١).

١٠ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٠٦ ح ٢١.

١١ - البحار ج ٩٤ ص ٧٠ ح ٦٢.

٤٠٢

عليهم، أما سمعت قول الله:( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ) (١) الاية.

٦١٨٨ / ١٢ - كتاب العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم: أن أو جز التحميد أن يقول الرجل: اللهم لك الحمد بمحامدك كلها، على نعمك كلها، حتى ينتهي الحمد إلى ما يحب ربي ويرضى، اللهم إني أسألك خير ما أرجو، وخير ما لا أرجو، وأعوذ بك من شر ما أحذر، ومن شر ما لا أحذر.

٦١٨٩ / ١٣ - الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الفزاري قال: حدثنا أبو عيسى قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عمر الأنصاري، عن معمر، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « من طنّت أُذنه، فليصل عليّ، وليقل: من ذكرني بخير، ذكره الله بخير ».

٦١٩٠ / ١٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ».

٦١٩١ / ١٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: وحكي عن الله تعالى أنه قال: « إذا ذكرني عبدي عبثاً، اهتز عرشي غضباً ».

____________________________

(١) الأحزاب ٣٣: ٤٣.

١٢ - كتاب العلاء بن زرين ص ١٥١.

١٣ - الإختصاص ص ١٦٠.

١٤ - الإختصاص ص ٢٤٨.

١٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٤٠٣

٤٠٤

أبواب قواطع الصلاة

١ -( باب بطلان الصلاة بحصول شئ من نواقض الطهارة في أثنائها، وأنه لا يقطع الصلاة شئ سوى القواطع المنصوصة)

٦١٩٢ / ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « ان الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى، يعني من النوم ».

٦١٩٣ / ٢ - وعن الحلبي، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ ) (١) « يعني بالسكر النوم ».

٦١٩٤ / ٣ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، أن علياًعليه‌السلام كان يقول: « لا يقطع الصلاة شئ، وادرؤوا ما استطعتم ».

٦١٩٥ / ٤ - وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحدث في صلاته، فليأخذ بطرف أنفه ولينصرف ».

____________________________

 أبواب قواطع الصلاة

 الباب - ١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٢ ح ١٣٤.

٢ - المصدر السابق ج ١ ص ٢٤٢ ح ١٣٦.

(١) النساء ٤: ٤٣.

٣ و ٤ - الجعفريات ص ٥٠.

٤٠٥

٦١٩٦ / ٥ - وبهذا الاسناد أن علياًعليه‌السلام كان يقول: « من أحدث في صلاته، فليقطع وليبدأ ».

٦١٩٧ / ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن خرجت منك ريح وغيرها، مما بنقض الوضوء، أو ذكرت أنك على غير وضوء، فسلم على أي حال كنت في صلاتك، وقدم رجلاً يصلي بالقوم بقية صلاتهم، وتوضأ واعد صلاتك ».

٦١٩٨ / ٧ - دعائم الاسلام: باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: « من أحدث في صلاته فلينصرف فيتوضأ، ثم يبتدئ الصلاة، ولا ينصرف من نفخ ريح يخيل عليه أنه خرج منه، الا أن يجد ريحه، أو يسمع صوته، أو يتيقن يقيناً انه كان ».

٦١٩٩ / ٨ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، انه سئل عن سكران صلى وهو سكران، قال: « يعيد الصلاة ».

٢ -( باب أنه لا تبطل الصلاة بالقئ، ولا الأزّ ولا الجشاء، ولا خروج الدم، إلا أن يزيد على ما يعفى عنه، وتستلزم ازالته المنافي)

٦٢٠٠ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى حدثنا أبي، عن

____________________________

٥ - الجعفريات ص ٢٠.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ١٤.

٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٩٠ باختلاف يسير.

٨ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٩٨.

 الباب - ٢

١ - الجعفريات ص ٥٠.

٤٠٦

أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، ان علياًعليهم‌السلام كان يقول: « لا يقطع الصلاة شئ، إلا الرعاف والدم والقئ، ومن وجد أذى أو أزّاً(١) في بطنه، فليأخذ بيد رجل من الصف فليقدمه ».

قلت: هكذا في النسخة، وهي منحصرة، والخبر موجود في الكافي(٢) ، والتهذيب(٣) ، وقرب الإسناد(٤) ، هكذا: لا يقطع الصلاة الرعاف ولا الدم، إلى آخره، فيحتمل التحريف بالزيادة من النساخ، أو الحمل على ما إذا استلزم إزالته المنافي.

٦٢٠١ / ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، أنه رعف وهو في الصلاة وهو يصلي بالناس، فأخذ بيد رجل فقدمه، ثم خرج فتوضأ ولم يتكلم، ثم جاء فبنى على صلاته ولم ير بذلك بأساً.

٦٢٠٢ / ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « من رعف وهو في الصلاة، فلينصرف فليتوض، أ وليستأنف الصلاة ».

٦٢٠٣ / ٤ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه رعف وهو يصلي بالناس، فأخذ بيد رجل فقدمه مكانه، ثم انصرف(١) فغسل الدم وصلى.

____________________________

(١) الأزّ في البطن: التهيّج والغليان الحاصل في البطن (مجمع البحرين ج ٤ ص ٦).

(٢) الكافي ج ٣ ص ٣٦٦ ح ١١.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٣٢٥ ح ١٨٧.

(٤) قرب الإسناد ص ٥٤.

٢ و ٣ - الجعفريات ص ١٩.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٩١.

(١) في المصدر: مضى.

٤٠٧

٣ -( باب بطلان الصلاة باستدبار القبلة، دون الإلتفات يميناً وشمالاً)

٦٢٠٤ / ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الرجل يريد الحاجة وهو في الصلاة: « يسبح، أو يشير، أو يومئ برأسه، ولا يلتفت » وعنهعليه‌السلام قال(١) : « من التفت بالكلية في صلاته قطعها ».

٦٢٠٥ / ٢ - محمد بن مسعود العياشي: عن سليمان بن عبدالله، قال: كنت عند أبي الحسن موسىعليه‌السلام قاعداً، فأُتي بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها، ويده اليسرى من خلف ذلك، ثم عصر وجهها على اليمين، ثم قال:( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (١) فرجع وجهها، فقال: إحذري أن تفعلي كما فعلت » قالوا: يا بن رسول الله، وما فعلت؟ فقال: « ذلك مستور إلا أن تتكلم به » فسألوها فقالت: كانت لي ضرة فقمن أُصلي فظننت أن زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها، فرجع وجهها على ما كان.

٦٢٠٦ / ٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه كان يلحظ في الصلاة يميناً وشمالاً، ولا يلوي عنقه خلف ظهره.

____________________________

 الباب - ٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٣.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٨.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٠٥ ح ١٨.

(١) الرعد ١٣: ١١.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٥ ح ٢٠٨.

٤٠٨

٤ -( باب عدم بطلان الصلاة بمرور شئ قدام المصلي)

٦٢٠٧ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، أن علياًعليهم‌السلام كان يقول: « لا يقطع الصلاة شئ، وادرؤوا ما استطعتم ».

٦٢٠٨ / ٢ - دعائم الإسلام: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عن عليعليهم‌السلام أنّه سئل عن المرور بين يدي المصلي، فقال: « لا يقطع الصلاة شئ، ولا تدع من يمر بين يديك وان قاتلته، وقال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى(١) الصلاة فمر بين يديه كلب، ثم [ مرّ ](٢) حمار، ثم مرت إمرأة وهو يصلي، فلما انصرف قال: رأيت الذي رأيتم، وليس يقطع صلاة المؤمن شئ، ولكن درؤوا ما استطعتم ».

٥ -( باب بطلان الصلاة بالبكاء فيها لذكر الميت، لا لذكر جنة أو نار، أو من خشية الله)

٦٢٠٩ / ١ - الصدوق في صفات الشيعة: بإسناده عن محمد بن صالح، عن أبي العباس الدينوري، عن محمد بن الحنفية، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في جملة كلام له في أوصاف الخلص من أصحابه: « فلو رأيتهم في ليلتهم، وقد نامت العيون، وهدأت

____________________________

 الباب - ٤

١ - الجعفريات ص ٥٠.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٩١.

(١) في المصدر: في.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ٥

١ - صفات الشيعة ص ٤١.

٤٠٩

الاصوات، وسكنت الحركات من الطيور في الوكور، قد نهنههم(١) خوف(٢) يوم القيامة والوعيد، كما قال سبحانه وتعالى:( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ) (٣) فاستيقظوا لها فزعين، وقاموا إلى صلاتهم معولين باكين تارة وأُخرى مسبحين، يبكون في محاريبهم ويرنّون(٤) يصطفون ليلة مظلمة بهماء يبكون » الخبر.

٦ -( باب كراهة تغميض العينين في الصلاة، إلى في الركوع، وكراهة نفخ موضع السجود، والإقعاء (* )، وحكم الإستناد إلى حائط ونحوه والإستعانة به على القيام، والإنحطاط لتناول شئ من الأرض)

٦٢١٠ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليّعليهم‌السلام : « ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى أن يغمض الرجل عينيه وهو في الصلاة ».

____________________________

(١) نهنهت فلاناً: زجرته.. كففته. (لسان العرب - نهنه - ج ١٣ ص ٥٥٠).

(٢) في المصدر: هول.

(٣) الأعراف ٧: ٩٧.

(٤) الرَّنَّه: الصيحة الحزينة..، الرنين: الصياح عند البكاء. (لسان العرب - رنن - ج - ١٣ ص ١٨٧).

الباب - ٦

(* ) الإقعاء: وهو أن يضع إليته على عقبيه بين السجدتين (مجمع البحرين - قعا - ج ١ ص ٣٤٨).

١ - الجعفريات ص ٣٣.

٤١٠

٦٢١١ / ٢ - الصدوق في المقنع: ولا تنفخ في موضع سجودك، فإذا أردت النفخ فليكن قبل دخولك في الصلاة.

٦٢١٢ / ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه نهى أن يغمض المصلي عينيه [ وهو ](١) في الصلاة.

٧ -( باب بطلان الصلاة بالضحك مع القهقهة، لا بمجرد التبسم)

٦٢١٣ / ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « الضحك في الصلاة يقطع الصلاة، وأما التبسم فلا يقطعها »

٨ -( باب جواز الصلاة مع مدافعة الأخبثين والريح والغمز (* )، والحنف الضيق، على كراهية في الجميع)

٦٢١٤ / ١ - الصدوق في الهداية، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثمانية لا تقبل لهم صلاة، العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز عن زوجها وهو عليها ساخط، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلي بهم وهم له

____________________________

٢ - المقنع ص ٢٣.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب - ٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٢.

الباب - ٨

(* ) الغمز: العصر والكبس باليد، (لسان العرب - غمز - ج ٥ ص ٣٨٩) واستعبر هنا لما يجده الانسان في بطنه من قراقر ونحوها.

١ - الهداية ص ٤٠.

٤١١

كارهون، والزبين، قالوا: يا رسول الله وما لازبين؟ قال: الذي يدافع الغائط والبول، والسكران، فهؤلاء الثمانية لا تقبل (لهم الصلاة)(١) ».

٦٢١٥ / ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تصل وبك شئ من الأخبثين، وإن كنت في الصلاة فوجدت غمزاً فانصرف، إلّا أن يكون شيئاً تصبر عليه، من غير إضرار بالصلاة ».

٦٢١٦ / ٣ - عوالي اللآلي: عن الشهيد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيمن صلى وهو يدافع الخبثين: « هو كمن صلى وهو معه ».

٦٢١٧ / ٤ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لا يصلين أحدكم وهو زنا(١) ، ولا يصلين احدكم وهو يدافع الخبثين ».

____________________________

(١) في المصدر: صلاتهم.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٩٠ ح ٢٥.

٤ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧٦٩.

(١) الزَّنا: الضيق... وفي الحديث لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزنين - هو الحاقن... ويقال: زنّ الرجل: استرخت مفاصله. (لسان العرب - رنن - ج ١٣ ص ٢٠٠).

٤١٢

٩ -( باب جواز إيماء المصلي وتنحنحه وإشارته ورفع صوته بالتسبيح، لتنبيه الغافل، وصفقه بيده للحاجة، وضرب الحائط لإيقاظ النائم، وحكم التلبية)

٦٢١٨ / ١ - كتاب المثنى بن الوليد: قال: كنت جالساً عند أبي عبداللهعليه‌السلام فقال له ناجية أبز حبيب الطحان: أصلحك الله إني أكون أصلي بالليل النافلة، فاسمع من الرحى ما أعرف أن الغلام قد نام عنها، فأضرب الحائط لأوقظه، قال: « نعم وما بأس بذلك؟ أنت [ رجل ](١) في طاعة ربك، تطلب رزقك ».

٦٢١٩ / ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام قال: « كنت إذا جئت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله استأذنت، فإن كان يصلي سبح، فعلمن فدخلت، وإن لم يكن يصلي أذن لي فدخلت ».

٦٢٢٠ / ٣ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه سئل عن الرجل يريد الحاجة وهو في الصلاة، قال: « يسبح ».

٦٢٢١ / ٤ - وعنهعليه‌السلام ، قال في الرجل يريد الحاجة وهو في الصلاة: « يسبح، أو يشير، أو يومئ برأسه، (ولا يلتفت)(١) ، وإذا أرادت المرأة الحاجة وهي في الصلاة، صفقت بيديها(٢) ».

____________________________

 الباب - ٩

١ - كتاب المثنى بن الوليد ص ١٠٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ و ٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٢.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٣.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: بيدها.

٤١٣

٦٢٢٢ / ٥ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري، عن محمد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا أرادت المرأة الحاجة وهي في صلاتها صفقت بيديها، والرجل يومئ برأه وهو في صلاته، ويشير بيده، ويسبح جهراً(١) ».

٦٢٢٣ / ٦ - البحار: عن مجموع الدعوات لمحمد بن هارون التلعكبري، عن إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال: دخلت على أمير المؤمنينعليه‌السلام فوجدته قائماّ يصلي متغيراً لونه، فلم أر مصلياً بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتم ركوعاً ولا سجوداً منه، فسعيت نحوه، فلما سمع بحسي أشار [ إليّ ](١) بيده، فوقفت حتى صلى ركعتين. الخبر.

٦٢٢٤ / ٧ - الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل والروضة: باسناده إلى جابر بن عبدالله الأنصاري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث أنه دخل عليه فقير في المسجد فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فمن كان منكم يواسي هذا الفقير؟ قال: فلم يجبه أحد، وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، يصلي ركعات التطوع كانت له دائماً، فأومأ إلى الأعرابي بيده، فدنا

____________________________

٥ - الخصال ص ٥٨٧ ح ١٢.

(١) « جهراً » ليس في المصدر.

٦ - البحار ج ٨٤ ص ٣٠٩ ح ٣٦.

(١) أثبتناه من البحار.

٧ - الفضائل ص ١٥٦، وعنهما في البحار ج ٣٥ ص ١٩٢ ح ١٤.

٤١٤

منه فرفع إليه الخاتم من يده، وهو في صلاته. الخبر.

٦٢٢٥ / ٨ - أحمد بن محمد بن عياش في كتاب المقتضب: عن أبي القاسم علي بن حبشي بن قوني، عن جعفر بن مالك الفزاري، عن الحسين بن أحمد المنقري التميمي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن زر بن حبيش الأسدي، عن جماعة من التابعين: منهم مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، [ جبير مولى بني أسد ](١) وسعيد بن المسيب المخزومي، عن أم سليم صاحبة الحصاة - في حديث طويل - قالت: فجئت إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وهو في منزله قائماً يصلي، قالت: فجلست ملياً فلا(٢) ينصرف من صلاته، فأردت القيام فلما هممت به حانت مني إلتفاتة إلى خاتم في إصبعه عليه فص حبشي، فإذا هو مكتوب: مكانك يا أم سليم أنبئك بما جئتني له، قالت فأسرع في صلاته، الخبر.

١٠ -( باب كراهة التثاؤب والتمطّي الإختياريين، في الصلاة خاصة)

٦٢٢٦ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إياكم وشدة التثاؤب في الصلاة، فإنه غرفة

____________________________

٨ - مقتضب الأثر ص ٢١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: فلم.

الباب - ١٠

١ - الجعفريات ص ٣٤.

٤١٥

الشيطان ».

٦٢٢٧ / ٢ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا تثاءب في الصلاة، ردها بيده اليمنى ».

٦٢٢٨ / ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تتمطى في صلاتك، ولا تتجشأ وامنعهما بجهدك وطاقتك ».

٦٢٢٩ / ٤ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام قال: « قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم وشدة التثاؤب في الصلاة »

٦٢٣٠ / ٥ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام إنه كره التثاؤب والمتطي في الصلاة.

وقد روينا عن عليعليه‌السلام (١) ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان إذا تثاءب [ وهو ](٢) في الصلاة، ردها بيمينه.

١١ -( باب كراهة العبث في الصلاة، وجواز تسوية الحصى في موضع السجود)

٦٢٣١ / ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن عليعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزّوجلّ كره لكم

____________________________

٢ - المصدر السابق ص ٣٦.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧.

٤ و ٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٤.

(١) المصدر السابق ج ١ ص ١٧٥.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ١١

١ - الجعفريات ص ٣٧.

٤١٦

أشياء: العبث في الصلاة ». الخبر.

٦٢٣٢ / ٢ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يمس لحيته أحياناً في الصلاة، فقلنا: يا رسول الله نراك تمس لحيتك في الصلاة، فقال: إذا كثرت همومي ».

٦٢٣٣ / ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبصر رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة(١) ، فقال: « أما(٢) أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ».

دعائم الإسلام(٣) عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله كره لكم ستّاً: العبث في الصلاة » الخبر.

٦٢٣٤ / ٤ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « نهاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن أربع: عن تقليب الحصى في الصلاة ». الخبر.

٦٢٣٥ / ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تعبث بلحيتك، ولا بشئ من جوارحك - إلى أن قال - ولا تعبث بشئ من الأشياء ».

٦٢٣٦ / ٦ - الصدوق في المقنع: ولا تثاءب(١) ولا تمطأ(٢) ولا تمس

____________________________

٢ - الجعفريات ص ٣٩.

٣ - الجعفريات ص ٣٦.

(١) في المصدر: صلاته.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) دعائم الإسلام ج پ ١ ص ١٧٤.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٤.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧.

٦ - المقنع ص ٢٣.

(١) في المصدر: تتثاءب.

(٢) وفيه: تمطّ.

٤١٧

الحصى - إلى أن قال - ولا تعبث فيها بيديك، ولا برأسك، ولا بلحيتك.

١٢ -( باب جواز الدعاء للدين والدنيا، وسؤال المباح دون المحرم، في جميع أحوال الصلاة، ولو في أثناء القراءة، أو بدعاء فيه سورة من القرآن، وتسميه الحاجة، والمدعوّ له، وتسمية الأئمةعليهم‌السلام )

٦٢٣٧ / ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام أنه قال: « ما كلم العبد به ربه في الصلاه فليس بكلام ».

٦٢٣٨ / ٢ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب شيخ القميين في زمانه، في كتاب المصنف عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « كلما كلمت الله تعالى، في صلاة الفريضة فليس بكلام ».

١٣ -( باب كراهة فرقعة الأصابع ونقضها، والبزاق، والإمتخاط، والتورك في الصلاة)

٦٢٣٩ / ١ - كتاب المثنى بن الوليد الحناط: قال: كنت جالساً عند أبي عبد

____________________________

 الباب - ١٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٢.

٢ - فلاح السائل ص ٤٦.

الباب - ١٣

١ - كتاب المثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٢.

٤١٨

اللهعليه‌السلام ، فقال له ناجية - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « إن الفضل بن عباس صلى بقوم فسمع رجلا خلفه فرع(١) إصبعه، فلم يزل يحفظه حتى انفتل، فلما انفتل قال: أيكم عبث بإصبعه؟ فقال صاحبها: أنا، فقال له: سبحان الله، ألا كففت عن إصبعك؟ فإن صاحب الصلاة إذا كان قائماً فيها كان، كالمودع لها، لا تعد إلى مثلها أبدا، صل صلاة مودّع لا ترجع إلى مثلها أبدا، أتدري من تناجي؟ لا تعد إلى مثل ذلك ».

٦٢٤٠ / ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، انه نهى عن التورك في الصلاة، وهو أن يجعل المصلي يديه على وركيه.

٦٢٤١ / ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه نهى عن تنقيض الأصابع في الصلاة، وهو أن (يثني ليتفرقع)(١) ، قال: وقد رخصواعليهم‌السلام ، في النخامة في الصلاة.

وروينا عن عليعليه‌السلام أنه قال: « إذا تنخم أحدكم [ وهو في الصلاة فليتنخم عن يساره إن وجد فرجة وإلا ](٢) فليحفر لها ويدفنها تحت رجليه ».

٦٢٤٢ / ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تفرقع(١) أصابعك، ولا

____________________________

(١) فرقعة الأصابع: غمزها حتى يسمع لمفاصلها صوت (لسان العرب ج ص ٢٥١).

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧٥ باختلاف.

٣ - المصدر السابق ج ١ ص ١٧٣.

(١) في المصدر: تثنى لتقعقع.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧.

(١) في المصدر: تفرق.

٤١٩

تحك بدنك ».

٦٢٤٣ / ٥ - البحار: وجدت بخط بعض الأفاضل، نقلاً من جامع البزنطي، عن الحلبي قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إن قوماً عذبوا بأنهم كانوا يتوركون في الصلاة، يضع أحدهم كفيه على وركيه من ملالة الصلاة، فقلنا: الرجل يعيا في المشي فيضع يده على وركيه، قال: لا بأس ».

٦٢٤٤ / ٦ - الصدوق في المقنع: فإذا قمت إلى الصلاة فأقبل عليها، ولا تمخط ولا تبزق إلى أن قال - ولا تفرقع أصابعك.

٦٢٤٥ / ٧ - البحار: عن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال في حديث: ولا تلتفت ولا تعبث بيديك وأصابعك، ولا تبزق عن يمينك، ولا عن يسارك، ولا بين يديك ».

١٤ -( باب عدم جواز التكفير، وهو وضع إحدى اليدين على الأخرى في الصلاة، وعدم جواز الفعل الكثير فيها)

٦٢٤٦ / ١ - البحار: وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي، نقلاً من جامع البزنطي، بإسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « فإذا قمت في صلاتك فاخشع فيها - إلى أن قال - ولا تكفر ولا تورك ».

____________________________

٥ - البحار ج ٨٤ ص ٢٢٣ ح ٧.

٦ - المقنع ص ٢٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ١٨٦ ذيل الحديث ١.

الباب - ١٤

١ - البحار ج ٨٤ ص ٢٢٢ ح ٦.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434